الباحث الطائي
18-01-2016, 04:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
نتعرّض في هذا الطرح والمبحث التدقيقي والتحقيقي الى تفاصيل مهمة من علامات الظهور وفتنة الشام وقريبة من تحقق توقع الفرج بالظهور المنتظر للامام الحجة ع .
سوف يكون الطرح مبتنيا ومؤسَسَـاً على روايات ال البيت ع بالخصوص ، وسوف نستفاد من تفاصيل روايات وردت عن روايات العامة لتفسير بعض الحوادث والتي يمكن لنا الاطمئنان لها بدرجة من المقبولية اذا توافق سياقها ومضمونها مع روايات ال البيت ع . وبالعموم نحن نحاول أنةنؤسس لطرح يفسر الحوادث الواردة الينا باقرب تفسير ممكن للواقع المقصود ولا ندّعي فيه الجزم ، ونترك حوادث اليوم الموعود هي التي تكشف تفاصيل الحقائق بالدقة ،
ورد الينا من مصادر ال البيت ع رواية مهمة كثيرا تتناول فتنة واحداث الشام قبيل خروج السفياني والظهورةالمبارك مع ذكر لتفاصيل حوادث اخرى متصلة زمانيا وجغرافيا بفتنة الشام في ارهاصات الظهور القريبة جدا .
الرواية : ( النعماني/305 ، عن المغيرة بن سعيد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجلِ إلا عن آية من آيات الله ، قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف ، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين ، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة ، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر . فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا ، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، حتى يستوي على منبر دمشق ، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي عليه السلام ) والبدء والتاريخ:2/177، قال: وفيما خبر عن علي بن أبي طالب ع في ذكر الفتن بالشام قال: فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد على أثره ليستولي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي . وغيبة الطوسي/277، بنحو النعماني ، ومثله العدد القوية/76، بتفاوت يسير، وفيه: فانتظروا ابن آكلة الأكباد بالوادي اليابس ، ثم تظلكم فتنة مظلمة عمياء منكشفة لاينجو منها إلا النُّوَمة ، قيل: وما النومة؟ قال: الذي لا يعرف الناس ما في نفسه . ومنتخب الأنوار/29 ، عن الخرائج ، وإثبات الهداة:3/730 ، عن غيبة الطوسي ، وكذا البحار:52/216 .)
واقــــول :
اول ما ابتداء الحديث او الدخول في احداث الرواية جاء بالاداة الشرطية " اذا " ، اذا اختلف الرمحان في الشام
وهنا يلفت الامام ع انتباه المنتظرين والمدققين الى حدث علاماتي مهم ، وبه ومنه يكون بداية هذه العلامة المهمة ، وتستمر احداثها الى حتى الدخول في العلامات الحتمية والتي ترافق الظهور ،
ولكن تمييز هذه العلامة هنا وبحدود هذه الرواية متعلق بحدثين مهمين ، هما*:
1- اختلف الرمحان .
2- في الشام
وحيث انّ الرواية بخصوص ملاحم / ارهاصات الظهور الاخيرة قبيل لظهور ، فلا بد ان يكون وقت تأويلها في عصر الظهور ، والا اي انطباق سابق وبعيد عن عصر الظهور لا يمكن اعتباره ذي اهمية هنا !
