المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي عمر بن الخطاب مصادر سنية


الشيخ عباس محمد
09-01-2018, 08:20 PM
الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي عمر بن الخطاب
1 - عمر يعترف : علي هو الولي وأخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج الحافظ العلاّمة جمال الدين الموصلي الحنفي المشهور بابن حسنويه ـ 680 هـ‍ ـ بسنده عن أنس بن مالك ، قال : لمّا كان يوم المؤاخاة ، وآخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وعلي ( عليه السلام ) واقف يراه ويعلم مكانه ، لم يؤاخِ بينه وبين أحد ، فانصرف علي ( عليه السلام ) باكي العين .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا بلال ، اذهب فائتني به . فمضى بلال وأتى علياً ، وقد دخل منزله فرأته فاطمة ( عليها السلام ) فقالت : ما يبكيك لا أبكى الله عينيك ؟ قال ( عليه السلام ) : يا فاطمة ، آخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف يراني ويعلم مكاني ، لم يؤاخِ بيني وبين أحد . قالت ( عليها السلام ) : لا يحزنك ، لعلّك إنّما أخّرك لنفسه ، فطرق بلال الباب وقال : يا علي ، أجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فأتى علي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما يبكيك ، يا أمير المؤمنين ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : آخيت بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف تعرف مكاني لم تؤاخِ بيني وبين أحد ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، إنّما أخّرتك لنفسي كما أمرني ربّي ، قم ، يا أبا الحسن ، فأخذ بيده ورقى المنبر وقال : اللهم إنّ هذا مني وأنا منه ، أَلا إنّه بمنزلة هارون من موسى ، أيّها الناس ، أَلست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى . قال ( صلى الله عليه وآله ) : مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، ومَن كنت وليه فعلي وليه ، اللهم ، إنّي
قد بلّغت ما أمرتني به ) ، ثمّ نزل ، وقد سُرّ علي ( عليه السلام ) ، فجعل الناس يبايعونه ، وعمر بن الخطاب يقول : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، امرأة مَن يعاديك طالق طلقةً (1) . ..
أقول : هلاّ أخرج عمر رأسه من تحت الثرى ، ورأى أنواع العداء والبغضاء والتنكيل ، التي حيكت على الإمام علي ( عليه السلام ) ، منذ وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى شهادته ، وبعد شهادته إلى يومنا هذا ، حيث مرّ على ذلك ألف وأربعمِئة عام من الزمن ، وكلّما سبر عليه الدهر ازداد وضوحاً ، ثمّ يجيب عن هذه التساؤلات : مَن هو المسبّب الأوّل الذي قام بهذه الأعمال الشنيعة بحق علي ( عليه السلام ) ؟ مَن هو أوّل مَن أنكر مولوية الإمام علي ( عليه السلام ) وأولويته ، وتعدى على حدود المولوية العلوية ، حتى أن صيّر علياً ( عليه السلام ) جليس الدار فترة تربو على خمس وعشرين سنة ؟
2 - عمر يعترف : خلق الله ملائكةً من نور وجه علي (عليه السلام ) .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي بسنده عن عثمان بن عفان قال : سمعت عمر بن الخطاب قال : سمعت أبا بكر بن أبي قحافة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّ الله تعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكةً يسبّحون الله ، ويقدّسون الله ، ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي وُلده ) (2) .
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) إحقاق الحق 6 : 468 نقلاً عن ابن حسنويه في در بحر المناقب : 43 ، أرجح المطالب : 425 ، الرياض النضرة 3 : 126.
( 2 ) مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 97، المناقب للخوارزمي : 329 فصل ( 19 ) ح 348 ولكنّه أسقط من الحديث جملة : يسبّحون ويقدّسون . ..
3 - عمر يعترف : علي أخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
روى محدّث أهل السُنة الإمام أحمد بن حنبل ، بسنده عن عمر بن الخطاب قال : إنّ النبي آخى بين الناس وترك علياً ، حتى بقي آخرهم لا يرى له أخاً ، فقال ( عليه السلام ) : ( آخيت بين الناس وتركتني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ولِمَ تراني تركتك ؟ إنّي تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذاكرك ـ ناقشك ـ أحد فقل : أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، لا يدّعيها بعدي إلاّ كذّاب ) (1) .
4 - عمر يعترف : علي وآله في ظل العرش الإلهي .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّ علياً وفاطمة والحسن والحسين في حظيرة القدس ، في قبة بيضاء ، سقفها عرش الرحمن عزّ وجلّ ) (2) .
