المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة موظفي الضرائب وتقصي احوالهم وأحوال الوزراء


لبيك
02-02-2016, 03:02 PM
موظفي الضرائب وتقصي احوالهم وأحوال الوزراء {منقولة }من القصص العالمية..... * يحكى ان بهرام جور كان لديه وزير يعتمد عليه، اوكل اليه امور المملكة باكملها، كان اسمه(راست روشن) لم يستمع إلى كلام أحد فيه، فيما كان هو يمضي الليل والنهار في الفرجة والصيد والشراب.
راست روشن قال لأحد خلفاء بهرام جور، ذات يوم (ان الرعية فقدت الادب، ولزيادة عدلنا، باتت تتطاول علينا، واذا لم نتصد لها اخشى ان يعم الفساد مع انشغال الملك بالصيد والشراب وغفلته عن امور الرعية.
عاقبهم انت قبل ان يوغلوا في الفساد، وعقابهم يتم على وجهين، القبض على السيئين و استحصال المال من الجيدين، واقبض على كل من اشير اليه). وهكذا كان راست روشن يأخذ الرشوة من كل اولئك الذين يأمر وكيل الخليفة بإلقاء القبض عليه، ثم يطلب من الوكيل اطلاق سراحه، وبهذه الطريقة استطاعوا ابتزاز كل الرعية ممن كانوا يملكون الاموال والخيول والغلمان والجواري الحسان، واستولوا على مالديهم من املاك وضياع، فتحولت الرعية إلى رعاع وتشرد المشاهير والاعيان، ولم يعد يدخل الخزانة شيء من مال.
* وبعد مرور ايام على هذه الوقائع، ظهر لبهرام جور عدو، فاراد ان يكرم جيشه ويرسله لملاقاة عدوه، فقصد الخزانة فوجدها فارغة فاستفسر من رؤساء البلاد، فقالوا (لقد ترك فلان وفلان أموالهم وممتلكاتهم وغادروا إلى الولاية الفلانية منذ اعوام) فسأل (لماذا؟) قالوا (لاندري) ولم يطلع احد بهرام جور على الحقيقة خوفاً من راست روشن.
وامضى بهرام جور يومه ذاك وليلته في التفكير، الا انه لم يتوصل إلى معرفة اسباب الخلل، فجلس وحيداً قلقاً، و في اليوم التالي قرر ان يسير في الصحراء، فسار فيها وهو يفكر ويفكر، حتى ارتفعت الشمس إلى وسط السماء وقطع ستة او سبعة فراسخ دون أن يدري، فلفحته الشمس وغلبه العطش واحتاج إلى جرعة ماء، فتطلع في الصحراء فرأى دخاناً يتصاعد، فقال (هناك ناس في كل الاحوال) واتجه صوب الدخان، وحينما وصل، رأى قطيعاً غافياً من الغنم وخيمة مرفوعة وكلباً معلقاً إلى مشنقة فاستغرب للامر، فسار حتى اقترب من الخيمة، وخرج رجل من الخيمة وحياه واستقبله وقدم له ما كان قد أعده ولم يدر انه بهرام جور، فقال بهرام (اخبرني اولاً بأمر هذا الكلب قبل ان اتناول الطعام كي اعرف امره).
* فقال الشاب( هذا الكلب كان مؤتمناً على قطيع اغنامي وكنت اعرف امكاناته ومتأكد من انه يجابه عشرة رجال وان أي ذئب لن يجرؤ ان يقترب من اغنامي، وغالباًَ ما كنت اذهب إلى المدينة لقضاء حاجة واعود في اليوم التالي، فكان يتولى رعي الاغنام ويعود بها سالمة، ومضت مدة على هذه الحال واحصيت الاغنام ذات يوم فوجدت نقصاً في الاغنام، وهكذا وجدت ان عدد الاغنام يتناقص مع مرور الايام، رغم عدم وجود اللصوص هنا ولم اتوصل إلى السبب في تناقص اغنامي كل يوم، ووصلت الحال باغنامي إلى ان عامل الجباية الذي كان يأتي ليأخذ الضرائب كالعادة أخذ كل ما تبقى لدي من اغنام كضرائب وانا الآن اعمل راعياً عند ذلك العامل.
