الشيخ عباس محمد
09-01-2018, 08:20 PM
الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي عمر بن الخطاب
1 - عمر يعترف : علي هو الولي وأخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج الحافظ العلاّمة جمال الدين الموصلي الحنفي المشهور بابن حسنويه ـ 680 هـ ـ بسنده عن أنس بن مالك ، قال : لمّا كان يوم المؤاخاة ، وآخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وعلي ( عليه السلام ) واقف يراه ويعلم مكانه ، لم يؤاخِ بينه وبين أحد ، فانصرف علي ( عليه السلام ) باكي العين .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا بلال ، اذهب فائتني به . فمضى بلال وأتى علياً ، وقد دخل منزله فرأته فاطمة ( عليها السلام ) فقالت : ما يبكيك لا أبكى الله عينيك ؟ قال ( عليه السلام ) : يا فاطمة ، آخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف يراني ويعلم مكاني ، لم يؤاخِ بيني وبين أحد . قالت ( عليها السلام ) : لا يحزنك ، لعلّك إنّما أخّرك لنفسه ، فطرق بلال الباب وقال : يا علي ، أجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فأتى علي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما يبكيك ، يا أمير المؤمنين ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : آخيت بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف تعرف مكاني لم تؤاخِ بيني وبين أحد ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، إنّما أخّرتك لنفسي كما أمرني ربّي ، قم ، يا أبا الحسن ، فأخذ بيده ورقى المنبر وقال : اللهم إنّ هذا مني وأنا منه ، أَلا إنّه بمنزلة هارون من موسى ، أيّها الناس ، أَلست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى . قال ( صلى الله عليه وآله ) : مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، ومَن كنت وليه فعلي وليه ، اللهم ، إنّي
قد بلّغت ما أمرتني به ) ، ثمّ نزل ، وقد سُرّ علي ( عليه السلام ) ، فجعل الناس يبايعونه ، وعمر بن الخطاب يقول : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، امرأة مَن يعاديك طالق طلقةً (1) . ..
أقول : هلاّ أخرج عمر رأسه من تحت الثرى ، ورأى أنواع العداء والبغضاء والتنكيل ، التي حيكت على الإمام علي ( عليه السلام ) ، منذ وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى شهادته ، وبعد شهادته إلى يومنا هذا ، حيث مرّ على ذلك ألف وأربعمِئة عام من الزمن ، وكلّما سبر عليه الدهر ازداد وضوحاً ، ثمّ يجيب عن هذه التساؤلات : مَن هو المسبّب الأوّل الذي قام بهذه الأعمال الشنيعة بحق علي ( عليه السلام ) ؟ مَن هو أوّل مَن أنكر مولوية الإمام علي ( عليه السلام ) وأولويته ، وتعدى على حدود المولوية العلوية ، حتى أن صيّر علياً ( عليه السلام ) جليس الدار فترة تربو على خمس وعشرين سنة ؟
2 - عمر يعترف : خلق الله ملائكةً من نور وجه علي (عليه السلام ) .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي بسنده عن عثمان بن عفان قال : سمعت عمر بن الخطاب قال : سمعت أبا بكر بن أبي قحافة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّ الله تعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكةً يسبّحون الله ، ويقدّسون الله ، ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي وُلده ) (2) .
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) إحقاق الحق 6 : 468 نقلاً عن ابن حسنويه في در بحر المناقب : 43 ، أرجح المطالب : 425 ، الرياض النضرة 3 : 126.
( 2 ) مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 97، المناقب للخوارزمي : 329 فصل ( 19 ) ح 348 ولكنّه أسقط من الحديث جملة : يسبّحون ويقدّسون . ..
3 - عمر يعترف : علي أخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
روى محدّث أهل السُنة الإمام أحمد بن حنبل ، بسنده عن عمر بن الخطاب قال : إنّ النبي آخى بين الناس وترك علياً ، حتى بقي آخرهم لا يرى له أخاً ، فقال ( عليه السلام ) : ( آخيت بين الناس وتركتني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ولِمَ تراني تركتك ؟ إنّي تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذاكرك ـ ناقشك ـ أحد فقل : أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، لا يدّعيها بعدي إلاّ كذّاب ) (1) .
4 - عمر يعترف : علي وآله في ظل العرش الإلهي .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّ علياً وفاطمة والحسن والحسين في حظيرة القدس ، في قبة بيضاء ، سقفها عرش الرحمن عزّ وجلّ ) (2) .
5 - عمر يعترف : لعلي خصال انفرد بها .
روى العلاّمة الحافظ المتقي الهندي ، بسنده عن الخليفة العباسي المأمون عن
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 617 ح 1055 ، الرياض النضرة 3 : 125 ، المناقب لأحمد بن حنبل : 120 ح 177.
أقول : ومَن يراجع التاريخ ، يلاحظ بأنّ عمر بن الخطاب هو أَوّل مَن أنكر أخوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) ؛ وذلك عندما أراد القوم أخذ البيعة زوراً وقهراً من علي ( عليه السلام ) . راجع الإمامة والسياسة : 19 - 22 ( المعرّب )
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 302 فصل ( 19 ) ح 298 ، فرائد السمطين 1 : 49 ح 14 ، وفيه : أنا وعلي وفاطمة . . . ، كنز العمال 12 : 100 ح 34177 ، تاريخ مدينة دمشق 13 : 229 ، خرّجه عن الدار قطني ، مناقب سيدنا علي : 20 ح 65 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 92 ، القول الفصل : 29 عن ابن عساكر والدار قطني والطبراني ، أهل البيت لتوفيق أبو علم : 125 ح 8، أرجع المطالب : 311 .
الرشيد ، حدثني المهدي ، حدثني المنصور ، حدثني أبي ، حدثني عبد الله بن عباس ، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقد رأيت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيه خصالاً ، لأن تكون لي واحدة منهنّ في آل الخطاب ، أحب إلي ممّا طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فانتهيت إلى باب أمّ سلمة وعلي قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( يخرج إليكم ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فسرنا إليه فاتكأ على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ ضرب بيده منكبه ثمّ قال : إنّك مخاصَم تخاصم ، أنت أوّل المؤمنين إيماناً ، وأعلمهم بأيام الله ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية ، وأعظمهم رزيةً ، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني ، والمتقدّم إلى كل شديدة وكريهة ، ولن ترجع بعدي كافراً ، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد ، وتذود عن حوضي ) (1) .
ورواه غير واحد من أعلام الحديث والتاريخ ، كالإسكافي (2) وابن عساكر ، (3) وابن أبي الحديد (4) ، والسيوطي (5) ، وزادوا : أبشر ـ يا علي بن أبي طالب ـ إنّك مخاصم ، وإنك تخصم الناس بسبع لا يجاريك أحد في واحدة منهنّ .
وزاد خطيب خوارزم (6) ومحب الدين الطبري (7) ما لفظه : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) كنز العمال 13 : 117 ح 36378.
( 2 ) نقض العثمانية : 292.
( 3 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 58 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام) .
( 4 ) شرح نهج البلاغة 13 : 230 أخرجه عن نقض العثمانية .
( 5 ) اللآلئ المصنوعة 1 : 323 .
( 6 ) المناقب للخوارزمي : 54 فصل ( 4 ) ح 19 .
( 7 ) الرياض النضرة 3 : 109 و 118 وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة .
وزاد الأمر تسري (1) ما لفظه : ( يا علي ، مَن أحبك فقد أحبني ، ومَن أحبني فقد أحب الله ، ومَن أحب الله تعالى أدخله الجنة ، ومَن أبغضك فقد أبغضني ، ومَن أبغضني فقد أبغضه الله تعالى وأدخله النار ) .
6 - عمر يعترف بحديث المنزلة .
أخرج الحفّاظ والمؤرّخون منهم العلاّمة الخطيب البغدادي ، بسندهم عن سويد بن غفلة ، عن عمر بن الخطاب : أنّه رأى رجلاً يسب علياً ( عليه السلام ) فقال عمر : إنّي أظنّك منافقاً ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّما علي مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) (2) .
7 - عمر يؤذي النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم القفطي الشافعي ، بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال عمر بن الخطاب : كنت أجفو علياً ( عليه السلام) ، فلقيني النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ( آذيتني يا عمر ! فقلت : بأي شيء ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : تجفو علياً ! من آذى علياً فقد آذاني ) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أرجح المطالب : 518.
( 2 ) تاريخ بغداد 7 : 453 ، الرياض النضرة 3 : 118 ، وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 166 ـ 167 ترجمة الإمام علي بثلاث طرق ، الكامل في الجرح والتعديل 1 : 301 ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 : 60 رواه عن عمر ، وتابعه عن ثلاثة عشر طريقاً آخر ، كنز العمال 11 : 607 ح 32934 ، فرائد السمطين 1 : 360 ـ 361 أخرجه بثلاث طرق عن عمر بن الخطاب ، إحقاق الحق 16 : 24 أخرجه عن مفتاح النجاة للبدخشي ـ 1126 هـ ـ ومناقب العشرة للاسكواري النقشبندي ، الروض الأزهر : 98.
فقلت : والله لا أجفو علياً أبداً (1) .
نعم ، فإنّ إحراق باب دار علي من قِبل الخليفة عمر ، الذي عاهد النبي وحلف قسماً بالله عزّ وجل ، وأعطى النبي ( صلى الله عليه وآله ) عهداً بأن لا يجفو علياً أبداً ، ليس من الجفاء ! وإن كان عمر قد أشعله ! إلاّ أنّه لم يحرق علياً نفسه ، وذلك وفاءً لعهده ويمينه بأن لا يجفو علياً !! (2) .
8 - عمر يعترف : حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار .
أخرج العلاّمة المحدّث ابن شيرويه الديلمي الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار ) (3) .
9 - عمر يعترف : كلّ الأنساب مقطوعة في القيامة إلاّ نسب علي ( عليه السلام ) .
روى أهل الحديث والسير وأرباب الصحاح والسُنن ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( كلّ سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلاّ سببي ونسبي ) (4) .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأنباء المستطابة : 64 ، التدوين في أخبار قزوين للرافعي القزويني 3 : 390 ، ملحقات إحقاق الحق 16 : 592 و 21 : 542.
أقول : طبقاً لهذه الرواية فإنّ أذى علي أذى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجفاءه جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وقال الألباني في معنى الجفاء : إنّ جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الذنوب الكبائر إن لم يكن كفراً . الأحاديث الضعيفة 1 : 61. ( المعرّب ) .
( 2 ) راجع مصادر هذا الأمر في ص 41 - 42 .
( 3 ) فردوس الأخبار 2 : 142 ح 2723 ، كنز الحقائق للمناوي : 67 ، مودة القربى : 180 ، إحقاق الحق 7 : 148 أخرجه عن نُزل السائرين للتفريشي .
