الشيخ عباس محمد
05-09-2017, 05:35 PM
عادات وسنن
هناك عادات وتقاليد ومراسم تُمارس حال الموت إلى الدفن ثمّ ما بعد الدفن، بعضُها جيّد ومستحبّ شرعاً، وبعضها مكروه وقد يحرم لانطباق عنوان البدعة عليه.
ولن نستوفي كلّ العادات، لا سيّما وأنها قد تختلف من بلد إلى بلد ومن قوميّة إلى أخرى بل ومن قرية إلى قرية، بل سنكتفي بذكر بعض العادات والمراسم المهمّة والشائعة والمستحكمة وننبِّه على المستحسن منها شرعاً من غير المستحسن.
1 - التعزية
من العادات المعروفة في مناسبة الموت عند المسلمين - بل وعند غيرهم - تعزية أصحاب المصيبة. وإليك بعض الروايات الّتي تدلّ على مشروعيّتها بل على استحبابها المؤكّد لتحسين النيّة ولتزداد دواعيك على ممارسة هذه السنّة.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "من عزَّى حزيناً كُسي في الموقف حلّة يُحبر بها"1.
69
وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وآله وسلم : "من عزَّى مصاباً كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر المصاب شيء"2.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "من عزّى ثكلى كُسي بُرداً في الجنّة"3.
والتعزية مستحبّة قبل الدفن وبعده كما ورد في بعض رواياتنا أيضاً. وعلى هذا ينبغي لنا أن نغتنم الفرصة للاستزادة من عظيم ما كتبه الله للمعزِّي من أجر وثواب، ولا نقوم بهذا الواجب الأخويّ والاجتماعيّ فقط حياءً من المصاب ومن باب رفع العتب أو لأجل المصالح الشخصيّة.
2- تشييع الجنازة
من العادات والسنن المعروفة الّتي أكّد عليها الشرع تشييع الجنازة إلى القبر. فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "أوّل ما يُتحف به المؤمن في قبره أن يُغفر لمن تبع جنازته"4.
3- المشي خلف الجنازة
من آداب التشييع أن يكون المشي خلف الجنازة، وهو أفضل من المشي على جانبيها. أما المشي أمامها فمكروه. فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : "اتبعوا الجنازة ولا تتبعكم، خالفوا أهل الكتاب"5.
70
4- نهي النساء عن المشي في الجنائز
عن أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "نهى عن اتباع النساء الجنائز"6.
وفي رواية عن الإمام عليّ عليه السلام : "إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج فرأى نسوة قعوداً فقال: ما أقعدكنّ هيهنا؟ قلن: لجنازة، قال: أفتحملن فيمن يحمل؟! قلن: لا، قال: أفتغسلن فيمن يغسل؟! قلن: لا، قال: أفتدلين فيمن يدلي؟! قلن: لا، قال: فارجعنَ مأزورات غير مأجورات"7.
5- الإطعام في الفواتح والأسابيع
إنّه من العادات الّتي تثقل كاهل أصحاب المصيبة في الكثير من الأحيان، حيث تضاف مصاريفُ إلى الكثير من المصاريف غير الضرورية فُرِضت بحكم استحكام العادات وخوف الخروج عن المألوف، حتّى ولو لم يكن لغاية عقلائية وحاجة ضرورية.
بل ذكرت بعض الروايات أن السُّنة أن يُصنع الطعام لأهل المصيبة ثلاثة أيّام ويُرسل لهم.
روي عن مولانا وإمامنا الصادق عليه السلام : "أنّه لمّا قُتل جعفر بن أبي طالب (رض) أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام أن تتّخذ طعاماً لأسماء بنت عميس (زوجة جعفر) ثلاثة أيّام...
71
فجرت بذلك السنّة، أن يُصنع لأهل المصيبة طعامٌ ثلاثاً"8.
بل ونُقل عن الإمام الصادق عليه السلام : "إنّ الأكل عند أصحاب المصيبة من عمل الجاهلية"9.
