huseinalsadi
14-10-2017, 12:22 PM
باسمه تعالى
الحمد لله فوق حمد الحامدين
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياالله
وجدنا موضوع في قسم. العقائد ورد الشبهات موسوم بعنوان
لا اريد الجنة
للاخ الكاتب
الباحث الطائي
أردنا التعقيب ولكن وجدنا هناك ممانعة من دخول ذلك القسم حسب توجهات وقوانين المنتدى
ولكون الموضوع في اصل العقيدة وله اهمية خاصة ارتاينا ان نجيب عليه هنا ونامل من الاخوة في الادارة نقل الجواب الى محله :
الاخ الباحث الطائي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم
جزيت خيرا على الاختيار الموفق
اخي الفاضل سؤالك يحمل في طياته كثير من المغالطات ومردود من عدة وجوده
اولا :: -
قولك ::
وها انا بما اعطيتني من ارادة واختيار اعترف بانك لا اله الا انت واسلم بذلك ، ولكن لا اريد الجنة ولا اريد طبعا النار وعذابها وهذا اختياري . فلا تلزمني بما وجبت علي من طاعات وعبادات وجهد كثمن للجنة لاني لا اريدها ، وإنّما يدفع الثمن من يشتري البضاعة .
نقول
هذا الخطاب من العبد الى ربه العظيم امام خيارين
اما ان تقصد في الحياة الدنيا او في القيامة فلا خيار ثالث
فاما ان كان المقصود في يوم القيامة فهذا باطل من وجهين الاول ان الاخرة دار حساب ولاعمل ولاتكليف
الثاني هو ان وقت التكليف قد مضى وجاء وقت الحساب فيكون الكلام عبثيا ولا معنى له.
واما ان يكون في الحياة الدنيا
ففي هذه الحالة من الذي قال لك ان الخيار المعطى للعبد هو اختيار مطلق ؟؟
إنما هو خيار مشروط ،::-
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا
الانسان -- 3
هنا الاختيار الذي خير فيه العبد ولاخيار ثالث له
فإما شاكرا ومصيره الى الجنة واما كفورا ومصيره الى السعير :-
وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ
الشورى --7
فاين الخيار الثالث الذي يبتغيه العبد وهو اصلا مرغم على اختيار واحد من اصل اثنين فتبين اخي الكريم.
ثانيا ،::--
اصل الافتراض هذا مردود من ناحية اخرى
لو كان العبد مخير اختيارا مطلقا وليس مقيد كما في مفترض السؤال وطلبه ان لايدخل الجنة وان لايطالبه الله تعالى بالعبادات والطاعات وفي مثل هذا الافتراض فانه قد اقام الحجة على الله تعالى
(( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )) فلله الحجة البالغة فلو صح هذا الكلام وكان الاختيار مطلق فهو اصبح في محل ربوبية وليس عبودية لخروجه عن سلطنة رب العالمين وفي هذه الحالة يكون هناك سلطتين للرب وللعبد فكان شريكا لله في اختياراته وسلطانه وهذا باطل
ثالثا ::-
هناك مغالطة ايضا مبطنة في اصل الافتراض وهي ان الخيارات في تلك الدار الاخرة ايضا خيارات محددة وليست مطلقة فقوله تعالى جلت قدرته ::-
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ
الانبياء -- 104
فلا وجود الا خيارين اثنين
فريق في الجنة
فريق في السعير
فلو كان الاختيار مطلق للعبد اين يذهب وقد طويت السماوات والارض وهو رافض دخول الجنة والنار ؟
فاين المفر ؟؟
اخي الكريم
هذه المغالطات كانت موجودة منذ عهد الائمة عليهم السلام
حيث جاء احد الزنادقة إلى الامام الصادق عليه السلام روحي لتراب نعليه الفداء وقال له ::
،انا حر ومختار ولا اريد ان اعبد الله تعالى !!
فاجابه الامام الصادق عليه السلام
لك ذلك ولكن بشروط
انت تسكن في ارض الله تعالى وتلتحف بسمائه فاخرج من ارضه وسمائه واعصه كيفما تشاء !!
وانت تاكل من رزقه صباحا ومساءا فابتغي لك رزقا من غير رزق الله تعالى واعصه كيفما تشاء !!
واذا جاءك ملك الموت قابضا فاضربه وادراءه عن نفسك واعصه كيفما تشاء !!