( 4 ) فضائل الصحابة 2 : 625 ح 1069 - 1070 ، مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 129 ح 191 و 192، المعجم الكبير 3 : 37 ح 2634، المصنّف للصنعاني 6 : 163 ح 10354 ،
ومن الواضح أنّ دوام سبب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعدم انقطاع نسبه إلى هذا الزمان ـ بل إلى يوم القيامة ـ حيث يمر على ذلك أربع عشرة قرناً ونيف ، إنّما يكون بفضل مصاهرة الإمام علي ( عليه السلام ) إيّاه ، وتزوّجه بفاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا غير ، بينما نرى أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد تزوج عِدة نساء ، ورُزق من بعضهنّ بنين وبنات ـ في حين بعض زوجاته كنّ عقيمات ـ إلاّ أنّه لم يبقَ له منهنّ ولد ، وانقطع نسب النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن طريقهم ، إلاّ عن طريق ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وصهره علي ( عليه السلام ) ؛ حيث إنّ الله عزّ وجل رزقه عن طريقها أولاداً وبناتاً وأحفاداً ، يُعدّون اليوم بالملايين ، ومنهم الأئمة الأحد عشر من وُلديهما ( عليهم السلام ) .
10 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) قاتل مرحب وفاتح خيبر .
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من المحدّثين والمؤرّخين ، بسندهم عن عمر بن الخطاب ، قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم خيبر : ( لأعطينّ الراية غداً رجلاً ، يحب اللهَ ورسوله ، ويحبه اللهُ ورسوله ، كرّاراً غير فرّار ، يفتح الله عليه ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، فبات المسلمون كلهم يستشرفون لذلك ، فلمّا أصبح قال ( صلى الله عليه وآله ) : أين علي بن أبي طالب ؟
ــــــــــــــــــــ
تاريخ أصفهان 1 : 199 ، ذخائر العقبى : 168 رواه عن مناقب أحمد ، تاريخ بغداد 6 : 182 رواه محرّفاً ومزوّراً ، حلية الأولياء 26 : 34، و 7 : 314 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 142، الطبقات الكبرى 8 : 463 ترجمة أمّ كلثوم ، فيض القدير 5 : 20 شرح ح 6309 ، المناقب لابن المغازلي : 108 رواه بثلاث طرق ح 150 - 152 - 153 ، الجامع الصغير 2 : 280 ح 6309 وص 288 ح 6361 ، السُنن الكبرى 7 : 63 كتاب النكاح باب الأنساب كلها منقطعة . . . ، تاريخ اليعقوبي 2 : 49 ، السراج المنير شرح الجامع الصغير للعزيزي 3 : 89 ، شرح نهج البلاغة 12 : 106 ، تذكرة الحفّاظ 3 : 910 ترجمة أبي إسحاق بن حمزة رقم 873 ، إزالة الخفاء 2 : 68 ، مجمع الزوائد 4 : 271 - و 9 : 173 ، تلخيص المستدرك 3 : 142.
قالوا : أَرمد العين ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : آتوني به . فلمّا أتاه ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ادن مني ) ، فدنا منه ، فتفل في عينيه ومسحهما بيده ، فقام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بين يديه ، وكأنّه لم يرمد وأعطاه الراية ، فقتل مرحب وأخذ مدينة خيبر (1) .
11 - عمر يعترف : لو أحب الناس علياً ( عليه السلام ) لَما خلق الله النار .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لَما خلق الله النار ) (2) .
12 - عمر يعترف : إيمان علي ( عليه السلام ) أرجح من السماوات والأرض .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي عن طريقين ، وروى غيره بطرق
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 170 فصل ( 16 ) ح 203 ، كنز العمال 13 : 123 ح 36393 أخرجه عن الدار قطني والخطيب البغدادي وابن عساكر ، وفي ص 116 ح 36377 خرّجه مختصراً عن تاريخ إصبهان لابن مندة ، بريقة المحمودية لأبي سعيد الخادمي 1 : 311.
أقول : وقد ورد حديث الراية في خيبر ، ودور الإمام علي ( عليه السلام ) في قتل مرحب زعيم اليهود ، وفتح قلاع خيبر ، في كثير من المصادر الحديثية والتاريخية المعتبرة عند الفريقين السُنة والشيعة ، بأسانيد مختلفة ومتون متواترة .
وقد خصّ العلاّمة مير حامد حسين ، أحد أجزاء كتابه عبقات الأنوار - الجزء التاسع - للبحث والتحقيق في هذا الحديث ، وأثبت أسانيده ودلالته على خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجمع في كتابه ما بلغه من الحديث المستخرج في مجاميع أهل السنة فيما يمت بهذه الواقعة التاريخية .
وكذلك جمع العلاّمة المحقّق القاضي التستري في موسوعته إحقاق الحق وملحقاته طرق هذا الحديث ، فعدّدها فكانت العشرات من الصحابة وأكثر من مِئة مصدر حديثي وتاريخي . فليراجعهما من أراد الإيقان .
( 2 ) ينابيع المودة : 251، الكوكب الدري للكشفي الترمذي : 122.
مختلفة : أتى عمر بن الخطاب ـ في عهده ـ رجلان سألاه عن طلاق الأَمَة ـ كم عدده للبينونة ـ ؟ فقام معهما فمشى حتى أتى حلقةً في المسجد فيها رجل أصلع ، فقال عمر : أيّها الأصلع ما ترى في طلاق الأَمَة ، فرفع رأسه إليه ثمّ أومأ إليه بالسبابة والوسطى ، فقال له عمر : تطليقان ، فقال أحدهما : سبحان الله ، جئناك وأنت أمير المؤمنين ، فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته ، فرضيت منه أن أومأ إليك !! فقال لهما عمر : ما تدريان مَن هذا ؟ قالا : لا ، قال عمر : هذا علي بن أبي طالب ، أشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لسمعته وهو يقول : ( لو أنّ السموات السبع والأرضين السبع وضعنَ في كفة ميزان ، ووضع إيمان علي في كفة ميزان ، لرجح إيمان علي ( عليه السلام ) ) (1) .
وقد أسقط بعض المحدّثين وحفّاظ أهل السنة ، الحوار الذي دار بين عمر وبين الأعرابيين ، وجواب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، واكتفى برواية حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن عمر بن الخطاب : لو أنّ السماوات. .. (2) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق : 42 : 340 ـ 341 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، المناقب للخوارزمي : 130 - 131 ح 145 ـ 146 عن ابن السمان والدار قطني ، المناقب لابن المغازلي : 289 ح 330 ، كفاية الطالب : 258 باب ( 62 ) نقله عن الدار قطني ، ينابيع المودة : 254 باب ( 56 ) ، سعد الشموس والأقمار : 211، شرح وصايا أبي حنيفة لأبي سعيد الخادمي : 177 ، أرجح المطالب : 476 أخرجه ، عن ابن السمان والسلفي والفضائلي والديلمي والخوارزمي ، جامع الأحاديث لعباس أحمد صقر ، وأحمد عبد الجواد 5 : 411 .
( 2 ) الفردوس الأعلى : 3 : 363 ح 51 ، شرح نهج البلاغة 12 : 259 ، ميزان الاعتدال 3 : 494 ترجمة محمد بن تسنيم الورّاق رقم 7288 رواه عن الدار قطني ، ذخائر العقبى : 100 .
13 - عمر يعترف : فضائل علي ( عليه السلام ) لا تعد .
أخرج العلاّمة الحافظ السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ـ 786 هـ ـ بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي : ( لو كان البحر مداداً ، والرياض أقلاماً ، والإنس كتّاباً، والجن حسّاباً ، ما أحصوا فضائلك ، يا أبا الحسن ) (1) .
14 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) صاحب الفضائل الهادية .
روى العلاّمة محب الدين الطبري وغيره من أرباب الحديث والسُنن ، عن العلاّمة الطبراني ـ صاحب المعاجم الثلاثة ـ بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي ، يهدي صاحبه إلى الهدى ، ويردّه عن الردى ) (2) .
ــــــــــــــــــــــــــ
الرياض النضرة 3 : 206 رواه عن أرجح المطالب ، كنز العمال 11 : 617 ح 32993 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 34 ، لسان الميزان 5 : 97 ترجمة محمد بن تسنيم الورّاق رقم 328 أخرجه عن الدار قطني ، المناقب المرتضوية : 118، فتح المبين بهامش السيرة النبوية لزيني دحلان 2 : 166 رواه عن الحافظ السلفي وابن السمان ، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 46 أخرجه عن الديلمي والخوارزمي وابن السمان ، بريقة المحمودية 1 : 211.
ومَن أراد الاطلاع أكثر على مصادر الحديث ، فليراجع مضانّه في موسوعة ملحقات إحقاق الحق 21 : 575 .
( 1 ) ينابيع المودة : 249.
( 2 ) ينابيع المودة : 203 ، أرجح المطالب : 98، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 40 و 47 ، ذخائر العقبى : 61، الرياض النضرة 3 : 189.
أقول : وما يجدر ذكره أنّ محقّق كتاب المعجم الصغير للطبراني حرّف كلمة علي إلى علم ، وذلك حسب ما أورده ابن حجر في مجمعه ، خلافاً لِما أجمع عليه أهل العلم والفضل عندهم . المعجم الصغير : 241 ترجمة عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، مجمع الزوائد 1 : 121 باب فضل العلم .
15 - عمر يعترف : ثمرة حب علي ( عليه السلام ) الجنة .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، بسنده عن ابن عباس ، قال : مشيت وعمر بن الخطاب في بعض أزقة المدينة فقال لي : يا بن عباس ، أظن أنّ القوم استصغروا صاحبكم ؛ إذ لم يولّوه أموركم !!
فقلت : والله ، ما استصغره الله إذ اختاره لسورة براءة ـ مع عزل أبي بكر ـ يبلغها أهل مكة . فقال لي : الصواب تقول !! والله لسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب : ( مَن أحبك أحبني ، ومَن أحبني أحب الله ، ومَن أحب الله أدخله الجنة مدلاًّ ) (1) .
وأخرج بعض الحفّاظ ـ منهم ابن عساكر الدمشقي ـ هذا الحديث في موضع آخر مسقطاً منه قوله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب : مَن أحبك. .. وقد سمّى العلاّمة المحقّق المحمودي ، في تعليقه على ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، من تاريخ مدينة دمشق ، بعض الحفّاظ الباترين للحديث ، فراجع (2) .
16 - عمر يعترف : مَن مات وهو يبغض علياً مات يهودياً .
أخرج العلاّمة الحافظ السيد محمد صالح الكشفي الترمذي ، بسنده عن عمر
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق 14 : 4 ترجمة عيسى بن أزهر ، راجع النسخة المصوّرة على نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) لابن عساكر 2 : 388 في الهامش ، كنز العمال 13 : 109 ح 36357 .
( 2 ) تاريخ اليعقوبي 2 : 158 ، أخبار شعراء الشيعة للمرزباني : 34، المحاضرات للراغب الأصفهاني 4 : 478 ، فرائد السمطين 1 : 334 باب ( 62 ) ح 258 ، شرح نهج البلاغة 6 : 45 وقريب منه ص 50 ، الرياض النضرة 2 : 329 ، اليقين لابن طاووس : 523 ، غاية المرام للبحراني : 462 باب ( 7 ) ح 15 ، الغدير للأميني 1 : 389 ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 2 : 387 ح 893 لاحظ الهامش لمعرفة أسماء الذين بتروا الحديث .
بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( مَن أحبك يا علي ، كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة ، ومَن مات يبغضك ، فلا يبالي مات يهودياً أو نصرانياً ) (1) .
17 - عمر يعترف بحديث الغدير .
أشرنا فيما سبق في الفصل الأوّل من مرويات أبي بكر حول حديث الغدير وروايته ، لقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، ممّا أخرجه حفّاظ أهل السُنة في مجاميعهم ، التي ذكرناها في الهامش هناك ، ولمّا كان عمر بن الخطاب ممّن حضر المؤتمر العالمي ذلك اليوم ، فلا جَرم أنّه قد سمع خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بكاملها .
