الشيخ عباس محمد
28-08-2017, 05:42 PM
لماذا لا يبكي الشيعة على علي عليه السلام وهو أفضل
قال السائل: يعتقد الشيعة: أن علي بن أبي طالب أفضل من ابنه الحسين،فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا تبكون عليه في ذكرى مقتله كبكائكم على ابنه؟! ثم ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل منهما؟! فلماذا لا تبكون عليه أشد من بكائكم السابق؟!
وفي صياغة أخرى:
أيهما أشد على الإسلام والمسلمين: وفاة النبي «صلى الله عليه وآله»، أم مقتل الحسين؟!
إن قلت: وفاة النبي «صلى الله عليه وسلم»، سأقول لك: لماذا لا نراكم تلطمون على النبي؟!
وإن قلت: مقتل الحسين أشد، ستثبت للناس: أن النبي لا قدر له عندكم، وأنكم تفضلون عليه الحسين.
________________________________________
ونجيب:
أولاً: ليس صحيحاً أن الشيعة لا يلطمون على النبي «صلى الله عليه وآله» وعلى علي «عليه السلام» في يوم استشهادهما.. فتلك هي مواكب العزاء واللطم والضرب بالسلاسل، في مناسبة وفاة الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله»، تجوب شوارع بلاد الشيعة في إيران.. وفي غيرها أيضاً..
ثانياً: إن وفاة النبي «صلى الله عليه وآله» وإن كانت بالسم لكنها لم تصاحبها فجائع وفظاعات، وأذايا وآلام ظاهرة للعيان تقرح القلوب، أو تثير المشاعر، بل توفي «صلى الله عليه وآله» وهو بين أهله ومحبيه، الذين حفوا به وجهزوه أفضل الجهاز، ودفنوه بمزيد من التكريم، والإجلال والتعظيم..
ولكن ما جرى على الامام الحسين «عليه السلام» وعلى أهله وصحبه قد بلغ أقصى الغايات في البشاعة والفظاعة، فهو «عليه السلام» لم يمت إلا بعد أن بضعته السيوف ومزقته السهام والرماح، ورضخ بالحجارة، ثم طحنت حوافر الخيل عظامه، وفتكت الذئاب البشرية بأبنائه وأصحابه شرّ فتك، وهتكت حرماتهم أعظم هتك، فضلاً عن سبي نسائه، حيث جالوا بهم وبرأسه، ورؤوس أهل بيته وأصحابه البلاد، وكان رأسه ورؤس أهل بيته وأصحابه أمام أعين أطفاله ونسائه.
وما ذلك إلا بغضاً منهم لأبيه، ولما كان قد صنعه بأشياخهم في بدر، وما أنزله بعتاتهم في أحد..
هذا البغض الذي هو وجه من وجوه البغض لله ولرسوله «صلى الله عليه وآله»، لأن ما فعله علي «عليه السلام» بأشياخهم وأسلافهم من أئمة الكفر والضلال لم يكن من عند نفسه، وإنما كان بأمر من الله ورسوله..
وحسبك في الدلالة على ذلك ما تمثل به يزيد من الشعر حيث قال، وهو ينكت ثنايا رأس الحسين بقضيب كان في يده:
لـيـت أشـيـاخـي ببـدر شهدوا جـزع الخـزرج مـن وقـع الأسـل
لأهـلــوا واسـتـهـلـوا فـرحــا ثـم قـالـوا يـا يـزيـــد لا تـشــل
قـد قـتـلـنـا القرم من أشياخهم وعـدلـنـا مـيـل بــدر فـاعـتـدل
لـعـبـت هـاشـم بالملـك فـــلا خــبــر جــاء ولا وحــي نـــزل
لـسـت مـن خـندف إن لم انتقم مـن بـنـي أحـمـد ما كان فعل([1])
ولما سبى يزيد نساء وأطفال الإمام الحسين «عليه السلام»، ووردوا عليه والرؤوس على الرماح، وقد أشرف على ثنية جيرون نعب الغراب، فقال يزيد:
لمـا بـدت تلك الحمـول وأشرفت تلك الـرؤوس على ربـى جـيرون
نعب الغراب فقلت نح أو لا تنح فـلقـد قـضيت من النبي ديوني([2])
ثالثاً: أيهما أشد على الإسلام والمسلمين وعليك؟! وفاة النبي «صلى الله عليه وآله»، أم قتل ولدك، أو قتل أبيك، أو أمك، أو أخيك.
إن قلت: وفاة النبي «صلى الله عليه وآله»، فسأقول لك: لماذا لا نراك تبكي عليه في مناسبة وفاته، ولكنك تبكي على ولدك المقتول، أو أخيك أو أبيك؟!
وإن قلت: قتل ولدك أو أخيك أشد، فستثبت للناس: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لا قدر له عندك، وأنك تفضل عليه ولدك، وأباك، وأمك، وأخاك.