6- المأتم ثلاثة أيام فقط
من العادات الّتي تثقل على أهل المصيبة وتزيدهم إلى همّهم همَّاً وتعباً وعناء وشقاء. هي: مراسم العزاء، كالفواتح والأسابيع الّتي قد تشغل أهل المصيبة أسبوعاً أو أكثر في بعض الأحيان لتقبّل العزاء والتعطّل عن أعمالهم وأشغالهم، مع أنّ عادة السبعة أيّام وإقامة المجالس ومراسم العزاء للسبعة لم ترد في أيّة رواية، بل السنّة أن المأتم ثلاثة أيام فقط.
فقد ورد عن أبي جعفر عليه السلام قال: "يُصنع لأهل الميت مأتم ثلاثة أيّام من يوم مات"10. ولذلك أمرت الروايات أن يصنع لأهل الميت الطعام ثلاثة أيّام لأنّهم في شغل عنه بالمأتم، والّذي هو ثلاثة أيّام.
7- الوقوف بالميّت على باب الجبّانة
من الأعراف والعادات المشهورة أنّ الجنازة عندما تصل إلى باب الجبّانة ينزلها المشيّعون على الأرض ويقرؤون الفاتحة، ثمّ يحملونها إلى القبر ويدفنونها مباشرة.
72
وهذه العادة ليس فيها أيّ أثر من الشرع. نعم المعروف في روايات أهل البيت عليهم السلام أنّه إذا حمل الميت إلى قبره فلا يفاجأ به القبر؛ لأنّ للقبر أهوالاً عظيمة، ويتعوذ حامله بالله من هول المطلع، ويضعه قرب شفير القبر، ويصبر عليه هنيئة، ثمّ يقدمه قليلاً ويصبر عليه هنيئة ليأخذ أهبته ثمّ يقدمه إلى شفير القبر11.
ولعلّه لهذا السبب اشتبه الأمر على الناس فأخذوا يضعون الجنازة عند باب الجبانة ثمّ يحملونها للدفن دون أن يفعلوا المستحبّ الأصلح للميت الّذي أُمروا به.
8- اعتقاد خاطئ
عند بعض من كبار السن اعتقاد خاطئ مستحكم، وهو أنّ المرأة تحرم على زوجها بموتها، ولذلك يمنع زوجها من تغسيلها وتجهيزها والنزول إلى قبرها، مع أنّه لا يذهب إلى هذا الرأي سوى أبي حنيفة وأتباعه، أما في مذهبنا وسائر المذاهب فهذا الأمر لا أساس له من الصحّة، ويكفينا الرواية المعروفة في تغسيل وتجهيز الإمام عليّ عليه السلام لفاطمة سيّدة نساء العالمين عليها السلام.
9- السنّة في القبور
من العادات السيّئة والّتي لا يستفيد منها الميت بشيء ويظنّ أهله أنّهم يكرمونه بهذا، وهو ليس إلّا تقليداً ومباهاة وصرفاً
73
*للمال في غير محلّه ومخالفة للسنّة النبويّة، هي عادة تفخيم القبور وتزيينها بالأقفاص ورفعها عن الأرض عدّة طبقات قد تصل لأكثر من متر في بعض الأحيان، مع أنّ السنّة أن لا يُرفع القبر عن الأرض أكثر من أربع أصابع مضمومة وكحدّ أقصى أربع أصابع مفرجات.
ثمّ إنّه يكره أن تجصّص القبور. مع أنّ العادة الآن على تزيينها بأفخم أنواع الرخام كالغرانيت وغيره.
ثمّ إنّه إذا اندرست القبور وخربت يكره إعادة ترميمها وتجديدها كما تذكر بعض روايات العترة الطاهرة عليهم السلام.
10- تبخير القبور
إنّها من العادات المعروفة والّتي تنقرض شيئاً فشيئاً في هذه الأيّام، ولكن ما زال الكثير يمارسها، وهي لا تمتّ إلى الدين بصلة، وليست من الأعمال الّتي تنفع الميت أو زائر الميت، ولعلّها قد دخلت علينا من الأديان الأخرى.
11- وضع المصاحف على القبور
للأسف بعض الناس يتركون المصحف الشريف على القبر يتعرّض للشمس والغبار والوسخ ممّا قد يسبّب له التلف والهتك، وهو من أكبر المحرّمات.
