راية الكرار
16-02-2016, 01:35 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعداءهم
تدعى الوهابية (( اتباع محمد عبد الوهاب وابن تيمية )) في منتدياتها بان السبط الثالث المحسن ابن على عليهم السلام مجرد خرافه لم تكن وانها من اصطناع الشيعة لا اقل و لا اكثر
طبعا يتجاهلون التاريخ ومصادرهم الكثيرة التي تنفي ما يدون بان السبط الثالث حقيقة واضحه كوضوح الشمس في رابعة النهار
الان سنتناول ان المحسن ابن على حقيقة لا خرافه وان الخلاف قد وقع اصلا في كيفية موته سلام الله عليه
فيمن ذكر المحسن السبط وانّه مات صغيراً
1 _ ابن إسحاق صاحب السيرة(1), قال ابن الجوزي في صفة الصفوة(2): وزاد ابن إسحاق في اولاد فاطمة من علي محسناً، قال: ومات صغيراً, ونقله عنه أيضاً غيره كالدولابي في الذرية الطاهرة(3) .
2 _ ابن قتيبة في كتابه المعارف(4) ، قال: وأما محسن بن علي فهلك وهو صغير(5).
3 _ البلاذري في أنساب الأشراف(6)، قال: ومحسّناً درج صغيراً.
4 _ الطبري في تاريخه(7) قال: ويذكر أنّه كان لها _ فاطمة _ منه _ من علي _ ابن آخر يسمى محسناً, توفي صغيراً.
5 _ المطهر بن طاهر المقدسي في كتاب البدء والتاريخ(8)، قال: فإنّه هلك صغيراً.
____________
1- السيرة لابن إسحاق: 247.
2- صفة الصفوة 2: 3.
3- الذرية الطاهرة 62: 114.
4- المعارف: 211.
5- سيأتي في الفصل الثالث أنّ المروي عن ابن قتيبة غير ذلك, وأنّ المذكور أعلاه مما طالته يد الخيانة.
6- أنساب الأشراف1: 402.
7- تاريخ الطبري5: 153.
8- البدء والتاريخ 5: 75.
الصفحة 95
6 _ ابن الأثير في تاريخه(1) ذكر المحسن وقال: أنّه توفي صغيراً،... وقد ذكر أنه كان له _ لعلي _ منها _ من فاطمة _ ابن آخر يقال له محسن.
وقال في كتابه اُسد الغابة(2) وقد ذكره ضمن الصحابة, وساق باسناده حديث هانئ بن هانئ وقال بعده: رواه غير واحد عن أبي إسحاق كذلك، ورواه سالم بن أبي الجعد عن علي فلم يذكر محسناً, وكذلك رواه أبو الخليل عن سلمان ثم قال: وتوفي المحسن صغيراً, أخرجه أبو موسى.
7 _ ابن الجوزي في صفة الصفوة(3) نقل عن ابن إسحاق، ذكر المحسن وقوله ومات صغيراً, ولم يعقب عليه بشيء.
8 _ الدولابي (ت310 هـ) في الذرية الطاهرة(4)، نقل قول ابن إسحاق: فذهب محسن صغيراً, ولم يعقب عليه بشيء.
9 _ ابن حزم في جمهرة أنساب العرب(5) قال: وتزوج فاطمة علي بن أبي طالب فولدت له الحسن والحسين والمحسن, مات المحسّن صغيراً . وقال(6): ولد علي بن أبي طالب الحسن أبا محمد، والحسين أبا عبد الله, والمحسّن, وزينب, وام كلثوم. وقال(7) عند ذكر أولاد الإمام من فاطمة (عليهما السلام): أعقب هؤلاء كلهم حاشا المحسّن, فلا عقب له مات صغيراً جداً إثر ولادته.
____________
1- تاريخ ابن الأثير 3: 172.
2- اُسد الغابة 4: 308.
3- صفة الصفوة 2: 3.
4- الذرية الطاهرة: 27 و 114.
5- جمهرة أنساب العرب: 16.
6- المصدر نفسه: 37.
7- المصدر نفسه: 38.