رابعاً: إن عمر بن الخطاب حين مات أبو بكر اقتحم على النساء اللواتي كنَّ يبكينه، ولم يهتم لغضب عائشة ولا استجاب لمنعها إياه من دخول بيتها، بل عصى أمرها، ودخل عليهن، وضرب أم فروة بنت أبي بكر، لأنها بكت على أبيها([3]).
مع أنه هو نفسه قد رغب إلى النساء أن يبكين على خالد حين قال: «ما على النساء أن يرقن سجلاً أو سجلين على أبي سليمان»([4]).
فهل كان خالد عند عمر أعظم قدراً، وأجل شأناً، وأفضل من أبي بكر؟!
إن قلت: نعم، ستثبت للناس: بأن لا قدر لأبي بكر عند عمر، وأنه يفضل عليه خالداً..
وإن قلت: لا، سأقول لك لماذا رغب عمر بالبكاء على خالد إذن؟!
وأيضاً: إنكم تقولون: إن أهل المدينة قد تضايقوا من بكاء فاطمة على رسول الله «صلى الله عليه وآله» كما ادعوا، وطلبوا منها أن تبكي إما ليلاً وإما نهاراً([5]).
فإن كان البكاء عليه «صلى الله عليه وآله» جائزاً، فلماذا يتضايق أهل المدينة منه؟! وهل لم يكن موته «صلى الله عليه وآله» شديداً عليهم، ولم يكن له «صلى الله عليه وآله» قدر عندهم؟!
وإن كان البكاء حراماً، فلماذا سمحوا لها بالبكاء ليلاً فقط، أو نهاراً فقط؟! فقالوا لها: إما أن تبكي عليه ليلاً وإما أن تبكي عليه نهاراً..
وإن كان البكاء حلالاً، فلماذا نهوها عن فعل ما هو حلال، إما ليلاً وإما نهاراً أيضاً؟!
خامساً: نحن نعلم: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد بكى على عثمان بن مظعون، وسعد بن معاذ، وزيد بن حارثة، وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب، وعلى ولده إبراهيم.
وقال «صلى الله عليه وآله» حين موت ولده: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا([6]).
وبكى أيضاً بشير بن عفراء على أبيه، وكذلك بكى جابر على أبيه([7]).
ثم طلب عمر البكاء على خالد بن الوليد، وبكى على النعمان بن مقرن وعلى غيره([8]).
وبكت عائشة على إبراهيم([9]).
وبكى أبو هريرة على عثمان([10]).
وبكى صهيب على عمر([11]).
فلماذا إذن يمنع عمر من البكاء على أبي بكر، ويبادر إلى ضرب ابنته أم فروة؟! ولماذا منعت الزهراء «عليها السلام» من البكاء على أبيها رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
هل كل أولئك كانوا أفضل من رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأكرم وأعظم منه؟! وهل هم أعظم شأناً من أبي بكر؟!
سادساً: إن قوله «صلى الله عليه وآله» حين مات ولده إبراهيم: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الله تعالى، والله إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون»([12])، يدل على أن المطلوب ـ فقط ـ هو عدم إغضاب الرب في عمل المآتم.. فيجوز للإنسان أن يظهر حزنه بكل وسيلة لا يوجد نص على حرمتها..
سابعاً: إن المسلمين يحتفلون في يوم ميلاد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وفي يوم هجرته، وفي مناسبات كثيرة.. كما أنهم يرسلون ببرقيات التهاني في مناسبة عيد الأضحى، وعيد الفطر، وعيد الإستقلال، ويعزي بعضهم بعضاً، بموت الأقرباء والأصدقاء، ويرسل الملوك ببرقيات التهنئة والتعزية إلى نظرائهم في هذه المناسبات وفي غيرها..
ولم نزل نسمع أخبار هذه التهاني والتعازي، والاحتفالات في الفضائيات، وفي نشرات الأخبار، ونقرؤها في الصحف، وعلى صفحات الإنترنت، مع أن ذلك كله لم يكن على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فهل ترون ذلك كله من البدع المحرمة؟!
وهل تحكمون بدخول كل هؤلاء الناس بما فيهم الملوك والرؤساء، والعلماء، والأساتذة والفقهاء، والشعوب الإسلامية، هل تحكمون على جميع هؤلاء بالابتداع، والارتداد والكفر، واستحقاق دخول النار لأجل ذلك؟!
ثامناً: بالنسبة للصياغة الثانية للسؤال نقول:
لقد تأسينا برسول الله «صلى الله عليه وآله» حين كان يبكي على الحسين «عليه السلام» قبل حدوث قتله، بل كان يعقد مجالس العزاء لخصوص البكاء عليه «عليه السلام»، ويعلم الناس بأنه سيستشهد، وكان يلعن قتلته. كما أوضحناه في جواب على سؤال آخر في هذا الكتاب.
