الشيخ عباس محمد
01-09-2017, 05:11 PM
التحولات السلوكية
إن مرحلة البلوغ الجنسي هي مرحلة التحولات السلوكية في حياة الشخص التي تحصل على التفاعلات والتغيرات النفسية المختلفة . وقد ذهب بعض العلماء الى وصف هذه الفترة بمرحلة الصراع الحاد بين الغرائز الجنسية والقيم والمعايير الأخلاقية التي تتقاطع مع بعضها . وهو ما يعد عاملا هاما من عوامل تحول وتغير سلوك الشخصية وإكتسابه منحى جديدا ويختلف بطبيعته عن مرحلة الطفولة.
إن مواقف أعضاء فئة المراهقين من حالة البلوغ وردود أفعالهم تجاهها تختلف من شخص الى ىخر ويمكن إجمالها بالعبارات الآتية:
ــ البعض منهم يضطرب وتستولي عليه الحيرة ولا يدري ما يفعل عندما يلتفت الى هذه الحالة.
ــ العض الاخر يتستر عليها ويحاول إخفاء معالمها والإيحاء بعدم حدوث ما هو متغير في شخصه وفي أعضائه.
ــ فريق من هؤلاء ينتظر حصول متغيرات جديدة بعد ملاحظته العالم وظواهر الحالة ، ويستقبل كل متغير في هذا المجال بحساسية مفرطة هي مزيج من القلق والخوف والحزن.
ــ كما وتوجد جماعة من هؤلاء الفئة تختلف نظرتها للبلوغ عن المجموعات السابقة ، حيث تستقبله بشيء من الفخر والغرور والإعتزاز(1).
(1) علم نفس أسبرلينج ، ص 175 .
إثبات الذات
إن البلوغ الجنسي في حياة المراهق أو المراهقة بعد مرحلة الشعور بأهمية الذات والإندفاع من أجل تحقيق الإرادة وإثبات الذات أمام الآخرين ، ويأخذ الإندفاع المفرط بهذا الإتجاه في بعض الحالات ، شكلا مرضيا عند الشخص يتجلى في سلوكه وتصرفاته والفات الأنظار اليه.
وبحسب قول أحد العلماء ، يبلغ التوجه الى الذات والإهتمام به لدى الشخص ذروته في سن البلوغ ، وتعد هذه الحالة نقطة عطف في حياته . ونتيجة لهذا الدافع ، يلاحظ في أحايين كثيرة صدور تصرفات ساذجة من الشخص تنم عن صبيانيته ومشاكسته للآخرين في سلوكه وحركاته بما يزعج أولياء الأمور ويقلقهم .
طبيعة السلوك
يتسم سلوك المراهق أو المراهقة في هذه المرحلة بالتقلب والتناقض ، وينطبع في معظم الأحيان بطابع الإنفعال والتسرع في إتخاذ المواقف والقرارات بشأن مختلف الأمور . ويمكن تشبيه حاله بحال الذي تضطرم فيه النار ويبحث عن سبيل يطفئ من خلاله النار ، التي تلهبه وتعذبه بحروقاتها ، دون جدوى.
ففي بعض الحالات يسعى المراهق الى أن تكون أفعاله وسلوكياته منطلقة من رؤاه وأفكاره المستقلة بعيدا عن تأثيرات الآخرين ، ويصر على ذلك الى درجة التمرد على توجيهات الوالدين وتجاهل آرائهم بشكل فج ، وفي حالات أخرى ، نجده يميل في سلوكه الى التبعية والتقليد للآخرين في الكلام والملبس والتصرف . وبالطبع فإن هذا السلوك التقليدي لا يستمر طويلا ، ويتجه بالتدريج .
بعد إجتياز مرحلة المراهقة والدخول في مرحلة الشباب الى الإستقلال في السلوك والنفور من التقليد والتبعية.
العداء والمغامرة
يتولد لدى الفتيات في سن البلوغ أحيانا شعور يدفعهن الى الإعتقاد بأن الآخرين يقفون حجر عثرة أمام رغباتهن بالإستمتاع بالحياة . وقد يعتبرن تحت تأثير مثل هذا الإيحاء ، اولياء أمورهن ، خصوصا الأمهات ، أعداء لهن ويضمرن الحقد والكراهية تجاههم . وتعود بواعث حالات التمرد والعصيان والعدوان ، التي نلاحظها لدى أفراد هذه الفئة أحيانا داخل الأسرة ، الى هذا النوع من التصورات والإيحاءات الخاطئة.
