ابراهيم الجزائر
07-11-2015, 10:10 PM
باسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آله
السلام عليكم
بعدما أُسقطت الخلافة الاِمامية لعلي بن ابي طالب، من طرف أبي بكر و عمر و تمكنهما من الحكم ، الذي نصبه(ع) رسول الله (ص) بالوصاية، حين أمره (ص) الله تعالى بإفشائها و إعلان نبئها أمام الناس بدون تردد و لا خوف و بهذه الآية:« يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس»، حتى اِذا بلغت آذانهم و هم حينئذ صاغرون، قاموا مصافحين الإمام علي كرم الله وجهه.
من هنا بدأ تحالف أضداد علي كرم الله وجهه، و أول رد فعل عنيف كان من النعمان بن الحارث الفهري, قد اعترض النبي (ص) قائلا: أمرتنا عن الله بشهادة ان لا اله الا الله و أن محمد رسول الله، و أمرتنا بالصلاة والصوم و الحج و الزكاة الجهاد فقبلنا منك، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا و قلت: فقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله، فقال (ص): « و الله الذي لا اله إلا هو إنﱠ هذا من الله »، حيث يقول فيه النبي محمد (ص) « أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب»، فسأله أبي سعد الخدري عن قوله تعالى: « قال الذي عنده علم من الكتاب» النمل 40، فقال (ص):هو وصي أخي سليمان بن داود، فقال له و الآية: «و من عنده علم الكتاب» الرعد 43، فقال رسول الله(ص) ذاك أخي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، إذن وصي رسول الله محمد (ص) له علم الكتاب علم كلي، و وصي سليمان له علم جزئي من الكتاب علم جزئ، فعن بن مسعود أنه قال: كنت عند النبي (ص) فسأله عن علم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فأجابه النبي (ص): « قسمت الحكمة عشرة أجزاء، أعطي علي تسعة أجزاء، و الناس جزءا واحدا و هو اعلم بالعشر الباقي.
ثم تقدم (ع) على الأولين و الآخرين من الصحابة بقوله سلوني قبل أن تفقدوني، حيث كررها في العديد من المناسبات كان يقول (ع): « يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني ... سلوني فاِن عندي علم الأولين و الآخرين ... أما و الله لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و بين أهل ألزبور بزبورهم و بين أهل الفرقان بفرقانهم[1] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftn1)»
موازنة بين السن حيث رأى ناقصوا العلم و الإدراك و البصيرة ان عليا (ع) صغير السن لا يصلح للحكم، و قتل الكثير من مشركي قريش، و غيرهم، اِذن مقياسهم مقياس جاهلية و تحالفهم تحالف جاهلية و عصبية، و وصولهم الى الحكم بطريقة عصبية، لا إيمانية.
حتى أصبحت العصبية نظرية للوصول الى الحكم، فأفتى أهل السنة قبول حكم الغلبة و الخضوع الى السلطان.
يقول اِبن خلدون في هذا المضمار ( لما كانت الرياسة إنما تكون بالعلب وجب ان تكون عصبية ذلك النصاب هو اقوي من سائر العصائب ليقع الغلب و تتم الرياسة لأهلها و كل عصبية منهم اذا أحست بغلب عصبية الرئيس لهم أقروا بالاذعان و الاتباع.
ثم يردف قائلا أن قيام الدولة بثلاث عوامل أساسية هي: الزعامة، و العصبية، و العقيدة.
الزعامة عند بن خلدون تتمثل في: الاِستقامة، و الكرم، و الشجاعة، و المروءة. هل هذه الصفات تتمثل في الانقلابيين.
علي (ع) الشجاع، علي(ع) الكريم، علي (ع) المستقيم، علي (ع) المروءة.
العصبية: صفة البدو غير الحضر يقول (ص) في وصف علي (ع) « أنا مدينة العلم و علي بابها...» إذن علي(ع) هو الحضر، و الحضر مجال العلم و الثقافة و الفلسفة و الصنعة و الاِدارة و الحكم، الدين .. .
