الباحث الطائي
13-06-2017, 07:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ،،،
وأنا اقرأ القران هذا اليوم وردت عليّ هذه الآيات المباركة من سورة الشعراء ، فالتفت الى قضية دقيقة في التعبير ، ثم بعد التامل والبحث وجدت تعبير آخر يتعرض لنفس الحدث وبتعبير وصيغة خطاب مغايرة !
نذهب معكم في جولة تأمل ومحاولة فهم لهذه النقطة .
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( 16 ) سورة الشعراء
الاية رقم 15 اعلاه ( قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ )
يخاطب الله تعالى اولا موسى ( واخيه هارون ) عليهما السلام والخطاب بصيغة المثنّـى " فَاذْهَبَا " ،،، ثم بعدها مباشرتا يقول له الله تعالى ( إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ )
و " معكــم " اشارة وخطاب للجمع ، ولم يقل الله تعالى " معكمـا " خاصة وان الاية التي بعدها يرجع الخطاب ليكون بالاشارة الى المثنى وهما موسى وهارون كما في الكلمتين : فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
الجواب الممكن لفهم المقصد والله اعلم هو كالاتي :
كلمة ( معكم ) هي جمع مع او معك ، والمثنى معكما ،،،
والمعيّة ( مع او معك او معكما او معكم ) لها معاني متعددة بحس الغاية والحيثية
وعليه - نفهم من صيغة الخطاب الإلهي لما خاطب نبيه موسى وأخيه هارون وقال لهما مخاطبا بصيغ المثنى ( فَاذْهَبَا ، فَأْتِيَا ، فَقُولَا )
انه هنا كان بمحل الظهير والساند والحافظ لهما بعد ان بين له موسى ع المخاوف والمحاذير والحاجة . فالمعية الإلهية كانت معية النصرة والله سيكون ناصرا وحافظا لهما في ذهابهما ومن ثم أتيانهما لفرعون وفي قولهما الذي ارسلوا به ولذلك وافق الموقف الإلهي الناصر لهما صيغة الخطاب الموجه لهما بالمثنى . وايضا كانت هذه الافعال الثلاثة ( ارادة الذهاب ، واتيان فرعون وملئه ، والقول له / الخطاب المرسلين به ) واقع تحت التكليف المنحصر بهما
في حين تحول الخطاب في وسط هذا ليكون الخطاب بصيغة الجمع ( معكم ) فهنا يمكن افتراض معكم بمعنى وغاية الحضور / الشهود والعلم بالموقف الذي سيجمع كلا من موسى ع وهارون ع مَـع فرعون وملئه ، وقرينته قوله تعالى بعد ( معكم ) بـ ( مستمعون ) ، مستمعون لكما كما سيستمع فرعون وملئه لكم .
اي سنرى ونعلم ما سيجري بينكما وبينه وكيف لا وهو تعالى العليم السميع البصير الشاهد الذي لا يخفى عليه شيء في السماوات والارض . ولم يقل الله ( معكما ) وان كانت لعله ممكنة ، لان الله وعد بالنصرة والاسناد مسبقا والموقف بعد اللقاء بفرعون وملئه موقف جمع وتحصيل غاية إما القبول او الرفض ، ولذلك الله اخبر هنا بانه سيكون معهم جميعا في ذلك الموقف ولم يطلع رسولاه ما في غيبه عن نتيجة الامر . ولكن دعم بالايات والحجة ووعد بالنصرة والاسناد والحفظ لهما . والله اعلم
ومما يؤيد هذا الفهم ما جاء في سورة اخرى بالخصوص : قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ( 46) / سورة طه
فالخطاب لهما بالمثنى ( مَعَكُمَا ) وهو يذكر نفس الموقف والحاثة المخصوصة المذكورة في سورة الشعراء وقد كان الخطاب فيها ( معكم ) , ويمكن ان يفهم من ( معكما ) كسابق معنى المعية الذي اشرنا اليه بقصد النصرة والحفظ من الخوف .
لذلك اشفعها بـ ( أَسْمَعُ وَأَرَى ) اي حاضر معكما اسمع ما سيقوله لكما ، وأرى ما سوف يريد ان يفعله لكما وانتما " برعايتي وحفظ مني" ( للزوم تميم مقصد المعية هنا ) ،،، في حين الخطاب الذي جاء بـ ( معكم ) اشفع فقط بـ ( مستمعون ) وهذا يوافق اكثر معنى الاستماع بمعنى الحضور والعلم الحاصل بما سيجري معهم جميعا ( معية الحضور ) من دون اشارة وتضمين المعية بمعنى الظهير والناصر والحافظ ، فتأمل .
الخلاصة : سيكون ويفهم من صيغة الخطاب الإلهي الذي جاء في سورة الشعراء بقوله تعالى ( معكم ) هو معية " حضور وعلم " بالجمع الذي بين موسى وهارون مع هارون وملئه ، في حين صيغة الخطاب بالمثنى في قواه تعالى ( معكما ) في اية ( 46 ) من سورة طه هي معيّة " الظهير والاسناد والتاييد والحفظ " .
