الشيخ عباس محمد
09-05-2017, 10:24 PM
السواك
• أهمية الفم والأسنان:
أن الروايات الواردة في موضوع السواك، عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) تزيد على عشرة، أو خمسة عشر، أو عشرين حديثاً، على أبعد التقارير.
ولكن كم كانت المفاجأة والدهشة كبيرة، ونحن نجد من الأحاديث أضعاف ذلك مراراً كثيرة.. الأمر الذي يجعلنا ندرك إلى حد ما مدى أهمية هذا الأمر وخطورته إسلامياً، وهو من الموضوعات التي لا داعي للكذب، ولا رغبة للوضاعين الذين حذّر النبي (صلى الله عليه وآله) منهم.. فيها.
هذا كله عدا عن كثير من الأحاديث التي تؤكد على لزوم نظافة الفم، وطيب رائحته، مما لا مجال لتتبعه..
والسؤال الذي يطرح نفسه بادئ ذي بدء، هو:
لماذا يهتم الشارع المقدس بنظافة الأسنان إلى هذا الحد؟!.. وكيف لم نجده يهتم بكثير من الواجبات بهذا المقدار الذي يهتم فيه بالسواك، ونظافة الفم وهو مستحب؟!.
والجواب عن ذلك واضح جداً..
فإن ضرورة الأسنان للإنسان لا يمكن تجاهلها ولا إنكارها من أحد. وهي نعمة لا يشعر الإنسان عادة بها أو بأهميتها إلا إذا فقدها.. مع أنه يستفيد منها كل يوم أكثر من مرة، وأن أي ضرر يلحق بها يوقعه ولا شك في الضيق والحرج، ويوجب اختلال أحواله جزئياً، ويؤثر عليه تأثيراً لا يكاد يخفى..
ولعل من الأمور الواضحة: أن الأسنان الصناعية لا تستطيع حتى في أفضل حالاتها أن تقوم بوظيفة الأسنان الأصلية، ولا هي من الكفاءة بحيث تؤمن لصاحبها راحته التي يتوخاها منها، كما لو لم يكن قد فقد مثيلاتها الطبيعية..
كما أن من البديهي أن الأسنان كما تساعد المعدة، بتهيئة الطعام لها، وجعله في وضع يكون قابلاً للهضم، أو على الأقل تجعل هضمه أيسر مما لو بقي على حالته الأولى.. كذلك هي تساعد الإنسان في المنطق، ويؤثر فقدانها عليها بشكل ملحوظ..
وما علينا من أجل إثبات ذلك إلا أن نتذكر حالة من فقدوا أسنانهم، ومدى ما يبذلونه من جهد من أجل جعل الطعام في وضع تتمكن معه المعدة من هضمه والاستفادة منه.. وكذلك مدى ما يبذلونه من جهد من أجل إخراج الكلمات بنحو تكون واضحة ومفهومة..
وعدا عن ذلك.. فإن اختلال الوضع الطبيعي للأسنان، ومرضها وموبوئيتها، يؤدي في كثير من الأحيان إلى أمراض ومضاعفات سيئة في كثير من أجهزة الجسم.. ولسوف يتضح ذلك بعض الشيء في ما يأتي إن شاء الله تعالى..
ومن هنا ومن أجل أمور هامة أخرى سنشير إليها إن شاء الله كان اهتمام الإسلام بالأسنان، وكانت دعوته الملحة للعناية بها، والحفاظ على سلامتها، فأمر بكل ما من شأنه أن يحفظها ويصونها، ونهى وحذر من كل ما يضر بها وبسلامتها، إيماناً منه بأن سلامة الأسنان الطبيعية تؤثر في سلامة الإنسان، وسقمها يؤثر في سقمه.. ولذا.. فإن من المهم أن يحافظ الإنسان عليها ليستفيد منها أكبر قدر ممكن في حياته، وأن يحتفظ بها سليمة ومعافاة، لأن معنى ذلك هو احتفاظه وكثير من أجهزة جسمه بسلامة والمعافاة أيضاً..
• معنى السواك:
وكان من جملة ما أمر به الإسلام في نطاق اهتمامه بالأسنان، مما له أثر كبير على صحتها وسلامتها هو:
(السواك): أي غسل الأسنان وتنظيفها..
روايات أهل البيت في السواك
الذي أجمع الفقهاء على استحبابه.. وخصوصاً للوضوء والصلاة.. ولا بد من أجل استيفاء الإشارة إلى أكثر ما تضمنته الروايات من تقسيم البحث على النحو الذي ينسجم مع ما تضمنته، فنقول:
• موقف المعصومين (عليهم السلام) من السواك:
لقد اتبع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، والأئمة من ولده أساليب متنوعة في الدعوة إلى الالتزام بالسواك، ونشير هنا إلى أن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المعصومين قد التزموا بالسواك عملاً - وعملهم سنة لنا، وما علينا إلا أن نقتدي بهم، ونهتدي بهديهم، سواء في أفعالهم، أو في أقوالهم..
وإذا كان من الممكن أن لا يلتفت كثير من الناس إلى ذلك، أو لا يتيسر لهم الإطلاع عليه لبعد شقتهم، فقد حاولوا (عليهم السلام) توجيه الأنظار إلى هذا الأمر، وحدثوا الناس عنه، وسجلوه على أنه حقيقة جديرة بأن يتناقلها الناس، وأن يخذوها بعين الاعتبار.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام)، وهو يتحدث عن النبي (صلى الله عليه وآله): أنه كان يستاك في كل مرة قام من نومه(1) .. وكان (صلى الله عليه وآله) يستاك إذا أراد أن ينام ويأخذ مضجعه(2). وكان (صلى الله عليه وآله) يستاك لكل صلاة(3). وروي أن السنة السواك في وقت السحر(4).
وعن الباقر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يكثر السواك وليس بواجب(5).
وكان (صلى الله عليه وآله) يستاك كل ليلة ثلاث مرات، ومرة إذا قام من نومه إلى ورده، ومرة قبل خروجه إلى صلاة الصبح(6).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (إني لأحب للرجل إذا قام بالليل أن يستاك)(7).
بل لقد كان (صلى الله عليه وآله) إذا سافر يحمل مع نفسه المشط والمسواك و.. الخ(8).
بل لقد بلغ التزامهم (عليهم السلام) بذلك حداً أنه لو ترك أحدهم السواك كان ذلك ملفتاً للنظر، ومدعاة للتساؤل، فقد روي أن الصادق (عليه السلام) ترك السواك قبل أن يقبض بسنتين، وذلك لأن أسنانه ضعفت(9).
وأما أمرهم (عليهم السلام) بالسواك، وحثهم عليه بالقول.. فكثير جداً أيضاً ويمكن تقسيم النصوص التي وردت في ذلك إلى عدة طوائف:
الأولى:الالتزام بالسواك
ما دلت على لزوم الالتزام بالسواك وتحذر من تركه من جهة عامة، أي من دون تعرض لبيان أية خصوصية فيه.. حتى لقد اعتبر الإمام (عليه السلام)، أن التارك للسواك ليس من الناس.. فلقد قيل للصادق (عليه السلام):
أترى هذا الخلق، كلهم من الناس؟.
فقال: ألق التارك منه للسواك(10).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: نظفوا طريق القرآن. قيل: يا رسول الله، وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم. قيل: بماذا؟ قال: بالسواك.. وفي معناه غيره(11).
وقد جعل في بعض الروايات عنه (صلى الله عليه وآله) من أسباب عدم نزول الملائكة عليهم: أنهم لا يستاكون، بالإضافة إلى أنهم لا يستنجون بالماء، ولا يغسلون براجمهم(12).
وعن الصادق (عليه السلام): من سنن المرسلين السواك، وبمعناه نصوص أخرى(13).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما زال جبرائيل يوصيني بالسواك حتى خفت أن أحفى وأدرد. وفي بعضها: حتى خفت أن يجعله فريضة. وفي معناه غيره(14).
وعن الصادق (عليه السلام): نزل جبرائيل بالسواك، والخلال، والحجامة(15).
فإذا كان السواك من سنن المرسلين، فهو إذن ليس أمراً عادياً يمكن التغاضي عنه بسهولة.. خصوصاً.. وأن جبرائيل ما زال يوصي به النبي (صلى الله عليه وآله) حتى خاف أن يجعله فريضة. فما أحرانا إذن أن نقتدي بالمرسلين من أجل هدايتنا، ونهتدي بهديهم حيث أنهم لم يرسلهم الله إلا من أجلنا، وبما فيه مصلحتنا والخير لا.. ولعل هذا هو السر في التعبير بكلمة: (المرسلين)، بدل كلمة: (الأنبياء)!!.
نعم.. وقد سمح الشارع للصائم بأن يستاك، رغم قيام احتمال سبق شيء إلى جوفه.. كما وسمح للمحرم بأن يستاك، وإن أدمى.
فعن الحسين بن أبي العلاء قال: سألنا أبا عبد الله (عليه السلام) عن السواك للصائم؟ فقال: نعم، أي النهار شاء(16). وعن النبي (صلى الله عليه وآله) إذا صمتم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعشي، فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي، لا كان نوراً بين عينيه يوم القيامة(17). وثمة روايات أخرى، وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: المحرم يستاك؟ قال: نعم، قلت: فإن أدمى؟ قال: نعم، هو من السنة(18).
وعن الباقر (عليه السلام): ولا بأس أن يستاك الصائم في شهر رمضان أي النهار شاء، ولا بأس بالسواك للمحرم(19).
وثمة روايات كثيرة تأمر بالسواك وتحث عليه، لا مجال لاستقصائها في هذه العجالة.. فمن أراد المزيد، فليراجع مجاميع الحديث والرواية، كالبحار، والوسائل، ومستدركاتها، وغير ذلك.
الثانية: السواك للوضوء والصلاة:
ثم هناك ما دل على استحباب السواك ولا سيما عند الوضوء(20) والصلاة(21)، وأنه لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند وضوء كل صلاة.. أو عند كل صلاة(22).
والظاهر: أن المراد: الأمر الوجوبي، وإلا: فإن الأمر الاستحبابي ثابت.. كما أن الظاهر هو أنه لا منافاة بينهما، فإن السواك للوضوء معناه أن تكون الصلاة بسواك أيضاً.. فعبر بإحداهما عن هذا وعن الآخر بذاك، لعدم الفرق في النتيجة بينهما.
وورد أيضاً: أن ركعتين بسواك أفضل من أربع ركعات(23)، أو سبعين(24)، أو خمس وسبعين ركعة بدونه(25). أو أن صلاة بسواك أفضل من التي يصليها بدونه أربعين يوماً، بعد أن قال: عليك بالسواك، وإن استطعت أن لا تقل منه، فافعل(26)..
وأن السواك يضاعف الحسنات سبعين ضعفاً(27).. وأنه من السنن الخمس التي في الرأس(28).. ويرضي الرحمن(29).. ومن سنن المرسلين، وقد تقدم..
وقال أبو عبد الله إذا قمت بالليل فاستك، فإن الملك يأتيك فيضع فاه على فيك، فليس من حرف تتلوه، وتنطق به إلا صعد به إلى السماء، فليكن فوك طيب الريح.. وفي معناه غيره(30).
والروايات في هذا المجال كثيرة لا مجال لاستقصائها..
هذا.. ولابد من الإشارة هنا إلى أن ما تقدم من الاختلاف بين أربع ركعات، أو سبعين، أو خمس وسبعين ركعة، أو أربعين يوماً، في مقام إثبات الأجر وأفضلية الصلاة بسواك على غيرها.. لا يستدعي التشكيك في هذه الروايات.. إذ لعل السواك الذي تكون المنافع الدنيوية هي المقصودة منه هو الذي يفضل الركعتان معه الأربع ركعات، أما الذي يقصد منه الثواب الأخروي.. فإن ركعتين معه تعدل سبعين ركعة.. أو خمس وسبعين، أو أربعين يوماً، على اختلاف درجات الإخلاص في النية في هذا المجال..
• منافع السواك.. وأوقاته.. وكيفياته
منافع السواك:
ولم يكتف النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) بالمداومة على السواك عملاً، ولا بما تقدم من الأوامر المطلقة به.. أو بالإشارة لما يثبت استحبابه وعباديته، وأن الإنسان ينال عليه الثواب الجزيل، والأجر الجميل.. الأمر الذي من شأنه أن يعطي الإنسان المؤمن قوة دافعة على ممارسته، والالتزام به، والمداومة عليه.
نعم.. لم يكتفوا (عليهم السلام) بذلك.. وإنما زادا عليه اهتمامهم الظاهر ببيان ما يترتب على السواك، من المنافع، وما في تركه من المضار..
وبديهي أن الشارع المقدس يهتم بالمحافظة على سلامة الإنسان، وحفظه في أفضل الحالات، وإذا كان للسواك أثر كبير في ذلك، فإنه يكون مرغوباً ومطلوباً له تعالى بذاته، حتى ولو لم يقصد به القربة، ولا أتى به لأجل ما له من الأجر والثواب. وإذا عرف الناس منافعه.. وإذا كان هناك من لا يريد الاقتداء بالمرسلين، أو رغبة لديه فيما فيه من الثواب.. فإنه قد يفعله رجاء الحصول على ما فيه من فوائد ومنافع، وما يدفعه من مضار.. فإن الإنسان - بطبعه - محب لنفسه، يهمه جداً دفع كل بلاء محتمل عنها، وجلب كل نفع يقدر عليه لها.. وفي السواك الكثير الكثير مما يرغب فيه الراغبون، ويتطلع إليه المتطلعون، سواء بالنسبة لشخص الإنسان وذاته، أو بالنسبة لعلاقاته بالآخرين من بني جنسه..
وفي مقام الإشارة إلى ما للسواك من المنافع الجليلة نجد الإمام الباقر (عليه السلام) يقول: (لو يعلم الناس ما في السواك لأباتوه معهم في لحاف)(31).. وقوله (صلى الله عليه وآله) لعلي: عليك بالسواك، وإن استطعت أن لا تقل منه فافعل.. فإن ذلك يعطينا أن فوائد السواك تفوق حد التصور، وأن مضار تركه لا تقل أهمية في نظر الإسلام عن فوائد الاستمرار عليه..
إنه لمن المدهش حقاً أن تؤدي بنا معرفة السواك إلى أن نبيته معنا في لحاف!!!.. مع أن أحدنا حتى لو كان مصابا فعلاً بمرض، فإنه لا يبيت الدواء معه في لحاف، فكيف بالسواك الذي لا يعدو عن أن يكون عملية تطهر وتنظف، تستبطن معها الوقاية من أمراض محتملة؟!!.
فلولا أن ترك السواك يستتبع أمراضاً خطيرة، تهدد حتى حياة الإنسان ووجوده لم يكن معنى لقوله (عليه السلام): لأباتوه معهم في لحاف.. ومن يدري فلعله يشير (عليه السلام) بذلك إلى أن موبوئية الأسنان من أسباب مرض السل، أو إلى أن غازات الفم الكريهة قد تنفذ إلى مجرى الدم، وتفتك - من ثم - بالجسم كله.. أو إلى غير ذلك مما ستأتي الإشارة إليه.
- فوائد السواك.. في روايات أهل البيت (عليهم السلام):
لقد تقدم في الروايات السابقة مما يدل على أن السواك يطيب ريح الفم، حيث قال أبو عبد الله (عليه السلام): (فليكن فوك طيب الريح.. وتقدم أنه ينظف الفم)، لقوله (صلى الله عليه وآله): (نظفوا طريق القرآن).
ونزيد هناك قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (إن أفواهكم طرق القرآن، فطيبوها (أو فطهروها) بالسواك..) وبمعناه غيره(32).
وورد: نظفوا الماضغين(33).
وعن الباقر (عليه السلام): (لكل شيء طهور، وطهور الفم السواك)(34) ونحوه غيره. وورد أن السواك (مطيبة للفم)(35).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لما دخل الناس في الدين أفواجاً أتتهم الأزد، أرقها قلوباً، وأعذبها أفواهاً.. فقيل: يا رسول الله، هذا أرقها قلوباً عرفناه، فلم صارت أعذبها أفواهاً؟. فقال: لأنها كانت تستاك في الجاهلية.. وفي معناه غيره(36).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (السواك مرضاة الله، وسنة النبي، ومطهرة للفم..) وبمعناه غيره..(37)
وعن الصادق (عليه السلام): (في السواك اثنتا عشرة خصلة: هو من السنة، ومطهرة للفم، ومجلاة للبصر، ويرضي الرب، ويبيض الأسنان، ويذهب بالحفر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف الحسنات سبعين ضعفاً، وتفرح به الملائكة..) وفي نص آخر للحديث (يذهب بالغم)(38).. وزاد في رواية ذكرها الشهيد باك نجاد: (ويصح المعدة)(39).