تاسعاً: إن الجميع يقر للنبي «صلى الله عليه وآله» بالنبوة، ويقبل الاحتجاج بقوله وفعله، ولكن الأمر بالنسبة للإمام الحسين «عليه السلام» مختلف، فإن هناك سياسة فاعلة لا زلنا نشهد فصولها المتوالية عبر التاريخ تسعى جاهدة لطمس ذكره والانتقاص من قدره، وإجهاص أهدافه وتمجيد وتبرئة، وتقوية، وتسديد أعدائه، وطمس معالم جهاده، والسعي لإحياء أمر الجاهلية، ونصرة الباطل وأهله..
فالدفاع عن الحسين «عليه السلام» وأهدافه، وإدانة الجرائم التي ارتكبت في حقه ليست انتقاصاً من مقام جده وأبيه، بل مساعدة لهما في مسعاهما لتحقيق نفس الأهداف، وإحقاق الحق، وإزهاق الباطل، وفضح أهله..
________________________________________
([1]) راجع: البداية والنهاية (ط دار إحياء التراث) ج8 ص187 ومناقب آل أبي طالب (المطبعة الحيدرية) ج3 ص261 و (ط مكتبة مصطفوي ـ قم ـ إيران) ج4 ص114 والفتوح لابن أعثم المجلد الثالث ج5 ص129 و (ط دار الأضواء) ج5 ص129 والمنتظم ج5 ص343 وتذكرة الخواص ص261 و262 وآثار الجاحظ ص130 وسؤال في يزيد ص14 فما بعدها، ومصادر ذلك لا تكاد تحصى.
وراجع: مقتل الحسين للمقرم ص449 و 450 واللهوف ص75 و 76 و (ط أنوار الهدى ـ قم) ص105 وروضة الواعظين ص191 والمسترشد ص510 والإحتجاج للطبرسي ج2 ص34 والخرائج والجرائح ج2 ص580 ومدينة المعاجز ج4 ص140 وبحار الأنوار ج45 ص133 و 157 و 167 و 186 والعوالم (الإمام الحسين «عليه السلام») للبحراني ص397 و 401 و 403 و 433 ولواعج الأشجان ص226 والغدير ج3 ص260 وتفسير القمي ج2 ص86 والتفسير االصافي ج3 ص388 ونور الثقلين ج3 ص518 وقاموس الرجال للتستري ج10 ص115 وتاريخ اللأمم والملوك ج8 ص187 وبلاغات النساء لابن طيفور ص21 وينابيع المودة ج3 ص31 و 42 و 244 والنصائح الكافية ص263 وحياة الإمام الحسين «عليه السلام» للقرشي ج2 ص187 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج33 ص680.
([2]) روح المعاني للعلامة الآلوسي ج26 ص72 وتذكرة الخواص ص261 و 262 ومنهاج السنة ج4 ص549.
([3]) راجع: النص والإجتهاد ص230 ـ 234 والغدير ج6 ص159 ـ 167 ودلائل الصدق ج3 قسم1 ص134 و 136 عن عشرات المصادر الموثوقة، ومنحة المعبود ج1 ص158 وراجع ص159 وذكر أخبار أصبهان ج1 ص61 عن أبي موسى، والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص209 و 346 و 362 وراجع ج3 ص396 وج2 ص313. وراجع: تأويل مختلف الحديث ص245 والإستيعاب (بهامش الاصابة) ترجمة جعفر ج1 ص211 وكشف الأستار ج1 ص381 و 383 و 382 والإصابة ج2 ص464 والمجروحون ج2 ص92، والسيرة الحلبية ج2 ص89 وراجع ص251 ووفاء الوفاء ج3 ص894 و 895 وراجع ص932 و 933 وحياة الصحابة ج1 ص571.
([4]) التراتيب الإدارية ج2 ص375 والإصابة ج1 ص415 وصفة الصفوة ج1 ص655 وأسد الغابة ج2 ص96 وحياة الصحابة ج1 ص465 عن الاصابة، والمصنف للصنعاني ج3 ص558 و 559 وفي هامشه عن البخاري وابن سعد، وابن أبي شيبة، وتاريخ الخميس ج2 ص247 وفتح الباري ج7 ص79 والفائق للزمخشري ج4 ص19 وربيع الأبرار ج3 ص330 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص279 وتخريج الأحاديث والآثار ج4 ص265 وراجع: تاريخ الخلفاء ص88 وراجع: لسان العرب ج8 ص363.
