المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ...... }.


اليمني الاول
04-08-2016, 06:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : قوله عزّ وجلّ :
﴿ بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ }.
سورة هود - الآية : ٨٦.

من المسائل التي يشنع بها المخالفون هو اعتقاد أتباع مدرسة أهل البيت - عليهم السلام - أن بقية الله هو المهدي المنتظر، الإمام الحجة بن الحسن، صلوات ربي وسلامه على بقية الله في الأرضين، وعلى آبائه الطيبين الطاهرين.

يقول المستشكل المخالف :

(( يا إثني عشرية ... لماذا تسمون إمامكم الغائب بقية الله؟

كثيرا ما نقرأ في كتبكم ونسمع منكم قولكم عن منتظركم بأنه بقية الله في أرضه، أو بقية الله الأعظم في أرضه أو خلقه.

والعرب تفهم بقية الشئ على أنها :

١- ماتبقى منه ... من البقاء.
٢ - إبقاءه ......... من الإبقاء.

فهل تقصدون أن حجتكم الغائب هو ماتبقى من الله والعياذ بالله من الكفر؟
أم تقصدون أن الله قد أبقى حجتكم ولم يبق غيره؟

أنتم تضيفون البقية لله وليس لغيره و تتبعون عبارة بقية الله بعبارة في أرضه أو في خلقه.

فلاحظوا هذا الأمر أثناء ردودكم.

نشاهد رواتكم و كتابكم يحتجون بقول الله تعالى :
" وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ 85.
بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ 86 " هود.

يحتجون بالآية لبيان قصدهم من قولهم بقية الله لحجتكم الذي تنتظرون.

بينما المعاني الموجودة في الآية بعيدة كل البعد عن الانطباق على البشر :

وبالمقابل نشاهد العقلاء من مفسريكم يتحاشون ذكر هذا الهراء أثناء تفسير الآية الكريمة التي تستشهدون بها كما في الأمثلة التالية :

التبيان - الطوسي ج 6 ص 48
قوله تعالى : بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ 86.
البقية تركه شئ من شئ قد مضى، والمعنى بقية الله من نعمه.

تفسير مجمع البيان - الطبرسي ج 5 ص 321 : بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين.
البقية بمعنى الباقي أي : ما أبقى الله تعالى لكم من الحلال، بعد اتمام الكيل والوزن، خير من البخس والتطفيف.

تفسير غريب القرآن- فخر الدين الطريحي ص 11
بقية الله خير لكم. أي ما أبقى الله لكم من الحلال ولم يحرمه عليكم فيه مقنع ورضى فذلك خير لكم.

تفسير الميزان - الطباطبائي ج 10 ص 364
قوله تعالى : بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ.
البقية بمعنى الباقي والمراد به الربح الحاصل للبائع وهو الذى يبقى له بعد تمام المعاملة فيضعه في سبيل حوائجه، حتى يقول : فالمراد أن الربح الذى هو بقيه إلهية هداكم الله إليه من طريق فطرتكم هو خير لكم من المال الذى تقتنونه من طريق التطفيف ونقص المكيال والميزان.

فهم قد قالوا في الآية مايفهمه العرب منها ولم يذكروا شيئا عن غائبكم أثناء تفسيرها.

وهؤلاء من أكابر مفسريكم كما أعلم.

سؤالي هو :
ماذا تقصدون بقولكم بقية الله؟
وكيف حرفتم معنى الآية المذكورة لتستشهدوا بها؟

الردود المطولة والقص واللصق لاتدل إلا على قلة الحيلة والعجز فتجنبوها هداكم الله.

وأرجو أن لايتصدى للرد إلا من يحسن لغة العرب ).
.............................
إنتهت مقالة المستشكل المخالف.
وقد وجدنا تلك المقالة في أحد المواقع الإلكترونية التابعة للمخالفين.

