الشيخ عباس محمد
31-12-2017, 11:19 PM
السؤال: علة عدم دعائها (عليها السلام) على القوم بسم الله الرحمان الرحيم
وردت الرواية التالية في كتاب الاحتجاج فما مدى وثاقة الرواية حيث يتبين كانما الزهراء صلوات الله عليها ارادت ان تدعو الله ان يبيد الذين خذلوا اميرالمؤمنين ولكن سلمان ع قد ذكرها بامر فرجعت فهل سلمان ارأف منها بالامة ام اعلم ام ان الرواية غير صحيحة ام تحتمل تأويل اخر .
روي عن الصادق عليه السلام أنه قال، لما استخرج أمير المؤمنين عليه السلام من منزله خرجت فاطمة صلوات الله عليها خلفه فما بقيت امرأة هاشمية إلا خرجت معها حتى انتهت قريبا من القبر فقالت لهم: خلوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمدا أبي صلى الله عليه وآله بالحق إن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسي ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى، فما صالح بأكرم على الله من أبي ولا الناقة بأكرم مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي. قال سلمان رضي الله عنه: كنت قريبا منها، فرأيت والله أساس حيطان مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ، فدنوت منها فقلت: يا سيدتي ومولاتي إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة، فرجعت ورجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا.
الجواب:
الرواية المذكورة في (الاحتجاج) مرسلة، وذكرت في بعض الكتب الأخرى بسند مقطوع , ففي (تفسير العياشي) وردت بهذا السند عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن جده، وفي (المسترشد) قال وروي عن النعمان المعروف بابن الشيخ قال حدثني أبي عن محمد بن جمهور عن زرارة عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام), وفي (الاختصاص) ذكر نفس سند العياشي, وفي (المناقب لابن شهر آشوب) نقلها عن أبي جعفر الطوسي في اختيار الرجال عن أبي عبد الله (عليه السلام) وعن سلمان المحمدي، وإن كان هذا غير موجود في النسخ المطبوعة لذلك الكتاب , ورويت في (الكافي) بعض مضامين تلك الواقعة .
فالرواية مشهورة ولعل شهرتها تكون جابرة لضعف سندها.
أمّا ما فعله سلمان معها، فكان بتوجه من علي (عليه السلام) وهي لم تقبل قول سلمان إلا بعد معرفتها أن هذا امراً من علي (عليه السلام)! فعن (تفسير العياشي) ان سلمان قال لها: يا بنت محمد ان الله إنما بعث أباك رحمة فارجعي فقالت: (يا سلمان يريدون قتل علي ما على علي صبر فدعني حتى آتي قبر أبي فانشر شعري وأشق جيبي وأصيح إلى ربي)، فقال سلمان: اني أخاف أن تخسف بالمدينة , وعلي بعثني إليك ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك وتنصرفي، فقالت: (إذا أرجع وأصبر وأسمع له وأطيع).
فليس سلمان أرأف وأرحم وأعرف بمصلحة أمة محمد (ص) من ابنته ولكنها (ع) أعرف من سلمان (رض) بمقام الإمامة، وأن لا مصلحة للأمة أعلى من مصلحة الحفاظ على الإمام (ع)، بل لا مصلحة للأمة أصلاً بدونه ولو قتلوه لا ستحقوا العذاب العاجل كما أستحقه من كان قبلهم، وهي صلوات الله عليها لم ترجع لأن سلمان أخبرها أو ذكرها بشيء وإنما رجعت طاعة لإمامها, فلاحظ.
وردت الرواية التالية في كتاب الاحتجاج فما مدى وثاقة الرواية حيث يتبين كانما الزهراء صلوات الله عليها ارادت ان تدعو الله ان يبيد الذين خذلوا اميرالمؤمنين ولكن سلمان ع قد ذكرها بامر فرجعت فهل سلمان ارأف منها بالامة ام اعلم ام ان الرواية غير صحيحة ام تحتمل تأويل اخر .
روي عن الصادق عليه السلام أنه قال، لما استخرج أمير المؤمنين عليه السلام من منزله خرجت فاطمة صلوات الله عليها خلفه فما بقيت امرأة هاشمية إلا خرجت معها حتى انتهت قريبا من القبر فقالت لهم: خلوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمدا أبي صلى الله عليه وآله بالحق إن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسي ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى، فما صالح بأكرم على الله من أبي ولا الناقة بأكرم مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي. قال سلمان رضي الله عنه: كنت قريبا منها، فرأيت والله أساس حيطان مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ، فدنوت منها فقلت: يا سيدتي ومولاتي إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة، فرجعت ورجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا.
الجواب:
الرواية المذكورة في (الاحتجاج) مرسلة، وذكرت في بعض الكتب الأخرى بسند مقطوع , ففي (تفسير العياشي) وردت بهذا السند عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن جده، وفي (المسترشد) قال وروي عن النعمان المعروف بابن الشيخ قال حدثني أبي عن محمد بن جمهور عن زرارة عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام), وفي (الاختصاص) ذكر نفس سند العياشي, وفي (المناقب لابن شهر آشوب) نقلها عن أبي جعفر الطوسي في اختيار الرجال عن أبي عبد الله (عليه السلام) وعن سلمان المحمدي، وإن كان هذا غير موجود في النسخ المطبوعة لذلك الكتاب , ورويت في (الكافي) بعض مضامين تلك الواقعة .
فالرواية مشهورة ولعل شهرتها تكون جابرة لضعف سندها.
أمّا ما فعله سلمان معها، فكان بتوجه من علي (عليه السلام) وهي لم تقبل قول سلمان إلا بعد معرفتها أن هذا امراً من علي (عليه السلام)! فعن (تفسير العياشي) ان سلمان قال لها: يا بنت محمد ان الله إنما بعث أباك رحمة فارجعي فقالت: (يا سلمان يريدون قتل علي ما على علي صبر فدعني حتى آتي قبر أبي فانشر شعري وأشق جيبي وأصيح إلى ربي)، فقال سلمان: اني أخاف أن تخسف بالمدينة , وعلي بعثني إليك ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك وتنصرفي، فقالت: (إذا أرجع وأصبر وأسمع له وأطيع).
فليس سلمان أرأف وأرحم وأعرف بمصلحة أمة محمد (ص) من ابنته ولكنها (ع) أعرف من سلمان (رض) بمقام الإمامة، وأن لا مصلحة للأمة أعلى من مصلحة الحفاظ على الإمام (ع)، بل لا مصلحة للأمة أصلاً بدونه ولو قتلوه لا ستحقوا العذاب العاجل كما أستحقه من كان قبلهم، وهي صلوات الله عليها لم ترجع لأن سلمان أخبرها أو ذكرها بشيء وإنما رجعت طاعة لإمامها, فلاحظ.