الشيخ عباس محمد
15-08-2017, 07:08 PM
السؤال: لا تناقض بين دوره ودور أخيه الحسين (عليهما السلام)
هل تستطيعون أيها الشيعة أن تجيبون على هذه الأسئلة؟
لقد تنازل الحسن بن علي لمعاوية وسالمه ، في وقت كان يجتمع عنده من الأنصار والجيوش ما يمكنه من مواصلة القتال.
وخرج الحسين بن علي في قلة من أصحابه في وقت كان يمكنه فيه الموادعة والمسالمة ولا يخل أن يكون أحدهما على حق. والآخر على على باطل لأنه إن كان تنازل الحسن مع تمكنه من الحرب (حقا) كان خروج الحسين مجردا من القوة مع تمكنه من المسالمة (باطلا) وإن كان خروج الحسين مع ضعفه (حقا) كانت تنازل الحسن مع قوته (باطلا) و هذا يضعكم في موقف لا تحسدون عليه.
لأنكم إن قلتم أنهما جميعا على حق جمعتم بين النقيضين وهذا القول يهدم أصولكم.
وإن قلتم ببطلان فعل الحسن لزمكم أن تقولوا ببطلان إمامته و بطلان إمامته يبطل إمامة أبيه و عصمته لأنه أوصى إليه و الإمام المعصوم لا يوصي إلا إلى إمام معصوم مثله.
وإن قلتم ببطلان فعل الحسين لزمكم أن تقولوا ببطلان إمامته و عصمته و بطلان إمامته و عصمته يبطل إمامة وعصمة جميع أبنائه و ذريته لأنه أصل إمامتهم وعن طريقه تسلسلت الإمامة.
وإذا بطل الأصل بطل ما يتفرع عنه.
الجواب:
لم يكن عند الإمام الحسن (عليه السلام) ما يكفي لتحقيق النصر على معاوية، فان عدد الجيش الذي عند الحسن (عليه السلام) كان أقل من جيش معاوية بالإضافة إلى المعنويات المنهارة لجيش الإمام الحسن (عليه السلام) فاضطر للصلح مع معاوية بشروط وضعها عليه .
وأما الإمام الحسين (عليه السلام) فكان لا يسعه الصلح مع فاسق فاجر متجاهر بذلك، حيث ان يزيد لم يبق أي حرمة ولو في الظاهر للإسلام بخلاف معاوية الذي كان يحافظ على ظاهر الإسلام.
وقد وضح الإمام الحسين (عليه السلام) حال يزيد بأنه غير مستحق للخلافة مع هذا التهتك بدين الله، حيث قال للوليد الذي أراد أخذ البيعة ليزيد من الحسين (عليه السلام): (إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة وبنا فتح الله وبنا ختم ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق، مثلي لا يبايع لمثله ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة).
اذن ليس أمام الحسن (عليه السلام) إلا الصلح وذلك لأن القتال مع معاوية ما كان يظهر مظلومية الحسن (عليه السلام), ذلك أن معاوية لو حصل معه القتال لأسر الإمام الحسن (عليه السلام) وقتله بطريقة سرية بحيث لا تظهر أية مظلومية لقضيته، ولقد بين ذلك الإمام الحسن (عليه السلام) بقوله: (والله لو قاتلت معاوية لاخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما) .
وقال أيضاً: (فو الله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من ان يقتلني وأنا أسيره أو يمن علي فتكون سبّة على بني هاشم إلى آخر الدهر...).
وكذلك ما كان أمام الإمام الحسين (عليه السلام) إلا القتال لأن الصلح مع الفاسق الفاجر المتجاهر بالفسق لا يحل له.
ثم إن قولك: ((ان قلتم انهما جميعاً على حق جمعتم بين النقيضين)) غير صحيح ! وذلك لانك افترضت ان الحرب والسلم نقيضان ولكنك في غفلة عن ظروف كل منهما فالتناقض لا يتحقق إلا بعد توفر شروط متعددة , منها الزمان والمكان , والموضوع , والشرط , وغيرها فالزمان الذي عاش فيه الامام الحسين (عليه السلام) يختلف عن الزمان الذي عاشه الإمام الحسن (عليه السلام), كما أن معاوية غير يزيد والشروط التي وضعها الإمام الحسن (عليه السلام) على معاوية جعلت الإمام الحسين (عليه السلام) قادراً على المطالبة بحقه كونه صاحب الحق طبقاً لشروط المصالحة بخلاف الحسن (عليه السلام) الذي كان لا يستطيع المطالبة بالخلافة لإلتباس الحق على كثير من الناس.
