الشيخ عباس محمد
05-01-2018, 11:06 PM
السؤال: الأصح (حاربت) لا (جاهدت)
ثمّة في متن زيارة عاشوراء فقرة تقرأ كما يلي: ((اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين...))، ومن الواضح أن تحريفا˝ ما قد حصل في هذه الفقرة، وأن الشكل الصحيح لها، إحدى صيغتين:
١- اللهم العن العصابة التي حاربت الحسين(ع).
٢- اللهم العن العصابة التي جاحدت الحسين(ع).
ذلك أنه من المحتمل أن يكون راوي زيارة عاشوراء أو غيره قد وقعوا في اشتباه عند سماعهم أو كتابتهم واستنساخهم لها، فسمعوا أو كتبوا خطأ عبارة (جاحدت) على نحو (جاهدت) .
إلا أنّ الاحتمال الأكبر والأقرب إلى الواقع، هو الصورة الأولى، أي (حاربت)، وهي التي جاءت في (كامل الزيارات)، وهذا الكتاب الشريف، من تأليف الفقيه والمحدث الجليل القدر أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (٣٦٧ه)، وإضافة˝ إلى كونه كتابا˝ معتبرا˝ جدا˝ ومستندا˝ أيضا˝، وقد اهتم به علماء الشيعة اهتماما˝ خاصا˝، فهو أقدم الكتب التي ذكرت متن زيارة عاشوراء، ومؤلفه أقرب من جميع المؤلفين الذين كتبوا (جاهدت) إلى عصر النص؛ ذلك أنه وسط المصادر القديمة ليس هناك سوى كتاب مصباح المتهجد للشيخ الطوسي(٤٦٠ه) ذكرت كلمة (جاهدت)وأخذها القمي وغيره في المفاتيح وعن مصباح الشيخ، إلا أنه - كما مرّ- فإن ابن قولويه أسبق بقرنٍ من الشيخ الطوسي، وقد ذكر العبارة الصحيحة، ألا وهي ((حاربت)).
كما أنّ التركيز على مدلول الكلمتين: حاربت، جاحدت، يفضي إلى الاقتناع بصواب (حاربت)، وأن (جاهدت) لا يمكن أن تكون صحيحة˝ بأي وجه؛ ذلك أن جرائم اعداء الحسين عليه السلام وجناياتهم لا يمكن أن تسمّى جهادا˝، فإذا راجعنا معجم ألفاظ القرآن الكريم والصحيفة السجادية ونهج البلاغة، والمصادر المعتبرة، مثل الكتب الاربعة، نجد أنّ كلمة (جهاد) و(مجاهد) وسائر المشتقات كانت تستعمل- دائما- في مضمون ذي طابع مقّدس، وكان توظيفها دوما˝ في الحروب الايجابية، وهذه الكلمة - بما تحمله من مضمون مقّدس في النصوص الدينية- لا يمكن بأي حال أن تطلق على أعداء سيد الشهداء(ع) وقاتليه؛ فلا شك في أن جناياتهم كانت محاربة˝، وأنّ مجرمي عاشوراء كانوا محاربين الله ورسوله ولسيد الشهداء (ع)، كما أن التدقيق في متن زيارة عاشوراء يعطي هذه النتيجة- أي حاربت- حيث يوجد فيها: ((إني سلمٌ لمن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم)).
كما أننا نجد تعبير المحاربة أيضا˝في إحدى الزيارات المروية عن الامام الصادق(ع) في يوم عاشوراء، فبعد ذكره(ع) مقدمات لزيارة الامام الحسين في عاشوراء، لا سيما بيانه للصلاة الخاصة، يقول: تتوقف في مصلاك وتقول سبعين مرة: ((اللهم عذّب الذين حاربوا رسلك وشاقّوك، وعبدوا غير...)).
ولعل تصحيفا˝ وقع من النساخ لهذه الكلمة من (جاحدت) إلى (جاهدت) وهو كثير في الروايات.
فما هو رأي سماحتكم بذلك؟
الجواب:
مع وجود مصدر ينقل هذه الكلمة بصورة مختلفة لا داعي للقول بالتصحيف فيرجّح المصدر الذي يذكر كلمة (حاربت) لأنّ الكلمة الأُخرى لا تنسجم مع النص المذكور، فالجهاد يكون مع الفئات التي تستحقّ انطباق هذا العنوان عليها لا مع سيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين(عليه السلام)، نعم يمكن القبول بكلمة (جاهدت) على معنى أنّ الأعداء خرجوا بهذا العنوان، فيكون المعنى" اللّهمّ العن العصابة التي تدّعي مجاهدة الحسين(عليه السلام) .