وعن الباقر (عليه السلام): (السواك يذهب بالبلغم، ويزيد في العقل)(وفي نص آخر: في الحفظ)(40).
وعن الصادق (عليه السلام): (السواك يذهب بالدمعة، ويجلو البصر)(41). وفي نص آخر عن الرضا (عليه السلام): (السواك يجلو البصر، وينبت الشعر..) وعنهم (عليهم السلام): (يذهب بغشاوة البصر). وفي آخر: مجلاة للعين.. والروايات بهذا المعنى كثيرة(42).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (السواك يزيد الرجل فصاحة)(43).
وعن الصادق (عليه السلام): السواك وقراءة القرآن مقطعة للبلغم.. وفي نص آخر: ثلاة يذهبن النسيان، ويحدثن الذكر: قراءة القرآن، والسواك، والصيام، (أو اللبان). وفي نص آخر: يزدن في الحفظ، ويذهبن السقم.. وفي غيره: يذهبن بالبلغم، ويزدن في الحفظ(44).
وعن الصادق (عليه السلام): (أن النشرة في عشرة أشياء، وعدّ منها السواك)(45).
وعنه (عليه السلام): (عليكم بالسواك، فإنه يذهب وسوسة الصدر)(46).
وفي حديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (أن السواك يوجب شدة الفهم، ويمرئ الطعام، ويذهب أوجاع الأضراس، ويدفع عن الإنسان السقم، ويستغني عن الفقر..) والحديث طويل، وما ذكرناه منه منقول بالمعنى(47).
ونصوص الأحاديث في هذا المجال كثيرة، ومتنوعة، وما ذكرناه يشير إلى أكثر ما تضمنته إن شاء الله تعالى..
مجمل ما تقدم:
وقبل أن نتكلم بالتفصيل عما ورد في الروايات المتقدمة، فإننا نجمل ما جاء فيها على النحو التالي:
1- إن السواك طهور، ومعقم للفم.
2- إنه منظف للفم.
3- يجعل الفم عذباً.
4- يذهب برائحة الفم الكريهة، ويطيب رائحته.
5- يذهب بالغم.
6- يزيد في العقل.
7- يذهب بالدمعة.
8- يذهب بالبلغم.
9- يزيد في الحفظ.
10- يجلو العين، ويجلو البصر، ويذهب بغشاوته.
11- يبيض الأسنان.
12- يذهب الحفر.
13- يشد اللثة.
14- يشهي الطعام.
15- وإذا كان بعود الأراك، فإنه يسمّن اللثة أيضاً.
16- ينبت الشعر.
17- يوجب النشرة، أو النشوة، حسب بعض النسخ.
18- يزيد الرجل فصاحة.
19- يذهب بالنسيان، ويحدث الذكر.
20- يذهب بوسوسة الصدر.
21- يوجب شدة الفهم.
22- يمرئ الطعام.
23- يذهب بأوجاع الأضراس.
24- يدفع عن الإنسان السقم، ويذهب به.
25- يغني من الفقر.
26- يصح المعدة.
كان ذلك هو ما استخلصناه من الروايات بالنسبة لفوائد السواك، ويمكن أن يأتي كثير مما ذكر هنا في الخلال أيضاً..
ولا يجب أن يتخيل: أن فيما ذكر تكرار، فإن إنعام النظر فيه يظهر خلاف ذلك للمتأمل.. بل قد يظهر: أننا قد تكلفنا إدخال بعضها تحت البعض الآخر..
وبعد.. فإن من المناسب أن نقف وقفة قصيرة للتأمل فيما ذكر من الفوائد بقدر ما يسمح لنا به المجال، وتسمح لنا به المعلومات الطبية المحدودة المتوفرة لدينا.. في استكناه الأسرار التي أومأت إليها هذه الرشحة المباركة من رشحات أهل بيت العصمة (عليهم السلام). وتضمنتها تلك الخريدة الفريدة، لنستوحي منها، ونستهدي طريق الخير، والرشاد، والسداد.. فنقول والله المستعان، ومنه نستمد الحول والقوة..
1- السواك.. يبيض الأسنان:
إن كثيراً مما تقدم قد يكون مما لا يزال العلم عاجزاً عن كشف مدى ارتباطه بالسلوك، وارتباط السواك به بشكل دقيق وشامل.. إلا أن مما لا شك فيه هو أننا نستطيع أن نلتمس من ذلك كله مدى اهتمام الإسلام بمختلف شؤون هذا الإنسان وأحواله، ومدى إحاطته وشموليته لهذه الأحوال، وتلكم الشؤون..
حتى إنه لم يغفل حتى عن أثر السواك في المظهر الخارجي للإنسان، انطلاقاً من حرصه الشديد على أن يبدو الإنسان في أبهى منظر، وأزهى حلة.. لأن جمال المظهر يؤثر في اجتذاب الآخرين إليه، ومحبتهم له، بل ويؤثر حتى في روحه هو ونفسه، فضلاً عن غيره.
ومن هنا.. فقد ورد: أن السواك يبيض الأسنان(48).. وورد أيضاً قوله (صلى الله عليه وآله): (ما لي أراكم قلحاً؟ ما لكم لا تستاكون؟!)(49).
والقلح: صفرة في الأسنان.. ولا شك في أن بياضها أفضل من صفرتها أو خضرتها، وأكثر قبولاً لدى الآخرين، لأنه هو اللون الطبيعي لها..
2- السواك.. يطيب رائحة الفم:
ولا شك أن ذا الفم الكريه الرائحة ينفر الناس، بل وحتى الملائكة منه والإنسان يريد لنفسه، والله أيضاً يريد له: أن يكون محبباً لدى الناس، قريباً إلى قلوبهم ونفوسهم..
ومن هنا فقد ورد أن السواك يطيب رائحة الفم.
3- السواك.. يذهب بالحفر:
والسواك أيضاً يذهب بالحفر. أي أنه يقلع الحبيبات المتكلّسة على جدار السن، والتي تؤدي إلى جرح اللثة وتقيحها، وجعلها في معرض الالتهابات والأمراض.. بالإضافة إلى أنه يمنع من وجود غيرها من جديد..
4-السواك.. يقوي اللثة:
وهو إلى جانب ذلك عامل مهم من عوامل تقوية الثلة وسمنها، حيث إنه رياضة مستمرة لها، وينبه عضلاتها ويحركها، كما ويحرك الدورة الدموية فيها..
5- السواك.. يجلو البصر:
وكذلك فإن للسواك علاقة بالعين، فمرض الأسنان يؤثر في مرضها، وسلامتها تؤثر في سلامتها.. وقد شوهدت حالات كثيرة من العمى المؤقت الناجم عن بعض أمراض الأسنان.. حتى إذا ما عولجت وشفيت عادت الرؤية إلى العين من جديد، ولعل ذلك أصبح من الأمور المتسالم عليها طبيباً.. ولذا نرى في كلماتهم (عليهم السلام) التأكيد على هذه العلاقة، وأن السواك يجلو البصر، ويذهب بالدمعة ويذهب بغشاوة العين.. وغير ذلك مما تقدم.
6- السواك.. ينبت الشعر:
وللأسنان علاقة وثيقة أيضاً بشعر الإنسان.. وقد لوحظ كثيراً أن بعض المبتلين ببعض أمرض الأسنان يتساقط الشعر المسامت للأسنان المريضة عندهم.. حتى إذا عولجت أسنانهم وشفيت، فإن ذلك الشعر يعود إلى النمو من جديد.. وهذا ما يجعلنا ندرك بسهولة: أن السواك الذي يؤثر في سلامة الأسنان، فإنه يؤثر أيضاً في إنبات الشعر، حسبما ورد في الرواية..
7- علاقة السواك بالحالة النفسية والعقلية وغيرها..
وكذلك.. فإنه مما لا شك فيه: أن تنظيف أي عضو من أعضاء الإنسان، وخصوصاً الفم.. يكون من أسباب بعث الحيوية والنشاط في مختلف أجهزة الجسم الأخرى، حتى الجهاز التناسلي منها، ومن أسباب بعث السرور والابتهاج في نفسه.. وإذا كان الإنسان مرتاحاً نفسياً، ويتمتع بالحيوية والنشاط الجسدي، فإن ذلك ينعكس بطبيعة الحال على نشاطه الفكري والعقلي.. حتى لقد قيل: العقل السليم في الجسم السليم..
بل إننا نستطيع أن نؤكد على علاقة الأسنان بسلامة الإنسان النفسية. ومن هنا.. فإننا نلاحظ إن ظهور ما يسمى بـ(ضرس العقل) يصحبه في أحيان كثيرة بعض الاختلالات النفسية لدى الإنسان، كما يقولون.. وذلك يؤكد على أنه ليس من المجازفة في القول: التأكيد على أن السواك له تأثير مباشر في الصفاء النفسي للإنسان، ويذهب بكثير من الوساوس والهواجس التي قد تنتابه..
بل هو يؤثر في إذهاب حالات الغم والهم التي قد تنتاب الإنسان أيضاً، ولا يعرف لها سبباً قريباً معقولاً.. مع أنها قد تكون ناشئة عن موبوئية الفم والأسنان أحياناً كثيرة.. حتى إذا ما نظفت ذهبت هذه الحالة عنه، ليحل محلها حالة من الفرح والحيوية والنشاط..
وإذا ما عرفنا: أن الهم والغم من الأسباب الرئيسة للنسيان، وعدم التمكن من الحفظ بسبب اختلال الحال، واشتغال البال، وعدم القدرة على التركيز على نقطة معينة..
وعرفنا: أن النشوة وصفاء الفكر من أسباب سرعة الحفظ، وزيادة قوة الحافظة.. إننا إذا عرفنا ذلك.. فإننا ندرك مدى علاقة السواك بحافظة الإنسان، ومدى تأثيره في إذهاب حالة النسيان من الإنسان..
ومما ذكرنا نعرف: كيف أن السواك - على حد قولهم (عليهم السلام) - يذهب بالغم والنسيان، ويزيد في الحفظ والعقل. ويشهي الطعام، ومن أسباب النشاط والنشوة أو النشرة(50) ويزيد الرجل فصاحة، ويذهب بوسوسة الصدر، ويوجب شدة الفهم إلى غير ذلك ما في الروايات عن أهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
8- آثار موبوئية الفم..
وبما أن للأسنان علاقة بجميع أجهزة الجسم الأخرى.. ويؤثر صحتها ومرضها وقوتها في مرض وصحة وقوة تلك الأجهزة.. فإن من الطبيعي أن يكون ذلك حافزاً ودافعاً للإنسان ليحافظ على أسنانه، ويهتم بصحتها، لأنه يكون قد حافظ على سائر أجهزة جسمه تقريباً.
ويقول علماء الطب إن الجراثيم والميكروبات المتكونة في تجاويف الأسنان من فضلات الطعام المتخلفة فيها، والوافدة من الفم إلى المعدة، هي السبب في عسر الهضم، وحزة المعدة، أو حموضتها. وهي السبب أيضاً في بعض أمراض الكلى والرئتين..
وقد تصل هذه الجراثيم إلى اللوزتين، وتؤثر أيضاً على الأنف، بحيث توجب التهابات في الجيوب الأنفية..
بل إن أمراض الأسنان الناشئة من عدم تنظيفها وتعقيمه قد توجب التهابات في الأذنين، وتكون هي السبب في بعض أمراض العينين، وذلك لاتصال كل من العين والأذن بالأسنان عن طريق الأعصاب.
كما أن بعض أمراض الفم قد تؤثر في روماتيزم المفاصل، وتزيد من أعباء الكبد. بل إن أسنان المريض هي أول ما يلفت نظر الطبيب في معالجته المريض بالسل، وأسقام عديدة أخرى..
هذا.. ويتكون من تخمر فضلات الطعام في الفم حامض (الكتيك) الذي يؤثر في الطبقة الخارجية لتاج السن فيذيبها ويفقدها نعومتها، ويجعلها خشنة الملمس.. الأمر الذي يساعد على تخلف مزيد من الفضلات، وليتكون من ثم المزيد من الجراثيم.. ومن ثم إلى مواجهة كثير من المتاعب.
كما أن هذه الأحماض المشار إليها.. هي في الحقيقة من أسباب تسوس الأسنان، ومن ثم فقدانها لصلاحيتها، حيث يكون لابد من التخلص منها..
كما أن غازات الفم الكريهة قد تنفذ إلى مجرى الدم، وتفتك - من ثم - بالجسم كله..
وهذا الغازات التي تنشأ في الغالب من تخمر فضلات الطعام المتبقية في تجاويف الأسنان، التي لا تلبث أن تتعفن، وتصبح ذات رائحة كريهة جداً، يشعر بها كل من يحاول تنظيف أسنانه بعد إهماله لها مدة من الزمن. ثم تتحول شيئاً فشيئاً إلى ميكروبات وجراثيم تعد بالملايين ويتسبب عنها الكثير من أمراض الفم، وتفد - كما قلنا - مع الطعام إلى المعدة، ولتسبب للإنسان - من ثم - الكثير من المتاعب والأخطار..
يضاف إلى ذلك كله: أن تلك الفضلات قد تسبب قروحاً في اللثة، ومع كون الجراثيم حاضرة وجاهزة، فإنها تعمد إلى الفتك باللثة عن طريق تلك القروح وإذا ما أدت تلك القروح إلى كشف عنق السن، فلسوف ينتج عن ذلك ضعف ذلك السن وخلخلته. وليصبح من ثم عديم الفائدة ومستحقاً للقلع(51).
السواك.. هو المنقذ وهكذا.. فإن النتيجة بعد ذلك تكون هي أنه لابد للفم من منظف أولاً، ومعقم له ثانياً، يقتل هذه الجراثيم التي فيه، ويزيلها، ويمنع من حدوث أخرى مكانها..
وقد قرر الشارع: أن هذا المنظف والمطهر والمعقم هو السواك، الذي يكون في نفس الوقت علاجاً، كما هو عملية وقائية من كثير من الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان نتيجة لموبوئية الأسنان ومنها أمراض المعدة، حيث إن السواك (يصح المعدة) كما تقدم، هذا عدا عن الآثار الكثيرة التي أشرنا وسنشير إليها إن شاء الله تعالى.. كما ويلاحظ: أنه قد اعتبره مطهراً ومعقماً للفم كله، لا لخصوص الأسنان وحسب.. ولكن شرط أن يستعمل على النحو الذي يريده الشارع، وفي الأوقات والوسائل التي قررها.
ومن هنا، فإننا نعرف الحكمة في قولهم (عليهم السلام) عن السواك: إنه طهور للفم، ومنظف له، وأنه يدفع عن الإنسان السقم، ويذهب أوجاع الأضراس.. إلى غير ذلك مما تقدم، وسيأتي إن شاء الله تعالى..
9- السواك.. يشهي الطعام:
كما أن من الواضح أن موبوئية الفم وكثرة الجراثيم في تقلل من اشتهاء الإنسان للطعام، وميله إليه، ولا سيما إذا كان ثمة عسر هضم، أو حزة أو حموضة في المعدة..
بل إن من الأمور الثابتة علمياً أن تنظيف الأسنان يدفع الإنسان إلى الطعام، ويزيد من الكميات التي يتناولها منه إلى حد ملفت للنظر.. وهذا بالذات ما يفسر لنا ما ورد عنهم (عليهم السلام)، من أن السواك يشهي الطعام ويمريه..
10- عذوبة الفم.. والفصاحة..
وإذا كان الاستياك يوجب عذوبة الفم، ونقاوة اللعاب، ويشد اللثة ويقويها ويحافظ على الأسنان، ويوجب تقوية عضلات الفم، إلى آخر ما تقدم.. فإن من الطبيعي أن يكون من أسباب زيادة الرجل فصاحة، حيث تصير عضلات الفم أكثر قدرة على الحركة، وأكثر تحكماً بالنبرات الصوتية، وأكثر نشاطاً، ودقة في أدائها لوظيفتها..
• السواك بالقصب والريحان وغيرهما
ومع أننا قد أطلنا نسبياً في موضوع السواك.. إلا أن تشعب هذا الموضوع، واختلاف مناحيه وأطرافه هو الذي فرض علينا ذلك، مع اعترافنا بالعجز والقصور عن أدراك الكثير مما يرمي إليه النبي والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم، أو يشيرون إليه..