فكما تزداد شدة الإنفعالات في هذه السن ، تتسع وتزداد ، الى جانب ذلك حالات ونوع التأثرات أيضا . فالغضب الطفولي يخلي مكانه للحقد والكراهية ، وتحتل الرأفة والشفقة مكان رقة وحساسية مرحلة الطفولة ، حتى لقد يتجمع في نفس الفتاة ، في بعض الحالات ، مزيج متناقض من مشاعر الفرح والحزن في آن واحد .
وتتولد لدى الفتاة في هذه السن ميول ولإندفاعات نحو المغامرة والرغبة بخلق أجواء الإثارة في الوسط الذي تعيش فيه . ومن هنا نجدها تساهم تارة في خلق مثل هذه الأجواء لإثارة الآخرين من أجل الفرحة والإستمتاع ، وتارة أخرى تتسبب هي بشكل مباشر في خلق مثل هذه الأجواء.
ومن مظاهر حب المغامرة لدى أفراد هذه الفئة ، يمكن الإشارة الى حالات التهور ، وتمثل الأبطال في السلوك والتصرفات ، والتوسل بالقوة والعنف في تحقيق الرغبات ، والتمرد على الأعراف الإجتماعية ، والإندفاع نحو المساهمة
في إثارة القلاقل والمشكلات.
إن سن البلوغ هي سن حب الظهور وإبراز الذات ، حيث يسعى المراهق أو المراهقة فيها الى الفات نظر الآخرين الى أهمية شخصيته بواسطةمختلف الحركات والتصرفات التي يغلب عليها طابع التمثيل والتكلف ، ومن خلال ما يحرص على إرتدائه من أزياء زاهية ذات مودات والوان صارخة.
ويعمل المراهق على تحقيق هذه الرغبة تارة بالتظاهر بالصرامة والعنف ، وتارة أخرى بالهدوء والطاعة والتسليم ، وقد يكون متمردا عاصيا حينا ،ومطيعا مهذبا حينا آخر.
ومن الحالات التي نلاحظها عند الفتيات في هذه السن ، والتي تنم عن السذاجة وسوء التقدير ، محاولاتهن ، في بعض الأحيان ، الظهور بمظهر الذكور ، فيما يجرينه على أشكالهن من تغيرات ظاهرية ، كما وقد يبادرن فيبعض الموارد الى التظاهر بالإقدام على الإنتحار بهدف إرعاب الآخرين ، خصوصا الأمهات ن وإخضاعهم لإرادتهن ومن الحالات الأخرى التي يمكن الإشارة اليها في هذا المجال ، تمثيل الفتاة لسلوك وتصرفات نجمات الفن والسينما ، ومحاولاتها تقليدهن في نوع الملبس والزينة ، وفي طريقة الكلام والضحك و ... ويعود السبب في جانب من ذلك الى جهل الفتاة بمواصفات الشخصية ـ السوة التي ينبغي الإقتداء بها ، وعدم مبادرة أولياء الأمور الى تعريفها بالشخصيات الإيجابية الجديرة بالإقتداء في الحياة.
النشاط والفعالية
تتميز الفتاة في سن البلوغ بكونها تتمتع بكم كبير من الطاقة والحيوية الذي يبحث له عن متنفس بنحو و آخر ، وينبغي على أولياء الأمور والمربين المبادرة الى
توجيه هذه الطاقة وتسخيرها بالإتجاه الصحيح من خلال توفير أرضية لممارسة النشاطات والفعاليات المفيدة للفتاة ، وبخلاف ذلك ، فإن هناك إحتمال أن تتسرب هذه الطاقة بإتجاهات مخربة ذات عواقب وخيمة ، أو أن تفقد الفتاة حيويتها بالتدريج ـ وتعتاد على الترهل والكسل والخمول.