ونشير هنا أيضاً إلى بعض المصادر التي أخرجت حديث الغدير برواية عمر (2) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الكوكب الدري : 125، المناقب المرتضوية : 117.
( 2 ) فضائل الصحابة 2 : 610 ح 1042 ، مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 144 ح 164 ، الولاية لابن جرير روى عن 75 صحابياً منهم عمر بن الخطاب روى عنه ابن كثير .
الولاية لابن عقدة روى عن 105 صحابياً منهم عمر بن الخطاب ، وذكره ثاني الرواة ، روى عنه السيد ابن طاووس في الطرائف : 140، نخب المناقب لأبي بكر الجعابي روى عن 125 صحابياً رووا حديث الغدير منهم عمر بن الخطاب .
الغدير لمنصور آبي الرازي ـ أو اللائي الرازي ـ نقل عنه في الغدير 1 : 155، فضائل الصحابة للسمعاني نقل عنه الأميني في الغدير 1 : 65 وإحقاق الحق 6 : 250 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 47 روى عن 30 صحابياً أولهم عمر .
المناقب للخوارزمي : 162 ، الرياض النضرة 3 : 128 رواه عن ابن السمان وأحمد ، ذخائر العقبى : 67 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 234 ، البداية والنهاية 5 : 213 ، و 7 : 349 ، ينابيع المودة : 249 ، فصل الخطاب روى عنه الأميني في الغدير 1 : 56 ، أسنى المطالب : 43 في ذيل ح 5 ، المناقب المرتضوية : 125، أرجح المطالب : 425 و 565 ، اللآلئ المنتثرة في الأحاديث المنتشرة للغماري : 77 روى عن 54 راوٍ لحديث الغدير وعدّد منهم عمر بن الخطاب .
18 - عمر يعترف : لا يحلّ عقد ولاية علي إلاّ منافق .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، والعلاّمة الحافظ محمد صالح الكشفي الترمذي ، حديث الغدير بعدة طرق وإضافات عن عمر بن الخطاب قال : نصّب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) عَلَماً فقال : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، واخذل مَن خذله ، وانصر مَن نصره ، اللهم أنت شهيدي عليهم ) . قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح ، قال لي : يا عمر ، لقد عقد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عقداً لا يحلّه إلاّ منافق ، فأخذ رسول الله بيدي فقال : ( يا عمر ، إنّه ليس من وُلد آدم ، لكنّه جبرائيل يؤكّد عليكم ما قلته في علي ) (1) .
أقول : لمّا انتهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من مراسم الغدير ـ الخطبة الغرّاء ، ونصب علي ( عليه السلام ) عَلَماً للخلافة والإمامة من بعده ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، وسائر فقرات الخطبة ، ودعائه لعلي ( عليه السلام ) ـ أمر الحاضرين رجالاً ونساءً ، أن يبايعوا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالإمرة والخلافة من بعده ، فكان الحاضرون يتهافتون على الإمام علي ( عليه السلام ) ويبايعونه على ذلك ، حسب ما أمرهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حتى النساء بايعنَه ؛ حيث وُضع لهنّ طست فيه ماء ـ كما أمر بذلك النبي ( صلى الله عليه وآله ) فكنّ يدخلنَ أيديهنّ فيه ، وكان علي ( عليه السلام ) واضعاً يده أيضاً في الطست ، وهو جالس في الخيمة ـ احترازاً من ملامسة الأجنبيات ، والتسليم عليهنّ مصافحةً .
وهكذا تمّت البيعة لعلي ( عليه السلام ) ، وأذعن الجميع بأنّه ( عليه السلام ) مولاهم ، وأقرّوا له بالاتّباع والطاعة ، والتزام أوامره ونواهيه .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) ينابيع المودة : 249 ، الكوكب الدري للكشفي : 131 المنقبة رقم 154 .
والجدير بالذكر ـ أيّها القارئ الخبير ـ أنّ هذا الحديث المتواتر رواه أكثر من أربعين حافظاً ومؤرّخاً ، بسندهم عن أبي بكر وعمر ، وأنّهما قالا لعلي ( عليه السلام ) بعد خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأمره بالبيعة لعلي ( عليه السلام ) : بخ بخ. .. أو هنيئاً لك . .. وأمثال هذه العبارات الدالة على التهنئة والتبريك ، وتعظيم منصب الولاية العظمى ، والخلافة الكبرى لعلي ( عليه السلام ) .
تهنئة أبي بكر وعمر لعلي ( عليه السلام ) .
وإليك - أيّها القارئ الممجّد ـ بعض النماذج من تلكم العبارات التهنوية ، التي رويت عن أبي بكر وعمر معاً ، أو انفرد به أحدهما ، ممّا روي في مصادر أهل السُنة المعتمد عليها عندهم :
1 - ما اشترك فيه أبو بكر وعمر :
1 - أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة .
أخرجه : 1 - الحافظ أحمد بن عقدة الكوفي ـ 333 هـ ـ في كتابه الولاية ، وذكر إقرارهما عن مِئة وخمس طرق كلهم من الصحابة (1) .
2 - الحافظ علي بن عمر الدار قطني البغدادي ـ 385 هـ ـ (2) .
3 - الحافظ أبو عبد الله الگنجي الشافعي ـ 658 هـ ـ في كتابه كفاية الطالب : 62 الباب الأوّل .
4 - الحافظ ابن حجر الهيثمي ـ 932 هـ ـ في كتابه الصواعق المحرقة : 44 أخرجه عن الدار قطني .
5 - العلاّمة الحافظ شمس الدين المناوي الشافعي ـ 1031 هـ ـ في كتابه
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تهذيب التهذيب 7 : 288 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 4925 ، الغدير 1 : 153 وذكر مصادر عديدة أُخرجت عن ابن عقدة .
( 2 ) الصواعق المحرقة : 44.
فيض الغدير 6 : 218 شرح ح 9000 أخرجه عن الدار قطني .
6 - العلاّمة أبو عبد الله الزرقاني المالكي ـ 1122 هـ ـ في كتابه شرح المواهب 7 : 13 أخرجه عن الدار قطني . 7 ـ العلاّمة السيد أحمد زيني دحلان المالكي الشافعي ـ 1304 هـ ـ في كتابه الفتوحات الإسلامية 2 : 306 .
2 - العبارات التي قالها عمر لعلي ( عليه السلام ) منفرداً
1 - أصبحت مولى كل مؤمن .
2 - بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
3 - بخ بخ لك يا علي ، أصبحت وأمسيت .
4 - بخ بخ لك يا أبا الحسن ، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
5 - بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة .
6 - بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
7 - طوبى لك يا أبا الحسن ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
8 - طوبى لك يا علي ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
9 - هنيئاً لك أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
10 - هنيئاً لك أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
11 - هنيئاً لك يا أبا الحسن ، أصبحت مولى كل مسلم.
12 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
13 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .
14 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
15 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن .
16 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن ومؤمنة .
17 - يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن .
3 - وأمّا المصادر والمراجع التي أُخرجت فيها هذه الاعترافات ، على لسان عمر بن الخطاب فهي كما يلي :
1 - المصنّف ، للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ـ 235 هـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (1) .
2 - المعيار والموازنة ، لأبي جعفر الاسكافي ـ 240 هـ ـ أخرج التعبير رقم 6 (2) .
3 - مسند الإمام أحمد بن حنبل ـ 241 هـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (3) .
4 - المسند الكبير ، للحافظ أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي ـ 307 هـ ـ أخرج الحديث من طريق السيد محمود الشيخاني القادري المدني ، في كتابه الصراط السوي في مناقب آل النبي . أخرج التعبير رقم 10 .
5 - تفسير محمد بن جرير الطبري ـ310 هـ ـ أخرج التعبير رقم 14 (4) .
6 - شرف المصطفى ، للحافظ أبي سعيد الخرگوشي البغدادي ـ 407 هـ ـ أخرج التعبير رقم 7 (5) .
7 - تفسير الكشف والبيان ، لأبي إسحاق الثعلبي ـ 427 هـ ـ أخرج التعبير
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المصنّف 12 : 78 ح 12167 عن البراء ، وفيه : هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
( 2 ) المعيار والموازنة : 212 .
( 3 ) مسند أحمد 4 : 281 ، وج 5 : 355 ح 18011 من الطبعة الحديثة . وفيه : هنيئاً يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
( 4 ) تفسير الطبري 3 : 428 .
( 5 ) شرف المصطفى روى عنه الغدير 1 : 274 .
رقم 12 (1) .
8 - تاريخ بغداد ، للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي ـ 463 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 (2) .
9 - مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، لأبي الحسن علي بن محمد الجلابي ، المعروف بابن المغازلي الشافعي ـ 483 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 (3) .
10 - شواهد التنزيل ، للحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني الحنفي ـ 490 هـ ـ أخرج التعبير رقم 2 (4) .
11 - زين الفتى في شرح سورة هل أتى ، للحافظ أبي محمد العاصمي ـ 378 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 (5) .
12 - سرّ العالمين ، لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي ـ 505 هـ ـ أخرج التعبير رقم 4 (6) .
13 - الملل والنحل ، للعلاّمة أبي الفتح الأشعري الشهرستاني ـ 548 هـ ـ أخرج التعبير رقم 8 (7) .
14 - المناقب ، لأخطب الخطباء الموفّق بن أحمد بن محمد المكي
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الكشف والبيان ( مخطوط ) الورقة : 181 آية 67 من سورة المائدة ، نقل عنه الغدير 1 : 274.
( 2 ) تاريخ بغداد 8 : 290.
( 3 ) مناقب ابن المغازلي : 18 ح 24، وفيه : بخ بخ لك يا علي بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن .
( 4 ) شواهد التنزيل 1 : 200 ح 210 وص 203 ح 213 ، وفيه : بخ بخ لك يا بن أبي طالب.
( 5 ) زين الفتى في شرح سورة هل أتى 2 : 265 ح 474 ، وفيه : بخ بخ يا علي ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم .
( 6 ) سرّ العالمين : 21.
( 7 ) الملل والنحل 1 : 145.
الخوارزمي ـ 568 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 و 12 (1) .
15 - تاريخ مدينة دمشق ، للحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الدمشقي الشهير بابن عساكر ـ 157 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 (2) .
16 - مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ، للإمام أبي عبد الله فخر الدين الرازي الشافعي ـ 606 هـ ـ أخرج التعبير رقم 14 (3) .
17 - النهاية ، لأبي السعادات مجد الدين بن الأثير الشيباني ـ 606 هـ ـ أخرج التعبير رقم 17 (4) .
18 - أسد الغابة ، لأبي الحسن عز الدين بن الأثير الشيباني ـ 630 هـ ـ أخرج التعبير قم 17 (5) .
19 - تذكرة الخواص ، للحافظ أبي المظفر شمس الدين سبط بن الجوزي الحنفي ـ 654 هـ ـ أخرج التعبير رقم 6 و 13 (6) .
20 - الرياض النضرة ، للحافظ أبي جعفر محب الدين الطبري الشافعي ـ 694 هـ ـ أخرج التعبير رقم 10 (7) .
21 - ذخائر العقبى ، له أيضاً أخرج التعبير 12 (8) .
22 - فرائد السمطين ، لشيخ الإسلام أبي إسحاق إبراهيم بن سعد الدين
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 155 و 156 باب ( 14 ) ح 183 و 184.
