الشيخ عباس محمد
11-08-2017, 11:21 PM
السؤال: رواية ضعيفة حول بيعة الحسن (عليه السلام) لمعاوية
ورد في معجم رجال السيد الخوئي قدس سره هذه الرواية :وقال الكشي ( 49 ) : ( جبرئيل بن أحمد وأبوإسحاق حمدويه وإبراهيم ابنا نصير, قالوا : حدثنا محمد بن عبدالحميد العطار الكوفي, عن يونس بن يعقوب, عن فضل غلام محمد بن راشد, قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن معاوية كتب إلى الحسن بن علي صلوات الله عليهما, أن أقدم أنت والحسين وأصحاب علي, فخرج معهم قيس بن سعد بن عبادة الانصاري, وقدموا الشام, فأذن لهم معاوية وأعد لهم الخطباء, فقال : يا حسن قم فبايع, فقام فبايع, ثم قال للحسين عليه السلام : قم فبايع, فقام فبايع, ثم قال : يا قيس قم فبايع فالتفت إلى الحسين عليه السلام ينظر ما يأمره, فقال : يا قيس إنه إمامي يعني الحسن عليه السلام ).
هل تدل هذه الرواية على بيعة الامام الحسن لمعاوية؟
الجواب:
الرواية الواردة في السؤال ضعيفة بالفضيل مولى محمد بن راشد إذ لم يرد فيه توثيق في كتب الرجال (انظر المفيد من معجم رجال الحديث ص458) وعلى اية حال صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية معلوم وواضح يشابه صلح النبي (صلى الله عليه وآله) مع مشركي قريش ولا يوجد في هذا الصلح اقرار بخلافة معاوية وإمامته شرعاً ومن ادعى ذلك فعليه الدليل.
تعليق على الجواب (1)
قولكم:
((وعلى أية حال صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية معلوم وواضح يشابه صلح النبي (صلى الله عليه وآله) مع مشركي قريش))، تشبيه صلح الحسن مع معاوية رضي الله عنهما بصلح الحديبية تشبيه باطل وقياس فاسد لوجود أكثر من فارق:
1- في صلح الحديبية لم يكن منصب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كقائد للمسلمين محل نزاع ولا تفاوض، فاتفاق الصلح تم بين دولتين مستقلتين عن بعضهما البعض: دولة الإسلام الناشئة بالمدينة بقيادة رسول الله (صلى الله عايه وسلم) ودولة المشركين بمكة بقيادة أبي سفيان قبل إسلامه رضي الله عنه، بينما صلح عام الجماعة كان منصب الخلافة هو موضوع الصلح وتنازل الحسن عنه لمعاوية حقنا لدماء المسلمين المعصومة، فالصلح كان بين طائفتين مؤمنتين مقتتلتين من دولة واحدة وهي دولة الإسلام، ولولا ذلك ماكان الحسن رضي الله عنه ليتخلى عن الإسلام والمسلمين ولو خذله كل أتباعه وبقي وحده.
2- في صلح الحديبية تم فقط تأجيل العمرة ولعام فقط، بينما في صلح عام الجماعة تم التنازل عمّا تعتقدون أنه منصب إلهي وليس لفترة مؤقتة، والدليل أن حكم معاوية دام عشرين سنة دون أن ينازعه أحد ولم ينته حكمه إلا بوفاته.
3- في صلح الحديبية كان عدد المسلمين 1400 على أوسط الأقوال، وبعد أقل من عامين أصبحوا عشرة آلاف 10000 دخلوا بعد خرق قريش للصلح مكة فاتحين بعد أن قضوا العمرة المؤجلة عاماً قبل ذلك، ولم تعد للشرك في جزيرة العرب دولة، وليس في ما تلا صلح (عام الجماعة40هـ) من سنين قريبة أو بعيدة شيئ يشبه ذلك.
4- البند الذي كان يبدو للصحابة رضي الله عنهم فيه إجحاف، اضطرت قريش إلى التخلي عنه بعد أن شكل الذين التحقوا بركب الإيمان دون أن يستطيعوا الالتحاق بالمدينة التزاما بالصلح بقيادة أبي جندل وأبي بصير رضي الله عنهما جبهة مؤمنة خارجة عن سلطان المشركين هددت قريش في أمنها ومعاشها، فلا هي خاضعة لسلطة الرسول صلى عليه وسلم فتتهمه بخرق بنود الصلح، ولا هي خاضعة لسلطان قريش فتخضعها لحكمها، ولم يكن من قريش إلا أن ناشدوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يخلصهم من تلك العصابة المؤمنة بإيوائها إليه.
فهل في صلح عام الجماعة شيئ يشبه ذلك؟
5- صلح الحديبية أبرمه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد أن رأى الرؤيا التي بشرته بالفتح، والتي نزل بشأنها قرآن شاهد على ذلك في سورة الفتح....
الجواب:
لم ندع عدم وجود فوارق مطلقا بين صلح الإمام الحسن(عليه السلام) وصلح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع مشركي قريش، ولكن هناك تشابه بين الصلحين من جهة السبب والعلة.
فان الذي دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الصلح هو المصلحة العليا للإسلام، فانها كانت في المصالحة، وكذلك الإمام الحسن(عليه السلام) كان يرى مصلحة الإسلام وحقن دماء المسلمين عامّة والشيعة خاصة في الصلح والمعاهدة مع معاوية، وإلى ذلك أشار (عليه السلام) عندما سأله أبو سعيد عن سبب الصلح بقوله: (يا أبا سعيد علّة مصالحتي لمعاوية علّة مصالحة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبني ضمرة وبني أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية، أولئك كفار بالتنزيل، ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل) (راجع بحار الأنوار: 44/ 2).