ثمّة في متن زيارة عاشوراء فقرة تقرأ كما يلي: ((اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين...))، ومن الواضح أن تحريفا˝ ما قد حصل في هذه الفقرة، وأن الشكل الصحيح لها، إحدى صيغتين:
١- اللهم العن العصابة التي حاربت الحسين(ع).
٢- اللهم العن العصابة التي جاحدت الحسين(ع).
ذلك أنه من المحتمل أن يكون راوي زيارة عاشوراء أو غيره قد وقعوا في اشتباه عند سماعهم أو كتابتهم واستنساخهم لها، فسمعوا أو كتبوا خطأ عبارة (جاحدت) على نحو (جاهدت) .
إلا أنّ الاحتمال الأكبر والأقرب إلى الواقع، هو الصورة الأولى، أي (حاربت)، وهي التي جاءت في (كامل الزيارات)، وهذا الكتاب الشريف، من تأليف الفقيه والمحدث الجليل القدر أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (٣٦٧ه)، وإضافة˝ إلى كونه كتابا˝ معتبرا˝ جدا˝ ومستندا˝ أيضا˝، وقد اهتم به علماء الشيعة اهتماما˝ خاصا˝، فهو أقدم الكتب التي ذكرت متن زيارة عاشوراء، ومؤلفه أقرب من جميع المؤلفين الذين كتبوا (جاهدت) إلى عصر النص؛ ذلك أنه وسط المصادر القديمة ليس هناك سوى كتاب مصباح المتهجد للشيخ الطوسي(٤٦٠ه) ذكرت كلمة (جاهدت)وأخذها القمي وغيره في المفاتيح وعن مصباح الشيخ، إلا أنه - كما مرّ- فإن ابن قولويه أسبق بقرنٍ من الشيخ الطوسي، وقد ذكر العبارة الصحيحة، ألا وهي ((حاربت)).
كما أنّ التركيز على مدلول الكلمتين: حاربت، جاحدت، يفضي إلى الاقتناع بصواب (حاربت)، وأن (جاهدت) لا يمكن أن تكون صحيحة˝ بأي وجه؛ ذلك أن جرائم اعداء الحسين عليه السلام وجناياتهم لا يمكن أن تسمّى جهادا˝، فإذا راجعنا معجم ألفاظ القرآن الكريم والصحيفة السجادية ونهج البلاغة، والمصادر المعتبرة، مثل الكتب الاربعة، نجد أنّ كلمة (جهاد) و(مجاهد) وسائر المشتقات كانت تستعمل- دائما- في مضمون ذي طابع مقّدس، وكان توظيفها دوما˝ في الحروب الايجابية، وهذه الكلمة - بما تحمله من مضمون مقّدس في النصوص الدينية- لا يمكن بأي حال أن تطلق على أعداء سيد الشهداء(ع) وقاتليه؛ فلا شك في أن جناياتهم كانت محاربة˝، وأنّ مجرمي عاشوراء كانوا محاربين الله ورسوله ولسيد الشهداء (ع)، كما أن التدقيق في متن زيارة عاشوراء يعطي هذه النتيجة- أي حاربت- حيث يوجد فيها: ((إني سلمٌ لمن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم)).
كما أننا نجد تعبير المحاربة أيضا˝في إحدى الزيارات المروية عن الامام الصادق(ع) في يوم عاشوراء، فبعد ذكره(ع) مقدمات لزيارة الامام الحسين في عاشوراء، لا سيما بيانه للصلاة الخاصة، يقول: تتوقف في مصلاك وتقول سبعين مرة: ((اللهم عذّب الذين حاربوا رسلك وشاقّوك، وعبدوا غير...)).
ولعل تصحيفا˝ وقع من النساخ لهذه الكلمة من (جاحدت) إلى (جاهدت) وهو كثير في الروايات.
فما هو رأي سماحتكم بذلك؟
الجواب:
مع وجود مصدر ينقل هذه الكلمة بصورة مختلفة لا داعي للقول بالتصحيف فيرجّح المصدر الذي يذكر كلمة (حاربت) لأنّ الكلمة الأُخرى لا تنسجم مع النص المذكور، فالجهاد يكون مع الفئات التي تستحقّ انطباق هذا العنوان عليها لا مع سيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين(عليه السلام)، نعم يمكن القبول بكلمة (جاهدت) على معنى أنّ الأعداء خرجوا بهذا العنوان، فيكون المعنى" اللّهمّ العن العصابة التي تدّعي مجاهدة الحسين(عليه السلام) .