ولذا.. فإننا لا نجد محيصاً عن الإلمامة السريعة فيما يتعلق بأحوال وكيفيات السواك وأوقاته كذلك.. فنقول:
إن من الواضح أن مجرد إخراج الفضلات من تجاويف الأسنان، وإن كان في حد ذاته مفيداً.. لا أنه إذا كان بطريقة غير صالحة، فلربما تنشأ عنه أضرار تفوق ما يمكن أن يجلبه من منافع..
وهذا.. ما يبرز الحاجة الملحة لتوخي الطريقة الأصح والفضلى التي تؤدي المهمة المنشودة على أكمل وجه، وتتلافى معها جميع المضاعفات والأضرار المحتملة..
وبديهي أن إخراج الفضلات من تجاويف الأسنان بواسطة آلة صلبة، كدبوس أو إبرة أو أي آلة معدنية أخرى.. لمما يتسبب منه جرح الجدار الصلب الذي يغلف تاج السن.. كما أنه قد يؤدي إلى جرح النسيج اللثوي، الأمر الذي ينتج عنه تعرض الأسنان للنخر، واللثة للالتهابات، بفعل تلك الجراثيم التي تتواجد في الفم، والتي ربما تعد بالملايين.
وإذن.. فلابد وأن يكون السواك والخلال بوسيلة لا صلابة فيها، يؤمن معها من جرح الجدار الصلب لتاج السن، وجرح النسيج اللثوي أيضاً..
ولأجل ذلك.. فقد منع الإسلام عن السواك والخلال بالقصب وعود الرمان لأن ذلك قد يجرح النسيج اللثوي، ويؤثر في تاج السن أيضاً..
كما أنه قد منع عن عود الريحان.. ولعل ذلك يرجع إلى أنه يحتوي على بعض المواد المضرة بالأسنان وفي اللثة على حدٍ سواء..
ومما يدل على المنع عن السواك بغير الأراك والزيتون..
وما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) من أنه نهى أن يتخلل بالقصب، وأن يستاك به(52)..
وعنه (صلى الله عليه وآله) أنه نهى عن السواك بالقصب والريحان، والرمان(53).
السواك بالأراك، ونحوه:
وقد أمر الإسلام بالسواك بعود الأراك وحث عليه، وما ذلك إلا لأن النسيج الداخلي لعود الأراك بعد ملاقاته للماء أو اللعاب يتخذ حالة ملائمة جداً لعملية السواك، حيث إنه يصير مرناً، وناعماً وطرياً، يشبه الفرشاة المستعملة في هذه الأيام إلى حد بعيد، فلا يتعرض معه جدار السن، ولا النسيج اللثوي إلى أية حالة يمكن أن ينتج عنها ضرر مهما كان.. كما أن عود الزيتون يؤدي نفس هذه المهمة أيضاً على ما يبدو..
نعم.. لم يأمر الإسلام باتخاذ فرشاة، ولا أرشد إلى صنع معاجين من مواد معينة، ومعقمة ومطهرة للفم، ومضادة إلى حد ما للجراثيم.. على النحو الشائع هذه الأيام.. إذ لم يكن في ذلك الزمان معاجين، ولا كان يخطر في بالهم، أو يمر في مخيلتهم أن يحتاج تنظيف الأسنان إلى مواد كيماوية من نوع معين.. ولو أنه (صلى الله عليه وآله) أراد أن يرشدهم إلى صنع فرشاة أو تركيب معاجين كيماوية لهذا الغرض لوجد أنه سيتعرض لنسب وأباطيل لا يرضى أحد أن يتعرض لها..
ولكنه (صلى الله عليه وآله) أمرهم باتخاذ عود الأراك، أو عود الزيتون مسواكاً، وذكر له في الروايات منافع هامة، ثم أكد الأئمة بعده على ذلك..
فقد روي عن الباقر (عليه السلام): (أن الكعبة شكت إلى الله عز وجل ما تلقى من أنفاس المشركين، فأوحى الله تعالى إليها: قري كعبة، فإني مبدلك بهم قوماً يتنظفون بقضبان الشجر، فلما بعث الله محمداً، أوحى الله إليه مع جبرائيل بالسواك والخلال.. ) وهو مروي بعدة طرق(54)..
وعن النبي (صلى الله عليه وآله): أنه كان يستاك بالأراك، أمره بذلك جبرائيل(55).
وفي ما كتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون: (واعلم يا أمير المؤمنين، أن أجود ما استكت به ليف الأراك، فإنه يجلو الأسنان، ويطيب النكهة، ويشد الثلة، ويسمنها. وهو نافع من الحفر، إذا كان باعتدال. والإكثار منه يرق الأسنان، ويزعزعها، ويضعف أصولها)(56).
وبالنسبة للسواك بالزيتون فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): أنه قال: (نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة، يطيب الفم، ويذهب بالحفر، وهي سواكي، وسواك الأنبياء قبلي)(57).
أما بالنسبة لعود الزيتون الذي لم نجده إلا في هذا النص الأخير، فلا نملك معلومات يقينية عنه يمكن الاعتماد عليها..
وما يهمنا هنا هو الكلام عن عود الأراك.. فإننا إذا لاحظنا في ما عود الأراك من المنافع فلسوف ندرك: أنه ليس من اللازم، بل ولا من الراجح العدول عنه إلى الفرشاة، ولا إلى المعاجين التي يدعى أنها تساعد التنظيف، والتعقيم والتطهير، بل لابد من الاقتصار على عود الأراك، حيث قد أثبتت المختبرات الحديثة أفضليته على الفرشاة. حيث إن (للأراك رائحة طيبة، لعابية، وفيه مواد تبيض الأسنان)(58) وقال وجدي: (وله فائدة بالنسبة إلى الأسنان وهي صلاحية أغصانه للاستياك بها. وفيها من حسن النكهة، وتمام الاستعداد لاستخراج فضلات الأغذية من بين الأسنان ما يجعل استعماله أفضل من الفرشة)(59).
نعم.. و(قد وجد أحد معامل الأدوية في ألمانيا مادة خاصة في المسواك المأخوذ من شجر الأراك، تكسب الأسنان مناعة على النخر، شبيهة بمادة (الفلور) وقاتلة للجراثيم.
ولوحظ أن نسبة نخر الأسنان لدى الذين يستعملون المسواك أقل بكثير من الذين يستعملون فرشاة الأسنان. وما زال هذا المعمل يواصل بحوثه وتحرياته، ويحاول الاستفادة من هذه المادة، وإضافتها إلى معاجين الأسنان.
أما الفرشاة، فليس فيها هذه المادة القاتلة للجراثيم، ولهذا ينصح الأطباء بوضعها في الماء والملح بعد تنظيف الأسنان بها، ليقضي بواسطة ذلك على الجراثيم العالقة، أو التي ربما سوف تعلق بها، وتعود الميكروبات للفم مرة ثانية.. أما عود الأراك، فإن كل ما علق أو يعلق به، فإنه يقضي عليه تلقائياً بواسطة تلك المادة الموجودة فيه من دون حاجة إلى جعله في الماء والملح، أو غير ذلك.. هذا.. إذا استطاع الماء والملح أن يقضي على جميع أنواع الميكروبات، ومن أين له ذلك وأنى، فإن ذلك مما لم يثبت حتى الآن..
• كيفية السواك
- السواك عرضاً.. لا طولاً
ثم إن لكيفية السواك مدخل في التنظيف الكامل وعدمه، إذ أنه مرة يمر المسواك على الأسنان إمراراً ظاهريا.. وهذا لا يكفي - بطبيعة الحال - في الوصول إلى الغاية التي شرع من أجلها السواك..
ومرة يصل المسواك إلى جميع تجاويف الأسنان، ويخرج الفضلات منها.. وهذا هو المطلوب.. لأنك إذا دعكت الأسنان بالمسواك صعوداً ونزولاً، فلسوف تدخل شعب المسواك إلى جميع التجاويف، والفجوات، والخلايا.. حتى لا يبقى أي شيء من الفضلات يمكن أن يسبب ضرراً على الأسنان، أو على أي من أجهزة الجسم الأخرى.. وقد ورد الأمر من الأئمة (عليهم السلام) بهذه الطريقة قبل أربعة عشر قرناً، ولم ينتبه لها علماء الطب إلا في هذه السنوات المتأخرة، وبدأوا ينصحون باتباعها(60).
وعلى كل حال.. فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: (استاكوا عرضا، ولا تستاكوا طولاً)(61) .
وعن النبي (صلى الله عليه وآله): (اكتحلوا وتراً، واستاكوا عرضاً)(62).. وكان (صلى الله عليه وآله) إذا استاك، استاك عرضاً(63). كان أمير المؤمنين (عليه السلام) (يستاك عرضاً، ويأكل هرثاً)(64).
إلا أن من الواضح أن مجرد إجراء عملية السواك هذه، لا يكفي في إخراج الفضلات من الفم، وتنظيفه وتطهيره.. مع أن هذا هو أحد الأهداف الهامة من عملية السواك، كما صرحت به الروايات الكثيرة..
بل لابد من القيام بعملية أخرى لإخراج هذه الفضلات من الفم، وليكون الفم من ثم نظيفاً، طيب الرائحة الخ..
وقد بين لنا أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هذه الطريقة، فحكموا بلزوم المضمضة بعد السواك، وإذا كان ذلك الغرض لا يحصل من المضمضة مرة واحدة، فقد ورد الأمر بالمضمضة ثلاث مرات بعده.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (من استاك فليتمضمض)(65).
وجاء في رواية أخرى لمعلى بن خنيس عن السواك بعد الوضوء، قال (عليه السلام): (يستاك، ثم يتمضمض ثلاث مرات)(66).
- أدنى السواك:
ونلاحظ: أن اهتمام الإسلام بالسواك قد بلغ حداً لربما يصعب تفسيره على الكثيرين، أو إدراك معطياته بشكل كاف.. حتى لنجده يكتفي من السواك بالدلك بالإصبع، فعن النبي (صلى الله عليه وآله): (التسوك أو التشويص بالإبهام والمسبّحة عند الوضوء سواك)(67).. وعنهم (عليهم السلام): أدنى السواك أن تدلكه بإصبعك(68).. بل لقد اكتفى فيه بالمرة الواحدة كل ثلاث، فعن الباقر (عليه السلام): لا تدعه في كل ثلاث، ولو أن تمره مرة واحدة(69).
وهذا تعبير صادق عن مدى اهتمامهم (عليهم السلام) بالسواك، كما أنه يوحي بما للسواك من عظيم الفائدة، وجليل الأثر. فإن الدلك بالإصبع، وإن لم يكن محققاً للغاية المرجوة بتمامها، إلا أن الميسور لا يترك بالمعسور، إذ أن الدلك بالإصبع مفيد على الأقل في تقوية اللثة، وتحريك عضلاتها.. كما أنه يهتك الأغشية التي ربما تغلف الأسنان واللثة، وتستبطن معها الكثير من الفضلات التي يمكن أن تكون مسرحاً لكثير من الجراثيم والميكروبات، التي تنشأ عن تخمر الفضلات، الأمر الذي يؤثر ولو جزئياً في محدودية فعالية تلك الجراثيم على الأقل.. وهذا بالذات ما يفسر لنا قولهم (عليهم السلام): لا تدعه في كل ثلاث، ولو أن تمره مرة واحدة، كما هو ظاهر لا يخفى.
السواك بماء الورد:
نعم.. ومن أجل أن تطيب رائحة الفم أكثر، لأن السواك مطيبة للفم أيضاً، نجد أن الحسن (عليه السلام) كان يستاك بماء الورد(70).
• أوقات السواك، والسواك للصائم
قد تقدم ما يدل على استحباب السواك عند كل وضوء، وعند كل صلاة.. وإذا أراد أن ينام ويأخذ مضجعه، ووقت السحر، وفي كل مرة قام من نومه، وحين طلوع الشمس والخ..
أما الصائم فإنه يستاك أي النهار شاء(71). وكان الإمام علي (عليه السلام) يستاك في أول النهار وفي آخره، في شهر رمضان(72). ولكن لم يرجع له الاستياك بسواط رطب أيضاً(73).. ولعل ذلك من أجل أن لا يجعل الصائم في حرج من جهة صومه، مع الحرص على القيام بعملية السواك حتى في حال الصوم..
ونحن نشير هنا إلى أن وفود الجراثيم إلى الفم لا ينحصر في تخمر فضلات الطعام فيه، لأن من الممكن أن تصل إلى الفم عن طريق ملامسة بعض الأجسام الأخرى غير الطعام.. بل ومن الطعام نفسه إذا كان ملوثاً بما هو خارج عنه.. كما أن من الممكن أن تتوافد إلى الفم عن طريق الهواء غير النقي، الذي يصل إلى الفم، وإلى غيره من أجهزة الجسم عن طريق التنفس.
ولأجل هذا.. فقد اختلفت الميكروبات التي يعاني منها الفم وتنوعت، ولا يضاهيه في اختلافها وتنوعها أي عضو آخر في الإنسان على الإطلاق.. وهو أكثر الأعضاء قابلية لاستقبالها، وهو المكان الأمثل لنموها وتكاثرها.. لأن اللعاب الذي يتدفق باستمرار - وإن كان في حالة سلامة الجسم - يمكنه أن يقضي على كثير من أنواع الميكروبات(74) ، إلا أنه في غير هذه الحالة يمثل الدرع الواقي والغطاء الطبيعي لها، الذي يمكنه أن يحميها من كثير من العوارض: بل إنه يمثل الغذاء لها لو حرمت الغذاء.. وإذا لاحظنا مدى حساسية هذا العضو - الفم - بالنسبة لسائر أجهزة الجسم الأخرى.. فإننا نعرف السر في تجويز الاستياك للصائم.. وفي دعوة الإسلام للاستياك في الأوقات المختلفة المتقدم ذكرها..
أضف إلى ذلك: أن بقاء محيط الفم لعدة ساعات في حالة هدوء معناه أنه إذا كان فيه شيء من الفضلات المتبقية فإن التخمير يتم فيه بيسر وسهولة حينئذٍ، كما أنه لو كانت بعض الجراثيم متخلفة في الفم فإنها تستطيع مهما كانت ضئيلة ومحدودة أن تقوم بنشاط واسع من دون وجود أي وازع أو رادع.
فإذا استاك قبل النوم فإنه يقضي بذلك على كل ذلك، ولا يبقى ثمة فرصة لنشاط الجراثيم، ولا لتخمر الفضلات..
كما أن السواك بعد النوم يقضي على الجراثيم الوافدة إلى الفم عن طريق التنفس وغيره. ويقول البعض: (إن تدفق اللعاب باستمرار في الفم عامل مهم في منع إصابة الأسنان بالتسوس والخراب، لأن اللعاب يؤثر في تنظيفها ميكانيكياً، وحيث أنه يقل تدفق اللعاب ليلاً، فإن قابلية الأسنان للتعرض للخراب تزيد طبعاً، وهذا ما يؤكد الحاجة للسواك بعد النوم كما قلنا)(75) .. كما أن السواك يقضي على الميكروبات التي يمكن أن تكون قد نشطت أثناء النوم، وعلى بعض الفضلات لو فرض تخلفها في تجاويف الفم، فيما لو كان السواك قبل النوم غير فعال، بسبب التقصير في الاستقصاء فيه.. نعم.. ولعل ما ذكرناه يلقي بعض الضوء على ما تقدم من قولهم (عليهم السلام): لو علم الناس ما في السواك لأباتوه معهم في لحاف.. وهذا ما يؤكد لنا عظمة الإسلام، وانسجامه مع الحاجات الطبيعية، التي تكتنف وجود هذا الكائن، وتهيمن عليه..
ويلاحظ هنا: أن جرح اللثة بالسواك ثم تعفنها غير وارد هنا بالنسبة للإنسان السليم.. وذلك لأن الفم يتمتع بمناعة خاصة ضد تعفن جراحة الفم، ولعل هذا هو السر في اعتبار الإسلام الفم طاهراً، مطهراً، بحيث لو ظهر فيه دم فإنه يطهر بنفسه بمجرد ذهاب آثاره.. كما أن اللعاب نفسه قاتل للميكروب لدى الرجال الأصحاء، كما قدمنا(76).
ولكن ذلك لا يعني عدم تولد ملايين الجراثيم في الفم بفعل التخمر الذي تغلفه أغشية تمنع من تأثير اللعاب في مكافحتها عادة.. كما أشرنا إليه من قبل..
