ابراهيم الجزائر
03-11-2015, 10:51 PM
باسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آله
مستبصر حديث العهد يحاول أن يعرف الاِمامة
شكلت الإمامة مسالة بالغة الأهمية و الخطورة في الحقل الاِسلامي، فقد تجلت في العقيدة، و الوحدة الاِجتماعية، و الرؤيا السياسية و البناء الحضاري، و خط فصْلٍ بين الشيعة و الفرق الأخرى، حيثما الشيعة، أنها من أصول الدين و تلزم الإيمان بها ، و من تجاوزها اِعتقادا يعتبر خارجا عن المذهب، وهي «أصل من أصول الدين و لا يتم الإيمان إلا بالاِعتقاد بها، و لا يجوز فيها التقليد ، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد و النبوة[1] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftn1)» فأصول الدين عند الشيعة: التوحيد، النبوة، العدل، الاِمامة، المعاد، فهذا المفهوم العقائدي لا تضاهيه مفاهيم عقائد الفرق الأخرى.
تعريف الاِمام:
شخص يقود الناس، صالحا كان، أم طالحا.
القرآن يذكر كلمة الإمام في معنيين «و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا»، و في آية أخرى « جعلناهم أئمة يدعون الى النار»
الإمامة في اللغة: مصدر من فعل (أمï±*) تقول: ( امّهم و أمï±* بهم: تقدمهم، و هي الإمامة، و الإمام: كل ما ائتم به من رئيس أو غيره
يقول ابن منظور: الإمام كل من ائتم به قوم كانوا على الصراط المستقيم أو كانوا ضالين.
الهداية: إرشاد الناس الى ما ينفعهم في الدنيا وفي الآخرة، و إصلاح الناس بعد ضلال، فالإصلاح من دعوة الأنبياء و الأئمة، و الصالحين.
أمرنا:بإذن الله.
فاِذا كان الإصلاح بإذن من الله و بأوامره و نواهيه، فالمصلح لا يخطئ فهو معصوم من كل خطاِ،
قال تعالى، ( و وهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة[2] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftn2) و كلا جعلنا صالحين) ، (فبشرناه باِسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب)، فالآية تتكلم في ظاهرها عن أهل بيت إبراهيم الخليل النبي (ع)، بلسان النبي محمد (ص) و باطنها يشير الى آل بيت محمد (ص)،.اِذن فالآية الكريم تتكلم عن الأنبياء و أبناء الأنبياء و أحفادهم، فالعصمة صفتهم، لأنهم يتكلمون بأوامر الله، و محمد (ص) نبي، و علي(ع) تلميذه(ص) منذ نعومة أظفاره، وهو أحسن و أفضل الصحابة، و هو من اهل البيت، و فاطمة (ع) بنت الرسول(ص) و الحسن و الحسين أحفاده (ص) قال رسول الله (ص):« علي مع الحق و الحق معه يدور معه حيث دار، لن يفترقا حتى يرد علي الحوض»، «لن يؤدي عنك اِلا أنت أو رجل منك» لمذا قال له جبريل هذا الكلام؟ لأنه يعرف جيدا أن عليا لا يمتهن الكذب منذ ولادته في جوف الكعبة المشرفة يوم الجمعة، - فقامت أمه باِلصاق نفسها بجدار الكعبة و أخذت تقول:«رب اِني مؤمنة بك و بما جاء من عندك من رسل و كتب وأني مصدقة بكلام جدي ابراهيم الخليل (ع) و أنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت، و بحق المولود الذي في بطني لما يسّرت عليّ ولادتي»ـ { فاطمة بنت أسد أم علي من سلالة الأنبياء، و أبي طالب من سلالة الأنبياء، فالمولود من سلالة الأنبياء، فاطمة الزهراء من سلالة الأنبياء، لهذ السبب أن البني رفض تزويجها الى عمر و ابي بكر لأنهما ليسا من سلالة الأنبياء}. و ما نطق به صدق، لأنه معصوم، و الآخرين لا ثقة فيهم، لأنهم اِحترفوا الكذب في الجاهلية . إذن فأحفاد النبي محمد (ص) صالحون.
و في قوله تعالى، (يوم ندعو كل أناس بأمامهم) روى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال:( لما نزلت هذه الآية قال المسلمون: يا رسول الله ألست اِمام الناس كلهم أجمعين؟ فقال (ص) أنا رسول الله الى الناس أجمعين، و لكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من أهل بيتي يقومون في الناس فيُكَذبون، و يظلمهم أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم، فمن والاهم و أتبعهم، وصدقهم فهو مني ومعي، و سيلقاني، ألا ومن ظلمهم و كذبهم فليس مني، ولا معي، و أنا منه بريء.