قول المعصوم ع " اختلـف الرمحـان " : كلمة الرمحان ، وهي المسبوقة بأل التعريف يفيدنا : اي هذين الرمحان رمزان معروفان للذي يشهد احداث اختلافهما في ذلك العصر ، ولم يقل الامام اذا اختلف رمحان اي منكرة اي ليس اي رمحين عاديين على مر زمان الاحداث بالشام بل رمحين مميزين يشار اليهما بالبنان ، ( علما ان هناك من اورد الرواية في محل اخر بدون ال التعريف ، أي : " اذا اختلف رمحان " وسنبين لاحقا من قرائن روايات اخرى ان التعبير المسبوق بال التعريف هو الادق وهو الاقرب لما نحاول تفسيره )
والاشارة الى هذين ( الجهتين القوتين المختلفتين ) بالرمحان مقصودة وتميزها عن قوى اخرى في الشام سوف تظهر في نفس احداث هذه الرواية واحداثها اشار اليها الامام بالرايات ( وهي رايات الابقع والاصهب والسفياني في رواية اخرى قريبة المعنى تفصل الاحداث بين الرايات الثلاثة )
لذالك اطلاق كلمة الرمحان للاشارة الى جهتين ما مختلفتين ومميزتين ، وكذلك الى اطلاق كلمة الراية الى جهة / قوى اخرى ، يكون لعله مقصود ويعني التفريق
لذلك نعتقد ان الرمحان في الرواية تعبيران يختلفان عن بقية الرايات واستحقا القول من الامام ع بما يناسب حجمهما ورمزهما فكان قول الامام : " اذا اختلف الرمحان "
وأما تفسير الرايات الصفر اصحاب البراذين الشهب المحذوفة التي تاتي من الغرب ، وآية الخسف الذي يذهب به اكثر من مئة الف ويكون رحمة للمؤمنين وعذاب على الكافرين سيتبين تفاصيله اكثر لاحقا في قرائن روايات العامة ذات نفس المضمون .
واما المسألة الثانية بهذا الخصوص فهو الموقع الجغرافي لهذا الاختلاف بين الرمحان ، وهو الشـــــام
الرواية لم تحدد حجم ومدن الشام التي ستكون مسرح عمليات اختلاف الرمحان ، ولكن راية السفياني وتملكه للكور الخمسة يفيد بدقة لا باس بها حجم ملكه وحدوده حتى في عصرنا الحاضر*.
الرواية الثانية :
( في الإختصاص للشيخ المفيد ص 255: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام : يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها, أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، و يعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب ، فأول أرض المغرب ( العرب ) تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع ، وراية السفياني فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين ، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً .)
اقـــــول :
احداث وتفاصيل هذه الرواية قريب جدا من الرواية السابقة ، وهذا الصوت الذي يجيئكم من ناحية دمشق بالفتح عند ربط حدثه مع تفاصيل الرواية السابقة فالاقرب اليه هو متعلقه الاية التي هي من آيات الله والتي يذهب بها اكثر من مئة الف من الجبارين .
نأتي الى بعض روايت العامة والتي مضمونها نفس مضمون الروايتين اعلاه وتعطي تفاصيل اكثر تفصل الحوادث المذكورة .
1- غيبة الطوسي : ص 268 - الفضل بن شاذان ، عن نصر بن مزاحم ، عن أبي لهيعة ، عن أبي زرعة ، عن عبد الله بن رزين ، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال : « دعوة أهل البيت نبيكم في آخر الزمان ، فالزموا الأرض ، وكفوا حتى تروا قادتها ، فإذا خالف الترك الروم ، وكثرت الحروب في الأرض ، ينادي مناد على سور دمشق : ويل لازم من شر قد اقترب ، ويخرب حائط مسجدها » .
