الشيخ عباس محمد
13-08-2016, 04:08 PM
شبهةباب الزهراء كان من سعف لا يأدي لقتلها أو أذيتها ..!!
وجدت شبهة من أحد المتحجرة عقولهم و المينة قلوبهم من العمريين السقيفيين الأجلاف و قد ترك من دفع الباب على الزهراء و وضع اللوم على الباب و استشكل عليه حيث قال :
فماذا روى المفيد والمقرب جدا من محمد بن الحسن العسكري في أمر هذا الباب :
عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه ، عن جده قال :
"... فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد ابن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة وقنفذ وقمت معهم و ظنت فاطمة عليها السلام أنه لا يدخل بيتها إلا بإذنها، فأجافت الباب وأغلقته، فلما انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره
- وكان من سعف -
فدخلوا على علي عليه السلام و أخرجوه ملببا "..... الخ
انظر الرواية في :
** الاختصاص تأليف فخر الشيعة ابى عبد الله محمد بن النعمان العكبرى البغدادي الملقب بالشيخ المفيد
باب من سعف يكسر ضلعاً ويسقط جنيناً !!!
-------------------------
الرد :
أولا : ليعلم القاصي و الداني أن الهجوم على بيت الزهراء روحي فداها لم يكون هجوماً واحداً بل عدة هجمات ... و لمن يريد أن يراجع فليراجع
ثانياً : كانت الأبواب بالمدينة المنورة لها ساتر اضافي على الباب و بذلك وردت الكثير من الروايات بمصادر السنة و الشيعة فلم يكون الباب مقتصر على المادة التي صنع منها بل كان له ساتر اضافي ..
فمهمة الباب كانت الصد و لهذا كان يقفل فإما يكون السعف هو الساتر الاضافي و يوجد باب خشبي آخر و إما يكون من سعف مشدود و به عضادتين من خشب و مسامير حديدية لكي يقفل كما ذكر بالرواية ...
ثالثاً : لو كان الباب من سعف فقط فلا يصح أن نقول بأن عمر كسر الباب فلابد أن الباب كان صلباً أو مدعماً بالخشب أو غيره ...
رابعاً : الباب لو كان من سعف فلا معنى لأن تقفله الزهراء لأنه بالأساس هش ...
خامساً : نجد في بحار الأنور للمجلسي رواية تتحدث عن باب فاطمة و أن رسول الله كان يقرعه :
بحار الأنوار الجزء 43 - الصفحة 73
( ... قال: وكان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يطعم طعاما منذ ثلاث. قال: فوثب النبي (صلى الله عليه وآله) حتى ورد إلى حجرة فاطمة، فقرع الباب وكان إذا قرع النبي (صلى الله عليه وآله) الباب لا يفتح له الباب إلا فاطمة فلما أن فتحت له البابنظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى صفار وجهها وتغير حدقتيها، فقال لها: يا بنية ما الذي أراه من صفار وجهك وتغير حدقتيك ؟ فقالت: يا أبه إن لنا ثلاثا ما طعمنا طعاما وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان. قال: فأنبههما النبي (صلى الله عليه وآله) فأخذ واحدا على فخذه الايمن والاخر على فخذه الايسر وأجلس فاطمة بين يديها واعتنقها النبي (صلى الله عليه وآله) ودخل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاعتنق النبي (صلى الله عليه وآله) من ورائه، ثم رفع النبي (صلى الله عليه وآله) طرفه نحو السماء فقال: إلهي وسيدي ومولاي هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا....الخ الرواية )
و القرع لا يكون إلا على الشيء الصلب لكي يكون مسموعاً
و قرع الباب بلسان العرب تعني ضرب الباب فلا أدري كيف يضرب السعف ...!!!!!!!! إلا أن يكون به عضادة من خشب لكي يقرع و هذ هو الجواب الوحيد ..!!
سادساً : نرى في رواية المجلسي في بحار الأنوار الجزء 53 الصفحة 18 - 19
( ..وجمعهم الجزل والحطب على الباب لاحراق بيت أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضة، وإضرامهم النار على الباب، وخروج فاطمة إليهم وخطابها لهم من وراء الباب. وقولها: ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله ؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله ؟ والله متم نوره، وانتهاره لها. وقوله: كفي يا فاطمة فليس محمد حاضرا ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله، وما علي إلا كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعا.
