الشيخ عباس محمد
28-08-2017, 05:51 PM
اسئلة واجوبة في الامام الحسين ع وواقعة الطف
ما هو سبب نهضة الحسين عليه السلام؟
لا ينكر أحدا أن يزيد بن معاوية كان رجلا فاسقا، متجاهرا بالفجور، مولعا بشرب الخمور، وكانت آمال بني أمية معلقة عليه على أنه المعد واللائق للأخذ بثأر قتلاهم، من آل محمد وعلي عليه السلام.
ويزيد بن ميسون النصرانية، الذي ربي في حجرها وعند قومها النصارى لاعبا مع الكلاب والفهود والقرود، شاربا للخمور، مولعا بالفسق والفجور، مع هذه الخصائص وغيرها من الرذائل التي اجتمعت فيه، كان قادرا على أن يجرد سيف الكفر والإلحاد الذي صنعه أبو سفيان وقومه في عهد خلافة عثمان.
إذ يروي ابن أبي الحديد عن الشعبي قال: فلما دخل عثمان رحله ـ بعدما بويع بالخلافة ـ دخل إليه بنو أمية حتى امتلأت بهم الدار، ثم أغلقوها عليهم ، فقال أبو سفيان أعندكم أحد من غيركم؟
قالوا: لا.
قال: يا بني أمية، تلقفوها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان، ما من عذاب ولا حساب، ولا جنة ولا نار، ولا بعث
ولا قيامة!(1).
فيزيد هو الذي يقرّ عيون قومه بانتقامه من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقبض على مقابض السيف الذي صقله أبو سفيان وحده معاوية وأعده ليزيد، حتى يقضي به على رسالة محمد (صلى الله عليه وآله) والدين الذي جاء به من عند الله سبحانه وتعالى (2).
____________
1- شرح نهج البلاغة 9/ 53 ط دار إحياء التراث العربي.
2- وفي شرح نهج البلاغة ـ لابن ابي الحديد ـ 5/129قال: و روى الزبير بن بكار في الموفقيات و هو غير متهم على معاوية و لا منسوب إلى اعتقاد الشيعة لما هو معلوم من حاله من مجانبة علي ع و الانحراف عنه قال المطرف بن المغيرة بن شعبة دخلت مع أبي على معاوية و كان أبي يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية و عقله و يعجب بما يرى منه إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء و رأيته مغتما فانتظرته ساعة و ظننت أنه لأمر حدث فينا فقلت ما لي أراك مغتما منذ الليلة فقال يا بني جئت من عند أكفر الناس و أخبثهم قلت و ما ذاك قال قلت له و قد خلوت به إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين فلو أظهرت عدلا و بسطت خيرا فإنك قد كبرت و لو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم فو الله ما عندهم اليوم شيء تخافه و إن ذلك مما يبقى لك ذكره و ثوابه فقال هيهات هيهات أي ذكر أرجو بقاءه ملك أخو تيم فعدل و فعل ما فعل فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره إلا أن يقول قائل أبو بكر ثم ملك أخو عدي فاجتهد و شمر عشر سنين فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره إلا أن يقول قائل عمر و إن ابن أبي كبشة ليصاح به كل يوم خمس مرات
ولكن يزيد لا يتمكن من تنفيذ ما خططه أسلافه وقومه، ما دام الحسين بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحظى بالحياة.
والحسين عليه السلام تربى في حجر جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبيه أمير المؤمنين عليه السلام وهو المعد لإحياء الدين وإنقاذ شريعة سيد المرسلين من التحريف والتغيير، فنهض ليصد طغاة بني أمية عن التلاعب بالدين والاستخفاف بالشريعة المقدسة .. فروّى شجرة الإسلام بدمه الزاكي ودماء أهل بيته وأنصاره الطيبين، فاخضرت وأورقت وترعرعت، بعدما كانت ذابلة وكأنها خشبة يابسة تنتظر نيران بني أمية وأحقادها الجاهلية لتحولها إلى رماد تذروه الرياح (1).
____________
=>
أشهد أن محمدا رسول الله فأي عملي يبقى و أي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك؟
لا و الله إلا دفنا دفنا!!
أقول: هذه نيات معاوية الإلحادية نقلها لابنه يزيد وأمره أن يسعى ويجتهد لتنفيذها.
لسؤال: فلسفة أخذه (عليه السلام) لعياله الى كربلاء
لماذا اخذ الامام الحسين (ع) النساء والاطفال معه الى كربلاء مع انه يعلم بانهم سوف يسبون ؟
الجواب:
كان الحسين (عليه السلام) مطّلعاً على سبي أهل بيته وذلك بالعلم الغيبي والباطني، ولكنّه (عليه السلام) مكلّف بالعمل بالظاهر، فانه حينما قدم الى الكوفة بان له من الظاهر توفر كافة الشروط له للقدوم اليها بعد بيعة أهل الكوفة له، فحمل الامام (عليه السلام) أهل بيته ليتسنى له محافظتهم وحراستهم لانّ تركهم في الحجاز كان يسبب ان يجعلهن يزيد رهينة لتحجيم حركة الحسين (عليه السلام) وورقة ضغط لتراجع الحسين (عليه السلام) عن مبادئه كما ذكر ذلك السيد ابن طاووس في كتاب (الملهوف).
ولكن عندما انقلبت الموازين وتراجع أهل الكوفة عن بيعتهم وحوصر الإمام (عليه السلام)، فكان نتيجة ذلك أن تقع عيال الحسين (عليه السلام) في الأسر، فكان ذلك الامر من قضاء الله وقدره ومشيئته التي لابد من الصبر عليها. وإن شكلت بالطبع حالة الأسر لعيال الحسين (عليه السلام) عاملاً في فضيحة بني أمية وهي نتيجة بديهية لا يصح ادراجها في أهداف حركة الحسين (عليه السلام) لانه لا يصح خلط الهدف مع النتيجة الحاصلة، وذلك لان القوانين المنطقية ترفض أن تكون النتيجة هو كل ما كان مستهدفاً من قبل .
سؤال: علة تلاوة رأسه الشريف آية (أم حسبت أن أصحاب الكهف)
عندما حمل رأس الحسين (عليه السلام) على الرمح كان يرتل آية من سورة الكهف لماذا اختار الإمام (عليه السلام) هذه الآية من سورة الكهف ؟
الجواب:
الآية التي كان يتلوها رأس الامام الحسين (عليه السلام) : (( أَم حَسبتَ أَنَّ أَصحَابَ الكَهف وَالرَّقيم كَانوا من آيَاتنَا عَجَبًا )) (الكهف: 9) .
وإنما تلى هذه الآية لأن تكلم رأس بلا جسد أعجب, كما قال الراوي : ((والله إن رأسك أعجب)).
ويحتمل أن يكون في انتخاب هذه الآية إشارة خفية إلى الرجعة .
وكذلك يمكن لنا أن نفهم الربط بين أصحاب الكهف وعصرهم الذي عاشوا فيه, وبين الإمام الحسين (عليه السلام) وأمته .
وكل هذه احتمالات يمكن لنا أن نوردها .
لسؤال: رأس الحسين (عليه السلام) يمثل في عالم الآخرة ا
بعد الرجعة في رواية أن السيدة الزهراء يوم القيامة تأتي برأس ولدها الشريف إلى آخر الرواية....
ما المقصود منها ؟؟
الجواب:
بالنسبة الى ما يتعلق برواية فاطمة الزهراء (عليها السلام) فان الرواية تصف ان رأس الحسين (عليه السلام) يمثل لفاطمة (عليها السلام)، والمثال إما أن يكون صورة على غرار ما تشهده في الاجهزة الحديثة، أو هو مثال حقيقي يخلقه الله على هيئة الرأس يوم قتل الحسين (عليه السلام)، ولا علاقة لهذا المثال بالحسين (عليه السلام)، لعل الحسين (عليه السلام) أيضاً حاضراً في ذلك المحل وامكان حضوره في ذلك المحل وانسجام ذلك مع الرواية, فالأولى إمكان حضوره في عالم الرجعة وبعد لم يحصل ذلك الموقف ولم يحضر مثال الرأس.
السؤال: في الاربعين الحق رأسه الشريف بجسده
عندما عرج بالسبايا الى الشام كان رأس الحسين معهم، فمتى أرجع مع الجسد، هل كان في العشرين من صفر؟
الجواب:
انّ المشهور عند الشيعة انّ رأس الحسين (عليه السلام) قد أعاده الامام زين العابدين (عليه السلام) بعد الرجوع من الاسر وألحقه بالجسد الشريف بعد أربعين يوماً من استشهاده، أي يوم العشرين من صفر (اللهوف / 86 - مثير الأحزان لابن نما / 107 - روضة الواعظين / 192 - البحار45/145 و 44/199).
نعم، قد ورد في بعض الاخبار الخاصّة بانّ مدفن رأسه (عليه السلام) هو عند أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) (كامل الزيارات / 35)، وأوّل بانّه بعد الدفن الاوّل أخرج من هناك والحق بالجسد الشريف بكربلاء جمعاً بين هذه الروايات. والطائفة الاولى التي تدلّ على اجتماع رأسه وجسده (عليه السلام) والتي عليها معظم الطائفة الشيعيّة .
تعليق على الجواب (1)
اذا ما هو مقام رأس الحسين الموجود في مصر و لماذا سمي بهذا الاسم
الجواب:
هناك أقوال ان الرأس الشريف دفن في مصر لكن المعمول به عند الأغلب من الشيعة أن رأسه الشريف أعيد إلى جسده وأن هذا مقدم على تلك الروايات التي تشير إلى الدوران به في الأقطار ومنها مصر.
السؤال: تحقيق حول مكان دفن رأس الإمام الحسين (عليه السلام)
سؤالي يتعلق بموقع رأس الإمام الحسين - رضي الله عنه - بعد أن قطع عن جسده الشريف و أخذ ليعرض لعدو الله و الأمة السفاح "يزيد ابن معاوية" لعنة الله عليه في دمشق؟
الجواب:
لقد اختلفت الروايات والأقوال في ذلك الى سبعة أقوال بل ثمانية - كما سيأتي بيانها - ولمّا كان القطع واليقين محالاً في بعضها، وإن ذهب الى القول بذلك بعض الأعلام - كما سيأتي بيانه -، غير أن أقربها للقبول والمعقول هو ما اشتهر عند العلماء من الفريقين الشيعة والسنة بأنه أعيد الى جثته (عليه السلام) بعد أربعين يوماً، وهذا الاتفاق يوحي باطمئنان الرجحان في ذلك.
والآن الى بيان الأقوال ونستعرض أسماء القائلين بها تنويراً لكم:
القول الأول: وهو مدفون بكربلاء عند جثته الطاهرة أعيد إليها بعد أربعين يوماً. ذهب الى ذلك من أعلام الفريقين:
1ـ هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى حكى ذلك عنه السبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص 150 ط حجرية 1278هـ) عنه وغيره.
2ـ السيد المرتضى 436 هـ حكى ذلك عنه كل من الطبرسي في (أعلام الورى 255 ط الحيدرية)، وابن شهر آشوب في (المناقب 3 / 231 ط الحيدرية).
3ـ الشيخ الطوسي 480 هـ حكى ذلك عنه من تقدم وقالا عنه انه قال: ومنه زيارة الاربعين.
4ـ الحافظ ابن شهر آشوب 488هـ ذكر ذلك في المناقب كما أشرنا إليها آنفاً.
5ـ الفتال النيسابوري المستشهد سنة 508هـ ذكر ذلك في (روضة الواعظين).
6ـ الشيخ الطبرسي 548هـ ذكر ذلك في (أعلام الورى) كما اشرنا اليه آنفاً.
7ـ ابن نما الحلي في (مثير الاحزان) وقال: انما الذي عليه المعول من الأقوال إنه أعيد الى الجسد بعدما طيف به في البلاد ودفن معه.
8ـ المجلسي 1111هـ في (بحار الأنوار) وقال إنه المشهور بين علمائنا الإمامية رده علي بن الحسين (عليه السلام).
9ـ القزويني 682هـ في (عجائب المخلوقات 67) قال: في العشرين من صفر رد رأس الحسين (عليه السلام) الى جثته.
10ـ ابن حجر الهيثمي 973هـ في شرحه همزية البوصيري قال: أعيد رأس الحسين بعد أربعين يوماً من مقتله.
11ـ المناوي 1031هـ في (الكواكب الدرية 1 / 57) نقل اتفاق الامامية على انه أعيد الى كربلاء ولم يعقب بشيء، وحكى ترجيحه عن القرطبي، ونسب الى بعض أهل الكشف انه حصل له اطلاع على انه أعيد الى كربلاء.
12ـ الشيخ الشبراوي 1171هـ في (الاتحاف بحب الاشراف / 12) قيل: انه اعيد الى جثته بعد أربعين يوماً.
13ـ وأخيراً قال أبو الريحان البيروني في (الآثار الباقية 1 / 331): في العشرين من صفر ردّ رأس الحسين الى جثته حتى دفن مع جثته.
فهذا القول هو الراجح والأولى بالقبول، لاتفاق كثير من أعلام الفحول من الفريقين الدال على القبول حسب النقول.
القول الثاني: انه عند أبيه لورود أخبار بذلك وردت في (الكافي، والتهذيب)، لا تخلو بعض اسانيدها من المناقشة.
القول الثالث: انه مدفون بظهر الكوفة دون قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) كما في خبر عن الصادق (عليه السلام) رواه الكليني في (الكافي).
وهذان القولان من مختصات الامامية، ولم يقل بها أحد من غيرهم.
القول الرابع: انه دفن بالمدينة عند قبر امه فاطمة (عليها السلام)، وهذا ما حكاه السبط ابن الجوزي عن ابن سعد في (الطبقات)، وقال به غيره.
القول الخامس: إنه بدمشق بباب الفراديس حكاه السبط أيضاً عن ابن أبي الدنيا وعن الواقدي وعن البلاذري في تاريخه.
القول السادس: انه بمسجد الرقة على الفرات بالمدينة المشهورة حكاه السبط أيضاً عن عبد الله بن عمر الوراق ذكره في كتاب المقتل.
القول السابع: انه في عسقلان ومنه نقله الفاطميون الى القاهرة، وهو فيها وله مشهد عظيم يزار.
القول الثامن: انه في حلب، أشار اليها ابن تيمية في رسالته جواباً عن سؤال عن رأس الحسين (عليه السلام) وهي مطبوعة حققها وطبعها محب الدين الخطيب، وقد تجاوز الحد في سوء الأدب مع الحسين (عليه السلام) حتى علا وغلا على صاحب الرسالة في حماه المسعورة، وقد ساق ابن تيمية سبعة وجوه في نفي أن يكون الرأس مدفوناً بالقاهرة، متحاملاً فيها على من يقول بها، ولم تخل الرسالة متنا وهامشاً من تعريض وتصريح بالحسين (عليه السلام) ونهضته، ودفاع عن يزيد وجريمته، ولا يستنكر اللؤم من معدنه، فجزى الله كلا على نيته وحشره مع من يتولاه انه سميع مجيب.
ولنختم الجواب بما قاله السبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص ص151 ط حجرية سنة 1278هـ) قال: وفي الجملة ففي أي مكان كان رأسه أو جسده، فهو ساكن في القلوب والضمائر، قاطن في الاسرار والخواطر، أنشدنا بعض أشياخنا في هذا المعنى:
لا تطلبوا رأس الحسين ***** بأرض شرق أو بغرب
ودعوا الجميع وعرّجوا ***** نحوي فمشهده بقلبي
ونضيف نحن قول ابن الوردي في (تاريخه ج1 / 232 ط الحيدرية):
أرأس السبط ينقل والسبايا ***** يطاف بها وفوق الأرض رأس
ومالي غير هذا السبي ذخر ***** ومالي غير هذا الرأس رأس
السؤال: لولا الإمام الحسين (عليه السلام) لما بقي لهذا الدين من أثر
اكيف يمكن أن نقول ان لو لا الامام الحسين عليه السلام لما بقي لهذا الدين من أثر ؟
أريد شرحاً لهذه العبارة من كتب السنة إذا وجد , وهل الائمة الأطهار عليهم السلام من بعد الحسين عليه السلام لا يشكلون دوراً كبيراً في الخلافة من بعد الحسين ؟
.
الجواب:
المراد من العبارة هو : أنّ الامام الحسين (عليه السلام) قد أحيى أمر الدين بعد أن طمست أعلامه بيد الأمويين, فلولا نهضته (عليه السلام) لشوّهت بني أميّة وجه الدين بحيث لا يبقى له عين ولا أثر بعد مضي سنوات قليلة من حكمهم الجائر, ألا ترى إلى : صلاة الجمعة لمعاوية في يوم الأربعاء, وقتله لخيرة أصحاب علي (عليه السلام), ووقوفه في وجه أمير المؤمنين (عليه السلام) وادعائه الخلافة لنفسه, وتنصيبه يزيد خليفة مع ما فيه من جهره بالمنكرات والموبقات و... .
أليس هذا كله مؤشراً واضحاً في هذا المجال !!
ومن جانب آخر, ترى أن الامة الاسلامية أصبحت آنذاك في سبات, يحتاج الى من يوقظها ويكشف زيف حكّامها الظلمة ويخلع عنهم ثوب الرياء والتظاهر بالاسلام, فكان هذا دور الامام الحسين (عليه السلام).
ثم إن هذه العبارة لا تنفي دور سائر الائمة (عليه السلام) في حياتهم وسيرتهم, بل كل ما في الامر أن الظروف السياسية والاجتماعية قد فرضت وظائف لكل إمام (عليه السلام) يقوم بأدائه, فمثلاً لو كان أيّهم (عليه السلام) يعيش في زمن إمامة أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) لقام بنفس الدور .
السؤال: استقامة الدين بقتل الحسين (عليه السلام)
كيف لا يستقيم الدين, الا باسشتهاد الحسين (عليه السلام), وما خلفته تورته على الاسلام ?
الجواب:
لقد كان هناك سعي من البعض لأرجاع الآمر الى الجاهلية بتحريف الدين لكن هذا الآمر يحتاج إلى وقت وبني أميّة وصلوا إلى ذروة في حرف الأمة حتى أنكر يزيد النبوة والقرآن والسنة حيث قال :
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
ولوا استمر الأمر على هذا الحال لا ندرس الدين بالكامل لكن ثورة الحسين عليه السلام المخطط لها من قبل السماء أشعلت جذوة الضمير لدى المسلمين فبدوا يستوعبون حجم الخطورة التي وصل اليها الحال فتوالت الثورات حتى سقط بنو أميه تحت شعار يالثارات الحسين . والتضحية من قبل الاولياء سنة الهية في البشرية لإحياء جذوة الدفاع عن الحق في قلوب الناس عن طريق استشعارهم بالمظلومية والناس مفطورون على كراهة الظلم والتعاطف مع المظلومين والتعلق بهم ورفع شعارهم وكان شعار الحسين (عليه السلام) هو شعار جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
سؤال: أمر الامام الحسين (عليه السلام) الشباب طلب الإذن من أمهاتهم
في حادثة عاشوراء الحسين (ع) :لماذا كان الإمام عليه السلام يطلب من الشباب طلب الإذن من أمهاتهم للقتال , في حين كما نعرف أن الإمام عليه السلام هو ولي أمر جميع المسلمين ؟
الجواب:
لم نتحقق حتى الآن أنّ الطلب المذكور كان عامّاً وبالنسبة للجميع, بل كلّ ما في الأمر أنّ التاريخ يشير اليه بالنسبة لبعضهم .
وعلى أيّ حال، فلعلّ الاذن من الأمهات كان لتقدير دورهنّ في تربية هذه المثل الذين كانوا على شرف نيل مرتبة الشهادة, أو كان للتوديع بصيغة الاذن, أو أمور أخرى خفيت علينا, وإلا فان الاذن والأمر الحقيقي كان ولا يزال للامام المعصوم (عليه السلام) .
السؤال: من دفن الإمام الحسين (عليه السلام) ؟
من دفن الإمام الحسين عليه السلام ؟
الجواب:
الامام زين العابدين (عليه السلام) هو الذي دفن جسد الامام الحسين الشهيد (عليه السلام)
(راجع: تاريخ الطبري، والكامل في التاريخ، وارشاد المفيد، وبحار المجلسي، ولهوف سيد ابن طاووس، والانوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري، وأسرار الشهادة للدربندي، والايقاد للسيد العظيمي، والكبريت الاحمر للتستري، وغيرها في تاريخ حوادث سنة 61 هجرية).
لسؤال: الامام السجاد (عليه السلام) تولى عملية دفن جسده الطاهر
من الذي دفن جسد الامام الحسين (عليه السلام) ؟ واذا كان الامام السجاد (عليه السلام) فكيف يكون ذلك وهو كان أسيرا هو وأهل بيته ومقتادين الى الشام خصوصا ان الدفن كان بعد ثلاثة أيام من يوم شهادة الحسين ؟
أرجو ذكر السند والمصدر .
الجواب:
توجد قاعدة أولية, وهي أن الامام المعصوم لا يقوم بتجهيزه والصلاة عليه إلا الامام المعصوم الذي يليه.
إذا عرفت هذا, فان السيد نعمة الله الجزائري في (الأنوار النعمانية) والدربندي في (أسرار الشهادة) والسيد محمد نقي آل بحر العلوم في (مقتل الحسين) رووا بطرقهم: أن بني أسد لما أرادوا دفن الاجساد الطاهرة, جاءهم الامام السجاد (عليه السلام), وهو الذي تولى عملية الدفن بمساعدتهم.
وأما أن الإمام السجاد (عليه السلام) كيف جاءهم وهو أسير, فهذا بالقدرة الإلهية التي يتمتع بها المعصوم .
السؤال: سبب تأخر دفن الامام الحسين (عليه السلام)
هل هناك احاديث او روايات في كتب الشيعة تذكر سبب عدم دفن الامام زين العابدين (عليه السلام) لجثمان الامام الحسين (عليه السلام) الا بعد مرور ثلاث ايام في حين هو كان بامكانه قبل ذلك؟ وما هو هذا السبب لو تكرمتم؟
الجواب:
لم نعثر على سبب يذكر لذلك والذي نحتمله ان الامام زين العابدين (عليه السلام) توجه الى دفن ابيه بعد ان استقر به الامر في الكوفة بحيث يستطيع ان يتوارى عن القوم دون ان يلفت النظر ولعله لا يستطيع ان يتوارى عن القوم وهو في الطريق الى الكوفة لاستمرار الرقابة عليه فغيابه يلفت نظر الاعداء وبالتالي يكون عرضة للقتل حين رجوعه.
تعليق على الجواب (1)
اذا كان وكما اسلفتم مما لاشك فيه ان مقدم الامام السجاد ع الى كربلاء لدفن ابيه ع كان بحكم المعجزه فلم لم يكن كذلك في طريقهم الى الكوفه بان يخيل للقوم انه ع مازال بينهم في حين انه يقوم بتجهيز وتكفين اباه ع حتى لايبقى جسده الطاهر ثلاثة ايام على رمضاء كربلاء
الجواب:
الائمة (عليه السلام) لا يعملون الاشياء بطريقة المعجزة الا في حالات خاصة فقطع المسافة الطويلة في وقت قصير ليس فيه ارغام على فعل معين لاي شخص بخلاف التحكم بارادة الاعداء وارغامهم او اجبارهم على عدم قتلهم في الحال غيابهم ولو بتوهم انهم لم يفعلوا فعلا معينا.
وبعبارة اخرى هم لا يعملون المعجزة للتحكم في ارادات الاشخاص والحد من قدراتهم مع القدرة على فعل ذلك الشيء بدون التحكم باراداتهم .
تعقيب على الجواب (1)
اجاب احد مشايخنا عن سبب تاخر دفن الامام الحسين(ع) بما يلي :
من الأمور التي يمكن تناولها لأخذ العظة والعبرة مما هو مرتبط بالإمام الحسين (ع)، هو التساؤل عن الحكمة المحتملة في سبب تأخير دفن الإمام(ع) لمدة ثلاثة أيام. مع الإلتفات إلى أننا لسنا مطلعين على الواقعيات، وعلينا أن نقدم جهلنا تجاه ذلك، وبالتالي فلا يمكن لنا أن نجزم بوجه الحكمة في ذلك لأنه فوق مستوى عقولنا. وإنما غاية ما نستطيع تقديمه بهذا الصدد، هو بعض المحتملات أو الأطروحات التي تصلح للجواب عن هذا السؤال.
وقبل الدخول في تفاصيل الجواب علينا أن نذكر بأننا عندما ننظر إلى أي فعل يصدر من أي فرد، فإننا تارة ننظر إلى هذا الفعل من زاوية نفس الفاعل وأنه يتحمل مسؤولية فعله سلباً أو إيجاباً. وتارة ننظر إلى نفس الفعل من زاوية الحكمة الإلهية، وأنها يمكن أن توظف فعل أي فرد بما يتماشى مع التخطيط الإلهي والحكمة الإلهية.
ونستطيع أن نمثل لذلك بمثال واضح، وهو نفس مقتل الحسين(ع)، فإننا إذا نظرنا إليه من زاوية نفس الفاعل الذي قتل الإمام(ع) فإنه قد قام بأبشع جريمة في التأريخ، وأنها تنتج له الخلود في جهنم وساءت مصيراً. وإذا نظرنا إلى هذا الفعل من زاوية الحكمة الإلهية، وأن الله تعالى شاء أن يرى الحسين(ع) قتيلاً، فإن للحسين مقامات لا ينالها إلا بالشهادة على المستوى الشخصي، وأن هناك مصالح عليا لنفع الدين على المستوى العام. لوجدنا النفع والصلاح الذي الذي أعده الله تعالى من مختلف الجهات بسبب مقتل الحسين(ع).
وإذا طبقنا هذا المستوى الفكري على ما نحن بصدد الحديث عنه، وما يتعلق بالحكمة الإلهية التي تعلقت ببقاء الجسد الطاهر للحسين(ع). فإننا لا نريد الحديث هنا عن السبب الذي جعل أعداء الإمام الحسين (ع) يتركونه من دون دفن، فإن هذا متوقع منهم بعد ما قاموا به من جرائم شنيعة. إلا أننا نريد التساؤل هنا عن هذا التأجيل من زاوية الحكمة الإلهية. مع الإلتفات إلى أن الإمام السجاد (ع) كان باستطاعته الرجوع إلى دفن الأجساد الطاهرة قبل يوم الثالث عشر، ولا يحول دون ذلك أي حائل، لأنه أساساً قد عاد إلى الدفن بالمعجزة وليس بحسب الأسباب الطبيعية كما هو المروي تأريخياً بوضوح. فلماذا حصل ذلك؟
ويمكن الجواب على ذلك بعدة وجوه محتملة غير متنافية وهي كما يأتي:
أولاً: إن في ذلك ابتلاءاً لنفس الإمام الحسين(ع)، مما ينتج له أخص الدرجات العالية في تكامل ما بعد العصمة، فإننا نعلم بأن طريق التكامل لا متناهي الدرجات وهذا يشمل المعصومين(ع) وغيرهم. وهذا ما يؤيده نفس ما يروى عن رسول الله(ص) من أنه قال للحسين(ع) ما مضمونه: ((إن لك مقامات في الجنة لا تنالها إلا بالشهادة)). فإن الشهادة التي أنتجت له هذه النتيجة العظيمة، هي تلك الشهادة التي رزقه الله تعالى إياها، ووفقه إليها بكل تفاصيلها. وما جرى عليه من قتل بذلك الشكل الذي يقرح القلوب، وما أعقب ذلك من تقطيعه، ورض صدره، وقطع رأسه، وبقائه ثلاثاً من دون دفن، وغير ذلك من تفاصيل، قد ساهم بأن تكون شهادته فريدة بكل المقاييس. فإنه وفق إلى شهادة لم يوفق لها أحد من البشر على الإطلاق. ولذا ورد عن الإمام الحسن (ع) قوله بحسب الرواية: ((لا يوم كيومك أبا عبد الله)).
فإن قلت: بأن بقاء الحسين(ع) من غير دفن قد حصل بعد شهادته، فكيف يكون في ذلك البلاء له وقد استشهد (ع)، والإبتلاء يكون على الفرد في حياته وليس بعد وفاته؟
قلنا: بأن الحسين(ع) عندما أقدم على المصير الذي أقدم عليه، فإنه كان يعلم به تفصيلاً. وهو الذي روي عنه قوله: ((كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواوييس وكربلاء))، فيكون (ع) قد وطن نفسه لهذه الشهادة، وأنه سوف يقع عليه بعد القتل الكثير من المظالم، بما في ذلك رض صدره وسلبه وبقاؤه من دون دفن على رمضاء كربلاء، تصهره حرارة الشمس لمدة ثلاثة أيام.
ثانياً: إن ثورة الحسين (ع) قد اتسعت رقعتها عن علم وعمد من قبله (ع)، وكذلك عن علم وعمد من الله سبحانه وتعالى (إذا صح التعبير)، وذلك لإعطائها الزخم المكثف الذي يعطيها أسباب البقاء والخلود ظاهراً وباطناً.
فإننا نجد ثورة الحسين(ع) تحتوي على عدة مستويات وجوانب، فكرية وثقافية وإعلامية وعسكرية وعاطفية وغيرها. فإنها لم تركز على الجانب العسكري فقط كما يحصل في بعض المعارك، وإنما قد أشبعت بكل ذلك.
وإذا نظرنا إلى الجنبة العاطفية، وهي جنبة مهمة وحيوية من أجل إعطائها الديمومة والخلود بهذه القوة المتجددة. فإننا نجد أنها أشبعت بالكثير من المواقف التي تثير العاطفة والبكاء. وهذه المواقف العاطفية المنتجة للجذب تجاه هذه الثورة المباركة بكل تفاصيلها العظيمة، مكثفة ومركزة. سواء في ذلك ما كان في يوم عاشوراء أم قبل ذلك أو بعده. فيكون تأجيل الدفن داخلاً في هذا المستوى من التفكير. وهي مصيبة عظيمة باستقلالها تظهر مدى الظلم الذي وقع على الإمام(ع) وما تحمله في سبيل الله عز وجل.
ثالثاً: إن بعض الحوادث التي مرت عبر التأريخ فيها الدلالة الواضحة على الغضب الإلهي، كما حصل ذلك من خلال خفاء قبر الزهراء(ع) حتى اعتبر شهيدنا الحبيب ذلك سوء توفيق للأمة حينما قال: ((واعتبرها سوء توفيق لكل الأجيال الإسلامية ابتداءاً من الجيل المعاصر لوفاتها والى الآن والى حين يتضح الأمر بظهور الحق الأصيل (سلام الله عليه). فليس فينا أي شخص يستحق أن ينال هذه النعمة الخاصة والرحمة الحقيقية مهما كان ادعاء هذا الشخص عالياً في دين أو دنيا)). انتهى كلامه .
وكذلك الأمر فيما يخص غيبة الإمام المهدي(ع) فإنه علامة على الغضب الإلهي على اختلاف مستويات هذا الغضب.
والأمر كذلك فيما نحن بصدده، فإن بقاء ريحانة رسول الله(ص) وسيد شباب أهل الجنة بتلك الهيئة على الرمضاء، لهو مؤشر يدل على ما آل إليه حال الأعم الأغلب من المجتمع، والتقاعس الذي ابتليت به الأمة تجاه الإمام الفعلي للكون، الذي له الولاية التكوينية والتشريعية، والذي هو خامس أهل الكساء الذين هم أعلى الخلق على الإطلاق. هذا التقاعس والتخاذل في أداء الواجب وإرجاع الحقوق إلى أهلها هو الذي أنتج هذه المأساة من قتل الحسينD وأهل بيته وأصحابه، وما أعقب ذلك من مصائب جمة كان فيها الاعتداء الفاضح على الإنسانية وعلى الحق المهتضم.
وتلك المظالم التي لا نظير لها هي التي أنتجت الغضب الإلهي، الذي تجسد بأن مطرت السماء دماً، وأن أي حجر كان يرفع فإنه يوجد تحته الدم كما هو المروي. وكذلك يمكن أن يكون قد رمز له ببقاء الجسد الطاهر ثلاثاً من دون أن يوارى.
وهذا ما يجعل في ذمة الأجيال التي أعقبت ثورة الحسين(ع) المسؤولية الدائمة في أن لا نكون مشمولين بهذا الغضب الحسيني. فإننا وإن لم نعاصره (ع) لنكون مكلفين مباشرة بندائه المبارك: ((من سمع واعيتنا فلم يجبنا أكبه الله على منخريه في النار)) وذلك على المستوى العسكري. إلا أننا مشمولون بهذا النداء على عدة مستويات، ومنها مستوى الإلتزام بشريعة سيد المرسلين(ص) التي استشهد الحسين(ع) من أجلها. وأما بخلاف ذلك فإننا نكون مقصرين تجاه تلك التضحيات الجسام، ولا نكون في المعسكر الحسيني بمعناه العام. بل نكون مشمولين للغضب الحسيني الذي تجسد بتلك الرمزية التي نتحدث عنها.
وهذا الالتزام الذي نتحدث عنه يكون في جميع أوقاتنا وأحوالنا، ولا يقتصر الأمر على الأيام التي نستذكر فيها مصيبة سيد الشهداء(ع). بل لابد من الاحتفاظ بكل ما ينتجه القيام بالشعائر الحسينية في مثل هذه الأيام من نتائج إلى جميع أيام السنة، لنكون حسينين في جميع أفعالنا وأقوالنا وتصرفاتنا. فإن من التجني على أنفسنا وعلى ديننا فيما إذا احتفظنا بنتائج الشعائر الحسينية لبعض الأيام من حياتنا فقط. فعلينا أن نكون على مستوى المسؤولية تجاه ذلك جزاكم الله خيراً.
رابعاً: إن في ذلك ابتلاءاً وامتحاناً لعائلة الحسين(ع) الذين تحملوا مسؤولياتهم بعد واقعة الطف، بما فيهم الإمام السجاد(ع). فإنهم مروا بصعوبات ومصائب قلَّ نظيرها، وكل ذلك ينتج لهم مقاماتهم الخاصة التي ادخرها الله تعالى لهم بسبب مساهمتهم في ثورة الإمام الحسين(ع)، ولما فتحه الإمام الحسين(ع) لهم من الفرصة الفريدة، لينهلوا من ذلك العطاء الخاص كل بحسبه واستحقاقه. ومن تلك الفجائع التي ابتلوا بها هي أن يتركوا سيدهم وإمامهم وحبيبهم مقطعاً على ثرى الطف، بعد أن مروا بهم على جسده الطاهر، وساروا بهم إلى الكوفة وعيونهم ترنو نحو المصرع، بتلك الحالة التي أبكت الحجر دماً، فكيف بهم وقد عاشوا في كنفه وتحت ظله ردحاً طويلاً من الزمن، يحنو عليهم بعطفه وحنانه ويمدهم بالتربية المركزة علماً وعملاً.
وليس من السهل على الفرد أن يترك أخاه أو أباه أو زوجه بتلك الحالة، فكيف إذا كان هذا الشهيد المضرج بدمائه مضافاً إلى ذلك هو شيخه وسيده وإمامه.
فكانت في ذلك بلاءات مضاعفة ترفع من شأنهم ودرجاتهم، إذا قابلوها بالصبر والتسليم وعدم الإعتراض على ما أراده الله تعالى، كما كان موقفهم أمامه جل شأنه.
وعلينا أن نأخذ من هذا الموقف السامي العظة والعبرة، وعلينا أن نتأسى بذلك. فإن الله تعالى لا متناهي العظمة وتهون أمامه أعظم التضحيات. وما قيمة تضحياتنا قياساً بهذه التضحيات الجليلة؟
إلى غير ذلك من الوجوه التي لا يسع المجال لذكرها. يكفي أن نكون قد أثرنا مثل هذا التساؤل الذي قد يفتح أمامكم وجوهاً أخرى يمكن التفكير بها
لسؤال: هل استجار إبراهيم (عليه السلام) بالحسين (عليه السلام) ؟
يقول بعض أصحابنا من أهل السنة والجماعة : بأن نبينا ابراهيم (ع) عندما ألقي في النار استجار بالحسين (ع)، قائلا: (( يا حسين )) ، فجعل الله سبحانه وتعالى النار برداً وسلاماً على إبراهيم (ع) , ما صحة هذه المقولة ؟
.
الجواب:
لم نعثر على نصّ معتبر يدلّ على ما ذكرتموهز
نعم، جاء في بعض الروايات أنّ إبراهيم (عليه السلام) كان من دعائه عندما ألقي في النار : (اللهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما نجيتني منها)، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً. (تفسير البرهان 3/64 , تفسير نور الثقلين 3/438), فيمكن أن يدل هذا الدعاء بإطلاقه على ما نقلتموه عن البعض.
السؤال: لماذا لم يرجع الإمام (عليه السلام) بعد مقتل مسلم
ا
لماذا استمر الامام الحسين (ع) في مسيره نحو كربلاء بعد وصوله نبأ استشهاد مسلم (رض) فاذا قتلوا رسوله فسوف يغدرون به ويقتلوه... ارجو توضيح الامر لي بشئ من التفصيل
الجواب:
لم يكن غائباً عن الإمام الحسين (عليه السلام) المصير النهائي له، بل كان يعلم انه سيؤول أمره الى الشهادة في سبيل الله تعالى قبل مسيره الى كربلاء. وهناك الكثير من الروايات عن الرسول والائمة تشير الى علمهم (عليهم السلام) بمقتله قبل ان تكون واقعه الطف، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال للبراء: (يا براء يقتل ابني الحسين عليه السلام وانت حي لا تنصره).
ثم إن الحسين (عليه السلام) وان علق خروجه الى أهل الكوفة على الكتاب الذي سيرجعه مسلم اليه عند وصوله الكوفه وذلك عندما كتب الحسين (عليه السلام) الى اهل الكوفة: (انا باعث اليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل, فان كتب الي بأنه قد اجتمع رأي ملائكم وذوي الحجر والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم فاني أقدم اليكم وشيكاً انشاء الله). (انظر بحار الانوار ج44 ص231).
