المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صاحب البرقع


الباحث الطائي
12-07-2016, 03:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

( صاحــب البرقــع )

ورد في رواية للصادق عليه السلام قال : ( كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه : من جاء برأس ( من ) شيعة علي فله ألف درهم ، فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم ، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم ، أما إن إمارتكم يومئذ لاتكون إلا لأولاد البغايا ، وكأني أنظر إلى صاحب البرقع ، قلت : من صاحب البرقع؟ قال : رجل منكم يقول بقولكم ، يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلاً رجلاً أما إنه لايكون إلا ابن بغي )! ( البحار : 52/215 )


اقـــــــــول :

- قوله عليه السلام : ( كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني )
فالسفياني معلوم لدينا كعنوان وتفاصيل وعلامة ،،، وصاحب السفياني فلعله احد قادته .
والترديد بـ ( أو ) عادتا غير مناسب في تعبير المعصوم على نحو الشك وعدم الدقة إلا اذا قصد منه غير ذلك ، والاظهر هو من فعل صاحب السفياني بأمر السفياني الذي يقود ويوجه من بعيد .

- قوله عليه السلام : ( قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة ، فنادى مناديه )
" طرح رحله في رحبتكم بالكوفة " اشارة الى وصول صاحب السفياني الى قلب مدينة الكوفة / النجف .
" فنادى مناديه " لعله اشارة الى المباشرة السريعة لتبليغ او اعلان امرٍ مهم .

- قوله عليه السلام : ( من جاء برأس (من) شيعة علي فله ألف درهم )
فـ " شيعة علي " هم اتباع مذهب ال البيت ع وعلي هو امير المؤمنين ع كما هو معلوم وواضح ، والمراد من نداء المنادِ هنا هو التحريض على استئصال كل شيعة علي ع في الكوفة كما يفهم من ظاهر الامر .

- قوله عليه السلام : ( فيثب الجار على جاره ، ويقول هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم )
وثب عليه : أنقضّ عليه . والمحصّل هو سيثب الجار ( ممن هو غير شيعة علي ع ) علــى جاره الذي هو من اتباع علي ع ، فيقتله / يضرب عنقه ويسلمه الى صاحب السفياني واعوانه لكي يستلم الجائزة وهي ألف درهم .

ولا بد هنا من وقفة تأمل لهذه الحادثة واطرافها ، فالمعلوم ان الكوفة / النجف هي رمز ومركز للشيعة والتشيع على طول خط الزمان البعيد والحاضر والمستقبل ، وتركيبها السكاني هو من الناحية الاعتقادية يمكن القول فيه أنّ معظمه من شيعة آل البيت ع اي من شيعة ع .
ولذلك وجود ذلك " الجار " الذي يتواجد او يستوطن الكوفة وقت دخول صاحب السفياني ويكون بهذا المستوى من العداء والبغض لشيعة ع والتبعية والانقياد لنداء وطلب صاحب السفياني من الغرائب في احوال هذه المدينة المقدسة ! إلا اذا اعتبرنا هذه الحالة عرضية في احداث تلك الفترة وافتراض دخول وتواجد أناس اغراب عن اهلها خلال فترة الفتن والمحن المصاحبة لتلك الفترة وهي اشارة ايضا الى أنّ هناك اتباع للسفياني او اعداء للشيعة او منافقين خلال هذه الفترة ، ولقد علمنا ايضا في روايات اخرى ما يساعد مثل هذا التصور كما هو الحال بالبترية اللذين سيواجههم الامام الحجة ع عند وصوله الكوفة ومن ثم يستأصلهم .

وبالعموم فأن مدينة كبيرة نسبيا كالكوفة / النجف حاليا ، ومعظم اهلها من شيعة علي ع تواجه حدثا خطيرا واستئصالاً طائفيا من قبل قوة غازية دخلت اليها يمكن توجييه احتمالا الى إنّ هذا الفعل الصادر من صاحب السفياني عند اول دخوله الكوفة هو لنشر الرعب والانتقام وفرض السيطرة بالقوة المفرطة ، وليس بالضرورة استمراره وجريانه على كل اهل المدينة من اتباع علي ع . ولقد شهد التاريخ امثال هكذا اجرام طائفي خطير .

- قوله عليه السلام : ( أما إن أمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا )
وهذه اشارة الى أن حكومة ( قياداتها ) هذه المدينة المقدسة ورمز الشيعة والتشيع سيكون بيد اولاد البغايا سواء صاحب السفياني أو كبار اعوانه بالخصوص . وهذا ينبه الى إنّ هذا الفعل الشنيع لصاحب السفياني ومن يعينه لا يصدر الى من خسة نفس وانتفاء لطهارة المولد المستتبع لكل قبيح ورذيل من الاخلاق والفعل .

