صدى المهدي
25-04-2016, 12:17 PM
نفحات.. من سُورة الكوثر
بسم الله الرحمن الرحيم:
http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إِنّا أَعْطَيْناكَ الكَوْثَر * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَآنْحَرْ * إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأبْتَر http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif صَدَقَ اللهُ العَلِي العظيْم.
إشارات
1. السورة مكيّة نزلت بعد سورة العاديات.
2. الكوثر: هو الخير الكثير في الدنيا والدِّين، وفي الآية المباركة هو وعدٌ مِن الله تعالى لرسول الله صلّى الله عليه وآله بالنصر والحفظ والخير الكثير، كقوله تعالى: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif يا أيُّها النبيُّ حَسْبُكَ الله http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif [ الأنفال:62 ]، وقوله عزّ من قائل: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif واللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ الناس http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif [المائدة:67].
3. تصدّرت السورة الشريفة بـ « إنّا »، وهو حرف تأكيد جارٍ مجرى القَسَم، وكلامُ الصادق مَصونٌ مِن الخُلف، فكيف إذا تأكّد ؟! وهو القائل جلّ مِن قائل: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif ومَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif [ النساء:87 ]، والقائل: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gifوَعْدَ اللهِ حقّاً، ومَن أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif [ النساء:122 ].
4. http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif أَعْطَيْناك http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif هذه الجملة الخطابيّة من منبع الكرم، مُوجَّهةٌ إلى الأحَبِّ إلى الله تعالى المصطفى محمّد صلّى الله عليه وآله، تدلّ على أنّ العطاء قد حصل وقُضيَ في علم الله ومشيئته وإرادته الحكيمة الرحيمة، وأنّ ذلك العطاء لا يُستَرجَع أبداً.
5. http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إِنّا أَعَطَيناكَ الكَوْثَر http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif عبارةٌ تتحدّث عن خيرات الدنيا والآخرة، ليس لها مثيل، وليس في وعدها خُلف، وهي بشارة أصدق ما تكون البشارات، وحدود عطائها لا تُعلم، والقليل من ذلك العطاء كثير، فكيف إذا كان هو الكوثرَ الكثير ؟!
والشاكرُ ربَّه عزّوجلّ يقول له:
قليلُكَ لا يُقالُ له قليلُ
6. الآية المباركة تفيد أنّ الله تبارك وتعالى خاطب نبيَّه صلّى الله عليه وآله بلا واسطة، مُبشِّراً حبيبَه ومدافعاً عنه ومحصِّناً له وضامناً له الكوثر، وفي الوقت ذاته رادعاً عدوَّه قامعاً شانئه قاضياً عليه بالأبتريّة الأبدية.
7. لعلّ المصداق الأوضح في الآية أنّ الكوثر هو النسل والأولاد؛ لأنّ هذه السورة نزلت ردّاً على من تشفّى وعاب المقام النبويّ بعدم الأولاد، فجاء الجواب أنّ الله تعالى قضى أن يُعطيه نسلاً متكاثراً على مدى الزمان. فلينظُرْ مُنصفٌ كم قُتل من أهل البيت ثمّ هم يملأون الأرض، ولم يبقَ مِن قتلتِهم نسلٌ يُذكر في يومنا هذا.
8. إذا حُمِلت كلمة ( الكوثر ) على كثرة الأتْباع، أو على كثرة الأولاد وعدم انقطاع النسل، فإنّ في الآية إخباراً عن الغيب، وإنباءً للمستقبل، وقد وقع ذلك مطابقاً للواقع، فكان من الإعجاز القرآني.
