المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدلة قرآنية على حياته (عجل الله فرجه)ما هو دليل حياة الامام المنتظر


الشيخ عباس محمد
30-12-2017, 09:32 PM
السؤال: أدلة قرآنية على حياته (عجل الله فرجه)ما هو دليل حياة الامام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) من القرآن؟
الجواب:
إن حياة الإمام المهدي (عليه السلام) في القرآن تثبت بالرجوع إلى الآيات القرآنية التي تثبت وجوب الإمام في كل عصر, فإثبات وجوب الإمامة لا يعني في وقت دون وقت, فإن ذلك يمتد حتى إلى عصرنا الذي نحتاج فيه الإمام لنفس الغرض الذي نثبته في كل عصر.

أولاً: قال تعالى : (( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )). روي عن ابن عباس أنه قال : لما نزلت الآية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أنا المنذر وعليٌ الهادي من بعدي يا علي بك يهتدي المهتدون) (البحار 2:23).
فهل الهادي لزمان دون زمان وعصر دون عصر؟ وعن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك: (( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )) فقال (عليه السلام): (رسول الله المنذر, وعلي الهادي, والله ما ذهبت منّا وما زالت فينا إلى الساعة) (نفس المصدر) .
مما يدلّ على أن هذه الآية مستمرة إلى قيام الساعة ففي كل عصر هاد من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ومنهم الإمام المهدي (عليه السلام) حتى عصرنا هذا وما بعده, إذ لا يخلو زمان عن إمام هاد.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قلت له (( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )) فقال (عليه السلام): (رسول الله المنذر وعلي (عليه السلام) الهادي, يا أبا محمّد فهل منا هاد اليوم ؟) قلت : بلى جعلت فداك, ما زال فيكم هاد من بعد هاد حتى رفعت إليك, فقال : (رحمك الله يا أبا محمّد, ولو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب، ولكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى).
وعن محمّد بن مسلم قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزّ وجل: (( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )) فقال : إمام هاد لكل قوم في زمانهم .
وعن الصادق (عليه السلام) في حديث طويل: (... ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها, ولولا ذلك لم يعبد الله) قال سليمان (راوي الحديث) فقلت للصادق (عليه السلام) فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال (عليه السلام): (كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب). (نفس المصدر السابق).

ثانياً: قوله تعالى: (( ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون )). وإيصال القول أي تبليغهم بآيات الله وأحكامه وهذه لا يقوم بها إلاّ الإمام, وفي زماننا هو الإمام المهدي (عليه السلام) فلابد من وجوده, ليتم مصداق هذه الآية .
فعن الصادق (عليه السلام) في قوله: (( ولقد وصلنا لهم القول )) قال : (إمام بعد إمام).

ثالثاً: قوله تعالى : (( إني جاعل في الأرض خليفة )). فهل هذه الآية لزمان دون زمان أم هي متصلة إلى أن تقوم الساعة, فمن هو خليفة الله في الأرض في زماننا هذا ؟ لابد أن يكون ذلك الخليفة هو الإمام، والإمام اليوم هو الإمام المهدي (عليه السلام) فهو حيٌ بمقتضى هذه الآية.

رابعاً: قوله تعالى: (( يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون )) (الصف:8). فإتمام النور بالتبليغ إلى الله تعالى، فهل هذا لزمان دون زمان . فمن هو الذي يتم نور الله في هذا الزمان ؟ إنه الإمام المهدي (عليه السلام) الذي يعيش في زماننا هذا.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (لا تخلو الأرض منذ كانت من حجة عالم يحيي فيها ما يميتون من الحق ثم تلا هذه الآية : (( يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )) (البحار: 37:23).

خامساً: قوله تعالى: (( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها... )) .
فنقول: هل أن ليلة القدر كانت في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أم حتى من بعده؟ فإذا كانت ليلة القدر مستمرة وتنزل الملائكة والروح فيها في كل عام, فعلى من تنزل في زماننا هذا ؟ لابد من نزولها على خليفة رسول الله وهو الإمام المعصوم الذي هو إمامنا المهدي (عليه السلام).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (كان علي (عليه السلام) كثيراً ما يقول : اجتمع التيمي والعدوي عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقرأ ((إنا أنزلناه)) بتخشع وبكاء فيقولان : ما أشد رقتك لهذه السورة . فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما رأت عيني ووعى قلبي ولما يرى قلب هذا من بعدي . فيقولان : وما الذي رأيت وما الذي يرى ؟ قال : فيكتب لها في التراب (( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر )) قال : ثم يقول : هل بقي شيء بعد قوله ((كل أمر)) ؟ فيقولان : لا, فيقول : هل تعلمان مَن المنزل عليه بذلك ؟ فيقولان : أنت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) . فيقول : نعم، فيقول : هل تكون ليلة القدر من بعدي ؟ فيقولان : نعم . فيقول : فهل ينزل ذلك الأمر فيها ؟ فيقولان : نعم . فيقول : فإلى من ؟ فيقولان : لا ندري . فيأخذ برأسي ويقول : إن لم تدريا فادريا, هو هذا من بعدي ...) (الكافي 249:1 ح 5، وتفسير كنز الدقائق 365:14).
مما يدل على أن ليلة القدر مستمرة ونزول الروح في هذه الليلة من كل عام على الإمام المعصوم وهو الإمام المهدي(عليه السلام)، فالإمام (عليه السلام) حي بمقتضى هذه الآية .

