الشيخ عباس محمد
01-09-2017, 05:08 PM
أهمية البلوغ
البلوغ مرحلة هامة وحساسة في حياة كل إنسان ، ويعد إيذانا بالدخول الى عالم الرجال أو النساء . ويعتبر الحيض الأول بالنسبة للفتيات ، بحسب علماء النفس ، دليلا قاطعا على البلوغ والنضوج الجنسي ، الذي يرافقه تغيرات نفسية وفسيولوجية واسعة.
فبخلاف بعض التصورات التشاؤمية ، التي تصف هذه المرحلة بالآفة الخطيرة ، نعتقد أن البلوغ نعمة الهية كبيرة تستوجب الشكر وتدعو الى السرور لأن أبنائنا يكونون بذلك قد بلغوا درجة من النضج تؤهلهم للعب دور هام وفعال في الحياة الإجتماعية . وإذا كان هناك بعض القلق الذي يساور الأمهات في هذا المجال ، فمبعث ذلك هو خشيتهن من إحتمالات تعرض الأبناء للجنوح والإنحراف بسبب إيحاءات والقاءات رفاق السوء والأشرار .
أهم مراحل الحياة
لقد وصف علماء النفس ،وعلماء التربية بوجه خاص ، مرحلة البلوغ بأنها أهم مرحلة في حياة الفتاة وذهبوا الى أن أغلب الفتيات الحساسات يبلغن خلال هذه الفترة أقصى درجات الإنفعال العاطفي . وقد إعتبرها بعض علماء النفس ، كـ (اوريس دولوم) ، بأنها نقطة عطف في حياة الشخصية.
تدخل افتايت ، بدخولهن سن البلوغ ، مرحلة جديدة في حياتهن تترك إيجابياتها أو سلبياتها آثارا كبيرة على مستقبلهن في المدى البعيد والمتوسط. ففي بعض المجتمعات البدائية تنضم المراهقات ، مع دخولهن سن البلوغ ، الى
مجتمع الكبار البالغين خلال مراسيم خاصة تقام لهذا الغرض .
ويعتبر البلوغ من وجهة النظر الإسلامية ، إيذانا بدخول الفتاة مرحلة جديدة في الحياة ، ونسعى في مجتمعاتنا الإسلامية خلال ذلك الى إفهام الفتاة أصول وضوابط الحياة الفردية والإجتماعية الجديدة . ونثقفها على ما ينتظرها من واجبات ومسؤوليات مستقبلية كأنسانة ناضجة ينبغي عليها أن تكون مستعدة للعب دور الزوجة والأم في الحياة من الآن فصاعدا.
ولادة جديدة
لقد عبر بعض علماء النفس ، كـ (أستانلي هال) عن البلوغ بإعتباره ولادة جديدة أو مرحلة إنتقالية في حياة الشخص ينتقل خلالها الى نمط جديد من الحياة تبرز فيه اكمل وأنضج الخصائص الإنسانية ، ويصل خلاله الإنفعال العاطفي والغريزي الى أوجه.
فقد وصفت حالة البلوغ بالمرحلة الإنتقالية لكون الشخص ينتقل خلالها من مرحلة الطفولة الى مرحلة حياة الكبار حيث إهتمامات البالغين وميولهم ونظرتهم الى جماليات الحياة الفردية والإجتماعية الناضجة وكيفية تعاملهم مع شؤونها.
وكذلك فقد وصف هذه المرحلة علماء آخرون بإعتبارها حالة وسطية أو برزخية بين سن المراهقة والنضوج الجنسي الذي ما أن تبلغه الفتاة حتى تنتظم ميولها وعواطفها الغريزية وتستقر على إيقاع معين ، وتشعر الفتاة على أثره بأنها قد أصبحت إمرأة كاملة ومؤهلة للعب دور الزوجة والأم في الحياة الإجتماعية كأي إمرأة ناضجة.
صعوبة التطابق
من المشكلات التي تواجه الفتيات في هذه السن صعوبة تطابقهن مع الوضع الجديد . فاللاتي لم يكن قد إستعدن مسبقا للدخول في هذه المرحلة ، يجهلن كيف ينبغي عليهن أن يتصرفن بحيث لا يحسب سلوكهن بحساب تصرفات الأطفال ، ومن هنا نجدهن ، في بعض الحالات ، يحاولن تقليد الكبار في سلوكهن دون جدوى.
إن مرحلة البلوغ ، بحسب موريس دبس ، هي فترة الإنفعال والتوتر العاطفي الحاد ، وهذه المسالة بذاتها تساهم الى حدود كبيرة في عجز الفتاة عن التطابق مع الأوضاع ونادرا ما تتمكن الفتيات من الإنسجام والتطابق مع الأسرة والمجتع بسهولة خلال هذه السن لوحدهن ودون رعاية ومساعدة أولياء الأمور والمربين .
