عباس طريم
26-06-2016, 07:42 PM
الشمس تشرق من الغرب
من جبين العالم الاسلامي الكبير , اية الله العظمى , سماحة الشيخ عبد اللطيف بري . دام الله ظله
__________________________________________________ ___
عباس طريم
_
اضطر الكثير من المسلمين , الى الهجرة بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والحروب الاهلية التي اكلت الاخضر واليابس وطحنت رحاها خيرة شباب الامة الاسلامية الذين لا ذنب لهم , سوى انهم تواجدوا في ساعة " الصفر " التي جاءت وحملت معها الموت والدمار . وقد سعوا للوصول الى اوربا وامريكا , ثم نظم هؤولاء انفسهم استجابة لبعض الاحداث الاجتماعية والضغوط والتحديات التي دفعت المسلمين الى تلمس الوسائل التي تؤكد وتثبت هويتهم . وكان من اهم هذه الوسائل , بناء المساجد ووضع البذور المبكرة للمؤسسات الاجتماعية والثقافية والترويحية , مدركين بان لهم امتدادا حضاريا عريقا لا يجوز نسيانه او تجاهله , في خضم تلك المجتمعات غير الاسلامية , وهذا يدعوهم الى الاعتزاز بدينهم وحضارتهم , والتمسك بقيمهم ومبادئهم , مع انخراطهم في المجتمع وعدم انعزالهم عنه , باعتبارهم جزءا من مكوناته الاساسية . ان المسلمين ياللاسف لم يستفادوا من مناخ الحرية والحقوق التي تضمنها الجنسية , للسير في طريق توطين الاسلام في تلك الديار واكتساب كافة الحقوق التي تقتضيها المواطنة , وبهذا تصبح تلك الاعداد الكبيرة من المسلمين , جزءا كبيرا فاعلا في تكوين تلك المجتمعات , بدلا من كونهم مجموعات مكدسة ليس لها وزن او تاثير , ولم يسعوا الى تعميق ثقافة الحوار بين الحضارات, لابعاد شبح الخوف من الاسلام والمسلمين , ومعرفة كل طرف بالاخر وترسيخ قيم التعايش المشترك بين الشعوب واحترام التنوع الثقافي فيما بينها .
وهنا , تبدو مهمة القائد الاسلامي المؤثر , والذي يستطيع ان يضبط ايقاع الجالية المسلمة , على خطوات التقارب والتعاون والتاخي ,والمعاملة الطيبة التي تتفق ومباديء ديننا الحنيف , والابتعاد عن كل ما من شانه ان يسيء لقيمنا السامية , لرسم صورة الاسلام المحمدي الحقيقية . ولا شك ان العالم يؤثر في الناس , على قدر صلاحه وتقواه وعبادته وطاعته الله ! . فهو نجم يسطع لينير الدرب للسالكين في درب الايمان , وهو القمر المنير , الذي يهتدي به الساعون الى مبتغاهم في الليالي الحالكة, وعليه ان يتصف برجاحة العقل والثقافة العامة والواقعية , والقيام بحقوق الناس والدفاع عن مصالحهم والاهتمام برعاية الفقراء , وتوعية المجتمع للاهتمام بدينه ودفعه للسير في طريق الحق , والابتعاد عن كل ما من شانه ان يورطهم في امور , هم في غنى عنها , وسد حاجة المحتاجين وارشاد الاغنياء الى اعمال الخير وتبني المصالح الاجتماعية العامة والانفاق عليها , مما يجعل لاهل العلم مكانة في المجتمع , واثرا في توجيهه نحو مثل الاسلام العليا في الحياة .
وقد تجلت تلك السمات النبيلة , التي نحن بصددها .. بفيلسوف وعالم من طراز فريد
هو : العالم الكبير اية الله العظمى , الشيخ عبد اللطيف بري . دام الله ظله .الذي ذاع صيته في الولايات المتحدة الامريكية , واحتل الريادة في ميزان التفاضل , الذي يعتمد على سلوك المرء ومدى التزامه بشرعية القوانين المرعية في تلك الدول . فكان بحق .. الممثل الشرعي لمصالح المسلمين , والخيمة التي تلتقي تحت ظلها كل الاطياف في ولاية مشكان . ومن تلك الولاية .. صعد نجمه ليلمع في جميع الدول الاوربية وتنتشر كتبه في ارجاء المعمورة , لتكون شاهدة على علمه وسعة اطلاعه في ضروب العلم والادب . وقد سعى الى بناء جسور التقارب مع الجميع , وحث ابناء الجالية , على تعميق روح الاخوة الإسلامية , وجاهر بربط حبال التواصل , بين جميع الطوائف , واصبح مقصدا ومرجعا للجميع, وصار اسما يشار له بالبنان : العالم الفيلسوف ,اية الله العظمى الشيخ الجليل عبد اللطيف بري . دام الله ظله . الذي اسس صروحا للعلم والادب , وسعى لتاسيس المؤسسات التي تبني شباب الغد , وتاخذ بيدهم الى غد مثمر , فيه العطاء والمنفعة للجميع .
