الشيخ عباس محمد
09-02-2016, 11:36 PM
السؤال: مفاد قوله تعالى (واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات...)
من الأدلّة القرآنية الدالّة على عصمة الإمام: آية ابتلاء إبراهيم(عليه السلام) في قوله تعالى: (( وَإِذِ ابتَلَى إِبرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ )) (البقرة:124).
1- انّ الإمامة في الآية غير النبوّة. لماذا؟
2- ما المراد من (( الظَّالِمِينَ ))؟
3- هناك شبهة تقول: إنّ الآية تشمل من كان مقيماً على الظلم، وأمّا التائب فلا يتعلّق به الحكم؛ لأنّ الحكم إذا كان معلّقاً على صفة وزالت الصفة، زال الحكم.
فكيف نردّ على هذة الشبهة؟
الجواب:
الإمامة أعلى شأناً من النبوّة؛ إذ النبوّة هي مقام تلقّي الوحي فقط، ولكن الإمامة رتبة التصدي لقيادة الأمّة على ضوء تعاليم الوحي، فالإمام هو خيلفة الله على الأرض لعظم المسؤولية التي تقع على عاتقه.
ومن هنا نعلم أنّ المناسب للرتبة التي منحت لإبراهيم(عليه السلام) بعد ابتلائه هي الإمامة، مضافاً إلى أنّ ظهور كلمة (( إِمَامًا )) في الآية تدلّ بالصراحة على منصب الإمامة لا النبوّة، فصرفها إلى النبوّة تكلّف بلا حجّة ولا دليل.
على أنّ المعنى واضح من خلال الآية، فإبراهيم(عليه السلام) في أوان نبوّته كان لا يعلم بحصول ذريّة له في المستقبل، بل وفي قصّة تبشير الملائكة بإسماعيل وإسحاق(عليهما السلام) ما يلوح منه آثار اليأس والقنوط من الحصول على الأولاد، فكيف والحال هذه يستدعي إبراهيم(عليه السلام) من الله تبارك وتعالى إعطاء رتبة الإمامة لذرّيته؟
فيظهر لنا أنّ هذا الدعاء كان بعد ولادة بعض ذرّيته على الأقلّ، أيّ بعد حصوله على رتبة النبوّة.
ثمّ إنّ هنا أيضاً نقطة هامّة لا بأس بالاشارة إليها، وهي أنّ (( جَاعِلُكَ )) اسم فاعل، ولا يعمل إلاّ في الحال أو الاستقبال، أيّ قوله تبارك وتعالى: (( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً )) يدلّ على إعطاء الإمامة فيما بعد، مع أنّ هذا القول هو وحي، فلا يمكن وصوله إلاّ مع نبوّة، فثبت أنّه (عليه السلام) كان نبيّاً قبل تقلّده الإمامة.
أمّا المقصود من (( الظَّالِمِينَ )), مطلق من صدر منه ظلم، ولو في مقطع من الزمن، وحتّى ولو تاب فيما بعد، والآية بهذه الصراحة تريد أن تركّز على صفة العصمة في الإمام، فمن لم تكن فيه هذه الميزة - ولو في برهة من عمره - لا يليق بهذا المقام.
أمّا إخراج التائب، فبداهة العقل ونصّ القرآن يرد هذه الشبهة.
فهل يعقل أنّ إبراهيم(عليه السلام) الذي عرف منزلة الإمامة وشأنها - بعد الابتلاءات العصيبة التي مرّ بها - يسأل هذه الرتبة للمقيم على الظلم، وهما قسمان: العاصي ابتداً؟ والذي عصى ثم مات على المعصية؟! ألا يعلم هو (عليه السلام) أنّ هذه المكانة السامية لا تجتمع مع الشرك أو المعاصي؟! فمنه يظهر أنّ استدعائه (عليه السلام) الإمامة كان لمن لم يعص أبداً من ذرّيته، أو عصى ثمّ تاب، ونفى الله عزّ وجلّ إعطائها لغير المعصوم من نسله، فبقي المعصوم هو الذي يكون مشمولاً للآية.
ثمّ حتّى على فرض الأخذ بظهور الآية، فانّ كلمة (( الظَّالِمِينَ )) مطلقة وتشمل جميع من صدر منهم الظلم سواء تابوا بعد أم لا، ولا دليل لتخصيصها بقسم دون آخر.
