الشيخ عباس محمد
01-09-2017, 05:17 PM
الإعتلالات النفسية
هذه هي المراهقة ، ترافقها عشرات المشاكل والمعضلات . ومن لا تواجهه مشاكل في هذه السن .غير إن بعض الفتيات يتعرضن لمشاكل صعبة ومعقدة ، والبعض الآخر منهن تكون مشاكلهن أخف نسبيا . وبعض أولياء الأمور يتحملون هذه المشاكل ويتعاملون معها برحابة صدر ، وآخرون لا طاقة لهم يتحملها ويضيقون بها ذرعا.
إن أغلب مشاكل الفتيات هي ذات أبعاد نفسية أو عاطفية وإن كانت هناك مشاكل أخرى يتعرضن لها أيضا .
إن لدى هؤلاء آمال وتطلعات ورغبات عديدة ومتنوعة ، يترك عدم تحققها في الواقع الموضوعي آثارا سلبية على نفسياتهن.
أمراض الشخصية
الجدير بالذكر هنا هو إن الكثير من الحالات التي تتعرض لها الفتيات في هذه السن لها صلات مباشرة بظروف وطبيعة النمو ، وهي لا بتعث على القلق ، غير أنه وفيالوقت ذاته فإن هناك بعض الحالات مما تخرج عن إطار المسائل الطبيعية وينبغي النظر اليها بإعتبارها إختلالات أو أمراض نفسية بحاجة الى معالجات .
ولا يسع مجال البحث هنا التعرض لجميع هذه الأمراض الشخصية بإعتبارها تتطلب كتابا تخصصيا مستقلا ، لكننا نتناول بعض أهم حالاتها بإختصار فيما يلي :
1 ـ نسج الأوهام : قد تندفع الفتيات في هذه السن الى الإستغراق في الخيال ونسج الأوهام ، ويعود السبب في ذلك في الغالب لدواعي القلق بشأن المستقبل ز وأحيانا يعاني بعضهن من حالات معينة ـ منها إنهن يكتئبن ويقلقن بشأن أنوثتهن ويصرفن أوقاتا طويلة بالتفكير في هذا المجال .
فالفتاة بطبيعتها تنقاد بسهولة الى الإستغراق في نسج الخيالات والأوهام ، والخوض في بحر الأحلام والرومانسية وتمثل بطولة قصص الحب والغرام ، القصص التي ينتصر فيها الحب دائما . والى جانب ذلك ، فإنها تميل ميلا شديدا لمطالعة القصص العاطفية ، وتفرد لقراءة مثل هذه الكتب وقتا في جدول أعمالها حتى في ظروف الدراسة المكثفة.
2 ـ النزعة الإنزوائية : تنزع الفتايت ، في سني ما بعد البلوغ الى الإنزواء ، فيختلين بأنفسهن أحيانا ويستغرقن لساعات عديدة في مختلف الأفكار والخيالات . ومن العوامل التي تساهم في نزوعهن الى الوحدة والإختلاء بالنفس ، يمكنالإشارة الى حرصهن على الهدوء والإبتعاد عن أجواء الإثارة والفوضى ، وشعورهن بالراحة والإستمتاع بإستعادة شريط الذكريات.
3 ـ الهستيريا : من أهم الأمراض الشخصية ، التي تبرز في هذه السن بشكل خاص ، مرض الهستيريا ، وتلاحظ هذه الحالة بكثرة لدى الفتيات الشابات اللاتي يملن الى التظاهر وإبراز الشخصية . وتتجلى حالة الهسيريا لديهن بأشكال عدة منها البكاء الشديد بدون ما سبب ظاهر في غالب الأحيان ، والضحك المفرط بصوت عال والعجز عن ضبط النفس تجاه هذه الحالة ، وفقدان السيطرة على الهياج العاطفي سواء في حالات الفرح أو الحزن ، والشلل العضوي مثل شلل الأطراف أوإختفاء الصوت ، وأحيانا إفتقاد الصواب و ...
