الباحث الطائي
17-11-2015, 05:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
نستكمل بحث : الظهور والامام الحجة ع وشيعة العراق ، دورا وموقفا*
وسنتطرق في الجزء الثاني فيه الى الروايات المكملة والداعمة للموضوع اثباتا ، وتتناول مدح شيعة العراق / الكوفة بالخصوص على مر التاريخ ومستقبله*
سوف نضع البعض المهم من الروايات محل البحث مع تعليق / شرح مناسب لاستخراج قيمتها واستظهار قرينتها المتعلقة بالطرح والله اعلم .
1- الرواية الشريفة الاولى : قال الامام الصادق في مدح اهل العراق واهل الكوفة : (( واهل الكوفة اوتادنا واهل هذا السواد منا ونحن منهم ))
بحار الانوار العلامة المجلسي ج57/صفحة 214*
اقول :
الرواية وردت كما يلي : عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة بن أعين، عن الصادق (عليه السلام) قال: «أهل خراسان أعلامنا، وأهل قم أنصارنا، وأهل الكوفة أوتادنا، وأهل هذا السواد منا ونحن منهم»*
الوَتِدُ : ما ثُبِّتَ في الأرض أو الحائط من خشب ونحوه ، لدعم سور أو تثبيت خيمة
أوتادُ الأرض : جبالُها ،
أوتادُ البلاد : رُؤساؤها ، زعماؤها
وعليه : يمكن تفسير قول المعصوم بحق اهل الكوفة : بأنّهم اوتادنا / معتمدنا الثقة في الدين والعمل والنصرة لآل البيت ع في البلاد الاسلامية .
وقوله ( واهل هذا السواد منّا ونحن منهم ) هو مصداق قوله تعالى : ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) ،،، والاتباع هو فرع العمل وجهة التشابه ، فاذا كان في الدين فاساسه / باطنه العقيدة والايمان ، وظاهره الفعل وفق الشرع والسنة الصحيحة والموقف من الحق واهله .
وهناك روايات تذكر فضل شيعتهم وانهم خلقوا من طينتهم الطيبة الطاهرة الزكية ( وهذا لعله مصداق اخر لقول المعصوم " منا ونحن منهم" )
السؤال الدقيق والمهم هنا ، هل المقصود بالرواية واقع وحال اصحاب الامام / او اهل الكوفة في عصر الامام ع فقط ( من خاطب وقتئذ ) او هو امتداد وشمول عام للاخيار منهم بما علمه المعصوم من غيبهم وصلاح سرائرهم جيل بعد جيل ( نستثني الشواذ ، ولكل قاعدة شواذ )
الجواب : على الاقل يقينا ، من خاطب منهم في عصره داخلين ، وغيرهم من الجيل اللاحق مرجح كثيرا كما يفهم من سياق الرواية واصول استنباطها وموقف ودور مواليهم وشيعتهم بالعموم على طول خط التاريخ والمستقبل ، وتحملهم الاذى والمحن والشدائد والصبر والثبات ، حتى يظهر الله امره ، ويحقق على الارض وعده ، باخر من ذخره ، من العترة المطهرة .
............................................
2- الرواية الشريفة الثانية : قال الامام علي عليه السلام مخاطبا اهل العراق: (( انتم الانصار على الحق والاخوان في الدين والجنن يوم البأس والباطنه دون الناس بكم اضرب المدبر وارجو طاعة المقبل*))
بحار الانوار ج 32/ صفحة 236
اقول :
قوله ع ( انتم الانصار على الحق ) : الحق هو ما اراده الله وانفذه ، وهو نقيض الباطل ، والحق في اوضح مصاديقه هو القران وشريعة الله ( المعنوي ) , والرسول والامام المعصوم المنتخب من الله ( الظاهري المحسوس والمجسد للقران ) .
فيكون : انتم الانصار للامام الحق ( وهو في زمانهم الامام علي ع ، وعلي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار )*
اي انتم الانصار لنا نحن ال بيت نبيكم ،،، وانتم على الحق لانكم انصارنا .
