المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحث مفصل في قضية فدك


الشيخ عباس محمد
22-08-2016, 09:18 PM
بحث مفصل في قضية فدك

فدك وما يدور حولها
فدك وعوالي سبع قرى زراعية حوالي المدينة المنورة كانت تمتد من سفح ‏الجبال إلى سيف البحر ومن العريش إلى دومة الجندل.‏
قال ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان في كتابه الآخر فتوح البلدان: ‏ج6/343.‏
واحمد البلاذري في تاريخه.‏
وابن أبي الحديد في شرح النهج: ج16 / 210 / واللفظ للأخير: عن كتاب ‏السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري بسنده عن الزهري ‏قال: بقيت بقية من أهل خيبر تحصنوا فسألوا رسول الله ص أن يحقن ‏دماءهم و يسيرهم، ففعل، فسمع ذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك، و ‏كانت للنبي ص خاصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب.‏
قال أبو بكر: و روى محمد بن إسحاق أيضا، أن رسول الله ص لما فرغ ‏من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك، فبعثوا إلى ‏
رسول الله ) ص( فصالحوه على النصف من فدك، فقدمت عليه رسلهم ‏بخيبر أو بالطريق، أو بعد ما أقام بالمدينة فقبل ذلك منهم، و كانت فدك ‏لرسول الله (صلى الله عليه وآله) خالصة له، لأنه لم يوجف عليها بخيل و ‏لا ركاب. قال: و قد روى أنه صالحهم عليها كلها، الله أعلم أي الأمرين ‏كان! انتهى كلام الجواهري.‏
وما نقله الطبري في تاريخه قريب من كلام الجوهري بل كلام كل ‏المؤرخين والمحدثين عن فدك يقارب كلام الجوهري.‏
فدك حق فاطمة عليها السلام
بعدما رجع النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة نزل جبرئيل من عند ‏الرب الجليل بالآية الكريمة: {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ‏ولا تبذر تبذيرا} (1).‏
فانشغل فكر النبي بذي القربى، من هم؟ وما حقهم؟ فنزل جبرائيل ثانيا عليه ‏‏(صلى الله عليه وآله) وقال: إن الله سبحانه يأمرك أن تعطي فدكا لفاطمة ‏‏(ع) فطلب النبي (صلى الله عليه وآله) ابنته فاطمة (ع) وقال: إن الله تعالى ‏أمرني أن أدفع إليك فدكا، فمنحها وتصرفت هي فيها وأخذت حاصلها فكانت ‏تنفقها على المساكين.‏
: لقد صرح بهذا التفسير كبار مفسري السنة وأعلامهم منهم: ‏
____________
1- سورة الاسراء، الآية 26.‏
الثعلبي في تفسير كشف البيان، وجلال الدين السيوطي في الدر المنثور: ج4 ‏رواه عن الحافظ ابن مردويه أحمد بن موسى المتوفى عام 352، وأبو القاسم ‏الحاكم الحسكاني والمتقي الهندي في كنز العمال وابن كثير الدمشقي الفقيه ‏الشافعي في تاريخه والشيخ سليمان الحنفي في ينابيع المودة / باب 39 نقلا ‏عن الثعلبي وعن جمع الفوائد وعيون الأخبار أنه لما نزلت: (وآت ذا القربى ‏حقه) دعا النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة فأعطاها فدك الكبير.‏
فكانت فدك في يد فاطمة (ع) يعمل عليها عمالها، ويأتون إليها بحاصلها في ‏حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وهي كانت تتصرف فيها كيفما شاءت، ‏تنفق على نفسها وعيالها أو تتصدق بها على الفقراء والمعوزين.‏
ولكن بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أرسل أبو بكر جماعة ‏فأخرجوا عمال فاطمة من فدك وغصبوها وتصرفوا فيها تصرفا عدوانيا!‏
هل الأنبياء لا يورّثون؟