* والواقع ان هذا الكلب كان قد صادق ذئبة ثم عاشرها على غفلة مني وبالصدفة ذهبت ذات يوم إلى البرية لجمع الفحم وفي طريق عودتي مررت من خلف مرتفع ورأيت القطيع وهو يرعى فتخفيت خلف بعض الاشواك حينما رأيت ذئبة تعدو اليه وتقف إلى جواره هادئة وقفز الكلب فوق ظهرها وجامعها ثم انزوى جانبا ونام، وهاجمت الذئبة القطيع وانقضت على أحد الخراف ومزقته ثم اكلته دون ان يصدر الكلب أي صوت، وحينما رأيت تعامل الكلب مع الذئبة أدركت ان سبب مصائبي و بلائي هو انحراف هذا الكلب ولهذا فقد قبضت عليه وشنقته بسبب الخيانة التي بدرت منه.
* واستغرب بهرام جور لهذا الكلام، وحينما عاد بقي يفكر في الامر طوال الطريق، حتى انتهى به الامر أن يقول(رعيتنا هي قطيعنا ووزيرنا هو اميننا وارى ان أحوال المملكة والرعية في اختلال واضطراب وكل من اسأله لايقول لي الحقيقة ويخفيها عني، والحل هو في التحقق من حال الرعية وحال راست روشن.
* وحينما عاد إلى مكانه كان أول ما فعله هو طلب السجل اليومي للمساجين، فكانت السجلات مليئة بفضائع راست روشن، فادرك انه صاحب الناس السيئين وانه لم يكن عادلاً وقال (هذا ليس راست روشن بل هو كذب وظلام) وضرب مثلاً يقول (صدق الحكماء حين قالوا كل من انخدع بالشهرة بقي جائعاً، وكل من خان النعمة يبقى دون كأس) انا السبب في القوة التي بلغها هذا الوزير الذي يراه الناس بهذه المكانة والجاه ولا يجرؤون على الوشاية به خوفاً منه، والحل هو ان اهينه امام الاعيان والوجهاء، غداً حينما يصل إلى القصر واقبض عليه وأضع الاغلال في قدميه ثم ارسل في طلب السجناء واسألهم عن اموالهم ثم آمر بالمناداة بين الناس(لقد عزلنا راست روشن عن الوزارة والقينا القبض عليه ولن نعيده إلى العمل، فعلى كل من عانى منه ويريد تقديم شكوى، أن يأتي ويكشف لنا عن احواله كي ننصفكم ونأخذ حقكم منه)، حينما يسمع الناس بهذا سيخبروننا بما لديهم، فاذا كان تعامله مع الناس جيداً أم أنه يأخذ اموالهم بدون وجه حق، فاذا شكره الناس أحْسِنُ اليه واعيده إلى عمله واذا كان العكس فساعاقبه.
* وفي اليوم التالي اجاز لكبار الرجالات الجلوس في الامام وجاء الوزير وجلس في مكانه فالتفت اليه بهرام جور وقال له(ماهذا الاضطراب الذي نشرته في المملكة؟ وابقيت جيشنا فقيراً محتاجاً والرعية في عوز، امرناك ان توصل ارزاق الناس في اوقاتها وألا تتوانى في اعمار البلاد، وألا تأخذ من الناس سوى الخراج وان تبقي الخزانة عامرة ولكنني لا ارى الآن سوى خزينة خاوية وجيشاً دون عتاد ومؤونة ورعية مشتتة.
