الشيخ عباس محمد
01-09-2017, 05:14 PM
الخصائص الذهنية والنفسية
مقدمة
تحصل لدى الفتيات في مرحلة ما بعد البلوغ تغييرات عامة يشمل قسم منها الأبعاد الذهنية والنفسية ، وهي مسالة تواجهها جميع المراهقات بدرجات متفوتة من الشدة والضعف . يقول موريس دبس : إن التغييرات العميقة وإعتلالات النمو العابرة التي تصاحبها عادة ، تترك بمجموعها آثارها على نفسية الشخص وتتسبب في إختلالات عصبية ذات أبعاد مختلفة(1).
إن التغييرات تظل تتواصل في سني المراهقة ، بحسب أحد علماء النفس ، فإن مرحلة المراهقة لا تنتهي دفعة واحدة بل أنها تزول بالتدريج شيئا فشيئا ، وبالطبع يوجد بعض الأشخاص ممن تظل ترافقهم بعض خصائص المراهقة مدى الحياة.
وهي مسالة يجب على أولياء الأمور والمربين أخذها بنظر الإعتبار .
ونحن هنا في هذا الفصل والفصول الآتية سنتناول هذه الحالة ونشير الى بعض أبعادها .
الوضع النفسي
في هذه المرحة من العمر ، تميل الفتاة من الناحيةالنفسية الى الإحتفاظ بهمومها وقضاياها في داخلها وعدم البوح بها أو التحدث عنها أمام الآخرين . كما وتشعر أنها في وضع يتيح لها التمييز والفرز بين ما هو صالح وطالح في
(1) البلوغ ، موريس دبس ، ص 150 .
الحياة ، ولذا فإنها تسلك سلوكا مستقلا في حياتها ولا تسمح لالآخرين التدخل في شؤونها ، وهذه الحالة هي أحد أسباب شجارها وإختلافاها مع والديها في بعض الحالات.
إن الوعي الديني والأخلاقي يبدأ لدى الفتاة منذ مطلع سن المراهقة ، لكنه في ما يتصل بإدراك قضايا الثواب والعقاب ، والشعور الإنسلني تجاه الاخرين ، فإنه يكتمل ويكتسب إيقاعه الطبيعي في نهاية هذه السن أو بعدها.
وضع العقل والذاكرة
في هذه السن تتجه معامل الذاكرة لدى الفتيات نحو النمو والتكامل ، ويبلغن أعلى مراتب التوقد الذهني مع نهايات سن البلوغ . وكما اشرنا فيما سبق ، فإن أغلب علماء النفس يتفقون على أن الذكاء يبلغ ذروة توقده في سن 14 ـ 16 عاما .
وعلى هذا فإن الفتيات يتمتعن بأعلى مستويات الإستيعاب والفهم والتقدم العلمي في هذه السن شريطة أن يكن راغبات بتحصيل العلوم.
أما فيما يتصل بالعقل ، فلا بد من القول أن ما زال ، في هذه السن ، لم يكتمل نضوجه كما ينبغي ، ويجب إنتظار وقت طويل حتى يكتمل وينضج تماما ، ذلك لآن العقول تنمو وتنضج في ظل التجارب ، وإكتساب التجارب يحتاج الى وقت وزمن طويلين.
وبالطبع ، فإن الفتيات في هذه السن يلتفتن الى أنفسهن ويكتسبن بالتدريج مستوى معقولا من الوعي تجاه شخصياتهن . وينبغي إستثمار هذه الأرضية لصالح نموهن وتقدمهن في المجالات كافة.
في التفكير والتشخيص
الفتيات في هذه السن في وضع تكون في آفاق الفكر والوعي مفتوحة أمامهن ، وبإمكانهن التفكير حول مختلف القضايا والمسائل وإتخاذ القرارات المناسبة بشأنها . وقد يكون الوقت في هذه الأثناء مناسبا ، بالنسبة لمجتمعاتنا للمبادرة الى مفاتحة أعضاء هذه الفئة وأخذ رأيهن بشأن تزويجهن .