وبخصوص جذور وأسباب هذه الحالة فإن هناك آراء ووجهات نظر كثيرة ومنها قول بعضهم بأن الطبائع الإنفعالية يتولد عنها ردود أفعال هستيرية تجاه
المثيرات .كما وتزداد حالة الهستيريا في مرحلة البلوغ ، خصوصا لدى الفتيات ، أكثر من أي مرحلة أخرى . وعادة لا يصاب بهذه الحالة المرضية الأشخاص الذين كانت لديهم حياة متوازنة في البيت والأسرة.
4 ـ التشتت النفسي : تواجه فتياتنا في هذه المرحلة ن العمر حالات مرضية عديدة . ومنها أمراض الشخصية في مجال التشتت النفسي من قبيل حالات الكذب ، وتقليد الممثلات ، والنرجسية ، والهيجانات الجماعية التي تعتبر من علامات الإصابة بالشيزوفرنيا (إنفصام الشخصية) .
ويعد مرض الشيزوفرنيا من الأمراض الشائعة في أوساط الفتيات في سني ما بعد الخامسة عشر عاما ، حيث تنزع الفتاة خلال ذلك الى الإنزواء والى تجنب الإتصال بالآخرين والواقع الخارجي ، وتنطوي على نفسها الى درجة يصعب أو يستحيل كسب ودها والإنفتاح عليها بسبب ما تعاني منه من يأس وإحباط وسوء ظن شديد تجاه الآخرين.
5 ـ الإدبار النفسي : يلاحظ في مرحلة ما بعد البلوغ تعرض الفتيات لحالة الإدبار العصبي التي تتسبب بدورها في حصول إختلالات نفسية كثيرة في هذه السن ،وتصاحبها حالات التمارض والكسل والإدبار عن الدراسة .
ولا يستبعد أن تكون هذه الحالة ناتجة عن شعور الفتاة بالرفض تجاه الأسرة ، والبيئة ، والعمل ، وتجاه جنسيتها و ... الا إن الإمتناع عن تناول الطعام بهدف تخفيف الوزن ، وفي أحايين أخرى يكون ناتجا عن مشاعر وهواجس خرافية تراود الفتاة إتجاه الطعام ، والأخيرة بحاجة الى علاج سريري .
6 ـ الإكتئاب : يعد الإكتئاب من أهم الإختلالات النفسية التي تتعرض لها الفتيات في هذه السن ، ويتولد لدى الفتاة على أثره نوع من عدم الإكتراث بالحياة ، والإبتعاد عن الحياة الإجتماعية ، وإجترار الأحزان والالام ي الخلوة ، والإستغراق في الذات ، والإدبار عن التالف والإنسجام مع الآخرين .
إن خطورة الكآبة تكمن في إستغراق الفتاة في ذاتها وإجترار الهموم والأحزان في عالم النفس وعدم الإنفتاح على الآخرين ، الأمر الذي يزيد إحتمالات تراكم حالات الكبت والشعور بالحرمان لديها الى حد التفكير أو الإقدام على الإنتحار وإنهاء الحياة.
7 ـ فقدان الثقة بالنفس : في الحالات الطبيعية تكون الفتياتفي هذه السن مؤهلات من الناحية الفكرية والنفسية لأن يستقلن بحياتهن ويعتمدن على أنفسهن في إدارة شؤونهن أكثر من أي وقت مضى . الا إن هناك حالة غير طبيعية تعاني منها بعض الفتيات في هذه المرحلة وهي فقدان الثقة بالنفس والعجز عن إدارة شؤونهن عن إتخاذ القرارات المناسبة في حياتهن . وقد تعود أسباب ذلك لتعرضهن لحالات القمع والتحقير والإستهزاء أولحالة النبذ الذي كن قد عانين منه بسبب جنسيتهن في الأسرة.
8 ـ حالة السوداوية : تتعرض بعض الفتايت في سن 15 عاما للإصابة بحالة السوداوية . وهذه الحال هي من الشيوع في هذه السن بحيث إعتبرها العلماء من مشخصات سن 15 عاما . وتتولد هذه الحالة بسبب الحزن والإغتمام ، والشعور بالكسل والإجهاد ومن الإنتظار الممزوج بالقلق والإضطراب (1). وتنعكس آثارها بشكل سلبي على نشاط وفعالية الفتاة وعلى توازنها النفسي والسلوكي في الحياة.
