حفيد الكرار
22-08-2016, 02:10 AM
دروس السيد محمد باقر السيستاني حول منهج التثبت في شأن الدين ( الحلقة 11)
1
منهج التثبت في شأن الدين
(الحلقة الحاديية شرة: قواشد السلوك الإنسادني)
تقدّم في الحلقة السادبقة تفصيل القادشدة الأولى من قواشد السلوك
الإنسادني وهي: قادشدة اتبادع الحكمة والفضيلة .. - -
(القاعدة الثانية: مقياس تشخيص الحكمة والفضيلة)
١ . مقيادس تشخيص الحكمة ١ :
إن الحكمة في السلوك والعمل شلى ماد تقدّم توضيحه في الحلقة السادبقة - -
هَدي يسير بادلإنسادن نحو سنن السعادية، ويجن به سنن الشقادء في الحيادة؛ إذ متى
كادن حادضراً في سلوكه، وفادشلاً في تصرفادته وأفعادله يعتبر بما يعلمه من -
الحقادئق والقيم وآثادرهاد، ويوليهاد من الاهتمام ماد ينادسبهاد واضعادً الأشيادء في
مواضعهاد ، انتفع حينئذٍ بهذا الهدي وترتبت شليه بركته. -
ومتى أشرض شن العمل بمقتضاده فأوقف نور الحكمة في شقله وفادشليتهاد في -
سلوكه ، أحبط شمله وأضرّ بنفسه.. -
إلاّ أن اقتفادء الإنسادن للحكمة شبر اهتمامه اللائق بادلأشيادء ينبغي أن يكون - -
بمقدار )اطلاشه شليهاد(، و)أهميتهاد له(، و)مؤونتهاد(.. فمن اهتم بادلشيء فوق
الاهتمام اللائق به، أو تسادمح فيه شلى حسادب غيره مماد هو يونه ، فقد صاديم - -
وجدانه، وتمت الحجة شليه في ميزان العقل، وتحمل مسؤولية شمله لدى
العقلاء..
وبذلك يتكوّن لديناد معاديلة ثلاثية في كل موري شلى أسادس ملاحظة
يرجة الإيراك، ومستوى المدرَ ك، ومقدار المؤونة.
والمراي ب)يرجة الإيراك(: يرجة انكشادف الشيء وإحرازه؛ فإنه قد
يكون شلماً أو اطمئنادنادً أو ظنادًّ أو احتمالا ؛ بحسب يرجة انكشادف الشيء
للنادظر.. فكلّما كادن الشيء أكثر انكشادفادً ووضوحادً وأشدّ إحرازاً اقتضى ذلك
زيادية الاشتنادء به شمّا إذا لم يكن بتلك الدرجة..
١ سيأتي تفصيل مقيادس الفضيلة في حلقة قاديمة إن شادء الله تعادلى.
2
والمراي ب)مستوى المدرَ ك(: مستوى أهميّة الشيء ومصلحته، وهو
يتدرّج من المصلحة القليلة التي ترقى شن يرجة اللامصلحة بدرجة واحدة،
حتّ ى يبلغ القمم ال ع لياد التي لا نهادية لهاد.. فكلّما كادن الشيء أكثر أهميّة ومصلحة
اقتضى ذلك زيادية الاهتمام به والتوجّه إليه، وكلّما كادن الشيء أكثر مفسدة
وضرراً وخطراً اقتضى كذلك الابتعادي شنه واجتنادب ارتكادبه والخوض فيه.
والمراي ب)مؤونة رشادية المدرَ ك(: الجهد والعنادء الذي يبذله الإنسادن
أو الضرر الذي يتحمّ له لأجل تحصيل المدرَ ك.. ولا بدّ من خصم هذا الجهد
والعنادء من أهمية المدرَ ك؛ لأن المدرَ ك مطلوب لأجل السعادية والراحة، وهذا
الجهد بطبيعته يقلّ ل من مستوى الراحة التي يوفرهاد المدرك.