( 2 ) ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق 2 : 76 - 78 ح 577 و 579 و 580.
( 3 ) التفسير الكبير 12 : 49 تفسير آية ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ . .. ) .
( 4 ) النهاية في غريب الحديث والأثر 5 : 228 مادة ( ولّى ) .
( 5 ) أسد الغابة 4 : 28 ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى .
( 6 ) تذكرة الخواص : 29.
( 7 ) الرياض النضرة 3 : 127.
( 8 ) ذخائر العقبى : 67.
محمد بن المؤيّد الحموئي الجويني ـ 722 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 (1) .
23 - تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، للإمام نظام الدين القمي النيسابوري ـ 728 هـ ـ أخرج التعبير رقم 14 (2) .
24 - مشكاة المصابيح ، للحافظ ولي الله الخطيب ـ 737 هـ ـ أخرج التعبير رقم 6 و 13 (3) .
25 - نظر درر السمطين ، للحافظ جمال الدين الزرندي المدني ـ 750 هـ ـ أخرج التعبير رقم 3 (4) .
26 - البداية والنهاية ، للمؤرّخ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الشامي الشافعي ـ 744 هـ ـ أخرج التعبير رقم 4 (5) .
27 - مودة القربى ، للحافظ السيد علي بن شهاب بن محمد الهمداني ـ 786 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 (6) .
28 - بديع المعاني ، للقاضي نجم الدين الأذرعي المعروف بابن عجلون الشافعي ـ 876 هـ ـ أخرج التعبير رقم 9 (7) .
29 - جامع الأحاديث ، للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي ـ 911 هـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (8) .
ـــــــــــــــ
( 1 ) فرائد السمطين 1 : 77 ح 44.
( 2 ) غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، أو تفسير النيسابوري 2 : 616.
( 3 ) مشكاة المصابيح : 1723 ح 6094.
( 4 ) نظم درر السمطين : 109 ، البداية والنهاية 5 : 210 حوادث سنة 10 هـ ، مودة القربى : المودة الخامسة المطبوع في ذيل ينابيع المودة : 249.
( 5 ) البداية والنهاية 5 : 210 حوادث سنة 10 هـ .
( 6 ) ينابيع المودة : 249.
( 7 ) بديع المعاني : 75.
( 8 ) جامع الأحاديث 4 : 397 ح 7844 وروى عنه المتقي في كنز العمال 13 : 133 ح 36420.
30 - وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ، للحافظ نور الدين السمهودي المدني الشافعي ـ 911 هـ ـ أخرج التعبير رقم 1 (1) .
31 - المواهب اللدنية ، للحافظ أبي العباس شهاب الدين ابن حجر القسطلاني ـ 923 هـ ـ أخرج التعبير رقم 1 (2) .
32 - ما نزل من القرآن في علي ( عليه السلام ) ، أو تفسير الحافظ السيد عبد الوهاب البخاري ـ 932 هـ ـ ذيل تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (3) أخرج التعبير رقم 12 (4) .
33 - كنز العمال ، للحافظ علاء الدين علي المتقي الهندي ـ 975 هـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (5) .
34 - روضة الصفاء ، للعلاّمة ابن خاوند شاه ـ 903 هـ ـ (6) .
35 - حبيب السير ، للعلاّمة غياث الدين خاندمير ـ 942 هـ ـ أخرج التعبير رقم 6 (7) .
36 - الصراط السوي في مناقب آل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، للعلاّمة السيد محمود الشيخاني القادري المدني ـ القرن 11 هـ ـ أخرج التعبير رقم 10 (8) .
37 - مرافض الروافض ، للعلاّمة حسام الدين بن محمد بايزيد السهارنپوري ـ
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) وفاء الوفاء 3 : 1018.
( 2 ) المواهب اللدنية 3 : 365.
( 3 ) الشورى : 23.
( 4 ) ما نزل من القرآن في علي ( عليه السلام ) : 86.
( 5 ) كنز العمال 13 : 134 ح 36420.
( 6 ) روضة الصفاء 2 : 541 بلفظ : بخ بخ يا علي ، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .
( 7 ) حبيب السير المجلد الأوّل 3 : 411.
( 8 ) عنه العلاّمة الأميني في كتابه الغدير 1 : 281.
القرن 12 هـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (1) .
38 - مرآة المؤمنين في مناقب سيد المرسلين ، للمولوي ولي الله اللكهنوي ـ القرن 13 هـ ـ أخرج التعبير رقم 3 (2) .
39 - مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ، لمحمد طاهر الفتني الهندي ـ 986 هـ ـ أخرج التعبير رقم 4 (3) .
40 - ذخائر المواريث ، لعبد الغني النابلسي ـ 1143 هـ ـ أخرج التعبير رقم 2 و 5 (4) .
لفتة نظر :
فلو تمعّنت ـ أيّها الباحث عن الحق ـ فيما بيّناه بالاختصار في موضوع الخلافة ، وتأسيسها في ( غدير خم ) ، وما ورد من تفصيل ذلك ، في مئات الكتب الحديثية والتفسيرية ، والتاريخية والعقائدية والأدبية ، ممّا ألّفه علماء أهل السنة ، والتي جمعها المحقّق العلاّمة السيد مير حامد حسين اللكهنوي ، في كتابه ( عبقات الأنوار ) قسم الغدير ، الذي بلغ عشر مجلدات ، وكذا في الأحد عشر مجلداً من ( كتاب الغدير ) تأليف العلاّمة المحقّق الشيخ الأميني ، وسائر الكتب المختصة بموضوع الغدير البالغة 184 كتاباً بمختلف اللغات والأحجام ، والتي ذكر أسماءها العلاّمة السيد عبد العزيز الطباطبائي في كتابه ( الغدير في التراث الإسلامي ) ، لابدّ أنّه يتبادر إلى ذهنك هذا السؤال الهام : فلو لم تكن كلمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غدير خم ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ـ مع كل ما احتوته من الميزات الظرفية والوقائع ، مثل الظروف المحلية
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) عنه الأميني في الغدير 1 : 142 - 143.
( 2 ) مرآة المؤمنين : 41 ، عنه الغدير 1 : 282.
( 3 ) مجمع بحار الأنوار 3 : 465.
( 4 ) ذخائر المواريث 1 : 57.
والتاريخية ، واجتماع الحجاج وإبلاغهم أمر الخلافة ، وأخذ البيعة منهم رجالاً ونساءً ـ دالةً على أهمية مسألة الإمامة والخلافة ، المتصلة بالنبوة المحمدية ، وأهميتها في مصير الأمّة الإسلامية ، وقلنا إنّها موضوع عادي مثل أكثر المسائل التي تفقد الأهمية الدينية ، فكيف تفسّر تهنئة الشيخين أبي بكر وعمر علياً ( عليه السلام ) بتلك العبارات مثل قولهما له : بخ بخ لك يا علي ، أو : طوبى لك يا أبا الحسن ، أو : هنيئاً لك يا بن أبي طالب ؟ هذا هو السؤال المطروح ، الذي يحتاج إلى جواب صريح من دون اللف والنشر والتزوير والتهرب والتخرّص ، بأنّ المسالة ليست ذات أهمية .
وممّا يؤيّد ويرجّح الغاية السامية في تشكيل ذلك الاجتماع الكبير في غدير خم ، هي بيان خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) ، وإبلاغها إلى الناس فقط لا شيء سواه ، ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني عن ابن الجوزي فقال : إنّه حضر مجلسه بالكوفة فقال : لمّا قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، تغيّر وجه أبي بكر وعمر فنزلت ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (1) ، (2) .
وذكر العلاّمة المناوي في فيض القدير في شرح الحديث ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، كلاماً لابن حجر في تغيير وجهي أبي بكر وعمر ، ثمّ تطرّق إلى سرد مصادر وإسناد حديث الغدير فقال : ذكره الحافظ في اللسان بنصه ، ولم أذكره إلاّ للتعجب من هذا الضلال واستغفر الله . ثمّ قال : خرّجه الدار قطني عن سعد بن أبي وقاص عنهما قالا : ( أمسيت يا بن أبي طالب ، مولى كل مؤمن ومؤمنة ) (3) .
وعندئذ يختلج السؤال في الذهن : إنّه لو كانت الغاية من قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الملك : 27.
( 2 ) لسان الميزان 1 : 387 ترجمة اسفنديار بن موفّق رقم 1215.
( 3 ) فيض القدير 6 : 217 - 218 شرح حديث 9000.
كنت مولاه . .. ) ، هي مجرد إبلاغ الناس ، وأمرهم بالمودة والمحبة لعلي ( عليه السلام ) فقط ، ولم تكن تتعلّق بما هو أهم من ذلك مسألة الخلافة والإمامة ، فلماذا تغيّر وجه أبي بكر وعمر ، بمجرد سماعهما ذلك من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟!!
19 - عمر يعترف : تزويج علي بفاطمة ( عليها السلام ) كان أمراً إلهياً .
روى العلاّمة محب الدين الطبري ، بإسناده عن عمر بن الخطاب ، وقد ذُكر عنده علي ( عليه السلام ) قال : ذلك صهر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نزل جبرئيل فقال : ( يا محمد ، إنّ الله يأمرك أن تزوّج فاطمة ابنتك من علي ) . أخرجه ابن السمان في الموافقة (1) .
أقول : لا يخفى أنّ قول عمر بن الخطاب : ( نزل جبرئيل ) هو قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولكنّك ترى إرسال عمر في الكلام من دون أن ينسبه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
20 - عمر يعترف : النظر إلى وجه علي ( عليه السلام ) عبادة .
أخرج العلاّمة المؤرّخ أبو الفداء ابن كثير ، بسنده عن عدة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، منهم عمر بن الخطاب أنّه قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( النظر إلى وجه علي عبادة ) (2) .
21 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) سيف النبي ( صلى الله عليه وآله ) على الكفار .
أخرج الإمام أحمد بن حنبل بإسناده ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لوفد ثقيف حين جاءوا : ( والله لَتسلُمُنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلاً مني ـ أو قال مثل نفسي ـ
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 146، ذخائر العقبى : 31.
( 2 ) البداية والنهاية 7 : 357 ، كفاية الطالب 161 باب ( 34 ) ، أخرجه عن ابن عساكر ، لسان الميزان 1 : 243 وفيه : عن عائشة أنّها قالت : النظر إلى علي ( عليه السلام ) عبادة . ترجمة أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن عشامة بن فرج أبو العباس الكندي الليثي الصوفي ، المعروف بابن الوشاء التنيسي رقم 760 .
فليضربَنّ أعناقكم ، ولَيسبيَنّ ذراريكم ، وليأخذَنّ أموالكم ) . قال عمر : فوالله ما اشتهيت - تمنيت - الإمارة إلاّ يومئذ ، جعلت انصب صدري له رجاء أن يقول : هذا . فالتفت ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) فأخذ بيده ثمّ قال : ( هو هذا ، هو هذا ) ـ مرتين ـ يعني أنّ الذي يقاتلكم ويسبي ذراريكم هو علي ( عليه السلام ) (1) .
وقد روى ابن أبي الحديد هذه القصة ، ونسبها إلى قبيلة بني وليعة اليمانية بدلاً عن بني ثقيف (2) .
ولعلّه القصة وقعت مرتين ، وفيها أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( والله لَتسلُمُنّ ) لكلا الوفدينِ .