أصل كلام المستشكل، والموضوع الأساسي في حديثه يدور حول الآية ٨٦ من سورة هود، وقد وجه للشيعة سؤالا، هو :
ماذا تقصدون بقولكم بقية الله؟
وقد ختم رسالته بالقول : ( وأرجو ألا يتصدى للرد إلا من يحسن لغة العرب ).

جميل!.
يستشعر المرء عندما يقرأ هذه العبارة أنّ المستشكل عبقري من عباقرة اللغة العربية، وداهية من دهاتها.
ولكن الحال لا ينبئ عن صدق المقال، فلو كان المخالف يحسن لغةَ العرب حقاً لما استشكل على الشيعة، ولما اتهمهم بتحريف الآية المذكورة.

على أية حال، سألتم أيها المخالفون فافهموا الجواب من شيعة الكرار، تلاميذ المرتضى عليه الصلاة والسلام.
خذوا ما ءاتيناكم وكونوا من الشاكرين، وكفوا عن الكذب والزور والبهتان.

تتهموننا بالهراء والتحريف!
ويحكم ما أشقاكم!.
إن تقولون إلا كذبا أيها البؤساء العاجزون.

اليمني الاول
04-08-2016, 06:36 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد.

نعم، نحن أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، نعتقد أن بقية الله هو الإمام المعصوم، حجج الله على عباده، وأمناؤه في أرضه، أولهم علي المرتضى عليه السلام، و آخرهم الإمام المنتظر الحجة بن الحسن، صلوات ربي وسلامه على بقية الله في الأرضين.

والعقلاء حقا هم الذين يعتقدون هذا الإعتقاد، وليس الزاعمين بأن المقصود من " بقية الله " هو الربح والخسارة، والمسائل المتعلقة بشؤون التجارة.

اعتماد المفسرين على السياق في تفسير الآية الشريفة ليس بشيء، لا يدل على صحة ما ذهبوا إليه، فالاستدلال بالسياق ليس صحيحا دائما.

ثم إن ورود الآية في سياق الآيات التي تحكي قصة نبي الله شعيب - عليه السلام - مع قومه لا يعني أن الأمة الإسلامية لا شأن لها ولا علاقة بهذه الآية.
إن أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم هي المعنية بكل ما جاء في القرآن الكريم، هي المعنية بذلك دون سواها، والخطاب القرآني موجه إليها، ولكن الآية الشريفة جاءت على شاكلة : " إياك أعني فاسمعي يا جارة ".

يا مشائخ التفسير!
ألم يقل جل وعلا في الآية الشريفة :
" إن كنتم مؤمنين " ؟ بمعنى : " إن كنتم مؤمنين فعليكم ببقية الله ".

فما معنى اشتراط الإيمان هاهنا؟!
هلا أخبرنا أولئك المفسرون العقلاء ما علاقة البيع والشراء، والأرباح بالإيمان؟!!

وما علاقة " بقية الله " بالمكاييل والأوزان؟؟!

والعجيب أن المستشكل المخالف يقول : " إن أولئك المفسرين - الذين سماهم عقلاء - قد قالوا في الآية ما يفهمه العرب "!.

بادرة طيبة أن نرى المخالفين يثنون على علمائنا، ولكنه ثناء يراد به باطل!!.
وعلماؤنا الأبرار، كرم الله وجوههم، ورفع في الجنان مقامهم، ليسوا بحاجة إلى هذا المديح السامج.

أي فهم أيها المستشكل المخالف ذلك الذي يناقض العقل، و يناقض لغة العرب؟؟

إن العقل، ولغة العرب تفند تلك التأويلات المبثوثة في كتب التفسير الموجودة لدى العامة، ولدى الخاصة.

فالعقل السليم لا يتقبل أن الإيمان مشروط بمسائل الربح والخسارة، والأوزان والمكاييل، وما شابه ذلك من شؤون التجارة.

بل الحق أن هناك مسائل دينية عقائديّـــة أهم وأعظم بكثير من تلك المسائل التي جاءوا بها عند تفسيرهم للآية.
فإذا صلحت واستقامت تلك العقائد المهمة والعظيمة صلحت واستقامت شؤون الدين والدنيا جميعا.