هذا.. ونجد أن الرضا (عليه السلام) يستاك في كل مرة بأكثر من مسواك واحد، ولعله لأجل أن تلافى ما يمكن أن يعلق بكل واحد منها أثناء عملية السواك هذه، ثم يمضغ الكندر بعد سواكه..
فقد ورد أن الرضا (عليه السلام) كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه إلى أن تطلع الشمس، ثم يؤتى بخريطة فيها مساويك، فيستاك بها واحداً بعد واحد، ثم يؤتى بكندر فيمضغه الخ(77) . ولعل مضغة للكندر بهدف تطييب رائحة فمه، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه أجمعين..
• السواك.. والتلوثات الخارجية
لقد ورد عن الصادق (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا صلى العشاء الآخرة أمر بوضوئه وسواكه، فيوضع عند رأسه مخمراً، فيرقد ما شاء الله، ثم يقوم، فيستاك الخ(78).
كما.. وتقدم أن الرضا (عليه السلام) كان وهو بخراسان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه إلى أن تطلع الشمس، ثم يؤتى بخريطة فيها مساويك، فيستاك بها واحداً بعد واحد، ثم يؤتى بكندر الخ..
وهذا يعكس رغبة النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام (عليه السلام) بالمحافظة على المساويك، ولو بجعلها في خريطة، أو الاحتفاظ بها مغطاة إلى وقت الحاجة.. حتى لا يصل إليها أي من أنواع الجراثيم من أي سبب كان، حتى من الهواء، فضلاً عن ملامسة أي شيء آخر لها.. وهذا هو منتهى الدقة في المحافظة على سلامة البدن.. ولاسيما إذا لاحظنا أن الرضا (عليه السلام) نفسه يجعل لكل صلاة مسواكاً خاصاً بها، من أجل أن لا يبقى في المسواك حين استعماله للمرة الثانية أي أثر للرطوبة من العملية السابقة، لأن الرطوبة يمكن أن تنسجم مع حياة بعض الجراثيم التي ربما تعلق بها(79)، ويكون اللعاب حاجزاً من تأثير المواد التي في المسواك في إهلاكها وإبادتها..
الهوامش:
1- وسائل الشيعة ج 1 ص 356 وفي هامشه: عن فروع الكافي ج 1 ص 124 والبخاري نشر دار الفكر ج 1 ص 66 وسنن أبي داوود ج 1 ص 15.
2- البحار ج 76 ص 202 و 203 وفي هامشه عن مكارم الأخلاق ص 40 و 41 و 337.
3- وسائل الشيعة ج 1 ص 356 والبحار ج 80 ص 344 وفي هامشهما عن المقنع ص 3 ط حجر ص 8 ط قم.
4- الكافي ج 3 ص 23 والوسائل ج 1 ص 357 وسنن ابن ماجة ج 1 ص 105.
5- المحاسن للبرقي ص 563، ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 33 ومكارم الأخلاق ص 49 ط 6 والبحار ج 76 ص 134.
6- مكارم الأخلاق ص 39 والوسائل ج 1 ص 356 وسنن الدارمي ج 1 ص 175 وسنن أبي داوود ج 1 ص 15 وسنن ابن ماجة ج1 ص 105 وسنن النسائي ص 8 ج 1 والبحار ج 80 ص 343 و ج 76 ص 135.
7- المحاسن ص 559 والبخاري نشر دار الفكر ج 1 ص 66 وسنن أبي داوود ج 1 ص 15 والبحار ج 76 ص 131.
8- راجع: البحار ج 76 ص 235 و 232 ومكارم الأخلاق ص 35 و 252.
9- علل الشرائع ص 295 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 33 والوسائل ج 1 ص 359 ومكارم الأخلاق ص 50 ط 6 والبحار ج 76 ص 137 و127.
10- المحاسن للبرقي ص11 والخصال ص 409 والوسائل ج 1 ص 353 والبحار ج 76 ص 128 و ج 75 ص 469 و ج 81 ص 204 وميزان الحكمة ج 9 ص 130 عن الوسائل ج 2 ص 660 باب 33: كراهة التمرض من غير علة.
11- المحاسن ص 558 والوسائل ج 1 ص 357 والبحار ج 80 ص 343 و ج 76 ص 130 / 131 و 138 وعن مكارم الأخلاق ص 51.
12- راجع: البحار ج 80 ص 210 و ج 76 ص 139، وفي هامشه عن نوادر الراوندي ص 40.
13- الكافي ج 6 ص 495 وج 3 ص 23 والوسائل ج 1 ص 346 وراجع: المحاسن ص 560 ومكارم الأخلاق ص 41 و 49 ط 6 والبحار ج 76 ص 97 و 127 و 142 وراجع ص 131 و 135 والخصال ص 142 وروضة الواعظين ص 208.
14- الكافي ج 6 ص 495 و 496 وراجع: الوسائل ج 1 ص 346 و 347 و 348 والمحاسن ص 560 ومن لا يحضره الفقيه ج 4 ص 7 و ج 1 ص 32 وسنن ابن ماجة ج 1 ص 106 والبحار ج 76 ص 126 و 139 و 132 و 333 و 131 وفي هامشه عن الأمالي ص 253 و 357 وعن نوادر الراوندي ص 40.
15- المحاسن ص 558 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 32 والوسائل ج 1 ص 346 والبحار ج 76 ص 130 و 138 وعن الكافي ج 2 ص 84 وعن مكارم الأخلاق ص 51.
16- الوسائل ج 1 ص 360 وج 7 ص 57 - 60 روايات كثيرة، وفي هامشه عن عدد من المصادر.
17- البحار ج 76 ص 135 ومكارم الأخلاق ص 48 ص 49 ط 6.
18- البحار ج 99 ص 180 وعلل الشرائع ص 407.
19- مكارم الأخلاق ص 49.
20- راجع: من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 32 والبحار ج 76 ص 136 و 132 و 140 و ج 80 ص 343 و 338 و 339 و 344 و ج 77 ص 71، ومكارم الأخلاق ص 49 وعن المقنع ص 8، ط قم، وعن كتاب الإمامة والتبصرة، وروضة الكافي ص 79، والمحاسن للبرقي ص 17، و 561.
21- راجع: الكافي ج 6 ص 496 والمحاسن ص 561، والوسائل ج 1 ص 355 و 354 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 34 والبحار ج 76 ص 132 و ج 80 ص 338 وكشف الأستار ج 1 ص 240 و 241 و 243 ومجمع الزوائد ج 2 ص 97.
22- الوسائل ج 1 ص 254 و355 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 18 والكافي ج 3 ص 22 والمحاسن للبرقي ص 561 وعلل الشرائع ص 293 والبحار ج 76 ص 126 و 137 و ج 80 ص 341 و 343 344 ومكارم الأخلاق ص 50 وسنن الدارمي ج 1 ص 174 وسنن ابن ماجة ج 1 ص 105 وسن أبي داوود ج 1 ص 12 وسنن النسائي ص 12 ج 1 والبخاري ج 2 ص 34 نشر دار الفكر.
23- المحاسن للبرقي ص 562، ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 33 والوسائل ج 1 ص 355 والبحار ج 76 ص 133 و ج 80 ص 339 و 344 عن بعض ما تقدم، وعن المقنع ص 8 ط قم.
24- الكافي ج 3 ص 22 والمحاسن ص 561، ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 33، والوسائل ج 1 ص 355 والبحار ج 76 ص 133 و 137 و 139 وج 80 ص 339 و 242 والخصال ص 481 ومكارم الأخلاق ص 50 وجامع الأخبار ص 68 وراجع كشف الأستار عن زوائد البزار ج 1 ص 244 و 245 ومجمع الزوائد ج 2 ص 98.
25- البحار ج 80 ص 344 عن أعلام الدين.
26- البحار ج 76 ص 38 و ج 80 ص 344 ومكارم الأخلاق ص 51.
27- البحار ج 76 ص 128 والخصال ص 449.
28- البحار ج 76 ص 67 و ج 80 ص 345 وفي هوامشه عن المصادر التالية: الخصال ج 1 ص 130 وفقه الرضا ص 1 وتفسير القمي ص 50 والهداية ص 17.
29- من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 34 والبحار ج 76 ص 129.
30- الكافي ج 3 ص 23 والمحاسن ص 561 و 559 وعلل الشرائع ص 293، والوسائل ج 1 ص 357 والبحار ج 80 ص 339 و341 و343 و ج 76 ص 126 و132.
31- ثواب الأعمال ص 34، علل الشرائع ص 107 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 34 والوسائل ج 1 ص 349 و 351 والبحار ج80 ص 343، 344 وج 76 ص 130.
32- من لا يحضره الفقيه ج1 ص32 وسنن ابن ماجة ج1 ص106 والوسائل ج 1 ص358، والبحار ج 76 ص130 و131 وج80 ص344 عن المقنع ص8 ط قم، وعن أعلام الدين وصحيفة الرضا ص 11 والمحاسن للبرقي ص558.
33- البحار ج 76 ص 127.
34- راجع: من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 33، ومكارم الأخلاق ص 49، والبحار ج 76 ص 136 و 126 وج 69 ص 370 وفي هامشه عن أمالي الصدوق ص 216.
35- البحار ج 76 ص 129 و 138 و 139 وفي هامشه عن الخصال ج 1 ص 155 وعن مكارم الأخلاق ص 55 وعن نوادر الراوندي ص 40.
36- علل الشرايع ص 294 ص 295 و من لا يحضره الفقيه ج 1 ص33 والوسائل ج 1 ص 349 ومكارم الأخلاق ص 49 والبحار ج 76 ص 127 و136.
37- المحاسن للبرقي ص562 و563 وراجع: البحار ج 76 ص 133 و139 وج 62 ص 204 و203 عنه وعن تحف العقول ص15، وعن طب الأئمة ص 66.
38- راجع الحديث في: المحاسن ص 562 و 563 والكافي ج 6 ص 496، والوسائل ج 1 ص 347 و 350 و 349 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 34، وروضة الواعظين ص 308 والخصال ص 449، وثواب الأعمال ص 34 والبحار ج 76 ص 129 و 137 و138 و 133 و ج 77 ص 55 و ج 80 ص 346 و 341 و 342 ومكارم الأخلاق ص 50 وصحيح البخاري نشر دار الفكر ج 2 ص 234، وسنن النسائي ج 1 ص 10 ومصباح الشريعة ص 123 وعن الهداية ص 18.
39- الجامعة الأولى أخر الأنبياء ج 12 ص 20.
40- ثواب الأعمال ص 34 والبحار ج 76 ص 130 والوسائل ج 1 ص 351.
41- المحاسن ص 563 والوسائل ج 1 ص 348 والكافي ج 6 ص 496 والبحار ج 62 ص 145 و ج 76 ص 133.
42- المحاسن ص 563 و 562 ومكارم الأخلاق ص 50 و 48 والبحار ج 76 ص 139 و 96 و 134 و 133 و 145 و 137 وعن تحف العقول ص 15 وراجع مصادر حديث الاثنتي عشرة خصلة وغير ذلك كثير..
43- مكارم الأخلاق ص 48 والبحار ج 76 ص 135.
44- راجع: البحار ج 76 ص 133 و 138 و 319 و 320 و ج 66 ص 443 و ج 62 ص 262 و 266 و 272، و ج 77 ص 55 ومكارم الأخلاق ص 51 وفي هوامش البحار عن مكارم الأخلاق ص 50 و 55 و 46 و 45، وعن الخصال ج 1 ص 126 وعن السرائر، وعن كتاب طريق النجاة، وعن الشهيد (قدس سره)، وعن دعائم الإسلام والمصادر لذلك كثيرة.
45- الوسائل ج 1 ص 350 و 352 والخصال ص 443.
46- أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 279 والبحار ج 76 ص 139 والوسائل ج 3 ص 383.
47- راجع البحار ج 76 ص 138 وجامع الأخبار ص 68.
48- سيأتي ذلك في حديث الاثنتي عشرة خصلة في السواك..
49- الكافي ج 6 ص 496، والمحاسن للبرقي ص 561، والبحار ج 76 ص 132 وفي المحاسن: مالي أراكم قلحاً مرغاً.. ففي التاج ذو شعر مرغ أي متشعث يحتاج إلى الدهن، أو دنس من كثرة الدهن.. وراجع أيضاً كشف الأستار ج 1 ص 243 ومجمع الزوائد ج 2 ص 97.
50- النشرة: هي انتشار العضو التناسل. وذلك غير بعيد، بعد أن كان السواك من أسباب القوة والنشاط في مختلف أجهزة الجسم..
51- راجع كتاب: الصحة والحياة ص 35 ص 36 فإنه قد أوضح ذلك.
52- المحاسن ص 564 ومكارم الأخلاق ص 153.
53- المصدران السابقان.
54- المحاسن للبرقي ص 558 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 34 والوسائل ج 1 ص 357 و 348 ومكارم الأخلاق ص 50 والبحار ج 66 ص 439 و ج 76 ص 130 و 138 وفي هوامشه عن تفسير القمي ص 50 وعن فروع الكافي ج 1 ص 314.
55- مكارم الأخلاق ص 39، والبحار ج 76 ص 135.
56- راجع الرسالة الذهبية ص 50 ط.سنة 1402هـ. والأنوار النعمانية ج 4 ص 180 والبحار ج 62 ص 317.
57- مكارم الأخلاق ص49 والبحار ج76 ص135.
58- الجامعة الأولى وآخر الأنبياء ج12 ص134.
59- دائرة معارف القرن العشرين ج1 ص201.
60- الصحة والحياة ص37.
61- من لا يحضره الفقيه ج1 ص33 وراجع البحار ج80 ص343 وج66 ص414.
62- من لا يحضره الفقيه ج1 ص33 ومكارم الأخلاق ص50 والبحار ج76 ص137 والوسائل ج1 ص412.
63- مكارم الأخلاق ص35 والكافي ج6 ص297 ومجمع الزوائد 2 ص100.
64- الوسائل ج16 ص497 وفي هامشه عن الفروع ج2 ص164 وقصار الجمل ج1 ص18 والهرث: أن يأكل بأصابعه جميعاً.
65- الوسائل ج1 ص354 والمحاسن ص653 و561 والبحار ج76 ص134.
66- المحاسن ص561 والبحار 80 ص339.
67- البحار ج80 ص344 عن دعوات الراوندي، والوسائل ج 1 ص359 وفي هامشه عن التهذيب ج1 ص101.
68- الكافي ج3 والوسائل ج1 ص359، وراجع البحار ج76 ص127 و137 عن علل الشرايع ج1 ص278 وعن مكارم الأخلاق ص52 وراجع مجمع الزوائد ج2 ص100.
69- الكافي ج3 ص23 ومن لا يحضر الفقيه ج1 ص33، ومكارم الأخلاق ص50 والوسائل ج1 ص359 و353 والبحار ج76 ص137، وراجع هوامش الوسائل...
70- البحار ج80 ص346 عن الهداية ص18.
71- الكافي ج3 ص23، والمحاسن ص563 والبحار ج76 ص136 و134 ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص33 والاستبصار ج1 ص91 ومكارم الأخلاق ص49 والوسائل ج1 ص360 و57 و58 والبخاري نشر دار الفكر العربي ج2 ص234 وسنن أبي داوود ج2 وسنن ابن ماجة..
72- الوسائل ج7 ص60 وفي هامشه عن قرب الإسناد ص43.
73- الاستبصار ج2 ص91/92 والوسائل ج1 ص360 وج7 ص55 و59 و58 وفي هوامشه عن العديد من المصادر.
74- فإن لم يمكن فإن أسيد المعدة يقضي عليها، فإن لم يمكن قضت عليها تركيبات الصفراء (راجع: أولين دانشگاه وآخرين بيامبر ج12 ص122 و126).
75- الجامعو الأولى وآخر الأنبياء ج12 ص155 ص 156.
76- المصدر السابق ج 12 ص 122 و 126، وراجع: من أمالي الإمام الصادق ج 1 ص 100.
77- الوسائل ج 1 ص 360 والبحار ج 67 ص 137 ومكارم الأخلاق ص 50، وعن التهذيب ج 1 ص 163 و الجامعة الأولى ج 12 ص 132.
78- الكافي ج 3 ص 445 والوسائل ج 1 ص 356 و أولين دانشگاه وآخرين بيامبر ج 2 ص 129.
79- الجامعة الأولى وآخر الأنبياء ج 12 ص 132.