5 - عمر يعترف : لعلي خصال انفرد بها .
روى العلاّمة الحافظ المتقي الهندي ، بسنده عن الخليفة العباسي المأمون عن
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 617 ح 1055 ، الرياض النضرة 3 : 125 ، المناقب لأحمد بن حنبل : 120 ح 177.
أقول : ومَن يراجع التاريخ ، يلاحظ بأنّ عمر بن الخطاب هو أَوّل مَن أنكر أخوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) ؛ وذلك عندما أراد القوم أخذ البيعة زوراً وقهراً من علي ( عليه السلام ) . راجع الإمامة والسياسة : 19 - 22 ( المعرّب )
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 302 فصل ( 19 ) ح 298 ، فرائد السمطين 1 : 49 ح 14 ، وفيه : أنا وعلي وفاطمة . . . ، كنز العمال 12 : 100 ح 34177 ، تاريخ مدينة دمشق 13 : 229 ، خرّجه عن الدار قطني ، مناقب سيدنا علي : 20 ح 65 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 92 ، القول الفصل : 29 عن ابن عساكر والدار قطني والطبراني ، أهل البيت لتوفيق أبو علم : 125 ح 8، أرجع المطالب : 311 .
الرشيد ، حدثني المهدي ، حدثني المنصور ، حدثني أبي ، حدثني عبد الله بن عباس ، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقد رأيت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيه خصالاً ، لأن تكون لي واحدة منهنّ في آل الخطاب ، أحب إلي ممّا طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فانتهيت إلى باب أمّ سلمة وعلي قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( يخرج إليكم ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فسرنا إليه فاتكأ على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ ضرب بيده منكبه ثمّ قال : إنّك مخاصَم تخاصم ، أنت أوّل المؤمنين إيماناً ، وأعلمهم بأيام الله ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية ، وأعظمهم رزيةً ، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني ، والمتقدّم إلى كل شديدة وكريهة ، ولن ترجع بعدي كافراً ، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد ، وتذود عن حوضي ) (1) .
ورواه غير واحد من أعلام الحديث والتاريخ ، كالإسكافي (2) وابن عساكر ، (3) وابن أبي الحديد (4) ، والسيوطي (5) ، وزادوا : أبشر ـ يا علي بن أبي طالب ـ إنّك مخاصم ، وإنك تخصم الناس بسبع لا يجاريك أحد في واحدة منهنّ .
وزاد خطيب خوارزم (6) ومحب الدين الطبري (7) ما لفظه : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) كنز العمال 13 : 117 ح 36378.
( 2 ) نقض العثمانية : 292.
( 3 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 58 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام) .
( 4 ) شرح نهج البلاغة 13 : 230 أخرجه عن نقض العثمانية .
( 5 ) اللآلئ المصنوعة 1 : 323 .
( 6 ) المناقب للخوارزمي : 54 فصل ( 4 ) ح 19 .
( 7 ) الرياض النضرة 3 : 109 و 118 وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة .
وزاد الأمر تسري (1) ما لفظه : ( يا علي ، مَن أحبك فقد أحبني ، ومَن أحبني فقد أحب الله ، ومَن أحب الله تعالى أدخله الجنة ، ومَن أبغضك فقد أبغضني ، ومَن أبغضني فقد أبغضه الله تعالى وأدخله النار ) .
6 - عمر يعترف بحديث المنزلة .
أخرج الحفّاظ والمؤرّخون منهم العلاّمة الخطيب البغدادي ، بسندهم عن سويد بن غفلة ، عن عمر بن الخطاب : أنّه رأى رجلاً يسب علياً ( عليه السلام ) فقال عمر : إنّي أظنّك منافقاً ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّما علي مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) (2) .
7 - عمر يؤذي النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم القفطي الشافعي ، بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال عمر بن الخطاب : كنت أجفو علياً ( عليه السلام) ، فلقيني النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ( آذيتني يا عمر ! فقلت : بأي شيء ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : تجفو علياً ! من آذى علياً فقد آذاني ) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أرجح المطالب : 518.
( 2 ) تاريخ بغداد 7 : 453 ، الرياض النضرة 3 : 118 ، وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 166 ـ 167 ترجمة الإمام علي بثلاث طرق ، الكامل في الجرح والتعديل 1 : 301 ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 : 60 رواه عن عمر ، وتابعه عن ثلاثة عشر طريقاً آخر ، كنز العمال 11 : 607 ح 32934 ، فرائد السمطين 1 : 360 ـ 361 أخرجه بثلاث طرق عن عمر بن الخطاب ، إحقاق الحق 16 : 24 أخرجه عن مفتاح النجاة للبدخشي ـ 1126 هـ‍ ـ ومناقب العشرة للاسكواري النقشبندي ، الروض الأزهر : 98.