الصفحة 96
10 _ ابن فندق البيهقي (ت 565هـ) في لباب الأنساب(1) قال: الحسن بن علي, والحسين بن علي, والمحسّن بن علي : هلك صغيراً.
11 _ الصفدي في الوافي بالوفيات(2) قال: فولدت له الحسن والحسين ومحسّناً مات صغيراً.
12 _ ابن الوردي في تاريخه(3) قال: وولدت له _ فاطمة لعلي _ الحسن والحسين ومحسّناً مات صغيراً.
13 _ ابن كثير (ت774 هـ) في تاريخه(4) قال _ وهو يذكر أولاده من فاطمة (عليهما السلام) _ ويقال: ومحسناً ومات وهو صغير.
14 _ ابن حجر في الاصابة(5) ذكره, ونقل عن ابن فتحون قال: أراه مات صغيراً.
وقال في القسم الثاني فيمن له رؤية(6): المحسّن _ بتشديد السين المهملة _ ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي، سبط النبي (صلى الله عليه وآله), استدركه ابن فتحون على ابن عبد البر وقال: أراه مات صغيراً، واستدركه أبو موسى على ابن منده، وأخرج من مسند أحمد, ثم من طريق هانئ بن هانئ عن علي, وذكر الحديث الثاني الذي مرّ نقله في المصدر الثالث في سلّم المصادر في الفصل الأول من هذه الرسالة فراجع، وعقّب عليه ابن حجر بقوله: إسناد صحيح.
____________
1- لباب الانساب 1: 227.
2- الوافي بالوفيات 1: 82 .
3- تاريخ ابن الوردي 1: 220.
4- تاريخ ابن كثير 7: 331.
5- الاصابة 3: 417.
6- المصدر نفسه 6: 243.
فيمن ذكر المحسن السبط وانّه سقط
وهو حي ولم يكن ميتاً، ولولا الرفسة لتمّ حمله وكانت ولادته طبيعية، وتسمية الجنين الميّت السقط مندوب إليها فضلاً عن أن يكن حملاً.
ثم ما ذنب الشيعة لأن يتهمهم بأنهم أضافوا خصائص أخرى شخصية، وذكر تسمية النبي(صلى الله عليه وآله) للأنبياء الثلاثة بأسماء ولد هارون، وقد مرّ بنا في الباب الأول مصادر أهل السنة؟
وفي كتاب هذا الرجل موارد كثيرة تطغى عليه فيها معاناة الصراع النفسي بين الموروث والحقائق لسنا بصددها.
والآن إلى أسماء أولئك الذين صرّحوا بأنّ المحسن مات سقطاً:
1 _ أبو إسحاق إبراهيم النظام (ت 231 هـ), وهذا هو شيخ الجاحظ، وهو من شيوخ المعتزلة، قال: انّ عمر ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها، وكان يصيح: أحرقوها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين.
هذا ما نقله عنه الشهرستاني في كتابه الملل والنحل(1). وحكى ذلك عن النظام أيضاً الصفدي في الوافي بالوفيات(2).
2 _ ابن قتيبة (ت 276 هـ), حكى عنه الحافظ السروي المعروف بابن شهرآشوب (ت 588 هـ),في كتابه مناقب آل أبي طالب(3) قال: وأولادها: الحسن والحسين والمحسن سقط، وفي معارف القتبي: ((انّ محسناً فسد من زحم قنفذ العدوي)).
وعند مراجعة كتاب المعارف المطبوع لم نجد ذلك فيه، ولمّا كان الحافظ الكنجي الشافعي (ت 658 هـ) قد أكّد حكاية ابن شهرآشوب لذلك عن ابن قتيبة
____________
1- الملل والنحل 1: 77.
2- الوافي بالوفيات 6: 17.
3- المناقب 3: 133، في أحوال فاطمة (عليها السلام).
الصفحة 110
بعد أن ذكر أنّ فاطمة(عليها السلام) أسقطت بعد النبي ذكراً كان سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) محسناً, فقال الكنجي: وهذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلا عند ابن قتيبة.