يمتاز سماحة الشيخ , عبد اللطيف بري . دام الله ظله . بسعة اطلاعه على ما كتبه القدامى عن أحوال البشر , وقدرته على استعراض الآراء ونقدها ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وانصاف
أصحاب الآراء المخالفة لرايه . وقد كان لخبرته في الحياة , بكل ما فيها من تفاصيل وعمق ديني وثقافي
, اثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته ومؤلفاته . ومن اشهر مؤلفاته التي انتشرت بين محبيه :
كتاب مسائل الفقه العلمي
قاموس المفاهيم القرانية
اخلاق النبوة
الاسلام ومشاكل المراة
الزواج المنقطع في الاسلام
تعالوا نفتح قلوبنا على كتاب الله
الانماء الروحي والاصلاح الاجتماعي
دور القيم الروحية والتربيوية في حل مشاكل الانسان
ولسماحته ..خطب ومحاضرات كثيرة , تشمل كل نواحي الحياة , وتتطرق لكل ما يهم البشرية من خير وشر , يبين لنا منافعها ويشير الى مضارها , لناخذ منها ما ينفعنا في دنيانا , ونتجنب ما لا يناسبنا ويعود علينا بالضرر .
وفي ولاية مشيكان الامريكية , كان سماحته نجما يسطع في سماء الولاية , وشمسا تنشر شعاعها
وتمتد خيوطها عبر الوديان والسهول والبحار , وعبر الرياح التي تحمل من نفحاته ومؤلفاته التي
ليس لها حدود , ما يعمق الوجدان الإنساني , ويريح النفس البشرية التي تعيش في قلق واضطراب .
وسماحة الشيخ العالم , اية الله العظمى عبد اللطيف بري . اعزه الله ! . يسكن في قلوب المسلمين , السنة والشيعة ,
وله مكانة مرموقة في قلوب المسيحيين , وكل الطوائف التي تسكن الولاية . ومعظم النزاعات هناك .. تنفض بمجرد وجوده بين المتخاصمين .. مهما كانت تلك النزاعات عميقة ومعقدة ,حتى أصبحت راحة الناس النفسية , مرهونة بتواجده بينهم. فمن أنفاسه العطرة تنبعث الطمئنينة , ومن توجيهاته ومحاضراته ودعواته , يستقر روح الايمان في النفوس المتعبة , ومن طلعته البهية , تنتشر اسلاك النور , لتضيء الدرب وتزيح غيوم الظلام , ومن وجهه الصبوح المشرق , تستمد القلوب راحتها واستقرارها . ومن خيره وبركة دعواته , تنجلي كل الهموم التي يزرعها الشر . فهو الصدر الواسع الذي يسع الجميع دون استثناء , وهو القريب اذا قصدته , والكريم اذا سألته , والمجيب اذا دعوته , والحاضر اذا طلبته . استطاع ان يبني المدارس ويعمرها للاجيال القادمة , ويجعل درس اللغة العربية فيها ضمن المناهج الدراسية , فهي لغة القران الكريم وعلى الاجيال ان تتعلق بلغتها , لتكون قادرة على معرفة دينها .
وسماحته .. من الشعراء الذين تهتز الرؤوس لروعة قصائدهم , وتنشرح الصدور لعذوبة الصور الجميلة التي تؤطرها . وتمتاز قصائد سماحة الشيخ , ببساطة التعبير واللغة الواضحة والسليمة , والصراحة وعدم المبالغة .
وهذه بعض المقاطع الجميلة من شعره الرائع .
. فلنسمع إليه في قصيدة (الله ما أحلى مراشفها) :
حي ّ الرفاق هناك إنْ تَفِدِ وإذا مررت بموطني أتئدِ !