إلا أن الحسين (عليه السلام) جعل ذلك على الخروج من مكة ولم يجعله على الرجوع, فبعدما وصل الحال الى قتل مسلم، فانه يعني اقدام السلطة على القضاء على الحسين (عليه السلام) وأتباعه رجع أم لم يرجع, فقد عرف أرباب السلطه ان الحسين (عليه السلام) ضعيف وان أهل الكوفة سوف لا يكونون عونا للإمام الحسين (عليه السلام), ولذلك عندما كتب عمر ابن سعد الى ابن زياد: ((اني حيث نزلت بالحسين وبعثت اليه برسولي فسألته عما تقدم وماذا يطلب, فقال: كتب الي أهل هذه البلاد واتتني رسلهم يسألونني القدوم ففعلت فاما إذا كرهتموني وبدا لي غير ما اتتني به رسلهم فانا منصرف عنهم فسمع الحاضرون عند عبيد الله بن زياد عند وصول كتاب ابن سعد انه قال: الآن حين اذا علقت مخالبنا به يرجوا النجاة, ولات حين مناص, وكتب الى بن سعد اما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فاعرض على الحسين ان يبايع ليزيد هو وجميع اصحابه فاذا فعل رأينا رأينا والسلام)). (انظر روضة الواعظين 182).
اذن ما كان ليترك الامام الحسين (عليه السلام) حتى يبايع سواء رجع أم لم يرجع!!
وان كان الرجوع عسيراً عليه وممنوعاً منه فانهم غير تاركيه, فقد قال الحر للحسين (عليه السلام) عندما جاءه تائباً: ((انا صاحبك الذي جعجعت بك في هذا المكان وما ظننت ان القوم يردون عليك ما عرضته عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة ..)) (انظر اعلام الورى للطوسي ج1 ص460).
على ان هذا السلوك الذي سلكه الامام الحسين (عليه السلام) من قبول كتب أهل الكوفة والخروج ما هو أي عملاً بالظاهر فقد تمت الحجة على الامام للنصرة، وخرج الحسين (عليه السلام) اتماماً للحجة على أهل الكوفة, وكذلك الحال في طلبه ان تركوه الانصراف عنهم اتماماً للحجة على عدم قبولهم ذلك الطلب, والا فهو يعلم أن هؤلاء غير تاركيه, بل يعلم مقتله بكربلاء، فعندما جاءه محمد بن الحنفيه في الليلة التي أراد الخروج في صبيحتها عن مكة فقال له محمد: ((يا أخي ان أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك وقد خفت ان يكون حالك كحال من مضى فان رأيت تقيم فانك أعز من بالحرم وأمنعه)) فقال: (يا اخي قد خفت ان يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت)، فقال له ابن الحنفيه: ((فان خفت ذلك فصر الى اليمن أو بعض نواحي البر فانك أمنع الناس به ولا يقدر عليك أحد))، فقال: (أنظر فيما قلت). فلما كان السحر ارتحل الحسين (عليه السلام) فبلغ ذلك ابن الحنفية فأتاه فأخذ بزمام ناقته ـ وقد ركبها ـ فقال: ((يا اخي الم تعدني النظر فيما سألتك؟)) قال: (بلى)، قال: ((فما حداك على الخروج عاجلاً؟))، قال: (أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ما فارقتك فقال ياحسين اخرج فان الله قد شاء ان يراك قتيلا)، فقال محمد بن الحنفية: ((انا لله وانا اليه راجعون...)) (انظر بحار الانوار ج44 ص39).
فهو (عليه السلام) يعلم بخروجه انه مقتول، بل يعلم أن مقتله بكربلاء, ففي رواية أخرى عن الواقدي وزرارة بن صالح قالا: ((لقينا الحسين بن علي (عليهما السلام) قبل خروجه الى العراق بثلاثه أيام فأخبرناه بهوى الناس بالكوفه وان قلوبهم معه وسيوفهم عليه فأومأ بيده نحو السماء ففتحت أبواب السماء ونزلت الملائكة عددا لا يحصيهم الا الله تعالى فقال (عليه السلام): (لولا تقارب الاشياء وهبوط الاجر لقاتلتهم بهؤلاء ولكن أعلم يقينا أن هناك مصرعي ومصرع أصحابي ولا ينجو منهم الا ولدي علي) )). (انظر بحار الانوار ج44 ص36 ).
سؤال: نبذة عن تاريخ المشهد الحسيني في مصر
ما حقيقة مقام الإمام الحسين عليه السلام الموجو في مصر
الجواب:
جاء في كتاب (مزارات أهل البيت (ع) وتأريخها) للسيد محمد حسين الجلالي (ص272) أن هناك أقوالاً عدّة فيما يتعلّق بموضع رأس الحسين (عليه السلام) , قال :
القول الثالث: ان مدفن الرأس في القاهرة وهو المشهور بين الجمهور ويساعده الإعتبار فإن من الثابت تأريخياً أن عدو الله يزيد نكت بمخصرته وجهه الشريف وفعل ما فعل وقال ما تقشعرّ منه الأبدان كما هو مفصل في المقاتل , وأيضا ً طلب الإمام زين العابدين (عليه السلام ) للرأس , وإمتناع يزيد من ذلك خوفاً من غضب جمهور المسلمين , كل ذلك يدلّ على أن الرأس الشريف كان في الشام ولم تتحقق السرقة قبل ذلك والقول بتحقق ذلك فيما بعد بعيد فإن صحت الرواية بحفظه وحراسته عند الأمويين ثم نقله إلى عسقلان ومنها إلى القاهرة .
ولو صحت رواية السرقة فإن الرأس الشريف الموجود اليوم بالقاهرة لا شكّ أنه من رؤوس شهداء كربلاء الذي استشهدوا مع الحسين (عليه السلام) عام 61 للهجرة.
ولنعم ما قاله المقريزي في (خططه ج2 ص 285) من أن لحفظة الآثار وأصحاب الحديث ونقلة الأخبار ما أن طولع وقف منه على المسطور وعلم منه ما هو غير المشهور .
وإنما هذه البركات مشاهدة مرئية وهي بصحة الدعوى ملية. قال الجلالي : والأهم هو الإعتبار بالأهداف التي قتل من أجلها الحسين (عليه السلام) والتي من أجلها يكرم المسلمون هذا المكان الذي دفن فيه رأس الحسين (عليه السلام) , ولأجل نسبته إلى الحسين أو أحد شهداء واقعة كربلاء الرهيبة , ولنعم ما قال سبط ابن الجوزي : ففي أي مكان كان رأس الحسين فهو ساكن في القلوب والضمائر قاطن في الأسرار والخواطر , انتهى.
واقتبس ذلك أبو بكر الآلوسي فقال :
لا تطلبوا رأس الحسين ***** بشرق أرض أو بغرب
ودعوا الجميع وعرجوا ***** نحوي فمشهده بقلبــي
من تأريخ المشهد :
قال الشبلنجي رضي الله عنه في (نور الأبصار ص 134) ذهبت طائفة إلى أن يزيد بن معاوية أمر بأن يطاف به البلاد أي رأس الحسين (عليه السلام) فطيف به حتى انتهى به إلى عسقلان فدفنه أميرها بها , فلما غلب الفرنج على عسقلان افتداه منه الصالح طلائع وزير الفاطميين بمال جزيل ومشى للقائه من عدّة مراحل ووضعه في كيس حرير أخضر على كرسي من الأبنوس وفرش تحته المسك والطيب وبنى عليه المشهد الحسيني المعروف بالقاهرة قريبا ً من خان الخليلي , انتهى .
ونقل المقريزيك أن المشهد في عسقلان بناه أمير الجيوش بدر الجمالي وأكمله ابنه الأفضل سنة 491 هـ قال المقريزي في (خططه ج2 , ص 283) : في شعبان سنة 491 هـ خرج الأفضل بن أمير الجيوش إلى بيت المقدس - إلى قوله - فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس , فيه قبر رأس الحسين بن علي بن أبي طالب فأخرجه وعطّره وحمله في سفط إلى أصل دار بها وعمّر المشهد , فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشياً إلى أن أحلّه في مقبرة.
وفي سنة 548هـ كان قد نقل رأس الحسين من عسقلان الشام إلى القاهرة وقد وصل بالرأس الشريف الأمير سيف المملكة تميم والي عسقلان في يوم الأحد ثامن جمادي الآخرة سنة ثمان واربعين وخمسمائة (1153 م ) كما يقوله المقريزي , وقد وصف ذلك المقريزي بقوله : ( فقدم به الأستاذ مكنون في عشاريّ من عشاريّات الخدمة وأنزل به إلى الكافوري ثم حمل في السرداب إلى قصر الزمرد ثم دفن عند قبة الديلم بباب دهليز الخدمة , انتهى .
وفي سنة 549 هـ بنى الملك الصالح طلائع بن رزيك جامعة خارج باب زويلة ليدفن الرأس فيه فيفوز بهذا الفخار فغلبه أهل القصر وقالوا : لا يكون ذلك الإ عندنا فعمدوا هذا المكان ( المعروف اليوم بمشهد رأس الحسين ) وبنوا له ونقلوا الرخام إليه وذلك في خلافة الفائز على يد الملك الصالح .
وفي سنة 578هـ وصف المشهد , الرحالة ابن جبير فقال في (رحلته ) ما نصّه : المشهد العظيم الشأن الذي بمدينة القاهرة حيث رأس الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه ) . وهو في تابوت من فضّة مدفون تحت الأرض قد بني عليه حفيل يقصر الوصف عنه , ولا يحيط الإدراك به مجلل بأنواع الديباج محفوف بأمثال العمد الكبار شمعاً أبيض ومنه ما دون ذلك قد وضع أكثره في أنوار فضة طالعة ومنها مذهبة , وعلقت عليه قناديل فضة وحف أعلاه كله بأمثال التقاحيح ذهبا ً في مصنع شبيه الروضة يقيد الأبصار حسناً وحمالاً , فيه من أنواع الرخام المجزع الغريب الصنعة البديع الترصيع مما لا يتخيله المتخيلّون والمدخل إلى هذه الروضة على مسجد مثالها في التأنق والغرابة , وحيطانها كلّها رخام على الصفة بعينها والأستار البديعة الصنعة من الديباج معلقة على الجميع , انتهى .
وفي سنة 634 هـ أنشأ أبو القاسم ابن يحيى بن ناصر السكري منارة على باب المشهد والمتبقي اليوم قاعدتها وعليها ما نصّه : (بسم الله الرحمن الرحيم : الذي أوصى بإنشاء هذه المأذنة المباركة على باب مشهد السيد الحسين تقرباً إلى الله ورفعاً لمنار الإسلام الحاج إلى بيت الله أبو القاسم ابن يحيى بن ناصر السكري المعروف بالزرزور تقبل الله منه وكان المباشر بعمارتها ولده لصلبه الأصغر الذي أنفق عليها من ماله بقية عمارتها خارجاً عما أوصى به والده المذكور وكان فراغها في شهر شوال سنة أربع وثلاثين وستمائة ).
وفي سنة 640 هـ احترق المشهد في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب بسبب أن أحد خزّان الشمع دخل ليأخذ شيئاً فسقطت منه شعلةً , فوقف الأمير جمال الدين نائب الملك الصالح بنفسه حتى أطفىء كما يرويه المقريزي.
وفي سنة 662هـ زاد فيه الملك الظاهر ركن الدين بيبرس المملوكي , وفي سنة 684هـ بنى فيه الملك الناصر محمد بن قلاوون إيواناً وبيوتاً للفقهاء العلوية.
وفي سنة 740 هـ إحترق المشهد كما نقله جرجي زيدان فأ فعيدَ بناؤه.
وفي سنة 1004هـ أمر السلطان سليم العثماني بتوسيع المسجد فاستمر حتى عام 1006هـ.
وفي سنة 1175 هـ قام الأمير عبد الرحمن كتخدا بإعادة بناء المسجد الملحق بالروضة وأضاف إليه إيوانين ورتب للسدنة مرتبات.
وفي سنة 1279 هـ زار السلطان عبد العزيز العثماني الروضة الحسينية.
وأمر الخديو أن يقوم بالعمارة التي استمرت حتى عام 1290هـ.
وفي سنة 1290 هـ أ فضيف عباس حلمي الثاني قاعة الآثار النبوية بها .
وفي سنة 1372 هـ - 1953م وسعت الحكومة المصرية المساحة المحيطة بالروضة والمسجد حتى بلغت المساحة الكلية لها : 3340 متراً مربعاً .
وفي سنة 1385 هـ - 1965 م في أول شوال أهدت طائفة البهرة الإسماعيلية مقصورة شبّاك من الفضّة المرصّعة بفصوص من الألماس إلى المشهد الشريف , وقد رأيت حجراً تذكارياً يفيد ذلك منصوباً هناك .
وقد أطالت الدكتورة المعاصرة سعاد ماهر في وصف الروضة والمسجد بما لا يستغني عنه ومما قالت ما نصه: وبالجامع منبر خشبي بديع مطلّي بطلاء مذهب وهو في الأصل منبر جامع ازبك الذي كان عند العتبة الخضراء , فلّما تخرب المسجد نقل إلى مشهد الحسين وفي مؤخرة المسجد دكة تبليغ كبيرة أما صحن الجامع فيحتوي على أربعة وأربعين عموداً عليها بوائك حاملة للسقف , وهو من الخشب المطلي بزخارف نباتية وهندسية متعددة الألوان ومذهبة غاية في الدقة والإبداع وفي وسط السقف ثلاث منائر مرتفعة مسقوفة كذلك . وفي جدران المسجد الأربعة يوجد ثلاثون شباكاً كبيراً من النحاس المطلي بالذهب يعلوها شبابيك أخرى صغيرة دوائرها من الرخام, وللمسجد مئذنتان إحداهما قصيرة وقديمة وهي التي بناها أبو القاسم ابن يحيى بن ناصر السكري المعروف بالزرزور سنة 634 هـ (1236م) فوق القبّة - كما سبق أن أشرنا إليه - وقد طوقتها جمعية حفظ الآثار بحزامين من الحديد محافظة على بقائها , أما المئذنة الثانية فتقع في مؤخر المسجد وهي مرتفعة ورشيقة على الطراز العثماني الذي يشبه المسلة أو القلم الرصاص وعليها لوحان بخط السلطان عبد المجيد خان كتبهما سنة 1366 هـ أحدهما من سورة الانعام الآية 6 : ((أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو الإ ذكر للعالمين )).
وآخر (أحب أهل بيتي إليّ الحسن والحسين ).
وقالت أيضاً : في سنة 1953م (فقد عنيت عناية خاصة بتجديد مسجد الحسين وزيارة مساحته وفرشه وإضاءته حتى يتسع لزائريه والمصلين به , فقد كان المسجد القديم يضيق بهم وخاصة ً في المواسم والأعياد فزيدت مساحته حتى بلغت مساحته 3340 متراً مربعاً بعد أن كانت 1500متراً أي بإضافة 1840 متراً مربعاً إليه ) إلى آخر الكلام الطويل .
يتبع
الشيخ عباس محمد
28-08-2017, 05:52 PM
ؤال: المراد من قوله تعالى (وفديناه بذبح عظيم)
هناك من يفسّر قوله تعالى (( وفديناه بذبح عظيم )) أنه الإمام الحسين مع علمنا أنه (عليه السلام) أفضل من المفدى له .فكيف تجيبون عليه ؟
الجواب:
الرواية الواردة في هذا المعنى تذكر موقف نبي الله ابراهيم (عليه السلام) بعد إفداء إسماعيل (عليه السلام) بالكبش وأنه تمنى أن يكون قد ذبح ابنه اسماعيل (عليه السلام) بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع الى قلبه ما يرجع الى قلب الوالد الذي يذبح أعزّ ولده بيده فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب.
فأخبره الله تعالى بمقتل الحسين (عليه السلام) على أيدي أعدائه لأنه أعظم من قتل إبنه بيده في طاعة الله فجزع إبراهيم (عليه السلام) لذلك فتوجع قلبه وأقبل يبكي فأوحى الله تعالى إليه: يا إبراهيم قد فديت جزعك على إبنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب وذلك قول الله عزوجل (( وفديناه بذبح عظيم )) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. (راجع عيون أخبار الرضا (عليه السلام) وتفسير نور الثقلين للحويزي .
فعلى هذا يكون أحد معاني الآية الكريمة أن الله تعالى فدى حزن إبراهيم (عليه السلام) وثوابه على مصابه المطلوب باسماعيل (عليه السلام) بحزنه على الحسين (عليه السلام) والثواب على مصيبته.
فلا وجه لما أوردتموه إن لم نقل قد ثبت العكس، ونرجو منك مطالعة تمام الرواية.
السؤال: معنى (لا يوم كيومك يا أبا عبد الله)
يروى عن أهل البيت قولهم بأن "لايوم كيومك ياأبا عبد الله"؟
فما المقصود من ذلك؟
مع أن هناك الكثير من المصائب والكوارث التي تحل بالناس نتيجة الحروب أو غيرها مما لاتقل فظاعة عن يوم الطف وقد يتعرض البعض في السجون وتحت التعذيب لأبشع أنواع التشفي والانتقام فما المقصود من تلك العبارة إذن؟
الجواب:
مقولة للإمام الحسن (عليه السلام) يصف فيها عظم واقعة كربلاء، وانها كبيرة بالقياس إلى دس السم إليه، وان الذي يستحق البكاء الكثير والحزن الطويل هو مصيبة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). ومهما يفعل الظالمون اليوم من ويلات وكوارث فان واقعة الطف تبقى أكثر ألماً واشد حسرة، وذلك انه قتل فيها سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحجة على الخلق أجمعين بأبشع قتلة، حتى امتلأ جسده جراحات حتى صار الجرح على الجرح والطعنة على الطعنة، وقتل معه خيرة أهل بيته من أخوته وولده وقتل الأطفال وخيرة الأصحاب خير الناس بعد المعصومين على وجه الأرض وسبيت نساءه وضربن وهتكن ولوعن...
إذن ليس هناك مصيبة مهما تكن بلغت إلى تلك الفضاعة ولعل قتل حجة الله على الخلق أجمعين لوحده يعدّ من أعظم المصائب، وقد صار قاتل ناقة صالح أشقى الأولين لقتله الناقة التي هي المعجزة التي احتج فيها نبي الله (ص) على الناس، كذلك قاتل الحسين (عليه السلام) من أشقى الآخرين، لانه قاتل للإمام المعصوم الحجة على الناس أجمعين.
السؤال: حال أهل الكوفة والمدينة ومكّة
وجدت عباره في احد الكتب القديمه تقول (لو كان في الكوفة مسلمٌ غير مسلم(اي مسلم بن عقيل)لما قتل الحسين) وفي بحار الانوار كتاب الحسين عليه السلام الشهير الى اخيه محمد بن الحنفية(من لحق بي فقد استشهد ومن لم يلحق لم يدرك الفتح والسلام) اذن كيف لي ان اقيم المسلمين في الكوفة والمدينة في ذلك الوقت بعد استثناء اصحاب الحسين عليه السلام.
الجواب:
العبارة الأولى غير صحيحة لو حملناها على معناها الحقيقي! فحتماً هناك مسلمين غير مسلم ومع ذلك قتل الحسين (عليه السلام).
نعم، يمكن فهم العبارة بمعنى آخر، وهو عدم وجود مسلم متكامل الإسلام كمسلم بن عقيل الذي كان على استعداد للقتال والقتل بين يدي الحسين (عليه السلام).
ولو وجد مثل هكذا مسلم متكامل الإسلام لوجدته في قعر السجون مغلوب على أمره لا يستطيع نصرة الحسين (عليه السلام) أو مقطوعة عليه الطرقات مراقب من جميع الجهات.
وما عدا أولئك الذين لديهم الأعذار لعدم نصرة الحسين (عليه السلام) يبقى الأعم الأغلب سواءاً كان من أهل المدينة ومكة ومن أهل الكوفة مقصرين في عدم نصرة الحسين (عليه السلام) والخروج معه للقتال وان كان حسابهم أقل من غيرهم الذين سمعوا واعية الحسين (عليه السلام) وطلبه للنصرة ولم ينصروه وأقل أيضاً من الذين قاتلوه.
فعن هرثمة قال: ((كنت في البعث الذين بعثهم عبيد الله بن زياد فلما رأيت المنزل والشجر ذكرت حديث علي (عليه السلام) فجلست على بعيري ثم صرت إلى الحسين (عليه السلام) فسلمت عليه أخبرته بما سمعته من أبيه في ذلك المنزل الذي نزل به الحسين (عليه السلام) فقال: (معنا أم أنت علينا؟) فقلت: لا معك وعليك، خلفت صبية أخاف عليهم عبيد الله بن زياد قال: (فامض حيث لا ترى لنا مقتلاً ولا تسمع لنا صوتاً فو الذي نفس الحسين بيده لا يسمع اليوم واعيتنا احد فلا يعيننا إلا كبه الله لوجهه في نار جهنم))).
لسؤال: حديث تقبيل النبي(صلى الله عليه و آله) زبيبته
.
خلال مناظراتي مع أهل السنة في النت رووا رواية تثير العجب وهي:
أن رسول الله قبل (زب) الحسين (ع) (كرمكم الله) ثم نهض و صلى بغير وضوء .
هل الرواية صحيحة و كيفية ابطالها .
الجواب:
هذه الجعجعات التي يثيرها أعداء أهل البيت (عليهم السلام) بين الحين والآخر عبر الاصطياد في الماء العكر سوف لن يحققوا بها مآربهم في تشكيك المؤمنين في دينهم وفي اعتقادهم بأهل بيت العصمة، لان ما عند أعداء أهل البيت أدهى وأمر ولأننا نثق بما عندنا لأن ما نأخذه صادر عن أهل البيت الذين هم أدرى بما فيه وهم وصية رسول الله (صلى الله عليه واله) وخلفاؤه.
يتبين من طرح المسألة وقاحتهم وسوء أدبهم مع النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وآل محمد إلى درجة التكلم بذلك يومياً في المنتديات والبالتوكات وشبكات الانترنيت والمواقع التي يسمونها بأسماء مضللة.
وهذا ـ لو توخينا الإنصاف ـ أمر عادي يدل على مدى اهتمام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأبنائه وحبه لهم وتعظيمه إيّاهم وتعلقه بهم ودرجة اعتزازه بالحسن والحسين وفاطمة(عليهم السلام), فتقبيل الأبناء أصبح في قاموس الاعراب الاجلاف عيباً ومنكراً وكبيرة لا تغتفر تبعاً لما كان أسلافهم يعتقدون كما في الحديث المشهور الذي يرويه البخاري (7/75) وغيره عن أبي هريرة قال: قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً فقال الاقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال من لا يرحم لا يرحم ، وقد قال إمامهم إمام الحنابلة ابن قدامة في (المغني 1/ 172): وعن الزهري والاوزاعي لا وضوء على من مس ذكر الصغير لأنه يجوز مسه والنظر إليه وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قبل زبيبة الحسن ولم يتوضأ.
فهذه الرواية موجودة عند السنة بدمها ولحمها وبكل تفاصيلها، فلماذا لا تثير العجب عندهم وتثير كل شيء إن كانت عندنا (مالكم كيف تحكمون)؟!!
هذا كله إن قلنا بصحة سندها، وإلا ففي ثبوته أو صحته كلام لأن الرواية جاءت عندنا بسند واحد مفرد عن كتاب (الجعفريات) لا غير! أما أهل السنة فروايتهم له متعددة الطرق والأسانيد وإليك بعض رواياتهم في هذه المسألة:
1- حديث ابن عباس قال: رأيته رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج ما بين فخذي الحسين وقبل زبيبته.. رواه الهيثمي في (مجمع الزوائد 9/186)، وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن. وقال ابن حجر بعده في كتابه (الدراية في تخريج أحاديث الهداية): وفيه دليل على أن الصبي ليس له عورة. وقال الذهبي في (تاريخ الإسلام4/26) قابوس: حسن الحديث.
2- وحديث ابن أبي ليلى الانصاري قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فجاء الحسن فأقبل يتمرغ عليه فرفع عن قميصه وقبل زبيبته. أخرجه البيهقي (1/137) وقال: إسناده غير قوي.
قال الالباني في (إرواء الغليل 6/213): وعلته ابن أبي ليلى... وهو ضعيف لسوء حفظه.
ونقول: إن سوء الحفظ لا يجعل من الراوي يروي قصة كاملة خيالية وإنما يجعله يخطأ في لفظ أو يقدم ويؤخر في الرواية أو يغير لفظاً بلفظ أو يشتبه بين الحسن والحسين مثلاً فافهم. وبذلك تثبت الرواية في الجملة لعدم وجود كذاب فيها وتعدد طرقها وشواهدها!
3- ورواية أنس عند ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن(ع) من (تاريخ دمشق الكبير 13/222).
4- ورويت عن جابر بن عبد الله الانصاري عند ابن عساكر في (تاريخ دمشق) بنفس سند ابن عباس.
قال: باب ما روي عن أنس بن مالك من تلطف رسول الله(صلى الله عليه وآله) بابنه الحسن: قال أنس: رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يفرج بين رجلي الحسن ويقبل ذكره.
5- وقال ابن كثير في (البداية والنهاية 8/37) في ترجمة الإمام الحسن(ع): وهو أكبر ولد أبويه وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحبه حباً شديداً حتى كان يقبل زبيبته وهو صغير وربما مص لسانه واعتنقه وداعبه.
وقد رأيتم من كل ما نقلناه بأننا لم نر أحداً من العلماء يستحي أو يتعجب من هذه الروايات أو يفهمها كما يحاول النواصب اليوم طرحه وفهمه منها لخبث نياتهم، بل رأينا يأن العلماء جميعاً يروونها ويبينون أنها مداعبة الاب لابنه وحبه له، وانها أمر عادي وخصوصاً عند صدوره من رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أن الوهابية والنواصب يدعون بأنهم لا يفهمون النصوص الإ من خلال فهم السلف!
والأمر بعد ذلك هين نظراً لصغر الحسن(ع) في تلك الواقعة. فلاحظ.
السؤال: أبيات منسوبة إليه (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
انه عندنا في كتب التاريخ والروايات ان الامام الحسين عليه السلام عندما كان يذهب للحرب يوم الطف كان يقول كلمات او اراجيز او ما شابه ذلك وكان الامام لوحده انذاك ولم يكن عنده احد ولكن نحن نقول ان الامام سلام الله عليه قال كذا وكذا فمن نقل عنه هذه الكلمات ونحن نعلم بانه كان لوحده لا صاحب قريب منه ولا عدو.
فمثلا مناجاته سلام الله عليه في اللحظات الاخيرة من حياته الشريفة وهو يجود بنفسه الكريمه كان يقول
تركت الخلق طرا في هواكا ***** وايتمت العيال لكي اراكا
لئن قطعتني في الحب اربا لما ***** مال الفؤاد الى سواكا
هذا المناجاة من سمعها منه؟!
ومن نقلها وكيف وصلت الينا رغم ان الامام كان لوحده وهناك روايات تقول بانه قالها عندما كان اللعين شمر جالس على صدره وقد هم بذبحه..
اذن هل يعقل بان شمر يكون ناقل لهذا الكلام؟؟
الجواب:
لم يثبت ان هذه الابيات قالها الإمام الحسين (عليه السلام)، بل هي منسوبة إليه وبعضهم يصرح بأنها من قول شاعر قالها على لسان الحسين (عليه السلام). ولو فرض صحة النسبة إليه فلا يبعد أن يكون سمعها أحد من المهتمين بتسجيل الوقائع وحفظ الأقوال والأشعار، كما حصل لحميد بن مسلم الذي نقل كثير من الأقوال والأفعال التي شاهدها عن الحسين (عليه السلام), فمثلاً نقل لنا انه سمع الحسين (عليه السلام) وصرح بهذا السماع ـ انه (عليه السلام) قال عند مقتل ولده علي الأكبر: (قتل الله قوماً قتلوك يا بني ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول صلى الله عليه وآله) ثم قال: (على الدنيا بعدك العفا).
قال حميد: وكأني أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة تنادي يا حبيباه يا ابن اخاه, فسألت عنها؟ فقالوا: هذه زينب بنت علي بن أبي طالب, ثم جاءت حتى انكبت عليه فجاءها الحسين فأخذ بيدها إلى الفسطاط. فقدرة الراوي على سماع هذه الأقوال ونقل هذه التفاصيل معناه قدرته على سماع الحسين (عليه السلام) وهو طريح منتظر ساعة اللقاء بربه مترنمّاً بتلك الأبيات الشعرية .
وهناك طريق آخر في النقل موجود في رواياتنا هو نقل الأئمة من أولاد الامام الحسين (عليه السلام) أحداث يوم عاشوراء. فلاحظ.
السؤال: حديث فيه أن الله فدى الحسين (عليه السلام) بإبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه و أله)
ارجوا ببيان صحة الحديث التالي وعلى فرض صحته على ماذا يأخذ ابراهيم عليه السلام؟
تفسير النقاش بإسناده ، عن سفيان الثوري ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : كنت عند النبي صلى الله عليه واله وعلى فخذه الايسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الايمن الحسين بن علي وهو تارة يقبل هذا وتارة يقبل
هذا إذ هبط جبرئيل بوحى من رب العالمين .
فلما سري عنه قال : أتاني جبرئيل من ربي فقال : يا محمد إن ربك يقرء عليك السلام ويقول : لست أجمعها لك فأفد أحدهما بصاحبه ، فنظر النبي صلى الله عليه واله إلى إبراهيم فبكى ونظر إلى الحسين فبكى ، وقال : إن إبراهيم امه أمة ، ومتى مات لم يحزن عليه غيري ، وام الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي ، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا عليه ، وأنا اوثر حزني على حزنهما يا جبرئيل يقبض إبراهيم فديته للحسين .
قال : فقبض بعد ثلاث فكان النبي صلى الله عليه واله إذا رأى الحسين عليه السلام مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه ، وقال : فديت من فديته بابني إبراهيم .
بحار الانوار
الجواب:
ا
هذا الحديث سنده عامي من أوله إلى أخره، وقد أورده علمائنا عن طرقهم فقد رواه ابن شهر أشوب في (المناقب ج3: 24) عن طريق النقاش في تفسيره شفاء الصدور، ورواه السيد ابن طاووس في (الطرائف ص202) عن (غاية السؤول) ورواه عنهما المجلسي في (البحار).
وقد رواه عن النقاش الخطيب في (تاريخ بغداد ج2: 201) وقال أن النقاش دلّس فيه، وعنه ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج52: 24)، وعده ابن الجوزي في (الموضوعات 1:407) من موضوعات النقاش .
نقول: لا نعتقد أن الأمر في هذا الحديث وصل إلى الوضع كما يدعيه ابن الجوزي المتحامل على كل من ينقل فضيلة لأهل البيت (عليهم السلام) إذ لم يتهم أحد النقاش بالوضع وإن نسبوا إلى أحاديثه مناكير، ونسب الدارقطني هذا الحديث إلى الكذب وهو فيه كابن الجوزي.
السؤال: لماذا لم يسلم من يحب الحسين (عليه السلام) من المسيحيين
قرأنا وسمعنا عن الكثير من المسيحيين ممن عشقوا الرسول (ص) والامام الحسين (ع).
فلماذا رغم حبهم واقتناعهم لم يسلموا؟!
الجواب:
قضية الإمام الحسين(عليهم السلام) قضية إنسانية يتفاعل معها صاحب كل ضمير ونفس بشرية تملك قدراً من الرحمة بين جوانحها، فلا يوجد إنسان يسمع بقصة قتل عبد الله الرضيع ولا يتألم، أو يسمع بقضية حرق الخيام على رؤوس الأرامل واليتامى ولا يتألم أو يسمع بقصة منع الماء عن النساء والأطفال ولا يتألم.. أن مأساة الإمام الحسين (عليه السلام) وعياله استقطبت كل المشاعر والقلوب. على مختلف المذاهب والأديان، وهي قد تنفع المتأثر بها فتحفزه للبحث عن الدين الحق من خلال ملاحظة أن الحق كان مع هذا المظلوم، وإن هذا المظلوم كان ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيد شباب أهل الجنة وقد لا يتجاوز التأثر بهذه القضية حدود الشعور الإنساني المعتاد أمام هذه الحالات فالمسألة تعود بالتالي إلى ذكاء الإنسان وهمته وفظنته في الأستفادة من هذه الحادثة.
السؤال: حديث (من تباكى فله الجنّة) (1)
ما هو رأيکم في صحة الحديث الوارد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام حول التباكي على الامام الحيسن عليه السلام:(من تباكى فله الجنة)؟
الجواب:
ورد في أحاديث متعددة جملة منها معتبرة الوعد بالجنة لمن بكى على الحسين (عليه السلام) كما في بعضها مثل ذلك لمن تباكى عليه او أنشد شعراً فتباكى عليه . ولا غرابة في ذلك إذ الوعد بالجنة قد ورد في أحاديث الفريقين في شأن جملة من الأعمال، ومن المعلوم انه لا يراد بذلك أن يشعر المكلف بالأمان من العقوبة حتى لو ترك الواجبات وارتكب المحرمات، وكيف يشعر بذلك مع ما ورد من الوعيد المغلظ في الآيات بالعقوبة على مثل ذلك، بل المفهوم من هذه النصوص في ضوء ذلك ان العمل المفروض يجازى عليه بالجنة عند وقوعه موقع القبول عنده سبحانه، وتراكم المعاصي قد يمنع من قبوله قبولاً يفضى به إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار .
وأما ثبوت هذه المكانة للبكاء على الحسين : فلأن البكاء يعبر عن تعلقات الإنسان وكوامن نفسه تعبيراً عميقاً، لأنه إنما يحدث في أثر تنامي مشاعر الحزن وتهيّجها لتؤدي إلى انفعال نفسي يهز الإنسان، ومن ثم فان البكاء على الإمام (عليه السلام) يمثل الولاء الصادق للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الاطهار وللمبادئ التي نادى بها ودعى إليها واستشهد لأجلها ومن المشهود ان حركته (عليه السلام) قد هزت التاريخ وزلزلت عروش الطغاة ورسخت القيم الإسلامية في قلوب المؤمنين ولم يحدث ذلك إلاّ في أثر التمسك والتعلق بذكره نتيجة حث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بمثل هذه الأحاديث .
وأما التباكي فليس المراد به إظهار البكاء أمام الآخرين بل هو بمعنى تكلّف الإنسان البكاء على ما يراه حقيقياً به ولكنه يواجه لحظة جفاف في قلبه ومشاعره فيتكلف البكاء عسى ان يستجيب قلبه ويتدفق مشاعره لنداء عقله، وبهذا المعنى أيضاً ورد الوعد بالجنة لمن بكى او تباكى عند ذكر الله سبحانه وتعالى كما نبّه عليه غير واحد منهم العلامة المقرم (ره) في مقتل الحسين .
السؤال: أسباب عدم نصرة الإمام الحسين (عليه السلام)
ما هي الاسباب التي أدت إلى التخلي عن نصرة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ؟
الجواب:
ان ما طلبت يحتاج الى بحث موسع كبير للاجابة عليه فإنّ لما حدث أسباباً كثيرة تحتاج الى شرح وشواهد ومؤيدات وتحليلات، ولكن يمكن أن نشير الى عناوين بعض الاسباب فقط:
اولاً: الوضع العام في مدينة الكوفة كان ذا ألوان مختلفة من الشيعة الحقيقيين وتوسطاً بالخوارج الى العثمانيين والأمويين. وليس صحيحاً ما غلب على الاسماع أن الكوفة كانت كلها من الشيعة فان الموالين الحقيقيين الذين يعرفون الإمام (عليه السلام) على حقيقته ووجوب طاعته كانوا نسبة قليلة منهم، والنسبة الاكبر محبين يفضلونهم على الامويين وعلى عثمان مثلاً، مع أنهم يوالون أبا بكر وعمر، فقد كانت هناك شريحة واسعة في الكوفة هي على عقائد أغلب المسلمين قبل استيلاء معاوية على الحكم، ثم هناك الناقمين على ظلم بني أمية وان لم يكونوا شيعة وأيضاَ الخوارج، فلم يخلص من هذه الفئات عندما جد الجد الا القليل مع أن الكثير من تلك الفئات كتبت الى الإمام الحسين (عليه السلام) تدعوه.
ثانياً: ان مواقع القوة والنفوذ كانت بيد غير الشيعة الموالين للائمة (عليهم السلام) نتيجة لحكم معاوية الذي استمر عشرين سنة وهذا طبيعي في الحكومات المستبدة ، فكان أصحاب المال والقادة ورؤساء العشائر والعرفاء وغيرهم يوالي أكثرهم الحكومة الأموية فان مناصبهم واطماعهم متعلقة بالحكومة.
ثالثاً: لم يكن الوعي الديني عند الشيعة بالعنوان العام في ذلك الوقت كما نعرفه اليوم عند الشيعة الإمامية بالنسبة لمكانة ومعرفة حق الإمام (عليه السلام) المفروض الطاعة، وذلك نتيجة ما عمله الخلفاء قبل الامام علي (عليه السلام) من تشويه لمبدأ الإمامة خاصة ومبادئ الاسلام عامة.
رابعاً: الارهاب والقمع الشديد الذي مارسه ابن زياد ، فانه اتبع اسلوب الترغيب والترهيب فرغب ضعفاء النفوس بزيادة العطاء واستمال رؤساء العشائر بالمناصب والقيادة، وبالمقابل قمع من كان صلباً في عقيدته فالقى عليهم القبض وزجهم في السجون وكثير منهم لما خرجوا قاموا بحركة التوابين المتمثلة بسليمان بن صرد الخزاعي واتباعه، واما رؤساء العشائر الموالين فقد غدر بمن غدر وسجن من سجن، ونحن نعرف ان الذي يحرك الناس نحو الهدف الصحيح ويجمعهم هم الرجال اصحاب المكانة والنفوذ فاذا غيبوا انفرط عقد الناس خاصة في مجتمع قبلي يكون ولاء الناس فيه للقبيلة ورئيس القبيلة ويكونون معه في أي جهة كان، فقد كانت ولاءات رؤساء العشائر مقسمة بين الامويين والعلويين فاستعان ابن زياد بمن والاه من رؤساء العشائر للقضاء على من خالفه، فكل قبيلة فقدت رئيسها وذو الكلمة فيها ضعفت عن اخذ المبادرة وانفرط عقدها وتشتتت، هذا مع ملاحظة ما كان يبثه اعوان ابن زياد من التهديد والوعيد والارهاب، والقبض على المخالفين وبث الجواسيس والعيون وجعل الارصاد على مداخل الكوفة وتهديدهم بجيش الشام ففي مثل هذا الوضع يسقط ما في يد الرجل المستضعف المنفرد ولا يقوى على التحرك والصمود الا الأوحدي.