وفي : ص 278 - قرقارة ، عن نصر بن الليث المروزي ، عن ابن طلحة الجحدري قال : حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن أبي زرعة ، عن عبد الله بن زرين ، عن عمار بن ياسر أنه قال : « إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ، ولها أمارات ، فالزموا الأرض وكفوا حتى تجيء أمارتها ، فإذا استثارت عليكم الروم والترك ، وجهزت الجيوش ، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال ، واستخلف بعده رجل صحيح ، فيخلع بعد سنين من بيعته ، ويأتي هلاك ملكهم من حيث بدأ ، ويتخالف الترك والروم وتكثر الحروب في الأرض ، وينادي مناد من سور دمشق : ويل لأهل الأرض من شر قد اقترب ، ويخسف بغربي مسجدها حتى يخر حائطها ، ويظهر ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك : رجل أبقع ، ورجل أصهب ، ورجل من أهل بيت أبي سفيان ، يخرج في كلب ويحصر الناس بدمشق ، ويخرج أهل الغرب إلى مصر ، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني ، ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد عليهم السلام ، وتنزل الترك الحيرة ، وتنزل الروم فلسطين ، ويسبق عبد الله عبد الله حتى يلتقي جنودهما بقرقيسا على النهر ويكون قتال عظيم . ويسير صاحب المغرب فيقتل الرجال ويسبي النساء ، ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة السفياني ، فيسبق اليماني ، ويجوز السفياني ما جمعوا ، ثم يسير إلى الكوفة ، فيقتل أعوان آل محمد صلى الله عليه وآله ، ويقتل رجلا من مسميهم . ثم يخرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح ، وإذا رأى أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن سفيان فالحقوا بمكة ، فعند ذلك تقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة فينادي مناد من السماء : أيها الناس إن أميركم فلان ، وذلك هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا » وسيأتي القسم الأخير منه في أحاديث النداء السماوي .*
اقول :
رواية الصحابي الجليل عمار بن ياسر قريبة المضمون والتفاصيل من الروايات الواردة عن ال البيت ع ،
وفيها ما نستفاد منه لمزيد تفصيل وقرينة هو تفسير اختلاف الرمحان في الشام ( رواية ال البيت ع ) , حيث تذكر ( اذا خالف لترك الروم ) , ثم تبين بشكل ادق ( فإذا استثارت عليكم الروم والترك ، وجهزت الجيوش ) , اي الضمير في عليكم يقصد منه العرب / بلاد المسلمين ، ومحله في الشام ، ومن هنا يمكن لنا الاطمئنان اكثر لهذا المحتمل التفسيري الذي نوهنا عنه سابقا بخص تفسير من يمثل الرمحين المختلفين في الشام .
2- حدثنا الوليد عن أبي عبد الله عن مسلم بن الأخيل عن عبد الكريم أبي أمية عن محمد بن الحنفية قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يدخل أوائل أهل المغرب مسجد دمشق فبيناهم ينظرون في أعاجيبه إذ رجفت الأرض فانقعر غربي مسجدها ويخسف بقرية يقال لها حرستا ثم يخرج عند ذلك السفياني فيقتلهم حتى يرحلهم، ثم يرجع فيقاتل أهل المشرق حتى يردهم إلى العراق )
أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن .
اقول : هذه الرواية تعطي تفاصيل اكثر لتوضيح غموض او اجمال في الروايات السابقة عن ال البيت ع وعن روايات العامة الاخرى .
المهم فيها هو " أهل المغـــــرب " وهذا لعله يفسر وينطبق على الرايات الصفر التي تاتي من المغرب وتحل بالشام اصحاب البراذين الشهب المحذوفة ( كما في رواية ال البيت ع السابقة )
وهي هنا نظن انها ستكون رايات الروم المختلفة / المتصارعة مع رايات الترك ( الروس ) في الشام ، اي هي الرمح الرومي (مقابل الرمح التركي ) ،،، فتامل .
ويظهر انها تصل الى حدود دمشق وتدخل مسجدها ( المسجد الاموي ) ، وفي هذا الوقت تحصل رجفة ( التي هي في رواية ال البيت " آية من آيات الله " ) ويترتب عليها سقوط الحائط الغربي للمسجد وخسف في حرستا والجابية ويتسبب في قتل مئة الف من الجبارين , والذين هم سيكون على الارجح اهل الغرب / الروم الذين وصلوا حسب تفاصيل رواية العامية الى مداخل دمشق .
من هنا يتبين اكثر من هو المرجح اكثر حسب التفاصيل والقرائن سيقول: ( ويل للعرب من شر قد اقترب ) او ( ويل للعرب من شر قد اقترب )
أي هي القوات الغربية / الروم التي وصلت الى مشارف / اسوار دمشق .