واجلس على تلعات قريتنا واذكر طفولةَ ذلك الولدِ
وإذا سرى همس العبيرِ ضحىً والطلُّ فوق الزاهرات ندي
ومرابِعُ الأزهارِ قد ضحكت وانساب في الألحان كلُّ شدي
فاذكُر طفولتَنا وبهجتَها وروائعَ الأيامِ في بلدي
واذكر ينابيعَ المياه وقد راحت ترشُّ السهلَ بالبردِ
تلك الينابيعُ التي سلكت وتدفّقت من عالم الأبدِ
! وينتقل بنا على خطف رائع ، إلى مجالس تلك الأمسيات العذاب في تبنين عروس العرائس ، ومأدبة الأدباء . – إنّ عزَّ رغيفهم – .
عودي إلينا ليلةَ الأحدِ في سهرة الآداب والرّشَدِ
حيث الأحبّةُ تلتقي زمراً من شاعرٍ فذٍّ ومنتقدِ
يتحلّقونَ على مشايخهم في زبدةِ الأفكار لا الزَبَدِ
وطرائفُ الماضي مجلجلةُ في مسمَعِ الدنيا وفي خَلَدي
وروائعُ الآيات حاشدةٌ بالفيضِ والإلهامِ والمدَدِ
دنياهُمُ دينٌ وفلسفةٌ وبساطةٌ تخلو من العُقدِ
وعلى وقع النجوى ينتقل بنا الشاعر الملهم ، إلى لوحةٍ شيقة ، من لوحات قريته المعلّقة بخيال أبنائها عِقدَ ياسمين ، لوحةٍ ترسم براءة الشبيبة في زمن البراءة الذي كان ونشتاقه في كل آن !!
يا رهبة الوادي وهيبتهُ في الليل والسمّارُ في حَشَد
والبدرُ متّشحٌ بأنسجةٍ فضيّةِ الألوانِ والبُرَدِ
ينساب عبر الغيم في ألقٍ ويُخفُّ للجوزاء في صُعُدِ
ساروا إلى (تبنين) في مرحٍ وتسامروا في مدخلِ البلدِ
كاللؤلؤ المنثور في حَلَقِ متألقِ الألوان مُنتضدِ
تلهو الصبايا وهي سائرةٌ وترى شبابَ الحيِّ في الصّددِ
فها هو ياخذ بيدك إلى عالم آخر من عوالم جمالاته ، عالمٍ توشِحّه الفلسفة بغلالةٍ شفّافة !
فبعد أن يقف على غير مَعلمٍ من معالم لبنانه المجهد ، الضارب عميقاً في أرض التاريخ ، هذي المعالم التي :
هزّت ربى لبنانَ واندثرت وتغيّبت في الصمت والأبدِ
ذابت مع الأحجار وأتّحدت في الصخر مثل الروح في الجسد
يا روح فُلّي الصخرَ وأنبثقي وتحرّكي في كلِ متّسدِ
ودعي يديَّ تطاولان مدىً لاينتهي في العزم والمدَدِ
كي ألمسَ الأسرار دافئةً وأرى حقائقها على سندِ
يا أيّها الأحجار ما قصَصُ الماضي ؟ – وماذا في ضميرِ غدِ ؟
وهكذا تتبدّى لنا ، رؤية الشاعر الفلسفيّة ، تلك الرؤية الشموليّة للكون والأشياء ، حيث يحركها السرُّ الخفيّ ! فيها الروح تحلُّ في الصخر ومنه تنبثقُ وتتحدُ مثلَ الروح والجسدِ .
يا روحُ فُلّي الصخر وانبثقي وتحرّكي في كلّ متّسدِ
كي ألمس الأسرار دافئةً وأرى حقائقها على سَنَدِ
أما وطنيّته فنجتليها عبر هذه القصيدة نشيداً إنسانيّاً رائعاً فاسمع إليه نزف قوافيه يُلوّن شعره :
يا ليلُ طال فراقُ موطننا ومضى الزمانُ بنا ولم يَعُدِ
ترنو حكاياهُ لمَقدمِنا وينوءُ صبراً بإنتظار غدِ
يا ربِّ حقّق فيه عودتنا واجعل ترابي فيه للأبدِ
هذه هو سماحة الشيخ الجليل العالم الكبير , اية الله العظمى عبد اللطيف بري . دام الله ظله. امام المجمع الاسلامي الثقافي في ديربورن , حيث الدين والثقافة والمعرفة . فيلسوفا اشرق نوره في سماء الغرب , وانار باشراقه سحب الظلام ..!
المقاطع الشعرية : منقولة عن موقع , اية الله العظمى , سماحة الشيخ عبد اللطيف بري .