فالعصبية تتمثل في الانقلابيين. لو أراد (ع) الحكم بالعصبية لن يرده احد
العقيدة:قال الله تعالى:« ان الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم و الله يؤتي ملكه من يشاء و الله واسع عليم». من عنده علم الكتاب قال رسول الله (ص) أخي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
و في دعوة من أبي بكر إلى أبيه أبا قحافة يدعوه أن ينزل عنده، حيث قال:(Lمن خليفة رسول الله إلى أبي قحافة، أما بعد فاِن الناس قد تراضوا بي، فاني اليوم خليفة الله فلو قدمت علينا كان اقر لعينيك، فلما قرأ أبو قحافة الكتاب قال للرسول: ما منعكم من علي؟،قال: هو حدث السن و قد أكثر القتل في قريش و غيرها و أبو بكر أسن منه، فقال أبو قحافة: اِن كان الأمر في ذلك بالسن فأنا أحق من أبي بكر، لقد ظلموا عليا حقه و قد بايع له النبي (ص) و أمرنا ببيعته).
من كلام الرسول، ان ابي بكر و عمر لم يقتلا مشركا قرشيا و لا غيره، اِذن كانا متفرجان على حركة الدعوة الإسلامية يصطادون الفرص.
[1] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftnref1) . حدثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قالا: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا محمد بن العباس قال: حدثني محمد بن أبي السري، قال: حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، عن سعد الكناني، عن الاصبغ بن نباتة، قال: لما جلس علي عليه السلام في الخلافه وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لابسا بردة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، متنعلا نعل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، متقلدا سيف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فصعد المنبر فجلس عليه السلام عليه متمكنا، ثم شبك بين أصابعه فوضعها أصفل بطنه، ثم قال: يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، هذا مازقني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم زقا زقا، سلوني فإن عندي علم الاولين والآخرين، أما والله لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لافتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل الانجيل بإنجيلهم حتى ينطق الانجيل فيقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه، ولولا آية في كتاب الله لاخبرتكم بما كان وبما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة وهي هذه الآية (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب
ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فو الله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آيه آية في ليل انزلت أو في نهار انزلت، مكيها ومدنيها، سفريها و حضريها، ناسخها و منسوخها، محكمها ومتشابهها، وتأويلها وتنزيلها لاخبرتكم، فقام إليه رجل يقال له: ذعلب وكان ذرب اللسان، بليغا في الخطب، شجاع القلب فقال: لقد ارتقى ابن ابي طالب مرقاة صعبة لا خجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه، فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك؟ قال: ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد رباه لم أره، قال: فكيف رأيته؟ صفه لنا؟ قال: ويلك لم تره العيون بمشاهدة الابصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، ويلك يا ذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد، ولا بالحركه، ولا بالسكون، ولا بالقيام قيام انتصاب، ولا بجيئه ولا بذهاب، لطيف اللطافة لايوصف باللطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لايوصف بالرقة مؤمن لابعبادة، مدرك لا بمجسة، قائل لا باللفظ، هو في الاشياء على غير ممازجة. خارج منها على غير مباينة، فوق كل شئ فلا يقال: شئ فوقه، وأمام كل شئ فلا يقال: له أمام، داخل في الاشياء لا كشئ في شئ داخل، وخارج منها لا كشئ من شئ خارج، فخر ذعلب مغشيا عليه، ثم قال: تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها
.
ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فقام إليه الاشعث بن قيس، فقال: يا أمير المؤمنين كيف يؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم الكتاب ولم يبعث إليهم نبي؟ قال: بلى يا أشعث قد أنزل الله عليهم كتابا وبعث إليهم رسولا، حتى كان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بابنته إلى فراشه فأرتكبها، فلما أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا إلى بابه، فقالوا: أيها الملك دنست علينا ديننا وأهلكته فاخرج نطهرك ونقم عليك الحد، فقال لهم: اجتمعوا واسمعوا كلامي فإن يكن لي مخرج مما ارتكبت، وإلا فشأنكم، فاجتمعوا فقال لهم: هل علمتم أن الله لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم و أمنا حواء؟ قالوا: صدقت أيها الملك، قال: أفليس قد زوج بنيه من بناته وبناته من بنيه؟ قالوا: صدقت هذا هو الدين فتعاقدوا على ذلك، فمحا الله ما في صدروهم من العلم، ورفع عنهم الكتاب، فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب، والمنافقون أشد حالا منهم، قال الاشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها أبدا
.
ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكئا على عصاه، فلم يزل يتخطى الناس حتى دنا منه فقال: يا أمير المؤمنين دلني على عمل أنا إذا عملته نجاني الله من النار، قال له: اسمع يا هذا ثم افهم ثم استيقن، قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعلمه، وبغني لا يبخل بماله على أهل دين الله، وبفقير صابر، فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغني، ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون بالله أن الدار قد رجعت إلى بدئها أي الكفر بعد الإيمان، أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى، أيها السائل إنما الناس ثلاثة: زاهد وراغب وصابر، فأما الزاهد فلا يفرح بشي من الدنيا أتاه ولا يحزن على شئ منها فاته، وأما الصابر فيتمناها بقلبه، فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام، قال له: يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه وينظر إلى ما خالفه فيتبرء منه وإن كان حميما قريبا، قال: صدقت والله يا أمير المؤمنين ثم غاب الرجل فلم نره، فطلبه الناس فلم يجدوه، فتبسم علي عليه السلام على المنبر ثم قال: مالكم هذا أخي الخضر عليه السلام.
ثم قال: سلوني قبل ان تفقدوني فلم يقم إليه أحد، فحمد الله وأثنى عليه و صلى على نبيه صلى الله عليه وآله، ثم قال للحسن عليه السلام: يا حسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون: إن الحسن بن علي لا يحسن شيئا، قال الحسن عليه السلام: يا أبت كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى، قال له: بأبي و امي اواري نفسي عنك وأسمع وأرى وأنت لا تراني، فصعد الحسن عليه السلام المنبر فحمد الله بمحامد بليغة شريفة، وصلى على النبي صلى الله عليه وآله صلاة موجزة، ثم قال: أيها الناس سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها وهل تدخل المدينة إلا من بابها، ثم نزل فوثب إليه علي عليه السلام فحمله وضمه إلى صدره، ثم قال للحسين عليه السلام: يا بني قم فاصعد المنبر وتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون: إن الحسين بن علي لا يبصر شيئا، وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك، فصعد الحسين عليه السلام المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله صلاة موجزة، ثم قال: معاشر الناس سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: إن عليا هو مدينة هدى فمن دخلها نجا و من تخلف عنها هلك، فوثب إليه علي فضمه إلى صدره وقبله، ثم قال: معاشر الناس اشهدوا أنهما فرخا رسول الله صلى الله عليه وآله ووديعته التي استودعنيها وأنا أستودعكموها، معاشر الناس ورسوله الله صلى الله عليه وآله وسلم سائلكم عنهما.
اللهم صل على محمد و آله
السلام عليكم
بعدما أُسقطت الخلافة الاِمامية لعلي بن ابي طالب، من طرف أبي بكر و عمر و تمكنهما من الحكم ، الذي نصبه(ع) رسول الله (ص) بالوصاية، حين أمره (ص) الله تعالى بإفشائها و إعلان نبئها أمام الناس بدون تردد و لا خوف و بهذه الآية:« يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس»، حتى اِذا بلغت آذانهم و هم حينئذ صاغرون، قاموا مصافحين الإمام علي كرم الله وجهه.
من هنا بدأ تحالف أضداد علي كرم الله وجهه، و أول رد فعل عنيف كان من النعمان بن الحارث الفهري, قد اعترض النبي (ص) قائلا: أمرتنا عن الله بشهادة ان لا اله الا الله و أن محمد رسول الله، و أمرتنا بالصلاة والصوم و الحج و الزكاة الجهاد فقبلنا منك، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا و قلت: فقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله، فقال (ص): « و الله الذي لا اله إلا هو إنﱠ هذا من الله »، حيث يقول فيه النبي محمد (ص) « أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب»، فسأله أبي سعد الخدري عن قوله تعالى: « قال الذي عنده علم من الكتاب» النمل 40، فقال (ص):هو وصي أخي سليمان بن داود، فقال له و الآية: «و من عنده علم الكتاب» الرعد 43، فقال رسول الله(ص) ذاك أخي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، إذن وصي رسول الله محمد (ص) له علم الكتاب علم كلي، و وصي سليمان له علم جزئي من الكتاب علم جزئ، فعن بن مسعود أنه قال: كنت عند النبي (ص) فسأله عن علم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فأجابه النبي (ص): « قسمت الحكمة عشرة أجزاء، أعطي علي تسعة أجزاء، و الناس جزءا واحدا و هو اعلم بالعشر الباقي.