([5]) راجع: مناقب آل أبي طالب (المطبعة الحيدرية) ج3 ص104 وبحار الأنوار ج43 ص155 و 177 وراجع ج12 ص264 وج46 ص109 وج79 ص87 وبيت الأحزان ص165 وراجع: الأمالي للصدوق ص204 والخصال ص272 و 273 وروضة الواعظين ص170 و 450 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص281 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص922 ومكارم الأخلاق للطبرسي ص315 وتفسير نور الثقلين ج2 ص424 وكشف الغمة ج2 ص120 وقصص الأنبياء للجزائري ص202.
([6]) مسند أحمد ج3 ص194 وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج7 ص76 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص69 وسنن أبي داود ج2 ص64 وعمدة القاري ج8 ص75 والمصنف للصنعاني ج3 ص553 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص267 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص385 ومسند أبي يعلى ج6 ص43 وصحيح ابن حبان ج7 ص162 والمعجم الكبير ج24 ص171 ومعرفة السنن والآثار ج3 ص198 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج1 ص55 و 57 و 58 والإستذكار لابن عبد البر ج3 ص71.
([7]) راجع فيما تقدم: النص والإجتهاد ص230 ـ 234 والغدير ج6 ص159 ـ 167 ودلائل الصدق ج3 قسم1 ص134 ـ 136 عن عشرات المصادر الموثوقة، والإستيعاب (بهامش الإصابة) ترجمة جعفر ج1 ص211 ومنحة المعبود ج1 ص159 وكشف الأستار ج1 ص381 و 383 و 382 والإصابة ج2 ص464 والمجروحون ج2 ص92 والسيرة الحلبية ج2 ص89 وراجع ص251 ووفاء الوفاء ج3 ص894 و 895 وراجع ص932 و 933 وحياة الصحابة ج1 ص571 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص396 وج2 ص313.
([8]) الغدير ج1 ص164 و 54 و 155، عن الإستيعاب ترجمة النعمان بن مقرن، والرياض النضرة المجلد الثاني ج2 ص328 و 329 حول بكاء عمر على ابن ذلك الأعرابي حتى بل لحيته.
([9]) منحة المعبود ج1 ص159.
([10]) الطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار صادر) ج3 ص81.
([11]) الطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار صادر) ج3 ص81 ومنحة المعبود ج3 ص362.
([12]) سبل الهدى والرشاد ج7 ص30 وج11 ص23 عن مسلم، وأبي داود، وابن سعد، وأحمد، وعبد بن حميد، والطبراني، وراجع: ابن ماجة، وابن عساكر، عن أسماء بنت يزيد، وبكير بن عبد الله، وراجع: الذكرى للشهيد الأول ج2 ص47 والحدائق الناضرة ج4 ص163 وكشف الغمة (ط ق) ج1 ص158 والكافي للكليني ج3 ص262 ودعائم الإسلام ج1 ص224 وتحف العقول ص37 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص280 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص921 ومستدرك الوسائل ج2 ص385 و 460 و 462 و 463 ومكارم الأخلاق ص22 وذخائر العقبى ص153 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص394 وغوالي اللآلي ج1 ص89 ومسكن الفؤاد للشهيد الثاني ص5 و 93 و 94 والبحار ج16 ص235 وج22 ص157 و 264 وج24 ص264 وج65 ص54 وج74 ص140 وج79 ص91 و 101 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص405 و 470 و 471 و 472 و 481 ومسند أحمد ج3 ص194 وصحيح البخاري ج2 ص84 وصحيح مسلم ج7 ص76 وسنن ابن ماجة ج1 ص506 وسنن أبي داود ج2 ص64 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص69 وعمدة القاري ج8 ص75 و 101 والمصنف للصنعاني ج3 ص553 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص267 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص385 والإعتبار لابن أبي الدنيا ص41 وكتاب الهواتف لابن أبي الدنيا ص38 ومسند أبي يعلى ج6 ص43 وصحيح ابن حبان ج7 ص162 والمعجم الأوسط ج8 ص346 والمعجم الكبير ج24 ص171 ومعرفة السنن والآثار ج3 ص198 والإستذكار ج3 ص71 والإستيعاب ج1 ص55 و 57 و 58 والتمهيد لابن عبد البر ج17 ص284 وج24 ص443 وتغليق التعليق ج2 ص472 وراجع: كنز العمال ج15 ص615 و 621 و 625 وفيض القدير ج2 ص717 وج3 ص291 وج6 ص473 وكشف الخفاء ج2 ص156 وتفسير أبي حمزة الثمالي ص360 وأحكام القرآن لابن العربي ج3 ص74 وج4 ص262 وتفسير القرطبي ج9 ص249 وفتح القدير ج3 ص48 والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص137 و 138 و 140 و 142 و 143 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص139 و 145 وج10 ص107 وأسد الغابة ج1 ص39 ووفيات الأعيان ج2 ص302 وتاريخ الإسلام ج2 ص699 والبداية والنهاية ج5 ص331 و 332 وج6 ص305 وج7 ص86 وإمتاع الأسماع ج2 ص223 و 338 و 339 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص614 و 615.
