المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جوهرة الموج ~


جعفر المندلاوي
03-08-2016, 03:28 AM
جوهرة الموج

===============================================

بقلم جعفر ملا عبد علي المندلاوي

2 - 8 - 2016م = الموافق 27 شوال 1437هـ

هذه الكلمات هي قصيدة رثاء لروح ولدي الحبيب وقرة عيني الفقيد عبدالله الذي وافاه الأجل غرقاً نهار الجمعة 10 شوال 1437هـ الموافق 15- 7 - 2016 فإنّا لله وإنّا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العليّ العظيم .

قد نزل الأمر فصدري ضعضع =نارٌ تلظى في الحشا تَستوسِع

حل قضاء الله جلّت قدرتُه === حاشـا لأمرِ الله أن يُسـتدفَعُ

دار تحـفٌّ بالبــلايـا كثــرة === هيـهات نرجو صــفوها المنقطـع

فالناس موتى والمنايا يقظة === في غمرة الآمال عنها تُخدعُ

فالدهر لا يعطي لراجٍ رغبة = كطالب الماء ، أيُغني اللعلعُ ؟

لا حيلة في الكرب الاّ خوضه = والصبر زادي في رضاه أطمع

تسري مع الايام ذي آجالنُا == والحكم ماضٍ ماله مُشَّفعُ

فقدٌ عزيزٌ ثم فقدٌ أوجعُ ==== رفقا بقلبٍ جوفه ينصدعُ

صبرٌ هناك وإصطبارٌ هاهنا = قبرهما بين الشغاف مودعُ

بعد الزوال من نهار الجمعة =سهم المنايا أردى لبي الموجع

عزّ عليّ أن أراك جثة === حُف بك الموت وضاق الموسَعُ

وإن اطاق أخذك من ناظري = دون المحال من فؤادي تُنزع

أماتــك النهرُ الذي تيَّــاره ==== هَــاج فهاج مني ســـيل يهـــرعُ

فاضطرم الماء حَسَوداً عندها = فضمكَ كالدُرّ فيه تسطعُ

كيف طواكَ الماء إذ يَحيى به == كلّ الوجود للحياة مــنبع

والموج إذ لم يبك ابني غرقاً === فقد بكى قلبي دماً يندلعُ

واُســتلّ رُغماً من ذويه بغتةً == قبل الأوان وهو شابٌ يَفَعُ

يـاكوكبـاً مــا كان لو اُبقيت لي == بدراً يُضيء ليليَ والمهجعُ

كم سال فيك يا بُنيّ أدمعي == وفي الفؤاد حســرات تقبع

رحلت عن دنيا بثوبٍ طاهر = فإهنأ بدار ٍ لست فيها تُصْدَعُ

وجدٌ تنامى في الزفير حـــرّهُ == وخزٌ يحزٌّ في الشغاف يلسعٌ

يا نور قلبي ياضياء مقلتي === تبكي النياط من دمٍ تنقَطِعُ

والعين تبكي كيف لا وهي ترى=تحت التراب رمسهُ والمضجع

أبكي دماً لأني فيك فاقدٌ ==== خُلقٌ وآدابٌ وقلبٌ يخشعُ

قلبٌ كسيرٌ هَـدّهُ رزءٌ جللْ == وسط الحشا وجيبه يجعجعُ

يا ألطف الأرواح ضُمَّت في بدن = عند الآله روحه استودع

كنتُ به أُكنى فصرت كلما= كنّاني شخص فاض مني المدمع

كان رجائي بعد موتي ذاخرا == حتى دهاه ، فالرجا منقطع

إنّي يئست اذ نزلتَ للثرى == واغتالك كف الردى المتسرعُ

هلّا أتاني حين منك قد دنا === لكنه الموت الذي لا يشفعُ

إنّي لأشتاق لطيب حديثه === ونبرة من صوته هل اسمعُ؟

في كل ركن من زوايا دارنا == ضحكاته فيها وعطرٌ أضوعُ

لو كانت الدنيا جميعا عوضاً = ما كان لي عنه بذاكا مَقنَعُ

يا حبة في القلب يا روح المنى = مني ســـلاماً دائماً يستتبع

تحيةٌ تنساب من بين الحشا == وجدٌ لوادٍ أنت فيه ترتعُ

لئن مضى عبدُ فلِي محمدٌ === خلفٌ أرجيه اليه المفزعُ

قد يمحو القبر جمال وجهه = لكنه وسط الحنايا تُطبع

حتى اللقاء عند ربِ راحم = نرجو النجاة والجنان مجمع