المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواية وضع النبي (صلى الله عليه وآله) رأسه بين ثديي فاطمة (عليها السلام)


الشيخ عباس محمد
31-12-2017, 11:03 PM
السؤال: رواية وضع النبي (صلى الله عليه وآله) رأسه بين ثديي فاطمة (عليها السلام)السلام عليكم
يوجد في بعض مواقع النواصب من يدعي بروايات(عند الالروافض - هكذا يسموننا) تسيء الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن النبي كان لا ينام لا أن يضع رأسه بين ثديي فاطمة سلام الله عليها أو كان يمص لسانها من أجل ان يتذكر رائحة أو طعم الجنة ومن أمثال هذا وذاك فالرجاء هل هذا صحيح وأذا كان موجود لماذا نحن نعتبر أن هذا أساءة الى النبي والناقل الذي نقل الحديث لم يعتبر الأساءة في نقل الحديث طبعاً انا لست متأكد من المصدر الذي ذكروه بل أعتقد أنه كان بحار الأنوار أو قريب لهذا الأسم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:
من المؤسف أن نرى البعض يلاحظ القشة في عين الآخر ويغفل عن وجود الجذعة في عينيه, وياليت أنّ ما رآه هو قشة حقّاً, بل وهمٌ تراءى له (( كَسَرَاب بقيعَة يَحسَبه الظَّمآن مَاءً حَتَّى إذَا جَاءَه لَم يَجده شَيئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عندَه فَوَفَّاه حسَابَه وَاللَّه سَريع الحسَاب )) (النور:39)، وإلاّ ما هو الضير في أن يقبّل المرء ابنته ويضع رأسه على صدرها, فهل يعد مثل هذا الفعل محرّماً أو مكروهاً في الشريعة؟!! أو هل هو مسقط للمروءة في نظر العقلاء وعرف الناس؟!! وهل يتصور القارئ لمثل هذه الأحاديث أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو صاحب الحياء الكبير, والذي حياءه أشد من حياء الفتاة في خدرها - كما تصفه الأحاديث - قد وضع رأسه بين ثديي فاطمة وهي مجردة عن الملابس وليس على جسمها من غطاء أو رداء, كي تتم الدلالة المطابقية للكلام عند صاحب هذا الخيال الفاسد؟!
إن هذا التصور لا يوافق عليه الشرع ولا تستسيغه استعمالات اللغة في أمثال هذه الموارد. وإلاّ فهل يمكن أن يتصور أهل السنّة أن عمراً قد ضرب أبا هريرة بين ثدييه - بحسب لفظ الحديث الذي رواه (مسلم 1 : 44) ــ حينما قال له أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بعثني أن أبشّر من لقيت بالجنة كل من شهد بلا إله إلاّ الله مستيقناً بها قلبه.. وأن هذا يعني أن أبا هريرة كان مجرداً من ملابسه لتقع ضربة عمر مباشرة بين الثديين.. إن هذا محض خيال فاسد لا يوافق عليه العقلاء والمتشرعة!
ولكن هلمَّ بنا إلى الروايات الصريحة الصحيحة التي تخدش الحياء بكل وضوح والتي يغض الطرف عنها أهل السنّة عمداً وتعمية, وقد كان من المفروض أن تنزه كتب الحديث الشريف عن هذه الألسنة الفاضحة.

فمن هذه الروايات ما رواه العيني في (عمدة القاري 3: 146) بسند متصل عن عائشة أنها قالت: كنت أغسل المني من ثوب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيخرج إلى الصلاة, وان بقع الماء لفي ثوبه. قال العيني: وإسناده صحيح على شرط مسلم. وفي رواية (البخاري 1 : 63) ان أحدهم وهو سليمان بن يسار هو الذي يسأل عائشة عن المني يصيب الثوب فتقول له: كنت أغسله من ثوب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيخرج إلى الصلاة وأثر الغسل في ثوبه... وهنالك أن تتصورـ أيّها المسلم الغيور ـ حين يسأل رجلاً امرأة أجنبيه عنه - حتى لو فرض أنها أمّه معنوياً - عن هذا الموضوع... فهل تراه بقي من محل للحياء في المقام، وهل تراه قد أغلقت كل الوسائط المشروعة من زوجات وإماء للاستفهام عن هذه المسألة الشرعية بواسطتهن من عائشة, وينطلق هذا السائل ـ المتشرع جداً ـ ويخدش بمثل هذه المواقف نفوس سامعيها من أهل العفة والخدر الرفيع..
وجاء في (أضواء البيان/ للشنقيطي 2: 398) ان عائشة قالت: كنت أفرك المني من ثوب رسول الله (صلى الله عليه وآله), ثم يذهب فيصلي فيه. قال: أخرجه مسلم في صحيحه, وأصحاب السنن الأربعة والإمام أحمد. (انتهى)
ومن ثم تصور ما جاء في (صحيح مسلم 1: 166) عن نفس الموضوع: لقد رأيتني وأني لأحكه من ثوب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يابساً بظفري.