قال السائل: يعتقد الشيعة: أن علي بن أبي طالب أفضل من ابنه الحسين،فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا تبكون عليه في ذكرى مقتله كبكائكم على ابنه؟! ثم ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل منهما؟! فلماذا لا تبكون عليه أشد من بكائكم السابق؟!
وفي صياغة أخرى:
أيهما أشد على الإسلام والمسلمين: وفاة النبي «صلى الله عليه وآله»، أم مقتل الحسين؟!
إن قلت: وفاة النبي «صلى الله عليه وسلم»، سأقول لك: لماذا لا نراكم تلطمون على النبي؟!
وإن قلت: مقتل الحسين أشد، ستثبت للناس: أن النبي لا قدر له عندكم، وأنكم تفضلون عليه الحسين.
________________________________________
ونجيب:
أولاً: ليس صحيحاً أن الشيعة لا يلطمون على النبي «صلى الله عليه وآله» وعلى علي «عليه السلام» في يوم استشهادهما.. فتلك هي مواكب العزاء واللطم والضرب بالسلاسل، في مناسبة وفاة الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله»، تجوب شوارع بلاد الشيعة في إيران.. وفي غيرها أيضاً..
ثانياً: إن وفاة النبي «صلى الله عليه وآله» وإن كانت بالسم لكنها لم تصاحبها فجائع وفظاعات، وأذايا وآلام ظاهرة للعيان تقرح القلوب، أو تثير المشاعر، بل توفي «صلى الله عليه وآله» وهو بين أهله ومحبيه، الذين حفوا به وجهزوه أفضل الجهاز، ودفنوه بمزيد من التكريم، والإجلال والتعظيم..
ولكن ما جرى على الامام الحسين «عليه السلام» وعلى أهله وصحبه قد بلغ أقصى الغايات في البشاعة والفظاعة، فهو «عليه السلام» لم يمت إلا بعد أن بضعته السيوف ومزقته السهام والرماح، ورضخ بالحجارة، ثم طحنت حوافر الخيل عظامه، وفتكت الذئاب البشرية بأبنائه وأصحابه شرّ فتك، وهتكت حرماتهم أعظم هتك، فضلاً عن سبي نسائه، حيث جالوا بهم وبرأسه، ورؤوس أهل بيته وأصحابه البلاد، وكان رأسه ورؤس أهل بيته وأصحابه أمام أعين أطفاله ونسائه.
وما ذلك إلا بغضاً منهم لأبيه، ولما كان قد صنعه بأشياخهم في بدر، وما أنزله بعتاتهم في أحد..
هذا البغض الذي هو وجه من وجوه البغض لله ولرسوله «صلى الله عليه وآله»، لأن ما فعله علي «عليه السلام» بأشياخهم وأسلافهم من أئمة الكفر والضلال لم يكن من عند نفسه، وإنما كان بأمر من الله ورسوله..
وحسبك في الدلالة على ذلك ما تمثل به يزيد من الشعر حيث قال، وهو ينكت ثنايا رأس الحسين بقضيب كان في يده:
لـيـت أشـيـاخـي ببـدر شهدوا جـزع الخـزرج مـن وقـع الأسـل
لأهـلــوا واسـتـهـلـوا فـرحــا ثـم قـالـوا يـا يـزيـــد لا تـشــل
قـد قـتـلـنـا القرم من أشياخهم وعـدلـنـا مـيـل بــدر فـاعـتـدل
لـعـبـت هـاشـم بالملـك فـــلا خــبــر جــاء ولا وحــي نـــزل
لـسـت مـن خـندف إن لم انتقم مـن بـنـي أحـمـد ما كان فعل([1])
ولما سبى يزيد نساء وأطفال الإمام الحسين «عليه السلام»، ووردوا عليه والرؤوس على الرماح، وقد أشرف على ثنية جيرون نعب الغراب، فقال يزيد:
لمـا بـدت تلك الحمـول وأشرفت تلك الـرؤوس على ربـى جـيرون
نعب الغراب فقلت نح أو لا تنح فـلقـد قـضيت من النبي ديوني([2])
ثالثاً: أيهما أشد على الإسلام والمسلمين وعليك؟! وفاة النبي «صلى الله عليه وآله»، أم قتل ولدك، أو قتل أبيك، أو أمك، أو أخيك.
إن قلت: وفاة النبي «صلى الله عليه وآله»، فسأقول لك: لماذا لا نراك تبكي عليه في مناسبة وفاته، ولكنك تبكي على ولدك المقتول، أو أخيك أو أبيك؟!
وإن قلت: قتل ولدك أو أخيك أشد، فستثبت للناس: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لا قدر له عندك، وأنك تفضل عليه ولدك، وأباك، وأمك، وأخاك.