فقالت وهي باكية: اللهم إليك نشكو فقد نبيك ورسولك وصفيك، وارتداد أمته علينا، ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك المرسل. فقال لها عمر: دعي عنك يا فاطمة حمقات النساء، فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة والخلافة، وأخذت النار في خشب الباب. وإدخال قنفذ يده لعنه الله يروم فتح الباب، وضرب عمر لها بالسوط على عضدها، حتى صار كالدملج الأسود، وركل الباب برجله، حتى أصاب بطنها و هي حاملة بالمحسن، لستة أشهر وإسقاطها إياه.
و رواية المفيد .. كتاب الاختصاص الصفحة 186
( .. علي عليه السلام: أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا أخرج بعده من بيتي حتى أؤلف الكتاب فإنه في جرائد النخل وأكتاف الإبل فأتاه قنفذ وأخبره بمقالة علي عليه السلام، فقال عمر: قم إلى الرجل، فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد ابن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة وقمت معهم و ظنت فاطمة عليها السلام أنه لا تدخل بيتها إلا بإذنها، فأجافت الباب (١) وأغلقته، فلما انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره - وكان من سعف - فدخلوا على علي عليه السلام و أخرجوه ملببا "...)
و للجمع بين الروايتين فالباب كان من سعف و خشب معاً و هذا حال أبواب المدينة المنورة في تلك الحقبة
فالسعف لابد له من خشب يدعمه ليقفل به و قد ورد في الرواية أن الزهراء أقفلت الباب و أغلقته مما يدل على وجود أخشاب في الباب
و قد ثبت وجود عضادات للباب و هي بالطبع تصنع من الخشب و بلا أدنى شك يوجه بها مسمامير
و هذا واضح بالرواية التالية حيث ورد فيها تمسك الزهراء عليها السلام بعضادتي الباب
إحراق الباب وإسقاط جنين فاطمة (عليها السلام) وضربها
( ... ثم أمر عمر بجعل الحطب حوالي البيت وانطلق هو بنار وأخذ يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها. فنادت فاطمة (عليها السلام) بأعلى صوتها: " يا أبت يا رسول الله! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ".
فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين، وبقي عمر ومعه قوم، ودعا بالنار وأضرمها في الباب، فأخذت النار في خشب الباب، ودخل الدخان البيت، فدخل قنفذ يده يروم فتح الباب .. فأخذت فاطمة (عليها السلام) بعضادتي الباب تمنعهم من فتحه، وقالت: " ناشدتكم الله وبأبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تكفوا عنا وتنصرفوا ".
فأخذ عمر السوط من قنفذ وضرب به عضدها، فالتوى السوط على يديها حتى صار كالدملج الأسود. فضرب عمر الباب برجله فكسره، وفاطمة (عليها السلام) قد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه، فركل الباب برجله وعصرها بين الباب والحائط عصرة شديدة قاسية حتى كادت روحها أن تخرج من شدة العصرة، ونبت المسمار في صدرها ونبع الدم من صدرها وثدييها، فسقطت لوجهها - والنار تسعر -، فصرخت صرخة جعلت أعلى المدينة أسفلها، وصاحت: " يا أبتاه! يا رسول الله! هكذا يصنع بحبيبتك وابنتك.. آه يا فضة! إليك فخذيني فقد والله قتل ما في أحشائي "، ثم استندت إلى الجدار وهي تمخض، وكانت حاملة بالمحسن لستة أشهر فأسقطته، فدخل عمر وصفق على خدها صفقة من ظاهر الخمار، فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض. فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) من داخل الدار محمر العين حاسرا، حتى ألقى ملاءته عليها وضمها إلى صدره وصاح بفضة: " يا فضة! مولاتك! فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض من الرفسة ورد الباب، فأسقطت محسنا ". وقال (عليه السلام): " إنه لا حق بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيشكو إليه ". وقال لفضة: " واريه بقعر البيت ".