يتبع
1 - عمر يعترف : علي هو الولي وأخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج الحافظ العلاّمة جمال الدين الموصلي الحنفي المشهور بابن حسنويه ـ 680 هـ ـ بسنده عن أنس بن مالك ، قال : لمّا كان يوم المؤاخاة ، وآخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وعلي ( عليه السلام ) واقف يراه ويعلم مكانه ، لم يؤاخِ بينه وبين أحد ، فانصرف علي ( عليه السلام ) باكي العين .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا بلال ، اذهب فائتني به . فمضى بلال وأتى علياً ، وقد دخل منزله فرأته فاطمة ( عليها السلام ) فقالت : ما يبكيك لا أبكى الله عينيك ؟ قال ( عليه السلام ) : يا فاطمة ، آخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف يراني ويعلم مكاني ، لم يؤاخِ بيني وبين أحد . قالت ( عليها السلام ) : لا يحزنك ، لعلّك إنّما أخّرك لنفسه ، فطرق بلال الباب وقال : يا علي ، أجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فأتى علي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما يبكيك ، يا أمير المؤمنين ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : آخيت بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف تعرف مكاني لم تؤاخِ بيني وبين أحد ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، إنّما أخّرتك لنفسي كما أمرني ربّي ، قم ، يا أبا الحسن ، فأخذ بيده ورقى المنبر وقال : اللهم إنّ هذا مني وأنا منه ، أَلا إنّه بمنزلة هارون من موسى ، أيّها الناس ، أَلست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى . قال ( صلى الله عليه وآله ) : مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، ومَن كنت وليه فعلي وليه ، اللهم ، إنّي
قد بلّغت ما أمرتني به ) ، ثمّ نزل ، وقد سُرّ علي ( عليه السلام ) ، فجعل الناس يبايعونه ، وعمر بن الخطاب يقول : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، امرأة مَن يعاديك طالق طلقةً (1) . ..
أقول : هلاّ أخرج عمر رأسه من تحت الثرى ، ورأى أنواع العداء والبغضاء والتنكيل ، التي حيكت على الإمام علي ( عليه السلام ) ، منذ وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى شهادته ، وبعد شهادته إلى يومنا هذا ، حيث مرّ على ذلك ألف وأربعمِئة عام من الزمن ، وكلّما سبر عليه الدهر ازداد وضوحاً ، ثمّ يجيب عن هذه التساؤلات : مَن هو المسبّب الأوّل الذي قام بهذه الأعمال الشنيعة بحق علي ( عليه السلام ) ؟ مَن هو أوّل مَن أنكر مولوية الإمام علي ( عليه السلام ) وأولويته ، وتعدى على حدود المولوية العلوية ، حتى أن صيّر علياً ( عليه السلام ) جليس الدار فترة تربو على خمس وعشرين سنة ؟
2 - عمر يعترف : خلق الله ملائكةً من نور وجه علي (عليه السلام ) .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي بسنده عن عثمان بن عفان قال : سمعت عمر بن الخطاب قال : سمعت أبا بكر بن أبي قحافة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّ الله تعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكةً يسبّحون الله ، ويقدّسون الله ، ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي وُلده ) (2) .
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) إحقاق الحق 6 : 468 نقلاً عن ابن حسنويه في در بحر المناقب : 43 ، أرجح المطالب : 425 ، الرياض النضرة 3 : 126.
( 2 ) مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 97، المناقب للخوارزمي : 329 فصل ( 19 ) ح 348 ولكنّه أسقط من الحديث جملة : يسبّحون ويقدّسون . ..
3 - عمر يعترف : علي أخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
روى محدّث أهل السُنة الإمام أحمد بن حنبل ، بسنده عن عمر بن الخطاب قال : إنّ النبي آخى بين الناس وترك علياً ، حتى بقي آخرهم لا يرى له أخاً ، فقال ( عليه السلام ) : ( آخيت بين الناس وتركتني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ولِمَ تراني تركتك ؟ إنّي تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذاكرك ـ ناقشك ـ أحد فقل : أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، لا يدّعيها بعدي إلاّ كذّاب ) (1) .
4 - عمر يعترف : علي وآله في ظل العرش الإلهي .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّ علياً وفاطمة والحسن والحسين في حظيرة القدس ، في قبة بيضاء ، سقفها عرش الرحمن عزّ وجلّ ) (2) .
5 - عمر يعترف : لعلي خصال انفرد بها .
روى العلاّمة الحافظ المتقي الهندي ، بسنده عن الخليفة العباسي المأمون عن
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 617 ح 1055 ، الرياض النضرة 3 : 125 ، المناقب لأحمد بن حنبل : 120 ح 177.
أقول : ومَن يراجع التاريخ ، يلاحظ بأنّ عمر بن الخطاب هو أَوّل مَن أنكر أخوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) ؛ وذلك عندما أراد القوم أخذ البيعة زوراً وقهراً من علي ( عليه السلام ) . راجع الإمامة والسياسة : 19 - 22 ( المعرّب )
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 302 فصل ( 19 ) ح 298 ، فرائد السمطين 1 : 49 ح 14 ، وفيه : أنا وعلي وفاطمة . . . ، كنز العمال 12 : 100 ح 34177 ، تاريخ مدينة دمشق 13 : 229 ، خرّجه عن الدار قطني ، مناقب سيدنا علي : 20 ح 65 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 92 ، القول الفصل : 29 عن ابن عساكر والدار قطني والطبراني ، أهل البيت لتوفيق أبو علم : 125 ح 8، أرجع المطالب : 311 .
الرشيد ، حدثني المهدي ، حدثني المنصور ، حدثني أبي ، حدثني عبد الله بن عباس ، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقد رأيت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيه خصالاً ، لأن تكون لي واحدة منهنّ في آل الخطاب ، أحب إلي ممّا طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فانتهيت إلى باب أمّ سلمة وعلي قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( يخرج إليكم ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فسرنا إليه فاتكأ على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ ضرب بيده منكبه ثمّ قال : إنّك مخاصَم تخاصم ، أنت أوّل المؤمنين إيماناً ، وأعلمهم بأيام الله ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية ، وأعظمهم رزيةً ، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني ، والمتقدّم إلى كل شديدة وكريهة ، ولن ترجع بعدي كافراً ، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد ، وتذود عن حوضي ) (1) .
ورواه غير واحد من أعلام الحديث والتاريخ ، كالإسكافي (2) وابن عساكر ، (3) وابن أبي الحديد (4) ، والسيوطي (5) ، وزادوا : أبشر ـ يا علي بن أبي طالب ـ إنّك مخاصم ، وإنك تخصم الناس بسبع لا يجاريك أحد في واحدة منهنّ .
وزاد خطيب خوارزم (6) ومحب الدين الطبري (7) ما لفظه : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) كنز العمال 13 : 117 ح 36378.
( 2 ) نقض العثمانية : 292.
( 3 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 58 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام) .
( 4 ) شرح نهج البلاغة 13 : 230 أخرجه عن نقض العثمانية .
( 5 ) اللآلئ المصنوعة 1 : 323 .
( 6 ) المناقب للخوارزمي : 54 فصل ( 4 ) ح 19 .
( 7 ) الرياض النضرة 3 : 109 و 118 وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة .
وزاد الأمر تسري (1) ما لفظه : ( يا علي ، مَن أحبك فقد أحبني ، ومَن أحبني فقد أحب الله ، ومَن أحب الله تعالى أدخله الجنة ، ومَن أبغضك فقد أبغضني ، ومَن أبغضني فقد أبغضه الله تعالى وأدخله النار ) .
6 - عمر يعترف بحديث المنزلة .
أخرج الحفّاظ والمؤرّخون منهم العلاّمة الخطيب البغدادي ، بسندهم عن سويد بن غفلة ، عن عمر بن الخطاب : أنّه رأى رجلاً يسب علياً ( عليه السلام ) فقال عمر : إنّي أظنّك منافقاً ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّما علي مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) (2) .
7 - عمر يؤذي النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم القفطي الشافعي ، بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال عمر بن الخطاب : كنت أجفو علياً ( عليه السلام) ، فلقيني النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ( آذيتني يا عمر ! فقلت : بأي شيء ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : تجفو علياً ! من آذى علياً فقد آذاني ) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أرجح المطالب : 518.
( 2 ) تاريخ بغداد 7 : 453 ، الرياض النضرة 3 : 118 ، وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 166 ـ 167 ترجمة الإمام علي بثلاث طرق ، الكامل في الجرح والتعديل 1 : 301 ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 : 60 رواه عن عمر ، وتابعه عن ثلاثة عشر طريقاً آخر ، كنز العمال 11 : 607 ح 32934 ، فرائد السمطين 1 : 360 ـ 361 أخرجه بثلاث طرق عن عمر بن الخطاب ، إحقاق الحق 16 : 24 أخرجه عن مفتاح النجاة للبدخشي ـ 1126 هـ ـ ومناقب العشرة للاسكواري النقشبندي ، الروض الأزهر : 98.
فقلت : والله لا أجفو علياً أبداً (1) .
نعم ، فإنّ إحراق باب دار علي من قِبل الخليفة عمر ، الذي عاهد النبي وحلف قسماً بالله عزّ وجل ، وأعطى النبي ( صلى الله عليه وآله ) عهداً بأن لا يجفو علياً أبداً ، ليس من الجفاء ! وإن كان عمر قد أشعله ! إلاّ أنّه لم يحرق علياً نفسه ، وذلك وفاءً لعهده ويمينه بأن لا يجفو علياً !! (2) .
8 - عمر يعترف : حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار .
أخرج العلاّمة المحدّث ابن شيرويه الديلمي الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار ) (3) .
9 - عمر يعترف : كلّ الأنساب مقطوعة في القيامة إلاّ نسب علي ( عليه السلام ) .
روى أهل الحديث والسير وأرباب الصحاح والسُنن ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( كلّ سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلاّ سببي ونسبي ) (4) .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأنباء المستطابة : 64 ، التدوين في أخبار قزوين للرافعي القزويني 3 : 390 ، ملحقات إحقاق الحق 16 : 592 و 21 : 542.
أقول : طبقاً لهذه الرواية فإنّ أذى علي أذى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجفاءه جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وقال الألباني في معنى الجفاء : إنّ جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الذنوب الكبائر إن لم يكن كفراً . الأحاديث الضعيفة 1 : 61. ( المعرّب ) .
( 2 ) راجع مصادر هذا الأمر في ص 41 - 42 .
( 3 ) فردوس الأخبار 2 : 142 ح 2723 ، كنز الحقائق للمناوي : 67 ، مودة القربى : 180 ، إحقاق الحق 7 : 148 أخرجه عن نُزل السائرين للتفريشي .
( 4 ) فضائل الصحابة 2 : 625 ح 1069 - 1070 ، مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 129 ح 191 و 192، المعجم الكبير 3 : 37 ح 2634، المصنّف للصنعاني 6 : 163 ح 10354 ،
ومن الواضح أنّ دوام سبب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعدم انقطاع نسبه إلى هذا الزمان ـ بل إلى يوم القيامة ـ حيث يمر على ذلك أربع عشرة قرناً ونيف ، إنّما يكون بفضل مصاهرة الإمام علي ( عليه السلام ) إيّاه ، وتزوّجه بفاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا غير ، بينما نرى أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد تزوج عِدة نساء ، ورُزق من بعضهنّ بنين وبنات ـ في حين بعض زوجاته كنّ عقيمات ـ إلاّ أنّه لم يبقَ له منهنّ ولد ، وانقطع نسب النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن طريقهم ، إلاّ عن طريق ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وصهره علي ( عليه السلام ) ؛ حيث إنّ الله عزّ وجل رزقه عن طريقها أولاداً وبناتاً وأحفاداً ، يُعدّون اليوم بالملايين ، ومنهم الأئمة الأحد عشر من وُلديهما ( عليهم السلام ) .