خامساً: ان من لا يكون له حريجة في الدين يفعل أي شيء ويستعمل أي وسيلة للوصل الى غايته ويأخذ الناس بالظنة والتهمة ويأخذ الاخرين بجريرة غيرهم، فينتشر الرعب بسرعة وتثبط عزيمة الناس وهذا دأب كل الطغاة، اما اصحاب الدين والمبادئ فلا يمكنهم أن يستعملوا هذه الاساليب، فيتوقفون ويتأملون في كل حركة لمعرفة كونها موافقة للدين أو مخالفة ولذا يكون عملهم بصورة عامة واقل مبادرة من عمل الطغاة وغير الملتزمين بالدين، فانك ترى في بعض الاحيان تدبير جيد يمكن النجاح فيه ولكن لا يفعله المؤمنون خوفاً من الله فيستغل المقابل هذا التوقف لصالحه، فمثلاً لم يقتل مسلم بن عقيل ابن زياد غدراً ولكن قتل ابن زياد هاني غدراً، وكذا لم يهدد أو يقتل أصحاب مسلم عندما كانوا مسيطرين على الكوفة مخالفيهم حتى انهم بقوا آمنين أحرار يكيدون لمسلم بينما أخذ ابن زياد يقتل على الظن والتهمة ويهدد بهدم الدور وقطع الارزاق، فان مثل هذه الحالة تظهر الطغاة كأنهم مسيطرين على البلد ولهم الكثرة وتجعل المؤمنين كأنهم قلة خائفين وهذه قاعدة عامة في كل المجتمعات وفي كل الأوقات وفي مثل هذه الحالات تتجلى مواقف الرجال والمؤمنين وقوة شخصيتهم.
سادساً: هناك حالة تصيب المجتمعات وتعتبر مرضاً عاماً لكل الحركات الرسالية المبدأية، وهي انه بعد فترة من ظهور الحركة سوف تضعف نفوس المعتنقين لمبادئ هذه الحركة ويلجؤون الى الدعة والراحة وطلب الدينا وملذات الحياة وهو ناتج عن طبيعة النفس البشرية المحبة للشهوات والكارهة للتضحية، وهذه الحالة المرضية يسميها الشهيد الصدر بمرض ضعف الارادة وخورها، أي انهم لا يملكون الارادة للتحرك والفعل العملي مع كونهم يرغبون بذلك في قلوبهم إذ أنهم لازالوا مؤمنين بالمباديء التي قامت عليها حركتهم ويعلمون أن الحق معها وان التحرك والثورة هو الطريق الصحيح ولكن يخافون التحرك الفعلي الواقعي، فيكون هناك أزدواج في الشخصية عندهم من جهة كونهم لا زالوا يعرفون الحق ومن جهة ليس لهم إرادة فاعلة للتحرك واصابهم ما يشبه التخدير والخوف من التضحية والهرب من الموت والركون الى الدنيا والتوكل على الآخرين، فقد فسدت نفوسهم وظمائرهم مع أن عقلهم لازال يميز الحق.
هذه الحالة نجدها تنطبق على مجتمع الكوفة والمجتمع الاسلامي عامة في عصر الامام الحسين (عليه السلام)، فقد أفسد معاوية طوال سني حكمه ضمائر الناس أي جانب الارادة والفاعلية بما اتخذه من سياسات، اذ تربى الناس على أن الفوز بالمناصب والاموال يكون مع معاوية وان الحرمان والقتل يكون مع مخالفيه، وانقسموا قسمين قسم باعوا ضمائرهم بالمال وحب الدنيا وآخرين ماتت ضمائرهم خوفاً من القتل والتضحية، فاحتاجوا الى حركة وتضحية كبرى تهز نفوسهم وضمائرهم وتوقضها من هذا السبات وتشفيها من هذا المرض الوبيل الذي اصاب الامة فقام الحسين (عليه السلام) بهذه الحركة والتضحية.
هذا ما موسع المجال بذكره وهناك أسباب اخرى، ونعود ونقول أن الامر يحتاج الى دراسة موضوعية.
السؤال: سبب عدم خروج محمد بن الحنفية وابن عبّاس وعبد الله بن جعفر
كان احد الخطباء يتكلم عن احداث عاشوراء على المنبر وقد حمل بشدة على بعض من تخلف عن الامام الحسين عليه السلام امثال عبدالله ابن عباس وعبدالله ابن جعفر ومحمد بن الحنفية وقد قلت له بعد ذلك ان هؤلاء الثلاثة كانوا معذورين
فمثلا ابن عباس كان ضريرا ومحمد ابن الحنفية كان مصابا باصابة في معركة صفين وكان شبه مشلول وعبد الله ابن جعفر كان مريضا كثيرا
فطلب مني الدليل العلمي على ذلك فارجو منكم ارسال الادلة الواضحة والجلية !
الجواب:
إن قبول الإمام الحسين (عليه السلام) ببقاء محمد بن الحنفية في المدينة بل وجعله عيناً فيها كما تشير رواية لذلك تدل على عدم وجود حزازة فيما فعله محمد من عدم الخروج، نعم أنه لم يدرك الفتح كما تشير بذلك رواية أخرى ولكن عدم أدراك الفتح لا يعني الوقوع في المعصية أو أنه أرتكب ذنباً بعدم الخروج بل قد يكون معذوراً بعدم الخروج، أو موجهاً نحو ذلك ، ففي البحار قال الامام الحسين لمحمد بن الحنفية : وأما أنت يا أخي فلا عليك بأن تقيم بالمدينة فتكون لي عيناً لا تخفي عني شيئاً من أمورهم، ثم إنّ كتابة الوصية لمحمد بن الحنفية تؤكد أيضاً قبول الإمام بقاء محمد في المدينة بل ولبقاءه حياً بعد وفاة الحسين (عليه السلام) حيث يُبلغ وصيته.
أما ابن عباس فيقول السيد محمد مهدي الخرسان في كتابه موسوعة ابن عباس: (اعلم أن ابن عباس كان يومئذ مكفوف البصر وعن مثله يسقط التكليف بالجهاد على أنه مر بنا في أولى محاوراته قوله للحسين (عليه السلام) بعد كلام جرى بينهما: (جُعلت فداك يا بن بنت رسول الله ، كأنك تنعى إلي نفسك وتريد مني أن أنصرك ، فوالله الذي لا أله إلا هو لو ضربت بين يديك بسيفي حتى ينقطع وتنخلع يداي جميعاً من كتفي لما كنت ممن أوفى من حقك عُشر العشير وها أنا بين يديك فأمرني بأمرك ، فقال ابن عمر، وكان حاضراً مهلاً ذرنا من هذا يا بن عباس) وأحسبه قال ذلك خشية أن يحرج هو ليقول مثل مقالة أبن عباس.
أما عبد الله بن جعفر فأن مقولته التي ذكرها ابن الأثير والطبري تشير إلى رغبته في القتال مع الحسين (عليه السلام) فلا بد أن يكون هناك مانعاً من عدم الخروج مع الحسين، فعن ابن الأثير عند ذكره مقتل الحسين في سنة أحدى وستين من تاريخه الكامل ما نصه: ولما بلغ عبد الله بن جعفر قتل أبنيه مع الحسين (عليه السلام) دخل عليه بعض مواليه يعزيه والناس يعزونه ، فقال مولاه: هذا ما لقيناه من الحسين فحذفه ابن جعفر بنعله وقال: يا بن اللخناء أللحسين تقول هذا؟ والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه، والله أنه لما يسخي بنفسي عنهما ويهون علي المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي وابن عمي مواسيين له صابرين معه، ثم قال: إن لم تكن آست الحسين يدي فقد آساه ولدي).
تعليق على الجواب (1)
اذن لماذا لم يرسل محمد ابن الحنفية اولاده للقتال مع الحسين
الجواب:
لم تذكر المصادر التاريخية سبب عدم خروج اولاد محمد بن الحنفية مع الامام الحسين(عليه السلام) ولكن نقول :
1- ان الامام الحسين(عليه السلام) لم يخرج من المدينة قاصدا كربلاء والشهادة بل هو لم يبايع والي المدينة ليزيد وخرج الى مكة وقبل ان تأتيه كتب اهل العراق فلذا جاء في ينابيع المودة 3/54 ( قال له محمد بن الحنفية : اني خائف عليك ان يقتلوك فقال(عليه السلام) : اني اقصد مكة فان كانت بي امن اقمت بها والأ لحقت بالشعاب حتى انظر ما يكون ) وجاء في معالم المدرستين للسيد مرتضى العسكري 3/51 ( ولقي الحسين(عليه السلام) عبدالله بن مطيع فقال له : جعلت فداك اين تريد؟ فقال(عليه السلام) اما الان فمكة واما بعد فاني استخير الله.
2- لم يرد لدينا نص بانه(عليه السلام) اوجب الخروج معه على الجميع .
3- لعل اولاد محمد بن الحنفية كانوا صغارا لم يبلغوا وخاصة انه اصغر من الامام الحسين(عليه السلام) ب(14 او 13 سنة) وان ولد الامام الحسين الامام السجاد عمره (22 سنة) يوم الطف وعلي الاكبر عمره (23 سنة) او على اكثر الروايات 27 سنة .
السؤال: هل دعى على شيعته
ماقولكم في هذه الرواية: ( وقال الإمام الحسين عليه السلام في دعائه على شيعته لهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنـهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا) (الإرشاد للمفيد 241)
ماقولكم في هذه الرواية
الجواب:
لقد دعا الإمام الحسين (عليه السلام) بهذا الدعاء على من قاتله وهم ليسوا من شيعته بل من شيعة آل أبي سفيان، كما وصفهم الإمام الحسين (عليه السلام)
وإذا كان الاعتبار بكلام الحسين (عليه السلام) فأنه قد دعا على الجيش الذي قاتله كما وصف نفس الجيش بأنه شيعة آل أبي سفيان، فينتج أنه دعا على شيعة آل أبي سفيان وليس على شيعته (سلام الله عليه) ولا يدعي ذلك إلا جاهل موتور.
تعليق على الجواب (1)
الجواب ليس واضح؟؟
كيف الدعاء كان على شيعة ابي سفيان وهم من قاتلوا الحسين؟؟ فاذا لا حظنا الدعاء موجه لمن دعى الحسين لنصرته؟؟ وليس من قاتله؟؟ بقول الحسين عليه السلام في نص الدعاء (( دعونا لينصرونا ثم قتلونا )) فهذا دليل على ان من قتل الحسين هو من شايعه ودعاه لنصرته؟ وليس من كان ضده وعدوه؟ والا لما كان قال دعونا لينصرونا !! والمعروف من دعاه لنصرته هم شيعة ابيه علي بن ابي طالب في الكوفه !!
ا
الجواب:
إن الذين دعوا الحسين (عليه السلام) لينصروه لم يدعوه لكونه الخليفة المفترض الطاعة المنصوص عليه من قبل الله تعالى بل دعوه لكونه المؤهل لمنصب الخليفة كونه ابن الخليفة الرابع عندهم وأن أخاه صالح معاوية على أن يعود الأمر إليه, فالدعوة كانت لهذه الأسباب لا لكونه إماماً مفترض الطاعة من الله تعالى وهذا الاعتقاد وهو الذي يجب أن يكون عندهم حتى يكونوا شيعة فالإمام الحسين (عليه السلام) قال له في خبطة: (يا شبث بن ربعي يا حجار بن أبجر يا قيس بن الأشعث يا يزيد بن الحارث ألم تكتبوا أن قد أينعت الثمار وأخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجندة).
وشبث بن ربعي يقول عنه ابن حبان في (الثقات ج2ص295) فلما دخل علي الكوفة خرج من كان يقول لا حكم إلا لله ونزلوا بحروراء وهم قريب من أثني عشر ألف فسموا الحرورية ومناديهم ينادي أمير القتال شبث بن ربعي التميمي والأمر بعد الفتح شورى والبيعة لله.
فهذا شبث كان من الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي الفرقة التي مرقت من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
أما قيس بن الأشعش فيطلب من الإمام الحسين (عليه السلام) بعد هذه الخطبة أن ينزل على حكم بني عمه أي بني أمية فأي شيعي هذا؟!
وأن حجاراً أسلم على يد عمر وكان أبوه نصرانياً, فمن أين يعرف هذا الإمام والنص على علي والأئمة (عليهم السلام) من بعده حتى يصير شيعياً؟!
وكيف يصير هؤلاء أو غيرهم شيعة وهم يقاتلون الإمام المعصوم المفترض الطاعة إن عملهم هذا يجعلهم خارجين عن التشيع قطعاً, لا بل من النواصب!
ولا يشتبه عليك الحال وتخلط بين مفهوم الشيعة الذين يشترط فيهم الإيمان بالإمامة وبين الحب العادي أو الرغبة في النصرة أو حتى الروح للقتال مع الإمام (عليه السلام) باعتبار أنه أحد القادة الأشراف أو العلماء, فان هؤلاء لا يسمون شيعة وإن حاول المتصيدون بالماء العكر كالوهابية الآن إلصاقهم بالشيعة.
لسؤال: لماذا خرج إلى الكوفة
اذا كان الامام الحسين بن علي يريد الاصلاح، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر كما جاء في وصيته ، فلماذا خرج الى الكوفة، لماذا لم يبدأ من المدينة نفسها ؟
يقول المخالفون أن اختياره للخروج الى الكوفة دليل على أنه كان يريد السلطة ، فذهب واختار المكان الذي يوجد فيه الرجال والسلاح والأنصار، فماذا انتم قائلون؟
الجواب:
إن الإمام الحسين (عليه السلام) خرج لطلب الإصلاح،والإصلاح يتمثل بإظهار المذهب الحق،ورجل المذهب الحق، وهو الإمام الحسين (عليه السلام) وذلك بالمسير من مكة إلى الكوفة لطلب أهلها منه ذلك وأما البقاء في مكة أو المدينة دون أن يكون له أنصار وأتباع يساندونه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر لا يتحقق منه الهدف الذي يبتغيه وهو إظهار المذهب الحق والشخص المحق فلعله كان يقتل بمفرده هناك، كما أشار ذلك هو صلوات الله وسلامه عليه فلا تظهر مظلوميته ومطالبته للحق ورفضه للظلم والطغيان، والحصيلة أنه كان يريد الانتصار وإظهار فساد الطغمة الحاكمة من خلال إظهار مظلوميته وأن هذه الفئة الحاكمة تتجاوز على كل المقدسات ولا تحمل من هذا الدين أي صفة أو مقدار، ولم يكن ذلك ليتحقق الإّ بالمسير إلى الكوفة حيث قتل هو وأصحابه بأشبع قتلة أظهرت مدى قباحة ذالك العدو.
السؤال: الانتصار العسكري وانتصار المبادئ
ا
1- لماذا لم ينصر الله الحسين ؟ أي لماذا تركه يقتل ؟
2- أين كانت ستكون الفائدة الاطاحة بيزيد او قتل الحسين؟ وكيف؟
3- كيف يكون الحسين منتصرا في النهاية؟ يزيد بقي على الحكم، وبالعكس في عهده أبيحت المدينة باكملها، واغتصبت كم عذراء، ورميت الكعبة، وبقي يزيد يشرب الخمر, وتمكن بنو أمية من تولية ابنه بعده؟
فعن أي انتصار نتكلم؟
الجواب:
1- إن الله خلق الحياة للاختبار والامتحان ويختلف الناس في صعوبة الاختبار والامتحان فالإمام الحسين (عليه السلام) لأنه بتلك الدرجة العالية كان اختباره بهذه الطريقة يقول تعالى: (( الَّذِي خَلَقَ المَوتَ وَالحَيَاةَ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ )) (الملك:2).
ولا يمكن لنا أن نعرف قدر الإمام الحسين (عليه السلام) وعظمته إلا من خلال ما جرى عليه،ولو أن الله سبحانه وتعالى أعطى الإمام الحسين منزلة عالية يوم القيامة دون أن يجري عليه ذلك الاختبار في الدنيا لاعتراض المعترض، لماذا يرفع مثل هكذا شخص إلى مثل هذا المستوى؟
ولكي يبرز الله سبحانه وتعالى قدر كل شخص لابد من أن تجري عليه تلك الاختبارات التي تظهر مدى استعداده وقابليته والتي يستحق بحسبها منزلته ودرجته في الآخرة.
2- الفائدة من قتل الحسين (عليه السلام) هو استمرار الخط الإسلامي الأصيل إلى يوم القيامة والإطاحة على مر العصور بالأنظمة الفاسدة التي تعادي الإسلام والخط الحسيني الذي يرفع شعار الثورة على الظلم والاضطهاد.
ولو حصل في ذلك الزمان الإطاحة بيزيد ورجوع الخلافة إلى أهلها لقل الانحراف الذي حصل بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) ولحصلت الهداية إلى أناس كثيرين منذ ذلك الزمان وإلى يومنا هذا.
3- نحن لا نقول أن الحسين انتصر عسكرياً بل الذي نقوله أن الخط الحسيني اليوم هو المتبقي وهو المنتصر، أما الخط الذي انتصر عسكرياً في ذلك الزمان فلم يتاح له أن يستمر إلى أكثر من سنوات معدودة وبعد ذلك ذهب إلى خزي الدنيا وعذاب الآخرة، أما الخط الحسيني فإنه وإن خسر عسكرياً إلا أنه هو المنتصر اليوم وهو الذي استحق كل هذا الخلود والبقاء، وهذا ما نقصده من الانتصار.
تعليق على الجواب (1)
ذكرتم مشكورين في جوابكم الفائدة من قتل الحسين عليه السلام وهي استمرارية الخط الاسلامي الأصيل، وبيان ضرورة الثورة ضد الظلمة والطغاة، ولكن هذه فوائد ثورة الحسين بن علي عليهما السلام بغض النظر عن قتله أو عدم قتله ، قد تكون الفائدة من قتله سلام الله عليه هو بيان عمق الايمان بالمبادئ والأصول الحقة، اذ أن المؤمن بها يقتل ولا يتركها أو يستغني عنها، وكذلك ذكرتم الفائدة التي كانت ستكون جراء الاطاحة بحكم يزيد بن معاوية وعودة الخلافة الى أصحابها الشرعيين، فلو قارنا هذه الفائدة - أي الناتجة جراء الاطاحة بحكم بني امية - وتلك - أي المرجوة من قتل واستشهاد الحسين بن علي عليه السلام - أيهما أفضل وانفع للناس، أليست الاولى؟
وقد ذكرتم مشكورين أيضا أن قتل الحسين عليه السلام هو جواب الله لكل معترض على منزلة الحسين عليه السلام يوم القيامة، ولكن قد يعترض المعترضون على منزلة بقية الأئمة الذين لم ينهضوا لا عسكريا، ولا فكريا بسبب انهم كانوا مراقبون من قبل السلطات المعادية، فقد يعترض المعترض ويقول لماذا هذه المكانة لهم، وهم لم يفعلوا شيئا للبشرية، واذا كانت لديهم القدرات لكي يفعلوا فما ادرانا؟ فاذا كان الجواب الالهي بأنه أعلم بالامر منهم، فنفس الجواب قد يصلح في قضية الحسين بن علي عليهما السلام من دون الحاجة الى مقتله، فالسؤال يفرض نفسه مرة أخرى، ماهي الحاجة الى مقتل الحسين بن علي عليهما السلام؟ لماذا أراد الله له القتل والشهادة؟
الجواب:
أنت تريد التمييز بين ثورة الحسين (عليه السلام) وقتله فأيّ ثورة لابدّ أن تكون نتائجها إما النصر وإما الاستشهاد ولا يمكن تصور فرض ثالث كان تكون هناك ثورة بلا قتل أو انتصار ولو أمكن تصور فرض ثالث فإن هذا لا يتحقق بيد الإمام الحسين (عليه السلام) بل ان لإرادة الأعداء دخل فيها كما تشير لذلك بعض الروايات من ان عبيد الله بن زياد رفض أي مقترح لإيقاف الحرب والتوقف عن قتل الحسين (عليه السلام).
أما سؤالك الثاني: فأنت تقصد من الاولى رجوع الخلافة إلى أصحابها الشرعيين وهذا ما لم يحصل واعتراضك الذي مضمونه :إذا كان هذا هو الأفضل لماذا لم يحصل؟
ونحن نجيبك إن هذا الأمر يحتاج إلى جماعة صالحة بمقدار كاف لتحصيل النصر فعدم حصوله يرجع بالتالي إلى تلك الأمة التي أنحرفت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وارتدت على أعقابها فالنصر لا يتحقق بالجبر والإعطاء من الله تعالى دون أن تكون في تلك الجماعة مقومات النصر فعدم انتصار الحسن (عليه السلام) العسكري يرجع بالنتيجة إلى تقصير الأمة الإسلامية آنذاك التي لم تكن مستعدة للقتال والمجاهدة وإزالة الانحراف الذي حصل منذ يوم السقيفة.
ثم كيف لم يعمل بقية الائمة للبشرية شيئاً؟ فكل إمام تعرض للون من البلاء يختلف عن الآخر وما ذكرناه للإمام الحسين (عليه السلام) من نيله لمنزلة الشهادة بهذه الطريقة التي قتل بها لم ينلها بعض الأئمة (عليهم السلام)، ولكن ليس معناه إنهم لم يبتلوا بابتلاءات صعبة يعجز عنها بقية البشر فنالوا بها درجاتهم العالية. والحصيلة أن كل إنسان سينال درجة عالية في عالم الآخرة لابد أن يبرز من العمل في الدنيا ما يستحق به ذلك واحد الأمور التي يستحقون بها تلك الدرجات العالية هو عدم صدور أي ذنب منهم في كل أعمارهم ونيلهم درجة العصمة.
تعليق على الجواب (2)
شكرا جزيلا على تفاعلكم معي والتفضل بالاجابة على أسئلتي
من جوابكم الأخير يتضح أنكم ترجعون ما حل بالحسين بن علي في كربلاء وما حصل لأهله وعياله بعد مقتله الى علل وأسباب كعدم توفر العدد الكافي من الأنصار وعزم أعداء الحسين على قتله والتخلص منه بأية طريقة وبهذه الطريقة أجبتم على سؤالي الذي يقول أنه اذا كانت الفائدة من عدم مقتل الحسين أكبر فلماذا تركه الله ليقتل ولم ينصره. استفساري الآن هو أن هناك مقولات نسمعها من خطباء المنبر الحسيني منسوبة الى الحسين بن علي نفسه كقوله عند خروجه من المدينة شاء الله أن يراني قتيلا وقوله في حق أهله شاء الله أن يراهن سبايا، وحسب ما نفهم فان الله شاء وأراد أن يقتل الحسين في كربلاء وأن الله شاء وأراد أن تسبى حرمه وعياله وأن الأمر ليس راجعا الى عدم توفر العدد الكافي من الأنصار وعزم العدو بالذات بل هو راجع الى مشيئة الله وارادته ولعل ما ذكرتموه من قلة العدد وغيره هو تطبيق لمشيئة الله وارادته لمقتل الحسين بن علي.
فلماذا شاء الله وأراد أن يقتل الحسين بن علي في كربلاء اذا كانت المنفعة والمصلحة من بقاءه وانتصاره ولو بالمعجزة أكبر؟
الجواب:
ينبغي التنبيه أولاً أن هذه القضية لا تندرج تحت عنوان الجبر بأن نتصور أن الله تعالى قد أجبر الحسين (عليه السلام) على القتل وأجبر عياله على السبي، وبالتالي فلا جدوى من الحديث عن مقومات النصر والغلبة وافتراض تغير موازين القوى وأثره على النتائج النهائية لواقعة الطف..الخ. إن هذا الفهم لا ينسجم مع عقيدة الشيعة الإمامية القائلة بأنه (( لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين)) كما طرحت من قبل الأئمة (عليهم السلام)، وحينئذ يجب أن نفهم تلك المقولة (( إن الله شاء أن يراني قتيلاً... وشاء أن يراهن سبايا )) على أساس صحيح لا يصادم ذالك الاعتقاد الحق، ويكون ذلك عبر التأمل في معنى المشيئة، فإن المشيئة الإلهية لا تتقاطع مع مشيئة العباد ولا تلجأ العباد أو تجبرهم على أفعالهم ، فهي ليست في عرض مشيئة العباد بل في طولها، أي أن الله تعالى قد شاء أن يشاء العبد ويختار، والفعل الصادر من العبد إنما صدر باختيار العبد وبمشيئة الله تعالى التي جعلته مختاراً.
أما الأفعال الشنيعة لبعض العباد فهي وإن لم تكن مرادة لله عز وجل الإّ أن الله تعالى لما شاء أن يكون العبد مختاراً في أفعاله لاجرم أن تصدر جملة من الأفعال التي لا تكون التي لا تكون مرضية لله عز وجل، فهي مراده من حيث اندراجها تحت الاختيار المراد من الله عز وجل أن يكون في الإنسان، وهي غير مراده من جهة كونها أفعالاً شنيعة كالمعاصي والآثام - أي أنها غير مشاءة في ذاتها لأن الله تعالى لا يأمر بالظلم والعدوان ولا يشاء المعاصي والآثام، وبعبارة ثانية: فهي مراده من جهة وغير مراده من جهة ثانية، وليست هي مراده على الإطلاق فيقع الجبر ولا هي غير مراده على الإطلاق فيستحيل أن تقع.
وعلى هذا... يكون معنى المقولة: إن الله تعالى قد شاء أن يراني قتيلاً لانه قد قضى بأن تجري الأمور بأسبابها، ولما كانت أسباب غلبة العدو أكثر لكثرة العدد وقوة السلاح وغيرها... وكانت أسباب مقتل الحسين وسبي عياله موجودة لقلة العدد وخذلان الناصر...
فإن النتيجة هي الشهادة وسبي العيال لا محالة.
وربما كانت المشيئة هنا بمعنى العلم، أي أن الله عز وجل قد علم بسابق علمه أن أقتل وأن عيالي تسبى، وهذا العلم السابق عبّر عنه بأن ((شاء أن يراني... وشاء أن يراهن)).
السؤال: طلاق بعض أصحاب الحسين (عليه السلام) لنسائهم
لماذا طلق اصحاب الامام الحسين في كربلاء زوجاتهم قبل التوجه الى كربلاء؟
لماذا لم يتركوهن ينلن هذا الفخر الكبير والشرف الذي لا بعده شرف (بان يبقين ارملات اصحاب الحسين عليه السلام لا مطلقات) في الدنيا؟
الجواب:
إن طلاق بعض أصحاب الحسين لزوجاتهم هو لأجل الحفاظ عليهن من السلطة الحاكمة، حيث كانوا يأخذون النساء بأفعال أزواجهن ، فمثلاً زهير بن القين طلق زوجته وقال لها: (اني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خيراً وقد عزمت على صحبة الحسين لأفديه بروحي وأقيه بنفسي).
وإن هذا الطلاق لا يضر بمقام النساء العظيمات بل يزيدهن درجة وسموا وعلوا إن رضين بمثل هكذا فعل الذي ترفض عامة النساء القبول به ، لكنهن ضحين بسمعتهن لأجل نصرة الحسين (عليه السلام) وليس مثل زوجة زهير بن القين بأقل درجة من تحمل مثل هكذا أصحاب وهي التي دفعت زوجها للذهاب للحسين (عليه السلام).
السؤال: هل كان أصحاب الحسين يقاتلون حبّاً للحسين أم طمعاً في الجنّة
هل فعلا أن أصحاب الإمام الحسين عليه السلام كانوا يفضلون الموت في سبيل الحسين عليه السلام على الجنة؟
الجواب:
إن أصحاب الحسين كانت لهم مراتب مختلفة فبعضهم كان يقاتل طمعاً في الجنة وبعضكم كان يقاتل حباً للحسين، فمثلاً زهير بن القين قال للحسين والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هكذا ألف مرة وأن الله يرفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك لفعلت ، وقال مسلم بن عوسجة والله لو علمت أني اقتل ثم أحيى ثم أحرق ثم أحيى ثم أحرق ثم أذرى يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك.
فمثل هؤلاء واستعداهم بهذا المقدار لابد أن يكون قتالهم حبّاً للحسين (عليه السلام) لا طمعاً في الجنّة بينما كان بعض الأصحاب يقول: (ما هو إلا نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم ساعة ثم نعانق الحور العين.) فمثل هذا لعله كان يقاتل من أجل الدخول في الجنة. بينما كان بعض يصدح بطلب الجنة فيقول الحسين لجون مولى أبي ذر: أنت في إذن مني فإنما تبعتنا طلباً للعافية فلا تبتل بطريقتنا، فقال يا ابن رسول الله إنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم والله ان ريحي لنتن وأن حسبي لئيم ولوني لاسود فتنفس علي بالجنة فتطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي.. وكان رجزه في القتال:
كيف يرى الكفار ضرب الأسود ***** بالسيف ضرباً عن بني محمد
اذب عنهم باللسان واليد ***** أرجو به الجنة يوم المورد
السؤال: أفضلية أصحابه (عليه السلام)
يقولون أن أصحاب الإمام المهدي (عجل الله فرجه) أفضل وأشرف وأعظم منزلة من أصحاب الإمام الحسين(ع) ويستدلون بذلك بأن نبينا معصوماً من أولي العزم يكون من أصحاب الإمام المهدي(ع) والخضر وأصحاب الرسول(ص) المخلصين مثل سلمان المحمدي والمقداد وغيرهم، فهل هذا الكلام صحيح ومقبول في عقائدنا.
الجواب:
إن أصحاب الحسين(عليه السلام) أفضل من كل الأصحاب فان الإمام الحسين(عليه السلام) يصرح بذلك فيقول: (اللهمَّ انك تعلم أني لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي ولا أهل بيت خيراً من أهل بيتي).
ولعل قائل يقول: إن مقصود الحسين(عليه السلام) أنه لم يعلم أصحاباً للأنبياء والأئمة السابقين عليه، وأما من يأتي بعده من الأئمة فهل لا يعلم بهم لأنهم بعد في علام الغيب.
فنقول: عن الإمام الحسين (عليه السلام) لا يعسر عليه معرفة أصحاب كل إمام يأتي بعده وعددهم والمخلص فيهم من غير المخلص وبهذه المعرفة يكون كلام الإمام شاملاً لجميع من كان قبله ومن يأتي بعده، فيكون أصحابه أفضل من أصحاب الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ولعلك تجد الفرق واضحاً بين أصحاب الحسين(عليه السلام) وبين غيره من الأصحاب، فأصحاب الحسين تمسكوا بالحسين(عليهم السلام) وهم يعلمون أن مصيرهم الموت بينما أصحاب المهدي يبايعون المهدي وهم يتوقعون النجاة وهم مقبلون على دنيا وانتصارات مفرحة فالأفضلية تكون أصحاب الحسين(عليه السلام) الذين رغبوا في الآخرة، بخلاف أصحاب المهدي الذين لعل فيهم من توجد عنده رغبة في الدنيا، والرغبة في الآخرة أفضل من الرغبة في الدنيا.
ثم إن المقارنة بين المجموعتين تكون من خلال المجموع لا من خلال الأفراد فلا يبعد أن يكون هناك فرد أفضل من بعض الأفراد في المجموعة الأخرى، ثم إن الأصحاب الذين يذكرون للمهدي هم أصحاب الثلاثمائة وثلاثة عشر وهم خلص أصحابه لا كل من يظهر في زمانه وإلا يكون الحسين أيضاً من أصحابه فلا تصح بذلك المقارنة، ثم أن الخضر كان في عهد الأئمة (عليهم السلام) وهو موجود في عهد الإمام المهدي(عليه السلام) فلا يدخل في المقارنة ونبي الله عيسى (عليه السلام) يظهر بعد فترة من قيام المهدي فلا يدخل في أصحابه الذين هم محل المقارنة وكذلك سلمان والمقداد وكل من يرجع في الرجعة.
السؤال: فضل أصحاب الحسين (عليه السلام) على سائر أصحاب الأئمة (عليهم السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
الثابت أن الامام الحسين (عليه السلام) قال في فضل أصحابه (فأني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي) وقد ورد في كتب الادعية بأن النواب الاربعة للامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) قد فاقوا جميع أصحاب الأئمة(عليهم السلام) وخواصهم مرتبة وفضلاً فكيف نجمع بين القولين ؟
الجواب:
الجمع بين القولين هو أن نقول: أن أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) هم أفضل أصحاب الأئمة (عليهم السلام) في مقام التضحية والجهاد، حيث جادوا بأنفسهم من أجل الحسين (عليه السلام)، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، ولكن من الجهات الأخرى ربما كان السفراء الأربعة أو سائر أصحاب الأئمة (عليهم السلام) كميثم وسلمان الفارسي وكميل بن زياد وكذلك أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) الثلاثمائة وثلاثة عشر أفضل من أصحاب الحسين (عليه السلام)، فباختلاف مقامات الفضل يمكن الجمع بين هذين القولين ولا إشكال, مع أنه لم يثبت لدينا دعوى كون السفراء الأربعة قد فاقوا جميع أصحاب الأئمة (عليهم السلام) وخواصهم حتى أصحاب الحسين (عليه السلام).
فما ذكرناه لكم مبتن ٍ على تسليم هذه الدعوى لا أنها بالفعل كذلك .. فإذا كان لديكم نص يثبت ما ذكرتموه بخصوص السفراء فياحبذا لو اشرتم إليه.
لسؤال: رواية توسل وتمسح الملَك فطرس به (عليه السلام)
...
من الروايات التي نسمعها منذ الصغر رواية فطرس ...
روي عن الإمام الصادق عليه السلام : إنّ الحسين بن علي لما وُلِّد, أمر الله عزّ وجلّ جبرائيل أن يهبط في ألف من الملائكة, فيهنّئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الله عزّ وجلّ ومن جبرائيل.
فهبط جبرائيل فمرّ على جزيرة في البحر فيها ملَكٌ يقال له فِطرس, كان من الحملة بعثه الله عزّ وجلّ في شيء فأبطأ عليه, فكسر جناحه وألقاه في تلك الجزيرة, فعبد الله تبارك وتعالى فيها سبعمائة عام حتى وُلد الحسين بن علي عليهما السلام.
فقال الملك لجبرائيل : يا جبرائيل !.. أين تريد ؟!!
قال جبرائيل : إنّ الله عزّ وجلّ أنعم على محمد بنعمة, فبُعثت أهنّئه من الله مني.
فقال فطرس : يا جبرائيل !.. احملني معك لعلّ محمدا صلى الله عليه وآله وسلم يدعو لي. فحمله.
فلما دخل جبرائيل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم هنّأه من الله عزّ وجلّ ومنه, وأخبره بحال فطرس.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : قل له : تمسّح بهذا المولود, وعد إلى مكانك !!..
فتمسّحَ فطرس بالحسين بن علي عليه السلام وارتفع.
فقال فطرس : يا رسول الله !.. أماَ إن أمتك ستقتله وله عليّ مكافأةٌ, ألا يزوره زائرٌ إلا أبلغته عنه, ولا يسلّم عليه مسلّمٌ إلا أبلغته سلامه, ولا يصلي عليه مصلٍّ إلا أبلغته صلاته. ثم ارتفع.
ما مدى صحة هذه الرواية وكيف يمكن لملك أن يقع في الخطأ ...
جزاكم الله خير ووفقكم لما يحب ويرضى وأدامكم ذخرا ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الجواب:
الرواية واردة في الفضائل وروايات الفضائل قد لا يدقق في أسانيدها مثلما يدقق في بقية الروايات التي عليها عماد المذاهب, ونحن بعد التتبع لبعض الأسانيد لم نعثر على سند صحيح لوجود بعض المجاهيل فيها, ولكن وجود المجاهيل في الرواية لا يعني أن الرواية غير صادرة عن الإمام, بل كل ما يقال أننا لم نستطع التعرف على رجالها كونهم ثقات أم لا.
ثم إن هناك مجموعة من القرائن يمكن من خلالها تقوية الرواية منها أن الرواية وردت في كتبنا المعتبرة كبصائر الدرجات وكامل الزيارات وأمالي الصدوق وبأسانيد مختلفة متعددة وورد ذكر الملك واستعاذته بالحسين في كتب الأدعية كـ(مصباح المتهجد) للشيخ الطوسي.
تعليق على الجواب (1)
ما هو مقدار صحّة قضية الملك فطرس ؟
وهل فيها ما ينافي إعتقاد الشيعة بعصمة الملائكة ؟
وهل هناك تغاير بين قصّة الملك فطرس وإعتقاد الشيعة بعصمة الملائكة؟
الجواب:
قصة تمسح فطرس بالإمام الحسين (عليه السلام) حال ولادته قصة مشهورة، تلقاها علمائنا بالقبول، فذكرها الشيخ الطوسي في دعاء من الأدعية التي ذكرها في (مصباح المتهجد)، وذكرها الصفار في (بصائر الدرجات) وابن قولويه في (كامل الزيارات) والشيخ الصدوق في (الأمالي) والنيسابوري في (روضة الواعظين) والطبري في (دلائل الإمامة) وابن حمزة في (المناقب) والراوندي في (الخرائج والجرائح) وابن شهر آشوب في (المناقب) وابن ادريس في (مستطرفات السرائر) والمشهدي في دعاء من أدعية المزار وابن طاووس كذلك والكفعمي في (المصباح) والمجلسي في (البحار) وغيرهم وذكر الوحيد في (تعليقة على منهج المقال) أن حكاية فطرس مشهورة مقبولة.