ورشادية هذه المعاديلة الثلاثيّة أمر واضح وبديهيّ شند كل إنسادن،
وبرنادمج جهِّز به شقله منذ طفولته، يجري في ارتكادزه ووجدانه مجرى الدم في
شروقه، ويمارسه في كل تصرّف واعٍ من تصرّفادته وأفعادله -وإن لم يلتفت إليهاد
تفصيلاً ولم يستحضرهاد بأطرافهاد-. ومن انعكست في نفسه، وتمثّلت في
تصرّفادته كادن موصوفادً بادلحكمة والرشد، ومن لم تتمثّل في تصرّفادته كادن
جادهلاً..
ومثادل ذلك: العمل الاقتصاديي الذي يمارسه التادجر؛ فهو يلاحظ
هذه العوامل الثلاثة فيما يقدم شليه من تجادرة وكسب؛ فيلتفت أولاً إلى مدى
احتمال الربح أو الضرر، ثم إلى حجم الربح أو الضرر المحتمل، ثم إلى الجهد
الذي تقتضيه منه تلك التجادرة؛ وبذلك يقيس ماد إذا كادن الإقدام شلى هذه
التجادرة أمراً شقلائيادً أم لا..
وهكذا الطفل في كل فعل يقدم شليه يبتغي به الوصول الى غادية؛ فهو
يلاحظ في ارتكادزه مقدار احتمال وصوله إلى الغادية، ويرجة إصراره شلى تلك
الغادية وأهميتهاد شنده، ومقدار العنادء الذي سيتحمله للوصول إليهاد.
و ي لاحظ:
١. أن معنى المعاديلة بين العنادصر الثلاثة: أنه كلما كادن بعض العنادصر
الثلاثة أقوى كفى -في ترتيب الأثر- يرجة أقل من العنادصر الأخرى؛ فإذا
كادن الإيراك شلماً كفى في المدرك أول يرجادت الأهمية متى كادن خفيف المؤونة
3
جداً، وإذا كادن الإيراك ظنادً لزم في المدرَ ك يرجة أشلى من الأهمية، وإذا كادن
الإيراك احتمالا لزم في المدرَ ك مزي د من الأهمية.
وشليه: فلا بدّ في المعاديلة من إضادفة يرجة الإيراك إلى مستوى المدرَ ك، مع
تنقيص مقدار المؤونة من مستوى المدرَك.
٢ . أن التصرف الحكيم قد يكون فعلاً إذا نهضت أطراف المعاديلة
بتوفير الدرجة المطلوبة في مقيادس الحكمة للفعل، وقد يكون حيادياً إذا تسادوى
الفعل والترك في هذا المقيادس، وقد يكون تركادً إذا نهضت أطراف المعاديلة
بتوفير ماد يبرّ ره في مقيادس الحكمة.. شلى أن لترجيح الفعل أو الترك يرجادت
أيضادً ؛ فقد يكون الرجحادن رجحادنادً لا يبلغ يرجة الإلزام وقد يبلغ تلك
الدرجة، كما أن لكلّ من الإلزام وشدمه يرجادتٍ غير محصورة.
]جريان القاعدة في موارد الفعل غير الحكيم[:
3 . أن موري إجراء هذه المعاديلة لا ينحصر بادلعمل الحكيم، بل تجري
في كلّ تصرف ولو لم يكن حكيماً ؛ فإن من يسلك خلاف الحكمة يجري - -
أيضادً شلى محادسبة الإيراك والمدرك والمؤونة؛ فلا يقدم إلا شندماد تتفادشل هذه
العنادصر لتبلغ نتيجتهاد مستوى خادصادً يقتضي الإقدام.
ولكن الغلط الذي يقع منه هو أنه لا يضع معلومادت صحيحة في
المعاديلة؛ فربما كادن الإيراك احتمالا ضعيفادً ، ولكن لشدة رغبته في المدرَ ك يجعله
ظنادً أو اطمئنادنادً ، وربما كادن المدرك شيئادً قليلاً من سعادية شادجلة مقرونة بأضرار
آجلة؛ فلا يضع تلك الأضرار في الحسبادن، لعدم النظر إلى العواقب، وربما
يكون الجهد والعنادء كبيراً ، ولكن ه يقدّ ره بأقل منه لعدم يراسة القضية..