ثم إن وجود الأنصار عند الحسن (عليه السلام) أكثر من الأنصار عند الحسين (عليه السلام) وهو لوحده لا يكفي للقيام بالثورة, وذلك لانه ان كان الهدف الانتصار العسكري فهذه الكثرة لا تحقق النصر وان كان الهدف الانتصار بالمظلومية فالكثرة قد لا تكون نافعة ذلك أن المظلومية تتحقق أكثر لو كان الأنصار أقل حيث تظهر فيها بشاعة العدو بخلاف ما لو كان هناك جيشان متكافئان فيصير القتل من الطرفين وبالتالي قد لا تبرز مظلومية الطرف الخاسر.
إذن إمامة كل من الحسن والحسين (عليهما السلام) ثابتة وعصمتهما كذلك ولا يقدح بهما اختلاف أفعالهما لاختلاف الظروف المحيطة بهما , و كذلك إمامة علي (عليه السلام) ثابتة وإمامة أبناء الحسين (عليه السلام) أيضا ثابتة وان اختلاف الأدوار المخططة لهم من قبل السماء لا يغيير من غمامتهم ولا من عصمتهم.
ثم إن هذه النتيجة التي توصلت إليها من حصول التناقض بسبب اختلاف أدوار الإمامين (عليهما السلام) يشهد ببطلانها بالإضافة لما ذكرنا آنفا وصف الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) لهما بأنهما سيدي شباب أهل الجنة، فلا يعقل أن يكون أحدهما على باطل , وكذلك وصفهما بأنهما إمامين قاما أو قعدا، أي قاما بالقتال أو قصد قعدا عنه , فقوله (صلى الله عليه وآله) الذي لاشك في صدقه لعصمته يدلل على بطلان النتيجة التي توصلت إليها من التناقض.
هل تستطيعون أيها الشيعة أن تجيبون على هذه الأسئلة؟
لقد تنازل الحسن بن علي لمعاوية وسالمه ، في وقت كان يجتمع عنده من الأنصار والجيوش ما يمكنه من مواصلة القتال.
وخرج الحسين بن علي في قلة من أصحابه في وقت كان يمكنه فيه الموادعة والمسالمة ولا يخل أن يكون أحدهما على حق. والآخر على على باطل لأنه إن كان تنازل الحسن مع تمكنه من الحرب (حقا) كان خروج الحسين مجردا من القوة مع تمكنه من المسالمة (باطلا) وإن كان خروج الحسين مع ضعفه (حقا) كانت تنازل الحسن مع قوته (باطلا) و هذا يضعكم في موقف لا تحسدون عليه.
لأنكم إن قلتم أنهما جميعا على حق جمعتم بين النقيضين وهذا القول يهدم أصولكم.
وإن قلتم ببطلان فعل الحسن لزمكم أن تقولوا ببطلان إمامته و بطلان إمامته يبطل إمامة أبيه و عصمته لأنه أوصى إليه و الإمام المعصوم لا يوصي إلا إلى إمام معصوم مثله.
وإن قلتم ببطلان فعل الحسين لزمكم أن تقولوا ببطلان إمامته و عصمته و بطلان إمامته و عصمته يبطل إمامة وعصمة جميع أبنائه و ذريته لأنه أصل إمامتهم وعن طريقه تسلسلت الإمامة.
وإذا بطل الأصل بطل ما يتفرع عنه.
الجواب:
لم يكن عند الإمام الحسن (عليه السلام) ما يكفي لتحقيق النصر على معاوية، فان عدد الجيش الذي عند الحسن (عليه السلام) كان أقل من جيش معاوية بالإضافة إلى المعنويات المنهارة لجيش الإمام الحسن (عليه السلام) فاضطر للصلح مع معاوية بشروط وضعها عليه .