ثم وثب علي (عليه السلام) فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما أوصاه به من الصبر والطاعة، فقال: " والذي أكرم محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة يا ابن صهاك! لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلمت أنك لا تدخل بيتي ".
فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (عليه السلام) بسيفه، لما قد عرف من بأسه وشدته، فقال أبو بكر لقنفذ: ارجع، فإن خرج وإلا فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم النار..! فانطلق قنفذ فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي (عليه السلام) إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه - وهم كثيرون -، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه. ...)
و معنى كلمة عضادة الباب من لسان العرب :
وعِضادتا البابِ والإِبْزيمِ: ناحيتاه.
وما كان نحو ذلك، فهو العِضادة.
وعِضادَتا الباب: الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل منه وشماله.
~~~~~~~~~
الآن بعد هذا البيان نقول أن هذا المستشكل الجاهل لا يدري بحال النساء الحوامل و مدى حساسية وضعهن
فالظاهر أنه أبتر قطع الله نسله لهذا لا يعرف بأحوال النساء الحوامل و تأثرهن السريع بأي ضربة أو سقوط قويين يأديان إلى اجهاضهن
خصوصاً لو كانت المرأة نحيلة البنية فمن المعلوم أن الزهراء عليها السلام نحلت و ضعفت من شدة حزنها بعد استشهاد رسول الله و هي أساساً سيدة العابدات القائمات الصائمات الزاهدات
و زادها لافطارها من الصوم كانت تتصدق به هي و زوجها و ولديها و مواقف كثيرة تدل على عظم نفسها و أنها كانت لا تأكل إلا الأقل من القليل ( هناك رواية المجلسي بالاعلى تدل على هذا المعنى فراجع أيها القارئ الكريم )
فبهذه الأحوال كلها كيف لامرأة صغيرة بالعمر لا يتعدى عمرها الشريف الثامنة عشر و ضعف بدنها و حملها لستة أشهر أن لا تتأثر بضرب وحشي من المجرم المتوحش عمر لعنه الله و من معه من الزنادقة كقنفذ و خالد بن الوليد ... ؟؟!!!
فسواء كان الباب من سعف أو من خشب أو حتى من قماش فقوة الضغط و العصر و الرفس بواسطة ( مسترجلين و هم عار على الرجال ) على البضعة الطاهرة كان كفيلاً باسقاط جنينها و كسر أضلعها و أذيتها
فليس الباب هو المجرم بل من كان يدفع الباب و يضع قوته و قوة من معه من الأجلاف هم المجرمين ...
~~~~~~~~~~~~~~
يبقى أمر أحب الاشارة إليه و هو آية كريمة في القرآن الكريم ..
قال تعالى : { وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ }
تفسير الميزان للطبطبائي ( تفسير شيعة )
و قوله: «فوكزه موسى فقضى عليه» ضميرا «وكزه» و «عليه» للذي من عدوه و الوكز - على ما ذكره الراغب و غيره - الطعن و الدفع و الضرب بجمع الكف، و القضاء هو الحكم و القضاء عليه كناية عن الفراغ من أمره بموته، و المعنى: فدفعه أو ضربه موسى بالوكز فمات، و كان قتل خطإ و لو لا ذلك لكان من حق الكلام أن يعبر بالقتل.