وقوله ( والاخوان في الدين ) : هو مصداق قوله تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) , وهذه شهادة من المعصوم ع بحقيقة ايمانهم لا فقط ظاهر ايمانهم .*
والاشارة الى الدين هو بدلالة الدين الحق ، اي العقيدة الحقّة ، والتي لا تتم وتكمل الا بالولاية لآل البيت ع : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ*وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )
وقوله ( والجنن يوم الباس ) : اي الدروع لنا وللدين وللحق ، يوم الشدة / الحرب*
وقوله ( الباطنه دون الناس ) : اي أنتم خواصنا ومحل اسرارنا دون بقية الناس .
وقوله ( بكم اضرب المدبر ، وارجوا طاعة المقبل ) : اي انتم ساعدي في الفتن ، اضرب العاصي المتمرد لامر الله ورسوله وحجته ، وانتم ساعدي الذي اثبت به سلطان الامامة وحكم الله لمن يَقبل بحكم الله ورسوله ومن افترض طاعته .
الخلاصة : فيما يتعلق بنقطة البحث وحيثيتها ، فالرولية بصدد المدح لاهل العراق ، وشيعتهم ممن يوالي آل البيت ع بالخصوص ، وهي شهادة تاريخية ثابته في حقهم ولعلها وبحدودها (اذا لم نضف عليها ونربطها بمضامين روايات اخرى ) تفيد قرينة على توجه وموقف اهل العراق وهواهم العقائدي الموالي والناصر لآل البيت ع بالعموم . والله اعلم*
..............................
3- الرواية الشريفة الثالثة : وقال الامام الصادق عليه السلام عندما دخل عليه عبد الله بن الوليد في جمع من اهل العراق , فقال لهم : (( ممن انتم ؟ قلنا من اهل الكوفة . قال مامن البلدان اكثر محبا لنا من اهل الكوفة لاسيما هذه العصابة ، ان الله هداكم لامر جهله الناس فاحببتمونا وابغضنا الناس وبايعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا*وكذبنا الناس ، فاحياكم الله محيانا واماتكم مماتنا ))*
الامالي الشيخ الطوسي – صفحة 144
اقول :
ظاهر وواضح مدح المعصوم ع لاهل الكوفة ، ويعلل ذلك "بحـــبهم " لآل البيت ع بالعموم ، والثلة / العصابة بالخصوص .
والحب هو مصداق قوله تعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )*
اي حب الله يتحصل من حب الرسول ( ومن افترض طاعته ) ، وهذا بدور يتحصل من اتّـباع الرسول ومن افترض الله طاعته ،،، فاذا تحصل الاتّـباع الحق لزم شرعا وتكوينا الحب الحقيقي .
لقد هدى الله شيعة آل البيت ع لامر الولاية ( لعلمه بصلاحهم وحسن اختيارهم ) ، الذي جهله الناس فتحصّل منه : ( فاحببتمونا وابغضنا الناس وبايعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس )*
اي : ان الولاية مفتاح الخير والبركة والثبات على الدين الحق وبخلافه ( ردها ومخالفتها بعد علم ) سيبغض الناس ال البيت ويخالفوهم ويكذبوهم ، وهذا هو كره ومخالفة وتكذيب للرسول ولله ، جل الله وتعالى ذكره . فافهم !
فنتج من حب اهل العراق ( شيعتهم ) لـ آل البيت ع : ان جعل الله ثمرته هي : ( فاحياكم الله محيانا واماتكم مماتنا ) ... وذلك هو الفوز العظيم ، والشاهد القويم ، على ماضيهم ومستقبلهم .
......................
4- الرواية الشريفة الرابعة ، وعن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل نقتبس منه موضع الحاجة: ( يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان، مستقلون مقهورون*ممتحنون يصب عليكم البلاء صباً، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم...).
اقول :
قوله ع ( وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان ) : هي شاهد عالي المقام في حق اهل الكوفة تُـثْبت اعلى مراتب الولاء والاتباع للدين الحق والثبات والصبر عليه . وما يُمتحَنون به من انواع البلاء هو لتمحيصهم ، ثم بعد ذلك يفرج الله عنهم كربهم ، واوضح واهم مصداق لفَرج الكربْ هو بتحقق الوعد الإلهي بظهور امامهم الاخير المذخور لآخر الزمان عج .
-------------------------------
5- الرواية الشريفة الخامسة , وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أهل الكوفة إنكم من أكرم المسلمين وأقصدهم وأعدلهم سنة وأفضلهم سهماً في الإسلام وأجودهم في العرب مركباً ونصاباً أنتم أشد العرب وداً للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، وإنما جئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من أنفسكم...).