أما السبب الذي من أجله كسر جناح فطرس فالروايات تختلف في ذلك فبعضها تقول أنه عرضت عليه ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) فرفض، وأخرى أنه بعث في شيء فأبطأ فيه فكسر جناحه ويمكن الجمع بينها باعتبار أن الشيء الذي بعث إليه كان متعلقاً بولاية أمير المؤمنين(عليه السلام) فأبطأ فيه ثم إن كسر جناحه وحبسه في جزيرة من الجزائر قد يؤكد عصمة الملائكة وذلك من خلال ما جرى عليه من العقوبة التي هي نظير مخالفة الإنسان للسنن التكوينية كإلقاء نفسه من شاهق فيتعرض مباشرة للعقوبة التكوينية.
فالظاهر أن للملائكة مراتب تحصل عليها نتيجة الجهد في العبادة والحرص على أداء الواجبات التدبيرية الملقاة على عاتقها، والإبطاء والتلكؤ في أداء هذه الوجبات قد يؤدي إلى نزول بعضها في الرتبة الذي قد يعبر عنها كما في الرواية بكسر الجناح ومنها يظهر أيضاً أن شفاعة أهل البيت (عليه السلام) تصل حتى إلى الملائكة.
تعليق على الجواب (2)
سؤال جيد ولكن اود القول ان فعل فطرس او بطرس هل يضر بعصمة الملائكة ام لا ارجوا الجواب
الجواب:
هناك من الأدلة القرآنية والروائية ما يشير إلى عصمة الملائكة، فلذا فإن ما صدر عن هذا الملك لابد أن يؤول بما ينسجم مع عصمتهم، فلذا قلنا أن كسر الجناح يؤكد عصمة الملائكة حيث أن هذا الملك أهبط من درجته التي كان فيها إلى درجة تجعله خارج درجة الملائكة التي لابد من عصمتها، هذا إذا فسرنا الذنب الصادر عنه بكونه قادحاً في العصمة، واما إذا قلنا أن ذلك الذنب لا يقدح في العصمة فإن عقوبته تكون لمخالفته للأوامر الإرشادية التي لها هذا الأثر التكويني بكسر الجناح.
السؤال: من سلبه تكة سرواله
سؤالي ايها الاخوان عن معركة الطف, بعد مصرع سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام بقيت جثته الطاهره على الأرض.
هل صحيح ان هنالك شخص اتى ليسرق سروال الامام روحي له الفداء.....
وقطع يدي الامام.....
اذا كانت هذه الرواية صحيحة من هو هذا الشخص
الجواب:
الرواية مذكورة في كتاب (الهداية الكبرى) للحسين بن محمد الخصيبي عن الحسين بن علي الصائغ عن محمد بن شهاب الوشاء عن كثير بن وهب عن الحدا بن يونس بن ظبيان عن جابر بن يحيى المعبراني عن سعيد بن المسيب.
والسند ضعيف بمجموعة من المجاهيل ولكن هذا لا يعني أن قصة التكة بالأصل غير صحيحة،بل لعلها صحيحة، لكن الرواية التي ذكرها صاحب (الهداية) لا يمكن الوثوق بسندها ففي (اللهوف) لابن طاوس يذكر أن ـ سنان بن أنس النخعي ـ عندما سأله إبراهيم عما فعل يوم الطف فأجاب: ما فعلت شيئاً غير أني أخذت تكة الحسين (عليه اسلام) من سرواله.
السؤال: قوله (عليه السلام) لشمر يابن راعية المعزى، الغاية منه
عندما كلم الشمر لعنه الله الامام الحسين عليه السلام، قال له الامام:
(( كأني بابن راعية المعزى ))
فلماذا عيره وهذا ليس من شيم الائمة عليهم السلام؟
وهل رعي الاغنام ينقص من الشأن؟
الجواب:
لم تكن إثارة تلك الصفة من الإمام الحسين (عليه السلام) في حق شمر بن ذي الجوشن (لعنه الله) بلحاظ المهنة التي أشرت إليها، وإنما إتخذ عنوان المهنة كإشارة إلى الحادثة التي كانت السبب في وجود شمر بن ذي الجوشن وخروجه إلى الدنيا، فقد نقل الشاهرودي في مستدرك سفينة البحار عن كتاب المثالب لهشام بن محمد الكلبي: إن امرأة الجوشن خرجت من جبانة السبيع إلى جبانة كندة، فعطشت في الطريق ولاقت راعياً يرعى الغنم، فطلبت منه الماء فأبى أن يعطيها الإّ بالإصابة منها، فمكنته من نفسها فواقعها الراعي وحملت بشمر (لعنه الله).
(مستدرك سفينة البحار 6: 42).
السؤال: قيامه بالثورة دون غيره من الأئمة (عليه السلام)
لقد سألني أحد الاخوة السنة بهذا السؤال:
حول ثورة الحسين رضي الله عنه وخروجه في وجه يزيد حتى ادى الامر الى مقتله واهل بيته يجيبوننا انه قام بثورته تلك لان يزيد كان يريد هدم الدين ولانه كان ظالما
يستبيح الحرمات وان له ولاة ظلمة منهم عبيد الله بن زياد الى غير ذلك طيب نحن نعلم ان الامويين منهم بيتان البيت السفياني ومنه معاوية ويزيد وهؤلاء عاصرهم علي والحسن والحسين ثم هناك البيت المرواني من سلالة مروان بن الحكم وهو البيت الاقوى والاشد وصانع الدولة الاموية اذ امتد حكمه من سنة 65ه الى 132ه والبيت المرواني عاصره السجاد والباقر والصادق.
السؤال المطروح هنا هو لماذا لم يقم السجاد مثلا بالثورة على عبد الملك بن مروان ما دام عبد الملك لا يقل عن يزيد اذ هاجم الكعبة وسلط واليه المعروف الحجاج بن يوسف على اهل العراق يسومهم سوء العذاب ورغم ذلك لم نسمع بثورة مثل ما قام به الحسين في وجه يزيد؟
هذا اولا وثانيا كلنا يعلم ان الفترة المروانية كانت هي الاطول في الدولة الاموية فهل يعقل ان لا يقوم المعصومون بثورة فيها هل كانت الامور فيها على ما يرام وكلنا يعلم ان زيد بن السجاد واخو الباقر ثار على هشام بن عبد الملك حتى قتل بينما الباقر لم يقم هو ولا ابنه الصادق باي ثورة؟ فما هو السبب يا ترى؟
فما هو الجواب على هذا الاشكال يرحمكم الله؟؟
الجواب:
إن الاختلاف بين الأئمة (عليهم السلام) في الأدوار التي قاموا به يتضح من خلال النقاط الآتية:
1- إن اختلاف الظروف المحيطة بالإمام تجعل هناك تغايراً في العمل بين إمام وأخر.
2- إن الدور الذي قام به الإمام الحسين (عليه السلام) هو كشف حقيقة الخلافة الأموية، وإنها غير شرعية، وإنها لا تمثل الدين الإسلامي الصحيح، وهذا الأمر تحقق بثورة الحسين (عليه السلام) فلا يحتاج بعدها إلى نفس هذا العمل لأن الأمر بات واضحاً.
3- إن القيام بالثورة يحتاج إلى إعداد نفسي وتعبئة للجماهير لفهم الظالم من المظلوم،ولو لم يحصل هذا الإعداد لاختلاط الأمر ولم يعرف الظالم من المظلوم، بل يصبح قتال بين فئتين ولعله يقال عنهما مؤمنتين فيلتبس الحق بالباطل، وهذا الإعداد حصل من خلال الإمام الحسن (عليه السلام) حيث صالح معاوية واشترط عليه شروط منها رجوع الخلافة إليه وإلى الحسين (عليهما السلام).
4- إن الثورات التي تلاحقت بعد ثورة الحسين (عليه السلام) من قبل العلويين وغيرهم ما هي الا نتاج لثورة الحسين (عليه السلام) ولا يشترط في الثورات أن يقوم بها الإمام بنفسه بل في غيره الكفاية.
5- إن الأئمة (عليهم السلام) كان لديهم علم بامتداد دولة بني أمية ودولة بني العباس فالقيام بالثورة لأجل الانتصار العسكري غير موجود في حسابات الأئمة (عليهم السلام).
6- إن هناك أولويات لدى كل إمام فالأهم لابد من تقديمه على المهم وليست الثورات هي الأهم لدى جميع الأئمة.
السؤال: لماذا لم يستعن بالدعاء على رفع البلاء
هذا سؤال موجه من أحد الاخوان السنة
( الحسين (ع) قد تربا بحِجر الرسول وقد تعلم منه ومن اباه اصول الاسلام وكان يعرف جيدا بان الله تعالى .يحب من عباده ان يلحوا بالدعاء في وقت الكرب والشدة ... فلماذا لم يلح بدعاء لينجيه واهله وعرضه من هذا البلاء , ولا تقل بان الله اراد ذلك وما يريدة الله خيرلعبادة ما جاء بشر فمن الشيطان )
نشكر لكم جهودكم الكبيرة ومأجورين ان شاء الله
الجواب:
كان بإمكان الحسين (عليه السلام) أن يرفع ما حل به من بلاء من خلال الدعاء لكنه كان سيفقد درجة تكاملية لا تحصل إلا عن طريق الاستشهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى, ولما كان الحسين (عليه السلام) عنده من الصبر على البلاء ما يجعله يتحمله فيحصل على تلك الدرجة فما كان ليفرط في الوصول إليها, ولذا أقدم على القتل في سبيله، ونحن إذ نجد في أنفسنا من الضعف ما لا نستطيع تحمل ما جرى على الحسين (عليه السلام)، وأصحابه فنرى أن ما حصل يحتاج إلى دعاء لرفعه بينما ينقل الدعاء لنا التاريخ أن أصحاب الحسين (عليهم السلام) كانوا يتسارعون للقتل في سبيله ويستبشرون بذلك, فهم يعتقدون أن ما جرى عليهم من أفضل الأعمال لذا كانوا يتلذذون بالقتل في سبيل الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام).
السؤال: قول زهير لشمر: يابن البوّال على عقبيه حقيقة واقعة وليست شتم
ا
حقيقة عندي سؤال ومن هذا السؤال ينشق سؤال آخر وهو:
مقولة زهير ابن القين لأحد أعداء الامام الحسين عليه السلام (بالمضمون) يابن البوال على عقبيه ما إياك أخاطب...................
أنا في البداية بحثت عن معنى هذه الجملة (يابن البوال على عقبيه) فلم أجد من يفسرها في الانترنت حتى أعرف هل هي بمثابة سب وشتم أم حقيقة في ذلك الشخص المنعوت بها في الحقيقة أولا أحب أن أعرف معنى هذه الجملة وهل إذا اكانت شتمية أو سب لا يعتبر بالأمر المشين من صحابي للرسول ولسبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقد نهى الامام علي سلام الله عليه أصحابه أن يسبوا أهل الشام
الجواب:
هذا الخطاب وجهه زهير بن القين رضي الله عنه إلى شمر بن ذي الجوشن (لعنه الله) حينما كان يحظ زهير القوم، فرماه شمر بسهم وقال له: اسكت: فقال له زهير: يابن البوال على عقبيه ما إياك أخطاب إنما أنت بهيمة.
وهذا القول الذي ذكره زهير إنما كان إشارة منه لشمر (لعنه الله) يذّكره بوالده الراعي البوال على عقبيه، وليس هو ذو الجوشن وإنما شخص آخر، وقد روى النسابة الشهير هشام بن محمد الكلبي في كتاب المثالب قصته وهي: أن أمرأة ذي الجوشن خرجت من جباته السبيع إلى جبانه كندة فعطشت في الطريق ولاقت راعياً يرعى الغنم فطلبت منه الماء فأبى أن يعطيها إلا بالإصابة منها، فمكنته من نفسها فواقعها الراعي فحملت بشمر لعنه الله. فذلك الراعي هو المشار إليه في قول قيس رضي الله عنه بالبوال على عقبيه.
ومن هنا قول مولانا الامام الحسين (عليه السلام) لشمر يوم عاشوراء: يابن راعية المعزى: أنت أولى بها صليا. وهي إشارة أخرى منه (عليه السلام) إلى عدم طهارة مولد هذا اللعين.
والبوال على عقبيه: هو الذي يبول عن قيام فيسقط رذاذ البول على عقبيه كناية عن عدم اعتنائه بالطهارة والنظافة.
السؤال: لم تبك عليه البصرة ودمشق وآل عثمان
لماذا لم تبكي دمشق و الكوفة على الحسين عليه السلام ؟
الجواب:
ورد عندنا أنه لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان ولعل المقصود أهل البصرة وأهل دمشق في ذلك الزمان حيث كانوا من المعادين لأهل البيت (عليه السلام), ولا يتسبعد أن تبكيه جميع الأرضين غير البصرة ودمشق بمعنى بكاء نفس الأرض لا سكانها فأنه يمكن أن نتصور للأرض بكاءاً خاصاً بها, حتى قيل أن ما رفع حجراً عند مقتل الحسين (عليه السلام) إلا وتحته دم عبيط.
السؤال: لماذا رفض الحسين (عليه السلام) لبس التبان
ما هي قضية لبس الامام الحسين ملابس رثة في يوم عاشوراء ؟
الجواب:
لعلك تقصد التبان الذي عرض على الإمام الحسين(ع) حينما طلب ثوباً ليجعله تحت ثيابه لئلا يجرّد بعد قتله. وقد رفض الإمام الحسين(ع) لبس التبان وذلك لان التبان هو سروال صغير يستر العورة المغلّظة فقط ولا يستر غيرها، ويكثر لبسه الملاحون، فمثل هذا الثوب لا يصلح للغرض الذي كان يرمي إليه الإمام الحسين(ع) علاوة على كونه مما يلبسه أهل الذلة من سفلة الناس وهذا لا يناسب الأشراف والسادات كالإمام الحسين(ع)، ولذا أخذ سراويل ثم مزقها حتى لا يسلبها ثم لبسها.
تعليق على الجواب (1)
يقول زين العابدين(عليه السلام) لعمته زينب: (انت عالمه غير معلمه، وفاهمه غير مفهمه).
والعقيله هي من أحضرت هذا الثوب للإمام، ولا شك بانها تعلم بانه لباس من ضربت عليهم الذلة.
ا
الجواب:
1ـ الرواية لا تشير إلى أن زينب (عليها السلام) هي التي أتت بالثوب، بل الرواية لا تصرح بأي اسم! بل جعلت على صيغة المبني للمجهول.
2ـ التبان سراويل صغيرة يستر العورة المغلظة فقط، فلبسه مع الملابس الأخرى التي فوقه ليس فيه مشكلة، لكن لما علم الإمام الحسين(عليه السلام) أن ملابسه سوف تسلب لم يرد أن يكون بهذا المظهر الذي وصفه بأنّه لباس من ظهرت عليه الذلّة.
لسؤال: هل كانت مظلوميته من قبل نفسه
لقد قتل الحسين عليه السلام مظلوماً.
ولكن يا ترى من أيـن جاء الظلم على الحسين عليه السلام؟ أهو من مطالبته بالإمامة
الجواب:
حينما يسأل شخص عن مصدر ظلامة الحسين (عليه السلام) ويعلقها على مطالبته بالإمامة فهو أحد رجلين فإما أن يكون جاهلاً ومغفلاً وإما أن يكون مغرضاً وحاقداً, والأول لا نقاش لنا معه وننصحه بقراءة كتب التاريخ لكي يتخلص من جهله وينتبه من غفلته, أما الثاني فإن لسان حاله هو هذا: ((قتل الحسين بسيف جدّه)) كما قالها من قبل ابن العربي الناصبي.
إنّ استشهاد الحسين(عليه السلام) كان نتيجة لطلبه الإصلاح في أمة جدّه, أما الإمامة فهي حق له بالنص الإلهي ومطالبته بها - إن جوزناه تبعاً لقولك أو لتساؤلك المريب - كاشف عن بطلان إمامة من تلبس بها قهراً, وأنت تعلم من هم أولئك.
وعلى كل فبعد الأقرار بالظلامة فلابد من ان يكون هناك ظالم وهو مصدر هذه الظلامة وهو من أوقع الظلم ولا يفيده او يفيد أنصاره أي اعتذار أو تبرير لاقدامهم على هذا الظلم, ولا يوجد في التاريخ ظالم لا يبرر ظلمه ويدعي انه على حق ثم يجد من الاتباع المغرورين المخدوعين من يصفق له ويدافع عنه.
السؤال: معنى الحسين (عليه السلام) من حملة العرش
هناك سؤال من أصعب الأسئلة التي قد أشكلت علي فهمها وهي معرفة فقرة من هذه الرواية الشريفة, بعد ذكر هذه الرواية سأبين المقطع الذي أريد من جنابكم تبيانه بشكل مفصل كما نرجوا ذلك منكم بحق سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهرآء سلام الله عليها وعلى آلها الأطيبين الأطهرين, والرواية مروية في كامل الزيارات
الشريف لإبن قولويه, والحديث طويل وأستقطع منه موضع الشاهد, وهو :
... قلت : جعلت فداك : أخبرني عن الحسين لو نبش كانوا يجدون في قبره شيئا ؟
قال: يا ابن بكر ما أعظم مسائلك ؟ الحسين مع أبيه وامه وأخيه الحسن في منزل رسول الله صلى الله عليه وآله يحيون كما يحيى ويرزقون كما يرزق, فلو نبش في أيامه لوجد, فأما اليوم فهو حي عند ربه ينظر إلى معسكره وينظر إلى العرش متى يؤمر أن يحمله, وإنه لعلى يمين العرش متعلق يقول : يا رب أنجز لي ما وعدتني, وإنه لينظر إلى زواره وهو أعرف بهم وبأسمآئهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم وبمنزلتهم عند الله من أحدكم بولده وما في رحله, وإنه ليرى من يبكيه فيستغفر له رحمة له ويسأل آباءه الاستغفار له ويقول : لو تعلم أيها الباكى ما اعد لك لفرحت أكثر مما جزعت, ويستغفر له رحمة له كل من سمع بكاءه من الملائكة في السمآء وفي الحائر وينقلب وما عليه من ذنب . إنتهى
أريد أن أفهم معنى هذه العبارة, معنى الحمل, هنا أنا أعلم أن في القرآن الكريم هناك آية تقول : (( والملك على ارجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية )) ففي رواياتنا الشريفة قد ورد أن هؤلاء هم أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين, أما الأولين فهم الأنبيآء اولي العزم وأما الآخرين فهم رسول الله الأعظم صلى
الله عليه وآله الأطهار وأميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهما أفضل الصلاة والسلام, سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما أفضل الصلاة والسلام .
و لكن ما معنى الحمل وما معنى نظرة سيد الشهدآء إلى العرش, يعني الرواية تقول أن سيد الشهدآء سلام الله عليه ينتظر أمرا بحمل العرش وهو ينظر إلى العرش تارة ومرة ينظر إلى معسكره الشريف, وهذا ما لا أقدر أن أصل إلى كنه معرفته, وقد أعيتني ذلك.
فلذا أرجوا منكم أن تساعدوني في فهم هذه العبارة قدر المستطاع, ولا ينبئك مثل خبير .
و عبارة أخرى, تقول إن سيد الشهدآء سلام الله عليه (( متعلق )) على يمين العرش, ما معنى هذه الفقرة .
الجواب:
الرواية الواردة في ان الحسين (عليه السلام) من حملة العرش, فقد روى الشيخ الكليني(ره) عن البرقي رفعه قال: سأل الجاثليق علياً (عليه السلام):
فأخبرني عن قوله تعالى: (( وَيَحمِلُ عَرشَ رَبِّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ )), فكيف ذاك وقد قلت (هذا في جواب سابق للإمام (عليه السلام) في نفس المحاورة): إنه يحمل (أي الله) العرش والسماوات والأرض؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن العرش خلقه الله تبارك وتعالى من أنوار أربعة: نور أحمر, منه أحمرت الحمرة, ونور أخضر, منه اخضرت الخضرة, ونور أصفر, منه اصفرت الصفرة, ونور أبيض منه أبيّض البياض. وهو العلم الذي حملّه الله الحملة, وذلك نور من نور عظمته فبعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين, وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون, وبعظمته ونوره ابتغى من في السماوات والأرض من جميع خلائقه إليه الوسيلة....الخ.
قال السيد الطباطبائي في الميزان (8: 163): ان الجاثليق أخذ الحمل بمعنى حمل الجسم للجسم وقوله عليه السلام الله حامل العرش والسماوات والأرض الخ, أخذ الحمل بمعناه التحليلي وتفسير له بمعنى حمل وجود الشيء وهو قيام وجود الأشياء به تعالى قياماً تبعياً محضاً لا استقلالياً, ومن المعلوم أن لازم هذا المعنى أن يكون الأشياء محموله له تعالى لا حاملة.
ولذلك لما سمع الجاثليق ذلك سأله عليه السلام عن قوله تعالى: (( وَيَحمِلُ عَرشَ رَبِّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ )) , فإن حمل وجود الشيء بالمعنى المتقدم يختص به تعالى لا يشاركه فيه غيره مع أن الآية تنسبه إلى غيره, ففسر عليه السلام الحمل ثانياً بحمل العلم وفسر العرش بالعلم.
غير أن ذلك حيث كان يوهم المناقضة بين التفسيرين زاد عليه السلام في توضيح ما ذكره من كون العرش هو العلم,أن هذا العلم غير ما هو المتبادر إلى الأفهام العامية من العلم, وهو العلم الحصولي الذي هو الصورة النفسانية بل هل نور عظمته وقدرته حضرت لهؤلاء الحملة بإذن الله وشوهدت لهم فسمي ذلك حملاً, وهو مع ذلك محمول له تعالى ولا منافاة كما أن وجود أفعالنا الحاضرة عندنا محمولة لنا وهي مع ذلك حاضرة عند الله سبحانه محمولة له وهو المالك الذي ملكنا إياها)). انتهى.
فمن خلال هذه البيانات المباركة من أمير المؤمنين(عليه السلام) يتضح المراد من كون الحسين(عليه السلام) حاملاً للعرش أو أنه على يمين العرش وغير ذلك من الألفاظ التي يستفاد منها حمل العلم الإلهي, وهذا المعنى تدل عليه نفس الرواية الواردة في كامل الزيارات حين قالت: (وانه لينظر إلى زواره وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ...الخ). فهذا البيان التفصيلي للمعرفة التي عند الحسين(عليه السلام) يشير إلى حمله للعلم الإلهي الذي أُفيض عليه بهذه المعرفة.
السؤال: خبر زقاق العسل
رواية ترد في كتاب بحار الانوار للعلامة المجلسي .جزء 42.صفحة 117 .باب احوال اخوانة وعشائرة صلوات الله علية .
ان الامام الحسين اخذ زقا من عسل جاءتهم من اليمن لاكرام ضيفة من دون علم الامام امير المؤمنين (علية السلام) فغضب علية ورفع الدرة ليضربة فستحلفة الامام الحسين (علية السلام) بعمة جعفر فسكن غضب الامام وخاطبة وانبة قائلا لولا اني رايت رسول الله (صلى الله علية واله) يقبل ثنيتيك لاوجعتك ضربا وبعد ذالك يقول ويدعوا الامام علي (علية السلام) (( اللهم اغفر للحسين فانه لم يعلم ))...
الا يقدح هذا في علم الامام الحسين وعصمتة, ياخذ ماهو ليس من حقة وامامنا علي يهم بضربة ويدعو له بالمغفرة .. ارجو الاجابة ورفع الاشكال
الجواب:
الرواية ضعيفة سنداً, ولا يمكن قبولها متناً إلا بتأويل أن يكون المراد منها محض الأدب للناس لو تسامعوا بالخبر, فيكون ذلك رادعاً لهم دون الأقدام على التجاوز على الحقوق.
والرواية بصدد بيان تمامية العدل عند علي (عليه السلام) مع أن الحسين (عليه السلام) لم يقم بما يعتبر ذنباً لانه كان له في العسل حق كما هو نص الرواية.
السؤال: لماذا أعدّ له جيش كبير؟!
..
1- على أقل الروايات كانت عدة الجيش الذي جهزه بني أميّة ( لعنة الله عليهم) لقتال الإمام الحسين(عليه السلام) ثلاثون ألفاً !
هل كانوا يظنون بأن للإمام أنصاراً كثر ؟
وأن ظنوا ذلك فقدرة الإمام العسكرية لا أظن أنها كانت خافية على يزيد وحكومته حتى يقابلها بهذا الزحف الهائل ! فما هو دافعهم لذلك التجهيز الضخم ؟
2- قول الإمام الحسين (صلوات الله عليه) في اللحظات الأخيرة من حياته الشريفة ـ حين خضب وجهه ولحيته بالدم ـ وقال : هكذا أكون لكي ألق الله وجدي رسول الله وأقول ياجد قتلني فلان وفلان !
لا يمكن تصديق أن يقول الإمام :قتلني فلان وفلان . بل لابد أن الإمام كان قد ذكر أسمي هذين الشخصين, والعقل يأبى تصديق غير ذلك.
فمن هما ( فلان وفلان ) ؟ ولماذا أُبهم الإسمان ؟
جزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة
ورزقنا وإياكم شفاعة الحسين المظلوم.
الجواب:
أولاً: هناك عدة عوامل تجعل أعداء الحسين عليه السلام يعدون هذا العدد لقتال الحسين ومنها.
1- ان الحسين (عليه السلام) خرج من مكة باكثر من العدد الذي وصل به إلى كربلاء.
2- لا يعلم الأعداء حجم من يلتحق بالحسين (عليه السلام) في الطريق أو من أهل الكوفة والبصرة وغيرها من المناطق.
3- إن شجاعة الحسين (عليه السلام) واصحابه تحتاج إلى عدد أكبر من العدد الطبيعي لمثل عدد أصحاب الحسين عليه السلام.
4- ان تبعات قتل الحسين (عليه السلام) غير معلومة لدى الأعداء فلعل أهل الكوفة ينتفضون على الوالي.
5- ان إعداد مثل هذا العدد يخلق حاله من الرهبة في نفوس أي معترض من التفكير في الخروج على السلطة.
ثانياً: لعل الإبهام مقصود من قبل الإمام الحسين عليه السلام حتى يكون ذلك شاملاً لكل من اشترك في قتال الحسين فهو لم يقصد أشخاصاً معيّنين بل المقصود أنه سيصرح بكل من اشترك في القتال هذه.
تعليق على الجواب (1)
ما صحة أن قوله عليه السلام : (قتلني فلان وفلان) هو في الاصل : (قتلني أبو بكر وعمر) وأن فلان وفلان هي من عمل النساخ تقية أو من فعل جهاز السلطة؟
الجواب:
وان صح في بعض الموارد فهم المراد من فلان وفلان بما ذكرت لقرائن متصلة او منفصلة الا ان هذا الفهم في عبارة الامام الحسين(عليه السلام) لا يستقيم فالقرائن المتصلة تشير الى انه يشير الى المباشرين للقتل فتلطيخ الامام الحسين(عليه السلام)رأسه ولحيته بالدم وكذلك قوله (انهم يقتلون رجلا ليس على وجه الارض ابن نبي غيري) فيه اشارة الى القوم الذين يحاربوه او الى الذين امروا بقتله.اما ان يذهب بعيدا ويقال ان للاول والثاني سبب في قتل الامام الحسين(عليه السلام) من خلال حرفهم للامة عن مسارها الصحيح وايصال الامر الى يزيد الذي قتل الحسين فبالتالي هم السبب في القتل فهذا وإن كان صحيحاً الا أنّ ارادة الامام الحسين لذلك لوحده في قوله ذاك بعيد جدا عن ظاهر كلام الامام الحسين(عليه السلام) هذا على فرض ان الصادر هو ( فلان وفلان) واما القول بالتغير فيحتاج الى دليل .
يتبع
الشيخ عباس محمد
28-08-2017, 05:54 PM
السؤال: مسائل تتعلق بواقعة الطف
لدي عدة أسئلة عقائدية 1/ لماذا أصر يزيد بن معاوية على أخذ البيعة من الإمام الحسين حتى ولو بالإجبار؟
2/ لماذا لم يأخذ الإمام علي بن الحسين بثأر أبيه من بعده ويقتل قاتليه؟ ومن هو الذي أخذ بثأر الحسين من بعده ؟
3/ لماذا لبى الإمام الحسين دعوة أهل الكوفة رغم معرفته الجيدة بحالهم وبأن إحتمال خذلانهم له أمر وارد فقد خذلوا أباه - الإمام علي - من قبله؟
4/ عرف الإمام الحسين بغدر أهل الكوفة بمسلم بن عقيل وقتلهم له وهو في منتصف الطريق إلى الكوفة فلماذا لم يرجع إلى مكة أو المدينة مثلا ويقتل هناك بين أهله وأنصاره؟
5/ نقل في الأخبار : إنه لو كان الإمام الحسن قد قاوم معاوية وحاربه ثم قتل على يديه فإن هذا الفعل سيكون وصمة عار على الإسلام والمسلمين خلاف اللإمام الحسين فإن قتله مفخرة عظيمة للإسلام لماذا؟
6/ قال أحد صحابة الإمام الحسين ( يابن رسول الله إن قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به ) من قصد الصحابي بقوله (قتال هؤلاء) وبماذا رد عليه الإمام الحسين ولماذا؟
7/ طرح الإمام الحسين بعض الخيارات على عمر ابن سعد وأصحابه بدلا من قتله ماهي هذه الخيارات ولماذا رفضها عمر ابن سعد ؟ً
الجواب:
ا
نجيب على اسئلتكم واحداً تلو الاخر :
ج1: لقد كان يزيد متلهفاً لأخذ البيعة من كبار الزعماء - لا سيما المعروفين - وعلى رأسهم الامام الحسين (عليه السلام), وبأي صورة كانت ليضفي على وضعه الطابع الشرعي في أوساط الامة, ولذا ركّز على ثلاث شخصيات حينما كتب الى والي المدينة الوليد بن عتبة, جاء فيه : (.. فخذ حسيناً, وعبد الله بن عمر, وابن الزبير بالبيعة اخذاً ليس فيه رخصة..) لأنه - يزيد - كان يرى أن لهؤلاء مركز ألمع من مركزه, لا سيما الامام الحسين (عليه السلام), لانه يمتاز بمزايا منها :
1- كونه صحابي, وابن رسول الله (ص).
2- سيد شباب أهل الجنة, وخامس أهل العبا.
3- الابعاد ( العلمية والاجتماعية والدينية والاخلاقية.. ) التي تؤطر شخصيته.
4- العهد الذي يقيد معاوية في تسليم الأمر الى الإمام الحسن (عليه السلام), ومن بعده الحسين (عليه السلام). كل هذه الأمور وغيرها جعلت يزيد يفكر جدياً بالإمام الحسين (عليه السلام), لأن ابن عمر سرعان ما سلّم عندما قال : (اذا بايع الناس بايعت) !, وأما ابن الزبير فقد ادرك الناس انه يسعى للمنصب والتأمر, فلم تكن لديه دوافع دينية, وأما الإمام الحسين (عليه السلام) فقد كانت الأنظار متجهة صوبه ولذا انقطع الناس - في تلك الفترة إليه - وهذا يدل على موقعه في النفوس, ولذا حاول يزيد التخلص منه بأي شكل, حتى آل الامر الى بعث عدة اشخاص لاغتيال الإمام الحسين (عليه السلام) في موسم الحج.
ج2: إن كان معنى الثأر هو قتل نفس القتلة ( عبيد الله بن زياد, وعمر بن سعد بن أبي وقاص, وشمر بن ذي الجوشن, وحرملة بن كاهل,.. ) فقد قيض الله تعالى لهؤلاء المختار بن أبي عبيد الثقفي وقتلهم جميعاً كما نال من كثير ممن اشتركوا في واقعة كربلاء ضد الحسين (عليه السلام), وان كان معنى الثأر هو فضح مخطط هؤلاء ومن ورائهم يزيد بن معاوية, فان الامام السجاد (عليه السلام) لم يتوان عن ذلك, وثأر لدماء شهداء كربلاء في دمشق وبمحضر الجهاز الحاكم - لاحظوا خطبته في ذلك المجلس - حتى ان يزيد أمر المؤذن أن يقطع عليه خطبته, لانه افتضح أمام أهل الشام المغفلين, وقد عرّفه - الامام السجاد (عليه السلام) هذه الحقيقة - حينما قال : ( ستعرف من الغالب ) وذلك عند رفع المؤذن للاذان.
ج3: ان تلبية الحسين (عليه السلام) لدعوة أهل الكوفة تنطوي على عدّة مضامين منها :
1- ان استجابته لهم هي لقطع الالسنة وقطع المعاذير, والحقيقة ان الامر أعمق من ذلك, وهذا ما سيتبين في النقاط التالية.
2- ان الامام الحسين (عليه السلام) كان يعلم بمقتله, لأن جده رسول الله (ص) أخبر بذلك ودفع إليه بتربة من كربلاء - وهذا يرويه علماء من الفريقين - كما أنه قال (عليه السلام): (وخيّر لي مصرع أنا لاقيه).
3- إن أي مكان لم يكن قادر على إيواء الحسين (عليه السلام) بدليل قوله (عليه السلام): (لو كنت في جوف هامة من هوام الأرض لاستخرجوني وقتلوني).
4- إن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن ينوي اللجوء إلى مكان آمن - لغرض السلامة - بل قالها بصراحة : ( خرجت لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي..), فالحسين (عليه السلام) قصد الكوفة باعتبارها واحدة من الحواض المتمردة على الحكم الأموي - غالباً ـ, وباعتبار الاعراق والقوميات المختلفة فيها, وباعتبار الواجب الذي يراه (عليه السلام) ملقىً على عاتقه, ومثل هذه المسألة - الغدر والخيانة - لا يأبه بها الامام حتى يترك هدفه, والاّ لكان أبوه (عليه السلام) أولى بمغادرة الكوفة من قبل ! فاحتمال العصيان والنكول لا يسقط واجب التصدي.
ج4: ليس من السهولة بمكان أن يرجع الحسين (عليه السلام) الى المدينة ومعه من النساء والأطفال ما يتجاوز المائة نفر, كما أن الدولة الأموية ستحول بينه وبين المدينة لأنها بدأت بالنفير وتجريد الجيوش لقتاله على كل الساحات, كما ان نفس مكة والمدينة لم تكن صالحة للنصرة لعدّة أمور : ـ
1- ان هاتان المدينتان - حرم الله وحرم رسوله (ص) - فلا يجوز انتهاكهما.
2- لو كان هناك أنصار وأتباع لساروا معه ولما تركوه يسير بأهل بيته وبقلة من الأنصار, حتى أن الإمام السجاد (عليه السلام) يؤكد هذه الحقيقة بقوله : ( ما بمكة والمدينة عشرون رجلاً يحبنا ) !!!
ج5: لم نر أي خبر ينقل : ( إن فعل الإمام الحسن (عليه السلام) لو كان كفعل الإمام الحسين (عليه السلام) من حيث إعلان الثورة, سيكون وصمة عار ), ان لكل زمان ظروف, وانه لولا صلح الإمام الحسن (عليه السلام) لما تمهدت الارضية أمام الحسين (عليه السلام) للثورة.
ج6: القائل هو زهير بن القين, والمراد من قوله ( قتال هؤلاء ) قتال أصحاب الحر قبل مجيء جيش عمر بن سعد, وأجابه الامام الحسين (عليه السلام) بقوله : ما كنت أبدأهم بقتال.
ج7: ذكر الامام الحسين (عليه السلام) خيارين لعمر بن سعد بدلاً من قتاله وهما : دعوني أرجع الى المكان الذي أقبلت منه، أو أذهب في هذه الأرض العريضة.
فأرسل عمر رسالة الى عبيد الله بن زياد يذكر له ذلك, لكن ابن زياد أجابه برسالة أرسلها بيد شمر بن ذي الجوشن مضمونها : اني لم أبعثك الى الحسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة والبقاء ولا لتعذر عنه ولا لتكون له عندي شافعاً, أنظر فان نزل الحسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم لي سلما وإن أبوا فازحف اليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم … فإن أنت مضيت لامرنا جزيناك جزاء السامع المطيع وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر فإنا قد أمرناه بأمرنا والسلام.
فبعدما قرأ ابن سعد الكتاب قال له شمر : أخبرني بما أنت صانع ؟ أتمضي لأمر أميرك وتقاتل عدوّه والاّ فخل بيني وبين الجند والعسكر. قال : لا ولا كرامة لك ولكن أنا أتولى ذلك فدونك فكن أنت على الرجالة.
السؤال: أسئلة تتعلق بواقعة كربلاء
س1 : في واقعة كربلاء هل ان الشمر (لعنه الله) ضرب السيدة زينب (عليها السلام) وهي على جسد الامام الحسين (عليه السلام) في كربلاء؟
س2 : هل تمّ كشف الحجاب أو الخمار عن نساء أهل البيت ومن بينهم زينب (عليها السلام) في مجلس بن زياد ومجلس يزيد؟
س3 : هل حقّا كان الامام زين العابدين (عليه السلام) عليلا؟ وفي بعض الروايات تقول إن الامام قاتل هل هذا صحيح أم لا؟
س4 : هل دفن رأس الحسين (عليه السلام) مع جسده الطاهر؟ وإذا كان صحيحاً متى دفن الرأس مع الجسد؟ واذا لم يكن صحيحا أين دفن رأس الحسين (ع)؟
س5 : هل الامام زين العابدين (ع) وأهل بيته رجعوا الى كربلاء يوم الاربعين؟
س6 : ما هي الحكمة في العدد (40) حيث أربعين الامام الحسين (عليه السلام ), واختلاء موسى (ع) لربّه (40) يوما, وأيضاً معرفة الجنين في بطن أمّه بعد 40 يوم, وبعض الرياضات الروحية المتعلقة ب(40) يوما ..
الجواب:
نجيب على اسئلتكم واحداً تلو الآخر .
جواب السؤال الاول : لم نجد رواية وردت بذلك بالخصوص في مفروض السؤال .