تفسير ابن كثير ( تفسير سني )
{15} وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ
قَالَ تَعَالَى : " وَدَخَلَ الْمَدِينَة عَلَى حِين غَفْلَة مِنْ أَهْلهَا " قَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَذَلِكَ بَيْن الْمَغْرِب وَالْعِشَاء . وَقَالَ اِبْن الْمُنْكَدِر عَنْ عَطَاء بْن يَسَار عَنْ اِبْن عَبَّاس كَانَ ذَلِكَ نِصْف النَّهَار وَكَذَا قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَعِكْرِمَة وَالسُّدِّيّ وَقَتَادَة " فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ" أَيْ يَتَضَارَبَانِ وَيَتَنَازَعَانِ " هَذَا مِنْ شِيعَته " أَيْ إِسْرَائِيلِيّ " وَهَذَا مِنْ عَدُوّهُ " أَيْ قِبْطِيّ قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق فَاسْتَغَاثَ الْإِسْرَائِيلِيّ بِمُوسَى فَوَجَدَ مُوسَى فُرْصَة وَهِيَ غَفْلَة النَّاس فَعَمَدَ إِلَى الْقِبْطِيّ " فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ" قَالَ مُجَاهِد فَوَكَزَهُ أَيْ طَعَنَهُ بِجَمْعِ كَفّه وَقَالَ قَتَادَة وَكَزَهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعَهُ فَقَضَى عَلَيْهِ أَيْ كَانَ فِيهَا حَتْفه فَمَاتَ " قَالَ " مُوسَى " هَذَا مِنْ عَمَل الشَّيْطَان إِنَّهُ عَدُوّ مُضِلّ مُبِين قَالَ رَبّ إِنِّي ظَلَمْت نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُور الرَّحِيم قَالَ رَبّ بِمَا أَنْعَمْت عَلَيَّ " أَيْ بِمَا جَعَلْت لِي مِنْ الْجَاه وَالْعِزّ وَالنِّعْمَة" فَلَنْ أَكُون ظَهِيرًا " أَيْ مُعِينًا " لِلْمُجْرِمِينَ " أَيْ الْكَافِرِينَ بِك الْمُخَالِفِينَ لِأَمْرِك .
تفسير الطبري ( تفسير سني )
{15} وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ
وَقَوْله : { فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَته } يَقُول : هَذَا مِنْ أَهْل دِين مُوسَى مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل { وَهَذَا مِنْ عَدُوّهُ } مِنْ الْقِبْط مِنْ قَوْم فِرْعَوْن { فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَته } يَقُول : فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَهْل دِين مُوسَى عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوّهُ مِنْ الْقِبْط { فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ } يَقُول : فَلَكَزَهُ وَلَهَزَهُ فِي صَدْره بِجَمْعِ كَفّه .
تفسير القرطبي ( تفسير سني )
( .قوله تعالى: "وإذا بطشتم بطشتم جبارين" البطش السطوة والأخذ بالعنف وقد بطش به يبطش ويبطش بطشا. وباطشه مباطشة. وقال ابن عباس ومجاهد: البطش العسف قتلا بالسيف وضربا بالسوط. ومعنى ذلك فعلتم ذلك ظلما. وقال مجاهد أيضا: هو ضرب بالسياط ؛ ورواه مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر فيما ذكر ابن العربي. وقيل: هو القتل بالسيف في غير حق. حكاه يحيى بن سلام. وقال الكلبي والحسن: هو القتل على الغصب من غير تثبت. وكله يرجع إلى قول ابن عباس. وقيل: إنه المؤاخذة على العمد والخطأ من غير عفو ولا إبقاء. قال ابن العربي: ويؤيد ما قال مالك قول الله تعالى عن موسى: "فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض" [القصص: 19] وذلك أن موسى عليه السلام لم يسل عليه سيفا ولا طعنه برمح، وإنما وكزه وكانت منيته في وكزته. والبطش يكون باليد وأقله الوكز والدفع، ويليه السوط والعصا، ويليه الحديد، والكل مذموم إلا بحق. والآية نزلت خبرا عمن تقدم من الأمم، ووعظا من الله عز وجل لنا في مجانبة ذلك الفعل الذي ذمهم به وأنكره عليهم.
قلت: وهذه الأوصاف المذمومة قد صارت في كثير من هذه الأمة، لا سيما بالديار المصرية منذ وليتها البحرية؛ فيبطشون بالناس بالسوط والعصا في غير حق .)
~~~~~~~~~~~~~~~
نستفيد مما سبق من التفسير للآية بأن نبي الله موسى على نبينا و آله و عليه الصلاة و السلام قد قتل رجل قوي البنية بلكزه فقط
سواء لكزه بكفه أو بعصا أو دفعه و ضربه لا فرق
فهي لكزة واحدة أدت إلى قتله
فما بالكم بامرأة ضعيفة حامل يهجم عليها متوحشين كعمر و من معه ماذا كان سيحدث لها و لجنينها ...؟؟!!
تكفي ضربة واحدة على بطنها بأن تسقط جنينها .. و تكفي عصرة الباب لها أو عضادتي الباب الخشبيتين و الجدار من خلفها بقوة ( مسترجلين ) بأن تكسر أضلعها ...