وبخصوص الأسباب والعوامل التي تولد في الشخص مثل هذه الطاقة والحيوية في هذه السن ، فقد ورد ما يلي :
عند حلول سن البلوغ ، تشرع الكثير من الطاقات الغريزية ، الساكنة في ضمير الشخص بالفعالية والنشاط ، الأمر الذي يولد في الشخص البالغ حديثا طاقة حيوية جديدة . ويؤدي تصريف هذه الطاقة الى مجموعة من النشاطات والفعاليات العضلية والسلوكية التي تدخل ضمن الأفعال والسلوكيات المرضية في ظاهر الحال ، بينما هي من إفرازات مرحلة البلوغ الجنسي في واقع الحال.
ففي سن البلوغ يزداد وزن وقوة الفتاة وتتولد لديها الطاقة والحيوية على أثر الحركة والنشاط . المتزايدين . ومن الحكمة أن تبادر الأمهات الى تكليف فتياتهن ، في هذه السن ، ببعض الأعمال الجانبية في البيت ، الى جانب نشاطاتهن المدرسية ، من أجل أن يصرفن قسما من طاقاتهن عن هذا الطريق.
جنسية السلوك
تكتسب علاقات الفتيات بالآخرين في سن البلوغ إيحاء ومفهوما جنسيا ، وتصدق هذه الحالة حتى على علاقات أعضاء الجنس الواحد ببعضهم في بعض الموارد . ولا يعود شعور الفتاة في تعملها مع الذكور من الأرحام والأقارب ذلك الشعور الطفولي البريء . فبالأمس قبل البلوغ الجنسي ، كانت تلاعب هؤلاء وتلهو معهم بممارسة الجري والقفز والضحك و ... دون أن تشوب إرتباطها بهم أي شائبة.
أما اليوم ، فيختلف الأمر إختلافا بينا ، حيث تخجل من أبناء الجنس الآخر بشدة ، ويعظم عليها حتى طلب العون من أحد الفتيان المقربين اليها بالنسب من أجل قضاء حاجة ضرورية لديها . وأكثر من هذا فإنها تشك حتى في الظروف العادية ، من إحتمال أن يفسر الآخرون كلامها تفسيرا جنسيا.
ويلاحظ لدى بعض أعضاء هذه الفئة من الفتيات نوع من الحماس والإندفاع الكبير نحو التقرب الى بعض الزميلات والمعلمات وإقامة هلاقات حميمة معهن . وهذه العلاقات ، التي يدعين صفائها وصدقها ، ليست بريئة في الكثير من الحالات وليس من سوؤ الظن النظر الى طرائق تقبيلهن وعناقهن لبعضهن بشيء من الحذر والريبة.
الا انه في الوقت ذاته ، تعد مرحلة البلوغ الجنسي بالنسبة للفتيات ، مرحلة نضوج الشخصية نسبيا ، ولكن ينبغي على أولياء الأمور والمربين معرفة حقيقة إن الفتيات خلال ذلك السن في وضع يمكن تركهنتماما يتصرفن في شؤونهن وفق رغباتهن وأهوائهن. فقد يبادرن الى إستخدام وسائل الزينة من أجل تجميل أنفسهن ، ولأنهن يتعلقن في هذه الثناء بالمجوهرات والالبسة الفاخرة ، فقد ينزلقن من أجل الحصول على هذه الأشياء في مسالك الإنحرافا الخلقية والإجتماعية.
الإختلال في السلوك
تتعرض الفتيات المتسببات ، المتحررات من رقابة وإشارف أولياء المور ن في هذه السن ، في بعض الحالات الى إختلالات سلوكية عديدة ، تتجلى على شكل إنحرافات خلقية ،وغريزية ، وإقتصادية ، وإجتماعية ، وحتى سياسية . الأمر ال1ي يوجب غيلائه مزيدا من الإهتمام والتعامل معه بحساسية.
وقد يؤدي النمو الجنسي ، خصوصا في بدايات سن المراهقة ، الى شعور الفتاة بالخمول والكسل ، وكذلك فقد يتنازل خلال هذه الفترة مستواها الدراسي وتعود بواعث ذلك الى عوامل التعب والإجهاد الزائد أو للإنشغالات العاطفية الخاصة بسن البلوغ ومن الضروري إستشارة الطبيب النفساني بشأنها.