من جبين العالم الاسلامي الكبير , اية الله العظمى , سماحة الشيخ عبد اللطيف بري . دام الله ظله
__________________________________________________ ___
عباس طريم
_
اضطر الكثير من المسلمين , الى الهجرة بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والحروب الاهلية التي اكلت الاخضر واليابس وطحنت رحاها خيرة شباب الامة الاسلامية الذين لا ذنب لهم , سوى انهم تواجدوا في ساعة " الصفر " التي جاءت وحملت معها الموت والدمار . وقد سعوا للوصول الى اوربا وامريكا , ثم نظم هؤولاء انفسهم استجابة لبعض الاحداث الاجتماعية والضغوط والتحديات التي دفعت المسلمين الى تلمس الوسائل التي تؤكد وتثبت هويتهم . وكان من اهم هذه الوسائل , بناء المساجد ووضع البذور المبكرة للمؤسسات الاجتماعية والثقافية والترويحية , مدركين بان لهم امتدادا حضاريا عريقا لا يجوز نسيانه او تجاهله , في خضم تلك المجتمعات غير الاسلامية , وهذا يدعوهم الى الاعتزاز بدينهم وحضارتهم , والتمسك بقيمهم ومبادئهم , مع انخراطهم في المجتمع وعدم انعزالهم عنه , باعتبارهم جزءا من مكوناته الاساسية . ان المسلمين ياللاسف لم يستفادوا من مناخ الحرية والحقوق التي تضمنها الجنسية , للسير في طريق توطين الاسلام في تلك الديار واكتساب كافة الحقوق التي تقتضيها المواطنة , وبهذا تصبح تلك الاعداد الكبيرة من المسلمين , جزءا كبيرا فاعلا في تكوين تلك المجتمعات , بدلا من كونهم مجموعات مكدسة ليس لها وزن او تاثير , ولم يسعوا الى تعميق ثقافة الحوار بين الحضارات, لابعاد شبح الخوف من الاسلام والمسلمين , ومعرفة كل طرف بالاخر وترسيخ قيم التعايش المشترك بين الشعوب واحترام التنوع الثقافي فيما بينها .
وهنا , تبدو مهمة القائد الاسلامي المؤثر , والذي يستطيع ان يضبط ايقاع الجالية المسلمة , على خطوات التقارب والتعاون والتاخي ,والمعاملة الطيبة التي تتفق ومباديء ديننا الحنيف , والابتعاد عن كل ما من شانه ان يسيء لقيمنا السامية , لرسم صورة الاسلام المحمدي الحقيقية . ولا شك ان العالم يؤثر في الناس , على قدر صلاحه وتقواه وعبادته وطاعته الله ! . فهو نجم يسطع لينير الدرب للسالكين في درب الايمان , وهو القمر المنير , الذي يهتدي به الساعون الى مبتغاهم في الليالي الحالكة, وعليه ان يتصف برجاحة العقل والثقافة العامة والواقعية , والقيام بحقوق الناس والدفاع عن مصالحهم والاهتمام برعاية الفقراء , وتوعية المجتمع للاهتمام بدينه ودفعه للسير في طريق الحق , والابتعاد عن كل ما من شانه ان يورطهم في امور , هم في غنى عنها , وسد حاجة المحتاجين وارشاد الاغنياء الى اعمال الخير وتبني المصالح الاجتماعية العامة والانفاق عليها , مما يجعل لاهل العلم مكانة في المجتمع , واثرا في توجيهه نحو مثل الاسلام العليا في الحياة .
وقد تجلت تلك السمات النبيلة , التي نحن بصددها .. بفيلسوف وعالم من طراز فريد
هو : العالم الكبير اية الله العظمى , الشيخ عبد اللطيف بري . دام الله ظله .الذي ذاع صيته في الولايات المتحدة الامريكية , واحتل الريادة في ميزان التفاضل , الذي يعتمد على سلوك المرء ومدى التزامه بشرعية القوانين المرعية في تلك الدول . فكان بحق .. الممثل الشرعي لمصالح المسلمين , والخيمة التي تلتقي تحت ظلها كل الاطياف في ولاية مشكان . ومن تلك الولاية .. صعد نجمه ليلمع في جميع الدول الاوربية وتنتشر كتبه في ارجاء المعمورة , لتكون شاهدة على علمه وسعة اطلاعه في ضروب العلم والادب . وقد سعى الى بناء جسور التقارب مع الجميع , وحث ابناء الجالية , على تعميق روح الاخوة الإسلامية , وجاهر بربط حبال التواصل , بين جميع الطوائف , واصبح مقصدا ومرجعا للجميع, وصار اسما يشار له بالبنان : العالم الفيلسوف ,اية الله العظمى الشيخ الجليل عبد اللطيف بري . دام الله ظله . الذي اسس صروحا للعلم والادب , وسعى لتاسيس المؤسسات التي تبني شباب الغد , وتاخذ بيدهم الى غد مثمر , فيه العطاء والمنفعة للجميع .