وجدت شبهة من أحد المتحجرة عقولهم و المينة قلوبهم من العمريين السقيفيين الأجلاف و قد ترك من دفع الباب على الزهراء و وضع اللوم على الباب و استشكل عليه حيث قال :
فماذا روى المفيد والمقرب جدا من محمد بن الحسن العسكري في أمر هذا الباب :
عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه ، عن جده قال :
"... فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد ابن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة وقنفذ وقمت معهم و ظنت فاطمة عليها السلام أنه لا يدخل بيتها إلا بإذنها، فأجافت الباب وأغلقته، فلما انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره
- وكان من سعف -
فدخلوا على علي عليه السلام و أخرجوه ملببا "..... الخ
انظر الرواية في :
** الاختصاص تأليف فخر الشيعة ابى عبد الله محمد بن النعمان العكبرى البغدادي الملقب بالشيخ المفيد
باب من سعف يكسر ضلعاً ويسقط جنيناً !!!
-------------------------
الرد :
أولا : ليعلم القاصي و الداني أن الهجوم على بيت الزهراء روحي فداها لم يكون هجوماً واحداً بل عدة هجمات ... و لمن يريد أن يراجع فليراجع
ثانياً : كانت الأبواب بالمدينة المنورة لها ساتر اضافي على الباب و بذلك وردت الكثير من الروايات بمصادر السنة و الشيعة فلم يكون الباب مقتصر على المادة التي صنع منها بل كان له ساتر اضافي ..
فمهمة الباب كانت الصد و لهذا كان يقفل فإما يكون السعف هو الساتر الاضافي و يوجد باب خشبي آخر و إما يكون من سعف مشدود و به عضادتين من خشب و مسامير حديدية لكي يقفل كما ذكر بالرواية ...
ثالثاً : لو كان الباب من سعف فقط فلا يصح أن نقول بأن عمر كسر الباب فلابد أن الباب كان صلباً أو مدعماً بالخشب أو غيره ...
رابعاً : الباب لو كان من سعف فلا معنى لأن تقفله الزهراء لأنه بالأساس هش ...
خامساً : نجد في بحار الأنور للمجلسي رواية تتحدث عن باب فاطمة و أن رسول الله كان يقرعه :
بحار الأنوار الجزء 43 - الصفحة 73
( ... قال: وكان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يطعم طعاما منذ ثلاث. قال: فوثب النبي (صلى الله عليه وآله) حتى ورد إلى حجرة فاطمة، فقرع الباب وكان إذا قرع النبي (صلى الله عليه وآله) الباب لا يفتح له الباب إلا فاطمة فلما أن فتحت له البابنظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى صفار وجهها وتغير حدقتيها، فقال لها: يا بنية ما الذي أراه من صفار وجهك وتغير حدقتيك ؟ فقالت: يا أبه إن لنا ثلاثا ما طعمنا طعاما وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان. قال: فأنبههما النبي (صلى الله عليه وآله) فأخذ واحدا على فخذه الايمن والاخر على فخذه الايسر وأجلس فاطمة بين يديها واعتنقها النبي (صلى الله عليه وآله) ودخل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاعتنق النبي (صلى الله عليه وآله) من ورائه، ثم رفع النبي (صلى الله عليه وآله) طرفه نحو السماء فقال: إلهي وسيدي ومولاي هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا....الخ الرواية )
و القرع لا يكون إلا على الشيء الصلب لكي يكون مسموعاً
و قرع الباب بلسان العرب تعني ضرب الباب فلا أدري كيف يضرب السعف ...!!!!!!!! إلا أن يكون به عضادة من خشب لكي يقرع و هذ هو الجواب الوحيد ..!!
سادساً : نرى في رواية المجلسي في بحار الأنوار الجزء 53 الصفحة 18 - 19
( ..وجمعهم الجزل والحطب على الباب لاحراق بيت أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضة، وإضرامهم النار على الباب، وخروج فاطمة إليهم وخطابها لهم من وراء الباب. وقولها: ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله ؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله ؟ والله متم نوره، وانتهاره لها. وقوله: كفي يا فاطمة فليس محمد حاضرا ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله، وما علي إلا كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعا.