9. إذا كان ( الكوثر ) هنا ـ أو من مصاديقه البيّنة ـ كثرةَ النسل، فإنّ المصداق الأتمّ للكوثر هو الصدّيقة الطاهرة فاطمة بَضعة رسول الله صلّى الله عليه وآله، فإنّ نسله الطيّب جاء عن طريقها بعد أن تُوفّي أولاده، وقد ورد عنه قوله لخديجة عليها السلام بعد أن أخبرته بأنّ الجنين ـ وهي فاطمة عليها السلام ـ في بطنها يُحدّثها ويُؤنسها: « هذا جبرئيلُ يُبشرّني أنّها أنثى، وأنّها النَّسَمةُ الطاهرة الميمونة، وأنّ الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها، وسيجعل مِن نسلها أئمّة في الأمّة » ( أمالي الصدوق:475 / ح 1 ـ من المجلس 87 ).
10. وإذا كان ( الكوثر ) من مصاديقه التوفيق العظيم وبركة الجهود التي بذلها رسول الله صلّى الله عليه وآله لتبليغ الإسلام الحنيف، فينظُرْ منصفٌ كيف انتشر هذا الدين، وكيف علا أمُره وكثرت ذريّة مبلّغه في الأرض، حتّى صار نسله أكثر مِن كلّ نسل، ولم يكن يوم نزلت سورة الكوثر كذلك، فكانت السورة إخباراً صادقاً حقّاً، وحجّةً قاطعةً لمَن أراد دليلاً وبرهاناً على النبوّة.
وقيل: بأنّ الكوثر شيءٌ آخر، غير الأولاد الكُثْر، ونقول: فليكن هنالك من الخيرات أشياءٌ أُخَر، ولكنّ ذلك لا يعني نفيَ الخير الذي عُرِف من عطايا الله تعالى لرسوله صلّى الله عليه وآله.. بل ليكنِ الذي جاء في النصوص أو البيانات الأخرى كذلك من الخير الكثير الذي عبّرت عنه الآية المباركة بـ « الكوثر »، إذ لا تعارضَ في ذلك أبداً.
• فقد روى الحافظ السيوطي الشافعي في تفسيره ( الدرّ المنثور ) عن أنس بن مالك أنّه قال: دخلتُ على رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: « أُعطِيتُ الكوثر »، فقلت: يا رسول الله وما الكوثر ؟ فقال: « نهرٌ في الجنّة، عَرضُه وطولُه ما بينَ المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحدٌ فيظمأ، ولا يتوضّأ منه أحدٌ فيتشعّث أبداً، لا يشرب منه مَن أخفر أُمّتي، ولا مَن قتل أهل بيتي! » ( الدرّ المنثور 402:6 ـ في ظل سورة الكوثر. ويتشعّث: تتفرّق أعضاؤه، وأخْفَر: أي نقض عهدَه ).
مَن ذلك الأبتر ؟!
ـ قال الصبّان المصري الشافعي في كتابه ( إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين ـ المطبوع بهامش كتاب: نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار للشبلنجي الشافعي:82 ): ـ القاسم مات بمكّة وقد بلغ سنتين، وقيل أقلّ وقيل أكثر، فأنزل الله تعالى: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إنّ شانئَكَ هو الأبتر http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif.
ـ وروى الدولابي في مؤلّفه ( الذريّة الطاهرة:67 / ح 42 ) أنّ الله عزّوجلّ لمّا قبض القاسم ابنَ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال المشركون: قد أصبح محمدٌ أبترَ مِن ابنه! فأنزل الله على نبيّه: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إنّا أعطيناك الكوثر http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gifعِوَضاً من مصيبته في القاسم، http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif فَصَلِّ لِربِّكَ وَآنْحَرْ * إنَّ شانِئَك هُوَ الأَبتَرhttp://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif.
ـ كذلك روى الحاكم النيسابوري الشافعي في ( المستدرك على الصحيحين 170:3 ـ كتاب معرفة الصحابة ) أنّ رجلاً قال ما قال للإمام الحسن المجتبى عليه السلام بعد الصلح مع معاوية، فأجابه عليه السلام بالقول: « لا تَلُمْني ـ رحمك الله ـ؛ فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قد رأى ( أي في رؤياه ) بَني أُميّة يَخطُبون على مِنبره رجلاً رجلاً، فساءَه ذلك، فنَزلَت: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إنّا أعطيناكَ الكوثر http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif نهرٌ في الجنّة، ونزلت: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إنّا أنزلناهُ في ليلةِ القَدْر... http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif ».