وأما الإمام الحسين (عليه السلام) فكان لا يسعه الصلح مع فاسق فاجر متجاهر بذلك، حيث ان يزيد لم يبق أي حرمة ولو في الظاهر للإسلام بخلاف معاوية الذي كان يحافظ على ظاهر الإسلام.
وقد وضح الإمام الحسين (عليه السلام) حال يزيد بأنه غير مستحق للخلافة مع هذا التهتك بدين الله، حيث قال للوليد الذي أراد أخذ البيعة ليزيد من الحسين (عليه السلام): (إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة وبنا فتح الله وبنا ختم ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق، مثلي لا يبايع لمثله ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة).
اذن ليس أمام الحسن (عليه السلام) إلا الصلح وذلك لأن القتال مع معاوية ما كان يظهر مظلومية الحسن (عليه السلام), ذلك أن معاوية لو حصل معه القتال لأسر الإمام الحسن (عليه السلام) وقتله بطريقة سرية بحيث لا تظهر أية مظلومية لقضيته، ولقد بين ذلك الإمام الحسن (عليه السلام) بقوله: (والله لو قاتلت معاوية لاخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما) .
وقال أيضاً: (فو الله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من ان يقتلني وأنا أسيره أو يمن علي فتكون سبّة على بني هاشم إلى آخر الدهر...).
وكذلك ما كان أمام الإمام الحسين (عليه السلام) إلا القتال لأن الصلح مع الفاسق الفاجر المتجاهر بالفسق لا يحل له.
ثم إن قولك: ((ان قلتم انهما جميعاً على حق جمعتم بين النقيضين)) غير صحيح ! وذلك لانك افترضت ان الحرب والسلم نقيضان ولكنك في غفلة عن ظروف كل منهما فالتناقض لا يتحقق إلا بعد توفر شروط متعددة , منها الزمان والمكان , والموضوع , والشرط , وغيرها فالزمان الذي عاش فيه الامام الحسين (عليه السلام) يختلف عن الزمان الذي عاشه الإمام الحسن (عليه السلام), كما أن معاوية غير يزيد والشروط التي وضعها الإمام الحسن (عليه السلام) على معاوية جعلت الإمام الحسين (عليه السلام) قادراً على المطالبة بحقه كونه صاحب الحق طبقاً لشروط المصالحة بخلاف الحسن (عليه السلام) الذي كان لا يستطيع المطالبة بالخلافة لإلتباس الحق على كثير من الناس.
ثم إن وجود الأنصار عند الحسن (عليه السلام) أكثر من الأنصار عند الحسين (عليه السلام) وهو لوحده لا يكفي للقيام بالثورة, وذلك لانه ان كان الهدف الانتصار العسكري فهذه الكثرة لا تحقق النصر وان كان الهدف الانتصار بالمظلومية فالكثرة قد لا تكون نافعة ذلك أن المظلومية تتحقق أكثر لو كان الأنصار أقل حيث تظهر فيها بشاعة العدو بخلاف ما لو كان هناك جيشان متكافئان فيصير القتل من الطرفين وبالتالي قد لا تبرز مظلومية الطرف الخاسر.
إذن إمامة كل من الحسن والحسين (عليهما السلام) ثابتة وعصمتهما كذلك ولا يقدح بهما اختلاف أفعالهما لاختلاف الظروف المحيطة بهما , و كذلك إمامة علي (عليه السلام) ثابتة وإمامة أبناء الحسين (عليه السلام) أيضا ثابتة وان اختلاف الأدوار المخططة لهم من قبل السماء لا يغيير من غمامتهم ولا من عصمتهم.
ثم إن هذه النتيجة التي توصلت إليها من حصول التناقض بسبب اختلاف أدوار الإمامين (عليهما السلام) يشهد ببطلانها بالإضافة لما ذكرنا آنفا وصف الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) لهما بأنهما سيدي شباب أهل الجنة، فلا يعقل أن يكون أحدهما على باطل , وكذلك وصفهما بأنهما إمامين قاما أو قعدا، أي قاما بالقتال أو قصد قعدا عنه , فقوله (صلى الله عليه وآله) الذي لاشك في صدقه لعصمته يدلل على بطلان النتيجة التي توصلت إليها من التناقض.