والله اعلم
الباحث الطائي
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ،،،
وأنا اقرأ القران هذا اليوم وردت عليّ هذه الآيات المباركة من سورة الشعراء ، فالتفت الى قضية دقيقة في التعبير ، ثم بعد التامل والبحث وجدت تعبير آخر يتعرض لنفس الحدث وبتعبير وصيغة خطاب مغايرة !
نذهب معكم في جولة تأمل ومحاولة فهم لهذه النقطة .
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( 16 ) سورة الشعراء
الاية رقم 15 اعلاه ( قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ )
يخاطب الله تعالى اولا موسى ( واخيه هارون ) عليهما السلام والخطاب بصيغة المثنّـى " فَاذْهَبَا " ،،، ثم بعدها مباشرتا يقول له الله تعالى ( إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ )
و " معكــم " اشارة وخطاب للجمع ، ولم يقل الله تعالى " معكمـا " خاصة وان الاية التي بعدها يرجع الخطاب ليكون بالاشارة الى المثنى وهما موسى وهارون كما في الكلمتين : فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
الجواب الممكن لفهم المقصد والله اعلم هو كالاتي :
كلمة ( معكم ) هي جمع مع او معك ، والمثنى معكما ،،،
والمعيّة ( مع او معك او معكما او معكم ) لها معاني متعددة بحس الغاية والحيثية
وعليه - نفهم من صيغة الخطاب الإلهي لما خاطب نبيه موسى وأخيه هارون وقال لهما مخاطبا بصيغ المثنى ( فَاذْهَبَا ، فَأْتِيَا ، فَقُولَا )
انه هنا كان بمحل الظهير والساند والحافظ لهما بعد ان بين له موسى ع المخاوف والمحاذير والحاجة . فالمعية الإلهية كانت معية النصرة والله سيكون ناصرا وحافظا لهما في ذهابهما ومن ثم أتيانهما لفرعون وفي قولهما الذي ارسلوا به ولذلك وافق الموقف الإلهي الناصر لهما صيغة الخطاب الموجه لهما بالمثنى . وايضا كانت هذه الافعال الثلاثة ( ارادة الذهاب ، واتيان فرعون وملئه ، والقول له / الخطاب المرسلين به ) واقع تحت التكليف المنحصر بهما
في حين تحول الخطاب في وسط هذا ليكون الخطاب بصيغة الجمع ( معكم ) فهنا يمكن افتراض معكم بمعنى وغاية الحضور / الشهود والعلم بالموقف الذي سيجمع كلا من موسى ع وهارون ع مَـع فرعون وملئه ، وقرينته قوله تعالى بعد ( معكم ) بـ ( مستمعون ) ، مستمعون لكما كما سيستمع فرعون وملئه لكم .
اي سنرى ونعلم ما سيجري بينكما وبينه وكيف لا وهو تعالى العليم السميع البصير الشاهد الذي لا يخفى عليه شيء في السماوات والارض . ولم يقل الله ( معكما ) وان كانت لعله ممكنة ، لان الله وعد بالنصرة والاسناد مسبقا والموقف بعد اللقاء بفرعون وملئه موقف جمع وتحصيل غاية إما القبول او الرفض ، ولذلك الله اخبر هنا بانه سيكون معهم جميعا في ذلك الموقف ولم يطلع رسولاه ما في غيبه عن نتيجة الامر . ولكن دعم بالايات والحجة ووعد بالنصرة والاسناد والحفظ لهما . والله اعلم
ومما يؤيد هذا الفهم ما جاء في سورة اخرى بالخصوص : قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ( 46) / سورة طه
فالخطاب لهما بالمثنى ( مَعَكُمَا ) وهو يذكر نفس الموقف والحاثة المخصوصة المذكورة في سورة الشعراء وقد كان الخطاب فيها ( معكم ) , ويمكن ان يفهم من ( معكما ) كسابق معنى المعية الذي اشرنا اليه بقصد النصرة والحفظ من الخوف .
لذلك اشفعها بـ ( أَسْمَعُ وَأَرَى ) اي حاضر معكما اسمع ما سيقوله لكما ، وأرى ما سوف يريد ان يفعله لكما وانتما " برعايتي وحفظ مني" ( للزوم تميم مقصد المعية هنا ) ،،، في حين الخطاب الذي جاء بـ ( معكم ) اشفع فقط بـ ( مستمعون ) وهذا يوافق اكثر معنى الاستماع بمعنى الحضور والعلم الحاصل بما سيجري معهم جميعا ( معية الحضور ) من دون اشارة وتضمين المعية بمعنى الظهير والناصر والحافظ ، فتأمل .
الخلاصة : سيكون ويفهم من صيغة الخطاب الإلهي الذي جاء في سورة الشعراء بقوله تعالى ( معكم ) هو معية " حضور وعلم " بالجمع الذي بين موسى وهارون مع هارون وملئه ، في حين صيغة الخطاب بالمثنى في قواه تعالى ( معكما ) في اية ( 46 ) من سورة طه هي معيّة " الظهير والاسناد والتاييد والحفظ " .
والله اعلم
الباحث الطائي