المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحقيق الضروريات السبع للإنسان فى الإسلام


رضا البطاوى
15-02-2016, 03:34 PM
الطعام والشراب :
إن الطعام والشراب هما شهوة من شهوات الإنسان وكل شهوة لابد من إشباعها بالطرق الحلال وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "يا أيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا " وفى الإشباع لابد من تساوى الكل وأما العناصر المشبعة فالناس يختلفون فيها بسبب أن كل نفس قد تشتهى غير ما تشتهيه الأخريات وقد سمى الله هذا التفضيل بين العناصر وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل "وأما الدليل على وجوب تساوى الكل فى الإشباع فى كل شىء فهو قوله بسورة فصلت "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "فهنا الأقوات وهى الأرزاق سواء للسائلين أى متساوية للكل مهما كثروا وانظر لقوله بسورة الحجر "وجعلنا لكم فيها معايش "تجد أن الله قال لكم ولم يقل لبعضكم وهذا يعنى أن المعايش حق لكل الناس بالتساوى .
المسكن :
هو البناء الذى يرتاح فيه الإنسان وقد جعل الله لكل مخلوق مسكن أى مستقر فقال بسورة هود"وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها ".
ونلاحظ هنا أن الله لم يستثن من المستقر أى دابة أرضية وفى جعل الله البيت لكل إنسان قال بسورة النحل "والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم "ونلاحظ فى سورة النور قوله "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت أبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت اخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم "أنه لا يوجد إنسان من الأقارب وهم الآباء والأمهات والأخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات وملك المفاتح وهم الأولاد أو من الأغراب وهم الأصدقاء إلا وله بيت وهذا يعنى وجوب وجود بيت لكل رب أسرة أو للإنسان الفرد ونلاحظ فى قوله بنفس السورة "يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها "أن الله قال بيوتكم ولم يقل بيوت بعضكم لأن الكل لهم بيوت .
تعلم العلم :
إن تعلم العلم حاجة لازمة للإنسان وتعليم الإنسان العلم أمر يشترك فيه كثير من أفراد المجتمع فأول المعلمين الأب والأم وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا "فالتربية وهى التعليم يبدئها الآباء والأمهات ويأتى بعدهم المعلمون وهم الفقهاء وهم كل من يعلمون علما نافعا وفيهم قال تعالى بسورة التوبة "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " ويستمر التعلم طوال الحياة لأن الأصل فى المسلم أن يستزيد من العلم وفى هذا قال تعالى بسورة طه "وقل رب زدنى علما "والإنسان يحتاج العلم لسبب واحد هو أن يقدر على طاعة ربه وعصيان الشيطان ومن ضمن ذلك أن يتخصص فى جزء من العلم يعمل به موظفا كأن يكون طبيبا أو فلاحا أو قاضيا أو فراشا أو مجاهدا أو غير هذا من الوظائف .
الزواج :
النساء شهوة للرجال والرجال شهوة للنساء وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "زين للناس حب الشهوات من النساء "ولذا لابد من إشباع هذه الشهوة بالحلال ويتمثل الحلال فى الزواج وقد جعل الله من آياته فى الكون أن للناس زوجات كما بين أنه خلق الزوجات للسكن إليها والود والتراحم وفى هذا قال تعالى بسورة الروم "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ".
وبتنفيذ الإنسان لأمر الزواج يكون منسجما مع القانون العام للمخلوقات المسمى الزواج وفيه قال بسورة الذاريات "ومن كل شىء خلقنا زوجين ".
الكساء :
الكساء لازم للإنسان ليغطى عورته ولذا فإن الله لما أنزل الناس للأرض خلق لهم لباسا يوارى سوءتهم فقال بسورة الأعراف "يا بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا "والملاحظ فى النداء هو أنه نداء شامل لكل البشر لأنهم أبناء أدم (ص)فاللباس هنا شىء لازم لهم كلهم ومن أجل هذا يجب أن يتوافر للإنسان كساء للحر وكساء للبرد وكساء للوقاية من البأس وهو السلاح الذى يجرح أو يقتل وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم "وقد أوجب الله على رب العائلة كساء أسرته فقال بسورة البقرة "وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف "كما أوجب على الوصى وهو وصى اليتيم كسوته فقال بسورة النساء "وارزقوهم منها واكسوهم ".
الركوبة :
لا يخلو الإنسان من حاجته للإنتقال من مكان لمكان أخر ومن أجل هذا خلق الله لنا الركائب ومنها الخيل والبغال والحمير وفيها قال بسورة النحل "والخيل والبغال والحمير لتركبوها "والفلك وهى السفن وفيها قال بسورة الزخرف "والذى خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون "ونلاحظ أن الأفعال لتركبوها ولكم تدل على أن هذه الركوبات لكل الناس وليس بعضهم وإلا قال لبعضكم أو لجماعة معينة أو للأغنياء ومن ثم فالركوبات إنما هى نعمة من الله لكل البشر وفيها قال تعالى بسورة الزخرف "لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون "
الوظيفة :
كل إنسان يحتاج لوظيفة أى مهنة يعمل بها والسبب أن هذه الوظيفة هى التى تجعل الإنسان يحصل على المال الذى يشترى به الطعام والشراب والكساء ويدخر منه للزواج وغير هذا من الأمور التى تهمه وقد سمى الله الوظيفة الانتشار فى الأرض من أجل ابتغاء فضل الله وهذا الذهاب فى مناكب الأرض إنما هو للحصول على الرزق وفى هذا قال تعالى بسورة الجمعة "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله "وقال بسورة الملك " هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها "والوظيفة فى الدولة الإسلامية إنما هى حسب القدرة وحسب الرغبة فمثلا الذى لا يقدر على الإبصار تكون وظيفته ملائمة لقدرته كأن يعمل مؤذن أو قارىء قرآن فى المسجد