فالإمامة أنها غائية و ان غاياتها إصلاح المجتمع الذي فككته الخلافة الاِستبدادية السطوية، التي حرقت أحاديث النبي و تبنت أقوال تكذب عنه (ص) كأحاديث متواترة، و الناسخة لبعض أوامر الصريحة التي جاء القرآن بها، « فقد نسخ عمر أمرا صريحا جاء به القرآن مكتفيا بالقول:اِن رسول الله كان يعطيهم يوم كان الدين ضعيفا محتاجا الى نصرتهم أما اليوم فقد أصبح الدين قويا لا يحتاج الى تأليف قلوبهم أو استرضائهم[3] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftn3)»، هل كان الدين ضعيفا في حياة النبي؟، ثم تقوى بابي بكر العتيق و عمر بن الخطاب بعد موت النبي، كلا، بالرجالات النبي الصادقين عقيدة، و الموفون بعهدهم، فتح أبي بكر و عمر و عثمان ما بقي من الدول المجاورة لشبه الجزيرة العربية.
تختلف الإمامة أنها غائية عن الحكم الاستبدادي السطوي في أنها تصلح المجتمع المفكك، والمتدهور عقائديا، و المفلس سياسيا و اِقتصاديا، و أخلاقيا، ان يكون موحدا واحدا في كيانه الاِجتماعي، و العقائدي، و يجمعه مقصد واحد كما قال محمد حسين الطباطبائ في تعريفه للآمة، «جماعة يجمعهما مقصد واحد»،
فالاِمامة ليست مقصدا سلطويا بل هي وجوبا عقائديا، لا يتصور وجود اِمام بدون عقيدة ، ولا عقيدة حقه بدون اِمام، و واقعة اِجتماعية موحدة لا يمكن أن تكون خارجة عن المجتمع و لا المجتمع خارجا عنها، فهي نوات جاذبة للمجتمع تصلحه عندما يزيغ عن الحق، و تبعثه عندما ينهض لأن يكون عضوا فعّالا في المجتمع الاِمامي، أي أن يكون مواطنا اِماميا.
مواطنة اِمامي: صفة تلحق بالفرد بسبب علاقته الاِنتمائية العقائدية بالإمام و يترتب عن هذه المواطنة حقوقا عقائديةï¹° تضمن المشاركة الفعّالة في تطوير فكرها و الدفاع عنها، و زيادة على ذلك حقوقه المالية من اِعطاء و أخذ الخمس.قد ترتب عن هذا التفاعل الاِجتماعي و الثقافي، أن كل اِماميا فهو مواطنا اِماميا.
[1] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftnref1) .محمد رضا المظفر ، عقائد الاِمامية، ط، مركز الأبحاث العقائدية
[2] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftnref2) . نافلة تدل على ولد الولد يعني أن يعقوب والده اِسحاق
[3] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftnref3) . د. علي الوردي
اللهم صل على محمد و آله
مستبصر حديث العهد يحاول أن يعرف الاِمامة
شكلت الإمامة مسالة بالغة الأهمية و الخطورة في الحقل الاِسلامي، فقد تجلت في العقيدة، و الوحدة الاِجتماعية، و الرؤيا السياسية و البناء الحضاري، و خط فصْلٍ بين الشيعة و الفرق الأخرى، حيثما الشيعة، أنها من أصول الدين و تلزم الإيمان بها ، و من تجاوزها اِعتقادا يعتبر خارجا عن المذهب، وهي «أصل من أصول الدين و لا يتم الإيمان إلا بالاِعتقاد بها، و لا يجوز فيها التقليد ، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد و النبوة[1] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftn1)» فأصول الدين عند الشيعة: التوحيد، النبوة، العدل، الاِمامة، المعاد، فهذا المفهوم العقائدي لا تضاهيه مفاهيم عقائد الفرق الأخرى.
تعريف الاِمام:
شخص يقود الناس، صالحا كان، أم طالحا.
القرآن يذكر كلمة الإمام في معنيين «و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا»، و في آية أخرى « جعلناهم أئمة يدعون الى النار»
الإمامة في اللغة: مصدر من فعل (أمï±*) تقول: ( امّهم و أمï±* بهم: تقدمهم، و هي الإمامة، و الإمام: كل ما ائتم به من رئيس أو غيره
يقول ابن منظور: الإمام كل من ائتم به قوم كانوا على الصراط المستقيم أو كانوا ضالين.
الهداية: إرشاد الناس الى ما ينفعهم في الدنيا وفي الآخرة، و إصلاح الناس بعد ضلال، فالإصلاح من دعوة الأنبياء و الأئمة، و الصالحين.
أمرنا:بإذن الله.