10 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) قاتل مرحب وفاتح خيبر .
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من المحدّثين والمؤرّخين ، بسندهم عن عمر بن الخطاب ، قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم خيبر : ( لأعطينّ الراية غداً رجلاً ، يحب اللهَ ورسوله ، ويحبه اللهُ ورسوله ، كرّاراً غير فرّار ، يفتح الله عليه ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، فبات المسلمون كلهم يستشرفون لذلك ، فلمّا أصبح قال ( صلى الله عليه وآله ) : أين علي بن أبي طالب ؟
ــــــــــــــــــــ
تاريخ أصفهان 1 : 199 ، ذخائر العقبى : 168 رواه عن مناقب أحمد ، تاريخ بغداد 6 : 182 رواه محرّفاً ومزوّراً ، حلية الأولياء 26 : 34، و 7 : 314 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 142، الطبقات الكبرى 8 : 463 ترجمة أمّ كلثوم ، فيض القدير 5 : 20 شرح ح 6309 ، المناقب لابن المغازلي : 108 رواه بثلاث طرق ح 150 - 152 - 153 ، الجامع الصغير 2 : 280 ح 6309 وص 288 ح 6361 ، السُنن الكبرى 7 : 63 كتاب النكاح باب الأنساب كلها منقطعة . . . ، تاريخ اليعقوبي 2 : 49 ، السراج المنير شرح الجامع الصغير للعزيزي 3 : 89 ، شرح نهج البلاغة 12 : 106 ، تذكرة الحفّاظ 3 : 910 ترجمة أبي إسحاق بن حمزة رقم 873 ، إزالة الخفاء 2 : 68 ، مجمع الزوائد 4 : 271 - و 9 : 173 ، تلخيص المستدرك 3 : 142.
قالوا : أَرمد العين ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : آتوني به . فلمّا أتاه ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ادن مني ) ، فدنا منه ، فتفل في عينيه ومسحهما بيده ، فقام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بين يديه ، وكأنّه لم يرمد وأعطاه الراية ، فقتل مرحب وأخذ مدينة خيبر (1) .
11 - عمر يعترف : لو أحب الناس علياً ( عليه السلام ) لَما خلق الله النار .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لَما خلق الله النار ) (2) .
12 - عمر يعترف : إيمان علي ( عليه السلام ) أرجح من السماوات والأرض .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي عن طريقين ، وروى غيره بطرق
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 170 فصل ( 16 ) ح 203 ، كنز العمال 13 : 123 ح 36393 أخرجه عن الدار قطني والخطيب البغدادي وابن عساكر ، وفي ص 116 ح 36377 خرّجه مختصراً عن تاريخ إصبهان لابن مندة ، بريقة المحمودية لأبي سعيد الخادمي 1 : 311.
أقول : وقد ورد حديث الراية في خيبر ، ودور الإمام علي ( عليه السلام ) في قتل مرحب زعيم اليهود ، وفتح قلاع خيبر ، في كثير من المصادر الحديثية والتاريخية المعتبرة عند الفريقين السُنة والشيعة ، بأسانيد مختلفة ومتون متواترة .
وقد خصّ العلاّمة مير حامد حسين ، أحد أجزاء كتابه عبقات الأنوار - الجزء التاسع - للبحث والتحقيق في هذا الحديث ، وأثبت أسانيده ودلالته على خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجمع في كتابه ما بلغه من الحديث المستخرج في مجاميع أهل السنة فيما يمت بهذه الواقعة التاريخية .
وكذلك جمع العلاّمة المحقّق القاضي التستري في موسوعته إحقاق الحق وملحقاته طرق هذا الحديث ، فعدّدها فكانت العشرات من الصحابة وأكثر من مِئة مصدر حديثي وتاريخي . فليراجعهما من أراد الإيقان .
( 2 ) ينابيع المودة : 251، الكوكب الدري للكشفي الترمذي : 122.
مختلفة : أتى عمر بن الخطاب ـ في عهده ـ رجلان سألاه عن طلاق الأَمَة ـ كم عدده للبينونة ـ ؟ فقام معهما فمشى حتى أتى حلقةً في المسجد فيها رجل أصلع ، فقال عمر : أيّها الأصلع ما ترى في طلاق الأَمَة ، فرفع رأسه إليه ثمّ أومأ إليه بالسبابة والوسطى ، فقال له عمر : تطليقان ، فقال أحدهما : سبحان الله ، جئناك وأنت أمير المؤمنين ، فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته ، فرضيت منه أن أومأ إليك !! فقال لهما عمر : ما تدريان مَن هذا ؟ قالا : لا ، قال عمر : هذا علي بن أبي طالب ، أشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لسمعته وهو يقول : ( لو أنّ السموات السبع والأرضين السبع وضعنَ في كفة ميزان ، ووضع إيمان علي في كفة ميزان ، لرجح إيمان علي ( عليه السلام ) ) (1) .
وقد أسقط بعض المحدّثين وحفّاظ أهل السنة ، الحوار الذي دار بين عمر وبين الأعرابيين ، وجواب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، واكتفى برواية حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن عمر بن الخطاب : لو أنّ السماوات. .. (2) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق : 42 : 340 ـ 341 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، المناقب للخوارزمي : 130 - 131 ح 145 ـ 146 عن ابن السمان والدار قطني ، المناقب لابن المغازلي : 289 ح 330 ، كفاية الطالب : 258 باب ( 62 ) نقله عن الدار قطني ، ينابيع المودة : 254 باب ( 56 ) ، سعد الشموس والأقمار : 211، شرح وصايا أبي حنيفة لأبي سعيد الخادمي : 177 ، أرجح المطالب : 476 أخرجه ، عن ابن السمان والسلفي والفضائلي والديلمي والخوارزمي ، جامع الأحاديث لعباس أحمد صقر ، وأحمد عبد الجواد 5 : 411 .
( 2 ) الفردوس الأعلى : 3 : 363 ح 51 ، شرح نهج البلاغة 12 : 259 ، ميزان الاعتدال 3 : 494 ترجمة محمد بن تسنيم الورّاق رقم 7288 رواه عن الدار قطني ، ذخائر العقبى : 100 .
13 - عمر يعترف : فضائل علي ( عليه السلام ) لا تعد .
أخرج العلاّمة الحافظ السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ـ 786 هـ ـ بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي : ( لو كان البحر مداداً ، والرياض أقلاماً ، والإنس كتّاباً، والجن حسّاباً ، ما أحصوا فضائلك ، يا أبا الحسن ) (1) .
14 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) صاحب الفضائل الهادية .
روى العلاّمة محب الدين الطبري وغيره من أرباب الحديث والسُنن ، عن العلاّمة الطبراني ـ صاحب المعاجم الثلاثة ـ بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي ، يهدي صاحبه إلى الهدى ، ويردّه عن الردى ) (2) .
ــــــــــــــــــــــــــ
الرياض النضرة 3 : 206 رواه عن أرجح المطالب ، كنز العمال 11 : 617 ح 32993 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 34 ، لسان الميزان 5 : 97 ترجمة محمد بن تسنيم الورّاق رقم 328 أخرجه عن الدار قطني ، المناقب المرتضوية : 118، فتح المبين بهامش السيرة النبوية لزيني دحلان 2 : 166 رواه عن الحافظ السلفي وابن السمان ، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 46 أخرجه عن الديلمي والخوارزمي وابن السمان ، بريقة المحمودية 1 : 211.
ومَن أراد الاطلاع أكثر على مصادر الحديث ، فليراجع مضانّه في موسوعة ملحقات إحقاق الحق 21 : 575 .
( 1 ) ينابيع المودة : 249.
( 2 ) ينابيع المودة : 203 ، أرجح المطالب : 98، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 40 و 47 ، ذخائر العقبى : 61، الرياض النضرة 3 : 189.
أقول : وما يجدر ذكره أنّ محقّق كتاب المعجم الصغير للطبراني حرّف كلمة علي إلى علم ، وذلك حسب ما أورده ابن حجر في مجمعه ، خلافاً لِما أجمع عليه أهل العلم والفضل عندهم . المعجم الصغير : 241 ترجمة عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، مجمع الزوائد 1 : 121 باب فضل العلم .
15 - عمر يعترف : ثمرة حب علي ( عليه السلام ) الجنة .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، بسنده عن ابن عباس ، قال : مشيت وعمر بن الخطاب في بعض أزقة المدينة فقال لي : يا بن عباس ، أظن أنّ القوم استصغروا صاحبكم ؛ إذ لم يولّوه أموركم !!
فقلت : والله ، ما استصغره الله إذ اختاره لسورة براءة ـ مع عزل أبي بكر ـ يبلغها أهل مكة . فقال لي : الصواب تقول !! والله لسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب : ( مَن أحبك أحبني ، ومَن أحبني أحب الله ، ومَن أحب الله أدخله الجنة مدلاًّ ) (1) .
وأخرج بعض الحفّاظ ـ منهم ابن عساكر الدمشقي ـ هذا الحديث في موضع آخر مسقطاً منه قوله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب : مَن أحبك. .. وقد سمّى العلاّمة المحقّق المحمودي ، في تعليقه على ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، من تاريخ مدينة دمشق ، بعض الحفّاظ الباترين للحديث ، فراجع (2) .
16 - عمر يعترف : مَن مات وهو يبغض علياً مات يهودياً .
أخرج العلاّمة الحافظ السيد محمد صالح الكشفي الترمذي ، بسنده عن عمر
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق 14 : 4 ترجمة عيسى بن أزهر ، راجع النسخة المصوّرة على نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) لابن عساكر 2 : 388 في الهامش ، كنز العمال 13 : 109 ح 36357 .
( 2 ) تاريخ اليعقوبي 2 : 158 ، أخبار شعراء الشيعة للمرزباني : 34، المحاضرات للراغب الأصفهاني 4 : 478 ، فرائد السمطين 1 : 334 باب ( 62 ) ح 258 ، شرح نهج البلاغة 6 : 45 وقريب منه ص 50 ، الرياض النضرة 2 : 329 ، اليقين لابن طاووس : 523 ، غاية المرام للبحراني : 462 باب ( 7 ) ح 15 ، الغدير للأميني 1 : 389 ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 2 : 387 ح 893 لاحظ الهامش لمعرفة أسماء الذين بتروا الحديث .
بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( مَن أحبك يا علي ، كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة ، ومَن مات يبغضك ، فلا يبالي مات يهودياً أو نصرانياً ) (1) .
17 - عمر يعترف بحديث الغدير .
أشرنا فيما سبق في الفصل الأوّل من مرويات أبي بكر حول حديث الغدير وروايته ، لقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، ممّا أخرجه حفّاظ أهل السُنة في مجاميعهم ، التي ذكرناها في الهامش هناك ، ولمّا كان عمر بن الخطاب ممّن حضر المؤتمر العالمي ذلك اليوم ، فلا جَرم أنّه قد سمع خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بكاملها .