اقول :
هذه شهادة اخرى تضاف الى سجل مدحهم وفضائلهم ، يفصّلها المعصوم ع مما علمه باليقين من حقيقتهم ، ويضع الامام ع بعد الله ثقته بهم .
وثقة الامام ع فرع علمه ، وعلمه فرع عصمته ، وعصمته فرع لطف الله واصطفائه ، ومنها يكون انكشافه على حقائق الملكوت ( وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض ليكون من الموقنين ) ، فتامل قيمة هذه الثقة ايها الموالي .
***************************
6- واخيرا نقتبس الروايتين الكبيرتين المقام ، والمهمتين كدليل كما ادناه :
عن الامام الصادق ع : (إن ولايتنا عرضت على السماوات والأرض والجبال والأمصار، فما قبلها قبول أهل الكوفة)
وعنه عليه السلام : ( إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد)
اقول :
يظهر انه قبل نشأة الدنيا وفي نشاة الارواح والمعنى ثبت ولاء اهل الكوفة لآل البيت ع , وان قبولهم كان افضل القبول بين من عُرض عليهم من الموجودات في عالم الملكوت .
ولقد احتج الله بهم ( بايمانهم ورجاحة عقلهم وثباتهم وصبرهم على تحمل الولاية ) على سائر البلاد والمؤمنين . ولا تزكية فوق تزكية الله التي اثبتها المعصوم ع في حقهم ، فتأمل جيدا هذا .
في النهاية , يمكن اعتبار ما استخلصناه من فهم هذه الروايات الشريفة موضوع ودليل وقرائن داعمة ومكملة لبحثنا ( الظهور والامام الحجة ع وشيعة العراق ، دورا وموقفا (1)
ونحن بحمد الله نرى واقعا مشهودا ومنذ عصر الغيبة ولحد الان بما هو اكثر من 1000 عام على ولاء ونصرة وموقف وثبات اهل الكوفة وشيعة العراق المنسجم مع ما قيل بحقهم وصدر من مقام المعصوم ع .
هذا مقدار فهمنا اذا وفقنا الله واصبنا الحق والله اعلم
الباحث الطائي
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
نستكمل بحث : الظهور والامام الحجة ع وشيعة العراق ، دورا وموقفا*
وسنتطرق في الجزء الثاني فيه الى الروايات المكملة والداعمة للموضوع اثباتا ، وتتناول مدح شيعة العراق / الكوفة بالخصوص على مر التاريخ ومستقبله*
سوف نضع البعض المهم من الروايات محل البحث مع تعليق / شرح مناسب لاستخراج قيمتها واستظهار قرينتها المتعلقة بالطرح والله اعلم .
1- الرواية الشريفة الاولى : قال الامام الصادق في مدح اهل العراق واهل الكوفة : (( واهل الكوفة اوتادنا واهل هذا السواد منا ونحن منهم ))
بحار الانوار العلامة المجلسي ج57/صفحة 214*
اقول :
الرواية وردت كما يلي : عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة بن أعين، عن الصادق (عليه السلام) قال: «أهل خراسان أعلامنا، وأهل قم أنصارنا، وأهل الكوفة أوتادنا، وأهل هذا السواد منا ونحن منهم»*
الوَتِدُ : ما ثُبِّتَ في الأرض أو الحائط من خشب ونحوه ، لدعم سور أو تثبيت خيمة
أوتادُ الأرض : جبالُها ،
أوتادُ البلاد : رُؤساؤها ، زعماؤها
وعليه : يمكن تفسير قول المعصوم بحق اهل الكوفة : بأنّهم اوتادنا / معتمدنا الثقة في الدين والعمل والنصرة لآل البيت ع في البلاد الاسلامية .
وقوله ( واهل هذا السواد منّا ونحن منهم ) هو مصداق قوله تعالى : ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) ،،، والاتباع هو فرع العمل وجهة التشابه ، فاذا كان في الدين فاساسه / باطنه العقيدة والايمان ، وظاهره الفعل وفق الشرع والسنة الصحيحة والموقف من الحق واهله .
