المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفجر والقائم ع


الباحث الطائي
12-05-2016, 11:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

ورد في تفسير قوله تعالى ï´؟ وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ*وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ*وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ*هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ

عن ابي عبد الله (ع) قال في قوله عز وجل (والفجر ) الفجر هو القائم (ع)والليالي العشر الائمة (ع) من الحسن الى الحسن والشفع امير المؤمنين (ع) وفاطمة (ع) والوتر هو الله وحده لاشريك له (واليل اذا يسر) هي دولة حبتر فهي تسري الى دولة القائم (ع)


اقول : هناك مضامين مهمة وعميقة لمتن الرواية اعلاه نتعرض اليها بنوع تفصيل والله اعلم
بدايتاً - يظهر وعلى فرض صحة المتن وروايته ، أنه من التفسير الباطن للقرآن .

فسر الامام ع الفجر بالقائم ع ، وهو الامام المهدي الثاني عشر من العترة المطهرة ، ولعل المراد من تشبيهه بالفجر ناظر الى مايقابله وهو الظلام ، وخاصتا بعد ان فسر المعصوم ع الأئمة العشرة من الامام الحسن بن علي ع والى الامام الحسن العسكري ع بالليالي العشرة ( وليالٍ عشر) وهذا بدوره لعل المراد به دولة الظلم التي حجبت نور الأئمة الاطهار . وبالتالي سيكون يوم ظهور وقيام القائم هو نور الفجر الموعود والذي سيزيل ظلام دولة الظلم

ودولة الظلم لعلها هي التي امتدت منذ ان توفى الله رسوله الخاتم محمد ص والى يوم الظهور ، ولعل ما يساعد على هذا التقدير قوله تعالى: ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) ، فالانقلاب على الاعقاب هو الارتداد ولقد بينت الروايات ونقل التاريخ كيف ان الامة اغتصبت حق أمير المؤمنين ع الذي هو الخليفة الشرعي للرسول الخاتم. وهذا بداية دولة الظلم .

وفسر المعصوم ع الشفع بانه الامام أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء.
والشفع لغتا: هو الزو ج " من الاشياء " ، وهو ضم الشيء الى مثله فيكون زوجا اي شفعا
ولعل المراد من ضم أمير المؤمنين الى فاطمة الزهراء فيكونا شفع لسريان الظلم عليهما من بعد وفاة الرسول وارتداد اكثر الامة. وخصهما بالذكر لعله لعظيم المقام وما ترتب عليهما من اثر الظلم ، فأذا صحّ ذلك فهذه منقبة للزهراء عظيمة المقام بان تُساوى بأمير المؤمنين ولا عجب ، فتأمل .

وفسّر المعصوم ع الوتر بانه الله وحده لا شريك له ، ولعل المراد فيه هو تبيان عظيم اثر هذا الظلم ودولته التي سرت على اولياء الله وحججه ومنها الى الله سبحانه وتعالى ، فكما ان طاعة حجة الله هي طاعة الله ومعصيته هي معصية الله ،،، فإنّ ظلم حجة الله هو ظلم لله ( بالمفهوم المعنوي/ الاعتقادي ) .

وفسّر المعصوم ع : والليل إذا يسر - بانه دولة " حبتر" (1) دولة الظلم تسرِ الى دولة القائم*
ولعل المراد من تاكيد سريان ليل دولة الظلم بتعبير ( والليل إذ يسرِ ) بعد ان أثبت وجود دولة الظلم وحجبها دور حجج الله العشرة المعصومين من الحسن ع الى الحسن في قوله ( وليالٍ عشر) هو أمتداد واستمرار بقاء دولة الظلم بلا انقطاع ليشمل عصر الغيبة ايضا بلا انفراج على البشرية او حتى بـ من يمثل خط ال البيت ع من شيعتهم على مر عصر الغيبة الطويل .

فأذا كان الامام المهدي والقائم من آل البيت ع هو مصداق الفجر المعنوي وباطن تفسير الفجر في القرآن ، فإنّ الفجر هو مقدمة الصبح
فاذا كان كذلك وهو كذلك ، فأنظر ماذا يقول الله عن الصبح : قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ غ– فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ غ– إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ غڑ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ غڑ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ

نعــم - إنّ موعد دولة الظلم التي سرت منذ ان توفى الله رسوله والى يوم الظهور هو الصبح الذي يأتي بعد الفجر الذي هو القائم من ال محمد عليهم السلام اجمعين ، فإذا بزغ الفجر بالظهور اصبح الصبح بالقيام على دولة الظلم.
هذا الامر او الظلم وليله الذي وإن طال ويطول أمده ، إلا ان الله تعالى يذكر أن الصبح قريب أجله فقال تعالى : أليس الصبح بقريب ، لان الباطل زاهق وان طال أمده بل ليس له وجود تكويني حقيقي في عالم التكوين(2) ، والحق باقٍ وإن حجب بالظلم .

والله اعلم
الباحث الطائي
------------

(1) : وحبتر اسم شخص ظالم معروف في صدر الإسلام صار مثلا للتعبير الكنائي عن دول الظلم والجور البشري

(2) : لان الله اثبت ان الباطل ليس له حقيقة في عالم التكوين بل هو اثر زائل ، فقال تعالى : كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ (17 [الرعد]