مع ملاحظة ان الروم تختلف عن مارقة الروم التي تنزل الرملة ، وان اخوان الترك الذين ينزلون الجزيرة يختلفون عن الترك ،،،
والترك هي حسب فهم الباحثين هي دول وشعوب الاتحاد السوفيتي , ودولة تركيا الان ينحدرون من ذاك الاصل / العرق ولعل تسميتهم " باخوان الترك " هو تمييزا لهم .
ملاحظة اخرى ، وهي يظهر من تفاصيل رواية العامة ، ان السفياني سيكون على خلاف ويضرب بقايا بعض الروم المتبقية والقريبة من مشارف دمشق ، وهذا لعله يعود الى خلاف في المصالح رغم اننا نعتقد ان راية السفياني هي حليف لليهود ولمصالح الغرب الروم بشكل او باخر ( كما في رواية : ياتي السفياني من بلاد الروم متنصرا ...) , وهنا يمكن تفسير ذلك الى ان الروم امة تطلق على الغرب في الزمن الكاضر بعمومه ولعل هناك اختلاف في مصالحها كما مثلا نفترض ان امريكا واوربا هما مصداق الغرب والروم ، ولعل السفياني له مصالح مشتركة مع احدهما اكثر من غيرها الاخرى ، وبالطبع ضربه وطرده للروم سيكون مع من يختلف معها ، واما مارقة الروم التي تنزل الرملة فلا توجد عندي تفاصيل اخرى عن غايتها ودورها
بالنسبة للترك سيكون محل قاعدتهم الحيرة / العراق (1) ومنها ينتقلون ويتصادمون مع الروم في الشام ، فاذا خرج السفياني وبعد طرده وغلبته لبقايا الروم الغربي ، يطرد ايضا الترك خارج الشام والى الحيرة كما في تفاصيل رواية العامة
الخلاصة : سيكون هناك في ارهاصات قبل الظهور مقدمات حدث علاماتي وهو فتنة واختلاف في الشام ، يشترك فيه الترك والروم بالدرجة الاساس والاصل من جهة والعرب واهل الشام بالمحصلة والتفاعل بحكم الجغرافية والمصالح والاتجاهات .
وفي مرحلة متقدمة من اختلاف الترك والروم تكثر على اثره الحروب في الارض ، وفي الشام تجهز الجيوش من الطرفين الى هناك ، وتصل طلائع جيش الروم الغربي الى مشارف دمشق وتدخل مسجدها وتحصل بعد ذلك آية الخسف بهذا الجيش والتي على اثرها تنجلي معركة اختلاف الرمحين في الشام وتبدأ مقدمات خروج راية السفياني .
اذا اردنا اسقاط هذا الفهم على احداث الواقع المشهود الان وتحت فرضية عصر الظهور .
اقول : سيشهد الاختلاف السياسي والعسكري بين امريكا واوربا من جهة ، وروسيا والصين من جهة اخرى في سوريا زيادة في التوتر والتطور العسكري الخطير وستجهز جيوش الطرفين وتحشد في الشام ، ولعل طلائع جيش الطرف الامريكي والاوربي سينزل الساحة السورية في مرحلة ما من الصراع ويصل الى مشارف دمشق ويدخل المسجد الاموي .
ولعل الاحداث السياسية والعسكرية قريبة الانطباق وليست غريبة التصور عن هذا الواقع الغيبي الذي وصل الينا ونشهده بتطوراته وتصعيداته .
والله اعلم
الباحث الطائي
--------------
(1) :
الحيرة : هي مدينة تاريخية قديمة تقع في جنوب وسط العراق وهي عاصمة المناذرة وقاعدة ملكهم, تقع أنقاضها على مسافة 7 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من مدينتي النجف والكوفة اللتان بفعل الزحف العمراني أصبحتا متلاصقتين, وتمتد الأنقاض من قرب "مطار النجف" حتى "ناحية الحيرة" التابعة لقضاء المناذرة (أبوصخير) ولا تزال ناحية الحيرة التي تشكل جزءا من مدينة الحيرة القديمة مأهولة بالسكان.*
ولعل هذا التواجد التركي / الروسي في العراق تفسره علامة الشروسي في احداث الظهور !!!