من الأدلّة القرآنية الدالّة على عصمة الإمام: آية ابتلاء إبراهيم(عليه السلام) في قوله تعالى: (( وَإِذِ ابتَلَى إِبرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ )) (البقرة:124).
1- انّ الإمامة في الآية غير النبوّة. لماذا؟
2- ما المراد من (( الظَّالِمِينَ ))؟
3- هناك شبهة تقول: إنّ الآية تشمل من كان مقيماً على الظلم، وأمّا التائب فلا يتعلّق به الحكم؛ لأنّ الحكم إذا كان معلّقاً على صفة وزالت الصفة، زال الحكم.
فكيف نردّ على هذة الشبهة؟
الجواب:
الإمامة أعلى شأناً من النبوّة؛ إذ النبوّة هي مقام تلقّي الوحي فقط، ولكن الإمامة رتبة التصدي لقيادة الأمّة على ضوء تعاليم الوحي، فالإمام هو خيلفة الله على الأرض لعظم المسؤولية التي تقع على عاتقه.
ومن هنا نعلم أنّ المناسب للرتبة التي منحت لإبراهيم(عليه السلام) بعد ابتلائه هي الإمامة، مضافاً إلى أنّ ظهور كلمة (( إِمَامًا )) في الآية تدلّ بالصراحة على منصب الإمامة لا النبوّة، فصرفها إلى النبوّة تكلّف بلا حجّة ولا دليل.
على أنّ المعنى واضح من خلال الآية، فإبراهيم(عليه السلام) في أوان نبوّته كان لا يعلم بحصول ذريّة له في المستقبل، بل وفي قصّة تبشير الملائكة بإسماعيل وإسحاق(عليهما السلام) ما يلوح منه آثار اليأس والقنوط من الحصول على الأولاد، فكيف والحال هذه يستدعي إبراهيم(عليه السلام) من الله تبارك وتعالى إعطاء رتبة الإمامة لذرّيته؟
فيظهر لنا أنّ هذا الدعاء كان بعد ولادة بعض ذرّيته على الأقلّ، أيّ بعد حصوله على رتبة النبوّة.
ثمّ إنّ هنا أيضاً نقطة هامّة لا بأس بالاشارة إليها، وهي أنّ (( جَاعِلُكَ )) اسم فاعل، ولا يعمل إلاّ في الحال أو الاستقبال، أيّ قوله تبارك وتعالى: (( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً )) يدلّ على إعطاء الإمامة فيما بعد، مع أنّ هذا القول هو وحي، فلا يمكن وصوله إلاّ مع نبوّة، فثبت أنّه (عليه السلام) كان نبيّاً قبل تقلّده الإمامة.
أمّا المقصود من (( الظَّالِمِينَ )), مطلق من صدر منه ظلم، ولو في مقطع من الزمن، وحتّى ولو تاب فيما بعد، والآية بهذه الصراحة تريد أن تركّز على صفة العصمة في الإمام، فمن لم تكن فيه هذه الميزة - ولو في برهة من عمره - لا يليق بهذا المقام.
أمّا إخراج التائب، فبداهة العقل ونصّ القرآن يرد هذه الشبهة.
فهل يعقل أنّ إبراهيم(عليه السلام) الذي عرف منزلة الإمامة وشأنها - بعد الابتلاءات العصيبة التي مرّ بها - يسأل هذه الرتبة للمقيم على الظلم، وهما قسمان: العاصي ابتداً؟ والذي عصى ثم مات على المعصية؟! ألا يعلم هو (عليه السلام) أنّ هذه المكانة السامية لا تجتمع مع الشرك أو المعاصي؟! فمنه يظهر أنّ استدعائه (عليه السلام) الإمامة كان لمن لم يعص أبداً من ذرّيته، أو عصى ثمّ تاب، ونفى الله عزّ وجلّ إعطائها لغير المعصوم من نسله، فبقي المعصوم هو الذي يكون مشمولاً للآية.
ثمّ حتّى على فرض الأخذ بظهور الآية، فانّ كلمة (( الظَّالِمِينَ )) مطلقة وتشمل جميع من صدر منهم الظلم سواء تابوا بعد أم لا، ولا دليل لتخصيصها بقسم دون آخر.