إن مرحلة البلوغ الجنسي هي مرحلة التحولات السلوكية في حياة الشخص التي تحصل على التفاعلات والتغيرات النفسية المختلفة . وقد ذهب بعض العلماء الى وصف هذه الفترة بمرحلة الصراع الحاد بين الغرائز الجنسية والقيم والمعايير الأخلاقية التي تتقاطع مع بعضها . وهو ما يعد عاملا هاما من عوامل تحول وتغير سلوك الشخصية وإكتسابه منحى جديدا ويختلف بطبيعته عن مرحلة الطفولة.
إن مواقف أعضاء فئة المراهقين من حالة البلوغ وردود أفعالهم تجاهها تختلف من شخص الى ىخر ويمكن إجمالها بالعبارات الآتية:
ــ البعض منهم يضطرب وتستولي عليه الحيرة ولا يدري ما يفعل عندما يلتفت الى هذه الحالة.
ــ العض الاخر يتستر عليها ويحاول إخفاء معالمها والإيحاء بعدم حدوث ما هو متغير في شخصه وفي أعضائه.
ــ فريق من هؤلاء ينتظر حصول متغيرات جديدة بعد ملاحظته العالم وظواهر الحالة ، ويستقبل كل متغير في هذا المجال بحساسية مفرطة هي مزيج من القلق والخوف والحزن.
ــ كما وتوجد جماعة من هؤلاء الفئة تختلف نظرتها للبلوغ عن المجموعات السابقة ، حيث تستقبله بشيء من الفخر والغرور والإعتزاز(1).
(1) علم نفس أسبرلينج ، ص 175 .
إثبات الذات
إن البلوغ الجنسي في حياة المراهق أو المراهقة بعد مرحلة الشعور بأهمية الذات والإندفاع من أجل تحقيق الإرادة وإثبات الذات أمام الآخرين ، ويأخذ الإندفاع المفرط بهذا الإتجاه في بعض الحالات ، شكلا مرضيا عند الشخص يتجلى في سلوكه وتصرفاته والفات الأنظار اليه.
وبحسب قول أحد العلماء ، يبلغ التوجه الى الذات والإهتمام به لدى الشخص ذروته في سن البلوغ ، وتعد هذه الحالة نقطة عطف في حياته . ونتيجة لهذا الدافع ، يلاحظ في أحايين كثيرة صدور تصرفات ساذجة من الشخص تنم عن صبيانيته ومشاكسته للآخرين في سلوكه وحركاته بما يزعج أولياء الأمور ويقلقهم .
طبيعة السلوك
يتسم سلوك المراهق أو المراهقة في هذه المرحلة بالتقلب والتناقض ، وينطبع في معظم الأحيان بطابع الإنفعال والتسرع في إتخاذ المواقف والقرارات بشأن مختلف الأمور . ويمكن تشبيه حاله بحال الذي تضطرم فيه النار ويبحث عن سبيل يطفئ من خلاله النار ، التي تلهبه وتعذبه بحروقاتها ، دون جدوى.
ففي بعض الحالات يسعى المراهق الى أن تكون أفعاله وسلوكياته منطلقة من رؤاه وأفكاره المستقلة بعيدا عن تأثيرات الآخرين ، ويصر على ذلك الى درجة التمرد على توجيهات الوالدين وتجاهل آرائهم بشكل فج ، وفي حالات أخرى ، نجده يميل في سلوكه الى التبعية والتقليد للآخرين في الكلام والملبس والتصرف . وبالطبع فإن هذا السلوك التقليدي لا يستمر طويلا ، ويتجه بالتدريج .
بعد إجتياز مرحلة المراهقة والدخول في مرحلة الشباب الى الإستقلال في السلوك والنفور من التقليد والتبعية.
العداء والمغامرة
يتولد لدى الفتيات في سن البلوغ أحيانا شعور يدفعهن الى الإعتقاد بأن الآخرين يقفون حجر عثرة أمام رغباتهن بالإستمتاع بالحياة . وقد يعتبرن تحت تأثير مثل هذا الإيحاء ، اولياء أمورهن ، خصوصا الأمهات ، أعداء لهن ويضمرن الحقد والكراهية تجاههم . وتعود بواعث حالات التمرد والعصيان والعدوان ، التي نلاحظها لدى أفراد هذه الفئة أحيانا داخل الأسرة ، الى هذا النوع من التصورات والإيحاءات الخاطئة.