- قوله عليه السلام : ( وكأني انظر الى صاحب البرقع قلت ومن صاحب البرقع فقال عليه السلام*رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلاً رجلا ، أما انه لا يكون إلا ابن بغي )

البرقع : هو الحجاب او النقاب او الغطاء او اللثام للوجه
يحوشكم : يجمعكم

فصاحب البرقع يكون رجل من اهل الكوفة يومئذ ، والظاهر محسوب على شيعة علي ع بين اهلها الشيعة إلا ان حقيقته النفاق والبغض ، والتبعية لصاحب السفياني وعين ودليل له على شيعة الكوفة .
ويحوشكم / يجمعكم يمكن توجيهها الى نوع تمييز وجمع كل من يتعرّف عليه من اتباع علي ع في الكوفة بشكل متخفٍ بينهم دون ان يعلمون به ومن ثم تقديم اسمائهم الى اعوان صاحب السغياني او الى استقطابهم كمجموعات بطريقة وخدعة ما ومن ثم التعرف عليهم دون ان يعرفونه وهذه ابعد من الاولى احتمالاً .

وهذا البرقع الذي يتبرقع به يمكن توجيهه الى جهتين :

1- كون الامر الصادر من صاحب السفياني عند دخوله الكوفة وعرض الجائزة لكل من ياتي برأس من اتباع علي ع سوف يولد رعبا ويستتبعه حذرا وتخفي وابتعاد للشيعة عن المنفذين له ، وهذا الملعون صاحب البرقع يتمظهر أمام اتباع علي ع بان حاله كحالهم ويتخفى / يتلثم / يتبرقع حتى لا يتعرّف عليه أحد وهذا لخداعهم ومن ثم النيل منهم كما يفعل الجواسيس المتخفين ، في حين هو يغمز بهم واحدا واحد عند اعوان صاحب السفياني .

2- ان يتبرقع صاحب البرقع بين اتباع وشيعة علي ع في مناسبة وضرف خاص يجمعهم ويكون هو بينهم ولكن يخشى ان يتعرف عليه أحد منهم يعرفه او يميزه وخاصتا هو معلوم كما ورد فيه انه محسوب على الشيعة بينهم ظاهرا ( رجل منكم يقول بقولهم ) ، فأذا غمز بهم لاحقا عند اعوان صاحب السفياني يكون في مأمن من كشفه عند من نجى وكان في ذلك التجمع الذي جمع اتباع علي ع وصاحب البرقع . وهذا بدوره لعله يشير الى ان بعض اتباع شيعة علي ع وبعد هذا الامر الذي اصدره صاحب السفياني من استئصالهم سيكون لهم نوع اجتماعات سرية خاصة لتبحث امر هذه المصيبة والابتلاء ولا يستبعد ان يكون هناك رموز ووجهاء وثوريين متصدين حاضرين في مثل هكذا مناسبة وهي من جهة اخرى تشكل بؤرة مهمة لاتباع صاحب السفياني في الكوفة تستوجب معرفتها بغية الاستئصال . وسيكون المبرقع هنا هو الخائن بين افراد هذا التجمع والغامز بهم عند اعوان صاحب السفياني ، وهو من نفس قذارة الاصل التي ذكرها المعصوم ع في حق صاحب السفياني واعوانه ( أما انه لا يكون ابن بغي ) ، وهذا التوجيه اقرب عندي من التوجيه الاول .

والله اعلم*
الباحث الطائي

الباحث الطائي
12-07-2016, 04:22 PM
ملاحظة

تصحيح بسيط على المقطع الاخير ( التوجيه رقم 2 ) من الطرح ، وكما ادناه :

2- ان يتبرقع صاحب البرقع بين اتباع وشيعة علي ع في مناسبة وضرف خاص يجمعهم ويكون هو بينهم ولكن يخشى ان يتعرف عليه أحد منهم يعرفه او يميزه وخاصتا هو معلوم كما ورد فيه انه محسوب على الشيعة بينهم ظاهرا ( رجل منكم يقول بقولكم ) ، فأذا غمز بهم لاحقا عند اعوان صاحب السفياني يكون في مأمن من كشفه عند من نجى وكان في ذلك التجمع الذي جمع اتباع علي ع وصاحب البرقع . وهذا بدوره لعله يشير الى ان بعض اتباع شيعة علي ع وبعد هذا الامر الذي اصدره صاحب السفياني سيكون لهم نوع اجتماعات سرية خاصة لتبحث امر هذه المصيبة والابتلاء ولا يستبعد ان يكون هناك بعض رموز ووجهاء وثوريين متصدين حاضرين في مثل هكذا مناسبة وهي من جهة اخرى تشكل بؤرة مهمة لاتباع صاحب السفياني في الكوفة تستوجب معرفتها بغية الاستئصال . وسيكون المبرقع هنا هو الخائن بين افراد هذا التجمع والغامز بهم عند اعوان صاحب السفياني ، وهو من نفس قذارة الاصل التي ذكرها المعصوم ع في حق صاحب السفياني واعوانه ( أما انه لا يكون إلا ابن بغي ) ، وهذا التوجيه اقرب عندي من التوجيه الاول .