سادساً: قوله تعالى : (( ينزل الملائكة والروح من أمره على من يشاء من عباده ... )) (النحل:2).
عن الباقر (عليه السلام) إنه سئل عن هذه الآية، فقال : (جبرئيل الذي ينزل على الأنبياء, والروح يكون معهم ومع الأوصياء لا يفارقهم ويسددهم من عند الله) (بصائر الدرجات : 483 ح 1، وتفسير كنز الدقائق 178:7).
فعلى من تتنزل الروح من عباد الله, أليس هو الإمام المعصوم والذي هو الإمام المهدي (عليه السلام) في زماننا هذا, فهو حي بدليل هذه الآية .

سابعاً: قوله تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنّا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمراً من عندنا إنا كنّا مرسلين )) (الدخان:3-5)). والليلة هذه هي ليلة القدر, ويأتي نفس ما ذكرناه في ليلة القدر, فبمقتضى هذه الآية فإن الإمام المهدي (عليه السلام) حي. هذا ما أمكننا ذكره من آيات تثبت حياة الإمام المهدي (عليه السلام).



تعليق على الجواب (1) بالنسبة لاية (( انا انزلناه في ليلة القدر )) فهل لو تكرمتوا ووضحتوا اكثر لان بعض المخالفين يقول بان النزول يكون عل مكة وكلام اخر منهم !!
ولماذا تنزل الملائكة عل الامام؟! ماهو الهدف من ذلك
الجواب:
أولاً: إن مقتضى قوله تعالى (( تَنَزَّلُ المَلَائِكَةُ )) (القدر:5) هو استمرار نزول الملائكة بعد رحيل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فان الفعل المضارع تتنزل يفيد الاستقبال ولا يضرنا كون السورة مكية بعد ان كان نزول الملائكة مستمراً.

ثانياً: ولا شك ان الملائكة لا تنزل على الفاسقين وانما تنزل على اولياء الله والمصداق الامثل هو معصوم زماننا (عليه السلام) والرواية التي ذكرناها في الجواب السابق عن كتاب الكافي تشير الى ذلك.

ثالثاً: اما لماذا تتنزل الملائكة على الامام (عليه السلام) ذلك باعتبار ان تدبير شؤون العالم يكون من خلال المعصوم فهو واسطة الفيض الالهي وعن طريقه تتنزل الفيوضات وفي مثل ليلة القدر تقدر شؤون العالم من رزق وموت وحياة ومرض وبلاء ونقص الاجل وزيادته كل ذلك تنزل به الملائكة على الامام (عليه السلام) في مثل ليلة القدر لغرض تدبير امور العالم لذا عبرت الآية (( مِن كُلِّ أَمرٍ )) فهذه امور متعددة تحسم في مثل هذه الليلة من كل عام فلاحظ ما ورد في تفسير قوله تعالى (( إِنَّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ )) (الدخان:3) ((يقدر الله كل امر من الحق ومن الباطل وما يكون في تلك السنة وله فيه البداء والمشية يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من الآجال والارزاق والبلايا والاعراض والامراض ويزيد فيها ما يشاء وينقص ما يشاء ويلقيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى أمير المؤمنين (عليه السلام) ويلقيه أمير المؤمنين الى الائمة (عليهم السلام) حتى ينتهي ذلك الى صاحب الزمان (عليه السلام) ويشترط له ما فيه البداء والمشية والتقديم والتأخير)) (معجم احاديث الامام المهدي (عليه السلام) ص565 نقلا عن تفسير القمي ومجمع البيان وتفسير الصافي والبرهان والمحجة ونوادر الاخبار وبحار الانوار ونور الثقلين وينابيع المودة).