فبعد ان تكون قد قطعت شوطا لا بأس به من النمو ، والنضوج الفكري ومرت بتجارب عملية فتحت عيناها على الكثير من واقعيات وملابسات الحياة ويمكن القول إن الفتاة في سنوات ما بعد البلوغ ، وبعد تجاوزها لسن السادسة عشر عاما بالذات ، هي في مستوى فكري وعقلي تتمتع فيه بقدرات جيدة على الفهم والإستيعاب والفرز المنطقي بين الشياء ، وتشخيص ما ينفعها مما لا ينفعها . الا أنه في الوقت ذاته يجب أن لا تغيب عن بالنا حقيقةأنها شخصية تميل الى الإستشكال والمؤاخذة ، والى نقد الأصول والضوابط التربوية التي كانت قد تلقتها من والديها أو مربيتها.
قد لا توجد مرحلة من مراحل حياة الفتيات يزداد فيها الخيال شدة كما في مرحلة المراهقة والبلوغ ، فكلما إقتربنا من نهايات هذه المرحلة كلما تطورت وإتسعت مديات الخيال لدى هؤلاء ، خصوصا في سني 17 ـ 20 عاما ، حيث يلاحظ أحيانا أنهن يندفعن الى سرد ما يدور في خيالهن من صور وحالات للآخرين على انها أشياء حقيقية ، ويحالون من خلال تسطير الأكاذيب تسكين إضطراباتهن النفسية ، وإرضاء شخصياتهن أو ميولهن الجنسية.
إن أعضاء هذه الفئة يستغرقن أحيانا بمداعبةالأفكار والخيالات الواهية التي لا وجود لها في الواقع الخارجي ، الى درجة يلفهن الوسن يستسلمن للنوم على حين غرة . ورغم إن مثل هذه الأفكار والخيالات ليست دائمية ، الا أنها
تؤدي بهن في بعض الحالات ، الى الإدبار عن النشاط والفعالية وعن الإهتمام بالدراسة والمذاكرة ، يتعرضن في حالات أخرى الى إصابات عضوية من قبيل الصداع والغثيان والام في الرقبة و ...
ومن صور هذه الحالة لدى الفتيات ، أنهن يندفعن أحيانا ، في خضم عالم الخيال ، غلى تصور انفسهن متزوجات يعشن الى جانب رجل مستبد وعطوف جدا رجل يتشاجر معهن ويضربهن ، ومن ثم يعود الى البيت بعد فترة من الوقت حاملا معه باقة من الزهور يقدمها لهن دلالة على الحب والإعتذار ، أويتخيلن أنفسهن إن لهن زوجا قد خان عهد الوفاء معهن وإختار له إمرأة أخرى ويريد الزواج بها رغما عنها ، ويتالمن بشدة ، وكأنها حقيقة واقعة ، الى درجة قد ينخرطن في البكاء ويذرفن الدموع الغزيرة منأجل ذلك.
فالفتيات المغامرات أيضا يحققن ، شانهن شأن الفتيات الخياليات، رغباتهن من خلال إختلاق الكاذيب ، ويتمثلن انفسهن دائما في واقع القصة التي ينسجنها ، ففي بداية الأمر يدركن تماما إن ما يتحدثن عنه هو شيء لا وجود له في الواقع الخارجي ، لكنهن بعد ترديد هذه الأكاذيب لعدة مرات يتخيلن إن ما يتحدثن عنه هو قصة حقيقية فيعتقدن بها بشدة.
الإرادة والثقة بالنفس
تتمتع الفتيات في هذه المرحلة من العمر بإرادة وثقة بالنفس أقوى قياسا بالسنوات السابقة ، ومن هنا فإنهن يكتسبن بالتدريج مزيدا من القوة والقدرة على ضبط أنفسهن أمام مختلف الإثارات ، فتأتي سلوكياتهن وتصرفاتهن أكثر دقة وإنضباطا.
فالفتاة في هذه السن تعيش عالمها الخاص الذي تقرر فيه شؤونها عن
قناعة وثقة بالنفس ، وإذا حصل وأنضحكت منها أو سخرت من طريقة تفكيرها وعملها ، فإنك ستواجه بالصد والإعتراض والدموع والمقاومة من قبلها. وإن نمو الإرادة والثقة بالنفس بدى الفتاة في هذه السن ، ويجعلها تبدي رأيها بشأن كل شيء ، وتعلن رفضها وإعتراضها لكل ما لا ينسجم مع آرائها وميولها في الحياة ، وأن لا تكترث للقيوم التي يضعها الآخرون إذا لم يكن مقنعة بالنسبة لها .