كما أن لغة العرب، وهي لغة القرآن الحكيم، تفيد أن " بقية الله " هو الإمام المعصوم، الذي جعله الله إماما للخلق، وأوجب طاعته في محكم التنزيل، وجعل طاعته شرطا واجبا من شروط الإيمان بالله واليوم الآخر.

فكيف ذلك؟؟
كيف صار الإمام المعصوم بقية الله؟؟!!
هذا ما تكفل به اللسان العربي المبين.
والجواب موجود في أم الكتاب، في آية الولاية!!.
ولا ينبئك مثل خبير.

فهيا إلى رحاب العبقرية القرآنية.

اليمني الاول
04-08-2016, 06:38 PM
يقول عزوجل : ï´؟ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ï´¾ ï´؟ ومَن يتولَّ اللهَ ورسولَه والّذين ءامنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون ï´¾.
سورة المائدة - الآية : ظ¥ظ¥ و ظ¥ظ¦.

ذكرنا عند تفسيرنا لآية الولاية أن الألف واللام الداخلة على لفظ " الّذين ءامنوا " تفيد العهد وليس الاستغراق.

الآن سنعود بصورة خاطفة إلى موضوع ( آية الولاية - النور البهي على دليل إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ) ونقتبس من تأويل آية الولاية ما نحتاج إليه.

نقتبس ما يلي :
(( الألِف واللّام " ال "، الدّاخلة على لفظ " الّذين ءامنوا " تفيد العهد وليس الاستغراق ؛ بدليل ما يــلـي :

* الأدلّة المذكورة آنفاً على أنّ المقصود بـ "الّذين ءامنوا" واحدٌ معيَّنٌ تُعتمد دليلاً هاهنا على أنّ الألِف واللّام للعهدية.

* لفظ " راكعون " عبارة عن صفة صريحة ، إسم فاعل ، وهو مجرّدٌ من الألف واللّام ، وهذا يفيد أنّ الألِف واللّام الدّاخلة على صاحب الحال دالّة على العهد الحضوري وليس الاستغراق.

* " الّذين ءامنوا " موصولٌ بوصفٍ من تمام معناه ، فهو شبيه بالمضاف، والإضافة هاهنا معنويّة ، أفادت التخصيص والتعريف.
ومعلومٌ أنّ الألفاظ الّتي تدخل عليها "ال" المفيدة للاستغراق والشمول لا تكون مضافة إضافةً معنويّة.

وعليه، فإنّ الألِف واللّام الدّاخلة على اللّفظ دالّة على العهد والقصر والتأسيس.

* آية الولاية عبارة عن جملة خبرية معهودة ، فالمخاطب لا يجهل النّعت المذكور في الآية ـ إيتاء الزكاة حال الركوع ـ فالموصوف بهذا الوصف معروفٌ، معلومٌ لدى المخاطَبين.
معرفة حسيّة حضورية بالنّسبة للمخاطبين عند نزول الآية،
ومعرفة ذهنية معنوية بالنّسبة للمخاطَبين في كلّ زمان ومكان، لأنّ الحال في الآية متنقِلة ، ويستحيل أن يكون صاحب الحال أكثر من شخص في نفس الزمان والمكان.

وبناءً على ذلك، نعلم أنّ "ال" الدّاخلة على " الّذين ءامنوا" في آية الولاية، دالّة على العهد وليس الاستغراق ، واللّفظ موضوعٌ للكناية عن معهودٍ مخصوص.

و " الإلّ " هو العهد، وله معانٍ أخرى.
والعهـــد، في الشرع، هو الإمامة، فهي عهد الله. قال تعالى :
ï´؟ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ï´¾.

وهكذا تعلم عزيزي القارئ، أنّ جميع القرائن والشواهد والأدلّة في آية الولاية، توضح بجلاء أنّ الآية الشريفة دالة على الإمامة، وإيجاب ولاية الأمر خِلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
{ بقيّة الله خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين } )).