فكما تزداد شدة الإنفعالات في هذه السن ، تتسع وتزداد ، الى جانب ذلك حالات ونوع التأثرات أيضا . فالغضب الطفولي يخلي مكانه للحقد والكراهية ، وتحتل الرأفة والشفقة مكان رقة وحساسية مرحلة الطفولة ، حتى لقد يتجمع في نفس الفتاة ، في بعض الحالات ، مزيج متناقض من مشاعر الفرح والحزن في آن واحد .
وتتولد لدى الفتاة في هذه السن ميول ولإندفاعات نحو المغامرة والرغبة بخلق أجواء الإثارة في الوسط الذي تعيش فيه . ومن هنا نجدها تساهم تارة في خلق مثل هذه الأجواء لإثارة الآخرين من أجل الفرحة والإستمتاع ، وتارة أخرى تتسبب هي بشكل مباشر في خلق مثل هذه الأجواء.
ومن مظاهر حب المغامرة لدى أفراد هذه الفئة ، يمكن الإشارة الى حالات التهور ، وتمثل الأبطال في السلوك والتصرفات ، والتوسل بالقوة والعنف في تحقيق الرغبات ، والتمرد على الأعراف الإجتماعية ، والإندفاع نحو المساهمة
في إثارة القلاقل والمشكلات.
إن سن البلوغ هي سن حب الظهور وإبراز الذات ، حيث يسعى المراهق أو المراهقة فيها الى الفات نظر الآخرين الى أهمية شخصيته بواسطةمختلف الحركات والتصرفات التي يغلب عليها طابع التمثيل والتكلف ، ومن خلال ما يحرص على إرتدائه من أزياء زاهية ذات مودات والوان صارخة.
ويعمل المراهق على تحقيق هذه الرغبة تارة بالتظاهر بالصرامة والعنف ، وتارة أخرى بالهدوء والطاعة والتسليم ، وقد يكون متمردا عاصيا حينا ،ومطيعا مهذبا حينا آخر.
ومن الحالات التي نلاحظها عند الفتيات في هذه السن ، والتي تنم عن السذاجة وسوء التقدير ، محاولاتهن ، في بعض الأحيان ، الظهور بمظهر الذكور ، فيما يجرينه على أشكالهن من تغيرات ظاهرية ، كما وقد يبادرن فيبعض الموارد الى التظاهر بالإقدام على الإنتحار بهدف إرعاب الآخرين ، خصوصا الأمهات ن وإخضاعهم لإرادتهن ومن الحالات الأخرى التي يمكن الإشارة اليها في هذا المجال ، تمثيل الفتاة لسلوك وتصرفات نجمات الفن والسينما ، ومحاولاتها تقليدهن في نوع الملبس والزينة ، وفي طريقة الكلام والضحك و ... ويعود السبب في جانب من ذلك الى جهل الفتاة بمواصفات الشخصية ـ السوة التي ينبغي الإقتداء بها ، وعدم مبادرة أولياء الأمور الى تعريفها بالشخصيات الإيجابية الجديرة بالإقتداء في الحياة.
النشاط والفعالية
تتميز الفتاة في سن البلوغ بكونها تتمتع بكم كبير من الطاقة والحيوية الذي يبحث له عن متنفس بنحو و آخر ، وينبغي على أولياء الأمور والمربين المبادرة الى
توجيه هذه الطاقة وتسخيرها بالإتجاه الصحيح من خلال توفير أرضية لممارسة النشاطات والفعاليات المفيدة للفتاة ، وبخلاف ذلك ، فإن هناك إحتمال أن تتسرب هذه الطاقة بإتجاهات مخربة ذات عواقب وخيمة ، أو أن تفقد الفتاة حيويتها بالتدريج ـ وتعتاد على الترهل والكسل والخمول.
