المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اشراقة الولادة المباركة للإمام الحسن العسكري عليه السلام


صدى المهدي
06-01-2017, 08:01 PM
الثامن من ربيع الثاني اشراقة الولادة المباركة للإمام الحسن العسكري عليه السلام
http://www.alshirazi.net/monasabat/monasabat/111.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
الولادة المباركة:
ولد الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام بالمدينة المنورة في ربيع الثاني سنة 232هـ ووقع الخلاف في يوم ولادته، قال العلامة المجلسي رحمه الله: الأشهر أنه ولد يوم الجمعة في الثامن من شهر ربيع الثاني.

والدته الماجدة:
أسم والدته الماجدة حُديْث وعلى قول: سليل، ويقال لها الجدّة، وكانت في غاية الصلاح والورع والتقوى، وفي جنّات الخلود: كانت في بلدها من الأشراف في مصاف الملوك ويكفي في فضلها إنها كانت مفزعاً وملجأً للشيعة بعد وفاة الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
قال المسعودي في إثبات الوصية: وروي عن العالم عليه السلام أنه قال: لما دخلت سليل أم أبي محمد عليه السلام على أبي الحسن عليه السلام، قال: سليل مسلولة من الآفات والعاهات والأرجاس والأنجاس، ثم قال لها: سيهب الله حجته على خلقه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.
وحملت أمه به بالمدينة وولدته بها، فكانت ولادته ومنشأه مثل ولادة آبائه صلى الله عليهم ومنشأهم، وولد في سنة إحدى وثلاثين ومائتين للهجرة وسن أبي الحسن الهادي عليه السلام في ذلك الوقت ست عشرة سنة وشخص بشخوصه إلى العراق في سنة ست وثلاثين ومائتين وله أربع سنين وشهوراً.

إمامته:
تولى الإمام الحسن الزكي شؤون ألإمامه بعد وفاة أبيه الهادي عليه السلام سنة 254 أي وله من العمر 22سنة فكانت مدة إمامته ست سنين وأشهر، وقد عاصر الإمام بقية ملك المعتز العباسي وكانت أشهرا ثم ملك المهتدي أحد عشر شهرا ثم ملك المعتمد بن المتوكل وتوفي الإمام العسكري في ملك هذا الأخير.

شخصية الإمام المؤثرة:
لقد اشترك الأئمة عليهم السلام كلهم بهذا الوصف الرائع أعني أن تأثيرهم في المقابل وقوة الجذب التي فيهم تجعل كل من جالسهم ينشد إليهم ولذلك كانت قريش تخشى مواجهة النبي صلى الله عليه وآله مواجهة حوارية ومنطقية وذلك لقوة شخصيته ورصانة منطقه وبيان حجته.
وهكذا إمامنا الحسن العسكري فكان كلامه أرق من النسيم وأفعاله ألين من سلسبيل المعين لا يمل من جالسه ولا يضجر من حاوره ولا يبتعد بالناس عن الواقع فكان معهم ولهم ولكنه فوقهم في الفضل والكمال ومن يكون أولى منه بالشموخ.
يروى أن جماعه من العباسيين من البلاط الملكي طلبوا من صالح بن وصيف مدير السجن أن يضيق الخناق على الإمام العسكري عليه السلام فقال ما أصنع به وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه ولكن حتى هذين الرجلين صارا من العبادة والصلاة إلى أمر عظيم فماذا أصنع به.
ثم أمر بإحضار الموكلين فقال لهما ويحكما ما شأنكما في هذا الرجل فقالا ما نقول في رجل يصوم نهاره ويقوم ليلة كله ولا يتشاغل بغير العبادة فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه منا فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا خاسئين.
فالعبادة الخالصة كانت ترقي بالإمام العسكري عليه السلام إلى حد الصفاء الروحي التام وتتفجر حينئذ طاقته الروحية التي تعمل عملها في النفوس البشرية فتهزها هزا وهكذا تنساب شخصيته العظيمة في الروح والعقل ولا يقتصر الأمر على الإنسان بل إن صفاء الروح عند الأئمة عليهم السلام وتمام قواهم الروحية والغيبية تنصاع لها حتى السباع الكاسرة فيروى أن المعتمد كانت له بركة مغلفة فيها أسود وسباع فأمر ذات مرة بإلقاء الإمام العسكري إلى تلك السباع الجائعة فرموه إليها وبعد برهة نظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه عليه السلام قائما يصلي وهي حوله فأمر بإخراجه إلى داره.
فهذه القصص تعكس لنا عظمة شخصيته و قواه الروحية عليه السلام.