رابعاً: إن عمر بن الخطاب حين مات أبو بكر اقتحم على النساء اللواتي كنَّ يبكينه، ولم يهتم لغضب عائشة ولا استجاب لمنعها إياه من دخول بيتها، بل عصى أمرها، ودخل عليهن، وضرب أم فروة بنت أبي بكر، لأنها بكت على أبيها([3]).
مع أنه هو نفسه قد رغب إلى النساء أن يبكين على خالد حين قال: «ما على النساء أن يرقن سجلاً أو سجلين على أبي سليمان»([4]).
فهل كان خالد عند عمر أعظم قدراً، وأجل شأناً، وأفضل من أبي بكر؟!
إن قلت: نعم، ستثبت للناس: بأن لا قدر لأبي بكر عند عمر، وأنه يفضل عليه خالداً..
وإن قلت: لا، سأقول لك لماذا رغب عمر بالبكاء على خالد إذن؟!
وأيضاً: إنكم تقولون: إن أهل المدينة قد تضايقوا من بكاء فاطمة على رسول الله «صلى الله عليه وآله» كما ادعوا، وطلبوا منها أن تبكي إما ليلاً وإما نهاراً([5]).
فإن كان البكاء عليه «صلى الله عليه وآله» جائزاً، فلماذا يتضايق أهل المدينة منه؟! وهل لم يكن موته «صلى الله عليه وآله» شديداً عليهم، ولم يكن له «صلى الله عليه وآله» قدر عندهم؟!
وإن كان البكاء حراماً، فلماذا سمحوا لها بالبكاء ليلاً فقط، أو نهاراً فقط؟! فقالوا لها: إما أن تبكي عليه ليلاً وإما أن تبكي عليه نهاراً..
وإن كان البكاء حلالاً، فلماذا نهوها عن فعل ما هو حلال، إما ليلاً وإما نهاراً أيضاً؟!
خامساً: نحن نعلم: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد بكى على عثمان بن مظعون، وسعد بن معاذ، وزيد بن حارثة، وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب، وعلى ولده إبراهيم.
وقال «صلى الله عليه وآله» حين موت ولده: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا([6]).
وبكى أيضاً بشير بن عفراء على أبيه، وكذلك بكى جابر على أبيه([7]).
ثم طلب عمر البكاء على خالد بن الوليد، وبكى على النعمان بن مقرن وعلى غيره([8]).
وبكت عائشة على إبراهيم([9]).
وبكى أبو هريرة على عثمان([10]).
وبكى صهيب على عمر([11]).
فلماذا إذن يمنع عمر من البكاء على أبي بكر، ويبادر إلى ضرب ابنته أم فروة؟! ولماذا منعت الزهراء «عليها السلام» من البكاء على أبيها رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
هل كل أولئك كانوا أفضل من رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأكرم وأعظم منه؟! وهل هم أعظم شأناً من أبي بكر؟!
سادساً: إن قوله «صلى الله عليه وآله» حين مات ولده إبراهيم: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الله تعالى، والله إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون»([12])، يدل على أن المطلوب ـ فقط ـ هو عدم إغضاب الرب في عمل المآتم.. فيجوز للإنسان أن يظهر حزنه بكل وسيلة لا يوجد نص على حرمتها..
سابعاً: إن المسلمين يحتفلون في يوم ميلاد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وفي يوم هجرته، وفي مناسبات كثيرة.. كما أنهم يرسلون ببرقيات التهاني في مناسبة عيد الأضحى، وعيد الفطر، وعيد الإستقلال، ويعزي بعضهم بعضاً، بموت الأقرباء والأصدقاء، ويرسل الملوك ببرقيات التهنئة والتعزية إلى نظرائهم في هذه المناسبات وفي غيرها..
ولم نزل نسمع أخبار هذه التهاني والتعازي، والاحتفالات في الفضائيات، وفي نشرات الأخبار، ونقرؤها في الصحف، وعلى صفحات الإنترنت، مع أن ذلك كله لم يكن على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فهل ترون ذلك كله من البدع المحرمة؟!
وهل تحكمون بدخول كل هؤلاء الناس بما فيهم الملوك والرؤساء، والعلماء، والأساتذة والفقهاء، والشعوب الإسلامية، هل تحكمون على جميع هؤلاء بالابتداع، والارتداد والكفر، واستحقاق دخول النار لأجل ذلك؟!
ثامناً: بالنسبة للصياغة الثانية للسؤال نقول:
لقد تأسينا برسول الله «صلى الله عليه وآله» حين كان يبكي على الحسين «عليه السلام» قبل حدوث قتله، بل كان يعقد مجالس العزاء لخصوص البكاء عليه «عليه السلام»، ويعلم الناس بأنه سيستشهد، وكان يلعن قتلته. كما أوضحناه في جواب على سؤال آخر في هذا الكتاب.