(1) البلوغ ، ص 46 .
هذه هي المراهقة ، ترافقها عشرات المشاكل والمعضلات . ومن لا تواجهه مشاكل في هذه السن .غير إن بعض الفتيات يتعرضن لمشاكل صعبة ومعقدة ، والبعض الآخر منهن تكون مشاكلهن أخف نسبيا . وبعض أولياء الأمور يتحملون هذه المشاكل ويتعاملون معها برحابة صدر ، وآخرون لا طاقة لهم يتحملها ويضيقون بها ذرعا.
إن أغلب مشاكل الفتيات هي ذات أبعاد نفسية أو عاطفية وإن كانت هناك مشاكل أخرى يتعرضن لها أيضا .
إن لدى هؤلاء آمال وتطلعات ورغبات عديدة ومتنوعة ، يترك عدم تحققها في الواقع الموضوعي آثارا سلبية على نفسياتهن.
أمراض الشخصية
الجدير بالذكر هنا هو إن الكثير من الحالات التي تتعرض لها الفتيات في هذه السن لها صلات مباشرة بظروف وطبيعة النمو ، وهي لا بتعث على القلق ، غير أنه وفيالوقت ذاته فإن هناك بعض الحالات مما تخرج عن إطار المسائل الطبيعية وينبغي النظر اليها بإعتبارها إختلالات أو أمراض نفسية بحاجة الى معالجات .
ولا يسع مجال البحث هنا التعرض لجميع هذه الأمراض الشخصية بإعتبارها تتطلب كتابا تخصصيا مستقلا ، لكننا نتناول بعض أهم حالاتها بإختصار فيما يلي :
1 ـ نسج الأوهام : قد تندفع الفتيات في هذه السن الى الإستغراق في الخيال ونسج الأوهام ، ويعود السبب في ذلك في الغالب لدواعي القلق بشأن المستقبل ز وأحيانا يعاني بعضهن من حالات معينة ـ منها إنهن يكتئبن ويقلقن بشأن أنوثتهن ويصرفن أوقاتا طويلة بالتفكير في هذا المجال .
فالفتاة بطبيعتها تنقاد بسهولة الى الإستغراق في نسج الخيالات والأوهام ، والخوض في بحر الأحلام والرومانسية وتمثل بطولة قصص الحب والغرام ، القصص التي ينتصر فيها الحب دائما . والى جانب ذلك ، فإنها تميل ميلا شديدا لمطالعة القصص العاطفية ، وتفرد لقراءة مثل هذه الكتب وقتا في جدول أعمالها حتى في ظروف الدراسة المكثفة.
2 ـ النزعة الإنزوائية : تنزع الفتايت ، في سني ما بعد البلوغ الى الإنزواء ، فيختلين بأنفسهن أحيانا ويستغرقن لساعات عديدة في مختلف الأفكار والخيالات . ومن العوامل التي تساهم في نزوعهن الى الوحدة والإختلاء بالنفس ، يمكنالإشارة الى حرصهن على الهدوء والإبتعاد عن أجواء الإثارة والفوضى ، وشعورهن بالراحة والإستمتاع بإستعادة شريط الذكريات.
3 ـ الهستيريا : من أهم الأمراض الشخصية ، التي تبرز في هذه السن بشكل خاص ، مرض الهستيريا ، وتلاحظ هذه الحالة بكثرة لدى الفتيات الشابات اللاتي يملن الى التظاهر وإبراز الشخصية . وتتجلى حالة الهسيريا لديهن بأشكال عدة منها البكاء الشديد بدون ما سبب ظاهر في غالب الأحيان ، والضحك المفرط بصوت عال والعجز عن ضبط النفس تجاه هذه الحالة ، وفقدان السيطرة على الهياج العاطفي سواء في حالات الفرح أو الحزن ، والشلل العضوي مثل شلل الأطراف أوإختفاء الصوت ، وأحيانا إفتقاد الصواب و ...