: أولا: نحن نقول: بأن فدك كانت نحلة وهبة من النبي (صلى الله عليه ‏وآله) لفاطمة (ع) وهي استلمتها وتصرفت فيها فهي (ع) كانت متصرفة في ‏فدك حين أخذها أبو بكر . وما كانت إرثا.‏
ثانيا: الحديث الذي استند عليه أبو بكر مردود غير مقبول لأنه حديث ‏موضوع لوجود اشكالات فيه.‏
: أولا: واضع الحديث عندما وضع على لسانه بأنه صلى الله عليه وآله ‏قال: " نحن معاشر الأنبياء لا نورث " قد غفل عن آيات المواريث التي ‏جاءت في القرآن الحكيم، في توريث الأنبياء، ولو كان يقول: سمعت النبي ‏‏(صلى الله عليه وآله) يقول: أنا لا أورث لكان له مخلص من آيات توريث ‏الأنبياء في القرآن فالصيغة الأولى: نحن معاشر الأنبياء لا نورث تعارض ‏نص القرآن الحكيم، فتكذيب أبا بكر ورده أولى من نسبة النبي (صلى الله ‏عليه وآله) إلى ما يخالف كتاب الله عز وجل.‏
كما أن فاطمة الزهراء (ع) أيضا احتجت على أبي بكر وردته وردت حديثه ‏بالاستناد إلى القرآن الحكيم فإنه أقوى حجة وأدل دليل واكبر برهان.‏
استدلال الزهراء عليها السلام وخطبتها
نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج6 /211 / طبع دار إحياء التراث ‏العربي، عن أبي بكر الجوهري بإسناده عن طرق مختلفة تنتهي إلى زينب ‏الكبرى بنت فاطمة الزهراء (ع) وإلى الحسين بن علي بن أبي طالب عن ‏أبيه (ع) وإلى الإمام الباقر بن جعفر ـ محمد بن علي ـ (ع) وإلى عبد الله ‏بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط (ع) قالوا جميعا: لما بلغ فاطمة ‏‏(ع) إجماع أبي بكر على منعها فدكا، لاثت خمارها، و أقبلت في لمة من ‏حفدتها و نساء قومها تطأ في ذيولها، ‏
ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حتى دخلت على ‏أبي بكر و قد حشد الناس من المهاجرين و الأنصار، فضرب بينها و بينهم ‏ريطة بيضاء ـ و قال بعضهم: قبطية، و قالوا قبطية بالكسر و الضم ـ ثم ‏أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء ثم أمهلت طويلا حتى سكنوا من فورتهم، ثم ‏قالت: أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد و الطول و المجد، الحمد لله على ما ‏أنعم و له الشكر بما ألهم.‏
و ذكر خطبة طويلة جيدة قالت في آخرها: فاتقوا الله حق تقاته، و أطيعوه ‏فيما أمركم به، فإنما يخشى الله من عباده العلماء، و احمدوا الله الذي لعظمته ‏ونوره يبتغي من في السموات والأرض إليه الوسيلة.ونحن وسيلته في خلقه، ‏و نحن خاصته و محل قدسه، و نحن حجته في غيبه، و نحن ورثة أنبيائه.‏
ثم قالت: أنا فاطمة ابنة محمد، أقول عودا على بدء، و ما أقول ذلك سرفا و ‏لا شططا، فاسمعوا بأسماع واعية و قلوب راعية! ثم قالت: {لقد جاءكم ‏رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف ‏رحيم}(1) فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم و أخا ابن عمي دون ‏رجالكم... ثم ذكرت كلاما طويلا تقول في آخره: ثم أنتم الآن تزعمون أن ‏لا إرث لي! ‏
{أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}(2) ؟ ‏إيها معاشر المسلمين! ابتز إرث أبي!‏
يا بن أبي قحافة! أفي كتاب الله أن ترث أباك و لا أرث أبي!! لقد جئت شيئا ‏فريا!! إلى آخر خطبتها(3).‏
____________
1- سورة التوبة، الآية 128.‏
2- سورة المائدة، الآية 50.‏
3- أقول:وروى ابن أبي الحديد هذه الخطبة عن طريق عروة عن عائشة، في شرح ‏
<=
وجاء في بعض الروايات كما في كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر الجوهري ‏وغيره، أنها قالت في خطبتها:‏
أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم!‏
إذ يقول الله جل ثناؤه: {وورث سليمان داود}(1).‏
واقتص من خبر يحيى وزكريا إذ قال: {رب هب لي من لدنك وليا يرثني ‏ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا}(2).‏
وقال تبارك وتعالى: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ
____________
=>
النهج 16/251لا / طبع دار إحياء التراث العربي، فقد روت عائشة خطبة فاطمة ‏مشابهة لما مر وفيها قالت فاطمة:... حتى إذا اختار الله لنبيه دار أنبيائه ظهرت ‏حسيكة النفاق و شمل جلباب الدين و نطق كاظم الغاوين... و نبغ خامل الآفكين و ‏هدر فنيق المبطلين فخطر في عرصاتكم و أطلع الشيطان رأسه صارخا بكم فدعاكم ‏فألفاكم لدعوته مستجيبين و لقربه متلاحظين ثم استنهضكم فوجدكم خفافا و ‏أحمشكم فألفاكم غضابا فوسمتم غير إبلكم و وردتم غير شربكم هذا و العهد قريب ‏و الكلم رحيب و الجرح لما يندمل إنما زعمتم ذلك خوف الفتنة (ألا في الفتنة ‏سقطوا و إن جهنم لمحيطة بالكافرين) فهيهات! و أنى بكم و أنى تؤفكون!! و كتاب ‏الله بين أظهركم زواجره بينة و شواهده لائحة و أوامره واضحة أ رغبة عنه تريدون أم ‏لغيره تحكمون بئس للظالمين بدلا و من يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو ‏في الآخرة من الخاسرين ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها تسرون حسوا في ‏ارتغاء و نحن نصبر منكم على مثل حز المدى و أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا(أ ‏فحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)‏
يا ابن أبي قحافة! أ ترث أباك و لا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا فدونكها مخطومة ‏مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله و الزعيم محمد و الموعد القيامة و عند ‏الساعة يخسر المبطلون إلى آخر الخبر. ‏
1- سورة النمل، الآية 16.‏
2- سورة مريم، الآية 6.‏




الأنثيين}(1).‏
فزعمتم أن لا حظ لي و لا أرث لي من أبي!‏
أفخصّكم اللّه بآية أخرج منها أبي؟!‏
أم تقولون أهل ملّتين لا يتوارثان؟ أ و لست أنا و أبي من أهل ملّة واحدة أم ‏أنتم أعلم بخصوص القرآن و عمومه من أبي (صلى الله عليه وآله).‏
{أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}(2) ـ ‏انتهى كلام الجوهري ـ.‏
احتجاج علي عليه السلام في فدك
روى المحدثون أن عليا عليه السلام جاء إلى أبي بكر وهو في المسجد، و ‏حوله حشد من المهاجرين و الأنصار. فقال (ع): يا أبا بكر لم منعت فاطمة ‏نحلتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وقد ملكتها في حياته؟!‏
فقال أبو بكر: فدك في‏ء للمسلمين، فإن أقامت شهودا أن رسول الله أنحلها ‏فلها و إلا فليست حقّ لها فيه.‏
قال علي (عليه السلام)‏: يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله تعالى؟
قال: لا.‏
قال (ع): فإن كان في يد المسلمين شي‏ء يملكونه، فادعيت أنا فيه، من تسأل ‏البينة؟
قال: إيّاك أسأل.‏
قال: فما بال فاطمة سألتها البينة منها على ما في يديها! ‏
____________
1- سورة النساء، الآية 11.‏
2- سورة المائدة، الآية 50.‏
وقد ملكته في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبعده.‏
فسكت أبو بكر هنيئة، ثم قال: يا علي! دعنا من كلامك، فإذا لا نقوى على ‏حجتك، فإن أتيت بشهود عدول، وإلا فهي فيء للمسلمين، لا حق لك ولا ‏لفاطمة فيها!!‏
