المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ديوان كنز المدائح النبوية: القلب شوقاً للقاء طموح


عادل الكاظمي
11-03-2016, 04:10 AM
القَلْبُ شَوْقاً لِلّقاءِ طَموحُ ** والجَفْنُ مِنْ نَجْوَى الحَبيبِ قَرِيحُ

طَافَتْ طُيوفُ مَشاعِري بِضَريحِهِ ** وبمهجتي للطَّائفينَ ضَريحُ

وَنَوَاظِري نَحْوَ المَقَامِ بِطَيْبَةٍ ** تَرْنو وَروحي تَغْتَدي وتَروحُ

في كُلِّ يوم زَوْرَةٌ وَمُقَامَةٌ ** أَبْكي بِها للمُصْطَفى وأنوحُ

أَشْكو إلى الرَّحمنِ فَقْدَ مُحَمَّدٍ ** مَنْ لا يُحيطُ بِمَا أُنِيلَ مَديحُ

مَنْ فيهِ حَاَر أولوا النُّهَى فَتَقَاصَرا ** عَنْ وَصْفِهِ التَّصريحُ والتَّلْميحُ

وتَلاشَتِ الأفكارُ في إبْحَارِها ** في كُنْهِ ذاتٍ سِرُّها مَطْموحُ

وإذا أرادتْ وَصْفَهُ لَمْ يَتَّسِعْ ** لِمَرامِها التَّبيينُ والتَّوضيحُ

خَشَعَتْ لَهُ الأبصارُ وَانْقَادَتْ لِغُرِّ ** صِفَاتِهِ وَجَمالِهِنَّ الرُّوحُ

وَبِذِكْرِهِ الأعْمَالُ تُقْبَلُ إِنَّما ** بِصَلاتِهِ يُتَقَبَّلُ التَّسبيحُ

فبِهِ أَتَى غُفْرانُ زَلَّةِ آدَمٍ ** وَبِهِ مِنَ الطُّوفانِ أُنْقِذَ نُوحُ

وَبِهِ خَبَتْ نَارُ الخَليلِ وَأَخمْدَت ْ** نارَ المَجوسِ مِنَ المَعَاجِزِ رِيحُ

هُوَ رَحْمةُ اللهِ الَّتِي تَخْبو بِهَا ** نِيرانُ غَيٍّ شَرُّهُنَّ كَلِيحُ

وَبِهِ عروشُ الكُفْرِ دُكَّتْ وَانمَحَتْ ** وَتَهَدَّمَتْ للظَّالمينَ صُروحُ

وَهُوَ الْمُغيثُ إذا الخطوبُ تَزاحَمَتْ ** فَلَنا إلى كَهْفِ الحَبيبِ نُزوحُ

مَنْ بَشَّرَتْ بِقُدُومِهِ التَّوراةُ والـ ** إنجيلُ فَالذِّكْرُ الحَكيمُ صَريحُ

وَبِدِينِهِ دينِ الإلهِ وَهَدْيِهِ ** موسى الكَليمُ مُبَشِّرٌ وَمَسيحُ

وَتَباشَرَتْ رُسُلُ الإلهِ وَمَهَّدَتْ ** لِقُدومِهِ مَا لا تُحيطُ شُروحُ

فَجَميعُهُمْ دَانوا لِفَضْلِ مُحَمَّدٍ ** فَمُحَمَّدٌ لِلْمُرسَلينَ الرُّوحُ

فَلِذَا أُخاطِبُهُ بِكُلِّ جَوارِحي ** إِنّي قَتيلٌ فِي هَواكَ ذَبيحُ

أَحْيَيْتَني وَأَماتَني فيكَ الهَوَى ** وَجْدَاً وَأيُّ العَاشِقينَ صَحيحُ؟

يَا سيِّدي أرجو الشَّفاعَةَ إِنَّها ** أَمَلٌ لِكُلِّ العالمينَ فَسِيحُ

لاَ تَحْرِمَنَّ عُبَيْدَكَ الجَانِي فَما ** عندي سِواكَ إذا الزَّمانُ شَحيحُ

يَا ذُخْرَ مَنْ عَبَسَ اللَّئيمُ بِوَجْهِهِ ** إِنَّ العُفاةَ إلى الكَريمِ تَروحُ

وَلأَنتَ أكرمُ مَنْ نَمَتْهُ إلِى العُلا ** شِيَمٌ بِجَنّاتِ الخُلودِ تَفوحُ

أَنَا لا أَرَى فِي الخَلْقِ إلاّ وَاحِداً ** يَزْدانُ فِي أَمْداحِهِ التَّوْشيحُ

فَإذَا مَدَحْتُ سِواكَ عِنْدَ فَضيلةٍ ** أَعْني صِفَاتِكَ.. إنَّكَ الْمَمْدوحُ

وَإذا عَشِقْتُ فَإنَّما هُوَ زُلْفَةٌ ** لِجَلالِ وَجْهِكَ عِشْقُنا الْمَسْموحُ

يَا مَنْ وَقَفتُ بِبَابِهِ مُتَذَلِّلاً ** وَالذُّلُّ إِلاّ فِي حِمَاكَ قَبيحُ

إِرْحَمْ وَجُدْ وَانْعَمْ فَإنِّي عَاجِزٌ ** ذَنْبي ثَقيلٌ والمُقِلُّ كَسيحُ

أَرْجو الشَّفاعَةَ لِي وَأَهْلِ حُزَانَتِي ** وَلِوَالِدَيَّ فَلَنْ يَخيبَ طَموحُ

مَا خَابَ مَنْ يَرجو نَدَاكَ فَأنتَ للـ ** خَلْقِ الْمُجيرُ وَبِالعَطاءِ سَموحُ

صَلَّى عليكَ اللهُ وُسْعَ هِبَاتِهِ ** رَبٌّ، غَفورٌ للذُّنوبِ، صَفوحِ

وَعَلى بَنِيكَ الطَّاهِرينَ وَصَحْبِكَ الـ ** أَخْيارِ مَنْ هُمْ لِلْفَخَارِ صُروحُ

أَسْمَى السَّلامِ تَحِيَّةً لاَ تَنْتَهي ** مَا دامَ يَلْهَجُ فِي عُلاَكَ فَصيحُ

شعر: عادل الكاظمي

طريقي زينبي .. ملكة
02-04-2016, 12:30 AM
ابدعت وفقك المولى