ورد في معجم رجال السيد الخوئي قدس سره هذه الرواية :وقال الكشي ( 49 ) : ( جبرئيل بن أحمد وأبوإسحاق حمدويه وإبراهيم ابنا نصير, قالوا : حدثنا محمد بن عبدالحميد العطار الكوفي, عن يونس بن يعقوب, عن فضل غلام محمد بن راشد, قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن معاوية كتب إلى الحسن بن علي صلوات الله عليهما, أن أقدم أنت والحسين وأصحاب علي, فخرج معهم قيس بن سعد بن عبادة الانصاري, وقدموا الشام, فأذن لهم معاوية وأعد لهم الخطباء, فقال : يا حسن قم فبايع, فقام فبايع, ثم قال للحسين عليه السلام : قم فبايع, فقام فبايع, ثم قال : يا قيس قم فبايع فالتفت إلى الحسين عليه السلام ينظر ما يأمره, فقال : يا قيس إنه إمامي يعني الحسن عليه السلام ).
هل تدل هذه الرواية على بيعة الامام الحسن لمعاوية؟
الجواب:
الرواية الواردة في السؤال ضعيفة بالفضيل مولى محمد بن راشد إذ لم يرد فيه توثيق في كتب الرجال (انظر المفيد من معجم رجال الحديث ص458) وعلى اية حال صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية معلوم وواضح يشابه صلح النبي (صلى الله عليه وآله) مع مشركي قريش ولا يوجد في هذا الصلح اقرار بخلافة معاوية وإمامته شرعاً ومن ادعى ذلك فعليه الدليل.
تعليق على الجواب (1)
قولكم:
((وعلى أية حال صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية معلوم وواضح يشابه صلح النبي (صلى الله عليه وآله) مع مشركي قريش))، تشبيه صلح الحسن مع معاوية رضي الله عنهما بصلح الحديبية تشبيه باطل وقياس فاسد لوجود أكثر من فارق:
1- في صلح الحديبية لم يكن منصب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كقائد للمسلمين محل نزاع ولا تفاوض، فاتفاق الصلح تم بين دولتين مستقلتين عن بعضهما البعض: دولة الإسلام الناشئة بالمدينة بقيادة رسول الله (صلى الله عايه وسلم) ودولة المشركين بمكة بقيادة أبي سفيان قبل إسلامه رضي الله عنه، بينما صلح عام الجماعة كان منصب الخلافة هو موضوع الصلح وتنازل الحسن عنه لمعاوية حقنا لدماء المسلمين المعصومة، فالصلح كان بين طائفتين مؤمنتين مقتتلتين من دولة واحدة وهي دولة الإسلام، ولولا ذلك ماكان الحسن رضي الله عنه ليتخلى عن الإسلام والمسلمين ولو خذله كل أتباعه وبقي وحده.
2- في صلح الحديبية تم فقط تأجيل العمرة ولعام فقط، بينما في صلح عام الجماعة تم التنازل عمّا تعتقدون أنه منصب إلهي وليس لفترة مؤقتة، والدليل أن حكم معاوية دام عشرين سنة دون أن ينازعه أحد ولم ينته حكمه إلا بوفاته.
3- في صلح الحديبية كان عدد المسلمين 1400 على أوسط الأقوال، وبعد أقل من عامين أصبحوا عشرة آلاف 10000 دخلوا بعد خرق قريش للصلح مكة فاتحين بعد أن قضوا العمرة المؤجلة عاماً قبل ذلك، ولم تعد للشرك في جزيرة العرب دولة، وليس في ما تلا صلح (عام الجماعة40هـ) من سنين قريبة أو بعيدة شيئ يشبه ذلك.
4- البند الذي كان يبدو للصحابة رضي الله عنهم فيه إجحاف، اضطرت قريش إلى التخلي عنه بعد أن شكل الذين التحقوا بركب الإيمان دون أن يستطيعوا الالتحاق بالمدينة التزاما بالصلح بقيادة أبي جندل وأبي بصير رضي الله عنهما جبهة مؤمنة خارجة عن سلطان المشركين هددت قريش في أمنها ومعاشها، فلا هي خاضعة لسلطة الرسول صلى عليه وسلم فتتهمه بخرق بنود الصلح، ولا هي خاضعة لسلطان قريش فتخضعها لحكمها، ولم يكن من قريش إلا أن ناشدوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يخلصهم من تلك العصابة المؤمنة بإيوائها إليه.
فهل في صلح عام الجماعة شيئ يشبه ذلك؟
5- صلح الحديبية أبرمه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد أن رأى الرؤيا التي بشرته بالفتح، والتي نزل بشأنها قرآن شاهد على ذلك في سورة الفتح....
الجواب:
لم ندع عدم وجود فوارق مطلقا بين صلح الإمام الحسن(عليه السلام) وصلح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع مشركي قريش، ولكن هناك تشابه بين الصلحين من جهة السبب والعلة.
فان الذي دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الصلح هو المصلحة العليا للإسلام، فانها كانت في المصالحة، وكذلك الإمام الحسن(عليه السلام) كان يرى مصلحة الإسلام وحقن دماء المسلمين عامّة والشيعة خاصة في الصلح والمعاهدة مع معاوية، وإلى ذلك أشار (عليه السلام) عندما سأله أبو سعيد عن سبب الصلح بقوله: (يا أبا سعيد علّة مصالحتي لمعاوية علّة مصالحة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبني ضمرة وبني أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية، أولئك كفار بالتنزيل، ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل) (راجع بحار الأنوار: 44/ 2).