ـ وكتب الجنابذي في تفسيره ( بيان السعادة 278:4 ): قيل: إنّ العاص بن وائل التقى رسول الله صلّى الله عليه وآله عند باب المسجد وتحدّثا، وأناسٌ من قريشٍ جلوسٌ في المسجد، فلمّا دخل العاص قالوا: مَن الذي كنتَ تتحدث معه ؟ قال: ذلك الأبتر! فسمّاه أبترَ لأنّه كان له ولدٌ أسمُه « عبدالله » وكان من خديجة فمات، ولم يكن له ابنٌ غيره، وكانوا يسمّون مَن لم يكن له ولدٌ: أبتر.
أجل.. ولكنّ الذي قضاه الله بعد ذلك أنّ العاص لعنه الله أصبح هو الأبتر، وعُرِف رسول الله صلّى الله عليه وآله بعدَ ذاك أنّه صاحبُ الكوثر.. وقد نزلت فيه سورة مبشّرة مُنْبئة له بالخير الكثير، والحظّ الوفير، ليس أحدٌ في العالمين نال نواله بركةً ووفرةً ونماءً ونوراً ممتدّاً.
وحتّى سورته الجليلة اكتسبت به خيراً كثيراً، حيث روى الشيخ الصدوق في ( ثواب الأعمال:155 ) عن أبي بصير أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال: « مَن كانت قراءته http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إِنّا أَعطَيناكَ الكوثرَ http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif في فرائضه ونوافله، سقاه الله من الكوثر يومَ القيامة، وكان محدّثه عند رسول الله صلّى الله عليه وآله في أصل طوبى ».
والحمد لله ربّ العالمين، وأزكى الصلاة والسلام على النبيّ الهادي الأمين وعلى آله الطاهرين، واللعن الدائم على مبغضيه ومبغضيهم الأبترين، من الآن إلى يوم الدين.
شبكة الامام الرضا عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم:
http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إِنّا أَعْطَيْناكَ الكَوْثَر * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَآنْحَرْ * إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأبْتَر http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif صَدَقَ اللهُ العَلِي العظيْم.
إشارات
1. السورة مكيّة نزلت بعد سورة العاديات.
2. الكوثر: هو الخير الكثير في الدنيا والدِّين، وفي الآية المباركة هو وعدٌ مِن الله تعالى لرسول الله صلّى الله عليه وآله بالنصر والحفظ والخير الكثير، كقوله تعالى: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif يا أيُّها النبيُّ حَسْبُكَ الله http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif [ الأنفال:62 ]، وقوله عزّ من قائل: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif واللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ الناس http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif [المائدة:67].
3. تصدّرت السورة الشريفة بـ « إنّا »، وهو حرف تأكيد جارٍ مجرى القَسَم، وكلامُ الصادق مَصونٌ مِن الخُلف، فكيف إذا تأكّد ؟! وهو القائل جلّ مِن قائل: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif ومَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif [ النساء:87 ]، والقائل: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gifوَعْدَ اللهِ حقّاً، ومَن أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif [ النساء:122 ].
4. http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif أَعْطَيْناك http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif هذه الجملة الخطابيّة من منبع الكرم، مُوجَّهةٌ إلى الأحَبِّ إلى الله تعالى المصطفى محمّد صلّى الله عليه وآله، تدلّ على أنّ العطاء قد حصل وقُضيَ في علم الله ومشيئته وإرادته الحكيمة الرحيمة، وأنّ ذلك العطاء لا يُستَرجَع أبداً.
5. http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إِنّا أَعَطَيناكَ الكَوْثَر http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif عبارةٌ تتحدّث عن خيرات الدنيا والآخرة، ليس لها مثيل، وليس في وعدها خُلف، وهي بشارة أصدق ما تكون البشارات، وحدود عطائها لا تُعلم، والقليل من ذلك العطاء كثير، فكيف إذا كان هو الكوثرَ الكثير ؟!