هذه الروايات وأمثالها التي علّق عليها العلاّمة الحلي في (رسالته السعدية): ان الله سبحانه قد أمر نبيّه (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال: (( وَثيَابَكَ فطَهّر )) (المدثر:4) فكيف استقذرت عايشة ذلك, وهو (عليه السلام) لم ينفر نفسه منه؟! فالواجب على المحتاط في دينه: تنزيه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن هذه النقايص فإنه أسلم عاقبة في الآخرة, وأبلغ في تعظيم حال النبي (عليه السلام) , الذي ذكره عبادة وتعظيمه عبادة. (انتهى) وأمّا الروايات الواردة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) بأنه كان يقبّل زوجاته أم سلمة وعائشة وهو صائم، فحدّث بها ولا حرج! فقد رواها البخاري ومسلم وغيرهما حتى أن بعض الرواة كان يستحي عند ذكرها. روى البيهقي في (معرفة السنن والآثار 3: 382): عن سفيان قال: قلت لعبد الله بن القاسم أخبرك أبوك عن عائشة: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقبّلها وهو صائم. قال: فطأطأ رأسه واستحى وسكت قليلاً ثم قال: نعم. قال البيهقي: رواه مسلم في الصحيح عن علي بن حجر وغيره عن سفيان. (انتهى).
وفي (مسند أحمد 6: 101) عن عائشة : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليظل صائماً ثم يقبل ما شاء من وجهي حتى يفطر. (انتهى)
ونقل النووي في (شرحه لمسلم 7: 216) عن القاضي عياض ان هذا الحديث يستحي عن ذكره لا سيما حديث المرأة به نفسها للرجال.
وروى البيهقي بسنده في (السنن الكبرى 1: 314) عن عمارة بن غراب أن عمة له حدثته أنها سألت عائشة قالت أحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلاّ فراش واحد. قالت: أخبرك بما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل فمضى إلى مسجده ــ قال أبو داود تعني مسجد بيته ــ فلم ينصرف حتى غلبتني عيني وأرجعه البرد فقال أدني مني قالت فقلت إني حائض قال وإن اكشفي عن فخذيك فكشفت عن فخذي فوضع خده وصدره على فخذي وحنيت عليه حتى دفئ ونام. (انتهى)
وروى مسلم في (صحيحه 1: 187) عن عائشة : ان رجلاً سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل هل عليهما الغسل وعائشة جالسة ــ لاحظ مورد خدش الحياء! ــ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إني لأفعل ذلك أنا وهذه ــ أنظر المورد الثاني من خدش الحياء في الهداية! ــ ثم نغتسل). (انتهى)

