المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ديوان كنز المدائح النبوية: إنّ الصلاةَ عليهم فرضُ


عادل الكاظمي
10-03-2016, 02:51 AM
من ديوان كنز المدائح النبوية...لخادمكم
..
جَفْنِي لِفَقْدِكَ سُهْدُهُ فَرْضُ ** لَيْلاً نَهَاراً مَا لَهُ غَمْضُ

وَالشَّوْقُ إِنّي نَهْبُ لاَهِبِهِ ** مِثْلَ العُقَابِ عَلَيَّ يَنْقَضُّ(١)

وَخُيولُ أَحْزَانِي لِضَابِحِهَا ** فَوْقَ الْجِرَاحِ بِمُهْجَتِي رَكْضُ(٢)

وَلِفَرْطِ مَا ِبي مِنْ عَنَا حُرَقٍ ** مِنْ ثِقْلِهَا قَدْ عَاقَنِي النَّهْضُ

أَطْوِي الدَّيَاجِي حَائِرَاً قَلِقَاً ** وَالدَّمْعُ ذَوْبَ القَلْبِ يَرْفَضُّ(٣)

فَمَتَى أَزُمُّ إِلَيْكَ رَاحِلَتِي ** فَبِطَيْبَةٍ عَيْشُ الفَتَى غَضُّ(٤)

بِجِوارِ مَنْ هَامَ الفُؤادُ بِهِ ** مَا يُسْمَعُ التَّمْجيدُ، لاَ النَّبْضُ

تَمْجيدُ أَوْصَافٍ بِكَ انْفَرَدَتْ ** هِيَ جَوْهَرٌ وَلِغَيْرِكَ العَرْضُ(٥)

مَنْ ذَا يُدَانِي خَيْرَ مُدَّخَرٍ ** لِلْخَلْقِ (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ)؟(٦)

وَالنَّاسُ فِي رُعْبٍ وَفِي هَلَعٍ ** وَعَلَى الأَكُفِّ مَخَافَةً عَضّوا

مِنْ عُظْمِ مَا يَلْقَوْنَ ظَامِئَةً ** مِنْهَا القُلوبُ وَمَا لَهَا بَرْضُ(٧)

وَالكَوْثَرُ السِّلْسَالُ أَنْتَ لَهُ ** سَاقٍ وَصَفْوُ نَمِيرِهِ مَحْضُ

مِنْ جَنَّةِ الْمَأْوَى رَوَافِدُهُ ** تَجْري فَيُمْلأُ ذَلِكَ الْحَوْضُ

مَنْ ذَاقَ مِنْهُ شَرْبَةً أَمِنَتْ ** رِجْلاَهُ أَنْ يَهْوِي بِهَا دَحْضُ(٨)

وَبَنوكَ أَهْلُ البَيْتِ ذَائِدَةٌ ** عَنْهُ الأُلى إِبْعَادُهُمْ فَرْضُ

الوَالِغِينَ مِنَ الدِّمَا عَلَلاً ** وَبِخَيْلِهِمْ لِجُسومِهِمْ رَضُّوا(٩)

الوَاثِبِينَ بِنَارِ حِقْدِهِمُ ** وَالنَّارُ يَأْكُلُ بَعْضَهَا البَعْضُ

ظُلْمَاً لآلِ مُحَمَّدٍ وَلِمَنْ ** وَالَى وَعَنْ أَعْدَائِهِمْ أَغْضُوا
فَرِقَابُنَا لِسُيوفِهِمْ غَرَضٌ ** وَهَنَاؤُهُمْ أَنْ يُهْتَكَ العِرْضُ(١٠)

وَكَأَنَّ َشِرْعَةَ أَحْمَدٍ نَزَلَتْ ** وَشِعَارُهَا الشَّحْنَاءُ وَالبُغْضُ
..
حَاشَا فَقَدْ وَافَتْ شَرِيعَتُهُ ** لِلنَّاسِ دُونَ نَعِيمِهَا الْخَفْضُ(١١)

وَسَبيلُهَا نَحْوَ العُلاَ جَدَدٌ ** بَدْرٌ كَوَجْهِ الصُّبْحِ مُبْيَضُّ

وَعَلْيِه مِنْ خَيْرِ الوَرَى سِمَةٌ ** كَعُهُودِهِ مَا شَابَهَا نَقْضُ(١٢)

هُوَ رَحْمَةٌ حَلَّتْ وَمَا اتَّسَعَا ** مِمَّا تَفِيضُ الطُّولُ وَالعَرْضُ

فَلْنَقْتَبِسْ مِنْهَا أُخُوَّتَنَا ** فَيَرِفَّ غُصْنُ وِصَالِنَا الغَضُّ(١٣)

وَنَغُضُّ عَمَّا لَيْسَ يُخْرِجُنَا ** مِنْ دِينِنَا وَلْيُحْسَنِ الغَضُّ(١٤)

وَاللهُ يَوْمَ الْحَشْرِ يَجْمَعُنَا ** وَعَلَى الْمُهَيْمِنُ يَسْهُلُ العَرْضُ

فَيَميزَ فِيمَا بَيْنَنَا فَلَهُ ** أَمْرُ العِبَادِ البَسْطُ وَالقَبْضُ

إِنِّي أَقولُ وَلَيْسَ يَسْمَعُنِي ** مَنْ عَيْنُهُ أَغْرَى بِهَا الغَمْضُ

وَبِإِذْنِه صَمَمٌ فَلِي شَرَفٌ ** فِيمَا أَقُولُ وَإِنْ أَبَى البَعْضُ

يَكْفِي بِأَنَّ الْمُصْطَفَى أَمَلِي ** وَالآلَ عَمَّا قُلْتُ أَنْ يَرْضُوا

صَلّوا عَلَيْهِمْ دَائِمَاً أَبَدَاً ** إِنَّ الصَّلاةَ عَلَيْهِمُ فَرْضُ

شعر: عادل الكاظمي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١)- العُقَاب: النسر
(٢)- ضبَحَتِ الخيلُ : صوَّتت أنفاسُها في جوفها عند العَدْوِ.
(٣)- يرفضّ: يسيل متدافعاً.
(٤)- طَيْبَة: هي المدينة المنوّرة على ساكنها الصلاة والسلام.
(٥)- الجوهر الثابت الذاتي والعرض غير ذلك.
(٦)- يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ: اقتباسٌ من قوله تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ).
(٧)- البَرْضُ: الماء القليل الذي لا يروي الغليل.
(٨)- دَحْضُ: مكان تزلق فيه الأرجل.
(٩)- ولغ الكلي في الإناء: أخذ منه بطرف لسانه. عللاً: شرب الماء مراراً وشربه أول مرة يسمونه نَهَلاً.
(١٠)- غَرَضٌ: هدف.
(١١)- الْخَفْضُ: العيش الهنيء الواسع.
(١٢)- سِمَةٌ: علامة. ساب الشيء: خالطه.
(١٣)- فَيَرِفَّ: تزهر أوراقه وأزهاره. الغَضُّ: الطري.
(١٤)- الغَضُّ: مصدر من غَضَّ الطَّرْفَ: أَطْبَقَ جَفْنَيْهِ وَلَمْ يَنظُرْ إلى الشَّيء