تاسعاً: إن الجميع يقر للنبي «صلى الله عليه وآله» بالنبوة، ويقبل الاحتجاج بقوله وفعله، ولكن الأمر بالنسبة للإمام الحسين «عليه السلام» مختلف، فإن هناك سياسة فاعلة لا زلنا نشهد فصولها المتوالية عبر التاريخ تسعى جاهدة لطمس ذكره والانتقاص من قدره، وإجهاص أهدافه وتمجيد وتبرئة، وتقوية، وتسديد أعدائه، وطمس معالم جهاده، والسعي لإحياء أمر الجاهلية، ونصرة الباطل وأهله..
فالدفاع عن الحسين «عليه السلام» وأهدافه، وإدانة الجرائم التي ارتكبت في حقه ليست انتقاصاً من مقام جده وأبيه، بل مساعدة لهما في مسعاهما لتحقيق نفس الأهداف، وإحقاق الحق، وإزهاق الباطل، وفضح أهله..
________________________________________
([1]) راجع: البداية والنهاية (ط دار إحياء التراث) ج8 ص187 ومناقب آل أبي طالب (المطبعة الحيدرية) ج3 ص261 و (ط مكتبة مصطفوي ـ قم ـ إيران) ج4 ص114 والفتوح لابن أعثم المجلد الثالث ج5 ص129 و (ط دار الأضواء) ج5 ص129 والمنتظم ج5 ص343 وتذكرة الخواص ص261 و262 وآثار الجاحظ ص130 وسؤال في يزيد ص14 فما بعدها، ومصادر ذلك لا تكاد تحصى.
وراجع: مقتل الحسين للمقرم ص449 و 450 واللهوف ص75 و 76 و (ط أنوار الهدى ـ قم) ص105 وروضة الواعظين ص191 والمسترشد ص510 والإحتجاج للطبرسي ج2 ص34 والخرائج والجرائح ج2 ص580 ومدينة المعاجز ج4 ص140 وبحار الأنوار ج45 ص133 و 157 و 167 و 186 والعوالم (الإمام الحسين «عليه السلام») للبحراني ص397 و 401 و 403 و 433 ولواعج الأشجان ص226 والغدير ج3 ص260 وتفسير القمي ج2 ص86 والتفسير االصافي ج3 ص388 ونور الثقلين ج3 ص518 وقاموس الرجال للتستري ج10 ص115 وتاريخ اللأمم والملوك ج8 ص187 وبلاغات النساء لابن طيفور ص21 وينابيع المودة ج3 ص31 و 42 و 244 والنصائح الكافية ص263 وحياة الإمام الحسين «عليه السلام» للقرشي ج2 ص187 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج33 ص680.
([2]) روح المعاني للعلامة الآلوسي ج26 ص72 وتذكرة الخواص ص261 و 262 ومنهاج السنة ج4 ص549.
([3]) راجع: النص والإجتهاد ص230 ـ 234 والغدير ج6 ص159 ـ 167 ودلائل الصدق ج3 قسم1 ص134 و 136 عن عشرات المصادر الموثوقة، ومنحة المعبود ج1 ص158 وراجع ص159 وذكر أخبار أصبهان ج1 ص61 عن أبي موسى، والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص209 و 346 و 362 وراجع ج3 ص396 وج2 ص313. وراجع: تأويل مختلف الحديث ص245 والإستيعاب (بهامش الاصابة) ترجمة جعفر ج1 ص211 وكشف الأستار ج1 ص381 و 383 و 382 والإصابة ج2 ص464 والمجروحون ج2 ص92، والسيرة الحلبية ج2 ص89 وراجع ص251 ووفاء الوفاء ج3 ص894 و 895 وراجع ص932 و 933 وحياة الصحابة ج1 ص571.
([4]) التراتيب الإدارية ج2 ص375 والإصابة ج1 ص415 وصفة الصفوة ج1 ص655 وأسد الغابة ج2 ص96 وحياة الصحابة ج1 ص465 عن الاصابة، والمصنف للصنعاني ج3 ص558 و 559 وفي هامشه عن البخاري وابن سعد، وابن أبي شيبة، وتاريخ الخميس ج2 ص247 وفتح الباري ج7 ص79 والفائق للزمخشري ج4 ص19 وربيع الأبرار ج3 ص330 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص279 وتخريج الأحاديث والآثار ج4 ص265 وراجع: تاريخ الخلفاء ص88 وراجع: لسان العرب ج8 ص363.
([5]) راجع: مناقب آل أبي طالب (المطبعة الحيدرية) ج3 ص104 وبحار الأنوار ج43 ص155 و 177 وراجع ج12 ص264 وج46 ص109 وج79 ص87 وبيت الأحزان ص165 وراجع: الأمالي للصدوق ص204 والخصال ص272 و 273 وروضة الواعظين ص170 و 450 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص281 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص922 ومكارم الأخلاق للطبرسي ص315 وتفسير نور الثقلين ج2 ص424 وكشف الغمة ج2 ص120 وقصص الأنبياء للجزائري ص202.