والجدير بالذكر هنا أيضا هو إن الكثير من الفتيات يفقدن الثقة بأنفسهن على أثر مايتعرضن له في سني الطفولة من تجارب فاشلة وحالات من القمع في حياتهن فيصعب عليهن الآن إصلاح أنفسهن والعودة الى أوضاعهن الطبيعية . وتتجلى أعراض هذه الحالة لدىبعض الفتيات حين الكلام على شكل التنفس السريع ، وإشتداد ضربات القلب ، وإرتعاش اليدين ، وإرتجاف الصوت و ...
أزمة شخصية
إن فتياتنا في هذه السن يعانين ، بحسب رأي أركسون ، ازمة شخصية ويردن أن يعرفن ماذا سيكن في المستقبل وعلى أي نحو ستستقر حياتهن . اي إن افكارهن تنصب في الغالب على التفكير بالمستقبل وحاولةما يخبئه لهن فيما يتصل بطبيعة حياتهن القادمة . وبعد أن تكتشف الفتاة هويتها وطبيعة شخصيتها شيئا فشيئا ، يستقر سلوكها على حال ولون معينين وواضحين في الحياة وفي علاقاتها بالآخرين.
فلسفة الحياة
في مرحلة ما بعد البلوغ ، تبدأ أهداف الحياة بالتبلور لدى الفتاة ، فيكتسب التخطيط للمستقبل إهتماما متزايدا لديها ،وتحاول أن تكون لها رؤية أو فلسفة
خاصة بها عن الحياة وعن كيفية التعامل معها . وغالبا ما تكون الأهداف التي تخطط لبلوغها في الحياة أهدافا خيالية مفرطة في المثالية وصعبة المنال إن لم يكن مستحيلة . ومن هنا فإنها تكون بحاجة ماسة الى الرعاية والتسديد فيما تفكر به وتتطلع اليه في مساعيها ، من قبل أولياء الأمور والمربين ،وذلك من أجل أن تكون نظرتها للحياة منطقية ومعقولة ومنسجمة مع الواقع.
مقدمة
تحصل لدى الفتيات في مرحلة ما بعد البلوغ تغييرات عامة يشمل قسم منها الأبعاد الذهنية والنفسية ، وهي مسالة تواجهها جميع المراهقات بدرجات متفوتة من الشدة والضعف . يقول موريس دبس : إن التغييرات العميقة وإعتلالات النمو العابرة التي تصاحبها عادة ، تترك بمجموعها آثارها على نفسية الشخص وتتسبب في إختلالات عصبية ذات أبعاد مختلفة(1).
إن التغييرات تظل تتواصل في سني المراهقة ، بحسب أحد علماء النفس ، فإن مرحلة المراهقة لا تنتهي دفعة واحدة بل أنها تزول بالتدريج شيئا فشيئا ، وبالطبع يوجد بعض الأشخاص ممن تظل ترافقهم بعض خصائص المراهقة مدى الحياة.
وهي مسالة يجب على أولياء الأمور والمربين أخذها بنظر الإعتبار .
ونحن هنا في هذا الفصل والفصول الآتية سنتناول هذه الحالة ونشير الى بعض أبعادها .
الوضع النفسي
في هذه المرحة من العمر ، تميل الفتاة من الناحيةالنفسية الى الإحتفاظ بهمومها وقضاياها في داخلها وعدم البوح بها أو التحدث عنها أمام الآخرين . كما وتشعر أنها في وضع يتيح لها التمييز والفرز بين ما هو صالح وطالح في
(1) البلوغ ، موريس دبس ، ص 150 .
الحياة ، ولذا فإنها تسلك سلوكا مستقلا في حياتها ولا تسمح لالآخرين التدخل في شؤونها ، وهذه الحالة هي أحد أسباب شجارها وإختلافاها مع والديها في بعض الحالات.
إن الوعي الديني والأخلاقي يبدأ لدى الفتاة منذ مطلع سن المراهقة ، لكنه في ما يتصل بإدراك قضايا الثواب والعقاب ، والشعور الإنسلني تجاه الاخرين ، فإنه يكتمل ويكتسب إيقاعه الطبيعي في نهاية هذه السن أو بعدها.