فقالت وهي باكية: اللهم إليك نشكو فقد نبيك ورسولك وصفيك، وارتداد أمته علينا، ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك المرسل. فقال لها عمر: دعي عنك يا فاطمة حمقات النساء، فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة والخلافة، وأخذت النار في خشب الباب. وإدخال قنفذ يده لعنه الله يروم فتح الباب، وضرب عمر لها بالسوط على عضدها، حتى صار كالدملج الأسود، وركل الباب برجله، حتى أصاب بطنها و هي حاملة بالمحسن، لستة أشهر وإسقاطها إياه.
و رواية المفيد .. كتاب الاختصاص الصفحة 186
( .. علي عليه السلام: أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا أخرج بعده من بيتي حتى أؤلف الكتاب فإنه في جرائد النخل وأكتاف الإبل فأتاه قنفذ وأخبره بمقالة علي عليه السلام، فقال عمر: قم إلى الرجل، فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد ابن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة وقمت معهم و ظنت فاطمة عليها السلام أنه لا تدخل بيتها إلا بإذنها، فأجافت الباب (١) وأغلقته، فلما انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره - وكان من سعف - فدخلوا على علي عليه السلام و أخرجوه ملببا "...)
و للجمع بين الروايتين فالباب كان من سعف و خشب معاً و هذا حال أبواب المدينة المنورة في تلك الحقبة
فالسعف لابد له من خشب يدعمه ليقفل به و قد ورد في الرواية أن الزهراء أقفلت الباب و أغلقته مما يدل على وجود أخشاب في الباب
و قد ثبت وجود عضادات للباب و هي بالطبع تصنع من الخشب و بلا أدنى شك يوجه بها مسمامير
و هذا واضح بالرواية التالية حيث ورد فيها تمسك الزهراء عليها السلام بعضادتي الباب
إحراق الباب وإسقاط جنين فاطمة (عليها السلام) وضربها
( ... ثم أمر عمر بجعل الحطب حوالي البيت وانطلق هو بنار وأخذ يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها. فنادت فاطمة (عليها السلام) بأعلى صوتها: " يا أبت يا رسول الله! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ".
فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين، وبقي عمر ومعه قوم، ودعا بالنار وأضرمها في الباب، فأخذت النار في خشب الباب، ودخل الدخان البيت، فدخل قنفذ يده يروم فتح الباب .. فأخذت فاطمة (عليها السلام) بعضادتي الباب تمنعهم من فتحه، وقالت: " ناشدتكم الله وبأبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تكفوا عنا وتنصرفوا ".
فأخذ عمر السوط من قنفذ وضرب به عضدها، فالتوى السوط على يديها حتى صار كالدملج الأسود. فضرب عمر الباب برجله فكسره، وفاطمة (عليها السلام) قد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه، فركل الباب برجله وعصرها بين الباب والحائط عصرة شديدة قاسية حتى كادت روحها أن تخرج من شدة العصرة، ونبت المسمار في صدرها ونبع الدم من صدرها وثدييها، فسقطت لوجهها - والنار تسعر -، فصرخت صرخة جعلت أعلى المدينة أسفلها، وصاحت: " يا أبتاه! يا رسول الله! هكذا يصنع بحبيبتك وابنتك.. آه يا فضة! إليك فخذيني فقد والله قتل ما في أحشائي "، ثم استندت إلى الجدار وهي تمخض، وكانت حاملة بالمحسن لستة أشهر فأسقطته، فدخل عمر وصفق على خدها صفقة من ظاهر الخمار، فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض. فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) من داخل الدار محمر العين حاسرا، حتى ألقى ملاءته عليها وضمها إلى صدره وصاح بفضة: " يا فضة! مولاتك! فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض من الرفسة ورد الباب، فأسقطت محسنا ". وقال (عليه السلام): " إنه لا حق بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيشكو إليه ". وقال لفضة: " واريه بقعر البيت ".
ثم وثب علي (عليه السلام) فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما أوصاه به من الصبر والطاعة، فقال: " والذي أكرم محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة يا ابن صهاك! لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلمت أنك لا تدخل بيتي ".
فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (عليه السلام) بسيفه، لما قد عرف من بأسه وشدته، فقال أبو بكر لقنفذ: ارجع، فإن خرج وإلا فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم النار..! فانطلق قنفذ فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي (عليه السلام) إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه - وهم كثيرون -، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه. ...)
و معنى كلمة عضادة الباب من لسان العرب :
وعِضادتا البابِ والإِبْزيمِ: ناحيتاه.
وما كان نحو ذلك، فهو العِضادة.
وعِضادَتا الباب: الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل منه وشماله.
~~~~~~~~~
الآن بعد هذا البيان نقول أن هذا المستشكل الجاهل لا يدري بحال النساء الحوامل و مدى حساسية وضعهن
فالظاهر أنه أبتر قطع الله نسله لهذا لا يعرف بأحوال النساء الحوامل و تأثرهن السريع بأي ضربة أو سقوط قويين يأديان إلى اجهاضهن
خصوصاً لو كانت المرأة نحيلة البنية فمن المعلوم أن الزهراء عليها السلام نحلت و ضعفت من شدة حزنها بعد استشهاد رسول الله و هي أساساً سيدة العابدات القائمات الصائمات الزاهدات
و زادها لافطارها من الصوم كانت تتصدق به هي و زوجها و ولديها و مواقف كثيرة تدل على عظم نفسها و أنها كانت لا تأكل إلا الأقل من القليل ( هناك رواية المجلسي بالاعلى تدل على هذا المعنى فراجع أيها القارئ الكريم )
فبهذه الأحوال كلها كيف لامرأة صغيرة بالعمر لا يتعدى عمرها الشريف الثامنة عشر و ضعف بدنها و حملها لستة أشهر أن لا تتأثر بضرب وحشي من المجرم المتوحش عمر لعنه الله و من معه من الزنادقة كقنفذ و خالد بن الوليد ... ؟؟!!!
فسواء كان الباب من سعف أو من خشب أو حتى من قماش فقوة الضغط و العصر و الرفس بواسطة ( مسترجلين و هم عار على الرجال ) على البضعة الطاهرة كان كفيلاً باسقاط جنينها و كسر أضلعها و أذيتها
فليس الباب هو المجرم بل من كان يدفع الباب و يضع قوته و قوة من معه من الأجلاف هم المجرمين ...
~~~~~~~~~~~~~~
يبقى أمر أحب الاشارة إليه و هو آية كريمة في القرآن الكريم ..
قال تعالى : { وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ }
تفسير الميزان للطبطبائي ( تفسير شيعة )
و قوله: «فوكزه موسى فقضى عليه» ضميرا «وكزه» و «عليه» للذي من عدوه و الوكز - على ما ذكره الراغب و غيره - الطعن و الدفع و الضرب بجمع الكف، و القضاء هو الحكم و القضاء عليه كناية عن الفراغ من أمره بموته، و المعنى: فدفعه أو ضربه موسى بالوكز فمات، و كان قتل خطإ و لو لا ذلك لكان من حق الكلام أن يعبر بالقتل.