([6]) مسند أحمد ج3 ص194 وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج7 ص76 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص69 وسنن أبي داود ج2 ص64 وعمدة القاري ج8 ص75 والمصنف للصنعاني ج3 ص553 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص267 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص385 ومسند أبي يعلى ج6 ص43 وصحيح ابن حبان ج7 ص162 والمعجم الكبير ج24 ص171 ومعرفة السنن والآثار ج3 ص198 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج1 ص55 و 57 و 58 والإستذكار لابن عبد البر ج3 ص71.
([7]) راجع فيما تقدم: النص والإجتهاد ص230 ـ 234 والغدير ج6 ص159 ـ 167 ودلائل الصدق ج3 قسم1 ص134 ـ 136 عن عشرات المصادر الموثوقة، والإستيعاب (بهامش الإصابة) ترجمة جعفر ج1 ص211 ومنحة المعبود ج1 ص159 وكشف الأستار ج1 ص381 و 383 و 382 والإصابة ج2 ص464 والمجروحون ج2 ص92 والسيرة الحلبية ج2 ص89 وراجع ص251 ووفاء الوفاء ج3 ص894 و 895 وراجع ص932 و 933 وحياة الصحابة ج1 ص571 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص396 وج2 ص313.
([8]) الغدير ج1 ص164 و 54 و 155، عن الإستيعاب ترجمة النعمان بن مقرن، والرياض النضرة المجلد الثاني ج2 ص328 و 329 حول بكاء عمر على ابن ذلك الأعرابي حتى بل لحيته.
([9]) منحة المعبود ج1 ص159.
([10]) الطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار صادر) ج3 ص81.
([11]) الطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار صادر) ج3 ص81 ومنحة المعبود ج3 ص362.
([12]) سبل الهدى والرشاد ج7 ص30 وج11 ص23 عن مسلم، وأبي داود، وابن سعد، وأحمد، وعبد بن حميد، والطبراني، وراجع: ابن ماجة، وابن عساكر، عن أسماء بنت يزيد، وبكير بن عبد الله، وراجع: الذكرى للشهيد الأول ج2 ص47 والحدائق الناضرة ج4 ص163 وكشف الغمة (ط ق) ج1 ص158 والكافي للكليني ج3 ص262 ودعائم الإسلام ج1 ص224 وتحف العقول ص37 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص280 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص921 ومستدرك الوسائل ج2 ص385 و 460 و 462 و 463 ومكارم الأخلاق ص22 وذخائر العقبى ص153 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص394 وغوالي اللآلي ج1 ص89 ومسكن الفؤاد للشهيد الثاني ص5 و 93 و 94 والبحار ج16 ص235 وج22 ص157 و 264 وج24 ص264 وج65 ص54 وج74 ص140 وج79 ص91 و 101 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص405 و 470 و 471 و 472 و 481 ومسند أحمد ج3 ص194 وصحيح البخاري ج2 ص84 وصحيح مسلم ج7 ص76 وسنن ابن ماجة ج1 ص506 وسنن أبي داود ج2 ص64 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص69 وعمدة القاري ج8 ص75 و 101 والمصنف للصنعاني ج3 ص553 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص267 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص385 والإعتبار لابن أبي الدنيا ص41 وكتاب الهواتف لابن أبي الدنيا ص38 ومسند أبي يعلى ج6 ص43 وصحيح ابن حبان ج7 ص162 والمعجم الأوسط ج8 ص346 والمعجم الكبير ج24 ص171 ومعرفة السنن والآثار ج3 ص198 والإستذكار ج3 ص71 والإستيعاب ج1 ص55 و 57 و 58 والتمهيد لابن عبد البر ج17 ص284 وج24 ص443 وتغليق التعليق ج2 ص472 وراجع: كنز العمال ج15 ص615 و 621 و 625 وفيض القدير ج2 ص717 وج3 ص291 وج6 ص473 وكشف الخفاء ج2 ص156 وتفسير أبي حمزة الثمالي ص360 وأحكام القرآن لابن العربي ج3 ص74 وج4 ص262 وتفسير القرطبي ج9 ص249 وفتح القدير ج3 ص48 والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص137 و 138 و 140 و 142 و 143 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص139 و 145 وج10 ص107 وأسد الغابة ج1 ص39 ووفيات الأعيان ج2 ص302 وتاريخ الإسلام ج2 ص699 والبداية والنهاية ج5 ص331 و 332 وج6 ص305 وج7 ص86 وإمتاع الأسماع ج2 ص223 و 338 و 339 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص614 و 615.