فإن كان المقصود أن ينتفع به الميت فلم يذكر لنا رسول
74
*الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا آل بيته عليهم السلام - وهم أعلم الخلق بأسرار هذه العوالم الخفيّة علينا - أنّه ينتفع الميت بوضعه على القبر. وإن كان المقصود أن يكون تحت تناول اليد لمن يريد أن
يقرأ القرآن للميت عند زيارته لقبره فهذا جيّد لو كان في مكان لا يتعرّض فيه للهتك والإهانة.
12- زيارة القبور يوم العيد
ليس في هذه العادة نصّ خاصّ من الشرع، ولكن بما أنّه قد تقدّم معنا في الروايات أنّ الميت يعلم بمن يزوره ومن يهدي له ما يفرّج الله به عنه في قبره. فليس من البعيد أن يعلمه الله تعالى أن أحباءك المؤمنين لم ينسوك في عيدهم، وقد افتقدوك فيه وخصّوك ببعض الصلة والهدية.
13- التشاؤم من فتح القبور
بعض الناس يتشاءم من فتح القبور قبل الحاجة الفعليّة إليها. وليس لهذا التشاؤم أيّ أساس صحيح يمكن أن يستند إليه. وأسباب الموت معروفة وليس فتح القبور منها. وإن كانت كذلك في سرّ وعلم الله سبحانه وتعالى فمن أين اطلعوا عليه؟ لا ينبغي للمؤمن أن يتأثّر بأيّ شائعة أو عادة، وينبغي أن يحكم عقائده ويحكّمها للقرآن والسنّة والعقل دون الخرافات والمشهورات الّتي لا أساس لها.
75
هوامش
1-الكافي، ج3، ص205.
2-الكافي، ج3، ص205.
3-البحار، ج79، ص94.
4-الوسائل، ج3، ص 143.
5-م. ن، ج3، ص 149.
6-أمالي الصدوق، ص510.
7-الوسائل، ج3، ص240.
8-الكافي، ج2، ص217.
9-الوسائل، ج3، ص 237.
10-م. ن، ج3، ص236.
11-من لايحضره الفقيه،ج1، ص171.
هناك عادات وتقاليد ومراسم تُمارس حال الموت إلى الدفن ثمّ ما بعد الدفن، بعضُها جيّد ومستحبّ شرعاً، وبعضها مكروه وقد يحرم لانطباق عنوان البدعة عليه.
ولن نستوفي كلّ العادات، لا سيّما وأنها قد تختلف من بلد إلى بلد ومن قوميّة إلى أخرى بل ومن قرية إلى قرية، بل سنكتفي بذكر بعض العادات والمراسم المهمّة والشائعة والمستحكمة وننبِّه على المستحسن منها شرعاً من غير المستحسن.
1 - التعزية
من العادات المعروفة في مناسبة الموت عند المسلمين - بل وعند غيرهم - تعزية أصحاب المصيبة. وإليك بعض الروايات الّتي تدلّ على مشروعيّتها بل على استحبابها المؤكّد لتحسين النيّة ولتزداد دواعيك على ممارسة هذه السنّة.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "من عزَّى حزيناً كُسي في الموقف حلّة يُحبر بها"1.
69
وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وآله وسلم : "من عزَّى مصاباً كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر المصاب شيء"2.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "من عزّى ثكلى كُسي بُرداً في الجنّة"3.
والتعزية مستحبّة قبل الدفن وبعده كما ورد في بعض رواياتنا أيضاً. وعلى هذا ينبغي لنا أن نغتنم الفرصة للاستزادة من عظيم ما كتبه الله للمعزِّي من أجر وثواب، ولا نقوم بهذا الواجب الأخويّ والاجتماعيّ فقط حياءً من المصاب ومن باب رفع العتب أو لأجل المصالح الشخصيّة.
2- تشييع الجنازة
من العادات والسنن المعروفة الّتي أكّد عليها الشرع تشييع الجنازة إلى القبر. فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "أوّل ما يُتحف به المؤمن في قبره أن يُغفر لمن تبع جنازته"4.