• أهمية الفم والأسنان:
أن الروايات الواردة في موضوع السواك، عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) تزيد على عشرة، أو خمسة عشر، أو عشرين حديثاً، على أبعد التقارير.
ولكن كم كانت المفاجأة والدهشة كبيرة، ونحن نجد من الأحاديث أضعاف ذلك مراراً كثيرة.. الأمر الذي يجعلنا ندرك إلى حد ما مدى أهمية هذا الأمر وخطورته إسلامياً، وهو من الموضوعات التي لا داعي للكذب، ولا رغبة للوضاعين الذين حذّر النبي (صلى الله عليه وآله) منهم.. فيها.
هذا كله عدا عن كثير من الأحاديث التي تؤكد على لزوم نظافة الفم، وطيب رائحته، مما لا مجال لتتبعه..
والسؤال الذي يطرح نفسه بادئ ذي بدء، هو:
لماذا يهتم الشارع المقدس بنظافة الأسنان إلى هذا الحد؟!.. وكيف لم نجده يهتم بكثير من الواجبات بهذا المقدار الذي يهتم فيه بالسواك، ونظافة الفم وهو مستحب؟!.
والجواب عن ذلك واضح جداً..
فإن ضرورة الأسنان للإنسان لا يمكن تجاهلها ولا إنكارها من أحد. وهي نعمة لا يشعر الإنسان عادة بها أو بأهميتها إلا إذا فقدها.. مع أنه يستفيد منها كل يوم أكثر من مرة، وأن أي ضرر يلحق بها يوقعه ولا شك في الضيق والحرج، ويوجب اختلال أحواله جزئياً، ويؤثر عليه تأثيراً لا يكاد يخفى..
ولعل من الأمور الواضحة: أن الأسنان الصناعية لا تستطيع حتى في أفضل حالاتها أن تقوم بوظيفة الأسنان الأصلية، ولا هي من الكفاءة بحيث تؤمن لصاحبها راحته التي يتوخاها منها، كما لو لم يكن قد فقد مثيلاتها الطبيعية..
كما أن من البديهي أن الأسنان كما تساعد المعدة، بتهيئة الطعام لها، وجعله في وضع يكون قابلاً للهضم، أو على الأقل تجعل هضمه أيسر مما لو بقي على حالته الأولى.. كذلك هي تساعد الإنسان في المنطق، ويؤثر فقدانها عليها بشكل ملحوظ..
وما علينا من أجل إثبات ذلك إلا أن نتذكر حالة من فقدوا أسنانهم، ومدى ما يبذلونه من جهد من أجل جعل الطعام في وضع تتمكن معه المعدة من هضمه والاستفادة منه.. وكذلك مدى ما يبذلونه من جهد من أجل إخراج الكلمات بنحو تكون واضحة ومفهومة..
وعدا عن ذلك.. فإن اختلال الوضع الطبيعي للأسنان، ومرضها وموبوئيتها، يؤدي في كثير من الأحيان إلى أمراض ومضاعفات سيئة في كثير من أجهزة الجسم.. ولسوف يتضح ذلك بعض الشيء في ما يأتي إن شاء الله تعالى..
ومن هنا ومن أجل أمور هامة أخرى سنشير إليها إن شاء الله كان اهتمام الإسلام بالأسنان، وكانت دعوته الملحة للعناية بها، والحفاظ على سلامتها، فأمر بكل ما من شأنه أن يحفظها ويصونها، ونهى وحذر من كل ما يضر بها وبسلامتها، إيماناً منه بأن سلامة الأسنان الطبيعية تؤثر في سلامة الإنسان، وسقمها يؤثر في سقمه.. ولذا.. فإن من المهم أن يحافظ الإنسان عليها ليستفيد منها أكبر قدر ممكن في حياته، وأن يحتفظ بها سليمة ومعافاة، لأن معنى ذلك هو احتفاظه وكثير من أجهزة جسمه بسلامة والمعافاة أيضاً..
• معنى السواك:
وكان من جملة ما أمر به الإسلام في نطاق اهتمامه بالأسنان، مما له أثر كبير على صحتها وسلامتها هو:
(السواك): أي غسل الأسنان وتنظيفها..
روايات أهل البيت في السواك
الذي أجمع الفقهاء على استحبابه.. وخصوصاً للوضوء والصلاة.. ولا بد من أجل استيفاء الإشارة إلى أكثر ما تضمنته الروايات من تقسيم البحث على النحو الذي ينسجم مع ما تضمنته، فنقول:
• موقف المعصومين (عليهم السلام) من السواك:
لقد اتبع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، والأئمة من ولده أساليب متنوعة في الدعوة إلى الالتزام بالسواك، ونشير هنا إلى أن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المعصومين قد التزموا بالسواك عملاً - وعملهم سنة لنا، وما علينا إلا أن نقتدي بهم، ونهتدي بهديهم، سواء في أفعالهم، أو في أقوالهم..
وإذا كان من الممكن أن لا يلتفت كثير من الناس إلى ذلك، أو لا يتيسر لهم الإطلاع عليه لبعد شقتهم، فقد حاولوا (عليهم السلام) توجيه الأنظار إلى هذا الأمر، وحدثوا الناس عنه، وسجلوه على أنه حقيقة جديرة بأن يتناقلها الناس، وأن يخذوها بعين الاعتبار.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام)، وهو يتحدث عن النبي (صلى الله عليه وآله): أنه كان يستاك في كل مرة قام من نومه(1) .. وكان (صلى الله عليه وآله) يستاك إذا أراد أن ينام ويأخذ مضجعه(2). وكان (صلى الله عليه وآله) يستاك لكل صلاة(3). وروي أن السنة السواك في وقت السحر(4).
وعن الباقر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يكثر السواك وليس بواجب(5).
وكان (صلى الله عليه وآله) يستاك كل ليلة ثلاث مرات، ومرة إذا قام من نومه إلى ورده، ومرة قبل خروجه إلى صلاة الصبح(6).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (إني لأحب للرجل إذا قام بالليل أن يستاك)(7).
بل لقد كان (صلى الله عليه وآله) إذا سافر يحمل مع نفسه المشط والمسواك و.. الخ(8).
بل لقد بلغ التزامهم (عليهم السلام) بذلك حداً أنه لو ترك أحدهم السواك كان ذلك ملفتاً للنظر، ومدعاة للتساؤل، فقد روي أن الصادق (عليه السلام) ترك السواك قبل أن يقبض بسنتين، وذلك لأن أسنانه ضعفت(9).
وأما أمرهم (عليهم السلام) بالسواك، وحثهم عليه بالقول.. فكثير جداً أيضاً ويمكن تقسيم النصوص التي وردت في ذلك إلى عدة طوائف:
الأولى:الالتزام بالسواك
ما دلت على لزوم الالتزام بالسواك وتحذر من تركه من جهة عامة، أي من دون تعرض لبيان أية خصوصية فيه.. حتى لقد اعتبر الإمام (عليه السلام)، أن التارك للسواك ليس من الناس.. فلقد قيل للصادق (عليه السلام):
أترى هذا الخلق، كلهم من الناس؟.
فقال: ألق التارك منه للسواك(10).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: نظفوا طريق القرآن. قيل: يا رسول الله، وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم. قيل: بماذا؟ قال: بالسواك.. وفي معناه غيره(11).
وقد جعل في بعض الروايات عنه (صلى الله عليه وآله) من أسباب عدم نزول الملائكة عليهم: أنهم لا يستاكون، بالإضافة إلى أنهم لا يستنجون بالماء، ولا يغسلون براجمهم(12).
وعن الصادق (عليه السلام): من سنن المرسلين السواك، وبمعناه نصوص أخرى(13).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما زال جبرائيل يوصيني بالسواك حتى خفت أن أحفى وأدرد. وفي بعضها: حتى خفت أن يجعله فريضة. وفي معناه غيره(14).
وعن الصادق (عليه السلام): نزل جبرائيل بالسواك، والخلال، والحجامة(15).
فإذا كان السواك من سنن المرسلين، فهو إذن ليس أمراً عادياً يمكن التغاضي عنه بسهولة.. خصوصاً.. وأن جبرائيل ما زال يوصي به النبي (صلى الله عليه وآله) حتى خاف أن يجعله فريضة. فما أحرانا إذن أن نقتدي بالمرسلين من أجل هدايتنا، ونهتدي بهديهم حيث أنهم لم يرسلهم الله إلا من أجلنا، وبما فيه مصلحتنا والخير لا.. ولعل هذا هو السر في التعبير بكلمة: (المرسلين)، بدل كلمة: (الأنبياء)!!.
نعم.. وقد سمح الشارع للصائم بأن يستاك، رغم قيام احتمال سبق شيء إلى جوفه.. كما وسمح للمحرم بأن يستاك، وإن أدمى.
فعن الحسين بن أبي العلاء قال: سألنا أبا عبد الله (عليه السلام) عن السواك للصائم؟ فقال: نعم، أي النهار شاء(16). وعن النبي (صلى الله عليه وآله) إذا صمتم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعشي، فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي، لا كان نوراً بين عينيه يوم القيامة(17). وثمة روايات أخرى، وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: المحرم يستاك؟ قال: نعم، قلت: فإن أدمى؟ قال: نعم، هو من السنة(18).
وعن الباقر (عليه السلام): ولا بأس أن يستاك الصائم في شهر رمضان أي النهار شاء، ولا بأس بالسواك للمحرم(19).
وثمة روايات كثيرة تأمر بالسواك وتحث عليه، لا مجال لاستقصائها في هذه العجالة.. فمن أراد المزيد، فليراجع مجاميع الحديث والرواية، كالبحار، والوسائل، ومستدركاتها، وغير ذلك.
الثانية: السواك للوضوء والصلاة:
ثم هناك ما دل على استحباب السواك ولا سيما عند الوضوء(20) والصلاة(21)، وأنه لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند وضوء كل صلاة.. أو عند كل صلاة(22).
والظاهر: أن المراد: الأمر الوجوبي، وإلا: فإن الأمر الاستحبابي ثابت.. كما أن الظاهر هو أنه لا منافاة بينهما، فإن السواك للوضوء معناه أن تكون الصلاة بسواك أيضاً.. فعبر بإحداهما عن هذا وعن الآخر بذاك، لعدم الفرق في النتيجة بينهما.
وورد أيضاً: أن ركعتين بسواك أفضل من أربع ركعات(23)، أو سبعين(24)، أو خمس وسبعين ركعة بدونه(25). أو أن صلاة بسواك أفضل من التي يصليها بدونه أربعين يوماً، بعد أن قال: عليك بالسواك، وإن استطعت أن لا تقل منه، فافعل(26)..
وأن السواك يضاعف الحسنات سبعين ضعفاً(27).. وأنه من السنن الخمس التي في الرأس(28).. ويرضي الرحمن(29).. ومن سنن المرسلين، وقد تقدم..
وقال أبو عبد الله إذا قمت بالليل فاستك، فإن الملك يأتيك فيضع فاه على فيك، فليس من حرف تتلوه، وتنطق به إلا صعد به إلى السماء، فليكن فوك طيب الريح.. وفي معناه غيره(30).
والروايات في هذا المجال كثيرة لا مجال لاستقصائها..
هذا.. ولابد من الإشارة هنا إلى أن ما تقدم من الاختلاف بين أربع ركعات، أو سبعين، أو خمس وسبعين ركعة، أو أربعين يوماً، في مقام إثبات الأجر وأفضلية الصلاة بسواك على غيرها.. لا يستدعي التشكيك في هذه الروايات.. إذ لعل السواك الذي تكون المنافع الدنيوية هي المقصودة منه هو الذي يفضل الركعتان معه الأربع ركعات، أما الذي يقصد منه الثواب الأخروي.. فإن ركعتين معه تعدل سبعين ركعة.. أو خمس وسبعين، أو أربعين يوماً، على اختلاف درجات الإخلاص في النية في هذا المجال..
• منافع السواك.. وأوقاته.. وكيفياته
منافع السواك:
ولم يكتف النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) بالمداومة على السواك عملاً، ولا بما تقدم من الأوامر المطلقة به.. أو بالإشارة لما يثبت استحبابه وعباديته، وأن الإنسان ينال عليه الثواب الجزيل، والأجر الجميل.. الأمر الذي من شأنه أن يعطي الإنسان المؤمن قوة دافعة على ممارسته، والالتزام به، والمداومة عليه.
نعم.. لم يكتفوا (عليهم السلام) بذلك.. وإنما زادا عليه اهتمامهم الظاهر ببيان ما يترتب على السواك، من المنافع، وما في تركه من المضار..
وبديهي أن الشارع المقدس يهتم بالمحافظة على سلامة الإنسان، وحفظه في أفضل الحالات، وإذا كان للسواك أثر كبير في ذلك، فإنه يكون مرغوباً ومطلوباً له تعالى بذاته، حتى ولو لم يقصد به القربة، ولا أتى به لأجل ما له من الأجر والثواب. وإذا عرف الناس منافعه.. وإذا كان هناك من لا يريد الاقتداء بالمرسلين، أو رغبة لديه فيما فيه من الثواب.. فإنه قد يفعله رجاء الحصول على ما فيه من فوائد ومنافع، وما يدفعه من مضار.. فإن الإنسان - بطبعه - محب لنفسه، يهمه جداً دفع كل بلاء محتمل عنها، وجلب كل نفع يقدر عليه لها.. وفي السواك الكثير الكثير مما يرغب فيه الراغبون، ويتطلع إليه المتطلعون، سواء بالنسبة لشخص الإنسان وذاته، أو بالنسبة لعلاقاته بالآخرين من بني جنسه..
وفي مقام الإشارة إلى ما للسواك من المنافع الجليلة نجد الإمام الباقر (عليه السلام) يقول: (لو يعلم الناس ما في السواك لأباتوه معهم في لحاف)(31).. وقوله (صلى الله عليه وآله) لعلي: عليك بالسواك، وإن استطعت أن لا تقل منه فافعل.. فإن ذلك يعطينا أن فوائد السواك تفوق حد التصور، وأن مضار تركه لا تقل أهمية في نظر الإسلام عن فوائد الاستمرار عليه..
إنه لمن المدهش حقاً أن تؤدي بنا معرفة السواك إلى أن نبيته معنا في لحاف!!!.. مع أن أحدنا حتى لو كان مصابا فعلاً بمرض، فإنه لا يبيت الدواء معه في لحاف، فكيف بالسواك الذي لا يعدو عن أن يكون عملية تطهر وتنظف، تستبطن معها الوقاية من أمراض محتملة؟!!.
فلولا أن ترك السواك يستتبع أمراضاً خطيرة، تهدد حتى حياة الإنسان ووجوده لم يكن معنى لقوله (عليه السلام): لأباتوه معهم في لحاف.. ومن يدري فلعله يشير (عليه السلام) بذلك إلى أن موبوئية الأسنان من أسباب مرض السل، أو إلى أن غازات الفم الكريهة قد تنفذ إلى مجرى الدم، وتفتك - من ثم - بالجسم كله.. أو إلى غير ذلك مما ستأتي الإشارة إليه.
- فوائد السواك.. في روايات أهل البيت (عليهم السلام):
لقد تقدم في الروايات السابقة مما يدل على أن السواك يطيب ريح الفم، حيث قال أبو عبد الله (عليه السلام): (فليكن فوك طيب الريح.. وتقدم أنه ينظف الفم)، لقوله (صلى الله عليه وآله): (نظفوا طريق القرآن).
ونزيد هناك قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (إن أفواهكم طرق القرآن، فطيبوها (أو فطهروها) بالسواك..) وبمعناه غيره(32).
وورد: نظفوا الماضغين(33).
وعن الباقر (عليه السلام): (لكل شيء طهور، وطهور الفم السواك)(34) ونحوه غيره. وورد أن السواك (مطيبة للفم)(35).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لما دخل الناس في الدين أفواجاً أتتهم الأزد، أرقها قلوباً، وأعذبها أفواهاً.. فقيل: يا رسول الله، هذا أرقها قلوباً عرفناه، فلم صارت أعذبها أفواهاً؟. فقال: لأنها كانت تستاك في الجاهلية.. وفي معناه غيره(36).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (السواك مرضاة الله، وسنة النبي، ومطهرة للفم..) وبمعناه غيره..(37)
وعن الصادق (عليه السلام): (في السواك اثنتا عشرة خصلة: هو من السنة، ومطهرة للفم، ومجلاة للبصر، ويرضي الرب، ويبيض الأسنان، ويذهب بالحفر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف الحسنات سبعين ضعفاً، وتفرح به الملائكة..) وفي نص آخر للحديث (يذهب بالغم)(38).. وزاد في رواية ذكرها الشهيد باك نجاد: (ويصح المعدة)(39).