جواب السؤال الثاني : لم نجد رواية وردت بذلك بالخصوص في مفروض السؤال .
جواب السؤال الثالث : الصحيح أنّه كان مريضا ولم يقاتل منع الامام الحسين (عليه السلام) .
جواب السؤال الرابع : الصحيح الذي عليه محققوا علماء الطائفة ان الرأس الشريف الحق بالجسد الشريف في العشرين من صفر عند رجوع السبايا الى كربلاء .
جواب السؤال الخامس : نعم وقد وردت بذلك رواية بشارة المصطفى للطبري .
جواب السؤال السادس : لا يبعد أن يكون لعدد الاربعين خصوصية ولكنها خصوصية غيبية لم يهتد اليها العلم الحديث الى الآن ولكن جاءت في النصوص الدينية، ولا يبعد ان يكون هناك ربط بين عدد الاربعين وبين آثار معينة يكشف عنها الشارع وان لم يتوصل العلم بعد الى كشفها ككثير من الحقائق التي لم يهتد العلم اليها بعد وانما يكتشفها بالتدريج .
السؤال: أحداث عاشوراء لم تصلنا بالكامل
أود الاستفسار عن ما اذا كانت بعض الروايات التي يعتمدها خطباء المنبر الحسيني صحيحة وثابتة تماماً أو لا ، من مثل تلك الروايات التي تقول بأن السيدة زينب (ع) لطمت خدها وشقت جيبها حزناً على مصاب الامام الحسين (ع) ، أو تلك الواردة في الزيارة المشهورة عن الامام المهدي (ع) : (فلما رأين النساء جوادك مخزيا ونظرن سرجك عليه ملويا ، خرجن من الخدور ناشرات الشعور وبالعويل داعيات …). والسلام .
الجواب:
الحقيقة ان ما وصلنا من وقايع عاشوراء وتوابعها هو أقل بكثير ممّا كان ، وان الفجائع الواقعة على أهل البيت لم تنتقل على حقيقتها إلينا ، ولذلك لا يستغرب من مثل هذه الأخبار التي أشرتم اليها وإن كان بعضها لم يبلغنا بسند معتبر .
السؤال: زواج القاسم(سلام الله عليه) واقع أم لا ؟
ما هي حقيقة حدوث زواج للقاسم بن الحسن يوم عاشوراء بالرغم من تضارب الاقوال في ذلك وتعارضها خاصة عندما يحدد زواجه من سكينة بنت الامام الحسين (ع) !
وما هي آراء الفقهاء السابقين والمعاصرين حول هذه الحادثة ؟
الجواب:
إنّ مسألة حدوث زواج القاسم يوم عاشوراء لم تذكره المصادر المعتبرة والمقاتل المعتمد عليها، وإن حاول بعض الأعلام كالعلامة الدربندي في كتابه ( أسرار الشهادات ) إثبات هذه الحادثة وذكر عدّة ادلّة. وعلى كل حال ، فالمسألة تبقى في حيّز الاحتمال .
تعليق على الجواب (1)
1- هل ان للحسين عليه السلام بنت كانت مهيئة للزواج في يوم العاشر من محرم أم لا؟
2- هل ان اجواء عاشوراء كانت مهيئة لهكذا حدث؟
3- ما هو تفسيركم لمعنى انه تبقى في قيد الاحتمال، ما هو قصدكم بذلك؟
الجواب:
نود أن نقدم مقدمة صغيرة في بدء الكلام؛ وهي أن التعامل مع الروايات التاريخية يختلف من حيث الدقة والضبط عن التعامل مع روايات الأحكام لما لهذه الروايات من علاقة بعمل المكلف وتكليفة بعكس تلك التي لا يترتب عليها أثر عملي غالباً، أو يسأل عن اعتقاده بها يوم القيامة, لذا تجد الكثير من التسامح في قبول الروايات التاريخية غير المرتبطة بالعقيدة, ولكن هذا لا يعني أنها بمنأى عن النقد والتمحيص والتحقيق.
وفي موضوع السؤال قد وردت رواية في منتخب الطريحي من دون سند يذكر أن الإمام الحسين(عليه السلام) قد عقد في يوم العاشر من محرم على ابنته من القاسم، ولم تذكر الرواية اسم ابنة الامام(عليه السلام).
وفخر الدين الطريحي صاحب المنتخب توفي في القرن الحادي عشر الهجري، فهو من المتأخرين ولم يذكر حسب الظاهر من أي كتاب أخذ أو من الذي روى هذا الحديث.
ولكن بعض الفضلاء وهو الدربندي في (اكسير الشهادات) بعد أن نقل عن بعض الحذاق في فنون الأخبار والآثار قوله: (أن تلك الحكاية لم اخلف فيها بأثر معتبر) حاول تقوية الظن بحصولها بأيراد بعض المؤيدات التي لا يعدو كونها استحسانات أن وافقنا عليها.
ولكن عدداً من المحققين المتأخرين ردوا هذه الحكاية وأوردوا على ذلك عدّة مناقشات
منها، ان الوقت لم يكن مناسباً ولا كان يتسع لذلك, وأن سكينة ابنة الامام(عليه السلام) كانت زوجة لعبد الله بن الحسن أخ القاسم الذي استشهد قبل اخيه بقليل، فمتى تزوجها القاسم, وأما فاطمة الكبرى فقد كانت زوجة الحسن الذي جرح في كربلاء وشفي بعد ذلك وقد كان جاء الى عمه الحسين (عليه السلام) خاطباً فاختار له ابنتة فاطمة لانها أشبه بجدتها الزهراء(عليه السلام)، وأما فاطمة الصغرى فقد خلفها الحسين (عليه السلام) في المدينة لمرضها، وأما رقية فقد كانت صغيرة السن
ولابد من الاشارة هنا الى انا لم نعرف أي فاطمة قصدها الدربندي بأنها زوجة القاسم وعن أي مصدر نقل ذلك, وقد ذكروا ايضاً أن القاسم لم يكن قد بلغ الحلم يوم عاشوراء, مع خلو المقاتل المعروفة عن ذكر هذه الحكاية.
هذا ولكن يبقى الإمكان العقلي موجوداً إذ لم تقو هذه الأدلة الى درجة البت بعدم وقوع مثل هذا الزواج, خاصة وأن المقاتل وروايات واقعة الطف لم تنقل لنا كل شاردة وواردة فيها ولم تصل إلينا بتلك الدقة التي نجزم من خلالها بقرائن قطعية على عدم الزواج، فيبقى الاحتمال والامكان العقلي بمكان ، فلعله كانت للحسين ابنة أخرى بأسم فاطمة أو سكينة هي التي كانت مسماة للقاسم ، ولكي هذا يبقى احتمالاً
السؤال: التكتم على واقعة الطف
لماذا اخفيت حقيقة قصة واقعة الطف من التاريخ ؟
ولا يعرفها سوى جمع من علماء الدين باختلاف المذاهب وشيعة أهل البيت ؟
الجواب:
ان كان المراد من الحقيقة ان قصّة كربلاء تستند الى قصة السقيفة فهذا صحيح فقلّ ما يلتفت اليه من الناس إلاّ العلماء وأهل الاختصاص في مثل هذه الامور .
وان كان المراد من القصة صورتها الظاهرية وما وقع في ذلك اليوم وحوادث كربلاء ، فصحيح أن بني أمية أخفوا هذه القصة وتفاصيلها ولم يسمحوا للمؤرخين أن يكتبوها كما وقعت، ولكن وعلى كل حال ظهرت هذه القصة ووجدت في كتب التاريخ من الفريقين ، والّفت في هذه القصة كتب الله أعلم بعددها في اللغات المختلفة.
فحينئذ إن كان المراد واقع القصة، حقيقتها وأسبابها وجذورها فتلك أمور لم يلتفت اليها الاّ المتخصّصون وهذه كسائر القضايا. وان كان المراد بظاهر القضية وما وقع، فيعلم به الكل ، وإن كان بنو أمية وأتباعهم حاولوا أن يخفوا، ولكن الله سبحانه وتعالى ضمن لهذه القضية بالخصوص أن تبقى في التاريخ.
السؤال: شبهات حول واقعة الطف
بسم الله الرحمن الرحيم
حدث شيء أريد أن أطلعكم عليه, وهو أن جمعية يعود دعمها إلى الحركة الوهابية وبعض الجمعيات المتعصبة في مصر يسمون جمعيتهم هنا في لبنان ب "جمعية الاستجابة" ومن انشطتها محاربة البدعة في مدينة صيدا والتي معظم سكانها من المذهب السني, وبعد أن انتشر مذهب أهل البيت في هذه المنطقة رأى هؤلاء محاربة المستبصرين ولذلك سخّروا الكثير من الامكانيات حتى يوقفوا هذا الانتشار ومن هنا بدأوا بطبع كتب مجانية وكتيبات وتوزيعها مجاناً على الناس حتى لا يتأثروا بالامتداد الشيعي, ولقد وقع بيدي كتاب كان يوزع في العاشر من المحرم, والآن هم يوزعون منه بمناسبة الأربعين لاستشهاد الامام الحسين عليه السلام وهذا الكتيب أسمه "البرهان الجلي في مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما" وبما أني إذا أرسلت هذا الكتيب في البريد سوف يأخذ وقتاً طويلاً, وللسرعة رأيت أن أرسله لكم طباعة هنا على البريد الالكتروني, وحتى ترسلوا لي الرد بالطريقة التي تروها, حتى ندافع عن هذا المذهب الأحق بعون الله.
وهذا الكتيب كتب فيه:
(( بويع يزيد للخلافة سنة ستين للهجرة, وكان له من العمر أربع وثلاثون سنة, ولم يبايع الحسين بن علي ولا عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم.
ذكر ابن كثير عن عبد الله بن مطيع وأصحابه أنهم مشوا إلى محمد ابن الحنفية ( محمد بن علي بن أبي طالب أخو الحسن والحسين ) فراودوه على خلع يزيد فأبى عليهم, قال: ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمرة ويترك الصلاة.
وبلغ الخبر أهل العراق أن الحسين لم يبايع ليزيد, فأرسلوا إليه الرسل والكتب أنا قد بايعناك ولا نريد إلا أنت, حتى بلغت أكثر من خمسمائة كتاب كلها جاءت من الكوفة.
فأرسل الحسين رضي الله عنه ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة ليتقصى الأمور ويعرف حقيقة الأمر.
فلما وصل مسلم بن عقيل إلى الكوفة جاء الناس أرتالاً يبايعون مسلماً على بيعة الحسين رضي الله عنه, فتمت البيعة عند أهل الكوفة للحسين.
فما كان من يزيد إلا أن أرسل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ليمنع مسألة الحسين أن يأخذ الكوفة لكي لا تعود الأمور كما كانت قبل عام الجماعة فيرجع القتال بين أهل العراق وأهل الشام, ولم يأمر عبيد الله بن زياد بقتل الحسين.
وبعد أن استقرت الأحوال وبايع الناس لمسلم بن عقيل, أرسل إلى الحسين رضي الله عنه أن أقدم وأن الجو قد تهيأ.
فخرج الحسين رضي الله عنه من مكة في يوم التروية قاصداً الكوفة.
فلما علم عبيد الله بن زياد بذلك أمر بقتل مسلم بن عقيل, فما كان من الأخير إلا أن خرج مع أربعة آلاف من أهل الكوفة وحاصر قصر بن زياد، إلا أن اهل الكوفة ما زالوا يتخاذلون عن مسلم بن عقيل حتى بقي معه ثلاثون رجلاً من أربعة آلاف, فقتل رحمه الله يوم عرفة.
وكان الحسين رضي الله عنه قد خرج قاصداً العراق يوم التروية, وكان كثير من الصحابة نهوا الحسين عن الخروج، منهم أبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباي وكذلك أخوه محمد بن الحنفية وابن الزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم.
قال الشعبي: " كان ابن عمر بمكة, فلما علم أنه توجه إلى العراق لحق به إلى العراق على مسيرة ثلاثة أميال فقال: أين تريد ؟ فقال: العراق, وأخرج له الكتب التي أرسلت له من العراق وأنهم معه. فقال له: هذه كتبهم وبيعتهم. فقال ابن عمر: لا تأتيهم, فأبى الحسين إلا أن يذهب، فقال ابن عمر: إني محدثك حديثاً: أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والأخرة فاختار الأخرة ولن يريد الدنيا وأنك بضعة منه, والله لا يليها أحد منكم أبدا ولا صرفها الله عنكم إلا الذي هو خير لكم, أبى أن يرجع, فاعتنقه ابن عمر فبكى وقال: استودعك الله من قتيل.
وكلمه أبو سعيد الخدري, قال: " يا أبا عبد الله إني ناصح لك وإني عليكم مشفق وقد بلغنا أن قوما من شيعتكم قد كاتبوكم من الكوفة فلا تخرج إليهم فإني سمعت أباك يقول: والله إني مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني....
ولما علم عبيد الله بن زياد بقرب وصول الحسين أمر الحر بن يزيد التميمي أن يخرج بألف رجل ليلقى الحسين في الطريق, فلقيه قريباً من القادسية, وأخبره بخبر مسلم بن عقيل وأن أهل الكوفة قد خدعوك وخذلوك, فهم الحسين رضي الله عنه أن يرجع, فتكلم أبناء مسلم بن عقيل قالوا: " لا والله لن نرجع حتى نأخذ بثأر أبينا. عند ذلك رفض الحسين رضي الله عنه الرجوع.
وأراد أن يتقدم فجاء الحر بن يزيد فسايره وقال: إلى أين تذهب يا أبن بنت رسول الله ؟ قال إلى العراق, قال: ارجع من حيث أتيت أو اذهب إلى الشام حيث يزيد بن معاوية ولكن لا ترجع إلى الكوفة. فأبى الحسين, ثم سار إلى العراق والحر بن يزيد يمنعه، فقال الحسين: ابتعد عني ثكلتك أمك, فقال الحر بن يزيد: والله لو غيرك قالها من العرب لاقتصصت منه ولكن ماذا أقول وأمك سيدة نساء العرب.
فعند ذلك امتنع الحسين عن الذهاب. ثم جاءت مؤخرة الجيش وكان مقدارها أربعة آلاف بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص وواجهوا الحسين في مكان يقال له كربلاء.
ولما رأى الحسين رضي الله عنه أن الأمر جد قال لعمر بن سعد إني أخيرك بين ثلاث فاختر منها ما تشاء, قال: ما هي ؟ قال الحسين: أن تدعني أرجع أو تتركني إلى ثغر من ثغور المسلمين أو تتركني أذهب إلى يزيد.
وأرسل عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد بالخبر, فرضي عبيد الله بأي واحدة يختارها الحسين, وكان عند عبيد الله بن زياد رجل يقال له شمر بن ذي الجوشن, قال: لا حتى ينزل على حكمك, فقال ابن زياد: نعم حتى ينزل على حكمي بأن يأتي إلى الكوفة وأنا أسيره إلى الشام أو إلى الثغور أو أرجعه إلى المدنية, وأرسل عبيد الله شمر بن ذي الجوشن إلى الحسين, إلا أن الحسين أبى أن ينزل على حكم ابن زياد.
فتوافق الفريقين وكان مع الحسين اثنان وسبعون فارسا قال الحسين لجيش بن زياد: راجعوا انفسكم وحاسبوها هل ينفعكم مثل هذا القتال وانا ابن بنت نبيكم وليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيري؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي ولأخي: سيدا شباب أهل الجنة.
فانضم الحر بن يزيد إلى الحسين, فقيل له: كيف جئت معنا أمير المقدمة والآن تذهب إلى الحسين ؟ قال: ويحكم والله إني أخير نفسي بين الجنة والنار والله لأختار الجنة على النار لو قطعت وأحرقت.
وبات الحسين تلك الليلة يصلي ويدعو الله ويستغفر هو ومن معه, وكان جيش بن زياد بقيادة الشمر بن ذي الجوشن يحاصره ومن معه فلما أصبح الصبح شب القتال بين الفريقين, وذلك لأن الحسين رفض أن يستأثر عبيد الله بن زياد.
ولما رأى الحسين بأنه لا طاقة لهم بمقاتلة هذا الجيش, أصبح همهم الوحيد الموت بين يدي الحسين رضي الله عنه, فأصبحوا يموتون الواحد تلو الآخر, حتى فنوا جميعاً, لم يبق منهم أحد إلا الحسين بن علي رضي الله عنهما, وبقي بعد ذلك نهاراً طويلاً لا يقدم عليه أحد حتى يرجع, لأنه لا يريد أن يبتلي بالحسين, فعند ذلك صاح الشمر بن ذي الجوشن: ويحكم ما حل بكم أقدموا نحو الحسين فقتلوه, كان ذلك في العاشر من محرم سنة 61 هجرية, والذي باشر بقتله أنس بن سنان النخعي, وقيل أنه الشمر بن ذي الجوشن.
قتل مع الحسين كثير من أهل بيته وممن قتل من أولاد علي بن أبي طالب: الحسين وجعفر بن علي والعباس وأبو بكر وعثمان ومحمد ثمانية عشر رجلاً كلهم من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما بلغ يزيد قتل الحسين ظهر التوجع عليه وظهر البكاء في داره, ولم يسب لهم حريماً أصلاً, بل أكرم أهل البيت وأجازهم حتى ردهم إلى ديارهم.
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: " لم يكن في خروج الحسين لا مصلحة دين ولا مصلحة دنيا، أي أن خروجه ما كان سليماً, لذلك نهاه كبار الصحابة عن ذلك, يقول: بل يمكن أولئك الطغاة من سبط النبي صلى الله عليه وسلم وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن ليحصل لو بقي في بلده, ولكنه أمر من الله تعالى وقدر الله كان ولو لم يشأ الناس.
وطبعاً مقتل الحسين ليس هو بأعظم من قتل الأنبياء, وقد قدم رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام لبغي ونشر زكريا وأرادوا قتل موسى عليه السلام وعيسى عليه السلام وكذلك قتل عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين, وهؤلاء كلهم أفضل من الحسين, ولذلك لا يجوز إذا جاء ذكرى الحسين اللطم والشطم وما شابه ذلك, بل هذا منهي عنه, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب" والواجب على الانسان المسلم أمثال هذه المصائب أن يقول كما قال تعالى: (( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )).
اللهم ارحم شهداء آل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر شهداء وموتى المسلمين واحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن واجمعنا على كتابك المنزل وعلى سنة نبيك المرسل صلى الله عليه و وآله وصحبه وسلم... )).
انتهى نص الكتيب.
هذا النص أضعه بين يديكم الكريمة, وبأذن الله ترون كيف تردون عليهم.
الجواب:
إن شبيه هذا الكتاب الذي أرسلتموه تم توزيعه في الكويت وغيرها من الدول التي يحيي فيها الشيعة مراسم عاشوراء, وقد تصدى (الشيخ عبد الله حسين) للرد عليه رداً علمياً, ولأهميته نورده اليكم بنصّه, إذ فيه فوائد كثيرة ونكات ظريفة, قال:
إن نعم الله تعالى على أمة الإسلام أكثر من نعمه على جميع الأمم.. فقد حظيت هذه الامة بمقومات تجعلها أفضل أمة, فدينها مرضي عند الله, وقرآنها لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, ورسولها أكرم خلق الله عنده تبارك وتعالى, ولكن..
وعلى رغم تلك النعم الإلهية المباركة فإن تاريخ هذا الدين العظيم يصدم قارئة بما يحويه بين دفتيه مما تعرض له المسلمون من ظلم وقتل وسبي وتشريد.
بل الأدهى من ذلك أن رسول الله (ص) نفسه لم يسلم من الأذى والتكذيب عليه, وأما آله فقد سامهم بعض من ادعى الاسلام ألوان العذاب والإضطهاد, حى كأن الله قد أوصى الأمة بقتلهم لا بمودتهم واتباعهم.
ويتضح ذلك بجلاء في مصاب رسول الله (ص), بقتل سبطه سيد الشهداء الإمام الحسين (ع), فقد ارتكبت حكومة بني أمية أسوأ جريمة في حقه عليه السلام وحق أهل بيته وكوبة أصحابه الذين قل نظيرهم على هذه الأرض, وسجل لنا التاريخ ذلك ونقله إلينا المؤرخون والمحدثون بما يندى له الجبين!
لقد اهتزت الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها لقتل الإمام الحسين عليه السلام, في عصره وفي كل العصور.. على اختلاف مذاهبها ومشاربها... لكن للأسف أن هناك شرذمة لا يتعاطفون من أهل البيت (ع), بل كانوا يرصدون - كما ينقل ابن كثير وابن عساكر - لشيعة أهل البيت (ع) ومحبيهم ويسفكون دماءهم ويحبسوهم ليمنعوهم حتى من إظهار الحزن, كما حدث في بغداد في أحداث دامية في أيام تسلطهم.
وقد حالت بعد ذلك رحمة الله زمنا بين تلك الشرذمة وما يفعلون من إثارة الفتن, وبدأنا نلمس من المنصفين من اخواننا من أهل السنة التعاون الجميل والتعاطف النبيل مع إخوانهم الشيعة في أيام العزاء, بل إن بعضهم ليشارك ويحترم تلك الأيام كما شيعة أهل البيت (ع), ولكن بوادر الشيطان قد ظهرت, فعادت الشرذمة للظهور, وجاءوا بقلوب قاسية وعقول خاوية يريدون النيل من هذا التعاون وهذه الألفة بين المسلمين, ليفرقوا صدورا مؤتلفة على محبة أهل البيت (ع), وهذا دين النواصب أني كانوا, فلا غرابة ولكن الواجب يقتضي توعية الجميع تجاه سمومهم التي ينشرونها باسم الدين, لذا كانت هذه السطور.
الهدف من هذه الرسالة
قد أثبتت الأيام بأن كثيرا من أهل السنة يتعاطفون مع مصاب أهل البيت (ع) كما الشيعة, بل ويتوسلون بهم, فهؤلاء يحيطون بمراقد أهل البيت (ع) في المدينة المنورة والعراق ومصر وخراسان, متوسلين باكين متباركين مما أوغر صدورا خصبة يرتع فيها الشيطان, فجاء أولئك الجهلة وقد اختلط عليهم الامر ليهدموا تلك العلاقة بين المسلمين وأهل البيت المطهرين (ع).
إننا نعتقد جازمين بأن المنصفين من أهل السنة لا يقيمون وزنا لأمثال اولئك المتعصبين الذين يتقنون رسم النصوص دون أن يعوها, وحمل الأسفار دون أن يفهموها.
حيث يلاحظ الجميع تلك المنشورات الخبيثة التي توزع في أيام عزاء سيد الشهداء وإحياء ذكرى مصابه, منددة بمثل هذه الشعائر الإسلامية مفرقة بيننا كمسليمن. يستغل أصحابها اختلافنا في الإجتهادات, غافلين عن اجتماعنا على محبة أهل البيت (ع) الذين نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم.
من الذي يفرق بين المسلمين؟
إننا لنعجب ممن ينشر تلك المنشورات, فبينما يجعل كاتبهم عنوان منشوره البغيض بعبارة ( لماذا يزرع الشقاق بين المسلمين سنويا) إلا أنه يغفل عن أنه هو زارع الفرقة بما عحويه مشوراته من مغالطات وأكاذيب, فيا عجبا لهذا الكاتب الجاهل الذي يعتبر إقامة مظاهر الحزن على الحسين (ع) زرعا للشقاق بين المسلمين, ويغفل عن أنه غارق في إيذاء المسلمين ينشر أكاذيبه في كل سنة.
وللمتابع أن يلاحظ أن الشيعة منذ زمن طويل يقيمون الشعائر والمراسم الحسينية في الحسينيات العامرة بجوار إخوانهم السنة وفي قلب مناطقهم بكل رحابة صدر, فأي شقاق تحقق لولا بروز تلك الدعوات الشاذة ؟ نعم إن بذر الشقاق تزامن مع ظهور بعض العقليات السلفية المتحجرة في مجتمع عرف بالتسامح والمودة ؟
ولو أن هذا الكاتب الجاهل يعلم ما يدور في هذه الحسينيات من تربية وتعليم ونصح وتذكير, ومفاهيم أخلاقية تبني الإنسان المؤمن ليؤمن شر لسانه ويده وقلبه ببركة هذه الحسينيات, ولساهم بنفسه في إعمار هذه الشعائر كغيره من أهل السنة والشيعة المحبين لأهل البيت (ع), ولكن كيف ذلك ؟ وهل يرجى القبول بالحق ممن سيطر عليه قرينه؟
المنشور الأسود
تناولت الشرذمة المتسلفة في منشورها قصة مقتل الحسين (ع), وأظهروا قراطيسهم بمظهر البحث العلمي في عرض ذلك الحدث الأليم, ولكن من خلال الأسطر التالية التي نكتبها سيتبين لك أيها القارئ مدى الجهل الذي يعيشونه في معرفة التاريخ الإسلامي وانقيادهم لبعض مشايخهم المتعصبين دون دراسة أو تمحيص لمصادر التاريخ ومجرياته, وسيتبين لك من خلال هذه المناقشة أنهم انتقائيون في قراءتهم للتاريخ قائدهم الهوى, فلا أصول علمية عندهم ولاهم يحزنون!
وهنا نتعرض لنقاط وردت في إحدى تلك المنشورات مع بعض الردود الكافية لفضح تعصبهم, والله المستعان.
1- لماذا لم يتخذ يوم وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) مأتما ؟
في البدء ذكر الكاتب قول ابن كثير: "ورسول الله سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة, وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله ولم يتخذ أحد يوم موتهم مأتما".
نقول: إن هذا الكاتب وأمثاله يتغافلون عن الحق, فالشيعة يحيون ذكرى وفاة الرسول (ص) وعلي (ع) وغيره من الأئمة.
وإن كان يقصد التميز الموجود في إحياء ذكرى سيد الشهداء (ع) فليعلم أن ذكرى شهادة الإمام الحسين (ع) هي ذكرى مأساة لا مثيل لها, فقتله جريمة عالمية نظهر موقفنا منها وبراءتنا ممن قتل سبط الرسول وحبيبه, ونعلن أننا نواليه وندين ما فعله أعداؤه.
إن زيارة خاطفة يقوم بها أي من المنصفين لهذه المجالس ودور العبادة والحسينيات المباركة, يجد أننا نبكي على رسول الله (ص) وأهل بيته جميعا ونتبرك بذلك, فليس البكاء مخصوصا للحسين (ع), هذا فضلا عن الأحاديث النبوية وعن أهل البيت عليهم السلام التي تبين خصوصية ظلامة الحسين عليه السلام وأهميتها عند الرسول وأهل بيته, فتحن نتأسى بهم.
2- ظهور الكرامات عند مقتل الحسين (عليه السلام)
قال الكاتب:" ولاذكر أحد أنه ظهر يوم موتهم وقبلهم شيء مما ادعاه هؤلاء يوم مقتل الحسين من الأمور المتقدمة"
نقول: أن هذا جهل من الكاتب, أو كذب مبين, فإن الأحاديث والنصوص في كتبهم ذكرت حدوث ظواهر كونية في ذلك اليوم, وقد كذب من قال أنه لم يتحقق في السابقين شيء من تلك الأمور, فهذا ابن كثير نفسه يقول في تفسيره ج3 ص28"
وقد روى ابن جرير... عن يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: ظهر بختنصر على الشام فخرب بيت المقدس وقتلهم ثم أتى دمشق فوجد بها دما يغلي على كبا فسألم ما هذا الدم ؟ فقالوا: أدركنا آباءنا على هذا وكلما ظهر عليه الكبا ظهر قال فقتل على ذلك الدم سبعين ألفا من المسلمين وغيرهم فسكن, وهذا صحيح إلى سعيد بن المسيب وهذا هو المشهور".
وقال في كتابه ( قصص الأنبياء ) ص416:"وقال أبو عبيدة القاسم بن سلام... عن سعيد بن المسيب قال: قدم بختنصر دمشق فإذا هو بدم يحيى بن زكريا يغلي فسأل عنه فأخبروه فقتل على دمه سبعين ألفا فسكن, وهذا إسناد صحيح إلى.. سعيد بن المسيب وهو يقتضي أنه قتل بدمشق وإن قصة بختنصر كانت بعد المسيح كما قاله عطاء والحسن البصري... فالله أعلم.
ثم روى قصة مقتل يحيى عن ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز عن قاسم مولى معاوية ثم قال:"
قال سعيد بن عبد العزيز: وهي دم كل نبي, ولم يزل يفور حتى وقف عنده أرميا (ع) فقال: أيها الدم أفنيت بني إسرائيل فاسكن بإذن الله فسكن..."
جريمة قتل الحسين (ع) وجريمة قتل نبي الله يحيى (ع)!
إن الروايات الصحيحة الواردة في مصادر السنة تقارن بين جريمة قتل يحيى عليه السلام وقتل الحسين (ع) فقد روى الحاكم في مستدركه ج3 ص178 (195) بستة طرق عن أبي نعيم: ثنا عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رض) قال: " أوحى الله تعالى إلى محمد (ص) إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين الفا", إن هذه الحديث الشريف يعتبر قتل الحسين عليه السلام خطرا عظيما يعادل قتل نبي الله يحيى عليه السلام!!! فكيف يصح لمن يدعي العلم أن ينكر الظواهر الكونية يوم مقتل الحسين (ع) ويستنكر البكاء على الحسين ؟!!!
وفي حديث القاضي أبي بكر بن كامل:" إني قتلت على دم يحيى بن زكريا وإينا قاتل على دم ابن ابنتك". قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقد صححه الذهبي في التلخيص على شرط مسلم.
إن المنصف يرى أن قتل الحسين عليه السلام وبشهادة حده المصطفى صلى الله عليه وآله جريمة عظيمة من جرائم التاريخ البشري, أراد تعالى أن يخلدها كما هو الحال في جريمة قتل نبي الله يحيى (ع), إذ لا يقل الحسين (ع) عن خاصة أولياء الله كما هو واضح في الأحاديث النبوية الشريفة.
3- مقتل الامام الحسين عليه السلام
قال الكاتب مدعيا أنه ينقل قصة مقتل الإمام الحسين كما أثبتها الثقات من أهل العلم:" بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية وذلك سنة 60هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر إنهم لا يرون إلا عليا وأولاده".
نقول: أولا: لم يحدد الكاتب المصدر الذي اعتمده, وهذا أول التدليس!
فأين الثقاة الذين قال إنه ينقل عنهم ؟!!
ثانيا: حاول الكاتب أن يظهر أن قتلة الحسين هم الشيعة الذين يرفضون أبا بكر وعمر وأنهم لايريدون إلا عليا وأولاده.
والجواب: أنهم شيعة آل أبي سفيان كما خاطبهم الإمام الحسين عليه السلام, وهذه بعض النصوص التي تبين مذهب أهل الكوفة في ذلك الزمن, فقد نقل ابن بطة أحد علماء السنة في ( المنتقى ) ص360: "عن عبد الله بن زياد بن جدير قال: قدم أبو إسحاق السبيعي الكوفه قال لنا شمر بن عطية: قوموا إليه فجلسنا إليه فتحدثوا فقال أبو إسحاق: خرجت من الكوفة وليس أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما وقدمن الآن وهم يقولون ويقولون ولا والله ما أدري ما يقولون".
وقال محب الدين الخطيب في حاشية المنتقى:"هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع فإن أبا إسحاق السبيعي كان شيخ الكوفه وعالمها ولد في خلافة أمير المؤمنين عثمان قبل شهادته بثلاث سنين وعمر حتى توفي سنة 127هـ وكان طفلا في خلافة أمير المؤمنين علي...".
إذا, فأبو إسحاق شيخ الكوفة وعالمها كان يبلغ من العمر ثمان وعشرين عاما في سنة استشهاد الإمام الحسين (ع), ومنه نفهم بأن الناس في الكوفة - في ذلك العام بالذات - كانوا على حسب قوله: " ليس منهم أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما", وبناءا على ذلك فالذين كاتبوا الإمام الحسين (ع) ثم خانوه وقتلوه لم يكونوا شيعة يقدمون علي بن أبي طالب (ع) على أبي بكر وعمر.
وقد ذكر التاريخ أن عبيد الله بن زياد قد سجن الشيعة المخلصين للإمام الحسين عليه السلام, حتى امتلأت سجونه منهم.. فهؤلاء هم الشيعة في ذلك الوقت!
ولذا قال الذهبي في (ميزان الإعتدال ) ج1 ص5: "التشيع بلا غلو ولا تحرف فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة... فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا رضي الله عنه وتعرض لسبهم".
هذا ما يرد كلامه من نصوص السنة, وأما من نصوص الشيعة:
فمنه ما ذكره الكليني في ( روضة الكافي ) ص50 في خطبة لأمير المؤمنين (ع) قال عنها العلامة المجلسي في مرآة العقول ج25 ص131: "إن الخبر عندي معتبر لوجوه ذكرها محمد بن سليمان في كتاب ( منتخب البصائر )": عن سليم بن قيس الهلالي قال: خطب أمير المؤمنين (ع)... فقال: " قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله (ص) متعمدين لخلافه, ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله (ص) لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله وسنة رسول الله (ص)... إذا لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري من يقاتل معي: يا أهل الإسلام غيرت سنة عمر, ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت من هذا الأمة من الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار".
وهذا يثبت للقارئ بأن أكثرية الذين راسلوا الحسين (ع) من أهل الكوفة لم يكونوا ممن يقدمونه على غيره كما يفغل الشيعة الموالون, كيف وأهل الكوفة لم يقدموا عليا (ع) على الخليفتين وهو أولى بالتقديم من الحسين (ع) ؟ وهذا يخالف ادعاء الكاتب, الذي ينسب كلامه للثقات من أهل العلم, ولم يذكر مصدرا واحدا يثبت مزاعمه الباطلة!!
4- الصحابة ومنعهم الامام الحسين (عليه السلام) عن الخروج:
قال الكاتب: "وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبي سعيد الخدري وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم ".
وندعو القارئ هنا لتفحص حقيقة كلام الكاتب:
نقول: لو كانت هناك فطرة سليمة لقيل إنه يجب على الصحابة الذين ذكروا نصرة الإمام الحسين (ع) وطاعته, لا أنه يجب عليه أن يطيعهم كما يطلب الكاتب!!
فنحن نعرف أن النبي صلى الله عليه وآله أخبر المسلمين بأن أمته سوف تقتل ولده الحسين في كربلاء! وكان الحسين والصحابة يعلمون بذلك ؟
نعم, الحسين كان أدرى من غيره بما سيحدث له بإخبار مسبق من رسول الله صلى الله عليه وآله, وروايات الشيعة والسنة تؤكد ذلك, فهذه عمرة بنت عبد الرحمن كما ذكر ابن كثير في ج8 ص176 ترسل إليه تطلب منه عدم الخروج وتقول: "أشهد لسمعت عائشة تقول إنها سمعت رسول الله (ص) يقول: " يقتل الحسين بأرض بابل", فلما قرأ كتابها قال: فلا بد لي إذا من مصرعي ومضى ".
وذكر أيضا في ص180 قال (ع) للفرزدق " لو لم أعجل لأخذت".
وكذلك ما رواه في ص183 عن يزيد الرشك من قوله (ع):" ولا أراهم إلا قاتلي"!
وعن معاوية بن قرة أن الإمام الحسين قال: "والله لتعتدن علي كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت وعن جعفر الضبعي عنه (ع): " والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي:.
وذكر ابن كثير في ص 185 قول الإمام الحسين لمن طلب منه الرجوع: " إنه ليس بخفي علي ما قلت وما رأيت ولكن الله لا يغلب على أمره, ثم ارتحل قاصدا الكوفة فخروج الحسين عليه السلام كان بعلم منه بقتله, بل كان يعلم بتفاصيل مقتله الشريف أيضا.
وأما نصائح من ذكرهم الكاتب, فنقول:
- نصيحة ابن عباس للإمام الحسين (عليه السلام):
نقل ابن كثير ج8 ص172 عن ابن عباس قال: "استشارني الحسين بن علي في الخروج فقلت لولا أن يزري بي وبك الناس لشبثت يدي في رأسك فلم أتركك تذهب فكان الذي رد على أن قال لأن أقتل في مكان كذا وكذا أحب إلى من أن أقتل بمكة قال فكان هذا الذي سلى نفسي عنه".
إذا, فقد استسلم ابن عباس لرأي الحسين عليه السلام عندما علم أن بني أمية قد عزموا على قتله أينما كان, وأن خروجه إنما هو لئلا يستحل بيت الله الحرام, وتفهم ابن عباس موقف الحسين عليه السلام!
وبهذا يظهر لك زيف قول الكاتب إن ابن عباس نهاه ومنعه!!
روى الحاكم عن ابن عباس (رض) قال أوحى الله تعالى إلى محمد (ص):" إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا", هذا لفظ حديث الشافعي, وفي حديث القاضي أبي بكر بن كامل:" إني قتلت على جم يحيى بن زكريا وإني قاتل على دم بن ابنتك" وقد مر تصحيح الحاكم والذهبي للحديث, وهذا الحديث له دلالة عظيمة جدا بمكانة الإمام الحسين (ع) عند الله تعالى, لا ينالها إلا صاحب حق, وإلا فهل يدعي الكاتب أن المخطىء الذي كان في خروجه فساد عظيم.. يقارنه الله بيحيى النبي (ع), بل يغضب له غضبا يفوق غضبه وانتقامه له ؟ البصير يفهم.. وأما عمى القلب فمرض عضال.
ونقل الحاكم أيضا في (المستدرك) ج4 ص439 (8201) عن ابن عباس (رض) قال:" رأيت النبي (ص) فيما يرى النائم نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم فقلت: يا نبي الله ما هذا ؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم, قال: فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل قبل ذلك بيوم", قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه, وقال الذهبي على شرط مسلم.
قال ابن كثير في تاريخه ج8 ص217:"وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا محمد بن هارون أبو بكر ثنا سعيد بن عبد الملك أبو واقد الحراني ثنا عطاء بن مسلم ثنا أشعث بن سحيم عن أبيه قال: سمعت أنس بن الحارث يقول سمعت رسول الله (ص) يقول:"إن ابني - يعني الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد منكم ذلك فلينصره ". قال خرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين.