فاِذا كان الإصلاح بإذن من الله و بأوامره و نواهيه، فالمصلح لا يخطئ فهو معصوم من كل خطاِ،
قال تعالى، ( و وهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة[2] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftn2) و كلا جعلنا صالحين) ، (فبشرناه باِسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب)، فالآية تتكلم في ظاهرها عن أهل بيت إبراهيم الخليل النبي (ع)، بلسان النبي محمد (ص) و باطنها يشير الى آل بيت محمد (ص)،.اِذن فالآية الكريم تتكلم عن الأنبياء و أبناء الأنبياء و أحفادهم، فالعصمة صفتهم، لأنهم يتكلمون بأوامر الله، و محمد (ص) نبي، و علي(ع) تلميذه(ص) منذ نعومة أظفاره، وهو أحسن و أفضل الصحابة، و هو من اهل البيت، و فاطمة (ع) بنت الرسول(ص) و الحسن و الحسين أحفاده (ص) قال رسول الله (ص):« علي مع الحق و الحق معه يدور معه حيث دار، لن يفترقا حتى يرد علي الحوض»، «لن يؤدي عنك اِلا أنت أو رجل منك» لمذا قال له جبريل هذا الكلام؟ لأنه يعرف جيدا أن عليا لا يمتهن الكذب منذ ولادته في جوف الكعبة المشرفة يوم الجمعة، - فقامت أمه باِلصاق نفسها بجدار الكعبة و أخذت تقول:«رب اِني مؤمنة بك و بما جاء من عندك من رسل و كتب وأني مصدقة بكلام جدي ابراهيم الخليل (ع) و أنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت، و بحق المولود الذي في بطني لما يسّرت عليّ ولادتي»ـ { فاطمة بنت أسد أم علي من سلالة الأنبياء، و أبي طالب من سلالة الأنبياء، فالمولود من سلالة الأنبياء، فاطمة الزهراء من سلالة الأنبياء، لهذ السبب أن البني رفض تزويجها الى عمر و ابي بكر لأنهما ليسا من سلالة الأنبياء}. و ما نطق به صدق، لأنه معصوم، و الآخرين لا ثقة فيهم، لأنهم اِحترفوا الكذب في الجاهلية . إذن فأحفاد النبي محمد (ص) صالحون.
و في قوله تعالى، (يوم ندعو كل أناس بأمامهم) روى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال:( لما نزلت هذه الآية قال المسلمون: يا رسول الله ألست اِمام الناس كلهم أجمعين؟ فقال (ص) أنا رسول الله الى الناس أجمعين، و لكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من أهل بيتي يقومون في الناس فيُكَذبون، و يظلمهم أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم، فمن والاهم و أتبعهم، وصدقهم فهو مني ومعي، و سيلقاني، ألا ومن ظلمهم و كذبهم فليس مني، ولا معي، و أنا منه بريء.
فالإمامة أنها غائية و ان غاياتها إصلاح المجتمع الذي فككته الخلافة الاِستبدادية السطوية، التي حرقت أحاديث النبي و تبنت أقوال تكذب عنه (ص) كأحاديث متواترة، و الناسخة لبعض أوامر الصريحة التي جاء القرآن بها، « فقد نسخ عمر أمرا صريحا جاء به القرآن مكتفيا بالقول:اِن رسول الله كان يعطيهم يوم كان الدين ضعيفا محتاجا الى نصرتهم أما اليوم فقد أصبح الدين قويا لا يحتاج الى تأليف قلوبهم أو استرضائهم[3] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftn3)»، هل كان الدين ضعيفا في حياة النبي؟، ثم تقوى بابي بكر العتيق و عمر بن الخطاب بعد موت النبي، كلا، بالرجالات النبي الصادقين عقيدة، و الموفون بعهدهم، فتح أبي بكر و عمر و عثمان ما بقي من الدول المجاورة لشبه الجزيرة العربية.
تختلف الإمامة أنها غائية عن الحكم الاستبدادي السطوي في أنها تصلح المجتمع المفكك، والمتدهور عقائديا، و المفلس سياسيا و اِقتصاديا، و أخلاقيا، ان يكون موحدا واحدا في كيانه الاِجتماعي، و العقائدي، و يجمعه مقصد واحد كما قال محمد حسين الطباطبائ في تعريفه للآمة، «جماعة يجمعهما مقصد واحد»،
فالاِمامة ليست مقصدا سلطويا بل هي وجوبا عقائديا، لا يتصور وجود اِمام بدون عقيدة ، ولا عقيدة حقه بدون اِمام، و واقعة اِجتماعية موحدة لا يمكن أن تكون خارجة عن المجتمع و لا المجتمع خارجا عنها، فهي نوات جاذبة للمجتمع تصلحه عندما يزيغ عن الحق، و تبعثه عندما ينهض لأن يكون عضوا فعّالا في المجتمع الاِمامي، أي أن يكون مواطنا اِماميا.
مواطنة اِمامي: صفة تلحق بالفرد بسبب علاقته الاِنتمائية العقائدية بالإمام و يترتب عن هذه المواطنة حقوقا عقائديةï¹° تضمن المشاركة الفعّالة في تطوير فكرها و الدفاع عنها، و زيادة على ذلك حقوقه المالية من اِعطاء و أخذ الخمس.قد ترتب عن هذا التفاعل الاِجتماعي و الثقافي، أن كل اِماميا فهو مواطنا اِماميا.
[1] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftnref1) .محمد رضا المظفر ، عقائد الاِمامية، ط، مركز الأبحاث العقائدية
[2] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftnref2) . نافلة تدل على ولد الولد يعني أن يعقوب والده اِسحاق
[3] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftnref3) . د. علي الوردي