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
نتعرّض في هذا الطرح والمبحث التدقيقي والتحقيقي الى تفاصيل مهمة من علامات الظهور وفتنة الشام وقريبة من تحقق توقع الفرج بالظهور المنتظر للامام الحجة ع .
سوف يكون الطرح مبتنيا ومؤسَسَـاً على روايات ال البيت ع بالخصوص ، وسوف نستفاد من تفاصيل روايات وردت عن روايات العامة لتفسير بعض الحوادث والتي يمكن لنا الاطمئنان لها بدرجة من المقبولية اذا توافق سياقها ومضمونها مع روايات ال البيت ع . وبالعموم نحن نحاول أنةنؤسس لطرح يفسر الحوادث الواردة الينا باقرب تفسير ممكن للواقع المقصود ولا ندّعي فيه الجزم ، ونترك حوادث اليوم الموعود هي التي تكشف تفاصيل الحقائق بالدقة ،
ورد الينا من مصادر ال البيت ع رواية مهمة كثيرا تتناول فتنة واحداث الشام قبيل خروج السفياني والظهورةالمبارك مع ذكر لتفاصيل حوادث اخرى متصلة زمانيا وجغرافيا بفتنة الشام في ارهاصات الظهور القريبة جدا .
الرواية : ( النعماني/305 ، عن المغيرة بن سعيد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجلِ إلا عن آية من آيات الله ، قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف ، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين ، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة ، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر . فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا ، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، حتى يستوي على منبر دمشق ، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي عليه السلام ) والبدء والتاريخ:2/177، قال: وفيما خبر عن علي بن أبي طالب ع في ذكر الفتن بالشام قال: فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد على أثره ليستولي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي . وغيبة الطوسي/277، بنحو النعماني ، ومثله العدد القوية/76، بتفاوت يسير، وفيه: فانتظروا ابن آكلة الأكباد بالوادي اليابس ، ثم تظلكم فتنة مظلمة عمياء منكشفة لاينجو منها إلا النُّوَمة ، قيل: وما النومة؟ قال: الذي لا يعرف الناس ما في نفسه . ومنتخب الأنوار/29 ، عن الخرائج ، وإثبات الهداة:3/730 ، عن غيبة الطوسي ، وكذا البحار:52/216 .)
واقــــول :
اول ما ابتداء الحديث او الدخول في احداث الرواية جاء بالاداة الشرطية " اذا " ، اذا اختلف الرمحان في الشام
وهنا يلفت الامام ع انتباه المنتظرين والمدققين الى حدث علاماتي مهم ، وبه ومنه يكون بداية هذه العلامة المهمة ، وتستمر احداثها الى حتى الدخول في العلامات الحتمية والتي ترافق الظهور ،
ولكن تمييز هذه العلامة هنا وبحدود هذه الرواية متعلق بحدثين مهمين ، هما*:
1- اختلف الرمحان .
2- في الشام
وحيث انّ الرواية بخصوص ملاحم / ارهاصات الظهور الاخيرة قبيل لظهور ، فلا بد ان يكون وقت تأويلها في عصر الظهور ، والا اي انطباق سابق وبعيد عن عصر الظهور لا يمكن اعتباره ذي اهمية هنا !