فقال علي عليه السلام: يا أبا بكر تقرأ كتاب الله!‏
قال: نعم.‏
قال (ع): أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: {إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ ‏الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}(1) فيمن نزلت؟ فينا أو في غيرنا؟‏
قال: بل فيكم!‏
قال (ع): فلو أنّ شهودا شهدوا على فاطمة بنت رسول الله عليها السلام ‏بفاحشة ـ والعياذ بالله ـ ما كنت صانعا بها؟
قال: أقمت عليها الحد كما أقيم على نساء المسلمين!!‏
قال (ع): كنت إذا عند اللّه من الكافرين!‏
قال: ولم؟ قال: لأنّك رددتّ شهادة اللّه بطهارتها و قبلت شهادة الناس عليها!‏
كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل لها فدك وزعمت أنها فيئ ‏للمسلمين، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): البينة على المدعي، ‏واليمين على من ادعي عليه.‏
فدمدم الناس وأنكروا على أبي بكر، وقالوا: صدق ـ والله ـ علي.‏
رد الخليفة على فاطمة وعلي عليهما السلام
نقل ابن أبي الحديد في شرح ‏نهج البلاغة ج: 16/ 214 ـ 215/ ط دار إحياء ‏التراث العربي عن أبي بكر الجوهري بإسناده إلى جعفر بن ‏
____________
1- سورة الاحزاب، الآية 33.‏
محمد بن عمارة قال : فلما سمع أبو بكر خطبتها شق عليه مقالتها فصعد ‏المنبر و قال: أيها الناس! ما هذه الرعة إلى كل قالة أين كانت هذه الأماني ‏في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟! ألا من سمع فليقل! و من شهد ‏فليتكلم! إنما هو ثعالة، شهيده ذنبه، مربّ لكل فتنة، هو الذي يقول: كروها ‏جذعة بعد ما هرمت، يستعينون بالضعفة، و يستنصرون بالنساء، كأم طحال ‏أحب أهلها إليها البغي، ألا إني لو أشاء أن أقول لقلت و لو قلت لبحت، إني ‏ساكت ما تركت. ثم التفت إلى الأنصار فقال: قد بلغني يا معشر الأنصار ‏مقالة سفهائكم، و أحق من لزم عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنتم! ‏فقد جاءكم فآويتم و نصرتم، ألا إني لست باسطا يدا و لا لسانا على من لم ‏يستحق ذلك منا.‏
ثم نزل فانصرفت فاطمة (ع) إلى منزلها.‏
بالله عليكم أنصفوا!!!‏
أيليق هذا الكلام البذيء والبيان الرديء لمدعي خلافة النبي (صلى الله عليه ‏وآله) ؟!‏
أيجوز لشيخ كان صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يمثل بنت ‏رسول الله وبضعة لحمه، بالثعلب أو بأم طحال الفاجرة؟!‏
ويمثل الإمام علي عليه السلام بذنب الثعلب وهو الذي عظم الله قدره وأكبر ‏شأنه في كتابه وجعله نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) في آية المباهلة ‏بلا منكر!!‏
إلى متى تغمضون أعينكم وتصمون آذانكم وتختمون على قلوبكم بالتغافل ‏والتعصب؟! فتنكرون ضوء الشمس في الضحى وتعيشون الجهل والعمى!!‏
افتحوا أعينكم وآذانكم وقلوبكم، واخرجوا عن الغفلة والتعصب، وادخلوا ‏مدينة العلم والحكمة من بابها التي فتحها النبي (صلى الله عليه وآله)
استغراب ابن أبي الحديد(1)‏
يستغرب ابن أبي الحديد ويتعجب من جواب أبي بكر فلذلك ‏
____________
1- أقول: حق لابن أبي الحديد أن يستغرب من ذلك البيان فإن كل غيور من ‏المسلمين والمسلمات يستغرب ويتعجب بل يجب على المؤمنين كافة أن ينكروا ‏على أبي بكر <=