ومن هناد يصحّ أن يقادل: إن المعاديلة تحدي مقتضى الحكمة في ضوء
المعلومادت المفترضة بنحو القضية الرطية أي: إذا كادنت المعلومادت هكذا -
فمقتضى الحكمة العمل هكذا . ولا تتخلّف هذه القضيّة الرطية شن -
الإنتادج، ولكن التخ ل ف إنما يقع في الرط وهو المعلومادت المفترضة ٢ .
٢ وهذا نظير ماد يذكر في المنطق؛ من أن صيادغة الشكل الأول وفق شروط معينة تنتج نتيجة صحيحة لازمة
لتوفر تلك الرط. وأماد إذا كادنت المعلومادت خادطئة فتكون النتيجة خادطئة، لكن خطأهاد لا يستند إلى شقم
الشكل الأول وتخلف إنتادجه للنتيجة الصحيحة، بل يستند إلى خطأ المعلومادت، وأماد النتيجة فهي لازمة
لمقدمادتهاد.
4
]مدى انضباط المعادلة الثلاثية[:
وبعد اتضادح هذه القادشدة ينبغي ذكر نقادط مهمة متعلقة بهاد:
)النقطة الأولى(: إن الحَكَم في هذه المعاديلة هو الفطرة الإنسادنية، ولا
سبيل إلى ترتيبهاد ترتيبادً فنيادً ؛ بحيث تنضبط بلغة شلميّ ة ريادضية كما هو الحادل -
في سادئر ماد في العلوم من المعاديلات ؛ وذلك لعدم تيسّّ وضع مقيادس ثادبت -
وواضح لطرف ن ين في هذه المعاديلة، وإن تيسّّ ذلك بعض الشيء في طرفهاد
الثادلث..
وتوضيح هذا الأمر يتم بملاحظة حادل الأطراف الثلاثة لهذه
المعاديلة، ومقدار انضبادطهاد..
١. أماد )درجة الإدراك(: فيمكن تحديدهاد بعض الشيء؛ لوجوي حدّ
نهادئي للإيراك يمكن قيادس نسبة ماد يونه من يرجادت الإيراك إليه، وهو
الإيراك القطعي؛ فإذا تعاديل الإيراك في الجادنبين أمكن التعبير شن يرجة كلّ
جادنب بأنه ) ٥٠ ٪(، وإن تفادوتت يرجة الإيراك في الطرفين كادن الطرف
الراجح فوق ال) ٥٠ ٪( ويون ال) ١٠٠ ٪( شلى اختلاف مراتبه ، وكادن
الطرف المرجوح يون ال) ٥٠ ٪( وفوق الصفر شلى اختلاف المراتب أيضادً .
وإنما قلناد: إن التحديد ممكن )بعض الشيء(؛ لأن الإيراك حادلة
نفسية؛ ومن ثَمَّ فمن الصعوبة بمكادن تحديد مراتب الرجحادن أو المرجوحية
بدقة؛ بأن يميزَ الظاد ن
ٍ
بشيء يرجة ظنه ويحدي أنهاد سبعون في المادئة لا واحد
وسبعون مثلاً .
نعم.. يمكن التحديد الدقيق إذا كادنت العنادصر منضبطة كما في -
مواري حسب الاحتمالات ، فمثلاً: إذا كادن في مادئة كرة كر ة واحدة صفراء -
اللون، وخلطت هذه الكرات جيداً ، فحينئذٍ إذا سحبناد كرة واحدة من هذه
المادئة سحبادً ششوائيادً ، فادحتمال أن تكون هي الكرةَ الصفراء واح د في المادئة، وإذا
سحبناد خمسين كرة فادحتمال أن تكون الكرة الصفراء من ضمنهاد خمسون في
المادئة.
٢. وأماد )أهمية المدرك(: فليس لهاد حدّ يمكن تعيينه؛ لعدم وجوي
يرجة واضحة يمكن قيادس أهمية المدرك في حدّ ذاته وفقهاد كما يمكن قيادس
يرجادت الحرارة مثلاً ، وشدم وجوي نهادية تعرف يرجة ماد يون النهادية
5
بادلقيادس إلى يرجتهاد كما هو الحادل في يرجة الإيراك ؛ إذ لا توجد نهادية
محدّية للضرر، فإن الضرر يمكن أن يزياي إلى ماد لا نهادية له.