قول المعصوم ع " اختلـف الرمحـان " : كلمة الرمحان ، وهي المسبوقة بأل التعريف يفيدنا : اي هذين الرمحان رمزان معروفان للذي يشهد احداث اختلافهما في ذلك العصر ، ولم يقل الامام اذا اختلف رمحان اي منكرة اي ليس اي رمحين عاديين على مر زمان الاحداث بالشام بل رمحين مميزين يشار اليهما بالبنان ، ( علما ان هناك من اورد الرواية في محل اخر بدون ال التعريف ، أي : " اذا اختلف رمحان " وسنبين لاحقا من قرائن روايات اخرى ان التعبير المسبوق بال التعريف هو الادق وهو الاقرب لما نحاول تفسيره )
والاشارة الى هذين ( الجهتين القوتين المختلفتين ) بالرمحان مقصودة وتميزها عن قوى اخرى في الشام سوف تظهر في نفس احداث هذه الرواية واحداثها اشار اليها الامام بالرايات ( وهي رايات الابقع والاصهب والسفياني في رواية اخرى قريبة المعنى تفصل الاحداث بين الرايات الثلاثة )
لذالك اطلاق كلمة الرمحان للاشارة الى جهتين ما مختلفتين ومميزتين ، وكذلك الى اطلاق كلمة الراية الى جهة / قوى اخرى ، يكون لعله مقصود ويعني التفريق
لذلك نعتقد ان الرمحان في الرواية تعبيران يختلفان عن بقية الرايات واستحقا القول من الامام ع بما يناسب حجمهما ورمزهما فكان قول الامام : " اذا اختلف الرمحان "
وأما تفسير الرايات الصفر اصحاب البراذين الشهب المحذوفة التي تاتي من الغرب ، وآية الخسف الذي يذهب به اكثر من مئة الف ويكون رحمة للمؤمنين وعذاب على الكافرين سيتبين تفاصيله اكثر لاحقا في قرائن روايات العامة ذات نفس المضمون .
واما المسألة الثانية بهذا الخصوص فهو الموقع الجغرافي لهذا الاختلاف بين الرمحان ، وهو الشـــــام
الرواية لم تحدد حجم ومدن الشام التي ستكون مسرح عمليات اختلاف الرمحان ، ولكن راية السفياني وتملكه للكور الخمسة يفيد بدقة لا باس بها حجم ملكه وحدوده حتى في عصرنا الحاضر*.
الرواية الثانية :
( في الإختصاص للشيخ المفيد ص 255: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام : يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها, أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، و يعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب ، فأول أرض المغرب ( العرب ) تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع ، وراية السفياني فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين ، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً .)
اقـــــول :
احداث وتفاصيل هذه الرواية قريب جدا من الرواية السابقة ، وهذا الصوت الذي يجيئكم من ناحية دمشق بالفتح عند ربط حدثه مع تفاصيل الرواية السابقة فالاقرب اليه هو متعلقه الاية التي هي من آيات الله والتي يذهب بها اكثر من مئة الف من الجبارين .
نأتي الى بعض روايت العامة والتي مضمونها نفس مضمون الروايتين اعلاه وتعطي تفاصيل اكثر تفصل الحوادث المذكورة .
1- غيبة الطوسي : ص 268 - الفضل بن شاذان ، عن نصر بن مزاحم ، عن أبي لهيعة ، عن أبي زرعة ، عن عبد الله بن رزين ، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال : « دعوة أهل البيت نبيكم في آخر الزمان ، فالزموا الأرض ، وكفوا حتى تروا قادتها ، فإذا خالف الترك الروم ، وكثرت الحروب في الأرض ، ينادي مناد على سور دمشق : ويل لازم من شر قد اقترب ، ويخرب حائط مسجدها » .