ويظهر من ابن حجر في ترجمة أنس بن الحارث ج1 ص68 من كتابه (الإصابة) قبوله للرواية قال:" قتل مع الحسين بن علي سمع النبي (ص) قاله محمد عن سعيد بن عبد الملك الحراني عن عطاء بن مسلم حدثنا أشعث بن سحيم عن أبيه سمعت أنس بن الحارث ورواه البغوي وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه ومتنه سمعت رسول الله (ص) يقول إن ابني هذا يعني الحسين يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد منهك فلينصره قال فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل بها مع الحسين قال البخاري يتكلمون في سعيد يعني راويه وقال البغوي لا أعلم رواه غيره وقال ابن السكن ليس يروى إلا من هذا الوجه ولا يعرف لأنس غيره, قلت وسيأتي ذكر أبيه الحارث بن نبيه في مكانه ووقع في التجريد للذهبي: لا صحبة له وحيثه مرسل وقال المزي له صحبه فوهم, انتهى.
ولا يخفى وجه الرد عليه مما أسلفناه وكيف يكون حديثه مرسلا وقد قال سمعت وقد ذكره في الصحابه البغوي وابن السكن وابن شاهين والدعولي وبن زير والباوردي وابن مندة وأبو نعيم وغيرهم ". انتهى كلام ابن حجر.
والبخاري إن عبر عن سعيد بقوله " يتكلمون في سعيد" وهي تفيد بأنه غير جازم بشيء ضده, لكن ابن حبان ذكره في كتابه الثقات: ح8 ص 267.
فهل يأمر رسول الله (ص) ينصة شخص مخطىء, أم هو التعصب الذي دعا الكاتب إلى إنكار كون أنس من الصحابة, وذلك كطريق وحيد لرد الرواية وما يترتب عليها.
- نصيحة ابن عمر, المزعومة!
أما عبد الله بن عمر فقد كان معروفا بمبدأ الخصوع للحاكم مهما كان, حيث بايع يزيد وهم يعلم أنه شارب الخمور مرتكب الفجور.. ولم يترك هذا المبدأ إلا عند بيعة الأمة لعلي أمير المؤمنين (ع) الذي هو من هو, ( راجع ابن كثير ج7 ص253), وقد ندم على فعله!
فالذي يندم على أفعاله, ويبايع يزيد مع أقل تهديد, كيف يعتد الإمام الحسين (ع) بموقفه ونصحه ؟
كما أن ما ذكروه عن نصيحة أبي سعيد الخدري وغيره غير ثابت, وحتى لو ثبت, فقد عرفت أن الإمام الحسين عليه السلام يعمل بما أمر به جده المصطفى صلى الله عليه وآله, الذي لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى!
-نصيحة ابن الزبير المزعومة
وأما خلط الكاتب نصيحة ابن الزبير بجملة النصائح فعجب من القول, لأن مصادر التاريخ تذكر عكس ذلك فقد كان ينصح الإمام الحسين (ع) أن يخرج إلى العراق, وقد نقل ابن كثير ج8 ص172 قول ابن الزبير:
" أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت عنها فلما خرج من عنده قال الحسين: قد علم ابن الزبير فأنه ليس له من الأمر معي شيء وأن الناس لم يعدلوا بي غيري فود أني خرجت لتخلو له ", ونقل في ص 175:" ولزم ابن الزبير الحجر ولبس المعافري وجعل يحرض الناس على بني أمية وكان يغدو يروح إلى الحسين ويشير إليه أن يقدم العراق ويقول: هم شيعتك وشيعة أبيك".
حتى ظن أبو سلمة بن عبد الرحمن بأن الحسين خرج متأثرا بكلام ابن الزبير, ففي ص 176 أورد بن كثير: " وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: وقد كان ينبغي لحسين أن يعرف أهل العراق ولا يخرج إليهم ولكن شجعه على ذلك ابن الزبير, وكتب إليه المسور بن مخرمة:" إياك أن تغتر بكتب أهل العراق وبقول ابن الزبير الحق بهم فإنهم ناصروك".
ومن مسلمات التاريخ أن ابن الزبير لم يكن يوما ما ناصحا للإمام الحسين (ع) بل قد أثبت ابن كثير في تاريخه ج8 ص178 قول بن عباس لابن الزبير وهو مغضب: "يابن الزبير قد أتى ما أحببت قرت عينك هذا أبو عبد الله خارج ويتركك والحجاز", وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ج3 ص297:
" فقال ابن عباس للحسين لولا أن يزري بي وبك لنشبت يدي في رأسك ولو أعلم أنك تقيم إذا لفعلت ثم بكى وقال أقررت عين ابن الزبير ثم قال بعد لابن الزبير: قد أتى ما أحببت أبو عبد الله يخرج إلى العراق ويتركك والحجاز
يا لك من قنبرة بمعمر ***** خلا لك البر فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري ***** صيادك اليوم قتيل فابشري
- نصيحة ابن عمرو المزعومة لا أصل لها:
من أين جاء الكاتب بهذه النصيحة المدعاة ؟!
فلم يذكر التاريخ أي لقاء تم بين الحسين (ع) وعبد الله بن عمرو, بل ينقل ابن كثير ج8 ص173 خلاف ذلك عن يحيى بن معين حدثنا أبو عبيدة ثنا سليم بن حيان عن سعيد بن مينا قال سمعت عبد الله بن عمرو:" عجل حسين قدره والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني".
والكاتب يقول رواه يحيى بن معين بسيند صحيح ويتغافل عن سند ابن كثير إلى يحيى بن معين في حين أن سند يحيى كما في ابن عساكر مضطرب فيقول في ( تاريخ دمشق ) ج14 ص202 يحيى بن معين ثنا أبو عبيدة ثنا سليم بن حيان قال الحراني: سليمان بن سعليد بن مينا قال سمعت عبد الله بن عمر يقول: " عجل الحسين قدره..." نعم قال المحقق: بالأصل عمرو والمثبت عن الترجمة المطبوعة,
والمهم هنا أن سليم ينقل عن سليمان بن سعيد لا سعيد بن مينا, فضلا عن وجود نسخ أنه ابن عمر لا عمرو.
بل أن الفرزدق يروي خلاف ذلك كما في طبقات ابن سعد ( ترجمة الإمام الحسين ) وهو من الجزء الذي طبع على حجه بتحقيق السيد الطباطبائي ص63 عن الفرزدق: "قال لما خرج الحسين بن عليه رحمه الله لقيت عبد الله بن عمرو فقلت له: إن هذا الرجل قد خرج فما ترى ؟ قال: أرى أن تخرج معه, فإنك إن أردت الدنيا أصبتها وإن أردت الآخرة أصبتها", فمن أين احتطب الكاتب هذه النصيحة والمنع المزعوم ؟!!
- نصيحة محمد بن الحنفية:
روى ابن سعد ما ذكره ابن عساكر في ج14 ص211: "وتبعهم محمد بن الحنفية فأدرك حسينا بمكة وأعلمه أن الخروج ليس له برأي".
ولكن ما يرويه الطبري يختلف عن ذلك فقد ذكر في ج4 ص253 أنه قال:"تنح بتبعتك عن يزيد بن معاوية عن الأمصار ما استطعت ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك فإن بايعوا لك حمدت الله على ذلك وإن أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك...".
وبهذا يتضح أن محمد بن الحنفية لم يخالفه في أصل الخروج ولكن اقترح تفاصيل أخرى, فأجابه الحسين (ع):" يا أخي قد نصحت فأشفقت فأرجو أن يكون رأيك سديدا موفقا".
هذا وللحسين جواب شامل لكل من عارضه على الخروج هو ما ذكره ابن كثير في ج8 ص176 في رده على عبد الله بن جعفر الذي كتب له كتابا يحذره من أهل العراق ويناشده الله إن شخص إليهم فكتب إليه الحسين: "إني رأيت رؤيا ورأيت رسول الله (ص) أمرني بأمر وأنا ماض له ولست بمخبر بها أحدا حتى ألاقي عملي".
الامام الحسين عليه السلام وأهل الكوفة
يظن البعض بأنهم يعرفون ما لا يعرفه الإمام الحسين عليه السلام في شأن أهل الكوفة, وكيف يخفى على الحسين (ع) تذبذب نفوس أهل الكوفة وقد عاشرهم إبان حياة أمير المؤمنين علي (ع), ولم ينس قوله فيهم:" اللهم إني قد مللتهم وملوني" وقوله:"يا أشباه الرجال ولا رجال".
وقد كانت خيانتهم للحسن عليه السلام على مرأى من عينيه, ولازال الحسين يسمع صدى دعاء علي (ع) عليهم.
وقد صرح عليه السلام بأنه ذاهب إلى الشهادة كما نقلنا, فادعاء الكاتب أن خروجه من أجل الدنيا والسلطة قدح في طهارة الحسين عليه السلام وتكذيب لجده المصطفى صلى الله عليه وآله بأنه سيد شباب أهل الجنة.
وسوف يسأل الكاتب عن هذا الظلم والعداء لأهل بيت النبي الطاهرين.
5- النهضة الحسينية لم تكن نتيجة ضغط من أبناء مسلم بن عقيل
قال كاتب المنشور:" وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الرسول الذي أرسله مسلم فهم الحسين بالرجوع فامتنع أبناء مسلم وقالوا لا ترجع حتى نأخذ بثأر أبينا فنزل الحسين على رأيهم ".
ونقول: اولا: الرواية ضعيفة السند إذ فيها خالد بن يزيد بن عبد الله القسري, وقد قال عنه الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ج9 ص410: "وكان صاحب حديث ومعرفة وليس بالمتقن ينفرد بالمناكير.
قال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع على حديثه, وقال أبو حاتم: ليس بقوي, وذكره ابن عدي... وقال: أحاديثه لا يتابع عليها لا إسنادا ولا متنا ", فعبارة "فهم بالرجوع " من منكرات خالد هذا.
ثانيا: استغل الكاتب خطأ في تاريخ ابن كثير, فسعى أن يوهم أن كلمة " لاترجع" إنما هي أمر من أبناء مسلم بن عقيل للإمام الحسين (ع) فهم الذين أجبروه على الإستمرار.
ولكن بالرجوع إلى ما نقله الطبري وسائر المؤرخين, نرى أن أبناء مسلم قالوا:" والله لانرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل ", ثم قال الإمام (ع): "لا خير في الحياة بعدكم" فسار, رواه الطبري في تاريخه ج4 ص292, وابن حجر في الإصابة ج2 ص16, والمزي في تهذيب الكمال ج6 ص427, ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج3 ص308.
ولكن الكاتب بنى على هذه الكلمة "لا نرجع" المنقوله خطأ بلا من "لا نرجع", وأضاف عبارة:"فنزل الحسين على رأيهم" ولم يذكر هذا أحد من المؤرخين على الإطلاق.. وهذا جهل, أو تعمد لتحريف الحقائق!
ثالثا: وأما الحادثة كما رواها الشيخ المفيد في الإرشاد ج2 ص75 خالية من تلك الزيادة بل فيها:"فنظر - أي الحسين (ع) - إلى بني عقيل فقال: "ماترون؟ فقد قتل مسلم " فقالوا: والله لا نرجع حتى نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق, فأقبل علينا الحسين (ع) وقال:" لاخير في العيش بعد هؤلاء", وكذلك رواه الخوارزمي في (مقتل الحسين ) ص327.
وكيف ينتظر أن ينساق الحسين عليه السلام مع أبناء مسلم وهم أتباعه وتحت أمره ورأيه ؟ بل كيف يتراجع وهو الذي عارض ناصحيه كما يقول الكاتب سابقا ؟
وهل يرتاب الحسين بن علي (ع) ويتزعزع عند أول مشكلة تواجهه بينما هو خارج للشهادة ويدرك أن المصيبة جسيمة ؟
ولو أن الحسين (ع) كان من أولئك الذين تغلبهم العصبية البغيضة لانتقم لمقتل أخيه الإمام السبط الحسن عليهما السلام, خصوصا مع ما حدث عند دفنه من منع عائشة وبني أمية دفنه عند جده (ص), وإثارة بني هاشم جميعا, لكنه آثر الصبر.
6- افتراء نسب إلى الامام الحسين (عليه السلام) أنه قال:"أضع يدي في يد يزيد"!
قال الكاتب: فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشام نحو يزيد فلقيته الخيول بكربلاء بقيادة عمر بن سعد.
وقال: ولما رأى الحسين هذا الجيش العظيم علم أنه لا طاقة له بهم وقال إني أخيركم بين أمرين: أن تدعوني أرجع أو تتركوني أذهب إلى يزيد في الشام فقال له عمر بن سعد أرسل إلى يزيد وأرسل أنا إلى عبيد الله فلم يرسل الحسين إلى يزيد".
والكاتب يعرض النصوص بشكل مخل و أما ما أورده الطبري في تاريخه في أحداث سنة 61 ج4 ص311:
"عن حسان فائد بن بكر العبسي قال أشهد أن كتاب عمر بن سعد جاء إلى عبيد الله بن زياد وأنا عنده فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني حيث نزلت بالحسين بعثت إليه رسولي فسألته عما أقدمه وماذا يطلب ويسأل فقال كتب إلي أهل هذه البلاد وأتتني رسلهم فسألوني القدوم ففعلت فأما إذ كرهوني فبدا لهم غير ما أتتني به رسلهم فأنا منصرف عنهم فلما قرئ الكتاب على ابن زياد قال: الآن إذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة لات حين مناص.
وروى الطبري ج4 ص313: "قال أبو مخنف وأما ما حدثنا به المجالد بن سعيد والصقعب ابن زهير الأزدي وغيرهما من المحدثين قالوا إنه قال اختاروا مني خصالا ثلاثا إما أن أرجع إلى المكان الذي أقبلت منه وإما أن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية فيرى فيما بيني وبينه رأيه وإما أن تسيروني إلى أي ثغر من ثغور المسلمين شئتم فأكون رجلا من أهله لي ما لهم وعلي ما عليهم قال أبو مخنف فأما عبد الرحمن بن جندب فحدثني عن عقبة بن سمعان قال صحبت حسينا فخرجت معه من المدينة إلى مكة ومن مكة إلى العراق ولم أفارقه حتى قتل وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكة ولا في الطريق ولا في العراق ولا في عسكر إلى يوم مقتله إلا وقد سمعتها ألا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية ولا أن يسيروه إلى ثغر من ثغور المسلمين ولكنه قال دعوني فلأذهب في هذه الأرض العريضة حتى ننظر ما يصير من أمر الناس".
فالطبري يروي الرواية التي تتحدث عن الخيارات الثلاثة, ثم يروي عن عقبة بن سمعان - الذي عاصر الأحداث - إنكارا واضحا لما ذكر في الرواية السابقة أي ما تبناه كاتب المنشور وعرضه بشكل مخل هذا بالإضافة إلى شخصية الحسين (ع) وتربيته وما ورثه من أبيه (ع) لا تتناسب مع مثل هذا الموقف الذي يردي أن يصوره الكاتب, وكأن الحسين (ع) قد ندم على خروجه أو خاف هذه الجموع, كيف وشجاعته واضحة في صفحات التاريخ, وهو الذي بشره رسول الله (ص) بهذا الموقف الإيماني العظيم, وقد قرأت رسالة عمرة بنت عبد الرحمن قبل فقرات ورد الحسين (ع) عليها.
ولعل الحجة الأبلغ على الكاتب المحرف, ما رواه إمامه ابن كثير في (البداية والنهاية) ج8 ص190, قال: "ولكن طلب منهم أحد أمرين إما أن يرجع من حيث جاء, وإما أن يدعوه يذهب في الأرض العريضة حتى ينظر ما يصير أمر الناس إليه" وكذلك نقل ابن الأثير في ( الكامل) ج3 ص165.
بل إن ابن الجوزي ينقل عكس هذا الغدعاء في تاريخه ( المنتظم ), حيث ينقل رفض الحسين (ع) أن يضع يده بيد يزيد وذلك في ج4 ص155, قال:"فنادى - الحسين (ع) - يا شبث بن ربعي يا قيس بن الأشعث يا حجار ألم تكتبوا إلي قال لم نفعل فقال فإذا كرهتموني دعوني انصرف عنكم فقال له قيس أولا تنزل على حكم ابن عمك - أي يزيد - فإنه لن يصل إليك منهم مكروه فقال لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ". ورواه أيضا ابن كثير في تاريخه ج8 ص194.
ويؤكد ذلك ما نقله الذهبي في تاريخ الإسلام الجزء المتعلق بأحداث سنة (61-80) من الهجرة ص12 قول الحسين (ع):"ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله, وإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما", وهذه هي الحقيقة التي تتناسب مع شخصية سبط النبي صلى الله عليه وآله وابن علي (ع), الذي تربى تحت بارقة ذو الفقار, لا ما استنتجه الكاتب ليقلل من شأن موقف الحسين (ع) ويرفغ من قيمة يزيد حفيد آكلة الأكباد.
7- تحريف الكاتب لموقف الحر بن يزيد الرياحي!
قال الكاتب: "وكان قد انضم إلى الحسين من جيش الكوفة ثلاثون رجلا على رأسهم الحر بن يزيد التميمي, ولما عاب عليه قومه ذلك, قال: والله إني أخير نفسي بين الجنة والنار".
إنها كذبة تضاف إلى غيرها! وجملة " عاب عليه قومه ذلك " بعد انضمامه إلى معسكر الحسين (ع), فهو تحريف لعبارة ابن كثير في البداية والنهاية حيث قال:"فلامه بعض أصحابه على الذهاب إلى الحسين" وكل ناطق بالضاد يعرف بأن اللوم غير التعييب, رغم أن بان كثير نفسه في ج8 ص195 قد اختصر النص اختصارا مخلا إذا ما قارناها بالعبارة نقلها ابن جرير الطبري ج4 ص325: "فأخذ يدنو نحو الحسين قليلا قليلا, فقال له رجل من قومه يقال له المهاجر بن أوس ما تريد يا ابن يزيد أتريد أن تحمل فسكت وأخذه مثل العرواء, فقال له يا ابن يزيد: والله إن أمرك لمريب والله ما رأيت منك في موقف قط مثل شيء أراه الآن ولو قيل لي من أشجع أهل الكوفة رجلا ما عدوتك فما هذا الذي أرى منك, قال: إني والله أخير نفسي بين الجنة والنار ووالله لا أختار على الجنة شيئا ولو قطعت وحرقت", ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين (ع).
فنلاحظ أن بان كثير بدأ بالتحريف, ثم جاء الكاتب واستعمل التزييف!! وما فعلهما إلا من تأثير الهوى والتعصب. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
8- افتراؤه بأن الامام الحسين (عليه السلام) لم يمنع من الماء!
قال الكاتب: "وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشانا وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء".
لقد زاد هذا الكاتب في بغضه لأهل البيت عليهم السلام, حبه لقاتليهم, على أسياده وأئمته, فاستعمل الكذب الصريح المخالف لقول إمامه ابن كثير!!
قال ابن كثير في النهاية ص186: "وهذه صفة مقتله مأخوذة من كلامة أئمة هذا الشأن لا كما يزعمه أهل التشيع من الكذب", فما يقوله ابن كثير هنا كما يزعم خال عن الكذب, وهو يرد كذب هذا الكاتب!
يقول عن عطش الإمام الحسين (ع) في ج8 ص189: "فرد عليه ابن زياد: أن حل بينهم وبين الماء كما فعل بالتقي الزكي المظلوم أمير المؤمنين عثمان بن عفان... وجعل أصحاب عمر بن سعد يمنعون أصحاب الحسين الماء", فالحديث عن منع الماء حديث أئمة هذا الشأن - حسب قول ابن كثير - وليس حديث الشيعة كما زعم الكاتب! وروى ذلك الطبري في تاريخه ج4 ص311 أيضا.
وروى الطبري في ص312:"ولما اشتد على الحسين وأصحابه العطش دعا العباس بن علي بن أبي طالب أخاه فبعثه في ثلاثين فارسا... واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي: من الرجل ؟ فقال جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه, قال: فاشرب هنيئا, قال: لا والله لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان... فقال لا سبيل إلى سقي هؤلاء وإنما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم عن الماء...".
وذكر في ص195 وهو يتحدث عن حر بن يزيد:"ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين فاعتذر إيه بما تقدم ثم قال: يا أهل الكوفة لأمكم الهبل, أدعوتم الحسين اليكم حتى إذا أتاكم أسمتموه... وحلتم بينه وبين الماء الفرات الذي يشرب منه الكلب والخنزير وقد صرعهم العطش؟".
مالذي يجنيه كاتب المنشور من نفي العطش عن الحسين (ع)؟
هل يريد تقليل التعاطف مع الحسين (ع) ظانا بأن أصل هذا التعاطف هو مجرد العطش ؟ فإن نفاه نفى مظلومية الحسين (ع)؟
أم أنه يريد أن يكون جنديا إعلاميا من جيش ابن سعد, إن لم يسعفه الزمن أن يكون محاربا مع إمامه يزيد ؟
فللمتبع أن يدرك أن عطش الحسين من مسلمات يوم الطف, فقد روى ابن كثير ج8 ص 203: "وقد اشتد عطش الحسين فحاول أن يصل إلى أن يشرب من ماء الفرات فما قدر بل مانعوه فخلص إلى شربة منه فرماه رجل يقال له حصين بن تميم في حنكه فأثبته فانتزعه الحسين من حنكه ففار الدم فتلقاه بيديه ثم رفعهما إلى السماء وهما مملوءتان دما ثم رمى به إلى السماء وقال: اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تذر على الأرض منهم أحدا ودعا عليهم دعاءا بليغا قال فوالله إن مكث الرجل الرامي له إلا يسيرا حتى صب الله عليه الظمأ فجعل لا يروى إلى أن مات".
وقد أنشد الحاكم النيسابوري في ذلك:
جاءوا برأسك يا بن بنت محمد ***** متزمـلا بدمائـه تزميـلا
وكأن بك يـا بن بنـت محمـد ***** قتلوا جهارا عامدين رسولا
قتلوك عطشانــا ولم يتـبروا ***** في قتلـك القرآن والتنزيلا
ويكبرون بـأن قتلـت وإنمـا ***** قتلوا بـك التكبير والتهليلا
راجع شعر النيسابوري في تاريخ ابن كثير ج8 ص216.
وروى ذلك ابن الأثير في (الكامل) ج3 ص181, وابن سعد في ( الطبقات الكبرى) في ترجمة الإمام الحسين (ع) ص74, وبان عساكر في (تاريخ دمشق) ج14 ص223, والمزي في (تهذيب الكمال) ج6 ص430, والذهبي في (سير أعلام النبلاء) ج3 ص311, والدينوري في (الأخبار الطوال) ص251, وابن الجوزي في (المنتظم) ج4 ص156, وابن أعثم في (الفتوح) ج5 ص111.
فماذا بقي بعد ذلك من مصادر للتاريخ لم تذكر قصة منع الماء و عطش الحسين (ع) ليقول ذلك الكاتب في كذبته المفضوحة: "إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء".
نعوذ بالله من الخذلان والهوى!
9- رد إنكاره للكرامات التي ظهرت:
قال: "وأما ما روي من أن السماء صارت تمطر دما أو أن الجدر كان يكون عليها الدم أو ما يرفع حجر إلا ويوجد تحته دم أو ما يذبحون جزورا إلا صار كله دما فهذه كلها أكاذيب تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة"
هل نقول ما أعجله ؟ أم ما أجهله ؟
فقد تعجل الكاتب إرضاء لهواه بالجزم بأن هذه الروايات كلها ليست لها أسانيد صحيحة, بينما رواها الثقات من أهل العلم - عنده -, بل رواها ابن كثير على تعصبه, ولم يجزم بردها عند الحديث عن دلائل النبوة, إذ قال في ج6 ص259 من (البداية والنهاية): "إلى غير ذلك مما في بعضها نكارة وفي بعضها احتمال والله أعلم"
فإذا نفى بعضها ابن كثير المتعصب واحتمل صحة بعضها, فإن هذا قد تجاوزه في التعصب أو النصب حتى نفاها كلها, وهذه المصادر السنية لتلك الكرامات:
أ- ما روي من أن السماء صارت تمطر دما:
روى الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص196 عن أم حكيم قالت: قتل الحسين وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياما مثل العلقة. ثم قال رواه الطبراني ورجاله إلى أم حكيم رجال الصحيح.
ب- ما روي من كسوف الشمس:
وروى في ص197 عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي انكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي (القيامة), رواه الطبراني وإسناده حسن.
ونقل ذلك أيضا السيوطي في (تاريخ الخلفاء) وأرسله إرسال المسلمات فقال في ص207: (38) "
ولما قتل الحسين مكثت الدنيا سبعة أيام والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة...
السؤال: علة دفن حبيب بن مظاهر(سلام الله عليه) في المكان الفعلي
بسمه تعالى
عندما نقرأ قصة دفن الامام الحسين عليه الصلاة والسلام وآل بيته الكرام وأصحابه الابرار نلاحظ ان الامام السجاد أمر بدفن الشهداء من أصحاب الامام الحسين (ع) في قبر واحد وتم دفن حبيب بن مظاهر الاسدي رضوان الله عليه لوحده، وهذا تكرمة له وتشريف من قبل المعصوم (ع) حيث كما تعلمون ان الذي يتشرف بزيارة المولى أبي عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام يرى ضريح حبيب وكانه الحاجب (السكرتير) لابي عبد الله الحسين (ع) وكأنك يجب عليك أخذ الاذن للدخول للزيارة من هذا السكرتير أو الحاجب حيث انه دفن من جهة الرأس الشريف فيالها من تكرمة ما أعظمها وأجلها
- بماذا استحق هذا البطل حبيب بن مظاهر هذه الكرامة من المعصوم؟
فمن ناحية السن والعمر فهناك من الانصار من هو اسن منه، ومن ناحية العبادات فهناك برير الذي كان يصلي الظهر بوضوء الفجر، ومن ناحية الاخلاص لابي عبد الله فكل اصحابه مخلصين.
أرجو توضيح الامر
حشرنا الله واياكم مع الحسين وآله واصحابه صلوات الله عليهم أجمعين ولعناته على أعدائهم أجمعين من أول غاصب لحق آل محمد الى آخر تابع له على ذلك
الجواب:
بعد التحقيق والتتبع في الكتب الروائية لم نعثر على رواية تشير الى علّة دفن حبيب بن مظاهر (رض) في المكان الفعلي , فعلى هذا لا يمكننا القول بأن دفن حبيب بن مظاهر (رض) في هذا المكان كان بأمر مخصوص من الإمام زين (عليه السلام) وأنه يدل على وجود ميّزة خاصة في حبيب (رض) دون باقي الأصحاب لعدم وجود النص حول هذا المطلب.
ويوجد قولان عن المؤرخين حول مكان قبر حبيب بن مظاهر (رض) (الكبريت الاحمر:124/3, أسرار الشهادة:451):
القول الاول: إن بني أسد دفنوا حبيباً منفصلاً عن باقي الأصحاب وأرادوا أن يكون له قبراً مخصوصاً لأنه كان من بني أسد.
القول الثاني: إن الأصحاب قد دفنوه حول القبر المقدس للإمام الحسين (عليه السلام) وجعل لكل واحد منهم قبراً واحداً، وأما قبر حبيب فاشتهر لأن بني أسد كانوا يأتون الى قبره ويجتمعون حوله ويعتنون به فلهذا عرف قبره.
تعليق على الجواب (1)
لماذا لم يدفن مسلم بن عوسجه مثل حبيب بن مظاهر في قبر منفرد، وهو من بني أسد، ورئيس قبيلة مذحج، وشيخ القرّاء في الكوفة؟
الجواب:
إن ثبت أنّ الدفن حصل برضا الإمام، فلا إشكال إذاً، فإنّ هذا الأمر يتعلّق بشأن الإمام زين العابدين(عليه السلام)، وإن كان مسلم بن عوسجة الأسدي عظيم الشأن كبير المنزلة.
ونحن لا ندري كنه هذا الأمر، فإنّ الإمام السجاد(عليه السلام) لم يدفن أخاه عليّاً المسمّى بـ(علي الأكبر) منفرداً، أو غيره من كبار الشهداء من بني هاشم، مع أنّه قد دفن حبيباً منفرداً، وهكذا بالنسبة لمسلم بن عوسجة الأسدي الذي كان له صحبة، وكان صحابيا، وكان ممّن رأى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كما يذكر هذا الامر لحبيب بن مظاهر الاسدي أيضاً. وهذا الأخير كان شيخاً كبير السنّ، وشخصية أسدية كبرى، وكان يأخذ البيعة للحسين(عليه السلام) في الكوفة، وقد عقد له مسلم بن عقيل على ربع مذحج وأسد، وكان شيخ القرّاء فيها.
فالأمر موكول الى الإمام المعصوم(عليه السلام)، وعلينا التسليم لفعلهم وأمرهم والحمد لله.
وكذلك الحال على الاحتمال الثاني، كما ذكر في الاجابة على موقعنا، بأنّه لم نعثر على رواية في هذا المجال، ويوجد قولان عن المؤرّخين حول قبر حبيب بن المظاهر:
الأوّل: إنّ بني أسد قد خصّصوا قبر حبيب ودفنوه منفصلاً عن باقي الأصحاب.
والثاني: إنّ الأصحاب كلّهم قد دفنوا حول قبر الإمام الحسين(عليه السلام)، واشتهار قبر حبيب الأسدي ومكانه الفعلي صار منفصلاً عن الاصحاب، لاعتناء بني أسد بقبره الشريف.
فإنّه على القول الثاني أيضا لا تمييز بين حبيب وغيره، بل بنو أسد هم الذين ميّزوا.
وسبب تمييزهم لحبيب عن غيره: أنّهم كانوا على معرفة به أكثر من غيره، ففي بعض الأخبار: أنّه أرسل الى بعض الأسدين لجمع بعض المناصرين للإمام الحسين(عليه السلام). وعلى القول الأوّل، فإنّ الدفن من المحتمل حصل قبل وصول الإمام(عليه السلام) إليهم، والإمام لم يعترض على ذلك.
وعلى كلّ حال مع عدم وجود النص التاريخي الذي يصرّح بالسبب، لا يمكن الجزم بأي من الاحتمالات المذكورة.
السؤال: لم يتردد (عليه السلام) في مسيره الى كربلاء
من خلال مطالعتي لكتاب مروج الذهب للمسعودي لفت نظري معنى حادثة الطف وهي مسير الامام الحسين (عليه السلام) من المدينة الى كربلاء, يقول المسعودي: ان الامام الحسين(عليه السلام) في طريقه الى كربلاء أراد أن يصرف نظره عن مواصله المسير إليها, ولكن أولاد مسلم بن عقيل قالوا له: ياعم ان ابانا قد قتل وما فائدة رجوعنا الى المدينة فلنواصل مسيرنا الى كربلاء, ويقول المسعودي ما معناه: فعدل الامام عن رأيه وواصل المسير الى كربلاء.
ـ فهل ان الامام أخذ رأي الطفلين الصغيرين وواصل مسيره الى كربلاء؟
واذا أخذ الامام هذا الرأي من الطفلين الصغيرين بمعنى أنه انتفت العصمة منه... فارجو الاجابة عن هذا السؤال
الجواب:
الإمام الحسين(عليه السلام) خرج من مكة وهو يعلم أنه سيقتل وأنه خارج بأمر الله، وقد صرح في أكثر من مرة أنه مقتول, ولكن الإمام (ع) أجاب عن سبب خروجه بعدة اجابات تختلف في ظاهرها باختلاف الاشخاص, فما يذكر في كتب التاريخ من أن الامام الحسين (عليه السلام) أراد الرجوع ناتج عن عدم الفهم الصحيح لاقوال الامام (عليه السلام)! ولعل ما ورد عن أبي مخنف من أن بنو عقيل اعترضوا الامام (عليه السلام) وقالوا بأننا لا نترك ثأرنا من قتلة مسلم، فأجاب الامام (عليه السلام) للناقلين خبر مقتل مسلم اللذين كانا يعارضان الامام (عليه السلام) بمواصلة المسير: بانه لا خير في العيش بعد هؤلاء، يعني بني عقيل, فلعل هذه الاجابة على فرض صحة صدورها من الامام (عليه السلام) هي التي أوهمت لدى السامعين أن السبب لمواصلة الامام (عليه السلام) هو اصرار بنو عقيل على المواصلة, لكن السبب الحقيقي لخروج الإمام (عليه السلام) هو أمر الله بذلك.
السؤال: لم ينوِ الإمام الحسين (عليه السلام) الرجوع
اختار الامام الحسين (عليه السلام) من البداية مكة ثم وصلته كتب اهل الكوفة فترك مكة ولبى دعوتهم وفي الطريق علم بمقتل مسلم فقرأ من المؤمنين رجال ... ومنهم من ينتظر ... الخ ولم يرجع ثم طلب الرجوع بعدما جعجع به الحر فما معنى أختياره لمكة وما معنى طلب الرجوع في حين كان (عليه السلام) يستطيع الرجوع عند علمه بمقتل مسلم.
الجواب:
لم يثبت عندنا أن الحسين عزم على الرجوع وهو يعلم منذ البداية ما ينتظره من المصير، ولذا لم يرد في كتبنا وبطريق صحيح أنه عزم على الرجوع نعم ورد في كتب المخالفين انه كتب يريد الأنصراف إلى حيث منه أقبل كما ذكر ذلك الدينوري في الأخبار الطوال ولكن هذا لم يصح عندنا وعلى فرض صحته فإن الإمام الحسين عليه السلام أراد إتمام الحجة على الأعداء بأنهم يريدون قتله على كل حال .
أما خروج الحسين من المدينة إلى مكة فكان خوفاً من بني أمية وقد ذكر المفيد أن الحسين عندما خرج إلى مكة كان يقرأ: (( فَخَرَجَ مِنهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ القَومِ الظَّالِمِينَ )) (القصص:21) وكان يزيد قد كتب إلى الوليد بن عتبة عامله على المدينة: إذا أتاك كتابي هذا فاحضر الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير فخذهما بالبيعة لي فإن امتنعا فاضرب اعناقهما وابعث لي برؤوسهما وخذ الناس بالبيعة فمن امتنع فانفذ فيه الحكم وفي الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير والسلام.
وكان الكتاب قد وصل ليلاً إلى الوليد فبعث إلى الحسين من أجل ان يبايع ولكن الحسين رفض ذلك وخرج من ليلته.
يتبع
الشيخ عباس محمد
28-08-2017, 05:55 PM
السؤال: أيهما أفضل كربلاء أم البيت الحرام
سؤالي هو: أيهما اعظم مكانة بيت الله الحرام أم كربلاء المقدسة ؟
الجواب:
وردت عندنا روايات يظهر منها أفضلية كربلاء على مكة، بل على الكعبة أيضاً . ومن هذه الروايات كما في (كامل الزيارات ص444):
1- حدثني أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي رحمهم الله عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف عن أحمد محمد ابن بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي سعيد القماط قال:حدثني عبد الله بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لرجل من مواليه: (يا فلان أتزور قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام)؟ - الى أن يقول - ويحك أما تعلم أنَّ الله اتخذ كربلاء حرماً آمنا مباركاً قبل أن يتخذ مكة حرما...).
2- حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن أبي سعيد القماط عن عمر بن يزيد بياع السابري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ان أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بفني بيت الله على ظهري، ويأتيني الناس من كل فج عميق: وجعلت حرم الله وآمنة فأوحى الله إليها أن كفي وقري فو عزتي وجلالي ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت به أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غمست في البحر فحملت من ماء البحر, ولولا تربة كربلاء ما فضلتك ولولا ما تضمنت أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي افتخرت به، فقري واستقري وكوني دنيا متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء والا سخت بك وهويت بك في نار جهنم).
وفي طريق آخر قال : حدثني أبي وعلي بن الحسين عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن علي قال حدثنا عباد أبو سعيد العصفري عن عمر بن يزيد بياع السابري عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، وذكر مثله.
3- حدثني أبو العباس الكوفي عن محمد بن الحسين بن الخطاب عن أبي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (خلق الله تبارك وتعالى ارض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام وقدسها وبارك عليها، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدمة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أوليائه في الجنة).
4- حدثني أبي رحمه الله عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن علي قال حدثنا عباد أبو سعيد العصفري عن صفوان الجمال قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (ان الله تبارك وتعالى فضل الارضين والمياه بعضها على بعض فمنها ما تفاخرت ومنها ما بغت فما من ماء ولا أرض إلا عوقبت لتركها التواضع لله حتى سلط الله المشركين على الكعبة وأرسل إلى زمزم ماء مالحاً حتى فسد طعمه, وان أرض كربلاء وماء الفرات أول أرض وأول ماء قدس الله تبارك وتعالى وبارك الله عليهما، فقال لها: تكلمي بما فضلك الله تعالى فقد تفاخرت الأرض والمياه بعضها على بعض قالت: أنا أرض الله المقدسة المباركة الشفاء في تربتي ومائي ولا فخر بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك ولا فخر على من دوني بل شكراً لله فاكرمها وزادها بتواضعها وشكرها لله بالحسين (عليه السلام) وأصحابه , ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر وضعه الله تعالى).
وفي (مستدرك الوسائل ج10 ص225) في رواية مسندة عن أم أيمن عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل يقول فيه: (وهي أطهر (أطيب مصدر أخر) بقاع الأرض وأعظمها حرمة وانها لمن بطحاء الجنة).
وذكر عن هذا الأخبار في تفضيل كربلاء, ان بعضها صحيح وبعضها على بعض المباني صحيح: يقول السيد هاشم الهاشمي في كتابه (حول الزهراء ص87): (هذا وقد أورد ابن قولويه رواية بسندين أحدهما صحيح بالاتفاق والآخر صحيح على مبنى من يوثق محمد بن سنان).