نعم.. يمكن أن يقادل شلى سبيل التقريب : إن أول يرجادت - -
المصلحة هو ماد كادن أزيد من يرجة اللامصلحة بشعرة كما ي قادل في الأحكادم -
الرشية: إن أول يرجادت الاستحبادب هو ماد يزيد شن الإبادحة بشعرة، وإن
آخرهاد ماد يقل شن الوجوب بشعرة ، ولكن ليس هنادك تحديد فني لمقدار هذه -
الشعرة.
3 . وكذلك الحادل بادلنسبة ل)درجة المؤونة(: إذ ليس له حدّ يمكن
تعيينه؛ لأنه لا يوجد للجهد والعنادء النفسي والماديي في نفسه يرجة مضبوطة،
ولا لنهاديته حدّ لا يتجادوزه.
نعم.. يمكن أن يقادل: إن هذا المدرك يستدشي جهداً خفيفادً أو كثيراً،
ولكن لا يمكن وضع رقم ريادضي تعبيراً شن يرجته كما كادن الحادل في يرجة
الإيراك .
فادلنتيجة: أنه لا سبيل إلى تجسيد هذه المعاديلة الثلاثية بادللغة الريادضية
شلى نحو منتج.
ويتفرع شلى ذلك: اختلاف المسادحادت التي تجري فيهاد المعاديلة في
الوضوح والخفادء؛ ففي مسادحة منهاد تكون نتيجة المعاديلة واضحة؛ لكون
الاحتمال معتداً به والمحتمل خطيراً والمؤونة خفيفة، ولكن قد يتشادبه الأمر في
مسادحة أخرى؛ ويصعب شلى الإنسادن استخلاص نتيجتهاد ومقتضادهاد إلا
بشيء من التأمل الدقيق.
وسيأتي تفصيل الحادل في النقادط الأخرى في الحلقة القاديمة إن شادء الله
تعادلى.
1
منهج التثبت في شأن الدين
(الحلقة الحاديية شرة: قواشد السلوك الإنسادني)
تقدّم في الحلقة السادبقة تفصيل القادشدة الأولى من قواشد السلوك
الإنسادني وهي: قادشدة اتبادع الحكمة والفضيلة .. - -
(القاعدة الثانية: مقياس تشخيص الحكمة والفضيلة)
١ . مقيادس تشخيص الحكمة ١ :
إن الحكمة في السلوك والعمل شلى ماد تقدّم توضيحه في الحلقة السادبقة - -
هَدي يسير بادلإنسادن نحو سنن السعادية، ويجن به سنن الشقادء في الحيادة؛ إذ متى
كادن حادضراً في سلوكه، وفادشلاً في تصرفادته وأفعادله يعتبر بما يعلمه من -
الحقادئق والقيم وآثادرهاد، ويوليهاد من الاهتمام ماد ينادسبهاد واضعادً الأشيادء في
مواضعهاد ، انتفع حينئذٍ بهذا الهدي وترتبت شليه بركته. -
ومتى أشرض شن العمل بمقتضاده فأوقف نور الحكمة في شقله وفادشليتهاد في -
سلوكه ، أحبط شمله وأضرّ بنفسه.. -
إلاّ أن اقتفادء الإنسادن للحكمة شبر اهتمامه اللائق بادلأشيادء ينبغي أن يكون - -
بمقدار )اطلاشه شليهاد(، و)أهميتهاد له(، و)مؤونتهاد(.. فمن اهتم بادلشيء فوق
الاهتمام اللائق به، أو تسادمح فيه شلى حسادب غيره مماد هو يونه ، فقد صاديم - -
وجدانه، وتمت الحجة شليه في ميزان العقل، وتحمل مسؤولية شمله لدى
العقلاء..
وبذلك يتكوّن لديناد معاديلة ثلاثية في كل موري شلى أسادس ملاحظة
يرجة الإيراك، ومستوى المدرَ ك، ومقدار المؤونة.
