الشيخ عباس محمد
16-08-2016, 10:17 PM
أين كان أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما هجم الأوغاد على الزهراء عليها السلام؟
الجواب : باسمه تقدّست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. هذا الإشكال ناشئ من الجهل بتفاصيل حادثة الهجوم الوحشي على دار الزهراء (صلوات الله عليها)، فإن ما جرى عليها (بأبي هي وأمي) خلف الباب إنما وقع في لحظات معدودة بعدما تمكّن عمر اللعين ومن معه من سفلة الأعراب (عليهم اللعنة والعذاب) من اقتحام الدار بعد إضرام النار بالباب. وبمجرد أن وقع ذلك صاحت الزهراء صيحة خرج على إثرها مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) محمرّ العين حاسرا لنجدتها، فأخذ بتلابيب عمر ثم هزّه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهمّ بقتله، لكنه تذكّر وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصبر فقال: "يا ابن صهّاك! والذي أكرم محمدا - صلى الله عليه وآله - بالنبوة؛ لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إليّ رسول الله لعلمت أنك لا تدخل بيتي". فأرسل عمر يستغيث وهو تحت قدمي أمير المؤمنين حتى تركه الأمير. (راجع كتاب سُليم بن قيس الهلالي ص387 من الطبعة المحققة). فالأمير (عليه السلام) هبّ لنجدة زوجته وحامى عن عرضها بمجرّد أن سمع استغاثتها، لا كما يتوهّم هؤلاء الجهلة. أما ما وقع قبل ذلك من أحداث فإنما جرت لفتة وبشكل سريع في برهة واحدة بعدما تطوّر الموقف فجأة واقتحم الأوغاد الدار. أما لماذا سكت الأمير (عليه السلام) عن الاقتصاص ممن تجرأ على الزهراء (عليها السلام) فلأن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أمره بذلك عن الله جل جلاله حتى يستقيم الدين ولا يضمحل بثأر عاجل، وفي هذا نصوص شتّى وردت في مصادر التاريخ المختلفة. فليراجع. وكما أن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقتص ممن حاولوا قتله بنفر ناقته على العقبة مخافة أن يُقال أن محمدا لما ظفر بأصحابه أخذ يقتّلهم، فكذلك فعل الأمير، كل ذلك لحكمة ومصلحة إسلامية عليا بأمر من الله جل جلالهوأما لمَ كانت الزهراء (عليها السلام) على الباب وليس أمير المؤمنين (عليه السلام) فلأن الله قضى ذلك، لتتعرض الزهراء لهذه المظلومية ولهذه المصائب حتى تكون شاهد الإنكار على ظلم أهل السقيفة وبطلان دينهم الذي اخترعوه وأحلّوه محلّ الإسلام الحق
الجواب : باسمه تقدّست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. هذا الإشكال ناشئ من الجهل بتفاصيل حادثة الهجوم الوحشي على دار الزهراء (صلوات الله عليها)، فإن ما جرى عليها (بأبي هي وأمي) خلف الباب إنما وقع في لحظات معدودة بعدما تمكّن عمر اللعين ومن معه من سفلة الأعراب (عليهم اللعنة والعذاب) من اقتحام الدار بعد إضرام النار بالباب. وبمجرد أن وقع ذلك صاحت الزهراء صيحة خرج على إثرها مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) محمرّ العين حاسرا لنجدتها، فأخذ بتلابيب عمر ثم هزّه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهمّ بقتله، لكنه تذكّر وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصبر فقال: "يا ابن صهّاك! والذي أكرم محمدا - صلى الله عليه وآله - بالنبوة؛ لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إليّ رسول الله لعلمت أنك لا تدخل بيتي". فأرسل عمر يستغيث وهو تحت قدمي أمير المؤمنين حتى تركه الأمير. (راجع كتاب سُليم بن قيس الهلالي ص387 من الطبعة المحققة). فالأمير (عليه السلام) هبّ لنجدة زوجته وحامى عن عرضها بمجرّد أن سمع استغاثتها، لا كما يتوهّم هؤلاء الجهلة. أما ما وقع قبل ذلك من أحداث فإنما جرت لفتة وبشكل سريع في برهة واحدة بعدما تطوّر الموقف فجأة واقتحم الأوغاد الدار. أما لماذا سكت الأمير (عليه السلام) عن الاقتصاص ممن تجرأ على الزهراء (عليها السلام) فلأن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أمره بذلك عن الله جل جلاله حتى يستقيم الدين ولا يضمحل بثأر عاجل، وفي هذا نصوص شتّى وردت في مصادر التاريخ المختلفة. فليراجع. وكما أن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقتص ممن حاولوا قتله بنفر ناقته على العقبة مخافة أن يُقال أن محمدا لما ظفر بأصحابه أخذ يقتّلهم، فكذلك فعل الأمير، كل ذلك لحكمة ومصلحة إسلامية عليا بأمر من الله جل جلالهوأما لمَ كانت الزهراء (عليها السلام) على الباب وليس أمير المؤمنين (عليه السلام) فلأن الله قضى ذلك، لتتعرض الزهراء لهذه المظلومية ولهذه المصائب حتى تكون شاهد الإنكار على ظلم أهل السقيفة وبطلان دينهم الذي اخترعوه وأحلّوه محلّ الإسلام الحق