فبهت الزنديق وعلم
انه لم ياتي للدنيا باختياره ولا وجد من العدم باختياره ولايستطيع ان يختار الحياة الابدية وكل خياراته محدودة
والا لكنا جميعا لدينا آلاف الحجج عند الله تعالى وهذا باطل لان الحجة البالغة لله وحده
رابعا::-
لو كان هذا الافتراض صحيحا ومحتمل الوقوع لكان اتهاما لله تعالى بانتفاء علمه وحكمته
(( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ))
فمن المعلوم ان الله تعالى
يعلم ماكان وما يكون وماهو كائن ومالم يكن كيف سيكون اذا كان
فاذا وجد مثل هذا العبد فهذا يعني انه قد علمه الله تعالى مسبقا ولم يتصرف معه وفق حكمته وهذا خلاف الحكمة وهو محال
وعليه الامر مردود من كل هذه النواحي
عذرا للطالة
احترامي وتقديري
خادمكم
حسين السعدي
الحمد لله فوق حمد الحامدين
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياالله
وجدنا موضوع في قسم. العقائد ورد الشبهات موسوم بعنوان
لا اريد الجنة
للاخ الكاتب
الباحث الطائي
أردنا التعقيب ولكن وجدنا هناك ممانعة من دخول ذلك القسم حسب توجهات وقوانين المنتدى
ولكون الموضوع في اصل العقيدة وله اهمية خاصة ارتاينا ان نجيب عليه هنا ونامل من الاخوة في الادارة نقل الجواب الى محله :
الاخ الباحث الطائي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم
جزيت خيرا على الاختيار الموفق
اخي الفاضل سؤالك يحمل في طياته كثير من المغالطات ومردود من عدة وجوده
اولا :: -
قولك ::
وها انا بما اعطيتني من ارادة واختيار اعترف بانك لا اله الا انت واسلم بذلك ، ولكن لا اريد الجنة ولا اريد طبعا النار وعذابها وهذا اختياري . فلا تلزمني بما وجبت علي من طاعات وعبادات وجهد كثمن للجنة لاني لا اريدها ، وإنّما يدفع الثمن من يشتري البضاعة .
نقول
هذا الخطاب من العبد الى ربه العظيم امام خيارين
اما ان تقصد في الحياة الدنيا او في القيامة فلا خيار ثالث
فاما ان كان المقصود في يوم القيامة فهذا باطل من وجهين الاول ان الاخرة دار حساب ولاعمل ولاتكليف
الثاني هو ان وقت التكليف قد مضى وجاء وقت الحساب فيكون الكلام عبثيا ولا معنى له.
واما ان يكون في الحياة الدنيا
ففي هذه الحالة من الذي قال لك ان الخيار المعطى للعبد هو اختيار مطلق ؟؟
إنما هو خيار مشروط ،::-
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا
الانسان -- 3
هنا الاختيار الذي خير فيه العبد ولاخيار ثالث له
فإما شاكرا ومصيره الى الجنة واما كفورا ومصيره الى السعير :-
وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ
الشورى --7
فاين الخيار الثالث الذي يبتغيه العبد وهو اصلا مرغم على اختيار واحد من اصل اثنين فتبين اخي الكريم.
ثانيا ،::--
اصل الافتراض هذا مردود من ناحية اخرى
لو كان العبد مخير اختيارا مطلقا وليس مقيد كما في مفترض السؤال وطلبه ان لايدخل الجنة وان لايطالبه الله تعالى بالعبادات والطاعات وفي مثل هذا الافتراض فانه قد اقام الحجة على الله تعالى
(( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )) فلله الحجة البالغة فلو صح هذا الكلام وكان الاختيار مطلق فهو اصبح في محل ربوبية وليس عبودية لخروجه عن سلطنة رب العالمين وفي هذه الحالة يكون هناك سلطتين للرب وللعبد فكان شريكا لله في اختياراته وسلطانه وهذا باطل
ثالثا ::-
هناك مغالطة ايضا مبطنة في اصل الافتراض وهي ان الخيارات في تلك الدار الاخرة ايضا خيارات محددة وليست مطلقة فقوله تعالى جلت قدرته ::-
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ
الانبياء -- 104
فلا وجود الا خيارين اثنين
فريق في الجنة
فريق في السعير
فلو كان الاختيار مطلق للعبد اين يذهب وقد طويت السماوات والارض وهو رافض دخول الجنة والنار ؟
فاين المفر ؟؟
اخي الكريم
هذه المغالطات كانت موجودة منذ عهد الائمة عليهم السلام
حيث جاء احد الزنادقة إلى الامام الصادق عليه السلام روحي لتراب نعليه الفداء وقال له ::
،انا حر ومختار ولا اريد ان اعبد الله تعالى !!
فاجابه الامام الصادق عليه السلام
لك ذلك ولكن بشروط
انت تسكن في ارض الله تعالى وتلتحف بسمائه فاخرج من ارضه وسمائه واعصه كيفما تشاء !!
وانت تاكل من رزقه صباحا ومساءا فابتغي لك رزقا من غير رزق الله تعالى واعصه كيفما تشاء !!
واذا جاءك ملك الموت قابضا فاضربه وادراءه عن نفسك واعصه كيفما تشاء !!
فبهت الزنديق وعلم
انه لم ياتي للدنيا باختياره ولا وجد من العدم باختياره ولايستطيع ان يختار الحياة الابدية وكل خياراته محدودة
والا لكنا جميعا لدينا آلاف الحجج عند الله تعالى وهذا باطل لان الحجة البالغة لله وحده
رابعا::-
لو كان هذا الافتراض صحيحا ومحتمل الوقوع لكان اتهاما لله تعالى بانتفاء علمه وحكمته
(( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ))
فمن المعلوم ان الله تعالى
يعلم ماكان وما يكون وماهو كائن ومالم يكن كيف سيكون اذا كان
فاذا وجد مثل هذا العبد فهذا يعني انه قد علمه الله تعالى مسبقا ولم يتصرف معه وفق حكمته وهذا خلاف الحكمة وهو محال
وعليه الامر مردود من كل هذه النواحي
عذرا للطالة
احترامي وتقديري
خادمكم
حسين السعدي