أقول: وسيأتي تحقيق حول كتاب المعارف في الملاحق في آخر الرسالة.
3 _ النسابة الشيخ أبو الحسن العمري _ وكان حياً سنة 425 هـ _ قال في كتابه المجدي _ بعد ذكر اختلاف النسابين في المحسن _: ولم يحتسبوا بمحسن لأنّه ولد ميتاً, وقد روت الشيعة خبر المحسن والرفسة، ووجدت بعض كتب أهل النسب يحتوي على ذكر المحسن، ولم يذكر الرفسة من جهة أعوّل عليها.
4 _ النسابة محمد بن أسعد بن علي الحسيني الجواني (ت 588 هـ) ذكر المحسّن في الشجرة المحمدية والنسبة الهاشمية(1) وقال: أسقط، وقيل: درج صغيراً، والصحيح أنّ فاطمة (رضي الله عنها) أسقطت جنيناً.
5 _ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي (ت652 هـ) قال في مطالب السؤول(2)عند ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):
((اعلم أيّدك الله بروح منه، إنّ أقوال الناس اختلفت في عدد أولاده (عليه السلام) ذكوراً وإناثاً، فمنهم من أكثر فعدّ فيهم السقط، ولم يسقط ذكر نسبه، ومنهم من أسقطه ولم ير أن يحتسب في العدة، فجاء قول كل واحد بمقتضى ما اعتمده في ذلك وبحسبه _ ثم نقل عن صفة الصفوة وغيرها ذكرهم إلى أن قال: _ وذكر قوم آخرون زيادة على ذلك، وذكروا فيهم محسناً شقيقاً للحسن والحسين 8 وكان سقطاً)).
6 _ الحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي (ت 658 هـ)، حكى في
____________
1- الشجرة المحمدية: (نسخة مصورة في مجلة الموسم، العدد 32، سنة 1418 هـ ).
2- مطالب السؤول: 62، الفصل 11.
الصفحة 111
كتابه كفاية الطالب(1) عند ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قول المفيد في عددهم, ثم قال: وزاد الجمهور وقال: إنّ فاطمة (عليها السلام) أسقطت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ذكراً كان سمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) محسناً, وهذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلاّ عند ابن قتيبة.
7 _ شرف الدين أبو محمد عمر بن شجاع الدين محمد بن الشيخ نجيب الدين عبد الواحد الموصلي الشافعي (ت 668) ذكر في ص 229 من كتابه النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم في ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال: فمن فاطمة الحسن والحسين ومحسن درج صغيراً لرفسه وقيل لرد باب على صدرها وذلك مشهور، وبعض الناس ينكر وقوعه(2).
8 _ الحمويني (ت730 هـ)، ذكر باسناده في فرائد السمطين(3) حديثاً عن ابن عباس أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان جالساً ذات يوم إذ أقبل الحسن (عليه السلام) فلمّا رآه بكى, ثم قال: ((إليّ إليّ يابني)), فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى، ثم أقبل الحسين (عليه السلام) فلما رآه بكى ثم قال: ((إليّ إليّ يابُني)) فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى، ثم أقبلت فاطمة(عليها السلام),فلما رآها بكى ثم قال:((إليّ إليّ يا بنية فاطمة))، فأجلسها بين يديه.
ثم أقبل أمير المؤمنين علي (عليه السلام), فلما رآه بكى ثم قال: ((إليّ إليّ يا أخي)), فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن، فقال له أصحابه: يا رسول الله ما ترى واحداً من هؤلاء إلا بكيت, أوما فيهم مَن تسرّ برؤيته؟ فقال (صلى الله عليه وآله): ((والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية، إنّي وإياهم لأكرم الخلائق على الله (عزوجل) , وما على وجه الأرض نسمة أحبّ إليّ منهم أما علي بن أبي طالب...،
____________
1- كفاية الطالب: 423.
2- النعيم المقيم: 229 ط موسسة دار الكتب الإسلامية سنة 423 هـ تحقيق سامي العزيزي.