من مكارم أخلاقه عليه السلام:
روي أن المعتمد حبس أبا محمد عليه السلام عند عليّ بن جرين وحبس جعفراً أخاه معه، وكان المعتمد يسأل عليّاً عن أخباره في كلّ وقت فيخبر أنّه يصوم ويصلي الليل، فسأله يوم من الأيام خبره، فاخبره بمثل ذلك، فقال له: إمض الساعة إليه وأقرأه مني السلام وقل له: إنصرف إلى منزلك مصاحباً.
قال عليّ بن جرين: فجئت إلى باب الحبس فوجدت حماراً مسرّجاً، فدخلت عليه فوجدت جالساً وقد لبس خفه وطيلسانه وشاشته (نسيج من القطن الرقيق)، فلما رآني نهض، فأديت إليه الرسالة فركب، فلما أستوى على الحمار وقف، فقلت له: ما وقوفك يا سيدي؟ فقال لي: حتى يجيء جعفر، فقلت: إنما امرني بإطلاقك دونه.
فقال لي: ترجع إليه فتقول له: خرجنا من دار واحدة جميعاً، فإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك ما لا خفاء به عليك، فمضى وعاد، فقال له: يقول لك: قد أطلقت جعفراً لك لأني حبسته بجنايته على نفسه وعليك وما يتكلّم به وخلّى سبيله فصارمعه الى داره. البحار ج50ص314ح11

اللهم ارزقه ولداً:
روي عن عيسى بن صبيح انه قال: دخل الحسن العسكري عليه السلام علينا الحبس وكنت به عارفاً، فقال لي: لك خمس وستون سنة وشهر ويومان، وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي، واني نظرت فيه فكان كما قال.
وقال: هل رزقت ولداً؟ قلت: لا، فقال: اللهم ارزقه ولداً يكون له عضداً فنعم العضد الولد ثم تمثل عليه السلام:
من كان ذا عضد يدرك ظلامته ان الذليل الذي ليست له عضد
قلت: ألك ولد؟ قال: إي والله سيكون لي ولد يملاً الأرض قسطاً وعدلاً، فأما الآن فلا، ثم تمثل:
لعلك يوماً ان تراني كأنما بنيّ حوالي الأسود اللوابد
فان تميماً قبل أن يلد الحصى أقام زماناً وهو في الناس واحد

أسود متوحشة:
روي ان أبا محمد عليه السلام سلم إلى نحرير (هو الخادم وكان راع سباع الخليفة) فقالت له امرأته: اتق الله فانك لا تدري من في منزلك؟ وذكرت عبادته وصلاحه، وأنا أخاف عليك منه، فقال: لأرمينه بين السباع، ثم استأذن في ذلك، فأذن له، فرمى به إليها، ولم تشك امرأة نحريد في أكلها له، فنظروا من الغد إلى الموضع ليعرفوا الحال، فوجدوه قائماً يصلي وهي حوله، فأمر بإخراجه.

الفيلسوف الكندي:
روى ابن شهر آشوب عن كتاب التبديل لأبي القاسم الكوفي ان إسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه أخذ في تأليف تناقض القرآن وشغل نفسه بذلك وتفرد به في منزله،وان بعض تلامذته دخل يوماً على الإمام الحسن العسكري، فقال له أبو محمد عليه السلام: اما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي عما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن؟ فقال التلميذ: نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره.
فقال له أبو محمد: أتؤدي إليه ما ألقيه إليك؟ قال: نعم فصر إليه وتلطف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله فإذا وقعت الأنسة في ذلك فقل قد حضرتني مسألة أسألك عنها، فانه يستدعي ذلك منك، فقل له: إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز ان يكون مراده بما تكلم منه غير المعاني التي قد ظننتها انك ذهبت إليها؟ فانه سيقول لك انه من الجائز، لأنه رجل يفهم إذا سمع، فإذا أوجب ذلك، فقل له: فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فيكون واضعاً لغير معانيه.
فصار الرجل إلى الكندي وتلطف إلى ان ألقى عليه هذه المسألة، فقال له: أعد علي، فأعاد عليه فتفكر في نفسه ورأى ذلك محتملاً في اللغة وسائغاً في النظر، فقال: أقسمت إليك الا أخبرتني من أين لك؟ فقال: انه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك، فقال: كلا ما مثلك من اهتدى إلى هذا ولا من بلغ هذه المنزلة، فعرفني من أين لك هذا؟ فقال: أمرني به أبو محمد، فقال: الآن جئت به وما كان ليخرج مثل هذا الا من ذلك البيت؛ ثم انه دعا بالنار وأحرق جميع ما كان ألفه.

كلمات من نور:
قال الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام:
* لا تُمار فيذهب بهاؤك، ولا تمازح فيجرأ عليك.
* من التواضع السلام على كل من تمر به والجلوس دون شرف المجلس.
* أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام على الفرائضِ.
* قلب الأحمق في فمه والحكيم في قلبه.
* لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض.
* ليس من الأدب إظهار الفرح عند المحزون.
* من أنس بالله استوحش من الناس.
* الإلحاح في المطالب يسلب البهاء.
* إن للحياة مقدارا فإن زاد على ذلك فهو ضعف.
* من زرع خيرا يحصد غبطة ومن زرع شرا يحصد ندامة.
* أقل الناس راحة الحقود.
* لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض.
* جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في كبره.
* حسن الصورة جمال ظاهر وحسن العقل جمال باطن.
* من الفواقر التي تقصم الظهر جار إن رأى حسنة أطفأها وإن رأى سيئة أفشاها.

نوح العامري
06-01-2017, 09:46 PM
زيارة الامام الحسن العسكري عليه السلام

https://www.youtube.com/watch?v=oOvQihzJEqc