يقول: قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن يحيى بن أبي زيد ‏البصري، و قلت له: بمن يعرض؟ فقال: بل يصرح. قلت لو صرح لم ‏أسألك. فضحك و قال: بعلي بن أبي طالب (ع). قلت: هذا الكلام كله لعلي ‏يقوله؟! قال: نعم، إنه الملك يا بني! قلت: فما مقالة الأنصار؟ قال: هتفوا ‏بذكر علي، فخاف من اضطراب الأمر عليهم، فنهاهم.‏
فسألته عن غريبه، فقال: أما الرعة بالتخفيف أي: الاستماع و الإصغاء، و ‏القالة: القول، و ثعالة: اسم الثعلب، علم ممنوع من ‏
____________
=>
مقاله القيبح وكلامه الوقيح على سيد نساء العالمين وبعلها سيد الوصيين وأمير ‏المؤمنين ‏(عليه السلام)‏، كما أن السيد الجليلة أم سلمة أم المؤمنين أنكرت على ‏أبي بكر وردت عليه، كما في دلائل الإمامة لابن جرير: ص39 قالت: أ لمثل فاطمة ‏يقال هذا و هي الحوراء بين الإنس و الأنس للنفس ربيت في حجور الأنبياء و ‏تداولتها أيدي الملائكة و نمت في المغارس الطاهرات نشأت خير منشأ و ربيت خير ‏مربا أ تزعمون أن رسول الله حرم عليها ميراثه و لم يعلمها و قد قال الله له وَ أَنْذِرْ ‏عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ فأنذرها و جاءت تطلبه و هي خيرة النسوان و أم سادة الشبان و ‏عديلة مريم ابنة عمران و حليلة ليث الأقران تمت بأبيها رسالات ربه فو الله لقد كان ‏يشفق عليها من الحر و القر فيوسدها يمينه و يدثرها شماله رويدا فرسول الله ‏بمرأى لأعينكم و على الله تردون فواها لكم و سوف تعلمون قال فحرمت أم سلمة ‏عطاءها تلك السنة!! ‏
الصرف، و مثل: ذؤالة للذئب، و شهيده ذنبه، أي: لا شاهد له على ما ‏يدعي إلا بعضه و جزء منه... و مرب: ملازم، أرب بالمكان، و كروها ‏جذعة: أعيدوها إلى الحال الأولى، يعني الفتنة و الهرج. و أم طحال: امرأة ‏بغي في الجاهلية، و يضرب بها المثل فيقال: أزنى من أم طحال!!‏
لا أدري كيف تسنى لأبي بكر أن يتكلم بذلك الكلام البذيء؟ وكيف سنحت ‏له نفسه أن يعبر بذلك التعبير المسيء ويؤذي فاطمة ويغضبها وقد سمع قول ‏رسول الله (صلى الله عليه وآله): فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ‏ومن أغضبها فقد أغضبني؟!‏
وهل بذلك يجاب احتجاج الإمام علي (عليه السلام)‏؟ أشتمه علي وسبه؟ أم ‏استدل له بحكم الله وبالعقل والمنطق؟
ما ضره لو قبل الحق وعمل به، ولا سيما وقد سمع رسول الله (صلى الله ‏عليه وآله) يقول: علي مع الحق والحق مع علي يدور الحق حيثما دار علي ‏‏(عليه السلام)‏.‏
ليت شعري بأي دليل ولماذا يسب عليا وفاطمة ويشتمهما وقد سمع قول ‏النبي (صلى الله عليه وآله) فيهما وفي أبنائهما: أنا سلم لمن سالمهم وحرب ‏لمن حاربهم؟؟(1)‏
____________
1- في مناقب الخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي: 206 أخرج بسنده ‏عن يونس بن سليمان التميمي عن زيد بن يثبع قال سمعت ابا بكر يقول: رأيت ‏رسول الله (صلى الله عليه وآله) خيم خيمة و هو متكئ على قوس عربية و في ‏الخيمة علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع، فقال رسول الله (صلى الله عليه ‏وآله): يا معشر المسلمين !أنا سلم لمن سالم أهل هذه الخيمة و حرب لمن ‏حاربهم ولي لمن والاهم لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب الولادة و لا يبغضهم إلا ‏شقي الجد ردي‏ء الولادة قال: فقال رجل لزيد : يا زيد! أنت سمعت أبا بكر يقول ‏هذا؟ قال: إي و رب الكعبة!‏
وأخرج هذا الحديث عبيد الله الحنفي في كتابه أرجح المطالب: ص 309 وقال: ‏أخرجه المحب الطبري الشافعي في الرياض النضرة. ‏