المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحاجات والرغبات


الشيخ عباس محمد
09-02-2016, 11:30 PM
الحاجات والرغبات








إن مرحلة المراهقة تبدو في نظر الفتيات مرحلة جديدة وحديثة في جميع جوانبها وحالاتها سواء الجوانب التي تتعلق بدوافعهن الشخصية أو الأشياء التي يلاحظنها ويلتفتن اليها حواليهن وفي الوسط الإجتماعي الذي يعشن فيه.
ففي هذه السن تستجد لدى المراهقات إهتمامات جديدة فيرمين على اثرها الدمى والالعاب ، التي كن يلهين بها في مرحلة الطفولة ، جانبا ، ويسعين الى بلوغ اشياء أخرى ذات أهمية اكبر في الحياة.
الميول الجديدة





على أثر التطورات النفسية والعضوية التي تحصل خلال مرحلة المراهقة ، تبرز لدى الفتيات ميول ورغبات نفسية جديدة يمكن تقسيمها الى قسمين وعلى النحو الآتي :
1 ـ الميول والرغبات الجنسية التي تستولي على الحواس والمشاعر بشكل ملح.
2 ـ الميول والرغبات التي تدفع بإتجاه الحركة والنشاط نحو الإستقلال وبناء مكونات الشخصية الذاتية.
وهاتان الحالتان تستوجبان بطبيعتهما مغادرة علائق سني الطفولة والتبعية للوالدين والتوجه الى الإعتماد على الذات بحسب الشروط التي تمليها طبيعة الحياة الجديدة.






الآمال الجديدة





تتولد لدى التفيات ، مع مطالع سن المراهقة ، أمال وتطلعات جديدة ذات صبغة خيالية ووهمية في الغالب ، أو هي من النوع الذي لا يمكن تحقيقه في الواقع العملي ، وهي أمور يكتشفنها بأنفسهن بالتدريج وينصرفن عن التفكير بها في نهاية المطاف.
وبتعبير آخر ، تنشد الفتيات المراهقات ، في بعض الحالات ، بشكل متطرف الى التفكير بأشياء لا تعدو في واقع الأمر كونها أوهام يفصل بينها وبين القضايا الواقعية بون شاسع ، وتدفعهن نحو الإستغراق التام في التطلعات الواهية التي تبعدهن عن واقعيات الحياة وعن التفكير السليم بشأن مختلف القضايا.
وتأمل الفتيات ، تحت وطئة ميولهن ورغباتهن الجديدة ، أن يسود العالم جو معنوي سام ، وأن تصبح محيط الأسرة مكانا للهدوء والراحة التامة ويعيش الوالدين فيه الى جانب بعض بكل إنسجام وتالف بعيدا عن أي مظهر من مظاهر التوتر والتشنج ... وبعبارة واحدة إنهن يرغبن بشكل غير واقعي ، في أن يرين الحياة زلالة وصافية وخلوا من أي حالة يمكن أن تكدر صفوها وزلاليتها.
تمثل حياة الكبار





تميل الفتيات في سن المراهقة الى ان ينظر اليهن الآخرون علة أنهن أشخاص بالغات وناضجات من الناحية الفكرية ، ويمكن الثقة بهن والإنفتاح عليهن وطلب المشورة منهن في مختلف المسائل التي يتداولها الكبار وفي بعض الحالات يبلغ الميل نحو كسب الإعتبار وتمثل حياة الكبار مبلغا متطرفا لدى الفتيات الى درجة تندفع بعضهن الى تقمص دور الأم في البيت ويشرعن في توجيه الأوامر والنواهي الى الأطفال الأصغر سنا ، ويتمنين لو كانت أمور البيت






كلها بأيدهن ، فالكثير من حالات الغضب والعصبية التيتبدو علىسلوك هؤلاء في هذا المجال إنما هي ناتجة عن شعورهن بتجاهل الآخرين لهن.
كما ويتولد لدى كثير من الفتيات إبتداء من سن الحادية عشر ، شعور بأنهن مؤهلات للعب دور الزوجة والأم ، والتصرف في الحياة كما تتصرف النساء الناضجات ومن تمظهرات هذا النوع من التفكير ، ميل بعض الفتيات الى الجنس الآخر والرغبة بإقامة نوع من الإرتباط بأحد أفراده أو إقامة علاقة غرامية معه بحسب تعبيرهن ، وهي حالة تنطوي على مخاطر غير قليلة في حال إغفالها من قبل أولياء الأمور .
في مجال تناول الطعام