وبخصوص جذور وأسباب هذه الحالة فإن هناك آراء ووجهات نظر كثيرة ومنها قول بعضهم بأن الطبائع الإنفعالية يتولد عنها ردود أفعال هستيرية تجاه
المثيرات .كما وتزداد حالة الهستيريا في مرحلة البلوغ ، خصوصا لدى الفتيات ، أكثر من أي مرحلة أخرى . وعادة لا يصاب بهذه الحالة المرضية الأشخاص الذين كانت لديهم حياة متوازنة في البيت والأسرة.
4 ـ التشتت النفسي : تواجه فتياتنا في هذه المرحلة ن العمر حالات مرضية عديدة . ومنها أمراض الشخصية في مجال التشتت النفسي من قبيل حالات الكذب ، وتقليد الممثلات ، والنرجسية ، والهيجانات الجماعية التي تعتبر من علامات الإصابة بالشيزوفرنيا (إنفصام الشخصية) .
ويعد مرض الشيزوفرنيا من الأمراض الشائعة في أوساط الفتيات في سني ما بعد الخامسة عشر عاما ، حيث تنزع الفتاة خلال ذلك الى الإنزواء والى تجنب الإتصال بالآخرين والواقع الخارجي ، وتنطوي على نفسها الى درجة يصعب أو يستحيل كسب ودها والإنفتاح عليها بسبب ما تعاني منه من يأس وإحباط وسوء ظن شديد تجاه الآخرين.
5 ـ الإدبار النفسي : يلاحظ في مرحلة ما بعد البلوغ تعرض الفتيات لحالة الإدبار العصبي التي تتسبب بدورها في حصول إختلالات نفسية كثيرة في هذه السن ،وتصاحبها حالات التمارض والكسل والإدبار عن الدراسة .
ولا يستبعد أن تكون هذه الحالة ناتجة عن شعور الفتاة بالرفض تجاه الأسرة ، والبيئة ، والعمل ، وتجاه جنسيتها و ... الا إن الإمتناع عن تناول الطعام بهدف تخفيف الوزن ، وفي أحايين أخرى يكون ناتجا عن مشاعر وهواجس خرافية تراود الفتاة إتجاه الطعام ، والأخيرة بحاجة الى علاج سريري .
6 ـ الإكتئاب : يعد الإكتئاب من أهم الإختلالات النفسية التي تتعرض لها الفتيات في هذه السن ، ويتولد لدى الفتاة على أثره نوع من عدم الإكتراث بالحياة ، والإبتعاد عن الحياة الإجتماعية ، وإجترار الأحزان والالام ي الخلوة ، والإستغراق في الذات ، والإدبار عن التالف والإنسجام مع الآخرين .
إن خطورة الكآبة تكمن في إستغراق الفتاة في ذاتها وإجترار الهموم والأحزان في عالم النفس وعدم الإنفتاح على الآخرين ، الأمر الذي يزيد إحتمالات تراكم حالات الكبت والشعور بالحرمان لديها الى حد التفكير أو الإقدام على الإنتحار وإنهاء الحياة.
7 ـ فقدان الثقة بالنفس : في الحالات الطبيعية تكون الفتياتفي هذه السن مؤهلات من الناحية الفكرية والنفسية لأن يستقلن بحياتهن ويعتمدن على أنفسهن في إدارة شؤونهن أكثر من أي وقت مضى . الا إن هناك حالة غير طبيعية تعاني منها بعض الفتيات في هذه المرحلة وهي فقدان الثقة بالنفس والعجز عن إدارة شؤونهن عن إتخاذ القرارات المناسبة في حياتهن . وقد تعود أسباب ذلك لتعرضهن لحالات القمع والتحقير والإستهزاء أولحالة النبذ الذي كن قد عانين منه بسبب جنسيتهن في الأسرة.
8 ـ حالة السوداوية : تتعرض بعض الفتايت في سن 15 عاما للإصابة بحالة السوداوية . وهذه الحال هي من الشيوع في هذه السن بحيث إعتبرها العلماء من مشخصات سن 15 عاما . وتتولد هذه الحالة بسبب الحزن والإغتمام ، والشعور بالكسل والإجهاد ومن الإنتظار الممزوج بالقلق والإضطراب (1). وتنعكس آثارها بشكل سلبي على نشاط وفعالية الفتاة وعلى توازنها النفسي والسلوكي في الحياة.
(1) البلوغ ، ص 46 .