والمراي ب)يرجة الإيراك(: يرجة انكشادف الشيء وإحرازه؛ فإنه قد
يكون شلماً أو اطمئنادنادً أو ظنادًّ أو احتمالا ؛ بحسب يرجة انكشادف الشيء
للنادظر.. فكلّما كادن الشيء أكثر انكشادفادً ووضوحادً وأشدّ إحرازاً اقتضى ذلك
زيادية الاشتنادء به شمّا إذا لم يكن بتلك الدرجة..
١ سيأتي تفصيل مقيادس الفضيلة في حلقة قاديمة إن شادء الله تعادلى.
2
والمراي ب)مستوى المدرَ ك(: مستوى أهميّة الشيء ومصلحته، وهو
يتدرّج من المصلحة القليلة التي ترقى شن يرجة اللامصلحة بدرجة واحدة،
حتّ ى يبلغ القمم ال ع لياد التي لا نهادية لهاد.. فكلّما كادن الشيء أكثر أهميّة ومصلحة
اقتضى ذلك زيادية الاهتمام به والتوجّه إليه، وكلّما كادن الشيء أكثر مفسدة
وضرراً وخطراً اقتضى كذلك الابتعادي شنه واجتنادب ارتكادبه والخوض فيه.
والمراي ب)مؤونة رشادية المدرَ ك(: الجهد والعنادء الذي يبذله الإنسادن
أو الضرر الذي يتحمّ له لأجل تحصيل المدرَ ك.. ولا بدّ من خصم هذا الجهد
والعنادء من أهمية المدرَ ك؛ لأن المدرَ ك مطلوب لأجل السعادية والراحة، وهذا
الجهد بطبيعته يقلّ ل من مستوى الراحة التي يوفرهاد المدرك.
ورشادية هذه المعاديلة الثلاثيّة أمر واضح وبديهيّ شند كل إنسادن،
وبرنادمج جهِّز به شقله منذ طفولته، يجري في ارتكادزه ووجدانه مجرى الدم في
شروقه، ويمارسه في كل تصرّف واعٍ من تصرّفادته وأفعادله -وإن لم يلتفت إليهاد
تفصيلاً ولم يستحضرهاد بأطرافهاد-. ومن انعكست في نفسه، وتمثّلت في
تصرّفادته كادن موصوفادً بادلحكمة والرشد، ومن لم تتمثّل في تصرّفادته كادن
جادهلاً..
ومثادل ذلك: العمل الاقتصاديي الذي يمارسه التادجر؛ فهو يلاحظ
هذه العوامل الثلاثة فيما يقدم شليه من تجادرة وكسب؛ فيلتفت أولاً إلى مدى
احتمال الربح أو الضرر، ثم إلى حجم الربح أو الضرر المحتمل، ثم إلى الجهد
الذي تقتضيه منه تلك التجادرة؛ وبذلك يقيس ماد إذا كادن الإقدام شلى هذه
التجادرة أمراً شقلائيادً أم لا..
وهكذا الطفل في كل فعل يقدم شليه يبتغي به الوصول الى غادية؛ فهو
يلاحظ في ارتكادزه مقدار احتمال وصوله إلى الغادية، ويرجة إصراره شلى تلك
الغادية وأهميتهاد شنده، ومقدار العنادء الذي سيتحمله للوصول إليهاد.
و ي لاحظ:
١. أن معنى المعاديلة بين العنادصر الثلاثة: أنه كلما كادن بعض العنادصر
الثلاثة أقوى كفى -في ترتيب الأثر- يرجة أقل من العنادصر الأخرى؛ فإذا
كادن الإيراك شلماً كفى في المدرك أول يرجادت الأهمية متى كادن خفيف المؤونة
3
جداً، وإذا كادن الإيراك ظنادً لزم في المدرَ ك يرجة أشلى من الأهمية، وإذا كادن
الإيراك احتمالا لزم في المدرَ ك مزي د من الأهمية.
وشليه: فلا بدّ في المعاديلة من إضادفة يرجة الإيراك إلى مستوى المدرَ ك، مع
تنقيص مقدار المؤونة من مستوى المدرَك.