ونشير هنا أيضاً إلى بعض المصادر التي أخرجت حديث الغدير برواية عمر (2) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الكوكب الدري : 125، المناقب المرتضوية : 117.
( 2 ) فضائل الصحابة 2 : 610 ح 1042 ، مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 144 ح 164 ، الولاية لابن جرير روى عن 75 صحابياً منهم عمر بن الخطاب روى عنه ابن كثير .
الولاية لابن عقدة روى عن 105 صحابياً منهم عمر بن الخطاب ، وذكره ثاني الرواة ، روى عنه السيد ابن طاووس في الطرائف : 140، نخب المناقب لأبي بكر الجعابي روى عن 125 صحابياً رووا حديث الغدير منهم عمر بن الخطاب .
الغدير لمنصور آبي الرازي ـ أو اللائي الرازي ـ نقل عنه في الغدير 1 : 155، فضائل الصحابة للسمعاني نقل عنه الأميني في الغدير 1 : 65 وإحقاق الحق 6 : 250 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 47 روى عن 30 صحابياً أولهم عمر .
المناقب للخوارزمي : 162 ، الرياض النضرة 3 : 128 رواه عن ابن السمان وأحمد ، ذخائر العقبى : 67 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 234 ، البداية والنهاية 5 : 213 ، و 7 : 349 ، ينابيع المودة : 249 ، فصل الخطاب روى عنه الأميني في الغدير 1 : 56 ، أسنى المطالب : 43 في ذيل ح 5 ، المناقب المرتضوية : 125، أرجح المطالب : 425 و 565 ، اللآلئ المنتثرة في الأحاديث المنتشرة للغماري : 77 روى عن 54 راوٍ لحديث الغدير وعدّد منهم عمر بن الخطاب .
18 - عمر يعترف : لا يحلّ عقد ولاية علي إلاّ منافق .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، والعلاّمة الحافظ محمد صالح الكشفي الترمذي ، حديث الغدير بعدة طرق وإضافات عن عمر بن الخطاب قال : نصّب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) عَلَماً فقال : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، واخذل مَن خذله ، وانصر مَن نصره ، اللهم أنت شهيدي عليهم ) . قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح ، قال لي : يا عمر ، لقد عقد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عقداً لا يحلّه إلاّ منافق ، فأخذ رسول الله بيدي فقال : ( يا عمر ، إنّه ليس من وُلد آدم ، لكنّه جبرائيل يؤكّد عليكم ما قلته في علي ) (1) .
أقول : لمّا انتهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من مراسم الغدير ـ الخطبة الغرّاء ، ونصب علي ( عليه السلام ) عَلَماً للخلافة والإمامة من بعده ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، وسائر فقرات الخطبة ، ودعائه لعلي ( عليه السلام ) ـ أمر الحاضرين رجالاً ونساءً ، أن يبايعوا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالإمرة والخلافة من بعده ، فكان الحاضرون يتهافتون على الإمام علي ( عليه السلام ) ويبايعونه على ذلك ، حسب ما أمرهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حتى النساء بايعنَه ؛ حيث وُضع لهنّ طست فيه ماء ـ كما أمر بذلك النبي ( صلى الله عليه وآله ) فكنّ يدخلنَ أيديهنّ فيه ، وكان علي ( عليه السلام ) واضعاً يده أيضاً في الطست ، وهو جالس في الخيمة ـ احترازاً من ملامسة الأجنبيات ، والتسليم عليهنّ مصافحةً .
وهكذا تمّت البيعة لعلي ( عليه السلام ) ، وأذعن الجميع بأنّه ( عليه السلام ) مولاهم ، وأقرّوا له بالاتّباع والطاعة ، والتزام أوامره ونواهيه .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) ينابيع المودة : 249 ، الكوكب الدري للكشفي : 131 المنقبة رقم 154 .
والجدير بالذكر ـ أيّها القارئ الخبير ـ أنّ هذا الحديث المتواتر رواه أكثر من أربعين حافظاً ومؤرّخاً ، بسندهم عن أبي بكر وعمر ، وأنّهما قالا لعلي ( عليه السلام ) بعد خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأمره بالبيعة لعلي ( عليه السلام ) : بخ بخ. .. أو هنيئاً لك . .. وأمثال هذه العبارات الدالة على التهنئة والتبريك ، وتعظيم منصب الولاية العظمى ، والخلافة الكبرى لعلي ( عليه السلام ) .
تهنئة أبي بكر وعمر لعلي ( عليه السلام ) .
وإليك - أيّها القارئ الممجّد ـ بعض النماذج من تلكم العبارات التهنوية ، التي رويت عن أبي بكر وعمر معاً ، أو انفرد به أحدهما ، ممّا روي في مصادر أهل السُنة المعتمد عليها عندهم :
1 - ما اشترك فيه أبو بكر وعمر :
1 - أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة .
أخرجه : 1 - الحافظ أحمد بن عقدة الكوفي ـ 333 هـ ـ في كتابه الولاية ، وذكر إقرارهما عن مِئة وخمس طرق كلهم من الصحابة (1) .
2 - الحافظ علي بن عمر الدار قطني البغدادي ـ 385 هـ ـ (2) .
3 - الحافظ أبو عبد الله الگنجي الشافعي ـ 658 هـ ـ في كتابه كفاية الطالب : 62 الباب الأوّل .
4 - الحافظ ابن حجر الهيثمي ـ 932 هـ ـ في كتابه الصواعق المحرقة : 44 أخرجه عن الدار قطني .
5 - العلاّمة الحافظ شمس الدين المناوي الشافعي ـ 1031 هـ ـ في كتابه
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تهذيب التهذيب 7 : 288 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 4925 ، الغدير 1 : 153 وذكر مصادر عديدة أُخرجت عن ابن عقدة .
( 2 ) الصواعق المحرقة : 44.
فيض الغدير 6 : 218 شرح ح 9000 أخرجه عن الدار قطني .
6 - العلاّمة أبو عبد الله الزرقاني المالكي ـ 1122 هـ ـ في كتابه شرح المواهب 7 : 13 أخرجه عن الدار قطني . 7 ـ العلاّمة السيد أحمد زيني دحلان المالكي الشافعي ـ 1304 هـ ـ في كتابه الفتوحات الإسلامية 2 : 306 .
2 - العبارات التي قالها عمر لعلي ( عليه السلام ) منفرداً
1 - أصبحت مولى كل مؤمن .
2 - بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
3 - بخ بخ لك يا علي ، أصبحت وأمسيت .
4 - بخ بخ لك يا أبا الحسن ، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
5 - بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة .
6 - بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
7 - طوبى لك يا أبا الحسن ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
8 - طوبى لك يا علي ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
9 - هنيئاً لك أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
10 - هنيئاً لك أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
11 - هنيئاً لك يا أبا الحسن ، أصبحت مولى كل مسلم.
12 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
13 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .
14 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
15 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن .
16 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن ومؤمنة .
17 - يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن .
3 - وأمّا المصادر والمراجع التي أُخرجت فيها هذه الاعترافات ، على لسان عمر بن الخطاب فهي كما يلي :
1 - المصنّف ، للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ـ 235 هـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (1) .
2 - المعيار والموازنة ، لأبي جعفر الاسكافي ـ 240 هـ ـ أخرج التعبير رقم 6 (2) .
3 - مسند الإمام أحمد بن حنبل ـ 241 هـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (3) .
4 - المسند الكبير ، للحافظ أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي ـ 307 هـ ـ أخرج الحديث من طريق السيد محمود الشيخاني القادري المدني ، في كتابه الصراط السوي في مناقب آل النبي . أخرج التعبير رقم 10 .
5 - تفسير محمد بن جرير الطبري ـ310 هـ ـ أخرج التعبير رقم 14 (4) .
6 - شرف المصطفى ، للحافظ أبي سعيد الخرگوشي البغدادي ـ 407 هـ ـ أخرج التعبير رقم 7 (5) .
7 - تفسير الكشف والبيان ، لأبي إسحاق الثعلبي ـ 427 هـ ـ أخرج التعبير
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المصنّف 12 : 78 ح 12167 عن البراء ، وفيه : هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
( 2 ) المعيار والموازنة : 212 .
( 3 ) مسند أحمد 4 : 281 ، وج 5 : 355 ح 18011 من الطبعة الحديثة . وفيه : هنيئاً يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
( 4 ) تفسير الطبري 3 : 428 .
( 5 ) شرف المصطفى روى عنه الغدير 1 : 274 .
رقم 12 (1) .
8 - تاريخ بغداد ، للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي ـ 463 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 (2) .
9 - مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، لأبي الحسن علي بن محمد الجلابي ، المعروف بابن المغازلي الشافعي ـ 483 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 (3) .
10 - شواهد التنزيل ، للحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني الحنفي ـ 490 هـ ـ أخرج التعبير رقم 2 (4) .
11 - زين الفتى في شرح سورة هل أتى ، للحافظ أبي محمد العاصمي ـ 378 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 (5) .
12 - سرّ العالمين ، لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي ـ 505 هـ ـ أخرج التعبير رقم 4 (6) .
13 - الملل والنحل ، للعلاّمة أبي الفتح الأشعري الشهرستاني ـ 548 هـ ـ أخرج التعبير رقم 8 (7) .
14 - المناقب ، لأخطب الخطباء الموفّق بن أحمد بن محمد المكي
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الكشف والبيان ( مخطوط ) الورقة : 181 آية 67 من سورة المائدة ، نقل عنه الغدير 1 : 274.
( 2 ) تاريخ بغداد 8 : 290.
( 3 ) مناقب ابن المغازلي : 18 ح 24، وفيه : بخ بخ لك يا علي بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن .
( 4 ) شواهد التنزيل 1 : 200 ح 210 وص 203 ح 213 ، وفيه : بخ بخ لك يا بن أبي طالب.
( 5 ) زين الفتى في شرح سورة هل أتى 2 : 265 ح 474 ، وفيه : بخ بخ يا علي ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم .
( 6 ) سرّ العالمين : 21.
( 7 ) الملل والنحل 1 : 145.
الخوارزمي ـ 568 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 و 12 (1) .
15 - تاريخ مدينة دمشق ، للحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الدمشقي الشهير بابن عساكر ـ 157 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 (2) .
16 - مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ، للإمام أبي عبد الله فخر الدين الرازي الشافعي ـ 606 هـ ـ أخرج التعبير رقم 14 (3) .
17 - النهاية ، لأبي السعادات مجد الدين بن الأثير الشيباني ـ 606 هـ ـ أخرج التعبير رقم 17 (4) .
18 - أسد الغابة ، لأبي الحسن عز الدين بن الأثير الشيباني ـ 630 هـ ـ أخرج التعبير قم 17 (5) .
19 - تذكرة الخواص ، للحافظ أبي المظفر شمس الدين سبط بن الجوزي الحنفي ـ 654 هـ ـ أخرج التعبير رقم 6 و 13 (6) .
20 - الرياض النضرة ، للحافظ أبي جعفر محب الدين الطبري الشافعي ـ 694 هـ ـ أخرج التعبير رقم 10 (7) .
21 - ذخائر العقبى ، له أيضاً أخرج التعبير 12 (8) .
22 - فرائد السمطين ، لشيخ الإسلام أبي إسحاق إبراهيم بن سعد الدين
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 155 و 156 باب ( 14 ) ح 183 و 184.