وهناك روايات يظهر منها أفضلية مكة على غيرها من البقاع. ففي (الفقيه) عن سنان عن سعيد بن عبد الله الأعرج عن ابي عبد الله (عليه السلام): قال: (أحب الأرض الى الله مكة وما تربة أحب الى الله من تربتها ولا حجر أحب الى الله من حجرها ولا جبل أحب الى الله من جبلها ولا ماء أحب الى الله من مائها).
ويختلف العلماء بناءاً للاختلاف في الروايتين في أيتهما الأفضل، فذهب البعض الى أفضلية مكة، والبعض الآخر الى أفضلية كربلاء، ويذهب البعض الى أفضلية مكة على سائر البقاع عدا قبور النبي والائمة (عليهم السلام) .
يقول الشهيد الأول في (الدروس ج1 ص470): (مكة أفضل بقاع الأرض ما عدا قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وروي في كربلاء على ساكنيها السلام مرجحات، والاقرب ان مواضع قبور الأئمة (عليهم الصلاة والسلام) كذلك، أما البلدان التي هم فيها فمكة أفضل منها حتى من المدينة).
تعليق على الجواب (1)
أود أن أسأل كيف يمكن أن يقول أحدهم أن كربلاء المقدسة أفضل من مكة، مع العلم أن الأحاديث الصحيحة و المعتبرة تقول أن مكة أفضل، أما الروايات التي تفيد أن كربلاء أفضل من مكة فلم أطَّلع على روايات صحيحة تدل على ذلك، وكل الروايات التي وقفت عليها في أسانيدها ضعفاء، كمحمد بن سنان - الذي لم يثبت أنه من مشايخ ابن أبي عمير -، وأبي سعيد العصفري، وغيرهما ممن لم يثبت توثيقهم، فلا يمكن الاعتماد على هذه الروايات في إثبات أمر كهذا.
مثال:
صحيحة حسان بن مهران، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال أمير المؤمنين عليه السلام: مكة حرم الله، والمدينة حرم رسول الله (ص)، والكوفة حرمي، لا يردها جبار يجور فيه إلا قصمه الله .
وفي صحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله (ص) : إن مكة حرم الله، حرَّمها إبراهيم عليه السلام، وإن المدينة حرمي، ما بين لابتيها حرَم، لا يعضد شجرها ـ وهو ما بين ظل عاير إلى ظل وعير ـ وليس صيدها كصيد مكة، يؤكل هذا ولا يؤكل ذاك، وهو بريد .
موثقة سعيد بن عبد الله الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أَحبُّ الأرض إلى الله مكة، وما تربة أحب إلى الله عزَّ وجل من تربتها، ولا حَجَر أحب إلى الله من حجرها، ولا شجر أحب إلى الله من شجرها، ولا جبال أحب إلى الله من جبالها، ولا ماء أحب إلى الله من مائها .
وفي معتبرة ميسر بن عبد العزيز، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام وعنده في الفسطاط نحو من خمسين رجلاً، فجلس بعد سكوت منا طويلاً فقال: ما لكم؟! لعلكم ترون أني نبي الله ! والله ما أنا كذلك، ولكن لي قرابة من رسول الله (ص) وولادة، فمن وصلنا وصله الله، ومن أحبَّنا أحبَّه الله عزَّ وجل، ومن حرمنا حرمه الله، أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة ؟ فلم يتكلم أحد منا، فكان هو الراد على نفسه، فقال: ذلك مكة الحرام التي رضيها الله لنفسه حرماً، وجعل بيته فيها. ثم قال: أتدرون أي البقاع أفضل فيها عند الله حرمة ؟ فلم يتكلم أحد منا، فكان هو الراد على نفسه، فقال: ذلك المسجد الحرام. ثم قال: أتدرون أي بقعة في المسجد الحرام أعظم عند الله حرمة؟ فلم يتكلم أحد منا، فكان هو الراد على نفسه، قال: ذاك ما بين الركن الأسود والمقام وباب الكعبة، وذلك حطيم إسماعيل عليه السلام، ذاك الذي كان يذود فيه غنيماته ويصلي فيه، والله لو أن عبداً صفَّ قدميه في ذلك المكان، قام الليل مصلياً حتى يجيئه النهار، وصام النهار حتى يجيئه الليل، ولم يعرف حقَّنا وحرمتنا أهل البيت، لم يقبل الله منه شيئا أبداً .
هذا مع دلالة بعض الأخبار على أن أفضل بقاع الأرض ما بين الركن والمقام، وهي بقعة من مكة لا من غيرها، وقد مرَّ ذلك في معتبرة ميسر المتقدِّمة.
وفي صحيحة أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين عليه السلام، قال: قال لنا علي بن الحسين عليهما السلام : أي البقاع أفضل؟ فقلنا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم. فقال: أما أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أن رجلاً عمَّر ما عمَّر نوح عليه السلام في قومه - ألف سنة إلا خمسين عاماً - يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان، ثم لقي الله عزَّ وجل بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئاً .
الجواب:
اختلف في شأن ابي سعيد عباد العصفري فهناك من حسن رواياته ففي تنقيح المقال قال الشيخ المامقاني :
وبالجملة فكون عباد هذا إماميا مما لا ينبغي التأمل فيه، وتكون المدائح التي سمعتها من الخصوم المؤيدة باعتماد الشيخ عليه بنقله أخباره في أماليه، واعتماد الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات، والكليني في روضة الكافي وإبراهيم الثقفي في الغارات، مدرجة له في الحسان المعتمدين والله العالم .
السؤال: ما وقع بعد حادثة الطف من معاجز
كيف يمكن اقناع المخالفين فيما وقع من معاجز بعد قتل الامام الحسين (عليه السلام) من كتبهم المعتبرة
الجواب:
في نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 220 قال:
روي أبو الشيخ في كتاب (السنة) بسنده: أنه يوم قتل الحسين أصبحوا من الغدو كل قدر لهم طبخوها صار دما وكل اناء لهم فيه ماء صار دما. وروي أيضا بسنده إلى حمامة بنت يعقوب الجعفية قالت: كان في الحي رجل ممن شهد قتل الحسين فجاء بناقة من نوق الحسين (ع) فنحرها وقسمها في الحي فالتهبت القدور نارا فأكفيناها. وروي أيضا بسنده إلى يزيد بن أبي زياد قال: شهدت مقتل الحسين وأنا ابن خمسة عشر سنة فصار الفرس في عسكرهم رمادا، واحمرت السماء لقتله، وانكسفت الشمس لقتله حتى بدت الكواكب نصف النهار، وظن الناس أن القيامة قد قامت، ولم يرفع حجر في الشام الا روى تحته دم عبيط. وقال سفيان بن عيينة (رح) حدثتني جدتي أم عينية: أن حمالا كان يحمل ورشا فهوى قتل الحسين فصار ورشه رمادا. وقال أبو رجا العطاردي (رح) لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت، فان جارا لنا من هذيل قدم المدينة فقال: قتل الله الفاسق بن الفاسق الحسين بن علي فرماه الله بكوكبين فطمس عينيه ونقل أبو الشيخ في كتابه بسنده إلى يعقوب بن سليمان قال كنت: في صنيعتي فصلينا العتمة ثم جلسنا جماعة فذكروا الحسين بن علي (رض) فقال رجل: مامن أحد أعان على قتل الحسين إلا أصابه قبل أن يموت بلاء، ومعنا شيخ كبير فقال: أنا ممن شهده وما أصابني أمر أكرهه إلى ساعتي هذه، قال فطفئ السراج فقام ليصلحه فثارت النار فأخذته فجعل ينادي: النار النار، وذهب فألقى نفسه في الفرات ليغتمس فيه فأخذته النار حتى مات. وفي رواية فلم يزل به حتى مات. وروى الترمذي (رح) بسنده إلى عمارة بن عمير قال: لما جئ برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه قصدت المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم وهم يقولون: قد جاءت فإذا حية قد جاءت تخلل الرؤس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت هنيئة ثم خرجت حتى تغيبت، ثم قالوا: قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا ونقل الإمام أبو الفرج أبن الجوزي (رح) في كتاب (التبصرة) عن ابن سيرين (رح) قال: لما قتل الحسين (رض) أظلمت الدنيا ثلاثة أيام ثم ظهرت هذه الحمرة في السماء. وقال أبو سعيد (رح) ما رفع حجر في الدنيا لما قتل الحسين الا وتحته دم عبيط، ولقد مطرت السماء دما بقي أثره في الثياب مدة حتى تقطعت. وقال سليم القاضي لما قتل الحسين (رض) مطرنا دما. وقال السدي: (رح) لما قتل الحسين (رض) بكت السماء وبكاؤها حمرتها. قال الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي (رح): كان الغضبان يحمر وجهه عند الغضب فيستدل على غضبه وهو إمارة الشخص، الحق سبحانه وتعالى ليس بجسم فأظهر تأثير عظمته على من قتل الحسين (ع) بحمرة الأفق وذلك دليل على عظيم الجناية. وقال أيضا: لما أسر العباس يوم بدر سمع النبي (ص) أنينه فما نام تلك الليلة، وكيف لو سمع أنين الحسين.
السؤال: مكانة كربلاء في أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)
البناء على القبور, روايات الحث على تعهد قبور الأئمة والأنبياء(ع), آتيني بآية أو حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على منزلة كربلاء مثلما ذكرت الكعبة بمكة أو المدينة أو المسجد الأقصى، وأنا مستعد للتشيع.
الجواب:
سوف لا نأتيك بأحاديثنا الصحيحة الواردة من طرقنا - أي طرق الشيعة الإمامية -, فإنك قد لا تؤمن بها، وإيمانك بها أو الاعتقاد بصحتها يحتاج إلى مقدمة، وهي مفقودة عندك، إذ يشترط للإيمان بهذه الأحاديث أن تكون شيعياً تعتقد بإمامة الأئمة الاثني عشر من أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام)، ولكن هذا الأمر هو الذي تبحث عنه أنت، لذا سنقدّّم لك جملة من الأحاديث الصحيحة من طرق السنة التي تبين فضل تربة كربلاء ومنزلتها من أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الواردة في هذا الشأن وليس الفضل في تربة كربلاء الإ هو بيان لفضل كربلاء نفسها, إذ كربلاء لم تكن قبل الحسين (ع) سوى صحراء قاحلة تعلوها الرمال لا غير..، وإن صدقت دعواك التي صدعت بها في سؤالك فأنت ملزم بالتشيع على أثر هذه الأدلة وإلا كنت من الذين يقولون مالا يفعلون وقد: (( كَبُرَ مَقتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفعَلُونَ )) (الصف:3).
والأدلة هي:
روى الحاكم في (المستدرك) بسنده عن عبد الله بن وهب بن زمعة قال: أخبرتني أم سلمة (رضي الله عنها) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال: (أخبرني جبريل (عليه الصلاة والسلام) أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين فقلت لجبريل أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على الشيخين ولم يخرّجاه. ووافقه الذهبي (أنظر المستدرك على الصحيحين 4: 440 وبذيله تلخيص المستدرك للذهبي).
وروى الهيثمي في (مجمع الزوائد) عن نجي الحضرمي أنه سار مع علي (رضي الله عنه) وكان صاحب مطهرته فلمّا حاذى نينوى (وهذا أحد الأسماء التي تسمى بها كربلاء) وهو منطلق إلى صفين فنادى علي: أصبر أبا عبد الله أصبر أبا عبد الله أصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: وما ذاك قالت دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم وإذا عيناه تذرفان قلت يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان قال بل قام من عندي جبريل (عليه السلام) قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، قال فقال أهل لك أن أشمك من تربته قلَت نعم، قال فمد يده فقبض من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا.
قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا (مجمع الزوائد 9: 1879).
وروى الهيثمي أيضاً: عن عائشة أو أم سلمة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لإحداهما لقد دخل عليَّ البيت ملك فلم يدخل عليَّ قبلها قال إن ابنك هذا حسين مقتول وإن شئت أرتيك من تربة الأرض التي يقتل بها قال فأخرج تربة حمراء.
قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (مجمع الزاوائد 9: 187).وهذا الملك هو المعروف بملك الصفيح الأعلى .
وفي رواية أخرى يرويها الهيثمي عن الطبراني بسنده عن أم سلمة قالت: كان رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جالساً ذات يوم في بيتي قال لا يدخل عليَّ أحد فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج (والنشيج: صوت معه توجع وبكاء) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يبكي فأطلت فإذا حسين في حجره والنبي (صلى الله عليه وسلم) يمسح جبينه وهو يبكي فقلت والله ما علمت حين دخل فقال إن جبريل (عليه السلام) كان معنا في البيت قال: أفتحبه، قلت: أما في الدنيا فنعم، قال إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي (صلى الله عليه وسلم)، فلما أحيط بحسين حين قتل. قال ما اسم هذه الأرض قالوا كربلاء فقال صدق الله ورسوله كرب وبلاء، وفي رواية صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أرض كرب وبلاء.
قال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات (مجمع الزوائد 9: 189).
وروى الهيثمي عن الطبراني بسنده عن أبي الطفيل قال: استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيت أم سلمة فقال لا يدخل علينا أحد في الحسن بن علي (رض الله عنهما) فدخل فقالت أم سلمة هو الحسين فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) دعيه فجعل يعلو رقبة النبي (صلى الله عليه وسلم) ويعبث به والملك ينظر فقال الملك أتحبه يا محمد قال أي والله إني لأحبه قال أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان فقال بيده فتناول كفاً من تراب فأخذت أم سلمة التراب فصرته في خمارها فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء.
قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن (مجمع الزوائد 9: 190).
وأخرج الحافظ أبو نعيم في (دلائل النبوة) بإسناده عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يعلبان بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيتي، فنزل جبرئيل فقال: يا محمد، إن أمتك تقتل أبنك ها من بعدك، فأومأ إلى الحسين، فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وضمه إلى صدره وأتاه بتربة فشمّها ثم قال: ريح كرب وبلاء، وقال: يا أم سلمة، وديعة عندك هذه التربة، إذا تحولت هذه التربة دماً فأعلمي أن أبني قد قُتل، فجعلتها في قارورة ثم جعلت تنظر إليه كل يوم وتقول: إن يوماً تتحولين دماً ليوم عظيم. (دلائل النبوة: 202، وأنظر أيضاً المعجم الكبير 3: 108، وترجمة الحسين (عليه السلام) من تاريخه مدينة دمشق لابن عساكر: 175 وهناك أحاديث كثيرة وردت بهذا المضمون وبطرق مختلفة).
وبعد هذا نقول: تربة كهذه يهتم بإحضارها الملائكة العظام كجبرئيل (عليه السلام)، وملك القطر، وملك الصفيح الأعلى الذي لم ينزل إلى الأرض من قبل ونزلها شوقاً إلى رؤية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وثم بعد ذلك يأخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه التربة ويقبلها، وهي أيضاً لها آثار تكوينية من فيض الدموع عند شمها، وأيضاً أخذ أم سلمة من هذه التربة والاحتفاظ بها أمام ناظره (صلى الله عليه وآله وسلم) وإقراره لها على ذلك، ثم في موقف آخر يقول لها: وديعة عندك هذه التربة، إن تحولت هذه التربة دماً فأعلمي إن أبني قد قُتل.
كل ذلك وغيره الكثير الكثير من الأحاديث التي تصب في هذه المعاني المشار إليها التي تؤكد وجود الخصوصية للتربة المذكورة.. نقول: فإن لم يكن هذا كله يدل على الخصوصية لهذه التربة وقد ثبت أن قدسية المكان بالمكين، فإننا بعد هذا لا نستطيع أن نفهم أي خصوصية لأي شيء من أي لفظ يأتينا في لغتنا العربية هذه، ونكون بهذا قد خالفنا العرف وسيرة العقلاء الذين يفهمون الخصوصية بما ذكر... فتدبر ذلك وتأمله.
السؤال: تشابه قصة المقتل لبعض صحابة الحسين عليه السلام وصحة مقولة عابس في حب الحسين (عليه السلام)
إشتهر بين خطباء المنابر الحسينية أن عابس الشاكري (رض) قال :(( لقد أجنني حب الحسين(ع) )) لكنني لا أجد مصدرا لهذا القول.
هناك أيضا قصة أن غلاما قد قتل أبوه في كربلاء, جاء واستأذن الإمام الحسين (ع) للقتال فردّه الإمام (ع) إلى أمه - فقالت أمه : (( أتثكل فاطمة الزهراء بولدها وأنا لا أثكل بولدي؟ )) وحينما استشهد ولدها مسحت الدماء والتراب عن وجهه وقالت : (( بيض الله وجهك يا بني، كما بيضت وجهي عند فاطمة الزهراء يوم القيامة )).
أيضا، هناك قصة وهب بن عبد الله بن حبّاب الذي إلتحق بركب الإمام (ع) مع زوجته وأمه. وجدت البعض يقول أنه كان مسيحيا وأسلم والبعض قال أنه كان حديث الزواج وأن إمرأته خرجت تقاتل وعندما سألها زوجها قالت أن واعية الحسين كسرت قلبي...
لقد بحثت في المصادر عن أجوبة لهذه الإستفسارات ولم أجد .
أرجو منكم التوضيح
الجواب:
هناك تشابه في بعض قصص مقتل عبد الله بن عمير الكلبي ووهب الكلبي النصراني من جهة وتشابه في مقطع من مقاطع تلك القصة بين الاثنين السابقين وبين الغلام الذي استشهد أبوه من جهة اخرى على ان الغلام الذي استشهد أبوه تارة يذكر بالاسم فيقال عنه بانه عمرو بن جنادة الانصاري وتارة اخرى لا يشار إليه بالاسم فيقال عنه الغلام الذي قتل أبوه، وترى في ذلك ان سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) يمانع من خروج هذا الفتى للقتال ويقول هذا غلام قتل أبوه في الحملة الاولى (الحسين رجل الانسانية). وإذا اشير الى هذا الغلام بالاسم بأنه عمرو بن جنادة الانصاري فإن لعمرو قصة مخالفة ولم يرمى برأسه الى أمه بل حمله عليُّ الاكبر وبه رمق وهو يقول (سيدي اجعلوا رحل امي الى رحالكم فان أمي امست غريبة) بينما يروي البعض بان عمرو بن جنادة قد رمي برأسه الى أمه فاخذته أمه وضربت به رجلاً فقتلته وعادت الى المخيم وأخذت سيفا وقيل واخذت عمودا (مجالس الحسين عليه السلام علي دخيل ص76) يرويها عن مقتل الخوارزمي).
والرواية نفسها يوردها صاحب كتاب مقتل الإمام الحسين عليه السلام آية الله العظمى الشيخ محمد رضا الطبسي النجفي حققه وعلق عليه الشيخ محمد امين الاميني في صفحة (359) وقد اوردها عن البحار (45/27) وهي نفسها في مقتل الخوارزمي (2/21) لكن هنا ترد هذه القصة تحت عنوان قصة شاب قتل أبوه في المعركة ولم يأت بذكر عمرو بن جنادة والقصة مشهورة لعمرو بن جنادة الانصاري.
واما قصة وهب بن حباب الكلبي فيذكرها آية الله الشيخ الطبسي. قال فذهبت امرأته تمسح الدم عن وجهه فبصر بها شمر فأمر غلاما له فضربها بعمود كان معه فشدخها وقتلها. ثم يقول بعد ذلك وقال العلامة المجلسي رحمة الله عليه ورأيت حديثا ان وهب هذا كان نصرانيا، فاسلم هو وامه على ايدي الحسين عليه السلام... الى ان يقول ثم اخذ أسيراً، فأتي به الى عمر بن سعد فقال ما اشد صولتك. ثم امر به فضربت عنقه ورمي برأسه الى عسكر الحسين عليه السلام فأخذت أمه الرأس فقبلته ثم رمت بالرأس الى عسكر عمر بن سعد فأصابت به رجلاً فقتلته ويوردها عن البحار (45/16) وروى الخوارزمي الخبر في المقتل (2/13) عن مجد الإئمة السرخسكي عن أبي عبد الله الحداد مع اختلاف يسير جداً.
كذلك اورد الشيخ الطبسي عن كتاب ناسخ التواريخ (6ـ2/201) إنه كان لمسلم ابن لما قتل أبوه عزم على البراز فقال له الحسين يا بني لقد استشهد أبوك،... الى آخر الكلام حيث يقول فقاتل حتى قتل منهم ثلاثين رجلاً حتى استشهد، فقطعوا رأسه وطرحوه الى أمه فأخذته وقبلته وبكت حتى لبكائها كل من سمع ذلك.
نلاحظ ان هناك تشابهاً في هذا الحدث (لشاب صغير قتل أبوه) وهذه المسألة تحتاج الى تحقيق وتمحيص كبير لملاحظة ما اذا كان التكرار للقضية لشاب واحد هو المقصود أم ان الحدث جرى على اكثر من شاب وبنفس الطريقة، مع العلم ان هذه الطريقة في القتل هي المرجحة في ذلك اليوم لأن قطع الرأس هو من شيمة الاعداء في حربهم الظالمة مع أبي عبد الله الحسين سيد الشهداء عليه السلام. وذلك لزيادة الألم واللوعة في نفوس الحسين وآله واصحابه. فلا ريب ولا شك ان الأم في ذلك الوقت الذي تحرض فيه ولدها على القتال للدفاع عن العقيدة والدين وللذود عن حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا شك ان وجها يبيض عند فاطمة الزهراء سلام الله عليها سيدة النساء لأن الجزاء هناك اعظم. حيث تواسي سيدة النساء بولدها. ولا يحتاج الى مزيد تأمل بل لعل ما لم يصلنا كثير من الأقوال والأفعال.
واما مقولة عابس فقد نقلها بعض عن كتاب مقتل الحسين عليه السلام يوم عاشوراء للشيخ الحياوي قال: قال ربيع الحارثي: فوالله لقد رأيته يطرد اكثر من مائتين من الناس وكانت بيني وبينه صداقة، قلت يا عابس أما تحاذر خوض بحر الحرب مكشوف الرأس؟ فقال عابس ما اصاب المحب في طريق حبيبه سهل فقيل له أجننت يا عابس؟ قال: نعم حب الحسين اجنني. انتهى.
وقد نقل بعض هذا الكلام عن روضة الشهداء بالفارسية والله العالم.
السؤال: إسطورة تموز البابلية وعلاقتها الميثولوجيه بكربلاء الحسين
صديقي العزيز : لقد وجدت هذا الموضوع في جريدة ايلاف الالكترونية, وأعتقد أنه يهمك, لذا قمت بإرساله إليك, أرجو أن يعجبك أرجو التعليق
*************************
العلاقة الميثولوجية بين بابل وكربلاء
وردت في النصوص السومرية والبابلية كثيرا من الاساطير التي تصف عودة تموز الى الحياة ثانية, فقد صورت اسطورة الخلق البابلية احتفالات رأس السنة الجديدة التي تقام سنويا في موسم الربيع حينما يتساوى الليل والنهار, حيث يؤخذ الآله بل - مردخ (تموز) أسيرا الى العالم السفلي ويحجز هناك, غير ان عشتار تحرره من أسره بعد ايام من البكاء والنحيب وترتيل المراثي الحزينة, حتى انتصار ه في الاخير على قوى الشر والظلام.
وتعود الاحزان الجماعية في تاريخها الى العصر المعروف بفجر السلالات بحدود 3200 ق. م. ففي بابل كانت المواكب الدينية تخترق شارع الموكب سنويا لندب الاله تموز, إله الخصب والنماء, للنواح عليه اثر الفوضى والخراب الذي حل بالارض عند هبوط تموز الى العالم السفلي, ونواح عشتار عليه. وكان الكهان يقومون بتنظيم هذه المواكب التي كان الملك يشارك فيها ايضا, التي تخترق بوابة عشتار وتقيم مهرجانات تستمر اثنى عشر يوما. وفي اليوم السابع تقام دراما محزنة تمثل موت الإله تموز. وتنتهي هذه الاحتفالات في معبد مردخ الذي يقع قرب نهر الفرات, حيث تعاد فيه تمثيلية" قصة الخليقة".
وقد فسر بعض المفكرين نشأة النواح الجماعي في الشرق باعتباره نتيجة للتحولات الفصلية التي تحل بالارض وتسبب الجدب والقحط, وهو ما يدفع الى القيام باحتفالات دينية تراجيدية لاستجلاب الخصب, في حين يذهب آخرون الى ان عادات الندب والبكاء التي تقام بعد موت ملك من الملوك وخلو الدولة من راع يرعى الدولة والعدالة فيها, وبهذا فهم لا يندبون الملك نفسه, بقدر ما يندبون العدالة التي فقدوها بموته. وفي الحالتين تقترن وفاة الملك وموت العدالة بموت الارض وجدبها عند حلول كل خريف. وهناك من يرى بان الاحتكاك مع الشعوب والحضارات والاديان يؤدي الى تقليد أو خلق مثل هذه الاحتفالات الطقسية التي تمثل انبعاثا جديدا. ويرجع آخرون الاحزان الجماعية الى الطوفان الذي ضرب بلاد ما بين النهرين وترك الناس يتذكرون ما حل بهم من كوارث ويتناقلونه على شكل قصص واساطير وملاحم شعبية, الى جانب عوامل سياسية اخرى, كهجوم الكوتيين الذي سبب دمارا ورعبا في اكد واور والوركاء وترك وراءه مآس وكوارث لا يمكن نسيانها.
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن: هل هي صدفة ان يكون هناك تشابه, مع الفارق بين الغاية والهدف, بين انطلاقة مواكب العزاء الحسيني يوم عاشوراء من اطراف المدن وبخاصة كربلاء لتذهب الى المساجد والحسينيات والمراقد المقدسة لاستذكار يوم عاشوراء, وبين ما كان يجري في سومر واكد من مواكب واحتفالات باستذكار عودة تموز من العالم السفلي؟!!
يرى الاستاذ جاسم حسين بأن استشهاد الامام الحسين كان ايذانا ببعث الاحزان الجماعية من جديد عند المسلمين المعارضين لشكل الحكم القائم آنذاك, وان هذه الاحزان لم تظهر فجأة وبصيغة مشابه لما عهدناه لدى السومريين والبابليين, وانما لبست ثوبا اسلاميا يلائم مفاهيم العقيدة الاسلامية. ويعود ذلك في الواقع الى اسباب عديدة, منها فشل الثورات المتتالية في تحقيق أهدافها واستمرار غياب الشريعة عن المسرح السياسي وتفريغها من محتواها, وهو ما ادى بهذه الجماعات الى تبني رموز تموز في الندب والبكاء على فقدان العدالة, وبخاصة بعد ان حدث نوع من الانتعاش السياسي لهذه الافكار في عهد البويهيين. والى جانب ذلك فقد وجد العلويون في مجالس الوعظ والارشاد خير وسيلة لاحداث توعية فكرية وبخاصة ما تركه استشهاد الامام الحسين من آلام, وهو موضوع خصب ترك آثارا اجتماعية وسياسية ودينية عديدة.
ان العلاقة الميثولوجية بين احتفالات بل - مردخ –تموز, في بابل وبين احتفالات عاشوراء, من الممكن ان تشكل امكانية التشابه فكريا ووجدانيا كتعبير عن انتصار الخير على قوى الشر, وان نواح عشتار على تموز, سنة بعد اخرى, انما تمثل طاقة خلق وتجديد لمبدأ الارض - الخصوبة - الحياة, مثل الاحتفال بذكرى عاشوراء الذي يمثل تجديدا واحياءا لمبادئ الحسين في الرفض والتحدي والشهادة, التي بقيت حية في الوجدان الشيعي.
وهناك من يقول بامكانية انتقال طقوس البكاء من المسيحية الى الاسلام. ولكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو: لماذا يتاثر الاسلام بالمسيحية ولم يتأثر باليهودية التي اباحت طقوس البكاء امام حائط المبكى, كما هو معروف, وسمحت ايضا بالبكاء, وكذلك استخدام الالات الموسيقية في جنائز الموتى؟ ومع ان كثيرا من المستشرقين, ومنهم ايردمن وشتريك ومايسنر, اقاموا مقارنات بين طقوس العزاء الحسيني التي كانت تجري في القرن التاسع عشر وبين طقوس الموت والبكاء على الاله تموز (ادينوس)التي كانت تقام في سومر وبابل, فان مثل هذه الطقوس لم تكن معروفة في الجزيرة العربية, لا قبل الاسلام ولا بعده, ولانها كانت تعبيرا رمزيا عن التحول في فصول السنة, وعلى وجه التحديد من فصل الربيع الذي يمنح الخصوبة والحياة الى فصل الصيف الذي يؤدي الى التلف والدمار بسبب شمسه المحرقة التي تقتل "تموز" وتسرق منه قوة الخصب التي فيه.
مما مر اعلاه يبدو لنا ان هناك مؤشرات عديدة وبالغة الاهمية على التشابه بين مواكب العزاء الحسيني في عاشوراء وبين مواكب الندب على الاله تموز في سومر وبابل القديمة, التي من الممكن ان تقدم لنا مؤشرات وأدلة ولكنها غير كافية للبرهنة على هذه العلاقة, لان طقوس العزاء الحسيني هي في الحقيقة والواقع تقاليد شعبية عربية - اسلامية استمدت شرعيتها واستمراريتها من حقيقة تاريخية موثقة هي واقعة كربلاء ومقتل الامام الحسين في يوم عاشوراء التي ما زالت آثارها حية في ذاكرة المسلمين.
والحال ان الحزن والبكاء هي عادات معروفة في المجتمعات الشرقية منذ اقدم العصور, وفي جميع الاديان السماوية والحضارات العليا القديمة. لانها من طبيعة الشرقيين الذين هم اكثر الشعوب انفعالا.
كما ان المراسيم والطقوس الدينية هي في الواقع ظواهر اجتماعية ذات محتوى ديني قبل ان تكون افكارا مجردة, والناس حين يتمسكون بها او يغالون فيها او يحورونها, انما يعملون ذلك بسبب ما يحيط بهم من ظروف وشروط اجتماعية ونفسية معينة.
*************************
المراجع
1- طه باقر, مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة, ص257 الجزء الاول, بغداد1955
2- ابراهيم الحيدري, تراجيديا كربلاء, سوسيولوجيا الخطاب الشيعي ص 322 وما بعدها بيروت 1999
3- جاسم حسين, دراسة في نشأة الاحزان الجماعية وتطورها عند الامامية, المجلة التاريخية, العدد 3, بغداد1973
4- Ibrahim Al Haidari,Soziologie des Schiitischen chilismns, Freibung-Berlin,1974
5- Erdmans, B, Der Ursprung des Cermonien des Husainstes, Assyriologie,1894
6- Mez, A, Die Renaisanee des Islcems, Heideberg 1968
الجواب:
الملحوظ في سيرة بني البشر الانجذاب اللامحدود إلى الكامل من بني الإنسان, فنجد الناس ينجذبون إليه, وهذا ما يثبته علماء الاجتماع حيث يذكرون أن من أعرق الأساطير في تاريخ البشرية هي أسطورة (البطل) ولا يكاد يخلو مجتمع وملة منها, حيث يصورون البطل الشجاع المتحلي بمحاسن الأخلاق ونرى الناس يندفعون إلى التشبه به في كافة جوانبه, وذلك أن كمالاته من اللامحدود.
ولكن لو فتشنا عن سر انجذاب الناس إلى البطل لوجدنا لديهم ميلاً فطرياً إلى بسط العدل ورفع الظلم, فوظيفة البطل هي نصرة المظلوم على الظالم.. وتلتقي هذه النظرة التي أودعها الله تعالى في النفوس مع ما ورد في الشرائع والأديان من ظهور منقذ للبشرية في مرحلة متأخرة من تأريخها على سطح الأرض.
ولذلك لا نستبعد أن يكون أسطورة تموز محاكاة قصصية لفكرة المخلص ( البطل ), كما لا نستبعد أن تكون الأسطورة مبتنية على ما ورد بشأن المخلص في الكتب والصحف الدينية القديمة.
ولكن في النهاية أي علاقة بين مراسم عاشوراء وبين تفسيرات علماء الآثار واحتمالاتهم ومقارناتهم لأعياد تموز وعشتار, فان مراسم عاشوراء مرتبطة بواقعة قطعية ثابته في التأريخ الإسلامي والاعياد البابلية لا تعدو أصولها عن تفسيرات اسطورية لحد الآن, وبعد كل هذا لابد من إثبات استمرار هذه الأعياد من زمن بابل إلى الزمن الإسلامي مروراً بدولة الأكاسرة ودون هذا خرط القتاد.
السؤال: الاراء في رجوع السبايا الى كربلاء يوم الاربعين
هل من المعقول أن تكون فترة السبي ورجوع سبايا أهل البيت إلى كربلاء أربعين يوما بحيث تقطع المسافة الطويلة من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام مرورا بلبنان ومن ثم إلى الشام؟
أرجو الاجابة مع التفصيل وإذا وجدت كتب لرفع هذه الشبهة أرجو الاشارة اليها
وشكراً
الجواب:
ان التحقيق في هذه المسألة لم ينتهي الى رأي محدد لحد الآن فهناك من يقول بأنهم رجعوا في يوم الأربعين من نفس السنة التي استشهد فيها الحسين (عليه السلام), وهو لا يبعد لما ورد في الروايات من أن عسكر ابن زياد الذين كانوا مع السبايا كانوا يجدون السير حتى يصلوا الى الشام بامر ابن زياد وتعجل يزيد في اخراجهم من الشام خوف الفتنة.
ومن يقول أنهم وصلوا في يوم الأربعين من العام القادم حتى يوفقوا بين يوم الاربعين والمدة التي يحتاجها المسافر من الكوفة الى الشام مروراً بحلب ومن ثم من الشام الى كربلاء, ولكن اعتقد أن هذا الرأي بعيد لعدم وجود اشارات ولو ضعيفه في الروايات لبقاء الامام زين العابدين (عليه السلام) والسبايا لمدة سنة في الشام.
وهناك رأي يقول بانهم لم يصلوا الى كربلاء يوم الاربعين وانما وصلوا بعده وأن إلتقائهم بجابر بن عبد الله لم يكن يوم الاربعين خلافاً لما اشتهر على ألسن الناس, وأما زيارة الاربعين فلها أدلتها الخاصة بها وهي روايات مشهورة معمول بها.
هذا وان للتحقيق في هذا المطلب مجال واسع لحد الآن.
تعليق على الجواب (1)
ارجو ان ترشدوني الى المصادر التي ذكرت رجوع سبايا الامام الحسين (ع) يوم الاربعين الى كربلاء ولقائهم بجابر الانصاري الصحابي الجليل حيث لم اجد ذلك الا في كتاب اللهوف وكل من ذكرها بعده انما نقل عنه ووجدت الشيخ الطوسي في كتاب مصباح المتهجد يذكر رجوعهم الى مدينة الرسول يوم الاربعين
الجواب:
من الذين يظهر من عباراتهم وصول حرم الحسين(عليه السلام) الى كربلاء يوم الاربعين ابو ريحان البيروني حيث ورد في الاثار الباقية ص 321 : (العشرين (من صفر) رد رأس الحسين الى جثته حتى دفن مع جثته وفيه زيارة الاربعين وهم حرمه بعد انصرافهم من الشام ) انظر الركب الحسيني ص 290
وقد صرح ابن طاووس في اقبال الاعمال 3/100 ان هناك من قال انهم وصلوا كربلاء في عودهم من الشام يوم العشرين من صفر ولعله يشير الى البيروني او غيره .
السؤال: عون بن عبد الله بن جعفر
انتم على علم ان عون ابن السيدة زينب (عليها السلام) استشهد مع عمه الحسين (عليه السلام) في كربلاء
سؤالي هو لماذا دفن عون بعيدا عن قبر الحسين حيث انه يبعد اكثر من عشر كيلو متر
الجواب:
ذكر الشيخ المفيد ان عون بن عبد الله بن جعفر قتل مع الحسين (عليه السلام) ودفن عند رجليه مع الشهداء من بني هاشم لذا فالقبر الموجود على مسافة من قبر الحسين (عليه السلام) ليس هو قبر عون بن عبد الله وفي احد المواقع الاليكترونية يذكر نسب عون صاحب المرقد المذكور فيقول: عون بن عبد الله بن جعفر بن مرعي بن علي بن الحسن البنفسج بن إدريس بن داود بن احمد المسود بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الامام الحسن السبط (عليه السلام) بن الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
تعليق على الجواب (1)
شرح حياة عون ابن عبد لله ابت جعفر الطيار من الولادة حتى الممات ولماذا اختاره الامام الحسين
الجواب:
عون بن عبدالله بن جعفر: ابو عبدالله بن جعفر بن ابي طالب وامه زينب بنت علي بن ابي طالب, استشهد في واقعة الطف مع امامه الحسين(عليه السلام) والذي قتله هو عبدالله بن قطنة التميمي ففي مقاتل الطالبيين لابي فرج الاصفهاني ص60 (عن احمد بن عيسى قال حدثنا الحسين بن نضر عن ابيه عن عمر بن سعد عن ابي مخنف عن سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم :ان الذي قتل عون هو عبدالله بن قطنة التيهاني التميمي) وهناك اثنان بهذا الاسم كما يروي ابو الفرج الاصفهاني عون الاصغر وعون الاكبر الذي استشهد مع خاله الامام الحسين(عليه السلام) مع اخ اخر له استشهد ايضا في الطف. وقد ارتجز عون في المعركة
ان تنكروني فانا بن جعفر ***** شهيد صدق في الجنان ازهر
يطير فيها بجناح اخضر ***** كفى بهذا شرفا في المحشر
وفي زيارة الشهداء(رضوان الله عليهم) التي ينقلها محمد بن المشهدي في كتابه المزار تحقيق جواد القيومي الاصفهاني ص473 برواية عبدالله بن سنان عن ابي عبدالله جعفر الصادق(عليه السلام) التي يزور فيها الحسين(عليه السلام) تقول السلام على عون بن عبدالله بن جعفر الطيار في الجنان حليف الايمان ومنازل الاقران الناصح للرحمن التالي للمثاني والقران لعن الله قاتله عبدالله بن قطنة النبهاني.