إنتهى الاقتباس.
.................

ما يهمنا، هاهنا، من هذا الاقتباس هو :
* الألف واللام تفيد العهدية.
* المعاني الأخرى ل " الإلّ ".
.......................
بثبوت أن الألف واللام الداخلة على الإسم الموصول " الّذي " مفيدة للعهد فهذا يعني أن المركب الموصولي، المؤلف من الاسم الموصول + صلته، يكون قابلا للتفكيك والتجزئة.

وبالتالي نحصل على معنى لكل جزء من أجزاء المركب الموصولي.

لِمَنْ زُحْلوقَةٌ زُلُّ
لها العَيْنان تَنْهلُّ
ينادي الآخِرَ الأُلُّ
أَلا حُلُّوا أَلا حُلّوا ؟؟!.
...............

" الّذين ءامنوا " في آية الولاية، هذا المركب الموصولي، يتألف من جزئين :
* الجزء الأول هو : " إلّ ".
* الجزء الآخر هو : " ذوو الإيمان " = " ذو الإيمان ".
" ذوو " يستوي فيه المفرد والجمع.
............

âک† قد علمنا من تأويل آية الولاية أن "ذو الإيمان " يعني : الأمين، المؤتمن.
والأمين أو المؤتمن هو الإمام، الإمام المعصوم.
" لمزيد من التفاصيل، أنظر موضوع : آية الولاية - النور البهي .... ".

إذن، ذو الإيمان : الإمام المعصوم.
هذا جزء من أجزاء المركب الموصولي.

âک† " إلّ ".
للإل معان عدة، لكن الذي يهمنا من تلك المعاني، في هذا المقام، هو "الإلّ " بمعنى " الله ".

نعم أيها الأحبة!
" الله " معنى من معاني "الإلّ ".

بدليل ما يـلي :

ظ، - قوله عزّ وجلّ : ï´؟ لا يرقبون فيكم إلاّ ولا ذمة ï´¾.
وقوله تعالى : ï´؟ لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة ï´¾.
التوبة - الآية : ظ¨ و ظ،ظ*.

ذكر المفسرون أن " إلّا " هاهنا بمعنى إلها، والإله هو الله عز وجل.
فمعنى الآية : { لا يرقبون الله فيكم ولا ذمة }.

أنظر : تفسير الطبري، وتفسير الكشاف للزمخشري.

وخلاصة أقوال المفسرين حول الآية هو ما يلي :
" الإلّ " : اسم يشتمل على معان عدة وهي : العهد، والعقد، والحلف، والقرابة، وهو أيضا بمعنى "الله"، فإذا كانت الكلمة تشمل كل هذه المعاني، ولم يكن الله خص من ذلك معنى دون معنى، فالصواب حمل اللفظ على كل تلك المعاني بحيث يعمها جميعاً، كما عم بها - جل ثناؤه - في الآية المذكورة آنفاً، فيقال : لا يرقبون في مؤمن الله، ولا قرابة، ولا عهدا، ولا ميثاقا.
............
وعليه، نعرف أن " الله " معنىً من معاني " الإلّ ".

ظ¢ - معاجم اللغة العربية :
تذكر معاجم اللغة معاني " الإلّ " ومن تلك المعاني، " الله " عز وجل.

أنظر : معجم العين للخليل الفراهيدي.
ومعجم لسان العرب لابن منظور.

ظ£ - تذكر الروايات التأريخية حديثاً لأبي بكر بن أبي قحافة، أنه لما تلي عليه سجع مسيلمة الكذاب، قال : " إن هذا لشيء ما جاء من إلّ ". أي ما جاء من الله.

وبناءً على كل ما سبق، نعلم أنّ " الإلّ "، في لغة العرب، هو الله عز وجل.

قوله تعالى : { بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ..... }.
هو بمعنى : { بقية الإلّ خير لكم إن كنتم مؤمنين ....... }.
.............
نعود إلى المركب الموصولي في آية الولاية، والمؤلف من الاسم الموصول + صلته.