وضع العقل والذاكرة
في هذه السن تتجه معامل الذاكرة لدى الفتيات نحو النمو والتكامل ، ويبلغن أعلى مراتب التوقد الذهني مع نهايات سن البلوغ . وكما اشرنا فيما سبق ، فإن أغلب علماء النفس يتفقون على أن الذكاء يبلغ ذروة توقده في سن 14 ـ 16 عاما .
وعلى هذا فإن الفتيات يتمتعن بأعلى مستويات الإستيعاب والفهم والتقدم العلمي في هذه السن شريطة أن يكن راغبات بتحصيل العلوم.
أما فيما يتصل بالعقل ، فلا بد من القول أن ما زال ، في هذه السن ، لم يكتمل نضوجه كما ينبغي ، ويجب إنتظار وقت طويل حتى يكتمل وينضج تماما ، ذلك لآن العقول تنمو وتنضج في ظل التجارب ، وإكتساب التجارب يحتاج الى وقت وزمن طويلين.
وبالطبع ، فإن الفتيات في هذه السن يلتفتن الى أنفسهن ويكتسبن بالتدريج مستوى معقولا من الوعي تجاه شخصياتهن . وينبغي إستثمار هذه الأرضية لصالح نموهن وتقدمهن في المجالات كافة.
في التفكير والتشخيص
الفتيات في هذه السن في وضع تكون في آفاق الفكر والوعي مفتوحة أمامهن ، وبإمكانهن التفكير حول مختلف القضايا والمسائل وإتخاذ القرارات المناسبة بشأنها . وقد يكون الوقت في هذه الأثناء مناسبا ، بالنسبة لمجتمعاتنا للمبادرة الى مفاتحة أعضاء هذه الفئة وأخذ رأيهن بشأن تزويجهن .
فبعد ان تكون قد قطعت شوطا لا بأس به من النمو ، والنضوج الفكري ومرت بتجارب عملية فتحت عيناها على الكثير من واقعيات وملابسات الحياة ويمكن القول إن الفتاة في سنوات ما بعد البلوغ ، وبعد تجاوزها لسن السادسة عشر عاما بالذات ، هي في مستوى فكري وعقلي تتمتع فيه بقدرات جيدة على الفهم والإستيعاب والفرز المنطقي بين الشياء ، وتشخيص ما ينفعها مما لا ينفعها . الا أنه في الوقت ذاته يجب أن لا تغيب عن بالنا حقيقةأنها شخصية تميل الى الإستشكال والمؤاخذة ، والى نقد الأصول والضوابط التربوية التي كانت قد تلقتها من والديها أو مربيتها.
قد لا توجد مرحلة من مراحل حياة الفتيات يزداد فيها الخيال شدة كما في مرحلة المراهقة والبلوغ ، فكلما إقتربنا من نهايات هذه المرحلة كلما تطورت وإتسعت مديات الخيال لدى هؤلاء ، خصوصا في سني 17 ـ 20 عاما ، حيث يلاحظ أحيانا أنهن يندفعن الى سرد ما يدور في خيالهن من صور وحالات للآخرين على انها أشياء حقيقية ، ويحالون من خلال تسطير الأكاذيب تسكين إضطراباتهن النفسية ، وإرضاء شخصياتهن أو ميولهن الجنسية.
إن أعضاء هذه الفئة يستغرقن أحيانا بمداعبةالأفكار والخيالات الواهية التي لا وجود لها في الواقع الخارجي ، الى درجة يلفهن الوسن يستسلمن للنوم على حين غرة . ورغم إن مثل هذه الأفكار والخيالات ليست دائمية ، الا أنها
تؤدي بهن في بعض الحالات ، الى الإدبار عن النشاط والفعالية وعن الإهتمام بالدراسة والمذاكرة ، يتعرضن في حالات أخرى الى إصابات عضوية من قبيل الصداع والغثيان والام في الرقبة و ...