وعن الباقر (عليه السلام): (السواك يذهب بالبلغم، ويزيد في العقل)(وفي نص آخر: في الحفظ)(40).
وعن الصادق (عليه السلام): (السواك يذهب بالدمعة، ويجلو البصر)(41). وفي نص آخر عن الرضا (عليه السلام): (السواك يجلو البصر، وينبت الشعر..) وعنهم (عليهم السلام): (يذهب بغشاوة البصر). وفي آخر: مجلاة للعين.. والروايات بهذا المعنى كثيرة(42).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (السواك يزيد الرجل فصاحة)(43).
وعن الصادق (عليه السلام): السواك وقراءة القرآن مقطعة للبلغم.. وفي نص آخر: ثلاة يذهبن النسيان، ويحدثن الذكر: قراءة القرآن، والسواك، والصيام، (أو اللبان). وفي نص آخر: يزدن في الحفظ، ويذهبن السقم.. وفي غيره: يذهبن بالبلغم، ويزدن في الحفظ(44).
وعن الصادق (عليه السلام): (أن النشرة في عشرة أشياء، وعدّ منها السواك)(45).
وعنه (عليه السلام): (عليكم بالسواك، فإنه يذهب وسوسة الصدر)(46).
وفي حديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (أن السواك يوجب شدة الفهم، ويمرئ الطعام، ويذهب أوجاع الأضراس، ويدفع عن الإنسان السقم، ويستغني عن الفقر..) والحديث طويل، وما ذكرناه منه منقول بالمعنى(47).
ونصوص الأحاديث في هذا المجال كثيرة، ومتنوعة، وما ذكرناه يشير إلى أكثر ما تضمنته إن شاء الله تعالى..
مجمل ما تقدم:
وقبل أن نتكلم بالتفصيل عما ورد في الروايات المتقدمة، فإننا نجمل ما جاء فيها على النحو التالي:
1- إن السواك طهور، ومعقم للفم.
2- إنه منظف للفم.
3- يجعل الفم عذباً.
4- يذهب برائحة الفم الكريهة، ويطيب رائحته.
5- يذهب بالغم.
6- يزيد في العقل.
7- يذهب بالدمعة.
8- يذهب بالبلغم.
9- يزيد في الحفظ.
10- يجلو العين، ويجلو البصر، ويذهب بغشاوته.
11- يبيض الأسنان.
12- يذهب الحفر.
13- يشد اللثة.
14- يشهي الطعام.
15- وإذا كان بعود الأراك، فإنه يسمّن اللثة أيضاً.
16- ينبت الشعر.
17- يوجب النشرة، أو النشوة، حسب بعض النسخ.
18- يزيد الرجل فصاحة.
19- يذهب بالنسيان، ويحدث الذكر.
20- يذهب بوسوسة الصدر.
21- يوجب شدة الفهم.
22- يمرئ الطعام.
23- يذهب بأوجاع الأضراس.
24- يدفع عن الإنسان السقم، ويذهب به.
25- يغني من الفقر.
26- يصح المعدة.
كان ذلك هو ما استخلصناه من الروايات بالنسبة لفوائد السواك، ويمكن أن يأتي كثير مما ذكر هنا في الخلال أيضاً..
ولا يجب أن يتخيل: أن فيما ذكر تكرار، فإن إنعام النظر فيه يظهر خلاف ذلك للمتأمل.. بل قد يظهر: أننا قد تكلفنا إدخال بعضها تحت البعض الآخر..
وبعد.. فإن من المناسب أن نقف وقفة قصيرة للتأمل فيما ذكر من الفوائد بقدر ما يسمح لنا به المجال، وتسمح لنا به المعلومات الطبية المحدودة المتوفرة لدينا.. في استكناه الأسرار التي أومأت إليها هذه الرشحة المباركة من رشحات أهل بيت العصمة (عليهم السلام). وتضمنتها تلك الخريدة الفريدة، لنستوحي منها، ونستهدي طريق الخير، والرشاد، والسداد.. فنقول والله المستعان، ومنه نستمد الحول والقوة..
1- السواك.. يبيض الأسنان:
إن كثيراً مما تقدم قد يكون مما لا يزال العلم عاجزاً عن كشف مدى ارتباطه بالسلوك، وارتباط السواك به بشكل دقيق وشامل.. إلا أن مما لا شك فيه هو أننا نستطيع أن نلتمس من ذلك كله مدى اهتمام الإسلام بمختلف شؤون هذا الإنسان وأحواله، ومدى إحاطته وشموليته لهذه الأحوال، وتلكم الشؤون..
حتى إنه لم يغفل حتى عن أثر السواك في المظهر الخارجي للإنسان، انطلاقاً من حرصه الشديد على أن يبدو الإنسان في أبهى منظر، وأزهى حلة.. لأن جمال المظهر يؤثر في اجتذاب الآخرين إليه، ومحبتهم له، بل ويؤثر حتى في روحه هو ونفسه، فضلاً عن غيره.
ومن هنا.. فقد ورد: أن السواك يبيض الأسنان(48).. وورد أيضاً قوله (صلى الله عليه وآله): (ما لي أراكم قلحاً؟ ما لكم لا تستاكون؟!)(49).
والقلح: صفرة في الأسنان.. ولا شك في أن بياضها أفضل من صفرتها أو خضرتها، وأكثر قبولاً لدى الآخرين، لأنه هو اللون الطبيعي لها..
2- السواك.. يطيب رائحة الفم:
ولا شك أن ذا الفم الكريه الرائحة ينفر الناس، بل وحتى الملائكة منه والإنسان يريد لنفسه، والله أيضاً يريد له: أن يكون محبباً لدى الناس، قريباً إلى قلوبهم ونفوسهم..
ومن هنا فقد ورد أن السواك يطيب رائحة الفم.
3- السواك.. يذهب بالحفر:
والسواك أيضاً يذهب بالحفر. أي أنه يقلع الحبيبات المتكلّسة على جدار السن، والتي تؤدي إلى جرح اللثة وتقيحها، وجعلها في معرض الالتهابات والأمراض.. بالإضافة إلى أنه يمنع من وجود غيرها من جديد..
4-السواك.. يقوي اللثة:
وهو إلى جانب ذلك عامل مهم من عوامل تقوية الثلة وسمنها، حيث إنه رياضة مستمرة لها، وينبه عضلاتها ويحركها، كما ويحرك الدورة الدموية فيها..
5- السواك.. يجلو البصر:
وكذلك فإن للسواك علاقة بالعين، فمرض الأسنان يؤثر في مرضها، وسلامتها تؤثر في سلامتها.. وقد شوهدت حالات كثيرة من العمى المؤقت الناجم عن بعض أمراض الأسنان.. حتى إذا ما عولجت وشفيت عادت الرؤية إلى العين من جديد، ولعل ذلك أصبح من الأمور المتسالم عليها طبيباً.. ولذا نرى في كلماتهم (عليهم السلام) التأكيد على هذه العلاقة، وأن السواك يجلو البصر، ويذهب بالدمعة ويذهب بغشاوة العين.. وغير ذلك مما تقدم.
6- السواك.. ينبت الشعر:
وللأسنان علاقة وثيقة أيضاً بشعر الإنسان.. وقد لوحظ كثيراً أن بعض المبتلين ببعض أمرض الأسنان يتساقط الشعر المسامت للأسنان المريضة عندهم.. حتى إذا عولجت أسنانهم وشفيت، فإن ذلك الشعر يعود إلى النمو من جديد.. وهذا ما يجعلنا ندرك بسهولة: أن السواك الذي يؤثر في سلامة الأسنان، فإنه يؤثر أيضاً في إنبات الشعر، حسبما ورد في الرواية..
7- علاقة السواك بالحالة النفسية والعقلية وغيرها..
وكذلك.. فإنه مما لا شك فيه: أن تنظيف أي عضو من أعضاء الإنسان، وخصوصاً الفم.. يكون من أسباب بعث الحيوية والنشاط في مختلف أجهزة الجسم الأخرى، حتى الجهاز التناسلي منها، ومن أسباب بعث السرور والابتهاج في نفسه.. وإذا كان الإنسان مرتاحاً نفسياً، ويتمتع بالحيوية والنشاط الجسدي، فإن ذلك ينعكس بطبيعة الحال على نشاطه الفكري والعقلي.. حتى لقد قيل: العقل السليم في الجسم السليم..
بل إننا نستطيع أن نؤكد على علاقة الأسنان بسلامة الإنسان النفسية. ومن هنا.. فإننا نلاحظ إن ظهور ما يسمى بـ(ضرس العقل) يصحبه في أحيان كثيرة بعض الاختلالات النفسية لدى الإنسان، كما يقولون.. وذلك يؤكد على أنه ليس من المجازفة في القول: التأكيد على أن السواك له تأثير مباشر في الصفاء النفسي للإنسان، ويذهب بكثير من الوساوس والهواجس التي قد تنتابه..
بل هو يؤثر في إذهاب حالات الغم والهم التي قد تنتاب الإنسان أيضاً، ولا يعرف لها سبباً قريباً معقولاً.. مع أنها قد تكون ناشئة عن موبوئية الفم والأسنان أحياناً كثيرة.. حتى إذا ما نظفت ذهبت هذه الحالة عنه، ليحل محلها حالة من الفرح والحيوية والنشاط..
وإذا ما عرفنا: أن الهم والغم من الأسباب الرئيسة للنسيان، وعدم التمكن من الحفظ بسبب اختلال الحال، واشتغال البال، وعدم القدرة على التركيز على نقطة معينة..
وعرفنا: أن النشوة وصفاء الفكر من أسباب سرعة الحفظ، وزيادة قوة الحافظة.. إننا إذا عرفنا ذلك.. فإننا ندرك مدى علاقة السواك بحافظة الإنسان، ومدى تأثيره في إذهاب حالة النسيان من الإنسان..
ومما ذكرنا نعرف: كيف أن السواك - على حد قولهم (عليهم السلام) - يذهب بالغم والنسيان، ويزيد في الحفظ والعقل. ويشهي الطعام، ومن أسباب النشاط والنشوة أو النشرة(50) ويزيد الرجل فصاحة، ويذهب بوسوسة الصدر، ويوجب شدة الفهم إلى غير ذلك ما في الروايات عن أهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
8- آثار موبوئية الفم..
وبما أن للأسنان علاقة بجميع أجهزة الجسم الأخرى.. ويؤثر صحتها ومرضها وقوتها في مرض وصحة وقوة تلك الأجهزة.. فإن من الطبيعي أن يكون ذلك حافزاً ودافعاً للإنسان ليحافظ على أسنانه، ويهتم بصحتها، لأنه يكون قد حافظ على سائر أجهزة جسمه تقريباً.
ويقول علماء الطب إن الجراثيم والميكروبات المتكونة في تجاويف الأسنان من فضلات الطعام المتخلفة فيها، والوافدة من الفم إلى المعدة، هي السبب في عسر الهضم، وحزة المعدة، أو حموضتها. وهي السبب أيضاً في بعض أمراض الكلى والرئتين..
وقد تصل هذه الجراثيم إلى اللوزتين، وتؤثر أيضاً على الأنف، بحيث توجب التهابات في الجيوب الأنفية..
بل إن أمراض الأسنان الناشئة من عدم تنظيفها وتعقيمه قد توجب التهابات في الأذنين، وتكون هي السبب في بعض أمراض العينين، وذلك لاتصال كل من العين والأذن بالأسنان عن طريق الأعصاب.
كما أن بعض أمراض الفم قد تؤثر في روماتيزم المفاصل، وتزيد من أعباء الكبد. بل إن أسنان المريض هي أول ما يلفت نظر الطبيب في معالجته المريض بالسل، وأسقام عديدة أخرى..
هذا.. ويتكون من تخمر فضلات الطعام في الفم حامض (الكتيك) الذي يؤثر في الطبقة الخارجية لتاج السن فيذيبها ويفقدها نعومتها، ويجعلها خشنة الملمس.. الأمر الذي يساعد على تخلف مزيد من الفضلات، وليتكون من ثم المزيد من الجراثيم.. ومن ثم إلى مواجهة كثير من المتاعب.
كما أن هذه الأحماض المشار إليها.. هي في الحقيقة من أسباب تسوس الأسنان، ومن ثم فقدانها لصلاحيتها، حيث يكون لابد من التخلص منها..
كما أن غازات الفم الكريهة قد تنفذ إلى مجرى الدم، وتفتك - من ثم - بالجسم كله..
وهذا الغازات التي تنشأ في الغالب من تخمر فضلات الطعام المتبقية في تجاويف الأسنان، التي لا تلبث أن تتعفن، وتصبح ذات رائحة كريهة جداً، يشعر بها كل من يحاول تنظيف أسنانه بعد إهماله لها مدة من الزمن. ثم تتحول شيئاً فشيئاً إلى ميكروبات وجراثيم تعد بالملايين ويتسبب عنها الكثير من أمراض الفم، وتفد - كما قلنا - مع الطعام إلى المعدة، ولتسبب للإنسان - من ثم - الكثير من المتاعب والأخطار..
يضاف إلى ذلك كله: أن تلك الفضلات قد تسبب قروحاً في اللثة، ومع كون الجراثيم حاضرة وجاهزة، فإنها تعمد إلى الفتك باللثة عن طريق تلك القروح وإذا ما أدت تلك القروح إلى كشف عنق السن، فلسوف ينتج عن ذلك ضعف ذلك السن وخلخلته. وليصبح من ثم عديم الفائدة ومستحقاً للقلع(51).
السواك.. هو المنقذ وهكذا.. فإن النتيجة بعد ذلك تكون هي أنه لابد للفم من منظف أولاً، ومعقم له ثانياً، يقتل هذه الجراثيم التي فيه، ويزيلها، ويمنع من حدوث أخرى مكانها..
وقد قرر الشارع: أن هذا المنظف والمطهر والمعقم هو السواك، الذي يكون في نفس الوقت علاجاً، كما هو عملية وقائية من كثير من الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان نتيجة لموبوئية الأسنان ومنها أمراض المعدة، حيث إن السواك (يصح المعدة) كما تقدم، هذا عدا عن الآثار الكثيرة التي أشرنا وسنشير إليها إن شاء الله تعالى.. كما ويلاحظ: أنه قد اعتبره مطهراً ومعقماً للفم كله، لا لخصوص الأسنان وحسب.. ولكن شرط أن يستعمل على النحو الذي يريده الشارع، وفي الأوقات والوسائل التي قررها.
ومن هنا، فإننا نعرف الحكمة في قولهم (عليهم السلام) عن السواك: إنه طهور للفم، ومنظف له، وأنه يدفع عن الإنسان السقم، ويذهب أوجاع الأضراس.. إلى غير ذلك مما تقدم، وسيأتي إن شاء الله تعالى..
9- السواك.. يشهي الطعام:
كما أن من الواضح أن موبوئية الفم وكثرة الجراثيم في تقلل من اشتهاء الإنسان للطعام، وميله إليه، ولا سيما إذا كان ثمة عسر هضم، أو حزة أو حموضة في المعدة..
بل إن من الأمور الثابتة علمياً أن تنظيف الأسنان يدفع الإنسان إلى الطعام، ويزيد من الكميات التي يتناولها منه إلى حد ملفت للنظر.. وهذا بالذات ما يفسر لنا ما ورد عنهم (عليهم السلام)، من أن السواك يشهي الطعام ويمريه..
10- عذوبة الفم.. والفصاحة..
وإذا كان الاستياك يوجب عذوبة الفم، ونقاوة اللعاب، ويشد اللثة ويقويها ويحافظ على الأسنان، ويوجب تقوية عضلات الفم، إلى آخر ما تقدم.. فإن من الطبيعي أن يكون من أسباب زيادة الرجل فصاحة، حيث تصير عضلات الفم أكثر قدرة على الحركة، وأكثر تحكماً بالنبرات الصوتية، وأكثر نشاطاً، ودقة في أدائها لوظيفتها..
• السواك بالقصب والريحان وغيرهما
ومع أننا قد أطلنا نسبياً في موضوع السواك.. إلا أن تشعب هذا الموضوع، واختلاف مناحيه وأطرافه هو الذي فرض علينا ذلك، مع اعترافنا بالعجز والقصور عن أدراك الكثير مما يرمي إليه النبي والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم، أو يشيرون إليه..