( 2 ) ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق 2 : 76 - 78 ح 577 و 579 و 580.
( 3 ) التفسير الكبير 12 : 49 تفسير آية ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ . .. ) .
( 4 ) النهاية في غريب الحديث والأثر 5 : 228 مادة ( ولّى ) .
( 5 ) أسد الغابة 4 : 28 ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى .
( 6 ) تذكرة الخواص : 29.
( 7 ) الرياض النضرة 3 : 127.
( 8 ) ذخائر العقبى : 67.
محمد بن المؤيّد الحموئي الجويني ـ 722 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 (1) .
23 - تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، للإمام نظام الدين القمي النيسابوري ـ 728 هـ ـ أخرج التعبير رقم 14 (2) .
24 - مشكاة المصابيح ، للحافظ ولي الله الخطيب ـ 737 هـ ـ أخرج التعبير رقم 6 و 13 (3) .
25 - نظر درر السمطين ، للحافظ جمال الدين الزرندي المدني ـ 750 هـ ـ أخرج التعبير رقم 3 (4) .
26 - البداية والنهاية ، للمؤرّخ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الشامي الشافعي ـ 744 هـ ـ أخرج التعبير رقم 4 (5) .
27 - مودة القربى ، للحافظ السيد علي بن شهاب بن محمد الهمداني ـ 786 هـ ـ أخرج التعبير رقم 5 (6) .
28 - بديع المعاني ، للقاضي نجم الدين الأذرعي المعروف بابن عجلون الشافعي ـ 876 هـ ـ أخرج التعبير رقم 9 (7) .
29 - جامع الأحاديث ، للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي ـ 911 هـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (8) .
ـــــــــــــــ
( 1 ) فرائد السمطين 1 : 77 ح 44.
( 2 ) غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، أو تفسير النيسابوري 2 : 616.
( 3 ) مشكاة المصابيح : 1723 ح 6094.
( 4 ) نظم درر السمطين : 109 ، البداية والنهاية 5 : 210 حوادث سنة 10 هـ ، مودة القربى : المودة الخامسة المطبوع في ذيل ينابيع المودة : 249.
( 5 ) البداية والنهاية 5 : 210 حوادث سنة 10 هـ .
( 6 ) ينابيع المودة : 249.
( 7 ) بديع المعاني : 75.
( 8 ) جامع الأحاديث 4 : 397 ح 7844 وروى عنه المتقي في كنز العمال 13 : 133 ح 36420.
30 - وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ، للحافظ نور الدين السمهودي المدني الشافعي ـ 911 هـ ـ أخرج التعبير رقم 1 (1) .
31 - المواهب اللدنية ، للحافظ أبي العباس شهاب الدين ابن حجر القسطلاني ـ 923 هـ ـ أخرج التعبير رقم 1 (2) .
32 - ما نزل من القرآن في علي ( عليه السلام ) ، أو تفسير الحافظ السيد عبد الوهاب البخاري ـ 932 هـ ـ ذيل تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (3) أخرج التعبير رقم 12 (4) .
33 - كنز العمال ، للحافظ علاء الدين علي المتقي الهندي ـ 975 هـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (5) .
34 - روضة الصفاء ، للعلاّمة ابن خاوند شاه ـ 903 هـ ـ (6) .
35 - حبيب السير ، للعلاّمة غياث الدين خاندمير ـ 942 هـ ـ أخرج التعبير رقم 6 (7) .
36 - الصراط السوي في مناقب آل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، للعلاّمة السيد محمود الشيخاني القادري المدني ـ القرن 11 هـ ـ أخرج التعبير رقم 10 (8) .
37 - مرافض الروافض ، للعلاّمة حسام الدين بن محمد بايزيد السهارنپوري ـ
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) وفاء الوفاء 3 : 1018.
( 2 ) المواهب اللدنية 3 : 365.
( 3 ) الشورى : 23.
( 4 ) ما نزل من القرآن في علي ( عليه السلام ) : 86.
( 5 ) كنز العمال 13 : 134 ح 36420.
( 6 ) روضة الصفاء 2 : 541 بلفظ : بخ بخ يا علي ، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .
( 7 ) حبيب السير المجلد الأوّل 3 : 411.
( 8 ) عنه العلاّمة الأميني في كتابه الغدير 1 : 281.
القرن 12 هـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (1) .
38 - مرآة المؤمنين في مناقب سيد المرسلين ، للمولوي ولي الله اللكهنوي ـ القرن 13 هـ ـ أخرج التعبير رقم 3 (2) .
39 - مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ، لمحمد طاهر الفتني الهندي ـ 986 هـ ـ أخرج التعبير رقم 4 (3) .
40 - ذخائر المواريث ، لعبد الغني النابلسي ـ 1143 هـ ـ أخرج التعبير رقم 2 و 5 (4) .
لفتة نظر :
فلو تمعّنت ـ أيّها الباحث عن الحق ـ فيما بيّناه بالاختصار في موضوع الخلافة ، وتأسيسها في ( غدير خم ) ، وما ورد من تفصيل ذلك ، في مئات الكتب الحديثية والتفسيرية ، والتاريخية والعقائدية والأدبية ، ممّا ألّفه علماء أهل السنة ، والتي جمعها المحقّق العلاّمة السيد مير حامد حسين اللكهنوي ، في كتابه ( عبقات الأنوار ) قسم الغدير ، الذي بلغ عشر مجلدات ، وكذا في الأحد عشر مجلداً من ( كتاب الغدير ) تأليف العلاّمة المحقّق الشيخ الأميني ، وسائر الكتب المختصة بموضوع الغدير البالغة 184 كتاباً بمختلف اللغات والأحجام ، والتي ذكر أسماءها العلاّمة السيد عبد العزيز الطباطبائي في كتابه ( الغدير في التراث الإسلامي ) ، لابدّ أنّه يتبادر إلى ذهنك هذا السؤال الهام : فلو لم تكن كلمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غدير خم ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ـ مع كل ما احتوته من الميزات الظرفية والوقائع ، مثل الظروف المحلية
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) عنه الأميني في الغدير 1 : 142 - 143.
( 2 ) مرآة المؤمنين : 41 ، عنه الغدير 1 : 282.
( 3 ) مجمع بحار الأنوار 3 : 465.
( 4 ) ذخائر المواريث 1 : 57.
والتاريخية ، واجتماع الحجاج وإبلاغهم أمر الخلافة ، وأخذ البيعة منهم رجالاً ونساءً ـ دالةً على أهمية مسألة الإمامة والخلافة ، المتصلة بالنبوة المحمدية ، وأهميتها في مصير الأمّة الإسلامية ، وقلنا إنّها موضوع عادي مثل أكثر المسائل التي تفقد الأهمية الدينية ، فكيف تفسّر تهنئة الشيخين أبي بكر وعمر علياً ( عليه السلام ) بتلك العبارات مثل قولهما له : بخ بخ لك يا علي ، أو : طوبى لك يا أبا الحسن ، أو : هنيئاً لك يا بن أبي طالب ؟ هذا هو السؤال المطروح ، الذي يحتاج إلى جواب صريح من دون اللف والنشر والتزوير والتهرب والتخرّص ، بأنّ المسالة ليست ذات أهمية .
وممّا يؤيّد ويرجّح الغاية السامية في تشكيل ذلك الاجتماع الكبير في غدير خم ، هي بيان خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) ، وإبلاغها إلى الناس فقط لا شيء سواه ، ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني عن ابن الجوزي فقال : إنّه حضر مجلسه بالكوفة فقال : لمّا قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، تغيّر وجه أبي بكر وعمر فنزلت ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (1) ، (2) .
وذكر العلاّمة المناوي في فيض القدير في شرح الحديث ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، كلاماً لابن حجر في تغيير وجهي أبي بكر وعمر ، ثمّ تطرّق إلى سرد مصادر وإسناد حديث الغدير فقال : ذكره الحافظ في اللسان بنصه ، ولم أذكره إلاّ للتعجب من هذا الضلال واستغفر الله . ثمّ قال : خرّجه الدار قطني عن سعد بن أبي وقاص عنهما قالا : ( أمسيت يا بن أبي طالب ، مولى كل مؤمن ومؤمنة ) (3) .
وعندئذ يختلج السؤال في الذهن : إنّه لو كانت الغاية من قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الملك : 27.
( 2 ) لسان الميزان 1 : 387 ترجمة اسفنديار بن موفّق رقم 1215.
( 3 ) فيض القدير 6 : 217 - 218 شرح حديث 9000.
كنت مولاه . .. ) ، هي مجرد إبلاغ الناس ، وأمرهم بالمودة والمحبة لعلي ( عليه السلام ) فقط ، ولم تكن تتعلّق بما هو أهم من ذلك مسألة الخلافة والإمامة ، فلماذا تغيّر وجه أبي بكر وعمر ، بمجرد سماعهما ذلك من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟!!
19 - عمر يعترف : تزويج علي بفاطمة ( عليها السلام ) كان أمراً إلهياً .
روى العلاّمة محب الدين الطبري ، بإسناده عن عمر بن الخطاب ، وقد ذُكر عنده علي ( عليه السلام ) قال : ذلك صهر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نزل جبرئيل فقال : ( يا محمد ، إنّ الله يأمرك أن تزوّج فاطمة ابنتك من علي ) . أخرجه ابن السمان في الموافقة (1) .
أقول : لا يخفى أنّ قول عمر بن الخطاب : ( نزل جبرئيل ) هو قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولكنّك ترى إرسال عمر في الكلام من دون أن ينسبه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
20 - عمر يعترف : النظر إلى وجه علي ( عليه السلام ) عبادة .
أخرج العلاّمة المؤرّخ أبو الفداء ابن كثير ، بسنده عن عدة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، منهم عمر بن الخطاب أنّه قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( النظر إلى وجه علي عبادة ) (2) .
21 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) سيف النبي ( صلى الله عليه وآله ) على الكفار .
أخرج الإمام أحمد بن حنبل بإسناده ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لوفد ثقيف حين جاءوا : ( والله لَتسلُمُنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلاً مني ـ أو قال مثل نفسي ـ
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 146، ذخائر العقبى : 31.
( 2 ) البداية والنهاية 7 : 357 ، كفاية الطالب 161 باب ( 34 ) ، أخرجه عن ابن عساكر ، لسان الميزان 1 : 243 وفيه : عن عائشة أنّها قالت : النظر إلى علي ( عليه السلام ) عبادة . ترجمة أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن عشامة بن فرج أبو العباس الكندي الليثي الصوفي ، المعروف بابن الوشاء التنيسي رقم 760 .
فليضربَنّ أعناقكم ، ولَيسبيَنّ ذراريكم ، وليأخذَنّ أموالكم ) . قال عمر : فوالله ما اشتهيت - تمنيت - الإمارة إلاّ يومئذ ، جعلت انصب صدري له رجاء أن يقول : هذا . فالتفت ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) فأخذ بيده ثمّ قال : ( هو هذا ، هو هذا ) ـ مرتين ـ يعني أنّ الذي يقاتلكم ويسبي ذراريكم هو علي ( عليه السلام ) (1) .
وقد روى ابن أبي الحديد هذه القصة ، ونسبها إلى قبيلة بني وليعة اليمانية بدلاً عن بني ثقيف (2) .
ولعلّه القصة وقعت مرتين ، وفيها أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( والله لَتسلُمُنّ ) لكلا الوفدينِ .
يتبع