ومن صور هذه الحالة لدى الفتيات ، أنهن يندفعن أحيانا ، في خضم عالم الخيال ، غلى تصور انفسهن متزوجات يعشن الى جانب رجل مستبد وعطوف جدا رجل يتشاجر معهن ويضربهن ، ومن ثم يعود الى البيت بعد فترة من الوقت حاملا معه باقة من الزهور يقدمها لهن دلالة على الحب والإعتذار ، أويتخيلن أنفسهن إن لهن زوجا قد خان عهد الوفاء معهن وإختار له إمرأة أخرى ويريد الزواج بها رغما عنها ، ويتالمن بشدة ، وكأنها حقيقة واقعة ، الى درجة قد ينخرطن في البكاء ويذرفن الدموع الغزيرة منأجل ذلك.
فالفتيات المغامرات أيضا يحققن ، شانهن شأن الفتيات الخياليات، رغباتهن من خلال إختلاق الكاذيب ، ويتمثلن انفسهن دائما في واقع القصة التي ينسجنها ، ففي بداية الأمر يدركن تماما إن ما يتحدثن عنه هو شيء لا وجود له في الواقع الخارجي ، لكنهن بعد ترديد هذه الأكاذيب لعدة مرات يتخيلن إن ما يتحدثن عنه هو قصة حقيقية فيعتقدن بها بشدة.
الإرادة والثقة بالنفس
تتمتع الفتيات في هذه المرحلة من العمر بإرادة وثقة بالنفس أقوى قياسا بالسنوات السابقة ، ومن هنا فإنهن يكتسبن بالتدريج مزيدا من القوة والقدرة على ضبط أنفسهن أمام مختلف الإثارات ، فتأتي سلوكياتهن وتصرفاتهن أكثر دقة وإنضباطا.
فالفتاة في هذه السن تعيش عالمها الخاص الذي تقرر فيه شؤونها عن
قناعة وثقة بالنفس ، وإذا حصل وأنضحكت منها أو سخرت من طريقة تفكيرها وعملها ، فإنك ستواجه بالصد والإعتراض والدموع والمقاومة من قبلها. وإن نمو الإرادة والثقة بالنفس بدى الفتاة في هذه السن ، ويجعلها تبدي رأيها بشأن كل شيء ، وتعلن رفضها وإعتراضها لكل ما لا ينسجم مع آرائها وميولها في الحياة ، وأن لا تكترث للقيوم التي يضعها الآخرون إذا لم يكن مقنعة بالنسبة لها .
والجدير بالذكر هنا أيضا هو إن الكثير من الفتيات يفقدن الثقة بأنفسهن على أثر مايتعرضن له في سني الطفولة من تجارب فاشلة وحالات من القمع في حياتهن فيصعب عليهن الآن إصلاح أنفسهن والعودة الى أوضاعهن الطبيعية . وتتجلى أعراض هذه الحالة لدىبعض الفتيات حين الكلام على شكل التنفس السريع ، وإشتداد ضربات القلب ، وإرتعاش اليدين ، وإرتجاف الصوت و ...
أزمة شخصية
إن فتياتنا في هذه السن يعانين ، بحسب رأي أركسون ، ازمة شخصية ويردن أن يعرفن ماذا سيكن في المستقبل وعلى أي نحو ستستقر حياتهن . اي إن افكارهن تنصب في الغالب على التفكير بالمستقبل وحاولةما يخبئه لهن فيما يتصل بطبيعة حياتهن القادمة . وبعد أن تكتشف الفتاة هويتها وطبيعة شخصيتها شيئا فشيئا ، يستقر سلوكها على حال ولون معينين وواضحين في الحياة وفي علاقاتها بالآخرين.
فلسفة الحياة
في مرحلة ما بعد البلوغ ، تبدأ أهداف الحياة بالتبلور لدى الفتاة ، فيكتسب التخطيط للمستقبل إهتماما متزايدا لديها ،وتحاول أن تكون لها رؤية أو فلسفة
خاصة بها عن الحياة وعن كيفية التعامل معها . وغالبا ما تكون الأهداف التي تخطط لبلوغها في الحياة أهدافا خيالية مفرطة في المثالية وصعبة المنال إن لم يكن مستحيلة . ومن هنا فإنها تكون بحاجة ماسة الى الرعاية والتسديد فيما تفكر به وتتطلع اليه في مساعيها ، من قبل أولياء الأمور والمربين ،وذلك من أجل أن تكون نظرتها للحياة منطقية ومعقولة ومنسجمة مع الواقع.