ولذا.. فإننا لا نجد محيصاً عن الإلمامة السريعة فيما يتعلق بأحوال وكيفيات السواك وأوقاته كذلك.. فنقول:
إن من الواضح أن مجرد إخراج الفضلات من تجاويف الأسنان، وإن كان في حد ذاته مفيداً.. لا أنه إذا كان بطريقة غير صالحة، فلربما تنشأ عنه أضرار تفوق ما يمكن أن يجلبه من منافع..
وهذا.. ما يبرز الحاجة الملحة لتوخي الطريقة الأصح والفضلى التي تؤدي المهمة المنشودة على أكمل وجه، وتتلافى معها جميع المضاعفات والأضرار المحتملة..
وبديهي أن إخراج الفضلات من تجاويف الأسنان بواسطة آلة صلبة، كدبوس أو إبرة أو أي آلة معدنية أخرى.. لمما يتسبب منه جرح الجدار الصلب الذي يغلف تاج السن.. كما أنه قد يؤدي إلى جرح النسيج اللثوي، الأمر الذي ينتج عنه تعرض الأسنان للنخر، واللثة للالتهابات، بفعل تلك الجراثيم التي تتواجد في الفم، والتي ربما تعد بالملايين.
وإذن.. فلابد وأن يكون السواك والخلال بوسيلة لا صلابة فيها، يؤمن معها من جرح الجدار الصلب لتاج السن، وجرح النسيج اللثوي أيضاً..
ولأجل ذلك.. فقد منع الإسلام عن السواك والخلال بالقصب وعود الرمان لأن ذلك قد يجرح النسيج اللثوي، ويؤثر في تاج السن أيضاً..
كما أنه قد منع عن عود الريحان.. ولعل ذلك يرجع إلى أنه يحتوي على بعض المواد المضرة بالأسنان وفي اللثة على حدٍ سواء..
ومما يدل على المنع عن السواك بغير الأراك والزيتون..
وما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) من أنه نهى أن يتخلل بالقصب، وأن يستاك به(52)..
وعنه (صلى الله عليه وآله) أنه نهى عن السواك بالقصب والريحان، والرمان(53).
السواك بالأراك، ونحوه:
وقد أمر الإسلام بالسواك بعود الأراك وحث عليه، وما ذلك إلا لأن النسيج الداخلي لعود الأراك بعد ملاقاته للماء أو اللعاب يتخذ حالة ملائمة جداً لعملية السواك، حيث إنه يصير مرناً، وناعماً وطرياً، يشبه الفرشاة المستعملة في هذه الأيام إلى حد بعيد، فلا يتعرض معه جدار السن، ولا النسيج اللثوي إلى أية حالة يمكن أن ينتج عنها ضرر مهما كان.. كما أن عود الزيتون يؤدي نفس هذه المهمة أيضاً على ما يبدو..
نعم.. لم يأمر الإسلام باتخاذ فرشاة، ولا أرشد إلى صنع معاجين من مواد معينة، ومعقمة ومطهرة للفم، ومضادة إلى حد ما للجراثيم.. على النحو الشائع هذه الأيام.. إذ لم يكن في ذلك الزمان معاجين، ولا كان يخطر في بالهم، أو يمر في مخيلتهم أن يحتاج تنظيف الأسنان إلى مواد كيماوية من نوع معين.. ولو أنه (صلى الله عليه وآله) أراد أن يرشدهم إلى صنع فرشاة أو تركيب معاجين كيماوية لهذا الغرض لوجد أنه سيتعرض لنسب وأباطيل لا يرضى أحد أن يتعرض لها..
ولكنه (صلى الله عليه وآله) أمرهم باتخاذ عود الأراك، أو عود الزيتون مسواكاً، وذكر له في الروايات منافع هامة، ثم أكد الأئمة بعده على ذلك..
فقد روي عن الباقر (عليه السلام): (أن الكعبة شكت إلى الله عز وجل ما تلقى من أنفاس المشركين، فأوحى الله تعالى إليها: قري كعبة، فإني مبدلك بهم قوماً يتنظفون بقضبان الشجر، فلما بعث الله محمداً، أوحى الله إليه مع جبرائيل بالسواك والخلال.. ) وهو مروي بعدة طرق(54)..
وعن النبي (صلى الله عليه وآله): أنه كان يستاك بالأراك، أمره بذلك جبرائيل(55).
وفي ما كتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون: (واعلم يا أمير المؤمنين، أن أجود ما استكت به ليف الأراك، فإنه يجلو الأسنان، ويطيب النكهة، ويشد الثلة، ويسمنها. وهو نافع من الحفر، إذا كان باعتدال. والإكثار منه يرق الأسنان، ويزعزعها، ويضعف أصولها)(56).
وبالنسبة للسواك بالزيتون فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): أنه قال: (نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة، يطيب الفم، ويذهب بالحفر، وهي سواكي، وسواك الأنبياء قبلي)(57).
أما بالنسبة لعود الزيتون الذي لم نجده إلا في هذا النص الأخير، فلا نملك معلومات يقينية عنه يمكن الاعتماد عليها..
وما يهمنا هنا هو الكلام عن عود الأراك.. فإننا إذا لاحظنا في ما عود الأراك من المنافع فلسوف ندرك: أنه ليس من اللازم، بل ولا من الراجح العدول عنه إلى الفرشاة، ولا إلى المعاجين التي يدعى أنها تساعد التنظيف، والتعقيم والتطهير، بل لابد من الاقتصار على عود الأراك، حيث قد أثبتت المختبرات الحديثة أفضليته على الفرشاة. حيث إن (للأراك رائحة طيبة، لعابية، وفيه مواد تبيض الأسنان)(58) وقال وجدي: (وله فائدة بالنسبة إلى الأسنان وهي صلاحية أغصانه للاستياك بها. وفيها من حسن النكهة، وتمام الاستعداد لاستخراج فضلات الأغذية من بين الأسنان ما يجعل استعماله أفضل من الفرشة)(59).
نعم.. و(قد وجد أحد معامل الأدوية في ألمانيا مادة خاصة في المسواك المأخوذ من شجر الأراك، تكسب الأسنان مناعة على النخر، شبيهة بمادة (الفلور) وقاتلة للجراثيم.
ولوحظ أن نسبة نخر الأسنان لدى الذين يستعملون المسواك أقل بكثير من الذين يستعملون فرشاة الأسنان. وما زال هذا المعمل يواصل بحوثه وتحرياته، ويحاول الاستفادة من هذه المادة، وإضافتها إلى معاجين الأسنان.
أما الفرشاة، فليس فيها هذه المادة القاتلة للجراثيم، ولهذا ينصح الأطباء بوضعها في الماء والملح بعد تنظيف الأسنان بها، ليقضي بواسطة ذلك على الجراثيم العالقة، أو التي ربما سوف تعلق بها، وتعود الميكروبات للفم مرة ثانية.. أما عود الأراك، فإن كل ما علق أو يعلق به، فإنه يقضي عليه تلقائياً بواسطة تلك المادة الموجودة فيه من دون حاجة إلى جعله في الماء والملح، أو غير ذلك.. هذا.. إذا استطاع الماء والملح أن يقضي على جميع أنواع الميكروبات، ومن أين له ذلك وأنى، فإن ذلك مما لم يثبت حتى الآن..
• كيفية السواك
- السواك عرضاً.. لا طولاً
ثم إن لكيفية السواك مدخل في التنظيف الكامل وعدمه، إذ أنه مرة يمر المسواك على الأسنان إمراراً ظاهريا.. وهذا لا يكفي - بطبيعة الحال - في الوصول إلى الغاية التي شرع من أجلها السواك..
ومرة يصل المسواك إلى جميع تجاويف الأسنان، ويخرج الفضلات منها.. وهذا هو المطلوب.. لأنك إذا دعكت الأسنان بالمسواك صعوداً ونزولاً، فلسوف تدخل شعب المسواك إلى جميع التجاويف، والفجوات، والخلايا.. حتى لا يبقى أي شيء من الفضلات يمكن أن يسبب ضرراً على الأسنان، أو على أي من أجهزة الجسم الأخرى.. وقد ورد الأمر من الأئمة (عليهم السلام) بهذه الطريقة قبل أربعة عشر قرناً، ولم ينتبه لها علماء الطب إلا في هذه السنوات المتأخرة، وبدأوا ينصحون باتباعها(60).
وعلى كل حال.. فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: (استاكوا عرضا، ولا تستاكوا طولاً)(61) .
وعن النبي (صلى الله عليه وآله): (اكتحلوا وتراً، واستاكوا عرضاً)(62).. وكان (صلى الله عليه وآله) إذا استاك، استاك عرضاً(63). كان أمير المؤمنين (عليه السلام) (يستاك عرضاً، ويأكل هرثاً)(64).
إلا أن من الواضح أن مجرد إجراء عملية السواك هذه، لا يكفي في إخراج الفضلات من الفم، وتنظيفه وتطهيره.. مع أن هذا هو أحد الأهداف الهامة من عملية السواك، كما صرحت به الروايات الكثيرة..
بل لابد من القيام بعملية أخرى لإخراج هذه الفضلات من الفم، وليكون الفم من ثم نظيفاً، طيب الرائحة الخ..
وقد بين لنا أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هذه الطريقة، فحكموا بلزوم المضمضة بعد السواك، وإذا كان ذلك الغرض لا يحصل من المضمضة مرة واحدة، فقد ورد الأمر بالمضمضة ثلاث مرات بعده.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (من استاك فليتمضمض)(65).
وجاء في رواية أخرى لمعلى بن خنيس عن السواك بعد الوضوء، قال (عليه السلام): (يستاك، ثم يتمضمض ثلاث مرات)(66).
- أدنى السواك:
ونلاحظ: أن اهتمام الإسلام بالسواك قد بلغ حداً لربما يصعب تفسيره على الكثيرين، أو إدراك معطياته بشكل كاف.. حتى لنجده يكتفي من السواك بالدلك بالإصبع، فعن النبي (صلى الله عليه وآله): (التسوك أو التشويص بالإبهام والمسبّحة عند الوضوء سواك)(67).. وعنهم (عليهم السلام): أدنى السواك أن تدلكه بإصبعك(68).. بل لقد اكتفى فيه بالمرة الواحدة كل ثلاث، فعن الباقر (عليه السلام): لا تدعه في كل ثلاث، ولو أن تمره مرة واحدة(69).
وهذا تعبير صادق عن مدى اهتمامهم (عليهم السلام) بالسواك، كما أنه يوحي بما للسواك من عظيم الفائدة، وجليل الأثر. فإن الدلك بالإصبع، وإن لم يكن محققاً للغاية المرجوة بتمامها، إلا أن الميسور لا يترك بالمعسور، إذ أن الدلك بالإصبع مفيد على الأقل في تقوية اللثة، وتحريك عضلاتها.. كما أنه يهتك الأغشية التي ربما تغلف الأسنان واللثة، وتستبطن معها الكثير من الفضلات التي يمكن أن تكون مسرحاً لكثير من الجراثيم والميكروبات، التي تنشأ عن تخمر الفضلات، الأمر الذي يؤثر ولو جزئياً في محدودية فعالية تلك الجراثيم على الأقل.. وهذا بالذات ما يفسر لنا قولهم (عليهم السلام): لا تدعه في كل ثلاث، ولو أن تمره مرة واحدة، كما هو ظاهر لا يخفى.
السواك بماء الورد:
نعم.. ومن أجل أن تطيب رائحة الفم أكثر، لأن السواك مطيبة للفم أيضاً، نجد أن الحسن (عليه السلام) كان يستاك بماء الورد(70).
• أوقات السواك، والسواك للصائم
قد تقدم ما يدل على استحباب السواك عند كل وضوء، وعند كل صلاة.. وإذا أراد أن ينام ويأخذ مضجعه، ووقت السحر، وفي كل مرة قام من نومه، وحين طلوع الشمس والخ..
أما الصائم فإنه يستاك أي النهار شاء(71). وكان الإمام علي (عليه السلام) يستاك في أول النهار وفي آخره، في شهر رمضان(72). ولكن لم يرجع له الاستياك بسواط رطب أيضاً(73).. ولعل ذلك من أجل أن لا يجعل الصائم في حرج من جهة صومه، مع الحرص على القيام بعملية السواك حتى في حال الصوم..
ونحن نشير هنا إلى أن وفود الجراثيم إلى الفم لا ينحصر في تخمر فضلات الطعام فيه، لأن من الممكن أن تصل إلى الفم عن طريق ملامسة بعض الأجسام الأخرى غير الطعام.. بل ومن الطعام نفسه إذا كان ملوثاً بما هو خارج عنه.. كما أن من الممكن أن تتوافد إلى الفم عن طريق الهواء غير النقي، الذي يصل إلى الفم، وإلى غيره من أجهزة الجسم عن طريق التنفس.
ولأجل هذا.. فقد اختلفت الميكروبات التي يعاني منها الفم وتنوعت، ولا يضاهيه في اختلافها وتنوعها أي عضو آخر في الإنسان على الإطلاق.. وهو أكثر الأعضاء قابلية لاستقبالها، وهو المكان الأمثل لنموها وتكاثرها.. لأن اللعاب الذي يتدفق باستمرار - وإن كان في حالة سلامة الجسم - يمكنه أن يقضي على كثير من أنواع الميكروبات(74) ، إلا أنه في غير هذه الحالة يمثل الدرع الواقي والغطاء الطبيعي لها، الذي يمكنه أن يحميها من كثير من العوارض: بل إنه يمثل الغذاء لها لو حرمت الغذاء.. وإذا لاحظنا مدى حساسية هذا العضو - الفم - بالنسبة لسائر أجهزة الجسم الأخرى.. فإننا نعرف السر في تجويز الاستياك للصائم.. وفي دعوة الإسلام للاستياك في الأوقات المختلفة المتقدم ذكرها..
أضف إلى ذلك: أن بقاء محيط الفم لعدة ساعات في حالة هدوء معناه أنه إذا كان فيه شيء من الفضلات المتبقية فإن التخمير يتم فيه بيسر وسهولة حينئذٍ، كما أنه لو كانت بعض الجراثيم متخلفة في الفم فإنها تستطيع مهما كانت ضئيلة ومحدودة أن تقوم بنشاط واسع من دون وجود أي وازع أو رادع.
فإذا استاك قبل النوم فإنه يقضي بذلك على كل ذلك، ولا يبقى ثمة فرصة لنشاط الجراثيم، ولا لتخمر الفضلات..
كما أن السواك بعد النوم يقضي على الجراثيم الوافدة إلى الفم عن طريق التنفس وغيره. ويقول البعض: (إن تدفق اللعاب باستمرار في الفم عامل مهم في منع إصابة الأسنان بالتسوس والخراب، لأن اللعاب يؤثر في تنظيفها ميكانيكياً، وحيث أنه يقل تدفق اللعاب ليلاً، فإن قابلية الأسنان للتعرض للخراب تزيد طبعاً، وهذا ما يؤكد الحاجة للسواك بعد النوم كما قلنا)(75) .. كما أن السواك يقضي على الميكروبات التي يمكن أن تكون قد نشطت أثناء النوم، وعلى بعض الفضلات لو فرض تخلفها في تجاويف الفم، فيما لو كان السواك قبل النوم غير فعال، بسبب التقصير في الاستقصاء فيه.. نعم.. ولعل ما ذكرناه يلقي بعض الضوء على ما تقدم من قولهم (عليهم السلام): لو علم الناس ما في السواك لأباتوه معهم في لحاف.. وهذا ما يؤكد لنا عظمة الإسلام، وانسجامه مع الحاجات الطبيعية، التي تكتنف وجود هذا الكائن، وتهيمن عليه..
ويلاحظ هنا: أن جرح اللثة بالسواك ثم تعفنها غير وارد هنا بالنسبة للإنسان السليم.. وذلك لأن الفم يتمتع بمناعة خاصة ضد تعفن جراحة الفم، ولعل هذا هو السر في اعتبار الإسلام الفم طاهراً، مطهراً، بحيث لو ظهر فيه دم فإنه يطهر بنفسه بمجرد ذهاب آثاره.. كما أن اللعاب نفسه قاتل للميكروب لدى الرجال الأصحاء، كما قدمنا(76).
ولكن ذلك لا يعني عدم تولد ملايين الجراثيم في الفم بفعل التخمر الذي تغلفه أغشية تمنع من تأثير اللعاب في مكافحتها عادة.. كما أشرنا إليه من قبل..
