المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى قوله تعالى اولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين


عصر الشيعة
14-05-2017, 09:48 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد

بسم الله الرحمن الرحيم


السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز,الشيخ أبو جعفر الطوسي في مصباح الأنوار: عن أنس بن مالك, قال: صلى بنا رسول الله | في بعض الايام صلاة الفجر, ثم أقبل علينا بوجهه الكريم, فقلت: يا رسول الله إن رأيت ان تفسر لنا قول الله عز وجل: {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً}[50] فقال |: أما النبيون فأنا, وأما الصديقون فأخي علي بن أبي طالب ×, وأما الشهداء فعمي حمزة, وأما الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين.
قال: وكان العباس حاضراً, فوثب وجلس بين يدي رسول الله | وقال: ألسنا أنا وأنت وعلي وفاطمة والحسن والحسين من نبعة واحدة؟ قال: وكيف ذلك يا عم؟ قال العباس: لأنك تُعرّف بعلي وفاطمة والحسن والحسين دوننا, فتبسم النبي | وقال: أما قولك يا عم ألسنا من نبعة واحدة فصدقت, ولكن يا عم إن الله تعالى خلقني وعلياً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الله تعالى آدم, حيث لا سماء مبنية, ولا أرض مدحية, ولا ظلمة ولا نور, ولا جنة ولا نار, ولا شمس ولا قمر.
قال العباس: وكيف كان بدو خلقكم يا رسول الله؟ قال: يا عم لما أراد الله تعالى أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نوراً, ثم تكلم بكلمة فخلق منها روحاً, فمزج النور بالروح فخلقني, وأخي علياً, وفاطمة, والحسن, والحسين, فكنا نسبحه حين لا تسبيح, ونقدسه حين لا تقديس, فلما أراد الله تعالى أن يُنشئ الصنعة فتق نوري, فخلق منه العرش, فنور العرش من نوري, ونوري خير من نور العرش. ثم فتق نور أخي علي بن أبي طالب × فخلق منه نور الملائكة, فنور الملائكة من نور علي, فنور علي أفضل من الملائكة.
ثم فتق نور ابنتي فاطمة فخلق منه نور السماوات والارض ونور ابنتي فاطمة من نور الله فنور ابنتي فاطمة أفضل من نور السماوات والارض, ثم فتق نور ولدي الحسن, فخلق منه نور الشمس والقمر, فنور الشمس والقمر من نور ولدي الحسن ونور الحسن من نور الله والحسن أفضل من الشمس والقمر, ثم فتق نور ولدي الحسين, فخلق منه الجنة, والحور العين, فنور الجنة والحور العين من نور ولدي الحسين, ونور ولدي الحسين من نور الله وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين.
ثم أمر الله الظلمات أن تمر على السموات فأظلمت السماوات على الملائكة, فضجت الملائكة بالتسبيح والتقديس, وقالت: إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا, وعرفتنا هذه الاشباح لم نر بؤساً, فبحق هذه الاشباح إلا كشفت عنا هذه الظلمة, فأخرج الله من نور ابنتي فاطمة ÷ قناديل معلقة في بطنان العرش, فازهرت السماوات والارض, ثم أشرقت بنورها, فلأجل ذلك سميت الزهراء, فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر الذي قد أزهرت منه السماوات والارض؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة ابنة حبيبي, وزوجة وليي, وأخي نبيي وأبو حججي على عبادي في بلادي أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم, وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها, ثم لمحبيها إلى يوم القيامة.
فلما سمع العباس من رسول الله | ذلك وثب قائماً, وقبل بين عيني علي ×, وقال: والله يا علي أنت الحجة البالغة لمن آمن بالله تعالى.[51]