يمتاز سماحة الشيخ , عبد اللطيف بري . دام الله ظله . بسعة اطلاعه على ما كتبه القدامى عن أحوال البشر , وقدرته على استعراض الآراء ونقدها ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وانصاف
أصحاب الآراء المخالفة لرايه . وقد كان لخبرته في الحياة , بكل ما فيها من تفاصيل وعمق ديني وثقافي
, اثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته ومؤلفاته . ومن اشهر مؤلفاته التي انتشرت بين محبيه :
كتاب مسائل الفقه العلمي
قاموس المفاهيم القرانية
اخلاق النبوة
الاسلام ومشاكل المراة
الزواج المنقطع في الاسلام
تعالوا نفتح قلوبنا على كتاب الله
الانماء الروحي والاصلاح الاجتماعي
دور القيم الروحية والتربيوية في حل مشاكل الانسان
ولسماحته ..خطب ومحاضرات كثيرة , تشمل كل نواحي الحياة , وتتطرق لكل ما يهم البشرية من خير وشر , يبين لنا منافعها ويشير الى مضارها , لناخذ منها ما ينفعنا في دنيانا , ونتجنب ما لا يناسبنا ويعود علينا بالضرر .
وفي ولاية مشيكان الامريكية , كان سماحته نجما يسطع في سماء الولاية , وشمسا تنشر شعاعها
وتمتد خيوطها عبر الوديان والسهول والبحار , وعبر الرياح التي تحمل من نفحاته ومؤلفاته التي
ليس لها حدود , ما يعمق الوجدان الإنساني , ويريح النفس البشرية التي تعيش في قلق واضطراب .
وسماحة الشيخ العالم , اية الله العظمى عبد اللطيف بري . اعزه الله ! . يسكن في قلوب المسلمين , السنة والشيعة ,
وله مكانة مرموقة في قلوب المسيحيين , وكل الطوائف التي تسكن الولاية . ومعظم النزاعات هناك .. تنفض بمجرد وجوده بين المتخاصمين .. مهما كانت تلك النزاعات عميقة ومعقدة ,حتى أصبحت راحة الناس النفسية , مرهونة بتواجده بينهم. فمن أنفاسه العطرة تنبعث الطمئنينة , ومن توجيهاته ومحاضراته ودعواته , يستقر روح الايمان في النفوس المتعبة , ومن طلعته البهية , تنتشر اسلاك النور , لتضيء الدرب وتزيح غيوم الظلام , ومن وجهه الصبوح المشرق , تستمد القلوب راحتها واستقرارها . ومن خيره وبركة دعواته , تنجلي كل الهموم التي يزرعها الشر . فهو الصدر الواسع الذي يسع الجميع دون استثناء , وهو القريب اذا قصدته , والكريم اذا سألته , والمجيب اذا دعوته , والحاضر اذا طلبته . استطاع ان يبني المدارس ويعمرها للاجيال القادمة , ويجعل درس اللغة العربية فيها ضمن المناهج الدراسية , فهي لغة القران الكريم وعلى الاجيال ان تتعلق بلغتها , لتكون قادرة على معرفة دينها .
وسماحته .. من الشعراء الذين تهتز الرؤوس لروعة قصائدهم , وتنشرح الصدور لعذوبة الصور الجميلة التي تؤطرها . وتمتاز قصائد سماحة الشيخ , ببساطة التعبير واللغة الواضحة والسليمة , والصراحة وعدم المبالغة .
وهذه بعض المقاطع الجميلة من شعره الرائع .
. فلنسمع إليه في قصيدة (الله ما أحلى مراشفها) :
حي ّ الرفاق هناك إنْ تَفِدِ وإذا مررت بموطني أتئدِ !