هذا.. ونجد أن الرضا (عليه السلام) يستاك في كل مرة بأكثر من مسواك واحد، ولعله لأجل أن تلافى ما يمكن أن يعلق بكل واحد منها أثناء عملية السواك هذه، ثم يمضغ الكندر بعد سواكه..
فقد ورد أن الرضا (عليه السلام) كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه إلى أن تطلع الشمس، ثم يؤتى بخريطة فيها مساويك، فيستاك بها واحداً بعد واحد، ثم يؤتى بكندر فيمضغه الخ(77) . ولعل مضغة للكندر بهدف تطييب رائحة فمه، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه أجمعين..
• السواك.. والتلوثات الخارجية
لقد ورد عن الصادق (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا صلى العشاء الآخرة أمر بوضوئه وسواكه، فيوضع عند رأسه مخمراً، فيرقد ما شاء الله، ثم يقوم، فيستاك الخ(78).
كما.. وتقدم أن الرضا (عليه السلام) كان وهو بخراسان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه إلى أن تطلع الشمس، ثم يؤتى بخريطة فيها مساويك، فيستاك بها واحداً بعد واحد، ثم يؤتى بكندر الخ..
وهذا يعكس رغبة النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام (عليه السلام) بالمحافظة على المساويك، ولو بجعلها في خريطة، أو الاحتفاظ بها مغطاة إلى وقت الحاجة.. حتى لا يصل إليها أي من أنواع الجراثيم من أي سبب كان، حتى من الهواء، فضلاً عن ملامسة أي شيء آخر لها.. وهذا هو منتهى الدقة في المحافظة على سلامة البدن.. ولاسيما إذا لاحظنا أن الرضا (عليه السلام) نفسه يجعل لكل صلاة مسواكاً خاصاً بها، من أجل أن لا يبقى في المسواك حين استعماله للمرة الثانية أي أثر للرطوبة من العملية السابقة، لأن الرطوبة يمكن أن تنسجم مع حياة بعض الجراثيم التي ربما تعلق بها(79)، ويكون اللعاب حاجزاً من تأثير المواد التي في المسواك في إهلاكها وإبادتها..
الهوامش:
1- وسائل الشيعة ج 1 ص 356 وفي هامشه: عن فروع الكافي ج 1 ص 124 والبخاري نشر دار الفكر ج 1 ص 66 وسنن أبي داوود ج 1 ص 15.
2- البحار ج 76 ص 202 و 203 وفي هامشه عن مكارم الأخلاق ص 40 و 41 و 337.
3- وسائل الشيعة ج 1 ص 356 والبحار ج 80 ص 344 وفي هامشهما عن المقنع ص 3 ط حجر ص 8 ط قم.
4- الكافي ج 3 ص 23 والوسائل ج 1 ص 357 وسنن ابن ماجة ج 1 ص 105.
5- المحاسن للبرقي ص 563، ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 33 ومكارم الأخلاق ص 49 ط 6 والبحار ج 76 ص 134.
6- مكارم الأخلاق ص 39 والوسائل ج 1 ص 356 وسنن الدارمي ج 1 ص 175 وسنن أبي داوود ج 1 ص 15 وسنن ابن ماجة ج1 ص 105 وسنن النسائي ص 8 ج 1 والبحار ج 80 ص 343 و ج 76 ص 135.
7- المحاسن ص 559 والبخاري نشر دار الفكر ج 1 ص 66 وسنن أبي داوود ج 1 ص 15 والبحار ج 76 ص 131.
8- راجع: البحار ج 76 ص 235 و 232 ومكارم الأخلاق ص 35 و 252.
9- علل الشرائع ص 295 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 33 والوسائل ج 1 ص 359 ومكارم الأخلاق ص 50 ط 6 والبحار ج 76 ص 137 و127.
10- المحاسن للبرقي ص11 والخصال ص 409 والوسائل ج 1 ص 353 والبحار ج 76 ص 128 و ج 75 ص 469 و ج 81 ص 204 وميزان الحكمة ج 9 ص 130 عن الوسائل ج 2 ص 660 باب 33: كراهة التمرض من غير علة.
11- المحاسن ص 558 والوسائل ج 1 ص 357 والبحار ج 80 ص 343 و ج 76 ص 130 / 131 و 138 وعن مكارم الأخلاق ص 51.
12- راجع: البحار ج 80 ص 210 و ج 76 ص 139، وفي هامشه عن نوادر الراوندي ص 40.
13- الكافي ج 6 ص 495 وج 3 ص 23 والوسائل ج 1 ص 346 وراجع: المحاسن ص 560 ومكارم الأخلاق ص 41 و 49 ط 6 والبحار ج 76 ص 97 و 127 و 142 وراجع ص 131 و 135 والخصال ص 142 وروضة الواعظين ص 208.
14- الكافي ج 6 ص 495 و 496 وراجع: الوسائل ج 1 ص 346 و 347 و 348 والمحاسن ص 560 ومن لا يحضره الفقيه ج 4 ص 7 و ج 1 ص 32 وسنن ابن ماجة ج 1 ص 106 والبحار ج 76 ص 126 و 139 و 132 و 333 و 131 وفي هامشه عن الأمالي ص 253 و 357 وعن نوادر الراوندي ص 40.
15- المحاسن ص 558 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 32 والوسائل ج 1 ص 346 والبحار ج 76 ص 130 و 138 وعن الكافي ج 2 ص 84 وعن مكارم الأخلاق ص 51.
16- الوسائل ج 1 ص 360 وج 7 ص 57 - 60 روايات كثيرة، وفي هامشه عن عدد من المصادر.
17- البحار ج 76 ص 135 ومكارم الأخلاق ص 48 ص 49 ط 6.
18- البحار ج 99 ص 180 وعلل الشرائع ص 407.
19- مكارم الأخلاق ص 49.
20- راجع: من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 32 والبحار ج 76 ص 136 و 132 و 140 و ج 80 ص 343 و 338 و 339 و 344 و ج 77 ص 71، ومكارم الأخلاق ص 49 وعن المقنع ص 8، ط قم، وعن كتاب الإمامة والتبصرة، وروضة الكافي ص 79، والمحاسن للبرقي ص 17، و 561.
21- راجع: الكافي ج 6 ص 496 والمحاسن ص 561، والوسائل ج 1 ص 355 و 354 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 34 والبحار ج 76 ص 132 و ج 80 ص 338 وكشف الأستار ج 1 ص 240 و 241 و 243 ومجمع الزوائد ج 2 ص 97.
22- الوسائل ج 1 ص 254 و355 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 18 والكافي ج 3 ص 22 والمحاسن للبرقي ص 561 وعلل الشرائع ص 293 والبحار ج 76 ص 126 و 137 و ج 80 ص 341 و 343 344 ومكارم الأخلاق ص 50 وسنن الدارمي ج 1 ص 174 وسنن ابن ماجة ج 1 ص 105 وسن أبي داوود ج 1 ص 12 وسنن النسائي ص 12 ج 1 والبخاري ج 2 ص 34 نشر دار الفكر.
23- المحاسن للبرقي ص 562، ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 33 والوسائل ج 1 ص 355 والبحار ج 76 ص 133 و ج 80 ص 339 و 344 عن بعض ما تقدم، وعن المقنع ص 8 ط قم.
24- الكافي ج 3 ص 22 والمحاسن ص 561، ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 33، والوسائل ج 1 ص 355 والبحار ج 76 ص 133 و 137 و 139 وج 80 ص 339 و 242 والخصال ص 481 ومكارم الأخلاق ص 50 وجامع الأخبار ص 68 وراجع كشف الأستار عن زوائد البزار ج 1 ص 244 و 245 ومجمع الزوائد ج 2 ص 98.
25- البحار ج 80 ص 344 عن أعلام الدين.
26- البحار ج 76 ص 38 و ج 80 ص 344 ومكارم الأخلاق ص 51.
27- البحار ج 76 ص 128 والخصال ص 449.
28- البحار ج 76 ص 67 و ج 80 ص 345 وفي هوامشه عن المصادر التالية: الخصال ج 1 ص 130 وفقه الرضا ص 1 وتفسير القمي ص 50 والهداية ص 17.
29- من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 34 والبحار ج 76 ص 129.
30- الكافي ج 3 ص 23 والمحاسن ص 561 و 559 وعلل الشرائع ص 293، والوسائل ج 1 ص 357 والبحار ج 80 ص 339 و341 و343 و ج 76 ص 126 و132.
31- ثواب الأعمال ص 34، علل الشرائع ص 107 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 34 والوسائل ج 1 ص 349 و 351 والبحار ج80 ص 343، 344 وج 76 ص 130.
32- من لا يحضره الفقيه ج1 ص32 وسنن ابن ماجة ج1 ص106 والوسائل ج 1 ص358، والبحار ج 76 ص130 و131 وج80 ص344 عن المقنع ص8 ط قم، وعن أعلام الدين وصحيفة الرضا ص 11 والمحاسن للبرقي ص558.
33- البحار ج 76 ص 127.
34- راجع: من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 33، ومكارم الأخلاق ص 49، والبحار ج 76 ص 136 و 126 وج 69 ص 370 وفي هامشه عن أمالي الصدوق ص 216.
35- البحار ج 76 ص 129 و 138 و 139 وفي هامشه عن الخصال ج 1 ص 155 وعن مكارم الأخلاق ص 55 وعن نوادر الراوندي ص 40.
36- علل الشرايع ص 294 ص 295 و من لا يحضره الفقيه ج 1 ص33 والوسائل ج 1 ص 349 ومكارم الأخلاق ص 49 والبحار ج 76 ص 127 و136.
37- المحاسن للبرقي ص562 و563 وراجع: البحار ج 76 ص 133 و139 وج 62 ص 204 و203 عنه وعن تحف العقول ص15، وعن طب الأئمة ص 66.
38- راجع الحديث في: المحاسن ص 562 و 563 والكافي ج 6 ص 496، والوسائل ج 1 ص 347 و 350 و 349 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 34، وروضة الواعظين ص 308 والخصال ص 449، وثواب الأعمال ص 34 والبحار ج 76 ص 129 و 137 و138 و 133 و ج 77 ص 55 و ج 80 ص 346 و 341 و 342 ومكارم الأخلاق ص 50 وصحيح البخاري نشر دار الفكر ج 2 ص 234، وسنن النسائي ج 1 ص 10 ومصباح الشريعة ص 123 وعن الهداية ص 18.
39- الجامعة الأولى أخر الأنبياء ج 12 ص 20.
40- ثواب الأعمال ص 34 والبحار ج 76 ص 130 والوسائل ج 1 ص 351.
41- المحاسن ص 563 والوسائل ج 1 ص 348 والكافي ج 6 ص 496 والبحار ج 62 ص 145 و ج 76 ص 133.
42- المحاسن ص 563 و 562 ومكارم الأخلاق ص 50 و 48 والبحار ج 76 ص 139 و 96 و 134 و 133 و 145 و 137 وعن تحف العقول ص 15 وراجع مصادر حديث الاثنتي عشرة خصلة وغير ذلك كثير..
43- مكارم الأخلاق ص 48 والبحار ج 76 ص 135.
44- راجع: البحار ج 76 ص 133 و 138 و 319 و 320 و ج 66 ص 443 و ج 62 ص 262 و 266 و 272، و ج 77 ص 55 ومكارم الأخلاق ص 51 وفي هوامش البحار عن مكارم الأخلاق ص 50 و 55 و 46 و 45، وعن الخصال ج 1 ص 126 وعن السرائر، وعن كتاب طريق النجاة، وعن الشهيد (قدس سره)، وعن دعائم الإسلام والمصادر لذلك كثيرة.
45- الوسائل ج 1 ص 350 و 352 والخصال ص 443.
46- أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 279 والبحار ج 76 ص 139 والوسائل ج 3 ص 383.
47- راجع البحار ج 76 ص 138 وجامع الأخبار ص 68.
48- سيأتي ذلك في حديث الاثنتي عشرة خصلة في السواك..
49- الكافي ج 6 ص 496، والمحاسن للبرقي ص 561، والبحار ج 76 ص 132 وفي المحاسن: مالي أراكم قلحاً مرغاً.. ففي التاج ذو شعر مرغ أي متشعث يحتاج إلى الدهن، أو دنس من كثرة الدهن.. وراجع أيضاً كشف الأستار ج 1 ص 243 ومجمع الزوائد ج 2 ص 97.
50- النشرة: هي انتشار العضو التناسل. وذلك غير بعيد، بعد أن كان السواك من أسباب القوة والنشاط في مختلف أجهزة الجسم..
51- راجع كتاب: الصحة والحياة ص 35 ص 36 فإنه قد أوضح ذلك.
52- المحاسن ص 564 ومكارم الأخلاق ص 153.
53- المصدران السابقان.
54- المحاسن للبرقي ص 558 ومن لا يحضره الفقيه ج 1 ص 34 والوسائل ج 1 ص 357 و 348 ومكارم الأخلاق ص 50 والبحار ج 66 ص 439 و ج 76 ص 130 و 138 وفي هوامشه عن تفسير القمي ص 50 وعن فروع الكافي ج 1 ص 314.
55- مكارم الأخلاق ص 39، والبحار ج 76 ص 135.
56- راجع الرسالة الذهبية ص 50 ط.سنة 1402هـ. والأنوار النعمانية ج 4 ص 180 والبحار ج 62 ص 317.
57- مكارم الأخلاق ص49 والبحار ج76 ص135.
58- الجامعة الأولى وآخر الأنبياء ج12 ص134.
59- دائرة معارف القرن العشرين ج1 ص201.
60- الصحة والحياة ص37.
61- من لا يحضره الفقيه ج1 ص33 وراجع البحار ج80 ص343 وج66 ص414.
62- من لا يحضره الفقيه ج1 ص33 ومكارم الأخلاق ص50 والبحار ج76 ص137 والوسائل ج1 ص412.
63- مكارم الأخلاق ص35 والكافي ج6 ص297 ومجمع الزوائد 2 ص100.
64- الوسائل ج16 ص497 وفي هامشه عن الفروع ج2 ص164 وقصار الجمل ج1 ص18 والهرث: أن يأكل بأصابعه جميعاً.
65- الوسائل ج1 ص354 والمحاسن ص653 و561 والبحار ج76 ص134.
66- المحاسن ص561 والبحار 80 ص339.
67- البحار ج80 ص344 عن دعوات الراوندي، والوسائل ج 1 ص359 وفي هامشه عن التهذيب ج1 ص101.
68- الكافي ج3 والوسائل ج1 ص359، وراجع البحار ج76 ص127 و137 عن علل الشرايع ج1 ص278 وعن مكارم الأخلاق ص52 وراجع مجمع الزوائد ج2 ص100.
69- الكافي ج3 ص23 ومن لا يحضر الفقيه ج1 ص33، ومكارم الأخلاق ص50 والوسائل ج1 ص359 و353 والبحار ج76 ص137، وراجع هوامش الوسائل...
70- البحار ج80 ص346 عن الهداية ص18.
71- الكافي ج3 ص23، والمحاسن ص563 والبحار ج76 ص136 و134 ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص33 والاستبصار ج1 ص91 ومكارم الأخلاق ص49 والوسائل ج1 ص360 و57 و58 والبخاري نشر دار الفكر العربي ج2 ص234 وسنن أبي داوود ج2 وسنن ابن ماجة..
72- الوسائل ج7 ص60 وفي هامشه عن قرب الإسناد ص43.
73- الاستبصار ج2 ص91/92 والوسائل ج1 ص360 وج7 ص55 و59 و58 وفي هوامشه عن العديد من المصادر.
74- فإن لم يمكن فإن أسيد المعدة يقضي عليها، فإن لم يمكن قضت عليها تركيبات الصفراء (راجع: أولين دانشگاه وآخرين بيامبر ج12 ص122 و126).
75- الجامعو الأولى وآخر الأنبياء ج12 ص155 ص 156.
76- المصدر السابق ج 12 ص 122 و 126، وراجع: من أمالي الإمام الصادق ج 1 ص 100.
77- الوسائل ج 1 ص 360 والبحار ج 67 ص 137 ومكارم الأخلاق ص 50، وعن التهذيب ج 1 ص 163 و الجامعة الأولى ج 12 ص 132.
78- الكافي ج 3 ص 445 والوسائل ج 1 ص 356 و أولين دانشگاه وآخرين بيامبر ج 2 ص 129.
79- الجامعة الأولى وآخر الأنبياء ج 12 ص 132.