الألف واللام في الاسم الموصول دالة على العهدية، وذلك يقود إلى فك الإرتباط بين أجزاء المركب الموصولي.

وقد عرفنا أنّه يتفكك وينقسم إلى :
" إلّ " + بقية الإلّ.

الإلّ هو : الله عز وجل.
بقية الإلّ هو : ذو الإيمان.

وذو الإيمان هو الإمام المعصوم، والإمام المعصوم في هذا الزمان هو المهدي المنتظر، الحجة بن الحسن، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.

واشتراط الإيمان في الآية الشريفة تأكيد على أنّ " بقية الله " هو الإمام المعصوم، لأن الإمامة أصل من أصول الدين، فمن خالفها فليس داخلا في عداد المؤمنين.

والخير كل الخير في لزوم الإمام المعصوم، والتمسك به والأخذ منه، وإطاعته في جميع أوامره ونواهيه، امتثالا لتعاليم الشرع الحكيم.
فذلك خير وأحسن تأويلا.

ولا ننسى تنبيه القارئ الكريم على السبب الذي جعل الآية الشريفة واردة في سياق الآيات التي تتحدث عن الأوزان والمكاييل!!.
السبب في ذلك هو أن الآية لها علاقة بعلم الصرف، ومعلومٌ أنّ علم الصرف خاضع للأوزان والمقاييس.

والمسألة العلمية المستفادة من الآية الكريمة هي : إن أداة التعريف هي الألِف واللّام، وليس اللام لوحدها، وهمزة " ال " همزة قطع، وإنما وصلت لكثرة الاستعمال.
......................
وخلاصة القول والمسألة :

" بقية الله : بقية الإلّ " : هو الإمام المعصوم، كلٌ في زمانه وحياته، والمعصوم في هذا الزمان هو صاحب العصر والزمان، الإمام الثاني عشر، الحجة بن الحسن أرواحنا له الفداء.
فبقية الله هو الإمام المهدي المنتظر.

وهو المطلوب إثباته.
وبذلك فليفـرحِ المؤمنـون.

هل عرفتم المقصود من "بقية الله "؟؟
قرآنا عربيا لعلكم تعقلون.
...............
يا معشر المخالفين!
لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً.
فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟!
هيهات هيهات.
إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون.
فابكوا على عقولكم الهزيلة، ومذهبكم المرقع، البائس.

وإن عدتم عدنا.
......................
قلوب العارفين لها عيون
ترى ما لا يراه الناظرون

وأجنحة تطير بغير ريش
إلى ملكوت رب العالمين.

وصلى الله على محمدٍ وآله الطاهرين.

اليمني الاول
04-08-2016, 06:40 PM
فائدة :

• إذا عرفنا أنّ الاسم الموصول "الّذي" يستوي فيه المفرد والجمع، والمذكَّر والمؤنّث نعلم أنّ " الّذين " يعتبَر جمعاً ملحقاً بجمع المذكّر السالم ، لا جمعَ مذكّرَ سالما.

• أصل "الّذي" لَـذّة ؛ على وزن فَعْلَة، من باب التضعيف ؛ الجمع : لَذّات ولَذائِذ.

لَذَّ ، يلَذُّ ، لَذّاً ولَذّةً ولَذاذَةً، فهو لذيذ : وصفٌ لِكلِّ مستطاب مستعذَب، معنويّاً كان أو حسّياً.

لَذّ = لَذُذَ، على وزن فَعُلَ، مضموم العين. تمَّ إبدال أحد الذالينِ بحروف العِلّة؛ فأصبحَ : لَذي، لَذو، لَذا.

• " لَذِي " : دخلت عليه الألِف واللّام، فصار اسماً موصولاً " الّذي "، ولزم البناء، فهو غير متمكِّن. الجمع : الّذين. والّذين والأُلَى بمعنى واحد.