ونكتفي بما ذكرناه عن ذكر بقية الروايات التي يترفع عن فعلها أو ذكر متونها أقل الناس فضلاً وتديناً فضلاً عن أهل العلم والفضيلة فضلاً عمن ينتسب للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فضلاً عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) نفسه.. ولكنها للأسف وردت في صحاح أهل السنّة وبالأسانيد المعتبرة!! وأمّا رواية ان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان يمص لسان فاطمة (عليها السلام), فهذا لم يثبت من طرق الشيعة وإنما رواه أبو داود في زيادة له على حديث عائشة حين قالت: ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ولا هدياً برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من فاطمة في قيامها وقعودها, وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبّلها وأجلسها في مجلسه (نقله التستري في شرح احقاق الحق 25:137 ) وعن المناوي الشافعي في (اتحاف السائل). ولكن ناهيك عن وقوع مثل هذه الزيادة التي ذكرها أبو داود هنا في حق عائشة أيضاً (أنظر: سبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي 11: 172).. نقول: ولعل المعترض على رواية فاطمة لا يحتاج إلى شحذ خياله كثيراً ليجد أي الروايتين فيها خدش للحياء - فيما لو سلمنا بوجود الرواية المتقدمة - هل الرواية الدالة على مص لسان الابنة التي وردت الروايات فيها بأن نطفتها كانت من ثمار الجنة, أم مص لسان الزوجة التي هي الموضع المعلوم للاثارة والشهوة؟!




تعليق على الجواب (1) عيب يا ناس, اتقوا الله في نبيكم واهل بيته الابرار واصحابه الكرام, السؤال افظع من الجواب, اي سؤال هذا, انا علماني ولكن مثل هذه التقولات لا يليق بشخص عادي فكيف بنبي كريم ؟
الجواب:
ليس المقياس في قبول الأعمال من رسول الله صلى الله عليه وآله قبول علماني مثلك لأفعاله, بل المقياس هو هل كان ما يفعله الرسول (صلى الله عليه وآله) موافقاً للشريعة ومقبولاً عندها أم لا ؟ونحن ذكرنا في جوابنا وجهاً مقبولاً دينياً واجتماعياً فلا معنى لاستفظاع هذا الأمر.
ولكن كأنا بك تصورت في ذهنك صورة للحدث من باب العلاقة العاطفية الجنسية فقفزت إلى نفسك صورة مستبشعة,وتصورك هذا لا مكان له في الواقع! فإذا لم تجمعه وساوسك مع الواقع لما كان للحدث أي صورة من الفظاعة التي تتصورها.



تعليق على الجواب (2) لا سؤال بل اجابة على كلام الذي يقول أن الشيعة تقول أن الرسول يمص لسان الحسن والحسين، أو يضع وجهه في صدر فاطمة .. والعياذ بالله، فان الرسول (ص) وأل بيته وصحبه أجمعين الطيبين الطاهرين بعيد كل البعد عن هذه الاشياء القذرة ..
الجواب:
يا دكتور! أنت تجهل أن من يقول أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يمص لسان الحسن (عليه السلام) هم أهل السنة، كما ذكر ذلك الطبري في (ذخائر العقبى:126)، وذكر ابن عساكر في تاريخه (4: 169) أنه كان يمص لسان الحسين (عليه السلام).
ثم لماذا التعوذ بالله من ذلك! ولماذا تصفها بالأشياء القذرة! فمتى كانت الرحمة على الأطفال وإدخال السرور عليهم مورداً للنفور والاستهجان إلا عند النفوس والقلوب القاسية التي لا تجد موضعاً للرحمة.
وأما ما ينقل ذلك على طريقة الاستهجان فالمفروض أن لا يخفى غرضه عند العاقل.


تعليق على الجواب (3) لو لم تقل عاشة رضي الله عنها ما يحدث من امور مع الرجل في بيته فكيف تريد ان تتعلم النساء في بيوتهن اذا ما واجهن امور مثل تلك فلو انك قبلت زوجتك وانت صائم فما يدريك ما حكم الاسلام بهذا لولا حديث عائشه رضي الله عنها عنه ومن ثم تقبيل الرجل لزوجته امر عادي يحصل مع كل رجل وزوجته ولكن مص اللسان من قبل الوالد لبنته هذا هو الذي لا يقبله عاقل -وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يفعل هذا - ولكن مع زوجته ذكر النكاح واتيان المرأة بالقرآن صراحة - وآتوا حرثكم أنى شئتم - ولكن البنت ... لا حول ولا قوة الا بالله، ثم تقول اذا صح عندكم اي انك تحاول ان تخفي ان هذا مذكور عندكم، فهل هذه هي الامانه العلميه
الجواب:
ليس العيب أن تحدث عائشة عن بعض المسائل الشرعية الحساسة لبعض نساء المسلمين أو لمن يسألها من الرجال صدفة ونادراً ولكن عن طريق الكناية، ولكن العيب أن تذيع ذلك كلما سنحت لها الفرصة على رجال المسلمين وهم أجانب عنها فأقل ما فيه أنه يخدش الحياء. وليس الأمر محصوراً في معرفة أمور الشريعة بعائشة كما تعتقد،فإن الصحابة وأهل البيت (عليهم السلام) كانوا يفتون الناس بمثل هذه المسائل بل أنهم سألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنها وأجابهم ولكن الهوى يعمي ويصم.
- فإنه يكفي أن يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويروي عنه أصحابه جواز تقبيل المرأة زوجها ولا يحتاج الأمر أن تصف زوجة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فعل النبي معها، إلا لغاية في نفس يعقوب!!
- ونحن لا نمنع أن يفعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما هو جائز شرعاً مع زوجاته ولكن نطأطأ رؤوسنا حياءً من إفشاء ذلك على الملأ العام.