وهناك روايات تذكر فضل شيعتهم وانهم خلقوا من طينتهم الطيبة الطاهرة الزكية ( وهذا لعله مصداق اخر لقول المعصوم " منا ونحن منهم" )
السؤال الدقيق والمهم هنا ، هل المقصود بالرواية واقع وحال اصحاب الامام / او اهل الكوفة في عصر الامام ع فقط ( من خاطب وقتئذ ) او هو امتداد وشمول عام للاخيار منهم بما علمه المعصوم من غيبهم وصلاح سرائرهم جيل بعد جيل ( نستثني الشواذ ، ولكل قاعدة شواذ )
الجواب : على الاقل يقينا ، من خاطب منهم في عصره داخلين ، وغيرهم من الجيل اللاحق مرجح كثيرا كما يفهم من سياق الرواية واصول استنباطها وموقف ودور مواليهم وشيعتهم بالعموم على طول خط التاريخ والمستقبل ، وتحملهم الاذى والمحن والشدائد والصبر والثبات ، حتى يظهر الله امره ، ويحقق على الارض وعده ، باخر من ذخره ، من العترة المطهرة .
............................................
2- الرواية الشريفة الثانية : قال الامام علي عليه السلام مخاطبا اهل العراق: (( انتم الانصار على الحق والاخوان في الدين والجنن يوم البأس والباطنه دون الناس بكم اضرب المدبر وارجو طاعة المقبل*))
بحار الانوار ج 32/ صفحة 236
اقول :
قوله ع ( انتم الانصار على الحق ) : الحق هو ما اراده الله وانفذه ، وهو نقيض الباطل ، والحق في اوضح مصاديقه هو القران وشريعة الله ( المعنوي ) , والرسول والامام المعصوم المنتخب من الله ( الظاهري المحسوس والمجسد للقران ) .
فيكون : انتم الانصار للامام الحق ( وهو في زمانهم الامام علي ع ، وعلي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار )*
اي انتم الانصار لنا نحن ال بيت نبيكم ،،، وانتم على الحق لانكم انصارنا .
وقوله ( والاخوان في الدين ) : هو مصداق قوله تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) , وهذه شهادة من المعصوم ع بحقيقة ايمانهم لا فقط ظاهر ايمانهم .*
والاشارة الى الدين هو بدلالة الدين الحق ، اي العقيدة الحقّة ، والتي لا تتم وتكمل الا بالولاية لآل البيت ع : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ*وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )
وقوله ( والجنن يوم الباس ) : اي الدروع لنا وللدين وللحق ، يوم الشدة / الحرب*
وقوله ( الباطنه دون الناس ) : اي أنتم خواصنا ومحل اسرارنا دون بقية الناس .
وقوله ( بكم اضرب المدبر ، وارجوا طاعة المقبل ) : اي انتم ساعدي في الفتن ، اضرب العاصي المتمرد لامر الله ورسوله وحجته ، وانتم ساعدي الذي اثبت به سلطان الامامة وحكم الله لمن يَقبل بحكم الله ورسوله ومن افترض طاعته .
الخلاصة : فيما يتعلق بنقطة البحث وحيثيتها ، فالرولية بصدد المدح لاهل العراق ، وشيعتهم ممن يوالي آل البيت ع بالخصوص ، وهي شهادة تاريخية ثابته في حقهم ولعلها وبحدودها (اذا لم نضف عليها ونربطها بمضامين روايات اخرى ) تفيد قرينة على توجه وموقف اهل العراق وهواهم العقائدي الموالي والناصر لآل البيت ع بالعموم . والله اعلم*
..............................
3- الرواية الشريفة الثالثة : وقال الامام الصادق عليه السلام عندما دخل عليه عبد الله بن الوليد في جمع من اهل العراق , فقال لهم : (( ممن انتم ؟ قلنا من اهل الكوفة . قال مامن البلدان اكثر محبا لنا من اهل الكوفة لاسيما هذه العصابة ، ان الله هداكم لامر جهله الناس فاحببتمونا وابغضنا الناس وبايعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا*وكذبنا الناس ، فاحياكم الله محيانا واماتكم مماتنا ))*
الامالي الشيخ الطوسي – صفحة 144
اقول :
ظاهر وواضح مدح المعصوم ع لاهل الكوفة ، ويعلل ذلك "بحـــبهم " لآل البيت ع بالعموم ، والثلة / العصابة بالخصوص .