ثم تقدم (ع) على الأولين و الآخرين من الصحابة بقوله سلوني قبل أن تفقدوني، حيث كررها في العديد من المناسبات كان يقول (ع): « يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني ... سلوني فاِن عندي علم الأولين و الآخرين ... أما و الله لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و بين أهل ألزبور بزبورهم و بين أهل الفرقان بفرقانهم[1] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftn1)»
موازنة بين السن حيث رأى ناقصوا العلم و الإدراك و البصيرة ان عليا (ع) صغير السن لا يصلح للحكم، و قتل الكثير من مشركي قريش، و غيرهم، اِذن مقياسهم مقياس جاهلية و تحالفهم تحالف جاهلية و عصبية، و وصولهم الى الحكم بطريقة عصبية، لا إيمانية.
حتى أصبحت العصبية نظرية للوصول الى الحكم، فأفتى أهل السنة قبول حكم الغلبة و الخضوع الى السلطان.
يقول اِبن خلدون في هذا المضمار ( لما كانت الرياسة إنما تكون بالعلب وجب ان تكون عصبية ذلك النصاب هو اقوي من سائر العصائب ليقع الغلب و تتم الرياسة لأهلها و كل عصبية منهم اذا أحست بغلب عصبية الرئيس لهم أقروا بالاذعان و الاتباع.
ثم يردف قائلا أن قيام الدولة بثلاث عوامل أساسية هي: الزعامة، و العصبية، و العقيدة.
الزعامة عند بن خلدون تتمثل في: الاِستقامة، و الكرم، و الشجاعة، و المروءة. هل هذه الصفات تتمثل في الانقلابيين.
علي (ع) الشجاع، علي(ع) الكريم، علي (ع) المستقيم، علي (ع) المروءة.
العصبية: صفة البدو غير الحضر يقول (ص) في وصف علي (ع) « أنا مدينة العلم و علي بابها...» إذن علي(ع) هو الحضر، و الحضر مجال العلم و الثقافة و الفلسفة و الصنعة و الاِدارة و الحكم، الدين .. .
فالعصبية تتمثل في الانقلابيين. لو أراد (ع) الحكم بالعصبية لن يرده احد
العقيدة:قال الله تعالى:« ان الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم و الله يؤتي ملكه من يشاء و الله واسع عليم». من عنده علم الكتاب قال رسول الله (ص) أخي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
و في دعوة من أبي بكر إلى أبيه أبا قحافة يدعوه أن ينزل عنده، حيث قال:(Lمن خليفة رسول الله إلى أبي قحافة، أما بعد فاِن الناس قد تراضوا بي، فاني اليوم خليفة الله فلو قدمت علينا كان اقر لعينيك، فلما قرأ أبو قحافة الكتاب قال للرسول: ما منعكم من علي؟،قال: هو حدث السن و قد أكثر القتل في قريش و غيرها و أبو بكر أسن منه، فقال أبو قحافة: اِن كان الأمر في ذلك بالسن فأنا أحق من أبي بكر، لقد ظلموا عليا حقه و قد بايع له النبي (ص) و أمرنا ببيعته).
من كلام الرسول، ان ابي بكر و عمر لم يقتلا مشركا قرشيا و لا غيره، اِذن كانا متفرجان على حركة الدعوة الإسلامية يصطادون الفرص.
[1] (http://www.shiaali.net/vb/#_ftnref1) . حدثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قالا: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا محمد بن العباس قال: حدثني محمد بن أبي السري، قال: حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، عن سعد الكناني، عن الاصبغ بن نباتة، قال: لما جلس علي عليه السلام في الخلافه وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لابسا بردة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، متنعلا نعل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، متقلدا سيف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فصعد المنبر فجلس عليه السلام عليه متمكنا، ثم شبك بين أصابعه فوضعها أصفل بطنه، ثم قال: يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، هذا مازقني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم زقا زقا، سلوني فإن عندي علم الاولين والآخرين، أما والله لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لافتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل الانجيل بإنجيلهم حتى ينطق الانجيل فيقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه، ولولا آية في كتاب الله لاخبرتكم بما كان وبما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة وهي هذه الآية (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب
ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فو الله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آيه آية في ليل انزلت أو في نهار انزلت، مكيها ومدنيها، سفريها و حضريها، ناسخها و منسوخها، محكمها ومتشابهها، وتأويلها وتنزيلها لاخبرتكم، فقام إليه رجل يقال له: ذعلب وكان ذرب اللسان، بليغا في الخطب، شجاع القلب فقال: لقد ارتقى ابن ابي طالب مرقاة صعبة لا خجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه، فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك؟ قال: ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد رباه لم أره، قال: فكيف رأيته؟ صفه لنا؟ قال: ويلك لم تره العيون بمشاهدة الابصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، ويلك يا ذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد، ولا بالحركه، ولا بالسكون، ولا بالقيام قيام انتصاب، ولا بجيئه ولا بذهاب، لطيف اللطافة لايوصف باللطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لايوصف بالرقة مؤمن لابعبادة، مدرك لا بمجسة، قائل لا باللفظ، هو في الاشياء على غير ممازجة. خارج منها على غير مباينة، فوق كل شئ فلا يقال: شئ فوقه، وأمام كل شئ فلا يقال: له أمام، داخل في الاشياء لا كشئ في شئ داخل، وخارج منها لا كشئ من شئ خارج، فخر ذعلب مغشيا عليه، ثم قال: تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها
.
ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فقام إليه الاشعث بن قيس، فقال: يا أمير المؤمنين كيف يؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم الكتاب ولم يبعث إليهم نبي؟ قال: بلى يا أشعث قد أنزل الله عليهم كتابا وبعث إليهم رسولا، حتى كان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بابنته إلى فراشه فأرتكبها، فلما أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا إلى بابه، فقالوا: أيها الملك دنست علينا ديننا وأهلكته فاخرج نطهرك ونقم عليك الحد، فقال لهم: اجتمعوا واسمعوا كلامي فإن يكن لي مخرج مما ارتكبت، وإلا فشأنكم، فاجتمعوا فقال لهم: هل علمتم أن الله لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم و أمنا حواء؟ قالوا: صدقت أيها الملك، قال: أفليس قد زوج بنيه من بناته وبناته من بنيه؟ قالوا: صدقت هذا هو الدين فتعاقدوا على ذلك، فمحا الله ما في صدروهم من العلم، ورفع عنهم الكتاب، فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب، والمنافقون أشد حالا منهم، قال الاشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها أبدا
.
ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكئا على عصاه، فلم يزل يتخطى الناس حتى دنا منه فقال: يا أمير المؤمنين دلني على عمل أنا إذا عملته نجاني الله من النار، قال له: اسمع يا هذا ثم افهم ثم استيقن، قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعلمه، وبغني لا يبخل بماله على أهل دين الله، وبفقير صابر، فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغني، ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون بالله أن الدار قد رجعت إلى بدئها أي الكفر بعد الإيمان، أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى، أيها السائل إنما الناس ثلاثة: زاهد وراغب وصابر، فأما الزاهد فلا يفرح بشي من الدنيا أتاه ولا يحزن على شئ منها فاته، وأما الصابر فيتمناها بقلبه، فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام، قال له: يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه وينظر إلى ما خالفه فيتبرء منه وإن كان حميما قريبا، قال: صدقت والله يا أمير المؤمنين ثم غاب الرجل فلم نره، فطلبه الناس فلم يجدوه، فتبسم علي عليه السلام على المنبر ثم قال: مالكم هذا أخي الخضر عليه السلام.
ثم قال: سلوني قبل ان تفقدوني فلم يقم إليه أحد، فحمد الله وأثنى عليه و صلى على نبيه صلى الله عليه وآله، ثم قال للحسن عليه السلام: يا حسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون: إن الحسن بن علي لا يحسن شيئا، قال الحسن عليه السلام: يا أبت كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى، قال له: بأبي و امي اواري نفسي عنك وأسمع وأرى وأنت لا تراني، فصعد الحسن عليه السلام المنبر فحمد الله بمحامد بليغة شريفة، وصلى على النبي صلى الله عليه وآله صلاة موجزة، ثم قال: أيها الناس سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها وهل تدخل المدينة إلا من بابها، ثم نزل فوثب إليه علي عليه السلام فحمله وضمه إلى صدره، ثم قال للحسين عليه السلام: يا بني قم فاصعد المنبر وتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون: إن الحسين بن علي لا يبصر شيئا، وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك، فصعد الحسين عليه السلام المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله صلاة موجزة، ثم قال: معاشر الناس سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: إن عليا هو مدينة هدى فمن دخلها نجا و من تخلف عنها هلك، فوثب إليه علي فضمه إلى صدره وقبله، ثم قال: معاشر الناس اشهدوا أنهما فرخا رسول الله صلى الله عليه وآله ووديعته التي استودعنيها وأنا أستودعكموها، معاشر الناس ورسوله الله صلى الله عليه وآله وسلم سائلكم عنهما.