ومن العوامل الخرى لإستصحاب الكثير من الفتيات التطابق والتكيف مع الحالة الجديدة ، خلال هذه المرحلة ، يمكن الإشارة الى مختلف أنواع القلق والإضطرابات التي يتعرضن لها على أثر بدء نشاط وفعالية الميول والغرائز الجنسية لديهن ورؤية نزول دم الحيض عليهن بشكل مفاجئ.
لكنه ومع ذلك ، فإن أعضاء هذه الفئة يتمكن من التكيف مع الحالة الجديدة بمرور الزمن ويلائمن أنفسهن مع ظروفها بإعتبارها حالة طبيعية وإن كان بعضهن قد يواجهن مشكلات وصعوبات قليلة وكثيرة في بداياتها وأثنائها.
تستجد لدى الفتاة ، مع وفودها الى مرحلة البلوغ الجنسي ، ميول وإندفاعات جديدة تأخذ طابع الأزمة في غالب الأحيان . وتتوقف سلبية أو إيجابية إستجابة الفتاة لحالة النضوج الجنسي للوهلو الأولى على طبيعة نموها وعلى نوع الفهم الذي تحمله في ذهنها مسبقا عن البلوغ والحياة النسوية .
وبطبيعة الحال ، فإن الإنفعالات العاطفية العاصفة خلال هذه الفترة ، تؤدي في بعض الحالات الى إضطراب الفتاة وتشويش ذهنها وبتالي إبعادها عن النظر الى الأشياء بواقعية ومن ثم الوقوع فريسة لمختلف الأوهام والهواجس النفسية، ولا شك في تأثير عملية التثقيف والتربية الصحيحة في الحد من السلبيات التي تنطوي عليها هذه المرحلة من العمر.
تأثير البلوغ في الحياة
كما ذكرنا فيما مر ، فإن البلوغ يقلب أحوال الفتيات ويغير مزاجاتهن وسلوكهن في الحياة ، ويسبب لهن في كثير من الحالات ، مشاكل وصعوبات عديدة سنتناولها في الفصول الآتية بالتفصيل ، ومنها ما يتجلى على شكل الشعور بالإجهاد والضغط النفسي فيما يتعلق بملاءمة النفس مع الحالة ، والمتطلبات الإجتماعية الجديدة.
ومن تأثيرات هذه الحالة ، بلحاظ آخر محاولة الفتاة الإستقلال بفلسفة ورؤية خاصة عن الحياة وعن كيفية التعامل والتفاعل مع حاجاتها ومتطلباتها ، والعمل على أن تأتي قراراتها ومواقفها وسلوكياتها تجاه مشاعرها وإهتماماتها الفردية وكذلك تجاه المجتمع والآخرين متوازنة ورزينة ومنطلقة من حسابات مدروسة مسبقا.
سرعة النمو
لقد وصفت هذه المرحلة ن السن بفترة قصر الثياب ، وذلك كدلالة على سرعة إيقاع النمو وزيادة طول القامة بشكل مفرط ، حيث تصبح مثلا ، الثياب التي كانت ملائمةللفتاة من حيث المقاس قبل ستة أشهر ، قصيرة وغير قابلة للأرتداء بعد ذلك ، وهو الأمر الذي يدعو بعض أولياء الأمور أحيانا الى الإعتقاد ،
حطأ ، بأن الثياب إنما قصرت ولم تعد صالحة للآرتداء من قبل الفتاة بسبب كثرة الغسل ! فمنذ الولادة وحتى سن الخامسة يزداد الطول بمقدار ضعفين ، ومن ثم يتنازل إيقاع نمو الطول شيئا فشيئا الى أن يصل أدنى درجاته في سن العاشرة ، ويعاود النمو العضوي لدى الفتيات إيقاعه في سن الحادية عشر ويزداد نمو الطول لديهت في سني البلوغ بمقدار 25 سنتمترا (1) . ويستمر هذا النمو كذلك بعد البلوغ ويتوقف لدى البنات الى حد ما في سن السادسة عشر ، فيما يتواصل لدى البنين الى فترات أبعد.
وبطبيعة الحال يواجه المراهقون ، أناثا وذكورا ، صعوبات عديدة على أثر تزايد إيقاع النمو في جهة الأطراف خلال فترة البلوغ ، ومنا فقدانهم السيطرة على أعضائهم بشكل كامل عند الحركة والمشي وعند حمل الأشياء من مكان الى آخر أو الإصطدام بها . كما وقد يصل بهم الأمر ، نتيجة عجزهم عن ضبط حركاتهم أزاء الأشياء درجة يشعرون معها بالبلادة والحمق.