٢ . أن التصرف الحكيم قد يكون فعلاً إذا نهضت أطراف المعاديلة
بتوفير الدرجة المطلوبة في مقيادس الحكمة للفعل، وقد يكون حيادياً إذا تسادوى
الفعل والترك في هذا المقيادس، وقد يكون تركادً إذا نهضت أطراف المعاديلة
بتوفير ماد يبرّ ره في مقيادس الحكمة.. شلى أن لترجيح الفعل أو الترك يرجادت
أيضادً ؛ فقد يكون الرجحادن رجحادنادً لا يبلغ يرجة الإلزام وقد يبلغ تلك
الدرجة، كما أن لكلّ من الإلزام وشدمه يرجادتٍ غير محصورة.
]جريان القاعدة في موارد الفعل غير الحكيم[:
3 . أن موري إجراء هذه المعاديلة لا ينحصر بادلعمل الحكيم، بل تجري
في كلّ تصرف ولو لم يكن حكيماً ؛ فإن من يسلك خلاف الحكمة يجري - -
أيضادً شلى محادسبة الإيراك والمدرك والمؤونة؛ فلا يقدم إلا شندماد تتفادشل هذه
العنادصر لتبلغ نتيجتهاد مستوى خادصادً يقتضي الإقدام.
ولكن الغلط الذي يقع منه هو أنه لا يضع معلومادت صحيحة في
المعاديلة؛ فربما كادن الإيراك احتمالا ضعيفادً ، ولكن لشدة رغبته في المدرَ ك يجعله
ظنادً أو اطمئنادنادً ، وربما كادن المدرك شيئادً قليلاً من سعادية شادجلة مقرونة بأضرار
آجلة؛ فلا يضع تلك الأضرار في الحسبادن، لعدم النظر إلى العواقب، وربما
يكون الجهد والعنادء كبيراً ، ولكن ه يقدّ ره بأقل منه لعدم يراسة القضية..
ومن هناد يصحّ أن يقادل: إن المعاديلة تحدي مقتضى الحكمة في ضوء
المعلومادت المفترضة بنحو القضية الرطية أي: إذا كادنت المعلومادت هكذا -
فمقتضى الحكمة العمل هكذا . ولا تتخلّف هذه القضيّة الرطية شن -
الإنتادج، ولكن التخ ل ف إنما يقع في الرط وهو المعلومادت المفترضة ٢ .
٢ وهذا نظير ماد يذكر في المنطق؛ من أن صيادغة الشكل الأول وفق شروط معينة تنتج نتيجة صحيحة لازمة
لتوفر تلك الرط. وأماد إذا كادنت المعلومادت خادطئة فتكون النتيجة خادطئة، لكن خطأهاد لا يستند إلى شقم
الشكل الأول وتخلف إنتادجه للنتيجة الصحيحة، بل يستند إلى خطأ المعلومادت، وأماد النتيجة فهي لازمة
لمقدمادتهاد.
4
]مدى انضباط المعادلة الثلاثية[:
وبعد اتضادح هذه القادشدة ينبغي ذكر نقادط مهمة متعلقة بهاد:
)النقطة الأولى(: إن الحَكَم في هذه المعاديلة هو الفطرة الإنسادنية، ولا
سبيل إلى ترتيبهاد ترتيبادً فنيادً ؛ بحيث تنضبط بلغة شلميّ ة ريادضية كما هو الحادل -
في سادئر ماد في العلوم من المعاديلات ؛ وذلك لعدم تيسّّ وضع مقيادس ثادبت -
وواضح لطرف ن ين في هذه المعاديلة، وإن تيسّّ ذلك بعض الشيء في طرفهاد
الثادلث..
وتوضيح هذا الأمر يتم بملاحظة حادل الأطراف الثلاثة لهذه
المعاديلة، ومقدار انضبادطهاد..