3- فرائد السمطين 2: 34 _ 35.
تدعى الوهابية (( اتباع محمد عبد الوهاب وابن تيمية )) في منتدياتها بان السبط الثالث المحسن ابن على عليهم السلام مجرد خرافه لم تكن وانها من اصطناع الشيعة لا اقل و لا اكثر
طبعا يتجاهلون التاريخ ومصادرهم الكثيرة التي تنفي ما يدون بان السبط الثالث حقيقة واضحه كوضوح الشمس في رابعة النهار
الان سنتناول ان المحسن ابن على حقيقة لا خرافه وان الخلاف قد وقع اصلا في كيفية موته سلام الله عليه
فيمن ذكر المحسن السبط وانّه مات صغيراً
1 _ ابن إسحاق صاحب السيرة(1), قال ابن الجوزي في صفة الصفوة(2): وزاد ابن إسحاق في اولاد فاطمة من علي محسناً، قال: ومات صغيراً, ونقله عنه أيضاً غيره كالدولابي في الذرية الطاهرة(3) .
2 _ ابن قتيبة في كتابه المعارف(4) ، قال: وأما محسن بن علي فهلك وهو صغير(5).
3 _ البلاذري في أنساب الأشراف(6)، قال: ومحسّناً درج صغيراً.
4 _ الطبري في تاريخه(7) قال: ويذكر أنّه كان لها _ فاطمة _ منه _ من علي _ ابن آخر يسمى محسناً, توفي صغيراً.
5 _ المطهر بن طاهر المقدسي في كتاب البدء والتاريخ(8)، قال: فإنّه هلك صغيراً.
____________
1- السيرة لابن إسحاق: 247.
2- صفة الصفوة 2: 3.
3- الذرية الطاهرة 62: 114.
4- المعارف: 211.
5- سيأتي في الفصل الثالث أنّ المروي عن ابن قتيبة غير ذلك, وأنّ المذكور أعلاه مما طالته يد الخيانة.
6- أنساب الأشراف1: 402.
7- تاريخ الطبري5: 153.
8- البدء والتاريخ 5: 75.
الصفحة 95
6 _ ابن الأثير في تاريخه(1) ذكر المحسن وقال: أنّه توفي صغيراً،... وقد ذكر أنه كان له _ لعلي _ منها _ من فاطمة _ ابن آخر يقال له محسن.
وقال في كتابه اُسد الغابة(2) وقد ذكره ضمن الصحابة, وساق باسناده حديث هانئ بن هانئ وقال بعده: رواه غير واحد عن أبي إسحاق كذلك، ورواه سالم بن أبي الجعد عن علي فلم يذكر محسناً, وكذلك رواه أبو الخليل عن سلمان ثم قال: وتوفي المحسن صغيراً, أخرجه أبو موسى.
7 _ ابن الجوزي في صفة الصفوة(3) نقل عن ابن إسحاق، ذكر المحسن وقوله ومات صغيراً, ولم يعقب عليه بشيء.
8 _ الدولابي (ت310 هـ) في الذرية الطاهرة(4)، نقل قول ابن إسحاق: فذهب محسن صغيراً, ولم يعقب عليه بشيء.
9 _ ابن حزم في جمهرة أنساب العرب(5) قال: وتزوج فاطمة علي بن أبي طالب فولدت له الحسن والحسين والمحسن, مات المحسّن صغيراً . وقال(6): ولد علي بن أبي طالب الحسن أبا محمد، والحسين أبا عبد الله, والمحسّن, وزينب, وام كلثوم. وقال(7) عند ذكر أولاد الإمام من فاطمة (عليهما السلام): أعقب هؤلاء كلهم حاشا المحسّن, فلا عقب له مات صغيراً جداً إثر ولادته.
____________
1- تاريخ ابن الأثير 3: 172.
2- اُسد الغابة 4: 308.
3- صفة الصفوة 2: 3.
4- الذرية الطاهرة: 27 و 114.
5- جمهرة أنساب العرب: 16.
6- المصدر نفسه: 37.
7- المصدر نفسه: 38.