(1) البلوغ ، موريس دبس ص 23 .
البلوغ مرحلة هامة وحساسة في حياة كل إنسان ، ويعد إيذانا بالدخول الى عالم الرجال أو النساء . ويعتبر الحيض الأول بالنسبة للفتيات ، بحسب علماء النفس ، دليلا قاطعا على البلوغ والنضوج الجنسي ، الذي يرافقه تغيرات نفسية وفسيولوجية واسعة.
فبخلاف بعض التصورات التشاؤمية ، التي تصف هذه المرحلة بالآفة الخطيرة ، نعتقد أن البلوغ نعمة الهية كبيرة تستوجب الشكر وتدعو الى السرور لأن أبنائنا يكونون بذلك قد بلغوا درجة من النضج تؤهلهم للعب دور هام وفعال في الحياة الإجتماعية . وإذا كان هناك بعض القلق الذي يساور الأمهات في هذا المجال ، فمبعث ذلك هو خشيتهن من إحتمالات تعرض الأبناء للجنوح والإنحراف بسبب إيحاءات والقاءات رفاق السوء والأشرار .
أهم مراحل الحياة
لقد وصف علماء النفس ،وعلماء التربية بوجه خاص ، مرحلة البلوغ بأنها أهم مرحلة في حياة الفتاة وذهبوا الى أن أغلب الفتيات الحساسات يبلغن خلال هذه الفترة أقصى درجات الإنفعال العاطفي . وقد إعتبرها بعض علماء النفس ، كـ (اوريس دولوم) ، بأنها نقطة عطف في حياة الشخصية.
تدخل افتايت ، بدخولهن سن البلوغ ، مرحلة جديدة في حياتهن تترك إيجابياتها أو سلبياتها آثارا كبيرة على مستقبلهن في المدى البعيد والمتوسط. ففي بعض المجتمعات البدائية تنضم المراهقات ، مع دخولهن سن البلوغ ، الى
مجتمع الكبار البالغين خلال مراسيم خاصة تقام لهذا الغرض .
ويعتبر البلوغ من وجهة النظر الإسلامية ، إيذانا بدخول الفتاة مرحلة جديدة في الحياة ، ونسعى في مجتمعاتنا الإسلامية خلال ذلك الى إفهام الفتاة أصول وضوابط الحياة الفردية والإجتماعية الجديدة . ونثقفها على ما ينتظرها من واجبات ومسؤوليات مستقبلية كأنسانة ناضجة ينبغي عليها أن تكون مستعدة للعب دور الزوجة والأم في الحياة من الآن فصاعدا.
ولادة جديدة
لقد عبر بعض علماء النفس ، كـ (أستانلي هال) عن البلوغ بإعتباره ولادة جديدة أو مرحلة إنتقالية في حياة الشخص ينتقل خلالها الى نمط جديد من الحياة تبرز فيه اكمل وأنضج الخصائص الإنسانية ، ويصل خلاله الإنفعال العاطفي والغريزي الى أوجه.
فقد وصفت حالة البلوغ بالمرحلة الإنتقالية لكون الشخص ينتقل خلالها من مرحلة الطفولة الى مرحلة حياة الكبار حيث إهتمامات البالغين وميولهم ونظرتهم الى جماليات الحياة الفردية والإجتماعية الناضجة وكيفية تعاملهم مع شؤونها.
وكذلك فقد وصف هذه المرحلة علماء آخرون بإعتبارها حالة وسطية أو برزخية بين سن المراهقة والنضوج الجنسي الذي ما أن تبلغه الفتاة حتى تنتظم ميولها وعواطفها الغريزية وتستقر على إيقاع معين ، وتشعر الفتاة على أثره بأنها قد أصبحت إمرأة كاملة ومؤهلة للعب دور الزوجة والأم في الحياة الإجتماعية كأي إمرأة ناضجة.
صعوبة التطابق
من المشكلات التي تواجه الفتيات في هذه السن صعوبة تطابقهن مع الوضع الجديد . فاللاتي لم يكن قد إستعدن مسبقا للدخول في هذه المرحلة ، يجهلن كيف ينبغي عليهن أن يتصرفن بحيث لا يحسب سلوكهن بحساب تصرفات الأطفال ، ومن هنا نجدهن ، في بعض الحالات ، يحاولن تقليد الكبار في سلوكهن دون جدوى.
إن مرحلة البلوغ ، بحسب موريس دبس ، هي فترة الإنفعال والتوتر العاطفي الحاد ، وهذه المسالة بذاتها تساهم الى حدود كبيرة في عجز الفتاة عن التطابق مع الأوضاع ونادرا ما تتمكن الفتيات من الإنسجام والتطابق مع الأسرة والمجتع بسهولة خلال هذه السن لوحدهن ودون رعاية ومساعدة أولياء الأمور والمربين .