يتغير إهتامم المراهقين بالغذاء إبتداء من السني الأولى لمرحلة المراهقة فيقل إقبال بعضهم ،خصوصا الفتيات ، على تناول الطعام ، ويتجهون الى الالتزام بنظام خاص في مأكلهم بغية إضعاف أنفسهم والتقليل من أوزانهم ، قد يتطرفون في الإندفاع بهذا الإتجاه الى درجة تضر بصحتهم ، وقد تؤدي كذلك بالنسبة للفتيات في بعض الحالات ، الى إنقطاع الدورة الشهرية.
إن الإدبار عن الطعام ليس حادا عند الذكور ، خلال هذه المرحلة من العمر ، بل هي حالة مؤقتة تزول بعد فترة قليلة من الزمن ، وذلك بفعل الحركة والنشاط ومختلف أنواع الرياضة التي يمارسها الذكور ، في حين تختلف الحالة عند أفناث في هذا المجال ، حيث قد تستمر لتفرة طويلة نسبيا وتتسبب في حصول مضاعفات خطيرة على صحتهن ي بعض الحالات.
لكنه وبشكل عام ، تتغير هذه الحالة لدى المراهقين بما فيهم الفتيات في المراحل اللاحقة ، فيتولد لديهم نوع من الإقبال والرغبة المتجددة بتناول الطعام





والإكثار منه ، الأمر الذي يؤدي الى تمدد أمعائهم وبالتالي حرصهم على التهام المزيد من الأكل خلال اليوم.
ولا ننسى أن نشير هنا الى أن كمية الطعام التي تتناولها الفتاة خلال سني المراهقة تبلغ تقريبا سبعةأعشار ما يتناوله الرجل البالغ من الطعام أو إن المرأة البالغة تتناول من الطعام في اليوم ثمانية أعشار ما يتناوله الرجل البالغ.
النزوع الخيالي





نتيجة لرقة العاطفة وشفافيتها ، وتكاثف الآمال والتطلعات في سني المراهقة ، تندفع الفتيات الى الإستغراق في عالم الخيال والأوهام والى تمثل تحقق الصور الموجودة في أذهانهن في الواقع الخارجي ،وهي حالة تساهم بطبيعتها في إشغال حيز كبير من تفكيرهن وبالتالي ليؤثر ذلك سلبا على مركة أفكارهن.
وبسبب من هذه الحالة ، نجد إن الفتايت يلجأن في الغالب الى قراءة القصص والروايات والإندماج في عوالمها وصورها التي تطغى عليها عادة الصبغة الخيالية ، كما ويستد لدى أعضاء هذهالفئة في هذه الأثناء ميل الى الوحدة والإختلاء بالنفس ومداعبة مختلف الأفكار والخيالات.
العوامل المثيرة





الفتيات سريعات التأثر بالأشياء من الناحية العاطفية والنفسية بحسب طبائعهن الذاتية ، الا أن الذي يستجد لديهن خلال مرحلة المراهقة هو أنهن يملن الى الشياء المثيرة بدرجة اشد . ومن هنا نجدهن يرغبن أو يستخدمن ، مثلا ، أنواعا من العطور مثيرة للغاية ولا تصب في صالحهن.
فبخلاف مرحلة الطفولة ، يمكن الإشارة الى العديد من عوامل الإثارة في حياة الفتيات المراهقات ، ومنها مختلف الالوان والأشكال والأصوات الجميلة،









وكذلك مختلف المشاهد والحوادث واللقطات والصور المثيرة في الكتب والمجلات والالام والتي يمكن أن يصادفنها أو يطلعن عليها بمناسبات عديدة. إنشدة الإثارة لدى الفتيات تعود في أسبابها من إحدى النواحي الى طبيعة ، مرحلة المراهقة والى التغيرات العضوية والنفسية التي تحصل لديهن خلالها ، وما يرافق ذلك من بروز حالى عاطفية تتميز بسرعة التأثر بالمحركات الغريزية الجنسية.وهذه الحالة تكون أشد وتنطوي على مخاطر أكبر بالنسبة لأولائك اللاتي لم يتلقين تربية صحيحة أثناء مرحلة الطفولة أو عشن في أسر مفككة وغير منسجمة فيما بينها.
عوامل الإنحراف





إن هناك عوامل كثيرة تساهم كل منها في دفع المراهقات نحو مسالك الجنوح والإنحراف الأخلاقي ، ومنها معاشرة رفيقات السوء ، والخوض مع الأخريات في الأحاديث المثيرة في المجالات الجنسية ، ورؤية الصور واللقطاتوالمشاهد المثيرة في المجلات أو الأفلام المستهجنة ، وكذلك قراءة الكتب والقصص والروايات التي تدور حول مثل هذه القضايا و ...
تحذير




لاشك في ان مرحلة المراهقة هي فترة حساسة للغاية في حياة الفتيات ، وتبرز فيها مختلف عوامل الإثارة الغريزية وإذا أخذنا بنظر الإعتبار الى جانب ذلك حجم البساطة وحسن النية التي تتميز بها المراهقات خلال هذه السن ، ندرك كم من الأخطار يمكن أن تعترض طريقهن في مثل هذا العمر.
وأمام هذهالوضع تزداد مسؤولية أولياء الأمور ، وخصوصا الأمهات ، تجاه فلذات أكبادهن ، وضرورة التواصل معهن ، أكثر من أي مرحلة أخرى ، بالترشيد والتسديد والتوجيه في مختلف شؤونهن.