3- المشي خلف الجنازة
من آداب التشييع أن يكون المشي خلف الجنازة، وهو أفضل من المشي على جانبيها. أما المشي أمامها فمكروه. فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : "اتبعوا الجنازة ولا تتبعكم، خالفوا أهل الكتاب"5.
70
4- نهي النساء عن المشي في الجنائز
عن أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "نهى عن اتباع النساء الجنائز"6.
وفي رواية عن الإمام عليّ عليه السلام : "إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج فرأى نسوة قعوداً فقال: ما أقعدكنّ هيهنا؟ قلن: لجنازة، قال: أفتحملن فيمن يحمل؟! قلن: لا، قال: أفتغسلن فيمن يغسل؟! قلن: لا، قال: أفتدلين فيمن يدلي؟! قلن: لا، قال: فارجعنَ مأزورات غير مأجورات"7.
5- الإطعام في الفواتح والأسابيع
إنّه من العادات الّتي تثقل كاهل أصحاب المصيبة في الكثير من الأحيان، حيث تضاف مصاريفُ إلى الكثير من المصاريف غير الضرورية فُرِضت بحكم استحكام العادات وخوف الخروج عن المألوف، حتّى ولو لم يكن لغاية عقلائية وحاجة ضرورية.
بل ذكرت بعض الروايات أن السُّنة أن يُصنع الطعام لأهل المصيبة ثلاثة أيّام ويُرسل لهم.
روي عن مولانا وإمامنا الصادق عليه السلام : "أنّه لمّا قُتل جعفر بن أبي طالب (رض) أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام أن تتّخذ طعاماً لأسماء بنت عميس (زوجة جعفر) ثلاثة أيّام...
71
فجرت بذلك السنّة، أن يُصنع لأهل المصيبة طعامٌ ثلاثاً"8.
بل ونُقل عن الإمام الصادق عليه السلام : "إنّ الأكل عند أصحاب المصيبة من عمل الجاهلية"9.
6- المأتم ثلاثة أيام فقط
من العادات الّتي تثقل على أهل المصيبة وتزيدهم إلى همّهم همَّاً وتعباً وعناء وشقاء. هي: مراسم العزاء، كالفواتح والأسابيع الّتي قد تشغل أهل المصيبة أسبوعاً أو أكثر في بعض الأحيان لتقبّل العزاء والتعطّل عن أعمالهم وأشغالهم، مع أنّ عادة السبعة أيّام وإقامة المجالس ومراسم العزاء للسبعة لم ترد في أيّة رواية، بل السنّة أن المأتم ثلاثة أيام فقط.
فقد ورد عن أبي جعفر عليه السلام قال: "يُصنع لأهل الميت مأتم ثلاثة أيّام من يوم مات"10. ولذلك أمرت الروايات أن يصنع لأهل الميت الطعام ثلاثة أيّام لأنّهم في شغل عنه بالمأتم، والّذي هو ثلاثة أيّام.
7- الوقوف بالميّت على باب الجبّانة
من الأعراف والعادات المشهورة أنّ الجنازة عندما تصل إلى باب الجبّانة ينزلها المشيّعون على الأرض ويقرؤون الفاتحة، ثمّ يحملونها إلى القبر ويدفنونها مباشرة.
72
وهذه العادة ليس فيها أيّ أثر من الشرع. نعم المعروف في روايات أهل البيت عليهم السلام أنّه إذا حمل الميت إلى قبره فلا يفاجأ به القبر؛ لأنّ للقبر أهوالاً عظيمة، ويتعوذ حامله بالله من هول المطلع، ويضعه قرب شفير القبر، ويصبر عليه هنيئة، ثمّ يقدمه قليلاً ويصبر عليه هنيئة ليأخذ أهبته ثمّ يقدمه إلى شفير القبر11.
ولعلّه لهذا السبب اشتبه الأمر على الناس فأخذوا يضعون الجنازة عند باب الجبانة ثمّ يحملونها للدفن دون أن يفعلوا المستحبّ الأصلح للميت الّذي أُمروا به.