وأما ما كان يفعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع فاطمة من محبة، فأن خيالك ذهب بك إلى تصور الغرام والجنس - والعياذ بالله - أما الرقة والحنان الأبوي لطفلة طاهرة يتيمة فلا تريد أن تتصوره فأنت تعلم أن فاطمة (عليها السلام) تزوجت علياً وعمرها بين 9- 12 سنة باختلاف الروايات، فأفهم.




تعليق على الجواب (4) السلام عليكم
الحق أني تأثرت كثيراً في تلك الأحاديث وبالرغم أنك وضحت وجزاك الله خيراً وبينت لي أن من الأفضل لهم أن ينزهوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأحاديث التي تخدش في العفة والتي حتى رجال الحديث يخجلون منها فكيف بالنبي - طبعاً لا شك في أنها تجريح صريح - لكن يبقى لدي شيء أرجو أن تبينوا لي أن كنت على خطاء في هذا الشيء وهو أني أعتقد أن حتى الأحاديث التي تتحدث عن تقبيل النبي لأبنته فيها شيء من قلة الحياء (هذا ما أعتقد ) لذالك فأني - لم أتحقق من سند الروايات طبعاً- ولكن لا يستطيع عقلي وقلبي أن يتقبلها فأرجوا أن تتقبلوا هذا الأعتقاد مني وتبين لي ان كان هذا الأعتقاد يستجلب لي مفسدة في ديني
والسلام
الجواب:
لقد تضافرت الأحاديث عند أهل السنة والشيعة ان النبي(صلى الله عليه وآله) إذا قدم من سفر قبل ابنته (فاطمة) (مجمع الزوائد 8: 42) وهو من تمام محبته لها، بل من عظيم تفاؤله (صلى الله عليه وآله) بها عند خروجه وإيابه من وإلى المدينة، فقد ورد أيضاً أن النبي(صلى الله عليه وآله) كان آخر من يودعه اذا خرج من المدينة فاطمة، وأيضاً كان أول من يذهب اليه اذا عاد من سفره فاطمه (عليها السلام) فهي البضعة المصطفاة، والبرزخ الطاهر بين النبوة والإمامة، لا يعرف شأنها ومنزلتها إلا من سبر أسرار الأنوار المعصومة (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين)... فهذا الفعل - وهو تقبيل النبي(صلى الله عليه وآله) لا بنته في صدرها - ليس محرماً أو مكروهاً، إذ لم يقل بالحرمة أو الكراهة أحد من المسلمين، وايضاً ليس فيه ما يخدش المروءة كما اسلفنا، بعد رجحان الأحاديث الواردة في أنَّ تقبيل المرء لا بناءه وبناته يعد من الرحمة وخاصة بعد ملاحظة ان صاحب هذا الفعل هو النبي الكامل المعصوم (صلى الله عليه وآله) والطرف الآخر البضعة الطاهرة المعصومة (عليها السلام).. وما يدرينا ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان يقبّل هذا الموضع من فاطمة لما يراه من نورانيتها وانطواء جوانحها على العلم بالله كما كان يفعل مع الحسين (عليه السلام) حين كان يقبله من موضع النحر في رقبته... وقد عُدَّ ذلك من معاجزه (صلى الله عليه وآله).