الصفحة 96
10 _ ابن فندق البيهقي (ت 565هـ) في لباب الأنساب(1) قال: الحسن بن علي, والحسين بن علي, والمحسّن بن علي : هلك صغيراً.
11 _ الصفدي في الوافي بالوفيات(2) قال: فولدت له الحسن والحسين ومحسّناً مات صغيراً.
12 _ ابن الوردي في تاريخه(3) قال: وولدت له _ فاطمة لعلي _ الحسن والحسين ومحسّناً مات صغيراً.
13 _ ابن كثير (ت774 هـ) في تاريخه(4) قال _ وهو يذكر أولاده من فاطمة (عليهما السلام) _ ويقال: ومحسناً ومات وهو صغير.
14 _ ابن حجر في الاصابة(5) ذكره, ونقل عن ابن فتحون قال: أراه مات صغيراً.
وقال في القسم الثاني فيمن له رؤية(6): المحسّن _ بتشديد السين المهملة _ ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي، سبط النبي (صلى الله عليه وآله), استدركه ابن فتحون على ابن عبد البر وقال: أراه مات صغيراً، واستدركه أبو موسى على ابن منده، وأخرج من مسند أحمد, ثم من طريق هانئ بن هانئ عن علي, وذكر الحديث الثاني الذي مرّ نقله في المصدر الثالث في سلّم المصادر في الفصل الأول من هذه الرسالة فراجع، وعقّب عليه ابن حجر بقوله: إسناد صحيح.
____________
1- لباب الانساب 1: 227.
2- الوافي بالوفيات 1: 82 .
3- تاريخ ابن الوردي 1: 220.
4- تاريخ ابن كثير 7: 331.
5- الاصابة 3: 417.
6- المصدر نفسه 6: 243.
فيمن ذكر المحسن السبط وانّه سقط
وهو حي ولم يكن ميتاً، ولولا الرفسة لتمّ حمله وكانت ولادته طبيعية، وتسمية الجنين الميّت السقط مندوب إليها فضلاً عن أن يكن حملاً.
ثم ما ذنب الشيعة لأن يتهمهم بأنهم أضافوا خصائص أخرى شخصية، وذكر تسمية النبي(صلى الله عليه وآله) للأنبياء الثلاثة بأسماء ولد هارون، وقد مرّ بنا في الباب الأول مصادر أهل السنة؟
وفي كتاب هذا الرجل موارد كثيرة تطغى عليه فيها معاناة الصراع النفسي بين الموروث والحقائق لسنا بصددها.
والآن إلى أسماء أولئك الذين صرّحوا بأنّ المحسن مات سقطاً:
1 _ أبو إسحاق إبراهيم النظام (ت 231 هـ), وهذا هو شيخ الجاحظ، وهو من شيوخ المعتزلة، قال: انّ عمر ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها، وكان يصيح: أحرقوها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين.
هذا ما نقله عنه الشهرستاني في كتابه الملل والنحل(1). وحكى ذلك عن النظام أيضاً الصفدي في الوافي بالوفيات(2).
2 _ ابن قتيبة (ت 276 هـ), حكى عنه الحافظ السروي المعروف بابن شهرآشوب (ت 588 هـ),في كتابه مناقب آل أبي طالب(3) قال: وأولادها: الحسن والحسين والمحسن سقط، وفي معارف القتبي: ((انّ محسناً فسد من زحم قنفذ العدوي)).
وعند مراجعة كتاب المعارف المطبوع لم نجد ذلك فيه، ولمّا كان الحافظ الكنجي الشافعي (ت 658 هـ) قد أكّد حكاية ابن شهرآشوب لذلك عن ابن قتيبة
____________
1- الملل والنحل 1: 77.
2- الوافي بالوفيات 6: 17.
3- المناقب 3: 133، في أحوال فاطمة (عليها السلام).
الصفحة 110
بعد أن ذكر أنّ فاطمة(عليها السلام) أسقطت بعد النبي ذكراً كان سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) محسناً, فقال الكنجي: وهذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلا عند ابن قتيبة.