وكنت تعتقد بأنني مشغول بالصيد والشراب وغافل عن امور المملكة وعن احوال الرعية)، وأمر ان يأخذوه مهانا إلى غرفة ليضعوا الاغلال في قدميه ونادى مناد عند باب السراي(لقد عزل الملك راست روشن عن الوزارة وصب جام غضبه عليه كما انه لن يوكل اليه أي عمل، فعلى كل من تأذى منه أو ظُلِم، ان يأتي إلى بابنا دون خوف او وجل وان يشرح حاله كي يستعيد الملك حقه).
وامر ايضاً بفتح بوابة السجن وحضر السجناء وسألهم الواحد تلو الآخر(ماهو السبب الذي سجنت من أجله؟).
*احدهم قال (كان لي اخ مقتدر ذو جاه ومال كثير، راست روشن القى عليه القبض واخذ منه كل امواله وقتله تحت التعذيب، وحينما سألوا راست روشن (لماذا قتلت هذا الرجل؟) قال (كانت له مراسلات مع اعداء الملك) ثم القى علي القبض كي لا اشتكي عليه وتبقى القضية مغطاة).
*وقال سجين آخر (كان لي بستان جميل ورثته عن والدي، انشأ راست روشن ضيعة إلى جواره، ودخل ذات يوم الى بستاني واعجبه فعرض علي شراءه ولكنني لم اوافق، فالقى علي القبض وزجني في السجن بتهمة (انك تحب بنت فلان فوجب عليك القصاص، تخلى عن هذا البستان واكتب اقراراً بنفسك على هذا النحو " انا غير مرتاح لهذا البستان ولاعلاقة لي به وهو ملك لراست روشن". ولكنني لم اكتب الاقرار واليوم يمضي على وجودي هنا خمسة اعوام).
* وقال آخر(انا تاجر وعملي يقتضي ان اجوب اليابسة والبحار وكنت اشتري بما لدي من مال اشياء ظريفة من مدينة ما ثم ابيعها في مدينة اخرى، وكنت اقتنع بالربح القليل، وحصلت على عقد وجئت الى هذه المدينة كي ابيعه، وتناهى الخبر إلى الوزير فأرسل احدهم فاشترى سلسلة العقد مني وارسله إلى خزانته دون ان يدفع ثمنه، وذهبت اليه مراراً للسلام عليه ولكن لم تبدر منه اشارة إلى انه سيدفع ثمن العقد، ونفذ صبري وكنت على سفر فذهبت اليه ذات يوم وقلت له (اذا كان العقد قد اعجبك فارجو ان تأمر بدفع ثمنه واذا لم يعجبك فاعده لي، فانا مقبل على سفر، فلم يرد علي، وحينما عدت إلى منزلي، وجدت ضابطاً واربعة جنود عند الباب وقالوا (تعال فالوزير يريدك) ففرحت وقلت (سيدفع لي ثمن العقد) فنهضت وذهبت معهم، فأخذوني إلى سجن اللصوص وقالوا للسجان(الاوامر تقضي بسجن هذا الرجل ووضع الاغلال الثقيلة في قدميه)، وانا موجود في السجن منذ عام نصف.
* وقال آخر (انا رئيس الناحية الفلانية وكانت داري عامرة بالضيوف والغرباء وباهل العلم وكنت اراعي المعوزين من الناس واوزع الخيرات والصدقات على من يستحق، كما كان يفعل اسلافي، وكنت اصرف كل مايردني من املاكي وضياعي الموروثة على ضيوفي، فقبض علي الوزير بتهمة (انك عثرت على كنز) فعذبني وطالبني بالمال وزجني في السجن ما اضطرني الى بيع املاكي وضياعي بنصف سعرها كي اعطيها له، وها انا هنا في السجن منذ اربعة اعوام، لاحول لي ولاقوة.
* وقال آخر (انا ابن الزعيم فلان، صادر الوزير املاك والدي وقتله تحت الضرب والتعذيب ثم سجنني وها انا اعاني في السجن منذ سبعة اعوام).{منقولة } تحياتي لبيك