والشاكرُ ربَّه عزّوجلّ يقول له:
قليلُكَ لا يُقالُ له قليلُ
6. الآية المباركة تفيد أنّ الله تبارك وتعالى خاطب نبيَّه صلّى الله عليه وآله بلا واسطة، مُبشِّراً حبيبَه ومدافعاً عنه ومحصِّناً له وضامناً له الكوثر، وفي الوقت ذاته رادعاً عدوَّه قامعاً شانئه قاضياً عليه بالأبتريّة الأبدية.
7. لعلّ المصداق الأوضح في الآية أنّ الكوثر هو النسل والأولاد؛ لأنّ هذه السورة نزلت ردّاً على من تشفّى وعاب المقام النبويّ بعدم الأولاد، فجاء الجواب أنّ الله تعالى قضى أن يُعطيه نسلاً متكاثراً على مدى الزمان. فلينظُرْ مُنصفٌ كم قُتل من أهل البيت ثمّ هم يملأون الأرض، ولم يبقَ مِن قتلتِهم نسلٌ يُذكر في يومنا هذا.
8. إذا حُمِلت كلمة ( الكوثر ) على كثرة الأتْباع، أو على كثرة الأولاد وعدم انقطاع النسل، فإنّ في الآية إخباراً عن الغيب، وإنباءً للمستقبل، وقد وقع ذلك مطابقاً للواقع، فكان من الإعجاز القرآني.
9. إذا كان ( الكوثر ) هنا ـ أو من مصاديقه البيّنة ـ كثرةَ النسل، فإنّ المصداق الأتمّ للكوثر هو الصدّيقة الطاهرة فاطمة بَضعة رسول الله صلّى الله عليه وآله، فإنّ نسله الطيّب جاء عن طريقها بعد أن تُوفّي أولاده، وقد ورد عنه قوله لخديجة عليها السلام بعد أن أخبرته بأنّ الجنين ـ وهي فاطمة عليها السلام ـ في بطنها يُحدّثها ويُؤنسها: « هذا جبرئيلُ يُبشرّني أنّها أنثى، وأنّها النَّسَمةُ الطاهرة الميمونة، وأنّ الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها، وسيجعل مِن نسلها أئمّة في الأمّة » ( أمالي الصدوق:475 / ح 1 ـ من المجلس 87 ).
10. وإذا كان ( الكوثر ) من مصاديقه التوفيق العظيم وبركة الجهود التي بذلها رسول الله صلّى الله عليه وآله لتبليغ الإسلام الحنيف، فينظُرْ منصفٌ كيف انتشر هذا الدين، وكيف علا أمُره وكثرت ذريّة مبلّغه في الأرض، حتّى صار نسله أكثر مِن كلّ نسل، ولم يكن يوم نزلت سورة الكوثر كذلك، فكانت السورة إخباراً صادقاً حقّاً، وحجّةً قاطعةً لمَن أراد دليلاً وبرهاناً على النبوّة.
وقيل: بأنّ الكوثر شيءٌ آخر، غير الأولاد الكُثْر، ونقول: فليكن هنالك من الخيرات أشياءٌ أُخَر، ولكنّ ذلك لا يعني نفيَ الخير الذي عُرِف من عطايا الله تعالى لرسوله صلّى الله عليه وآله.. بل ليكنِ الذي جاء في النصوص أو البيانات الأخرى كذلك من الخير الكثير الذي عبّرت عنه الآية المباركة بـ « الكوثر »، إذ لا تعارضَ في ذلك أبداً.
• فقد روى الحافظ السيوطي الشافعي في تفسيره ( الدرّ المنثور ) عن أنس بن مالك أنّه قال: دخلتُ على رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: « أُعطِيتُ الكوثر »، فقلت: يا رسول الله وما الكوثر ؟ فقال: « نهرٌ في الجنّة، عَرضُه وطولُه ما بينَ المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحدٌ فيظمأ، ولا يتوضّأ منه أحدٌ فيتشعّث أبداً، لا يشرب منه مَن أخفر أُمّتي، ولا مَن قتل أهل بيتي! » ( الدرّ المنثور 402:6 ـ في ظل سورة الكوثر. ويتشعّث: تتفرّق أعضاؤه، وأخْفَر: أي نقض عهدَه ).