وفي كتاب بحار الانوار للمجلسي ص 34 ج45 قال قاتل حتى قتل من القوم ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا ثم قتله عبدالله بن بطة الطائي وهكذا في المناقب لابن شهرآشوب ج4ص106 عبدالله بن قطنة الطائي وقد يقال عبدالله بن قطبة البتهاني واظنه( والكلام ل محمد باقر البهبودي المحقق) واظنه التيناني بطن من بجيلة من القحطانية او هو النبهاني: ابو حي وله زيارة على لسان الامام علي بن الحسين يزور الشهداء يذكر اسمه ويقول
(( السلام عليك يا عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، السلام عليك يا ابن الناشي في حجر رسول الله، والمقتدي بأخلاق رسول الله، والذاب عن حريم رسول الله صبيا "، والذائد عن حرم رسول الله، مباشرا " للحتوف، مجاهدا " بالسيوف، قبل أن يقوى جسمه، ويشتد عظمه، ويبلغ أشده .ما زلت من العلاء منذ يفعت، تطلب الغاية القصوى في الخير منذ ترعرعت حتى رأيت أن تنال الحظ السني في الآخرة ببذل نفسك في سبيل الله، والقتال لأعداء الله، فتقربت والمنايا دانية، وزحفت والنفس مطمئنة طيبة، تلقى بوجهك بوادر السهام، وتباشر بمهجتك حد الحسام، حتى وفدت إلى الله تعالى بأحسن عمل، وأرشد سعي إلى أكرم منقلب، وتلقاك ما أعده لك من النعيم المقيم الذي يزيد ولا يبيد، والخير الذي يتجدد ولا ينفد، فصلوات الله عليك تترى تتبع اخراهن الأولى )) . بحار الانوار للمجلسي ج98 .
وعون بن عبدالله بن جعفر له اخ من ابيه وامه زينب(عليها السلام) وهو محمد بن عبدالله بن جعفر وقيل ان ام عون بن عبدالله بن جعفر هي جمانة بنت المسيب بن نجية الفزاري والرأي الاخر يقول ان الذي امه جمانة بنت المسيب هو عون الاصغر وليس عون الاكبر الذي امه زينب بنت علي وكذلك محمد بن عبدالله بن جعفر امه الحوراء زينب فحصل اشتباه .
تعليق على الجواب (2)
ممكن نسب عون(عليه السلام) الأكبر، وأين دفن، ومن أُمّه وأبيه؟
ممكن نسب عون(عليه السلام) الأصغر، وأين دفن، ومن أُمّه وأبيه؟
الجواب:
إنّ السيّد الجليل عون بن عبد الله بن جعفر قد استشهد مع خاله الإمام الحسين(عليه السلام) في طف كربلاء، وهو المعروف بـ(عون الأكبر) ابن السيّدة الجليلة زينب بنت عليّ(عليهما السلام)، ومدفنه مع باقي الشهداء في حرم الإمام الحسين(عليه السلام) عند قدميه.
وأمّا القبر المعروف في طريق كربلاء من جانب بغداد، فهو عون بن عبد الله بن جعفر أيضاً، ولكن هو من أحفاد أحد الصالحين، الذي كان جدّه معروفاً بنفسج، كما جاء في تاريخه.
وأمّا عون بن عبد الله بن جعفر الأصغر، فأُمّه جمانة بنت المسيب بن نجبة الفزاري، وهذا قتل يوم الحرّة، قتله مسرف بن عقبة قائد القوات من قبل يزيد، الذي أغار على المدينة وانتهك حرمتها وحرمة أهلها، وقتل القرّاء والتابعين وكثيراً من الصلحاء والأبرياء من أهل المدينة.
السؤال: حرملة بن كاهل
ما هي ترجمة حرملة ابن كاهل الاسدي لعنة الله عليه
كيف كان مقتله وعلى يد من؟
الجواب:
نذكر لكم شيئأ من سيرة حرملة بن كاهل الاسدي من خلال النقاط التالية:
الاولى: هو الذي ارتكب جريمة قتل الطفل الرضيع في يوم عاشوراء حيث ذبحه في حجر ابيه الحسين(عليه السلام) وفي ذلك يقول الامام المهدي(عليه السلام):( السلام على عبدالله بن الحسين الطفل الرضيع والمرمي الصريع المتشحط دما المصعد دمه في السماء ... لعن الله راميه حرملة بن كاهل الاسدي وذويه)
الثانية: ان الامام زين العابدين (عليه السلام) دعا الله تعالى ان يقتل حرملة فاستجاب الله ذلك حيث روى المنهال بن عمرو، قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام منصرفي من مكة، فقال لي: يا منهال ! ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ؟ فقلت: تركته حيا بالكوفة . قال: فرفع يديه جميعا، ثم قال عليه السلام: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار . قال المنهال: فقدمت الكوفة، وقد ظهر المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان لي صديقا، فكنت في منزلي أياما حتى انقطع الناس عني، وركبت إليه، فلقيته خارجا من داره، فقال: يا منهال، لم تأتنا في ولايتنا هذه، ولم تهنئنا بها، ولم تشركنا فيها ؟ فأعلمته أني كنت بمكة، وأني قد جئتك الآن، وسايرته ونحن نتحدث حتى أتى الكناس، فوقف وقوفا كأنه ينظر شيئا، وقد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهل، فوجه في طلبه، فلم يلبث أن جاء قوم يركضون، وقوم يشتدون، حتى قالوا: أيها الأمير البشارة، قد أخذ حرملة بن كاهل . فما لبثنا أن جئ به، فلما نظر إليه المختار، قال لحرملة: الحمد لله الذي مكنني منك، ثم قال: الجزار الجزار . فأتي بجزار، فقال له: اقطع يديه . فقطعتا، ثم قال له: اقطع رجليه . فقطعتا، ثم قال: النار النار . فأتي بنار وقصب، فألقي عليه فاشتعل فيه النار، فقلت: سبحان الله ! فقال لي: يا منهال إن التسبيح لحسن ففيم سبحت ؟ فقلت: أيها الأمير، دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكة على علي بن الحسين عليهما السلام، فقال لي: يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي، فقلت: تركته حيا بالكوفة، فرفع يديه جميعا، فقال: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار . فقال لي المختار: أسمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول هذا ؟ فقلت: والله لقد سمعته يقول هذا . قال: فنزل عن دابته، وصلى ركعتين، فأطال السجود، ثم قال فركب وقد احترق حرملة
الثالثة: وذكر بعض الخطباء ان حرملة ايضا قام يرمي السهم الذي وقع في عين العباس(عليه السلام) والسهم الذي وقع في قلب الحسين(عليه السلام) كما انه قتل غلاما اسمه عبدالله بن الحسن في الطف .
السؤال: الشيعة كانوا محاصرين في الكوفة
سؤالي هو حول الشيعة أتباع أهل البيت في زمن الأمام الحسين و أين كانوا من نصرته في واقعة كربلاء ؟ فهل يعقل أن الشيعة في زمن الأمام الحسين هم فقط من خرج معه و استشهد في واقعة كربلاء ؟؟؟ .... قال لي البعض أن الشيعة في ذلك الوقت كانوا في السجون و لهذا لم يستطيعوا نصرة الأمام الحسين ! هل يعقل هذا الكلام ؟ هل يعقل أن يكون آلاف الشيعة أو عشرات الآلوف من الشيعة في السجون و لهذا لم يخرج مع الامام الحسين الا أهل بيته و النزر اليسير من الشيعة الذين لا يتعدى عددهم مئة تقريبا !! .... و كم كان عدد الشيعة في زمن الأمام الحسين تقريبا ؟؟
أرجو تبيان هذا الأمر لي بشكل علمي موضوعي
الجواب:
نضرب لك مثلا من واقعنا المعاصر لتتضح لك الصورة فنقول ان طواغيت هذه الايام اذا عارضهم البعض واراد الخروج عليهم واسقاط نظامهم والاتيان بنظام بديل هل يسمح هذا النظام الدكتاتوري المتمسك بالسلطة ان يجعل هناك اتصال بين المعارضة بالخارج والمعارضة بالداخل ليحصل الانقلاب ام يحاول بكل ما اوتي من القوة ان يفصل بينهما . اذا عقلت هذا المثال جيدا عرفت كيف ان اتباع اهل البيت (عليهم السلام) في الكوفة كانوا مطاردين غير مسموح لهم الاتصال بالحسين (عليه السلام) والامرلم يستغرق باكثر من ثمان ايام من وصول الحسين(عليه السلام) الى كربلاء وقتله لذا فبعض الشيعة يعذرون بعدم الوصول الى الامام الحسين (عليه السلام).
السؤال: جون مولى أبي ذر
من هو الذي يسمّى (جون) و كان في جيش الإمام الحسين (عليه السلام) ؟
الجواب:
جون بن حوي, أسود اللون, شيخ كبير السن, من الموالي مولى أبي ذر الغفاري, انضمّ إلى أهل البيت(عليهم السلام) بعد أبي ذرّ, فكان مع الإمام الحسن(عليه السلام), ثمّ مع الإمام الحسين(عليه السلام), وصحبه في سفره من المدينة إلى مكّة ثمّ إلى العراق, وقف يوم عاشوراء أمام الحسين(عليه السلام) يستأذنه في القتال.
فقال له الحسين(عليه السلام): أنت في إذن منّي، فإنّما تبعتنا طلباً للعافية، فلا تبتل بطريقنا.
فقال: يا ابن رسول الله أنّا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدّة أخذلكم، والله أنّ ريحي لمنتن وأنّ حسبي للئيم ولوني لأسود فتنفّس عليَّ بالجنّة فيطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيضّ وجهي، لا والله لا أفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم.(اللهوف في قتلى الطفوف: 65).
ثمّ برز وهو يقول:
كيف يرى الكفّار ضرب الاسود ***** بالسيف ضربا عن بني محمد
أذب عنهم باللســان واليـــد ***** أرجــو به الجـنة يـوم المـورد
ثمّ قاتل حتّى قتل، فوقف عليه الحسين(عليه السلام)، فقال: (اللّهمّ بيّض وجهه، وطيّب ريحه، واحشره مع الأبرار، وعرّف بينه وبين محمّد وآل محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وروى علماؤنا عن الإمام الباقر(عليه السلام)، عن أبيه الإمام زين العابدين(عليه السلام): (أنّ بني أسد الذين حضروا المعركة ليدفنوا القتلى، وجدوا جوناً بعد أيام تفوح منه رايحة (رائحة) المسك)(بحار الأنوار 45: 23 الباب (37) مع اختلاف يسير).
السؤال: كيف قتل الرضيع
ماسباب قتل حرملة لعبد الله الرضيع ؟
و ماهي الامور التي دفعت الامام الحسين عليه السلام الاخذ بعبد الله الرضيع الى ساحة المعركة ؟
الجواب:
اختلف ارباب المقاتل في سبب مقتل الرضيع!
ففي مقتل الخوارزمي ان الإمام الحسين (ع) جاء إلى الخيمة ليودع طفله الرضيع فجعل يقبله ويقول: ويل لهؤلاء القوم إذ كان خصمهم جدك ، فبينما الصبي في حجره إذ رماه حرملة بن كاهل الأسدي.
وعن أبي مخنف أن اختاً للحسين عليه السلام قالت له يا أخي ان هذا الطفل له ثلاثة أيام ما شرب الماء ، فاطلب له شربة من الماء ، فأخذ الطفل وتوجه نحو القوم وقال: يا قوم قد قتلتم أخي وأولادي وأنصاري وما بقي غير هذا الطفل وهو يتلظى عطشاً فاسقوه شربة من الماء ، فبينما هو يخاطبهم إذ أتاه سهم مشوم من ظالم غشوم وهو حرملة بن كاهل الأسدي فذبح الطفل من الوريد إلى الوريد.
وعن اليعقوبي قال: فانه لواقف على فرسه إذ أُتي بمولود قد ولد له في تلك الساعة فأذ ّن في أذنه وجعل يحنكه إذ أتاه سهم فوقع في حلق الصبي فذبحه.
السؤال: زهير بن القين
يتردّد على خطباء المنبر عن شخصية زهير بن القين(رضي الله عنه) بأنّه كان عثماني المذهب ثمّ اهتدى إلى محبّة أهل البيت(عليه السلام)، ولكنّي قرأت في بعض الكتب المعتبره ولكن للأسف لايحضرني اسم الكتاب بأنّه كان في بداية حياته كان عثمانياً ولكنّه حضر في بعض حروب الإمام عليّ(عليه السلام) وخاطب العبّاس(عليه السلام)، وكأنّه لديه راية بأنّه سيكون له يوم آخر يمسك فيه الراية.
وأمّا ما قيل من أنّه كان يحذر من أن يتقابل مع الإمام الحسين(عليه السلام) عندما ارتحل من مكّة إلى الكوفه غير صحيح، حيث أنّ الإمام(عليه السلام) قد خرج من مكّة قبل إتمام مراسيم الحجّ، بينما زهير جلس إلى أن تمّ الحجّ فكيف تقابل معه في الطريق؟
الجواب:
ممكن أن يكون (زهير بن القين) قد تقابل مع الحسين(عليه السلام) في الطريق إلى كربلاء، إذا ما علمنا أنّ الحسين(عليه السلام) قد تأخر في بعض المنازل ولم يكن مسرعاً، فالروايات لم تذكر ذلك، فيمكن أن يكون زهير بن القين قد التقى مع الحسين(عليه السلام)، خصوصاً أنّ الحادثة مشهورة عند أرباب المقاتل، فلا نستطيع أن ننفي ما اشتهر برأي واحد لم نعرف مصدره، هذا من جانب.
ومن جانب آخر فإنّ كون زهير كان عثمانياً، أو على العثمانية، أو عثماني الهوى، هذا ليس فيه حطّ من شأن زهير بن القين(رضوان الله عليه، بل هو رفع من شأنه، بحيث أنّنا نجد أنّ انتماءه هذا لو كان لم يمنعه من نصرة الحسين سيّد شباب أهل الجنّة والانتصار لآل محمّد(صلوات الله وسلامه عليهم)، فأيّهما نصدّق أنّه كان عثماني الهوى أم حسيني الهوى؟! لأنّ فعل زهير وقوله وفناءه في حبّ الحسين(عليه السلام) أنّه موال لأهل البيت(عليهم السلام)، وإن عرف عنه أنّه في يوم من الأيام كان عثمانياً، على الرغم من أنّه كان قد غزا غزوة مع سلمان محمّدي (الفارسي)(رضوان الله تعالى عليه)، وقد أخبرهم سلمان بعد فرحهم بالغنائم التي غنموها في إحدى المعارك بأن سيكون فرحهم أشدّ لو نصروا سيّد شباب آل محمّد، كما في الرواية، وكان في تلك الغزوة (زهير بن القين) وتسمّى غزوة البحر(معجم من استعجم 1: 276 حرف الباء، الإرشاد 2: 73 حياة الإمام الحسين(عليه السلام)، تاريخ الطبري 4: 399 أحداث سنة 60هـ، الكامل في التاريخ 4: 42).
ثمّ إليك هذه المحاورة التي تغنينا عن الكلام عن زهير وعثمانيته، يرويها الطبري في تاريخه: محاورة بين عزرة بن قيس وزهير بن القين بعد كلام يقول عزره بن قيس:يا زهير ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت إنّما كنت عثمانياً (فيجيبه زهير): أفلست تستدلّ بموقفي هذا أنّي منهم. أما ولله ما كتبت إليه كتاباً قطّ، ولا أرسلت إليه رسولاً قطّ، ولا وعدته نصرتي قطّ، ولكنّ الطريق جمع بيني وبينه، فلمّا رأيته ذكرت به رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومكانه منه، وعرفت ما يقدم عليه من عدوّه وحزبكم، فرأيت أن أنصره وأن أكون في حزبه، وأن أجعل نفسي دون نفسه حفظاً لما ضيعتم من حقّ الله وحقّ رسوله.(تاريخ الطبري 4: 316 أحداث سنة 61هـ).
ثمّ يقول يوم عاشوراء بمل فيه ويعبّر عن صريح رأيه: والله لوددت أنّي قتلت، ثمّ نشرت، ثمّ قتلت، حتّى أقتل كذا ألف قتلة وانّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك.. (تاريخ الطبري 4: 318 أحداث سنة 61هـ) وكذا من أمثال هذا الكلام والمواقف التي تنحني أمامها الإنسانية بكلّ اعتزاز وافتخار لهذا الموقف العظيم.
وبحسب التتبع لم نجد ما ذكرت حول مخاطبة زهير للعبّاس.
السؤال: هي البقعة المباركة
لماذا تحديد المكان في الأيه (( من الوادي الأيمن من البقعه المباركة من الشجرة ))
الجواب:
هناك روايات تشير الى ان البقعة المباركة هي كربلاء والشاطئ الواقع في الوادي الايمن هو الفرات ففي تفسير الاصفى 2/927 قال: (( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الوَادِ الأَيمَنِ )) (القصص:30) قال هو الفرات (( فِي البُقعَةِ المُبَارَكَةِ )) (القصص:30) قال هي كربلاء. وتحديد المكان بهذه العناوين العامة لأنها تكون مقبولة في كل عصر ومن كل احد نتيجة لتغير الاسماء فلم تكن هذه التسميات موجودة بنفسها في عصر موسى الذي يحكي القرآن قصته وايراد الاسماء القديمة وباللغات الاخرى غير العربية يدخلنا في متاهات التاريخ بخلاف ذكر المكان بالوصف الذي يكون مقبولا عند كل احد .هكذا يمكن ان يورد الاحتمال والله العالم بحقائق الامور.
السؤال: كربلاء حرما قبل مكة
ورد عن الأئمة (عليهم السلام): أن كربلاء حرما قبل مكة، فكيف ذلك والله يقول (( إِنَّ أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ))؟!
الجواب:
لا منافاة بين الآية المباركة وكون كربلاء حرماً قبل مكة .
روي في كامل الزيارة عن الصادق (عليه السلام) في حديث : أما علمت ان الله اتخذ كربلا حرماً امناً مباركاً قبل أن يتخذ مكة حرماً.
و عن علي بن الحسين (عليه السلام) (اتخذ الله أرض كربلا حرماً آمناً مباركاً قبل ان يخلق الله أرض مكة ويتخذها حرماً بأربعه وعشرين ألف عام) .
وجه عدم منافاة : ان الكعبه أول بيت وضعها الله للعبادة والحج واتيان النسك من الصلاة والطواف فيها والدليل علي ذلك قوله للذي ببكة فإن فيه تلويحاً إلي إزدحام الناس عنده في الطواف والصلاة وغيرهما من النسك والعبادات فليس المراد كونه أول بيت بني علي الأرض .
فعن امير المؤمنين (عليه السلام ) في قوله (( إِنَّ أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ )) قال له رجل أهو أول بيت قال لا قد كان قبله بيوت ولكنه أول بيت وضع للناس مباركاً فيه الهدي والرحمة والبركة .
وفي الدر المنثور عن علي في قوله (إن أول بيت وضع للناس ) قال كانت البيوت قبله ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله .
فلاينافي أن يكون الكعبه أول بيت وضع للعبادة ومحلاً للطواف والحج ويكون أرض كربلا حرماً قبل الكعبه ومكه بأن يكون أحترامه وعظمته قبل مكة .
السؤال: عدم مشاركة كميل فيها
اين كان التابعي الجليل كميل ابن زياد النخعي رضوان الله عليه من واقعة الطف
فلم نشهد له حضور ولا قول بعد الحادثة
ولم نشهد له موقف مع الامام السبط الشهيد الحسن صلوات الله عليه
الجواب:
لاشك في جلالة قدر (التابعي) كميل بن زياد فهو من خلص اصحاب امير المؤمنين(عليه السلام) ونحن بعد معرفة هذا اذ لانجد له ذكر في واقعة كربلاء لابد ان نلتمس له العذر بذلك فالواقعة حصلت في ايام معدودة فوصول الحسين كان في الثاني من محرم ومقتله كان في العاشر ولعل هذه الثمانية ايام غير كافية ليعرف جميع من في الكوفة خبر الحسين (عليه السلام) كما ان امر الامام الحسين (عليه السلام) كان مجهولا فهل هو مقدم على القتال ام لا ويحتمل ان عدم مشاركته في القتال لامر من الائمة (عليهم السلام) حيث اخبره الامام علي (عليه السلام) انه سوف يقتل على يدالحجاج وهذا فيه اشارة ضمنية بعدم المشاركة في كربلاء ولعل الهدف من ذلك ان كميلا متهما بالمشاركة في قتل عثمان فمشاركته مع الحسين (عليه السلام) تعطي الذريعة للمطالبة بقتلة عثمان وبذلك تفقد واقعة الطف جانب من مظلوميتها ولو عند بعض النفوس
تعليق على الجواب (1)
كيف لم يعلم بخبر وجود الحسين على الرغم من حركة مسلم ع ومبايعة الشيعه للحسين قبل المعركه
الجواب:
المقصود ان كميل من المحتمل ان لا يعلم بوقت قدوم الامام الحسين (عليه السلام) وما هي حركته واين وصل فالاخبار لمثل هذه الامور في الزمن السابق صعبة تتطلب اياما حتى انه عندما قدم ابن زياد سلم عليه اهل الكوفة بانه الحسين فهم لا يعلمون بوقت قدومه للكوفة فاذا سارت الاحداث لمدة ثمانية ايام دون ان يصل الخبر الى بعض اهل الكوفة ككميل فهذا امر محتمل ووارد .
السؤال: ما هي العلاقة بين الشمر وام البنين
ما هي صلة القرابة بين ام البنين عليها السلام وبين شمر بالتفصيل
الجواب:
ليس هناك رابطة قريبة بين الشمر وام البنين سوى ان كليهما من بني كلاب واذا عبر الشمر عن العباس واخوته ببني اختنا فالمراد هذا المعنى وهي كون ام البنين كلابية .
السؤال: كيف نفهم (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء)
ما رأيكم فيما يُقال بأن شعار ((كل يوم عاشوراء، كل أرض كربلاء))
* شعار أموي
* انه يخالف قول الامام الحسن المجتبى عليه السلام: ((لا يوم كيومك يا أبا عبد الله))
الجواب:
اذا فهمت العبارة (كل يوم عاشوراء و كل ارض كربلاء) بان كل ما يجري على الانسان من الامتحان الالهي اليومي من ضرورة اختبار طريق الحق ومجانبة طريق الباطل فلذلك يكون كل يوم يوم اختبار وامتحان كما كان يوم عاشوراء يوم اختيار وامتحان وتصير كل ارض ارض كربلاء باعتبار ان الاختبار والامتحان يجري في كل ارض ولا يصطدم هذا مع (لا يوم كيومك ...) لانه ليس المقصود ان الاختبار الذي يجري في كل يوم هو بحجم الاختبار الذي جرى على الحسين بل التشابه في اصل الاختبار لا في حجمه .
واذا فهمت العبارة بالشكل الذي يجعل كل الايام في حجم المصاب وعظم الرزية كيوم عاشوراء فهذا المعنى حتما خاطئ وهو يتناقص مع (لا يوم كيومك...) .
السؤال: دفاع الاطفال عن الحسين (عليه السلام)
ألا يُعدُّ عيبًا في حقّ الإمام الحسين عليه السلام أن يُقدِّمَ للدفاع عنه طفلا قاصرًا لم يبلغ الحلم كالقاسم بن الحسن؟
وما الوجه الشرعي في استخدام الأطفال للقتال وقد رفع عنهم القلم؟
الجواب:
الامام الحسين (عليه السلام) يعلم ان القاسم سوف لا ينفعه ولا يصد الاعداء عن قتله لذا فهو لم يخرجه للحرب لاجل ان يسلم هو صلوات الله وسلامه عليه بل اخرجه لانه اراد ان يؤدي العمل المقدس ونيل الشهادة في سبيل الدفاع عن الامام المعصوم والشرع يجيز لغير البالغين اذا وصل الحال الى ما وصل اليه الامام الحسين عليه السلام ان يؤدوا الدور الذي اداه القاسم.
السؤال: اهل الشام شاركوا في قتال الحسين (عليه السلام)
هل شارك أهل الشام أو جيش من الشام مع الجيش الذي قاتل الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ؟
الجواب:
في كتاب قبيلة بني تميم ج 4 ص 44 قال:
ويمكن تقسيم الذين خرجوا لحرب الحسين إلى أربع فئات :
جند الشام الذي كان مرابطاً في الكوفة، فالحكومة الأموية كان عندها قطعات من جيش الشام ترابط في الكوفة وحولها . قال ابن أعثم في الفتوح، بعد أن أورد خطبة ابن زياد التي وعد فيها بزيادة العطاء للمقاتلين : « ثم نزل المنبر، ووضع لأهل الشام العطاء فأعطاهم، ونادى فيهم بالخروج إلى عمر بن سعد ليكونوا عونا له على قتال الحسين » . ( الفتوح : بن أعثم الكوفي : 5 : 89 ) . وبعض أسماء هؤلاء الشاميين معروفة في التاريخ، كبكر بن حمران الأحمري، الذي تولى قتل مسلم بن عقيل (عليه السلام)، والحصين بن نمير السكوني، أحد قادة عمر بن سعد في كربلاء .
تعقيب على الجواب (1)
هنا فقط احببت ان اورد حديث للامام الصادق (عليه السلام) يوضح فيه ان من خرج لقتال الحسين (عليه السلام) هم جيش اهل الشام واهل العراق كانوا هم مناصريه:(( تاسوعاء يومٌ حوصر فيه الحسين عليه السّلام وأصحابه (رضي الله عنهم) بكربلاء، واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه، وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها، واستضعفوا فيه الحسين صلوات الله عليه وأصحابَه وأيقنوا أنّه لا يأتي الحسين عليه السّلام ناصر، ولا يمدّه أهل العراق، بأبي المستضعف الغريب..))
الفروع من الكافي، للكليني 147:4. بحار الأنوار 95:45. وكذلك في كتاب مفاتيح الجنان اعمال يوم تاسوعاء من محرم.
السؤال: الطرماح
سوالي حول الطرماح فقط نسمع من الخطباء انه قاد محمل زينب عليها السلام في القصه المعروفة ولكن سمعت انه لم يستشهد مع الحسين عليه السلام
هل هذا صحيح ؟ ولماذا
الجواب:
ذكر ابو مخنف في كتاب مقتل الحسين ان الطرماح رجع الى الكوفة لايصال بعض الطعام لاهله على ان يعود الى الحسين بعد ذلك لكنه لم يدرك الحسين (عليه السلام) حيا فقال ابو مخنف في المقتل ص89 :
قال أبو مخنف فحدثني جميل بن مرثد قال حدثني الطرماح ابن عدي : فودعته وقلت له : دفع الله عنك شر الجن والإنس اني قد امترت لأهلي من الكوفة ميرة ومعي نفقة لهم فآتيهم فأضع ذلك فيهم ثم اقبل إليك إن شاء الله، فان ألحقك فوالله لأكونن من أنصارك قال : فان كنت فاعلا فعجل رحمك الله، قال : فعلمت انه مستوحش إلى الرجال حتى يسألني التعجيل، قال : فلما بلغت أهلي وضعت عندهم ما يصلحهم وأوصيت فأخذ أهلي يقولون : انك لتصنع مرتك هذه شيئا ما كنت تصنعه قبل اليوم، فأخبرتهم بما أريد . وأقبلت في طريق بنى ثعل حتى إذا دنوت من عذيب الهجانات استقبلني سماعة بن بدر فنعاه إلى فرجعت .
لكن الطبري نقل في خاتمة المستدرك عن المقتل خلاف ذلك فقال في ج8 ص90 :
وفي مقتل أبي مخْنَف : قال الطَّرمَّاحُ بن عَدِي (رحمه الله) : كنت في القتلى، وقد وقع فيّ جراحات، ولو حلفت لكنت صادقاً : إنّي كنت غير نائم إذْ أقبل عشرون فارساً وعليهم ثياب بيض يفوح منها المسك والعنبر، فقلت في نفسي : هذا عُبيدُ الله بن زياد قد أقبل يريد جثّة الحسين (عليه السلام) ليمثّل بها . فجاؤوا حتى صاروا قريباً منه، فتقدم رجل إلى جثّة الحسين (عليه السلام) وأجلسه قريباً منه، فأومى بيده إلى الكوفة، وإذا بالرأس قد أقبل.
لكن نحن لم نعثر على ما ذكره الطبري في المقتل المذكور .
السؤال: عابس بن شبيب الشاكري
من هو عابس وابن من ومن اي القبائل العربي؟
الجواب:
عابس من حواري الامام الحسين سيد الشهداء عليه السلام وابوه شبيب الشاكري او ابو شبيب بن شاكر بن ربيعة بن مالك ... الهمداني . وكان عابس من رجال الشيعة رئيسا شجاعا خطيبا ناسكا متهجدا . وبنو شاكر بطن من قبيلة همدان وكلهم كانوا من المخلصين بولاء امير المؤمنين (عليه السلام) وكانوا من شجعان العرب وفيهم قال مولانا وسيدنا امير المؤمنين(عليه السلام) يوم صفين : لو تمت عدتهم الفا لعبد الله حق عبادته.
فعابس كان من قبيلة همدان ويقال له الشاكري لاسم جده شاكر ويقال له الوادعي ايضا لنزول بني شاكر في بني وادعة .
السؤال: هل اشترى الامام الحسين (عليه السلام) ارض كربلاء
هل صحيح ان الامام الحسين (عليه السلام) اشترى ارض كربلاء بعد وصوله اليها؟
الجواب:
ورد ان الامام الحسين (عليه السلام) اشترى ارض كربلاء بعد وصوله اليها بقيمة ستين الف درهم من اصحابها سكان الغاضرية ونينوى وكانت مساحتها اربعة اميال في اربعة اميال وتصدق عليهم وقد اكد الامام الصادق (عليه السلام) : حرم الحسين (عليه السلام) الذي اشترى اربعة اميال في اربعة اميال فهو حلال لولده ومواليه وحرام على غيرهم ممن خالفهم وفيه البركة .
واقدم مصدر عثرنا عليه لهذه الرواية هو الكشكول للشيخ البهائي عن خط جده محمد بن علي الجباعي نقلا من خط ابن طاووس نقلا من كتاب الزيارات لمحمد بن احمد بن داوود القمي عن الصادق (عليه السلام)( انظر كتاب مستدرك الوسائل للشيخ النوري الطبرسي رقم الرواية (12091 و 12092 ) .
السؤال: هل محمّد الأصغر ابن الإمام عليّ استشهد أم لا؟
لماذا لم تأتي رواية عن ذكر محمّد الصغير في واقعة الطف؟
الجواب:
إنّ محمّد الأصغر ابن الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) استشهد مع أخيه الإمام الحسين(عليه السلام) بالطف، وأُمّه ليلى بنت مسعود الدارمية، كما ذكره الشيخ المفيد في كتابه (الإرشاد).
وأمّا عدم مجيء الرواية عن هذا الشهيد، كما جاء في غيره من الشهداء في طف كربلاء، فهذا يتعلّق بعلوّ شخصية الرجال، فإنّ أبا الفضل العباس(عليه السلام) قد ذكر فضله ومكانته ولم يذكر لإخوته، مع أنّهم كلهم قد استشهدوا في نفس المعركة، وفي نفس الأهداف السامية.
وهناك عديد من كبار الشخصيات من ذرّية آل محمّد(عليهم السلام) وصحابة الإمام الحسين(عليه السلام) الذين قد استشهدوا في كربلاء لم يذكر التاريخ عن فعالهم وجهادهم ورجزهم وحياتهم، وكيف وأين نشأوا وما فعلوا في حياتهم قبل واقعة كربلاء.
وهكذا الأمر في محمّد الأصغر ابن الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فقد اختلفت الأقوال في كتب التواريخ بأنّه قتل أم لم يقتل في طف كربلاء، فبعضهم يقول: إنّه استشهد مع أخيه الإمام الحسين(عليه السلام)، وبعضهم يقول: إنّه لم يقتل لأنّه كان مريضاً، وبعضهم يقول: قد جرح في ساقه، وبعضهم يقول: رماه رجل من بني تميم فقتله، وبعضهم يقول: قد وجد في معركة الطف مقتولاً لا يدري من الذي قتله.
السؤال: هل استشهد عون بن عبد الله بن جعفر مع خاله الامام الحسين (عليه السلام)؟
هل صحيح ذهاب عون عبد الله لاجل ان يحشم القبيلة الاسدية. وصادفة الجيش في تلك المنطقة. فقتل من الاسديون اكثر من الف واستشهد روحي فداؤه هناك؟
الجواب:
ان عون بن عبد الله بن جعفر الطيار (عليه السلام) قتل مع الامام الحسين (عليه السلام) وهو عون الاكبر ابن زينب العقيلة سلام الله عليها وهذا هو الذي وقع التسليم عليه في زيارة الناحية والزيارة الرجبية وعون الاصغر بن عبد الله بن جعفر وامه الحوصاء بنت حفصة بن ثقيف استشهد مع الامام الحسين (عليه السلام). وهناك عون الاصغر اخر امه جمانه بنت مسيب الفزاري الذي قتل في وقعة الحرة في المدينة ولم يحضر في الطف .
واما الذي ذكرتم من احتشاد عون بن عبد الله بن جعفر الاسديين وتصادف الجيش وقتال الاسديين مع جيش عمر بن سعد فلم نعثر فيما تتبعنا في الكتب المظنون وجود هذا الامر فيها . فنرجوا منكم المصدر لهذا النص حتى نناقش فيه .
ولعل سوالكم يتعلق بالقبر المعروف قرب كربلاء بعون بن عبد الله بن جعفر فنقول عنه : ان هذا القبر لا يتعلق بعون بن جعفر ابن اخت الحسين (عليه السلام) بل هو غيره من الصلحاء الذي كان اسمه ايضا عون واسم ابيه عبد الله واسم جده جعفر ولكن هو بالاخير ينسب الى شخص كان اسم جده (البنفسج).
السؤال: حديث مكانة اصحاب الامام الحسين (عليه السلام) العليا
سمعت من احد المؤمنين ان الامام الحسين (ع) و اصحابه المستشهدين في كربلاء لهم مقام عالي عند الله، بحيث جعل حافر قبورهم هو النبي (ص) و قابض أرواحهم هو الله تبارك و تعالى
السؤال هل هناك روايات فعلاً في هذا الأمر ؟
الجواب:
نعم ان الامام الحسين (عليه السلام) واصحابه المستشهدين معه في كربلاء قد بلغوا مقاما عاليا عند الله تعالى من جميع اصحاب الائمة والانبياء (عليهم السلام) وقد حفر قبورهم رسول الله (صلى الله عليه واله) ونحن نذكر لكم المصدر فقط لان الرواية طويلة وموجودة في كثير من كتب المقاتل , انظر ( بحار الانوار ج45/ 233 ).
واما رواية قبض ارواحهم من قبل الله تعالى فقد اشار اليها الشيخ وحيد الخرساني في كتابه الحق المبين في معرفة المعصومين (عليهم السلام) وفند الاشكال من المخالفين عليها بان هناك روايات عند المخالفين تدل ان من قرأ آية الكرسي وادام عليها فسوف يقبض روحه الله تعالى بيده ( انظر الحق المبين في معرفة المعصومين ص324 ) .
السؤال: شهرة قضية كربلاء قبل وقوعها
هل كان الرسول صلى الله عليه واله وسلم يحدث بواقعة الطف لكل الموءمنين ام لاهل بيته فقط
الجواب:
ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كان يحدث بواقعه الطف احيانا لاهل بيته فقط وهو عندما كان في اهل بيته بمعنى عام حتى يشمل هذه الكلمة لام سلمة.
واحيانا كان يحدث على رؤوس الاشهاد وفي ثلة من صحابته- ومنهم ابن عباس – كما هو مذكور في كتبنا وفي كتب غيرنا ايضا. وان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ما كان يحدث بالتفصيل وبجميع ما يرد على اهل بيته في الطف بل يشير الى بعض القضايا فقط. امثال استشهاد الحسين (عليه السلام) واصحابه عطشانا وارض الواقعة التي تقع فيها هذه المجزرة الاليمة وهكذا.
السؤال: لماذا لم يلتحق قيس بن سعد بن عبادة بالامام الحسين (عليه السلام)
لماذا لم يلتحق قيس بن سعد بن عبادة (رض) بجيش الامام الحسين (ع) المتوجه لكربلاء؟ وهل هناك وجود لشخصية ابو حمزة الكندي الذي ترك الامام الحسن (ع) والتحق بمعاوية؟
الجواب:
قد ذكر الشهيد الثاني في رسائله المجلد الثاني ص1046 :مات قيس بن سعد بالمدينة سنة ستين .
وقد جاء في موسوعة طبقات الفقهاء المجلد الاول ص230 : فلم يزل بها (أي المدينة ) حتى توفي في آخر زمن معاوية . فيظهر من هذا ايضا بان قيس بن سعد قد مات قبل ان يخرج الامام الحسين (عليه السلام) الى كربلاء لان الامام (عليه السلام) قد خرج بعد وصول معاوية الى الهاوية .
وقال الصالحي الشامي في كتابه سبل الهدى والرشاد ج11 ص416 : توفي بالمدينة آخر ايام معاوية. هذا وقد كان قيس من كبار شيعة امير المؤمنين علي (عليه السلام) ومناصحيه فولاه (عليه السلام) مصر وشهد معه وقعتي صفين والنهروان وجعله الامام على شرطة الخميس الذين كانوا يبايعون على الموت وان الامام المجتبى(عليه السلام) قد وجهه على مقدمة الجيش لقتال معاوية وبعد الصلح بين الامام ومعاوية رجع قيس الى المدينة وبقي حتى مات بها قبل خروج الامام الحسين (عليه السلام).
واما الرجل الثاني الذي ذكرتموه فلم نعثر عليه ولا على هويته فنحن نتوقع منكم ان تذكروا لنا المصدر حتى نناقش فيه .