والحب هو مصداق قوله تعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )*
اي حب الله يتحصل من حب الرسول ( ومن افترض طاعته ) ، وهذا بدور يتحصل من اتّـباع الرسول ومن افترض الله طاعته ،،، فاذا تحصل الاتّـباع الحق لزم شرعا وتكوينا الحب الحقيقي .
لقد هدى الله شيعة آل البيت ع لامر الولاية ( لعلمه بصلاحهم وحسن اختيارهم ) ، الذي جهله الناس فتحصّل منه : ( فاحببتمونا وابغضنا الناس وبايعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس )*
اي : ان الولاية مفتاح الخير والبركة والثبات على الدين الحق وبخلافه ( ردها ومخالفتها بعد علم ) سيبغض الناس ال البيت ويخالفوهم ويكذبوهم ، وهذا هو كره ومخالفة وتكذيب للرسول ولله ، جل الله وتعالى ذكره . فافهم !
فنتج من حب اهل العراق ( شيعتهم ) لـ آل البيت ع : ان جعل الله ثمرته هي : ( فاحياكم الله محيانا واماتكم مماتنا ) ... وذلك هو الفوز العظيم ، والشاهد القويم ، على ماضيهم ومستقبلهم .
......................
4- الرواية الشريفة الرابعة ، وعن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل نقتبس منه موضع الحاجة: ( يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان، مستقلون مقهورون*ممتحنون يصب عليكم البلاء صباً، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم...).
اقول :
قوله ع ( وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان ) : هي شاهد عالي المقام في حق اهل الكوفة تُـثْبت اعلى مراتب الولاء والاتباع للدين الحق والثبات والصبر عليه . وما يُمتحَنون به من انواع البلاء هو لتمحيصهم ، ثم بعد ذلك يفرج الله عنهم كربهم ، واوضح واهم مصداق لفَرج الكربْ هو بتحقق الوعد الإلهي بظهور امامهم الاخير المذخور لآخر الزمان عج .
-------------------------------
5- الرواية الشريفة الخامسة , وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أهل الكوفة إنكم من أكرم المسلمين وأقصدهم وأعدلهم سنة وأفضلهم سهماً في الإسلام وأجودهم في العرب مركباً ونصاباً أنتم أشد العرب وداً للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، وإنما جئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من أنفسكم...).
اقول :
هذه شهادة اخرى تضاف الى سجل مدحهم وفضائلهم ، يفصّلها المعصوم ع مما علمه باليقين من حقيقتهم ، ويضع الامام ع بعد الله ثقته بهم .
وثقة الامام ع فرع علمه ، وعلمه فرع عصمته ، وعصمته فرع لطف الله واصطفائه ، ومنها يكون انكشافه على حقائق الملكوت ( وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض ليكون من الموقنين ) ، فتامل قيمة هذه الثقة ايها الموالي .
***************************
6- واخيرا نقتبس الروايتين الكبيرتين المقام ، والمهمتين كدليل كما ادناه :
عن الامام الصادق ع : (إن ولايتنا عرضت على السماوات والأرض والجبال والأمصار، فما قبلها قبول أهل الكوفة)
وعنه عليه السلام : ( إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد)
اقول :
يظهر انه قبل نشأة الدنيا وفي نشاة الارواح والمعنى ثبت ولاء اهل الكوفة لآل البيت ع , وان قبولهم كان افضل القبول بين من عُرض عليهم من الموجودات في عالم الملكوت .
ولقد احتج الله بهم ( بايمانهم ورجاحة عقلهم وثباتهم وصبرهم على تحمل الولاية ) على سائر البلاد والمؤمنين . ولا تزكية فوق تزكية الله التي اثبتها المعصوم ع في حقهم ، فتأمل جيدا هذا .
في النهاية , يمكن اعتبار ما استخلصناه من فهم هذه الروايات الشريفة موضوع ودليل وقرائن داعمة ومكملة لبحثنا ( الظهور والامام الحجة ع وشيعة العراق ، دورا وموقفا (1)
ونحن بحمد الله نرى واقعا مشهودا ومنذ عصر الغيبة ولحد الان بما هو اكثر من 1000 عام على ولاء ونصرة وموقف وثبات اهل الكوفة وشيعة العراق المنسجم مع ما قيل بحقهم وصدر من مقام المعصوم ع .
هذا مقدار فهمنا اذا وفقنا الله واصبنا الحق والله اعلم
الباحث الطائي