مَن ذلك الأبتر ؟!
ـ قال الصبّان المصري الشافعي في كتابه ( إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين ـ المطبوع بهامش كتاب: نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار للشبلنجي الشافعي:82 ): ـ القاسم مات بمكّة وقد بلغ سنتين، وقيل أقلّ وقيل أكثر، فأنزل الله تعالى: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إنّ شانئَكَ هو الأبتر http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif.
ـ وروى الدولابي في مؤلّفه ( الذريّة الطاهرة:67 / ح 42 ) أنّ الله عزّوجلّ لمّا قبض القاسم ابنَ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال المشركون: قد أصبح محمدٌ أبترَ مِن ابنه! فأنزل الله على نبيّه: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إنّا أعطيناك الكوثر http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gifعِوَضاً من مصيبته في القاسم، http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif فَصَلِّ لِربِّكَ وَآنْحَرْ * إنَّ شانِئَك هُوَ الأَبتَرhttp://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif.
ـ كذلك روى الحاكم النيسابوري الشافعي في ( المستدرك على الصحيحين 170:3 ـ كتاب معرفة الصحابة ) أنّ رجلاً قال ما قال للإمام الحسن المجتبى عليه السلام بعد الصلح مع معاوية، فأجابه عليه السلام بالقول: « لا تَلُمْني ـ رحمك الله ـ؛ فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قد رأى ( أي في رؤياه ) بَني أُميّة يَخطُبون على مِنبره رجلاً رجلاً، فساءَه ذلك، فنَزلَت: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إنّا أعطيناكَ الكوثر http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif نهرٌ في الجنّة، ونزلت: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إنّا أنزلناهُ في ليلةِ القَدْر... http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif ».
ـ وكتب الجنابذي في تفسيره ( بيان السعادة 278:4 ): قيل: إنّ العاص بن وائل التقى رسول الله صلّى الله عليه وآله عند باب المسجد وتحدّثا، وأناسٌ من قريشٍ جلوسٌ في المسجد، فلمّا دخل العاص قالوا: مَن الذي كنتَ تتحدث معه ؟ قال: ذلك الأبتر! فسمّاه أبترَ لأنّه كان له ولدٌ أسمُه « عبدالله » وكان من خديجة فمات، ولم يكن له ابنٌ غيره، وكانوا يسمّون مَن لم يكن له ولدٌ: أبتر.
أجل.. ولكنّ الذي قضاه الله بعد ذلك أنّ العاص لعنه الله أصبح هو الأبتر، وعُرِف رسول الله صلّى الله عليه وآله بعدَ ذاك أنّه صاحبُ الكوثر.. وقد نزلت فيه سورة مبشّرة مُنْبئة له بالخير الكثير، والحظّ الوفير، ليس أحدٌ في العالمين نال نواله بركةً ووفرةً ونماءً ونوراً ممتدّاً.
وحتّى سورته الجليلة اكتسبت به خيراً كثيراً، حيث روى الشيخ الصدوق في ( ثواب الأعمال:155 ) عن أبي بصير أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال: « مَن كانت قراءته http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إِنّا أَعطَيناكَ الكوثرَ http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif في فرائضه ونوافله، سقاه الله من الكوثر يومَ القيامة، وكان محدّثه عند رسول الله صلّى الله عليه وآله في أصل طوبى ».
والحمد لله ربّ العالمين، وأزكى الصلاة والسلام على النبيّ الهادي الأمين وعلى آله الطاهرين، واللعن الدائم على مبغضيه ومبغضيهم الأبترين، من الآن إلى يوم الدين.
شبكة الامام الرضا عليه السلام