١. أماد )درجة الإدراك(: فيمكن تحديدهاد بعض الشيء؛ لوجوي حدّ
نهادئي للإيراك يمكن قيادس نسبة ماد يونه من يرجادت الإيراك إليه، وهو
الإيراك القطعي؛ فإذا تعاديل الإيراك في الجادنبين أمكن التعبير شن يرجة كلّ
جادنب بأنه ) ٥٠ ٪(، وإن تفادوتت يرجة الإيراك في الطرفين كادن الطرف
الراجح فوق ال) ٥٠ ٪( ويون ال) ١٠٠ ٪( شلى اختلاف مراتبه ، وكادن
الطرف المرجوح يون ال) ٥٠ ٪( وفوق الصفر شلى اختلاف المراتب أيضادً .
وإنما قلناد: إن التحديد ممكن )بعض الشيء(؛ لأن الإيراك حادلة
نفسية؛ ومن ثَمَّ فمن الصعوبة بمكادن تحديد مراتب الرجحادن أو المرجوحية
بدقة؛ بأن يميزَ الظاد ن
ٍ
بشيء يرجة ظنه ويحدي أنهاد سبعون في المادئة لا واحد
وسبعون مثلاً .
نعم.. يمكن التحديد الدقيق إذا كادنت العنادصر منضبطة كما في -
مواري حسب الاحتمالات ، فمثلاً: إذا كادن في مادئة كرة كر ة واحدة صفراء -
اللون، وخلطت هذه الكرات جيداً ، فحينئذٍ إذا سحبناد كرة واحدة من هذه
المادئة سحبادً ششوائيادً ، فادحتمال أن تكون هي الكرةَ الصفراء واح د في المادئة، وإذا
سحبناد خمسين كرة فادحتمال أن تكون الكرة الصفراء من ضمنهاد خمسون في
المادئة.
٢. وأماد )أهمية المدرك(: فليس لهاد حدّ يمكن تعيينه؛ لعدم وجوي
يرجة واضحة يمكن قيادس أهمية المدرك في حدّ ذاته وفقهاد كما يمكن قيادس
يرجادت الحرارة مثلاً ، وشدم وجوي نهادية تعرف يرجة ماد يون النهادية
5
بادلقيادس إلى يرجتهاد كما هو الحادل في يرجة الإيراك ؛ إذ لا توجد نهادية
محدّية للضرر، فإن الضرر يمكن أن يزياي إلى ماد لا نهادية له.
نعم.. يمكن أن يقادل شلى سبيل التقريب : إن أول يرجادت - -
المصلحة هو ماد كادن أزيد من يرجة اللامصلحة بشعرة كما ي قادل في الأحكادم -
الرشية: إن أول يرجادت الاستحبادب هو ماد يزيد شن الإبادحة بشعرة، وإن
آخرهاد ماد يقل شن الوجوب بشعرة ، ولكن ليس هنادك تحديد فني لمقدار هذه -
الشعرة.
3 . وكذلك الحادل بادلنسبة ل)درجة المؤونة(: إذ ليس له حدّ يمكن
تعيينه؛ لأنه لا يوجد للجهد والعنادء النفسي والماديي في نفسه يرجة مضبوطة،
ولا لنهاديته حدّ لا يتجادوزه.
نعم.. يمكن أن يقادل: إن هذا المدرك يستدشي جهداً خفيفادً أو كثيراً،
ولكن لا يمكن وضع رقم ريادضي تعبيراً شن يرجته كما كادن الحادل في يرجة
الإيراك .
فادلنتيجة: أنه لا سبيل إلى تجسيد هذه المعاديلة الثلاثية بادللغة الريادضية
شلى نحو منتج.
ويتفرع شلى ذلك: اختلاف المسادحادت التي تجري فيهاد المعاديلة في
الوضوح والخفادء؛ ففي مسادحة منهاد تكون نتيجة المعاديلة واضحة؛ لكون
الاحتمال معتداً به والمحتمل خطيراً والمؤونة خفيفة، ولكن قد يتشادبه الأمر في
مسادحة أخرى؛ ويصعب شلى الإنسادن استخلاص نتيجتهاد ومقتضادهاد إلا
بشيء من التأمل الدقيق.
وسيأتي تفصيل الحادل في النقادط الأخرى في الحلقة القاديمة إن شادء الله
تعادلى.