• " لَذو " : حُذِفَت فاؤه "اللّام"، فصار اسماً ناقصاً " ذو "، يدخل على أسماء الأجناس، والأعلام والمضمرات؛ وهو متمكِّن، ذا ـ ذي ـ ذو ؛ الجمع : ذوون، ملحق بجمع المذكَّر السالم، يستوي فيه المفرد والجمع، وتُحذَف النّون عند الإضافة.

و " ذو " يُستعمل اسماً موصولاً بمنزلة " الّذي ".

قالت العرب :
" بالفضل ذو فضّلكم اللهُ به، والكرامة ذات أكرمَكم اللهُ به ".
وقال الشاعر :
فإنّ بيت تميمٍ ذو سمعت به
فيه تنمّت وأرست عزّها مُضَرُ
( معجم اللسان - حرف الذال ).

وقال الشاعر :
إذا ما أتى يــومٌ يفرِّقُ بيننا
بموتٍ فَكُنْ يا وهم ذو يتأخرُ
( حاتم الطائي - ديوانه ).

" ذو " الوارد في قول العرب والبيتينِ الشعريينِ هو بمعنى " الّذي ".

• " لَذا " : لغةٌ في "الّذي"، أي أنّه يُستعمل كاسم موصول، ومن العرب من يحذف الألِف، ويستعمل "اللّذِ أو اللّذْ" بكسر الذّال وتسكينه.
ومنهم من يحذف اللّام ويستعمل " ذا " اسماً موصولاً بمنزلة " الّذي ".

مَن ذا بخاتمه تصَدَّق راكعاً
وأسرّها في نفسه إسرارا ؟.

وإذا لحقتْ " ذا " هاءُ التنبيه صار اسم إشارة، " هذا ". وهلمّ جرّا.

عجائب هذا الاسم الموصول ومعانيه لا تنتهي عند حد.

• " لَذا " : جاء في الشعر بمعنى جفون العين. قال الشاعر :

ولَذا إسمُ أغطيةِ العيونِ جفونُها
مِن أنّها عملَ السيوفِ عواملُ
( المتنبي - ديوانه ).

معنى البيت :
" لَذا " : اسمٌ لِجفون العين، حواجب العين، وهي أغطية العين.

الضمير في " جفونها " و " أنّها " يعود على العيون، المفرد : عين.
عجز البيت تعليلٌ لِصدر البيت، وليس العكس. لَذا : اسمٌ لِجفون العين، اللّام فيه أصلية وليست للتعليل.
وعجز البيت أسلوبٌ من أساليب البديع، يسمّى حُسن التعليل.

والشعراء يشبِّهون بريق العينينِ وجمالَها، وتأثير ذلك على النّفوس ببريق السيوف وأثرها على الأجسام.
وهذا مذهبٌ في العربية معروفٌ، ولدى الشعراء مشهور.

قال الشاعر :
إنّ الّتي سفكَتْ دمي بجـفـونهــا
لم تـدرِ أنّ دمي الّـذي تتقلّــــدُ
( المتنبي - ديوانه ).

وقال الشاعر :
دع عنك ذا السيف الّذي جرّدته
عيناك أمضَى من مضارب حــدّه
كلّ السيوف قواطــعٌ إن جُرِّدَت
وحُسامُ لَحْظِك قاطِعٌ في غِمــــده
إن شئتَ تقتــلني فأنت مُحـــكَّمٌ
من ذا يعارض سيّــداً في عبـــده
( لم أعثر على القائل ).

وقال الشاعر :

ولجْتِ بعينيكِ الصيودينِ مولجاً
من النّفْسِ إن لم يوقِ نفسي حِمامُها
لقـد دلَّـهتْني عن صلاتي وإنّـــه
لَيــدعو إلى الخيـرِ الكثيـر إمامُــها
( الفرزدق - ديوانه ).

وللعين في اللّغة أكثر من ثلاثين معنى.
(أنظر المزهر في علوم اللغة للسيوطي - الجزء الأول ).
من تلك المعاني، العين : حاسة البصر.
" لذا " : معنىً من معاني "الّذي" : حواجب العين، جفونها.