عابر سبيل سني
12-07-2016, 07:26 PM
بارك الله بك مولانا الباحث الطائي على الشرح الجيد

و اللفتة في الحديث أنه عمم هذا الفعل على ما ربما يوحي على كثير ( فيثب الجار على جاره) ولا ذكر فيه أنهم مبرقعين
و خصص من هذا الفعل على ربما يوحي على قليل وربما يكون واحد ( صاحب البرقع)
--------------

فلعل السفياني أو الدولة التي يرثها السفياني من النواصب قد زرعت جواسيس في الكوفة فأصبحوا جيرانا لأهلها و يكون فعل بعضهم دون تستر
و ربما استطاعوا شراء بعض المنحرفين من أهلها ولا شك أنهم قلة و يكون عملهم من وراء ستر

و العالم يشهد كم ابتلى أهل العراق عموما منذ جيل كامل بآلاف النواصب بينهم يقتلونهم تفجيرا و بأرواحهم و بدون درهم واحد

و الله أهلم

الباحث الطائي
13-07-2016, 12:58 AM
بارك الله بك مولانا الباحث الطائي على الشرح الجيد

و اللفتة في الحديث أنه عمم هذا الفعل على ما ربما يوحي على كثير ( فيثب الجار على جاره) ولا ذكر فيه أنهم مبرقعين
و خصص من هذا الفعل على ربما يوحي على قليل وربما يكون واحد ( صاحب البرقع)
--------------

فلعل السفياني أو الدولة التي يرثها السفياني من النواصب قد زرعت جواسيس في الكوفة فأصبحوا جيرانا لأهلها و يكون فعل بعضهم دون تستر
و ربما استطاعوا شراء بعض المنحرفين من أهلها ولا شك أنهم قلة و يكون عملهم من وراء ستر

و العالم يشهد كم ابتلى أهل العراق عموما منذ جيل كامل بآلاف النواصب بينهم يقتلونهم تفجيرا و بأرواحهم و بدون درهم واحد

و الله أهلم

السلام عليكم ،
ظاهرا فالتعبير يوحي بانه شخص واحد اختص بهذه التوصيف والعلامة ، ولكن محتمل ايضا هناك من يفعل فعله من اعوان السفياني سواء متخفّي بشكل ما او متجسس ، ظاهرا تشيعه او معلن عدائه
وغاية الرواية بالعموم هو للتحذير والتنبيه واخذ الحيطة لمن بقي هناك من شيعة ال البيت ع .

الباحث الطائي
13-07-2016, 01:01 AM
السلام عليكم

انقل لكم ادناه سؤال مهم وجوابه ورد الينا في محل آخر
-------------------------------------------------------

السؤال
هل سيتم القضاء عليه وكيف الشيعه على اطلاعها للروايات تذهب لنفس الاماكن هذه وتقع في الفخ


الجـــــــواب :

لا توجد تفاصيل محددة عن مصير صاحب البرقع فهي رواية واحدة كما اسلفنا ، وبالعموم فان خطره نظن سيزول مع زوال خطر السفياني وصاحبه واعوانهم ما بين انهزامهم على يدي الخرساني واليماني وحتى دخول الامام الحجة ع الى الكوفة وتطهيرها .

أما عن سؤالكم الكريم والمهم وهو : ( كيف للشيعة بعد الاطلاع على مثل هذه الروايات تذهب الى نفس الاماكن هذه وتقع في الفخ او المحذور )

الجواب : بحدود مضمون واحداث الرواية السابقة ، فإنّ متعلقها مدينة الكوفة / النجف واهلها الموالين من شيعة آل البيت ع والمعادين للسفياني وأمثاله واتباعهم . ولقد نبهت هذه الرواية وغيرها الى اخطار محتملة وبينت بعض تفاصيلها ووجهت الناس الى أمور معينة ، فنحن مسبقا لدينا توجيه بانه أذا خرج السفياني الملعون في شهر رجب فليبدأ الرجال خاصة بتغييب وجوههم عنه والسفر الى بعض الاماكن الامينة البعيدة عن سلطة السفياني والخروج من المدن الشيعية المهمة التي ستصل اليها سلطة السفياني وأهمها الكوفة .*
ولكـــن ضروف واحوال الناس واستجابتهم للتوجيهات شتّـى ، وبالمحصلة لا تفرغ المدينة منهم ويقع البلاء على من بقي هناك ، وهذه الرواية تفيد وتحذّر هؤلاء الباقين لسبب ما !!! ( فما اوسع لطف ورعاية المعصوم ع بشيعتهم تنبيها وحفاظا عليهم ، فتأمل ) . والله اعلم