تعليق على الجواب (2) يا إخوة والله الذي لا إله إلا هو لا علاقة لكل ما أوردتم من أدلة بوجود هذا الذي تزعمون أنه مختف منذو عدة قرون, فمن قرأ ما كتبتم واطلع على محاولتكم تبرير ما تدعون من وجود هذا الرجل وأختفائه كل هذا الزمن فكيف يصح أن أحدا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يعيش كل هذا الزمن ؟ وبأي آلية يمكن لهذا الامام أن يدبر شؤون المسلمين وهو مختف لا يعرف أحد أين يوجد ؟
والسلام
الجواب:
- ان ما ذكرتم من نفي وجود الامام المهدي (عليه السلام) وانه لا علاقة بين ما ذكرنا من الاستدلال بالآيات القرآنية وبين حياة الامام لم تأتوا له بدليل وانما هو رجم بالغيب ونحن قد اقمنا الادلة العلمية على ذلك بما بما لا مزيد عليه .
- اما عدم تعقلكم لطول عمر الامام فنقول ينبغي ان يعلم ان طول عمر الانسان كنوح (عليه السلام) تسعمائة وخمسين سنة او اكثر كان الزائد عليه ايضا ممكنا هذا مضافا إلى ان الاعتقاد بالامام المهدي (عليه السلام) وطول عمره انما هو بعد الاعتقاد بالقدرة المطلقة لله تعالى ان القدرة التي جعلت النار على ابراهيم بردا وسلاما واحيت الاموات بنفس عيسى وابقت اهل الكهف قرونا احياء نياما بلا ماء ولا غذاء من الهين عليه ابقاء انسان ألوف السنين حيا يرزق ( للمزيد راجع منهاج الصالحين للشيخ الوحيد الخراساني 1/ 487- 488 .
- اما ما ذكرتم من انه كيف يدبر الامام شؤون المسلمين وهو مختف فنجيبكم بما يلي :
- ان عدم ظهور الامام (عليه السلام) ليقوم بكافة شؤون الامامة ومنها تدبير شؤون المسلمين سببه التقصير او القصور من ناحية المجتمع وليس من قبل الله تعالى او من قبل الحجة (عليه السلام) وعلى حد تعبير الخواجة نصير الدين الطوسي : وجوده لطف وتصرفه لطف اخر وغيبته منّا
- على الرغم من غيبة الامام (عليه السلام) فأنه يقوم بوظائف كثيرة ومهمة من قبيل انه حافظ لشريعة الاسلام بأساليب وطرق واليات قد تخفى علينا ومن قبيل انه شاهد على اعمال العباد وان النظام الكوني باق ببقائه وغير ذلك من الالطاف التي يمارسها الامام (عليه السلام) .



تعليق على الجواب (3) (( وَلَقَد وَصَّلنَا لَهُمُ القَولَ لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُونَ )) أي أتبعنا بعضه بعضا, وبعثنا رسولا بعد رسول حتى وصلت اليك - لعلهم يتذكرون -يتذكرون فيخافوا أن ينزل بهم ما نزل بمن قبلهم وقيل : لعلهم يتعظون بالقرآن عن عبادة الأصنام ودلالة الآية تتحدث لسابقتها من الآيات وكذلك ولو كانت دلالتها عن المهدي لأشار لها احد من الصحابة في وقتها فمعنى القول - يقول تعالى أخبرهم كيف صنع بمن مضى وكيف هو صانع (( لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُونَ ))
الجواب:
ما ذكرته من تفسير الآية هو الذي ذكره الفخر الرازي في تفسيره الكبير، وهو لا يعتقد بإمامة أهل البيت عليهم السلام ومع ذلك فإن تفسيره لهذه الآية لا يعارض ما ورد من طرقنا، لأن الإمام هو خليفة الرسول في توصيل القول وتبليغه، وهو امتداد له وقائم مقامه.
فإذا جاز أن ما بعثه النبي في المكان على يد بعض اصحابه من تبليغات للأحكام (في عصره) منسوب إليه مع أنه لم يقم بذلك شخصيا، حتى صح أن يقال: أن المبلغ لهذه الأحكام هو محمد (صلى الله عليه وآله)، فلمَ لم يجز أن يجري ذلك في الزمان أيضا؟ مع أن الأمر في الظرفين سيان؟ فالخليفة أو الإمام الذي يضطلع بمهمة التوصيل للأجيال التالية بأمر النبي (صلى الله عليه وآله) لا يختلف عن الشخص المبعوث من قبله إلى بعض النواحي، فالتوصيل ينسب إليه في الحالين.

