ابو علي الناصري
16-06-2017, 07:41 PM
الهمج الرعاع من المجتمع المسلم، فمن سوء حظ البشرية إنهم دائما كم هائل مما يمكن للظالم إن يجعلهم آلة تدميرية للناس أنفسهم، وهؤلاء وأمثالهم في وجودهم وفي خروجهم ثقل وجهد وعناء على صاحب الحق والإمام العدل فتراهم في الفترة التي كانوا فيها مؤيدين له سلام الله عليه دائما كانوا متشائمين تحوطهم السامة والكسل والفترة أينما يوجههم أمير المؤمنين(عليه السلام) لا يأتون بخير، تراهم متثاقلين راضين بالقليل ممنين أنفسهم بالجنة بلا عمل، وكانت سمتهم هي التشكيك في كل صغيرة وكبيرة وتجديد الأعذار بين الحين والآخر تجاه كل تكليف يصدر من الجهة الشرعية التي يعتقدون بصحتها طبعا، فحينما يوجههم أمير المؤمنين(عليه السلام) بأي توجيه لا تجد الاستجابة من الجميع بل النادر الأندر هو من يستجيب ويعمل ويحاول إفراغ ذمته إمام الله تعالى والبقية تقدم العذر تلو العذر والكذب على النفس وتعطيل مشاريع الله تعالى من اجل إرضاء أنفسهم المريضة الأمارة بالسوء وهذا الصنف من الناس وصفهم أمير المؤمنين بأنهم همج رعاع ينعقون مع كل ناعق فهؤلاء أربكوا الدولة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين واضعفوا الإمام حيث تثاقلوا جدا من محاربة أهل البغي والفُسّاد والسُرّاق وقطاع طرق حيث رفضوا القتال في الصيف لحر الصيف ورفضوا القتال في الشتاء لبرد الشتاء فأصبح الإمام (عليه السلام) يشكوا إلى الله منهم وقال: (فيا عجباً .. عجباً والله يميث القلب ويجلب الهم .. من اجتماع هؤلاء على باطلهم ، وتفرقكم عن حقكم ! فقبحاً لكم وترحاً ، حين صُرتم غرضاً يُرمى، يُغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزَون ولا تغزون , ويُعصى الله وترضون !! فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم: هذه حمارة القيظ ، أمهلنا يسبخ ( يخف ) عنا الحر، وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم: هذه صبارة القر (البرد)، أمهلنا ينسلخ عنا البرد .. كل هذا فرارا من الحر والقر ، فإذا كنتم من الحر والقر تفرون ، فأنتم والله من السيف أفر ! يا أشباه الرجال ولا رجال ! حلوم الأطفال ، وعقول ربات الحجال .. لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة والله جرت ندماً ، وأعقبت ذما ً. قاتلكم الله ! لقد ملأتم قلبي قيحاً ، وشحنتم صدري غيظاً ، وجرعتموني نغب التهمام ( جرع الهم ) أنفاساً .. وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ، ولكن لا علم له بالحرب .. لله أبوهم ! وهل أحد منهم أشد لها مراساً ، وأقدم فيها مقاماً مني ! لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، وها أنا قد ذرفت على الستين ! ولكن لا رأي لمن لا يطاع ! ..)، وهؤلاء اليوم هذا الصنف من الناس يقف نفس الموقف ضد أي دعوة حق ويُستغل من قبل الغاصبين الانتهازين وهم يطبلون ويصفقون لقاتليهم ويرفعون الحراب مرة حراب مادية وأخرى معنوية بتلك الألسن الجارحة وإثارة الدعايات والافتراءات ضد الحق ... وكما هو حال همج رعاع الأمس هاهم همج رعاع عصرنا هذا الذين نصحهم صاحب الحق النائب الحقيقي لأمام الزمان(عجل الله تعالى) وأصحابه الأخيار الأنصار الذين لم يألوا جهدا في نصح الناس وتحذريهم من تسليط السارقين والفاسدين على رقابهم مرة أخرى بإعادة انتخابهم نراهم قد أعادوا انتخاب أولئك الساسة المفسدون بعد أن أغروهم بالمال والوعود الكاذبة