تأمّلوا هذا المعنى الشريف اللّطيف، العذب اللّذيذ لِتدركوا أنّ الموصوف بمنزلة جفن العين، بمنزلة العين، غالٍ وعزيز، يجب أن يتمسّكَ به المرءُ ويحافظ عليه كما يحافظ على عينيه.

الموصوف في آية الولاية، لَذّة العين، وروْحُ القلب ونور البصر.
إنّه العينُ، وحبيبُ كلّ امرئٍ عيناه.
ما العينُ إلّا سيـّـدٌ وإمــامُ، إنّما ذا لَـذا.

قال عبيد بن الأبرص يخاطب المَلِكَ :

يا عينُ ما فات ضحى بني
أسَـدٍ، فهُمْ أهلُ النّدامـةْ
أنت المليــكُ عليـــــــهــمُ
وهُمُ العبيد إلى القيامةْ.
.............
والحمدلله رب العالمين.

الباحث الطائي
09-08-2016, 10:39 PM
بسمه تعالى

السلام عليكم ، احسنت توضيحا جزاكم الله خيرا

( اضافة بسيطة لعلها ذات فائدة مهمة )

وهي : أنّ تفسير " بقية الله " في الاية المبارة السابقة بانها تعني الامام المهدي ع عند مذهب اتباع ال البيت ع هي ترجع الى ما وصلنا من تأويل معنها بالامام المهدي ع وانه احد مصاديقها .
ولا يخفى على ذي لب وماجرى في منهج وطريقة كل مذهب واعتقاد انه اذا وصل اليهم مما ينقل من ثقاتهم عن معصوم ع فهو حق . وعليه لا طريق لهم في هذا لانه من معتقداتنا وما وصل الينا وهو على الاقل حجة ودليل وتفسير لنا ولسنا بملزمين لهم بالقبول كما هم ليس لنا ملزمين بقبول اعتقاداتهم بطرقهم .

وليس هناك اضطراب او غريب في الاية المباركة ان يتعدى تفسيرها الى تأويلها او بواطن مقاصدها كما حال كثير من آيات القران الكريم
فقوم شعيب النبي ع كانوا يبخسوا الميزان ويأكلوا الحرام ، فنبههم وحذرهم نبيّهم عن هذا الفعل الحرام وبين لهم ان الحلال المتبقي لهم من نِعَـمْ الله خير من الحرام الاكثر !
اي ان بقية الله ( من حلال الربح ) خير لكم وفق شرع الله الحق ، وحيث ان الايمان بالله يستلزم الاخذ بتمام دينه وتشريعه في حلاله وحرامه ، فان مخالفة الشرع في بخس الميزان واكل الحرام هي خلاف الايمان !

وعليه ايضا فان بقيّة الله " تؤيلا " او معناً تفسيريا " باطناً " ، هي ان الله دائما استبقى من بين خلقهِ على ارضهِ حجةً له على عبادهِ في كل زمان .
به تبقى صلاح الحياة وبه يهتدي الناس وهو خير لهم من كل شيء غيره لم يجعل الله له سلطانا ولم ينصبه اصطفائا ،
فبقية الله من حججه الابرار خيراً لكم ممن تتبعون من اهل الضلال ( حتى تبخسوا دين الناس وعقائدهم لتنالوا سعتاً من حرام في دنياكم على ما يوافق شهواتكم ورغبات الشيطان )

والله اعلم
الباحث الطائي

اليمني الاول
10-08-2016, 06:55 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد.
تفسير الآية السليم والصحيح هو ما ذكرناه، وقد أوضحنا ذلك بالدليل.
ولا داعي للعدول عن ظاهر الآية.
بقية الله : بقية الإلّ.

وبقية الإلّ هو الإمام المعصوم.
فالآية لا علاقة لها بربح أو خسارة.
والحمدلله رب العالمين.