وبذلك يكون المهدي (عجل الله فرجه) الذي وصلت إليه الإمامة بنص من النبي (صلى الله عليه وآله) وبنص ومن آبائه الطاهرين مشمول بهذه الآية.
ودمتم في رعاية الله



تعليق على الجواب (4) الرد على ان (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) نزلت في علي رض

من كتاب " الفردوس، "عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا المنذر وعلي الهادي، بك يا علي يهتدي المهتدون». ونحوه رواه أبو نعيم، وهو صريح في ثبوت الولاية والإمامة
أن هذا لم يقم دليل على صحته، فلا يجوز الاحتجاج به. وكتاب " الفردوس " للديلمي فيه موضوعات كثيرة أجمع أهل العلم على أن مجرد كونه رواه لا يدل على صحة الحديث، وكذلك رواية أبي نعيم لا تدل على الصحة
أن هذا الكلام لا يجوز نسبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن قوله: «أنا المنذر وبك يا علي يهتدي المهتدون», ظاهره أنهم بك يهتدون دوني، وهذا لا يقوله مسلم، فإن ظاهره أن النذارة والهداية مقسومة بينهما، فهذا نذير لا يهتدى به، وهذا هاد، وهذا لا يقوله مسلم
أن الله تعالى قد جعل محمدا هاديا فقال: (( وَإِنَّكَ لَتَهدِي إِلَى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ )) (الشورى:52-53), فكيف يجعل الهادي من لم يوصف بذلك دون من وصف به؟
أن قوله: " بك يهتدي المهتدون " ظاهره أن كل من اهتدى من أمة محمد فبه اهتدى، وهذا كذب بين، فإنه قد آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خلق كثير، واهتدوا به، ودخلوا الجنة، ولم يسمعوا من علي كلمة واحدة، وأكثر الذين آمنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - واهتدوا به لم يهتدوا بعلي في شيء. وكذلك لما فتحت الأمصار وآمن واهتدى الناس بمن سكنها من الصحابة وغيرهم، كان جماهير المؤمنين لم يسمعوا من علي شيئا، فكيف يجوز أن يقال: بك يهتدي المهتدون؟
أنه قد قيل معناه: إنما أنت نذير ولكل قوم هاد، وهو الله تعالى، وهو قول ضعيف. وكذلك قول من قال: أنت نذير وهاد لكل قوم، قول ضعيف.
والصحيح أن معناها: إنما أنت نذير كما أرسل من قبلك نذير، ولكل أمة نذير يهديهم أي يدعوهم، كما في قوله: (( وَإِن مِن أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ )) (فاطر:24) وهذا قول جماعة من المفسرين .....
أن قوله: {ولكل قوم هاد} نكرة في سياق الإثبات، وهذا لا يدل على معين، فدعوى دلالة القرآن على علي باطل، والاحتجاج بالحديث ليس احتجاجا بالقرآن، مع أنه باطل
"ويقول الذين كفروا لولا" هلا "أنزل عليه" على محمد "آية من ربه" كالعصا واليد والناقة "إنما أنت منذر" مخوف الكافرين وليس عليك إتيان الآيات "ولكل قوم هاد" نبي يدعوهم إلى ربهم بما يعطيه من الآيات لا بما يقترحون

الجواب:
ان الحديث المشار اليه صحيح وقد روي بعدة طرق بعضها صحيح فمثلا ذكر الثعلبي في الكشف 3/425 عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الاية وضع رسول الله (صلى الله عليه واله) يده على صدره وقال (انا المنذر) وأومي بيده الى منكب علي بن ابي طالب (عليه السلام) فقال (فأنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي) .
واعترف ابن حجر بأن الاسناد حسن (فتح الباري 8/285) ومنه يتضح صحة ما ذكره صاحب كتاب الفردوس وما رواه ابو نعيم بثلاث طرق عن حذيفة بن اليمان ان ما تدعونه من الفهم للاية المباركة وانه الرسول ليس عنده هداية غير صحيح وهذا مخالف لظهور الاية الكريمة فالرسول (صلى الله عليه واله) هو مصداق المنذر والانذار هو هداية مع دعوة وان الامام علي (عليه السلام) مصداق للهادي من غير دعوة وانكم ذكرتم انه يفهم من عبارة (بك يهتدي المهتدون) انه كل من اهتدى من امة محمد (صلى الله عليه واله) فبالامام اهتدى وقلتم ان هذا كذب وهذا فهم خاطيء فكل من الرسول (صلى الله عليه واله) والامام (عليه السلام) هاد فممكن لشخص ان يهتدي في زمن الرسول (صلى الله عليه واله) وبعد ذلك لا يتبع الامام (عليه السلام) كما حدث ذلك لكثرة من الصحابة والمفروض بهم ان يهتدوا بعد الرسول (صلى الله عليه واله) بعلي (عليه السلام) وليس في الحديث دلالة على ان كل من اهتدى بالرسول يجب ان يهتدي بعده بالامام (عليه السلام) فهذا الامر لا يدل عليه الحديث لكي تكذبوا دلالته .
ومنه يتضح بطلان ما ذكرتم من ان المقصود بالاية ان لكل قوم نذير وايضا ذكرنا ان الامام علي (عليه السلام) هو مصداق لكلمة (هاد) في الاية المباركة ولم ندع ان اللفظ معين .