المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) بالصبر تشمل اتنتهاك الحرم


الشيخ عباس محمد
01-07-2017, 03:12 PM
السؤال: وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) بالصبر تشمل اتنتهاك الحرم
ما هو مدلول وصية الرسول (ص) إلى الإمام علي (ع) ، فالبعض يقول : إنها خاصة بالخلافة وليس فيها ما يشير إلى وصيته بالسكوت عند ضرب الزهراء (ع) ؟
الجواب:

إن الوصية المذكورة لم تنقل إلينا بتمامها وتفاصيلها , وإنما وردت مقاطع منها في نصوص مختلفة , تدل بالمجموع على أمر النبي (صلى الله عليه وعلى آله) الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بالصبر على غدر الأعداء وتهاون البعض و ... .
ومن ضمن الأمور المنصوصة في هذه الوصية هو الصبر على انتهاك الحرمة , وقد وردت نصوص أخرى تخبر عن المظالم التي سوف تقع على أهل البيت (عليهم السلام) عموماً والزهراء (عليها السلام) خصوصاً (الكافي 2/31 ح 4 , وعنه البحار 22/479 ح 28 ـ البحار 22/476 ح 27 ـ البحار 22/484 ح 31 ـ العوالم 399).
فمن مجموع هذه الأخبار نستنتج أن الامام (عليه السلام) كان مأموراً بالصبر حتى بالنسبة للمظالم التي وردت على سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) .


تعليق على الجواب (1)
اولا: كيف نوفق بين وصية الرسول الاكرم صل الله عليه واله وسلم لعلي عليه السلام بالصبر على انتهاك الحرمة والصبر المظالم والصبر على ضرب الزهراء .
وبين هذه الرواية التي تحكي ما جرى بعد دفن الزهراء عليها السلام اقتطعت محل الشاهد منها :
"ثمّ قال ولاة الأمر منهم : هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتّى نخرجها، فنصلي عليها، فبلغ ذلك الإمام علي (عليه السلام)، فخرج مغضباً قد احمرّت عيناه ودرت أوداجه، وعليه قباؤه الأصفر الذي كان يلبسه في كل كريهة، وهو متكئ على سيفه ذي الفقار، حتى ورد البقيع .
سبقت الأخبار عليّاً إلى البقيع، ونادى مناديهم : هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الآمرين، فتلقّاه بعضهم فقال له : ما لك يا أبا الحسن، والله لننبشن قبرها ولنصلين عليها، فضرب الإمام (عليه السلام) بيده إلى جوامع ثوبه، فهزّه ثمّ ضرب به الأرض .
وقال (عليه السلام) : (أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتد الناس، وأما قبر فاطمة فوالله الذي نفس علي بيده لأن رمت وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم، فإن شئت فأعرض) ."
وهنا محل الشاهد الذي اشكل علي من قبل احد الشيوخ الذين ينكرون واقعة استشهاد الزهراء.
فالاشكال هو كيف الامام عليه السلام يهدد بان يسقي الأرض من دمائهم وهو موصى بالصبر ؟!
وقال لي انتم هنا تقعون تناقض فقد جعلتم منه جبانا عند حادثة وقوع هجوم الدار حيث اعتزل بغرفته وترك الزهراء تواجه القوم لوحدها (حتى لو ادعيتم انه هب بعد كسر الضلع وصرع ووجئ انف ابن الحطاب فما الفائدة من ذلك لماذا لم يصرعه قبل كسر الضلع) بحجة انه موصى بالصبر على اتنتهاك الحرم , وجعلتم منهم بطلا بعد استشهادها حين هدد بان يسقي الارض من دمائهم وترك الوصية التي اوصاه بها رسول الله .

ثانيا: ان قول الامام عليه السلام " أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتد الناس، وأما قبر فاطمة فوالله الذي نفس علي بيده لأن رمت وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم" فهذا بحسب ادعائه دلالة واضحة على ان الوصية تشمل فقط الصبر على حقه ولا تشمل انتهاك الزهراء عليها السلام .

الجواب:

الامام علي(عليه السلام) كان يعلم حدود عدم استخدامه للسيف وليفرض ان الدفاع عن قبر فاطمة ليس منها او يقال ان التهديد باستخدام السيف غيراستخدامه فهو غيرمرخص باستخدام السيف ولكنه مرخص بالتهديد والامام يعلم انه مع التهديد سوف يرتدع القوم عن نبش القبر. وقوله(عليه السلام) ان حقه قد تركه لا يدل على انه مرخص في ترك حقه فقط بل ذكر هذا كواحد من الامور الموصى بها ولا تدل الجملة على الحصر فيه .


تعليق على الجواب (2)
ولكن نفرض ان القوم لم يرتدعوا من التهديد فهل سيرفع السيف عليهم ويخالف وصية رسول لله ؟ ثم لماذا لم يهدد علي القوم قبل ان يدخلو الدار ويحرقو الباب ويكسروا ضلع الزهراء لكي يرتدعوا ؟
الجواب:

ذكرنا في الاجابة السابقة ان الامام (عليه السلام) كان يعلم حدود استخدامه للسيف وحدود منعه منه فلو لم ينفع التهديد معهم فسيستخدم السيف بالمقدار الجائز له فمثل ما فعل بان اخذ بتلابيب عمر وصرعه ووجأ بانفه ورقبته كما يذكر ذلك سليم بن قيس كذلك بامكانه ان يفعل مثل ذلك دون ان يخالف وصية رسول الله (صلى الله عليه واله) فالقتال ممنوع منه لكن استعمال بعض مظاهر القوة لاجل ردع العدو غير ممنوع منها كما فعل مع عمر وخالد .