وفي : ص 278 - قرقارة ، عن نصر بن الليث المروزي ، عن ابن طلحة الجحدري قال : حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن أبي زرعة ، عن عبد الله بن زرين ، عن عمار بن ياسر أنه قال : « إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ، ولها أمارات ، فالزموا الأرض وكفوا حتى تجيء أمارتها ، فإذا استثارت عليكم الروم والترك ، وجهزت الجيوش ، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال ، واستخلف بعده رجل صحيح ، فيخلع بعد سنين من بيعته ، ويأتي هلاك ملكهم من حيث بدأ ، ويتخالف الترك والروم وتكثر الحروب في الأرض ، وينادي مناد من سور دمشق : ويل لأهل الأرض من شر قد اقترب ، ويخسف بغربي مسجدها حتى يخر حائطها ، ويظهر ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك : رجل أبقع ، ورجل أصهب ، ورجل من أهل بيت أبي سفيان ، يخرج في كلب ويحصر الناس بدمشق ، ويخرج أهل الغرب إلى مصر ، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني ، ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد عليهم السلام ، وتنزل الترك الحيرة ، وتنزل الروم فلسطين ، ويسبق عبد الله عبد الله حتى يلتقي جنودهما بقرقيسا على النهر ويكون قتال عظيم . ويسير صاحب المغرب فيقتل الرجال ويسبي النساء ، ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة السفياني ، فيسبق اليماني ، ويجوز السفياني ما جمعوا ، ثم يسير إلى الكوفة ، فيقتل أعوان آل محمد صلى الله عليه وآله ، ويقتل رجلا من مسميهم . ثم يخرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح ، وإذا رأى أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن سفيان فالحقوا بمكة ، فعند ذلك تقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة فينادي مناد من السماء : أيها الناس إن أميركم فلان ، وذلك هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا » وسيأتي القسم الأخير منه في أحاديث النداء السماوي .*
اقول :
رواية الصحابي الجليل عمار بن ياسر قريبة المضمون والتفاصيل من الروايات الواردة عن ال البيت ع ،
وفيها ما نستفاد منه لمزيد تفصيل وقرينة هو تفسير اختلاف الرمحان في الشام ( رواية ال البيت ع ) , حيث تذكر ( اذا خالف لترك الروم ) , ثم تبين بشكل ادق ( فإذا استثارت عليكم الروم والترك ، وجهزت الجيوش ) , اي الضمير في عليكم يقصد منه العرب / بلاد المسلمين ، ومحله في الشام ، ومن هنا يمكن لنا الاطمئنان اكثر لهذا المحتمل التفسيري الذي نوهنا عنه سابقا بخص تفسير من يمثل الرمحين المختلفين في الشام .
2- حدثنا الوليد عن أبي عبد الله عن مسلم بن الأخيل عن عبد الكريم أبي أمية عن محمد بن الحنفية قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يدخل أوائل أهل المغرب مسجد دمشق فبيناهم ينظرون في أعاجيبه إذ رجفت الأرض فانقعر غربي مسجدها ويخسف بقرية يقال لها حرستا ثم يخرج عند ذلك السفياني فيقتلهم حتى يرحلهم، ثم يرجع فيقاتل أهل المشرق حتى يردهم إلى العراق )
أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن .
اقول : هذه الرواية تعطي تفاصيل اكثر لتوضيح غموض او اجمال في الروايات السابقة عن ال البيت ع وعن روايات العامة الاخرى .
المهم فيها هو " أهل المغـــــرب " وهذا لعله يفسر وينطبق على الرايات الصفر التي تاتي من المغرب وتحل بالشام اصحاب البراذين الشهب المحذوفة ( كما في رواية ال البيت ع السابقة )
وهي هنا نظن انها ستكون رايات الروم المختلفة / المتصارعة مع رايات الترك ( الروس ) في الشام ، اي هي الرمح الرومي (مقابل الرمح التركي ) ،،، فتامل .
ويظهر انها تصل الى حدود دمشق وتدخل مسجدها ( المسجد الاموي ) ، وفي هذا الوقت تحصل رجفة ( التي هي في رواية ال البيت " آية من آيات الله " ) ويترتب عليها سقوط الحائط الغربي للمسجد وخسف في حرستا والجابية ويتسبب في قتل مئة الف من الجبارين , والذين هم سيكون على الارجح اهل الغرب / الروم الذين وصلوا حسب تفاصيل رواية العامية الى مداخل دمشق .
من هنا يتبين اكثر من هو المرجح اكثر حسب التفاصيل والقرائن سيقول: ( ويل للعرب من شر قد اقترب ) او ( ويل للعرب من شر قد اقترب )
أي هي القوات الغربية / الروم التي وصلت الى مشارف / اسوار دمشق .