تفسير ابن كثير ( تفسير سني )
{15} وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ
قَالَ تَعَالَى : " وَدَخَلَ الْمَدِينَة عَلَى حِين غَفْلَة مِنْ أَهْلهَا " قَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَذَلِكَ بَيْن الْمَغْرِب وَالْعِشَاء . وَقَالَ اِبْن الْمُنْكَدِر عَنْ عَطَاء بْن يَسَار عَنْ اِبْن عَبَّاس كَانَ ذَلِكَ نِصْف النَّهَار وَكَذَا قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَعِكْرِمَة وَالسُّدِّيّ وَقَتَادَة " فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ" أَيْ يَتَضَارَبَانِ وَيَتَنَازَعَانِ " هَذَا مِنْ شِيعَته " أَيْ إِسْرَائِيلِيّ " وَهَذَا مِنْ عَدُوّهُ " أَيْ قِبْطِيّ قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق فَاسْتَغَاثَ الْإِسْرَائِيلِيّ بِمُوسَى فَوَجَدَ مُوسَى فُرْصَة وَهِيَ غَفْلَة النَّاس فَعَمَدَ إِلَى الْقِبْطِيّ " فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ" قَالَ مُجَاهِد فَوَكَزَهُ أَيْ طَعَنَهُ بِجَمْعِ كَفّه وَقَالَ قَتَادَة وَكَزَهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعَهُ فَقَضَى عَلَيْهِ أَيْ كَانَ فِيهَا حَتْفه فَمَاتَ " قَالَ " مُوسَى " هَذَا مِنْ عَمَل الشَّيْطَان إِنَّهُ عَدُوّ مُضِلّ مُبِين قَالَ رَبّ إِنِّي ظَلَمْت نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُور الرَّحِيم قَالَ رَبّ بِمَا أَنْعَمْت عَلَيَّ " أَيْ بِمَا جَعَلْت لِي مِنْ الْجَاه وَالْعِزّ وَالنِّعْمَة" فَلَنْ أَكُون ظَهِيرًا " أَيْ مُعِينًا " لِلْمُجْرِمِينَ " أَيْ الْكَافِرِينَ بِك الْمُخَالِفِينَ لِأَمْرِك .
تفسير الطبري ( تفسير سني )
{15} وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ
وَقَوْله : { فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَته } يَقُول : هَذَا مِنْ أَهْل دِين مُوسَى مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل { وَهَذَا مِنْ عَدُوّهُ } مِنْ الْقِبْط مِنْ قَوْم فِرْعَوْن { فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَته } يَقُول : فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَهْل دِين مُوسَى عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوّهُ مِنْ الْقِبْط { فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ } يَقُول : فَلَكَزَهُ وَلَهَزَهُ فِي صَدْره بِجَمْعِ كَفّه .
تفسير القرطبي ( تفسير سني )
( .قوله تعالى: "وإذا بطشتم بطشتم جبارين" البطش السطوة والأخذ بالعنف وقد بطش به يبطش ويبطش بطشا. وباطشه مباطشة. وقال ابن عباس ومجاهد: البطش العسف قتلا بالسيف وضربا بالسوط. ومعنى ذلك فعلتم ذلك ظلما. وقال مجاهد أيضا: هو ضرب بالسياط ؛ ورواه مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر فيما ذكر ابن العربي. وقيل: هو القتل بالسيف في غير حق. حكاه يحيى بن سلام. وقال الكلبي والحسن: هو القتل على الغصب من غير تثبت. وكله يرجع إلى قول ابن عباس. وقيل: إنه المؤاخذة على العمد والخطأ من غير عفو ولا إبقاء. قال ابن العربي: ويؤيد ما قال مالك قول الله تعالى عن موسى: "فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض" [القصص: 19] وذلك أن موسى عليه السلام لم يسل عليه سيفا ولا طعنه برمح، وإنما وكزه وكانت منيته في وكزته. والبطش يكون باليد وأقله الوكز والدفع، ويليه السوط والعصا، ويليه الحديد، والكل مذموم إلا بحق. والآية نزلت خبرا عمن تقدم من الأمم، ووعظا من الله عز وجل لنا في مجانبة ذلك الفعل الذي ذمهم به وأنكره عليهم.
قلت: وهذه الأوصاف المذمومة قد صارت في كثير من هذه الأمة، لا سيما بالديار المصرية منذ وليتها البحرية؛ فيبطشون بالناس بالسوط والعصا في غير حق .)
~~~~~~~~~~~~~~~
نستفيد مما سبق من التفسير للآية بأن نبي الله موسى على نبينا و آله و عليه الصلاة و السلام قد قتل رجل قوي البنية بلكزه فقط
سواء لكزه بكفه أو بعصا أو دفعه و ضربه لا فرق
فهي لكزة واحدة أدت إلى قتله
فما بالكم بامرأة ضعيفة حامل يهجم عليها متوحشين كعمر و من معه ماذا كان سيحدث لها و لجنينها ...؟؟!!
تكفي ضربة واحدة على بطنها بأن تسقط جنينها .. و تكفي عصرة الباب لها أو عضادتي الباب الخشبيتين و الجدار من خلفها بقوة ( مسترجلين ) بأن تكسر أضلعها ...