واجلس على تلعات قريتنا واذكر طفولةَ ذلك الولدِ
وإذا سرى همس العبيرِ ضحىً والطلُّ فوق الزاهرات ندي
ومرابِعُ الأزهارِ قد ضحكت وانساب في الألحان كلُّ شدي
فاذكُر طفولتَنا وبهجتَها وروائعَ الأيامِ في بلدي
واذكر ينابيعَ المياه وقد راحت ترشُّ السهلَ بالبردِ
تلك الينابيعُ التي سلكت وتدفّقت من عالم الأبدِ
! وينتقل بنا على خطف رائع ، إلى مجالس تلك الأمسيات العذاب في تبنين عروس العرائس ، ومأدبة الأدباء . – إنّ عزَّ رغيفهم – .
عودي إلينا ليلةَ الأحدِ في سهرة الآداب والرّشَدِ
حيث الأحبّةُ تلتقي زمراً من شاعرٍ فذٍّ ومنتقدِ
يتحلّقونَ على مشايخهم في زبدةِ الأفكار لا الزَبَدِ
وطرائفُ الماضي مجلجلةُ في مسمَعِ الدنيا وفي خَلَدي
وروائعُ الآيات حاشدةٌ بالفيضِ والإلهامِ والمدَدِ
دنياهُمُ دينٌ وفلسفةٌ وبساطةٌ تخلو من العُقدِ
وعلى وقع النجوى ينتقل بنا الشاعر الملهم ، إلى لوحةٍ شيقة ، من لوحات قريته المعلّقة بخيال أبنائها عِقدَ ياسمين ، لوحةٍ ترسم براءة الشبيبة في زمن البراءة الذي كان ونشتاقه في كل آن !!
يا رهبة الوادي وهيبتهُ في الليل والسمّارُ في حَشَد
والبدرُ متّشحٌ بأنسجةٍ فضيّةِ الألوانِ والبُرَدِ
ينساب عبر الغيم في ألقٍ ويُخفُّ للجوزاء في صُعُدِ
ساروا إلى (تبنين) في مرحٍ وتسامروا في مدخلِ البلدِ
كاللؤلؤ المنثور في حَلَقِ متألقِ الألوان مُنتضدِ
تلهو الصبايا وهي سائرةٌ وترى شبابَ الحيِّ في الصّددِ
فها هو ياخذ بيدك إلى عالم آخر من عوالم جمالاته ، عالمٍ توشِحّه الفلسفة بغلالةٍ شفّافة !
فبعد أن يقف على غير مَعلمٍ من معالم لبنانه المجهد ، الضارب عميقاً في أرض التاريخ ، هذي المعالم التي :
هزّت ربى لبنانَ واندثرت وتغيّبت في الصمت والأبدِ
ذابت مع الأحجار وأتّحدت في الصخر مثل الروح في الجسد
يا روح فُلّي الصخرَ وأنبثقي وتحرّكي في كلِ متّسدِ
ودعي يديَّ تطاولان مدىً لاينتهي في العزم والمدَدِ
كي ألمسَ الأسرار دافئةً وأرى حقائقها على سندِ
يا أيّها الأحجار ما قصَصُ الماضي ؟ – وماذا في ضميرِ غدِ ؟
وهكذا تتبدّى لنا ، رؤية الشاعر الفلسفيّة ، تلك الرؤية الشموليّة للكون والأشياء ، حيث يحركها السرُّ الخفيّ ! فيها الروح تحلُّ في الصخر ومنه تنبثقُ وتتحدُ مثلَ الروح والجسدِ .
يا روحُ فُلّي الصخر وانبثقي وتحرّكي في كلّ متّسدِ
كي ألمس الأسرار دافئةً وأرى حقائقها على سَنَدِ
أما وطنيّته فنجتليها عبر هذه القصيدة نشيداً إنسانيّاً رائعاً فاسمع إليه نزف قوافيه يُلوّن شعره :
يا ليلُ طال فراقُ موطننا ومضى الزمانُ بنا ولم يَعُدِ
ترنو حكاياهُ لمَقدمِنا وينوءُ صبراً بإنتظار غدِ
يا ربِّ حقّق فيه عودتنا واجعل ترابي فيه للأبدِ
هذه هو سماحة الشيخ الجليل العالم الكبير , اية الله العظمى عبد اللطيف بري . دام الله ظله. امام المجمع الاسلامي الثقافي في ديربورن , حيث الدين والثقافة والمعرفة . فيلسوفا اشرق نوره في سماء الغرب , وانار باشراقه سحب الظلام ..!
المقاطع الشعرية : منقولة عن موقع , اية الله العظمى , سماحة الشيخ عبد اللطيف بري .