ومن العوامل الخرى لإستصحاب الكثير من الفتيات التطابق والتكيف مع الحالة الجديدة ، خلال هذه المرحلة ، يمكن الإشارة الى مختلف أنواع القلق والإضطرابات التي يتعرضن لها على أثر بدء نشاط وفعالية الميول والغرائز الجنسية لديهن ورؤية نزول دم الحيض عليهن بشكل مفاجئ.
لكنه ومع ذلك ، فإن أعضاء هذه الفئة يتمكن من التكيف مع الحالة الجديدة بمرور الزمن ويلائمن أنفسهن مع ظروفها بإعتبارها حالة طبيعية وإن كان بعضهن قد يواجهن مشكلات وصعوبات قليلة وكثيرة في بداياتها وأثنائها.
تستجد لدى الفتاة ، مع وفودها الى مرحلة البلوغ الجنسي ، ميول وإندفاعات جديدة تأخذ طابع الأزمة في غالب الأحيان . وتتوقف سلبية أو إيجابية إستجابة الفتاة لحالة النضوج الجنسي للوهلو الأولى على طبيعة نموها وعلى نوع الفهم الذي تحمله في ذهنها مسبقا عن البلوغ والحياة النسوية .
وبطبيعة الحال ، فإن الإنفعالات العاطفية العاصفة خلال هذه الفترة ، تؤدي في بعض الحالات الى إضطراب الفتاة وتشويش ذهنها وبتالي إبعادها عن النظر الى الأشياء بواقعية ومن ثم الوقوع فريسة لمختلف الأوهام والهواجس النفسية، ولا شك في تأثير عملية التثقيف والتربية الصحيحة في الحد من السلبيات التي تنطوي عليها هذه المرحلة من العمر.
تأثير البلوغ في الحياة
كما ذكرنا فيما مر ، فإن البلوغ يقلب أحوال الفتيات ويغير مزاجاتهن وسلوكهن في الحياة ، ويسبب لهن في كثير من الحالات ، مشاكل وصعوبات عديدة سنتناولها في الفصول الآتية بالتفصيل ، ومنها ما يتجلى على شكل الشعور بالإجهاد والضغط النفسي فيما يتعلق بملاءمة النفس مع الحالة ، والمتطلبات الإجتماعية الجديدة.
ومن تأثيرات هذه الحالة ، بلحاظ آخر محاولة الفتاة الإستقلال بفلسفة ورؤية خاصة عن الحياة وعن كيفية التعامل والتفاعل مع حاجاتها ومتطلباتها ، والعمل على أن تأتي قراراتها ومواقفها وسلوكياتها تجاه مشاعرها وإهتماماتها الفردية وكذلك تجاه المجتمع والآخرين متوازنة ورزينة ومنطلقة من حسابات مدروسة مسبقا.
سرعة النمو
لقد وصفت هذه المرحلة ن السن بفترة قصر الثياب ، وذلك كدلالة على سرعة إيقاع النمو وزيادة طول القامة بشكل مفرط ، حيث تصبح مثلا ، الثياب التي كانت ملائمةللفتاة من حيث المقاس قبل ستة أشهر ، قصيرة وغير قابلة للأرتداء بعد ذلك ، وهو الأمر الذي يدعو بعض أولياء الأمور أحيانا الى الإعتقاد ،
حطأ ، بأن الثياب إنما قصرت ولم تعد صالحة للآرتداء من قبل الفتاة بسبب كثرة الغسل ! فمنذ الولادة وحتى سن الخامسة يزداد الطول بمقدار ضعفين ، ومن ثم يتنازل إيقاع نمو الطول شيئا فشيئا الى أن يصل أدنى درجاته في سن العاشرة ، ويعاود النمو العضوي لدى الفتيات إيقاعه في سن الحادية عشر ويزداد نمو الطول لديهت في سني البلوغ بمقدار 25 سنتمترا (1) . ويستمر هذا النمو كذلك بعد البلوغ ويتوقف لدى البنات الى حد ما في سن السادسة عشر ، فيما يتواصل لدى البنين الى فترات أبعد.
وبطبيعة الحال يواجه المراهقون ، أناثا وذكورا ، صعوبات عديدة على أثر تزايد إيقاع النمو في جهة الأطراف خلال فترة البلوغ ، ومنا فقدانهم السيطرة على أعضائهم بشكل كامل عند الحركة والمشي وعند حمل الأشياء من مكان الى آخر أو الإصطدام بها . كما وقد يصل بهم الأمر ، نتيجة عجزهم عن ضبط حركاتهم أزاء الأشياء درجة يشعرون معها بالبلادة والحمق.
(1) البلوغ ، موريس دبس ص 23 .