مع ملاحظة ان الروم تختلف عن مارقة الروم التي تنزل الرملة ، وان اخوان الترك الذين ينزلون الجزيرة يختلفون عن الترك ،،،
والترك هي حسب فهم الباحثين هي دول وشعوب الاتحاد السوفيتي , ودولة تركيا الان ينحدرون من ذاك الاصل / العرق ولعل تسميتهم " باخوان الترك " هو تمييزا لهم .
ملاحظة اخرى ، وهي يظهر من تفاصيل رواية العامة ، ان السفياني سيكون على خلاف ويضرب بقايا بعض الروم المتبقية والقريبة من مشارف دمشق ، وهذا لعله يعود الى خلاف في المصالح رغم اننا نعتقد ان راية السفياني هي حليف لليهود ولمصالح الغرب الروم بشكل او باخر ( كما في رواية : ياتي السفياني من بلاد الروم متنصرا ...) , وهنا يمكن تفسير ذلك الى ان الروم امة تطلق على الغرب في الزمن الكاضر بعمومه ولعل هناك اختلاف في مصالحها كما مثلا نفترض ان امريكا واوربا هما مصداق الغرب والروم ، ولعل السفياني له مصالح مشتركة مع احدهما اكثر من غيرها الاخرى ، وبالطبع ضربه وطرده للروم سيكون مع من يختلف معها ، واما مارقة الروم التي تنزل الرملة فلا توجد عندي تفاصيل اخرى عن غايتها ودورها
بالنسبة للترك سيكون محل قاعدتهم الحيرة / العراق (1) ومنها ينتقلون ويتصادمون مع الروم في الشام ، فاذا خرج السفياني وبعد طرده وغلبته لبقايا الروم الغربي ، يطرد ايضا الترك خارج الشام والى الحيرة كما في تفاصيل رواية العامة
الخلاصة : سيكون هناك في ارهاصات قبل الظهور مقدمات حدث علاماتي وهو فتنة واختلاف في الشام ، يشترك فيه الترك والروم بالدرجة الاساس والاصل من جهة والعرب واهل الشام بالمحصلة والتفاعل بحكم الجغرافية والمصالح والاتجاهات .
وفي مرحلة متقدمة من اختلاف الترك والروم تكثر على اثره الحروب في الارض ، وفي الشام تجهز الجيوش من الطرفين الى هناك ، وتصل طلائع جيش الروم الغربي الى مشارف دمشق وتدخل مسجدها وتحصل بعد ذلك آية الخسف بهذا الجيش والتي على اثرها تنجلي معركة اختلاف الرمحين في الشام وتبدأ مقدمات خروج راية السفياني .
اذا اردنا اسقاط هذا الفهم على احداث الواقع المشهود الان وتحت فرضية عصر الظهور .
اقول : سيشهد الاختلاف السياسي والعسكري بين امريكا واوربا من جهة ، وروسيا والصين من جهة اخرى في سوريا زيادة في التوتر والتطور العسكري الخطير وستجهز جيوش الطرفين وتحشد في الشام ، ولعل طلائع جيش الطرف الامريكي والاوربي سينزل الساحة السورية في مرحلة ما من الصراع ويصل الى مشارف دمشق ويدخل المسجد الاموي .
ولعل الاحداث السياسية والعسكرية قريبة الانطباق وليست غريبة التصور عن هذا الواقع الغيبي الذي وصل الينا ونشهده بتطوراته وتصعيداته .
والله اعلم
الباحث الطائي
--------------
(1) :
الحيرة : هي مدينة تاريخية قديمة تقع في جنوب وسط العراق وهي عاصمة المناذرة وقاعدة ملكهم, تقع أنقاضها على مسافة 7 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من مدينتي النجف والكوفة اللتان بفعل الزحف العمراني أصبحتا متلاصقتين, وتمتد الأنقاض من قرب "مطار النجف" حتى "ناحية الحيرة" التابعة لقضاء المناذرة (أبوصخير) ولا تزال ناحية الحيرة التي تشكل جزءا من مدينة الحيرة القديمة مأهولة بالسكان.*
ولعل هذا التواجد التركي / الروسي في العراق تفسره علامة الشروسي في احداث الظهور !!!