أقول: وسيأتي تحقيق حول كتاب المعارف في الملاحق في آخر الرسالة.
3 _ النسابة الشيخ أبو الحسن العمري _ وكان حياً سنة 425 هـ _ قال في كتابه المجدي _ بعد ذكر اختلاف النسابين في المحسن _: ولم يحتسبوا بمحسن لأنّه ولد ميتاً, وقد روت الشيعة خبر المحسن والرفسة، ووجدت بعض كتب أهل النسب يحتوي على ذكر المحسن، ولم يذكر الرفسة من جهة أعوّل عليها.
4 _ النسابة محمد بن أسعد بن علي الحسيني الجواني (ت 588 هـ) ذكر المحسّن في الشجرة المحمدية والنسبة الهاشمية(1) وقال: أسقط، وقيل: درج صغيراً، والصحيح أنّ فاطمة (رضي الله عنها) أسقطت جنيناً.
5 _ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي (ت652 هـ) قال في مطالب السؤول(2)عند ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):
((اعلم أيّدك الله بروح منه، إنّ أقوال الناس اختلفت في عدد أولاده (عليه السلام) ذكوراً وإناثاً، فمنهم من أكثر فعدّ فيهم السقط، ولم يسقط ذكر نسبه، ومنهم من أسقطه ولم ير أن يحتسب في العدة، فجاء قول كل واحد بمقتضى ما اعتمده في ذلك وبحسبه _ ثم نقل عن صفة الصفوة وغيرها ذكرهم إلى أن قال: _ وذكر قوم آخرون زيادة على ذلك، وذكروا فيهم محسناً شقيقاً للحسن والحسين 8 وكان سقطاً)).
6 _ الحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي (ت 658 هـ)، حكى في
____________
1- الشجرة المحمدية: (نسخة مصورة في مجلة الموسم، العدد 32، سنة 1418 هـ ).
2- مطالب السؤول: 62، الفصل 11.
الصفحة 111
كتابه كفاية الطالب(1) عند ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قول المفيد في عددهم, ثم قال: وزاد الجمهور وقال: إنّ فاطمة (عليها السلام) أسقطت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ذكراً كان سمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) محسناً, وهذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلاّ عند ابن قتيبة.
7 _ شرف الدين أبو محمد عمر بن شجاع الدين محمد بن الشيخ نجيب الدين عبد الواحد الموصلي الشافعي (ت 668) ذكر في ص 229 من كتابه النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم في ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال: فمن فاطمة الحسن والحسين ومحسن درج صغيراً لرفسه وقيل لرد باب على صدرها وذلك مشهور، وبعض الناس ينكر وقوعه(2).
8 _ الحمويني (ت730 هـ)، ذكر باسناده في فرائد السمطين(3) حديثاً عن ابن عباس أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان جالساً ذات يوم إذ أقبل الحسن (عليه السلام) فلمّا رآه بكى, ثم قال: ((إليّ إليّ يابني)), فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى، ثم أقبل الحسين (عليه السلام) فلما رآه بكى ثم قال: ((إليّ إليّ يابُني)) فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى، ثم أقبلت فاطمة(عليها السلام),فلما رآها بكى ثم قال:((إليّ إليّ يا بنية فاطمة))، فأجلسها بين يديه.
ثم أقبل أمير المؤمنين علي (عليه السلام), فلما رآه بكى ثم قال: ((إليّ إليّ يا أخي)), فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن، فقال له أصحابه: يا رسول الله ما ترى واحداً من هؤلاء إلا بكيت, أوما فيهم مَن تسرّ برؤيته؟ فقال (صلى الله عليه وآله): ((والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية، إنّي وإياهم لأكرم الخلائق على الله (عزوجل) , وما على وجه الأرض نسمة أحبّ إليّ منهم أما علي بن أبي طالب...،
____________
1- كفاية الطالب: 423.
2- النعيم المقيم: 229 ط موسسة دار الكتب الإسلامية سنة 423 هـ تحقيق سامي العزيزي.
3- فرائد السمطين 2: 34 _ 35.