8- اعتقاد خاطئ
عند بعض من كبار السن اعتقاد خاطئ مستحكم، وهو أنّ المرأة تحرم على زوجها بموتها، ولذلك يمنع زوجها من تغسيلها وتجهيزها والنزول إلى قبرها، مع أنّه لا يذهب إلى هذا الرأي سوى أبي حنيفة وأتباعه، أما في مذهبنا وسائر المذاهب فهذا الأمر لا أساس له من الصحّة، ويكفينا الرواية المعروفة في تغسيل وتجهيز الإمام عليّ عليه السلام لفاطمة سيّدة نساء العالمين عليها السلام.
9- السنّة في القبور
من العادات السيّئة والّتي لا يستفيد منها الميت بشيء ويظنّ أهله أنّهم يكرمونه بهذا، وهو ليس إلّا تقليداً ومباهاة وصرفاً
73
*للمال في غير محلّه ومخالفة للسنّة النبويّة، هي عادة تفخيم القبور وتزيينها بالأقفاص ورفعها عن الأرض عدّة طبقات قد تصل لأكثر من متر في بعض الأحيان، مع أنّ السنّة أن لا يُرفع القبر عن الأرض أكثر من أربع أصابع مضمومة وكحدّ أقصى أربع أصابع مفرجات.
ثمّ إنّه يكره أن تجصّص القبور. مع أنّ العادة الآن على تزيينها بأفخم أنواع الرخام كالغرانيت وغيره.
ثمّ إنّه إذا اندرست القبور وخربت يكره إعادة ترميمها وتجديدها كما تذكر بعض روايات العترة الطاهرة عليهم السلام.
10- تبخير القبور
إنّها من العادات المعروفة والّتي تنقرض شيئاً فشيئاً في هذه الأيّام، ولكن ما زال الكثير يمارسها، وهي لا تمتّ إلى الدين بصلة، وليست من الأعمال الّتي تنفع الميت أو زائر الميت، ولعلّها قد دخلت علينا من الأديان الأخرى.
11- وضع المصاحف على القبور
للأسف بعض الناس يتركون المصحف الشريف على القبر يتعرّض للشمس والغبار والوسخ ممّا قد يسبّب له التلف والهتك، وهو من أكبر المحرّمات.
فإن كان المقصود أن ينتفع به الميت فلم يذكر لنا رسول
74
*الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا آل بيته عليهم السلام - وهم أعلم الخلق بأسرار هذه العوالم الخفيّة علينا - أنّه ينتفع الميت بوضعه على القبر. وإن كان المقصود أن يكون تحت تناول اليد لمن يريد أن
يقرأ القرآن للميت عند زيارته لقبره فهذا جيّد لو كان في مكان لا يتعرّض فيه للهتك والإهانة.
12- زيارة القبور يوم العيد
ليس في هذه العادة نصّ خاصّ من الشرع، ولكن بما أنّه قد تقدّم معنا في الروايات أنّ الميت يعلم بمن يزوره ومن يهدي له ما يفرّج الله به عنه في قبره. فليس من البعيد أن يعلمه الله تعالى أن أحباءك المؤمنين لم ينسوك في عيدهم، وقد افتقدوك فيه وخصّوك ببعض الصلة والهدية.
13- التشاؤم من فتح القبور
بعض الناس يتشاءم من فتح القبور قبل الحاجة الفعليّة إليها. وليس لهذا التشاؤم أيّ أساس صحيح يمكن أن يستند إليه. وأسباب الموت معروفة وليس فتح القبور منها. وإن كانت كذلك في سرّ وعلم الله سبحانه وتعالى فمن أين اطلعوا عليه؟ لا ينبغي للمؤمن أن يتأثّر بأيّ شائعة أو عادة، وينبغي أن يحكم عقائده ويحكّمها للقرآن والسنّة والعقل دون الخرافات والمشهورات الّتي لا أساس لها.
75
هوامش
1-الكافي، ج3، ص205.
2-الكافي، ج3، ص205.
3-البحار، ج79، ص94.
4-الوسائل، ج3، ص 143.
5-م. ن، ج3، ص 149.
6-أمالي الصدوق، ص510.
7-الوسائل، ج3، ص240.
8-الكافي، ج2، ص217.
9-الوسائل، ج3، ص 237.
10-م. ن، ج3، ص236.
11-من لايحضره الفقيه،ج1، ص171.