وبخصوص الأسباب والعوامل التي تولد في الشخص مثل هذه الطاقة والحيوية في هذه السن ، فقد ورد ما يلي :
عند حلول سن البلوغ ، تشرع الكثير من الطاقات الغريزية ، الساكنة في ضمير الشخص بالفعالية والنشاط ، الأمر الذي يولد في الشخص البالغ حديثا طاقة حيوية جديدة . ويؤدي تصريف هذه الطاقة الى مجموعة من النشاطات والفعاليات العضلية والسلوكية التي تدخل ضمن الأفعال والسلوكيات المرضية في ظاهر الحال ، بينما هي من إفرازات مرحلة البلوغ الجنسي في واقع الحال.
ففي سن البلوغ يزداد وزن وقوة الفتاة وتتولد لديها الطاقة والحيوية على أثر الحركة والنشاط . المتزايدين . ومن الحكمة أن تبادر الأمهات الى تكليف فتياتهن ، في هذه السن ، ببعض الأعمال الجانبية في البيت ، الى جانب نشاطاتهن المدرسية ، من أجل أن يصرفن قسما من طاقاتهن عن هذا الطريق.
جنسية السلوك
تكتسب علاقات الفتيات بالآخرين في سن البلوغ إيحاء ومفهوما جنسيا ، وتصدق هذه الحالة حتى على علاقات أعضاء الجنس الواحد ببعضهم في بعض الموارد . ولا يعود شعور الفتاة في تعملها مع الذكور من الأرحام والأقارب ذلك الشعور الطفولي البريء . فبالأمس قبل البلوغ الجنسي ، كانت تلاعب هؤلاء وتلهو معهم بممارسة الجري والقفز والضحك و ... دون أن تشوب إرتباطها بهم أي شائبة.
أما اليوم ، فيختلف الأمر إختلافا بينا ، حيث تخجل من أبناء الجنس الآخر بشدة ، ويعظم عليها حتى طلب العون من أحد الفتيان المقربين اليها بالنسب من أجل قضاء حاجة ضرورية لديها . وأكثر من هذا فإنها تشك حتى في الظروف العادية ، من إحتمال أن يفسر الآخرون كلامها تفسيرا جنسيا.
ويلاحظ لدى بعض أعضاء هذه الفئة من الفتيات نوع من الحماس والإندفاع الكبير نحو التقرب الى بعض الزميلات والمعلمات وإقامة هلاقات حميمة معهن . وهذه العلاقات ، التي يدعين صفائها وصدقها ، ليست بريئة في الكثير من الحالات وليس من سوؤ الظن النظر الى طرائق تقبيلهن وعناقهن لبعضهن بشيء من الحذر والريبة.
الا انه في الوقت ذاته ، تعد مرحلة البلوغ الجنسي بالنسبة للفتيات ، مرحلة نضوج الشخصية نسبيا ، ولكن ينبغي على أولياء الأمور والمربين معرفة حقيقة إن الفتيات خلال ذلك السن في وضع يمكن تركهنتماما يتصرفن في شؤونهن وفق رغباتهن وأهوائهن. فقد يبادرن الى إستخدام وسائل الزينة من أجل تجميل أنفسهن ، ولأنهن يتعلقن في هذه الثناء بالمجوهرات والالبسة الفاخرة ، فقد ينزلقن من أجل الحصول على هذه الأشياء في مسالك الإنحرافا الخلقية والإجتماعية.
الإختلال في السلوك
تتعرض الفتيات المتسببات ، المتحررات من رقابة وإشارف أولياء المور ن في هذه السن ، في بعض الحالات الى إختلالات سلوكية عديدة ، تتجلى على شكل إنحرافات خلقية ،وغريزية ، وإقتصادية ، وإجتماعية ، وحتى سياسية . الأمر ال1ي يوجب غيلائه مزيدا من الإهتمام والتعامل معه بحساسية.
وقد يؤدي النمو الجنسي ، خصوصا في بدايات سن المراهقة ، الى شعور الفتاة بالخمول والكسل ، وكذلك فقد يتنازل خلال هذه الفترة مستواها الدراسي وتعود بواعث ذلك الى عوامل التعب والإجهاد الزائد أو للإنشغالات العاطفية الخاصة بسن البلوغ ومن الضروري إستشارة الطبيب النفساني بشأنها.