فقلت : والله لا أجفو علياً أبداً (1) .
نعم ، فإنّ إحراق باب دار علي من قِبل الخليفة عمر ، الذي عاهد النبي وحلف قسماً بالله عزّ وجل ، وأعطى النبي ( صلى الله عليه وآله ) عهداً بأن لا يجفو علياً أبداً ، ليس من الجفاء ! وإن كان عمر قد أشعله ! إلاّ أنّه لم يحرق علياً نفسه ، وذلك وفاءً لعهده ويمينه بأن لا يجفو علياً !! (2) .

8 - عمر يعترف : حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار .
أخرج العلاّمة المحدّث ابن شيرويه الديلمي الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار ) (3) .
9 - عمر يعترف : كلّ الأنساب مقطوعة في القيامة إلاّ نسب علي ( عليه السلام ) .
روى أهل الحديث والسير وأرباب الصحاح والسُنن ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( كلّ سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلاّ سببي ونسبي ) (4) .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأنباء المستطابة : 64 ، التدوين في أخبار قزوين للرافعي القزويني 3 : 390 ، ملحقات إحقاق الحق 16 : 592 و 21 : 542.
أقول : طبقاً لهذه الرواية فإنّ أذى علي أذى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجفاءه جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وقال الألباني في معنى الجفاء : إنّ جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الذنوب الكبائر إن لم يكن كفراً . الأحاديث الضعيفة 1 : 61. ( المعرّب ) .
( 2 ) راجع مصادر هذا الأمر في ص 41 - 42 .
( 3 ) فردوس الأخبار 2 : 142 ح 2723 ، كنز الحقائق للمناوي : 67 ، مودة القربى : 180 ، إحقاق الحق 7 : 148 أخرجه عن نُزل السائرين للتفريشي .
( 4 ) فضائل الصحابة 2 : 625 ح 1069 - 1070 ، مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 129 ح 191 و 192، المعجم الكبير 3 : 37 ح 2634، المصنّف للصنعاني 6 : 163 ح 10354 ،
ومن الواضح أنّ دوام سبب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعدم انقطاع نسبه إلى هذا الزمان ـ بل إلى يوم القيامة ـ حيث يمر على ذلك أربع عشرة قرناً ونيف ، إنّما يكون بفضل مصاهرة الإمام علي ( عليه السلام ) إيّاه ، وتزوّجه بفاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا غير ، بينما نرى أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد تزوج عِدة نساء ، ورُزق من بعضهنّ بنين وبنات ـ في حين بعض زوجاته كنّ عقيمات ـ إلاّ أنّه لم يبقَ له منهنّ ولد ، وانقطع نسب النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن طريقهم ، إلاّ عن طريق ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وصهره علي ( عليه السلام ) ؛ حيث إنّ الله عزّ وجل رزقه عن طريقها أولاداً وبناتاً وأحفاداً ، يُعدّون اليوم بالملايين ، ومنهم الأئمة الأحد عشر من وُلديهما ( عليهم السلام ) .
10 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) قاتل مرحب وفاتح خيبر .
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من المحدّثين والمؤرّخين ، بسندهم عن عمر بن الخطاب ، قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم خيبر : ( لأعطينّ الراية غداً رجلاً ، يحب اللهَ ورسوله ، ويحبه اللهُ ورسوله ، كرّاراً غير فرّار ، يفتح الله عليه ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، فبات المسلمون كلهم يستشرفون لذلك ، فلمّا أصبح قال ( صلى الله عليه وآله ) : أين علي بن أبي طالب ؟
ــــــــــــــــــــ
تاريخ أصفهان 1 : 199 ، ذخائر العقبى : 168 رواه عن مناقب أحمد ، تاريخ بغداد 6 : 182 رواه محرّفاً ومزوّراً ، حلية الأولياء 26 : 34، و 7 : 314 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 142، الطبقات الكبرى 8 : 463 ترجمة أمّ كلثوم ، فيض القدير 5 : 20 شرح ح 6309 ، المناقب لابن المغازلي : 108 رواه بثلاث طرق ح 150 - 152 - 153 ، الجامع الصغير 2 : 280 ح 6309 وص 288 ح 6361 ، السُنن الكبرى 7 : 63 كتاب النكاح باب الأنساب كلها منقطعة . . . ، تاريخ اليعقوبي 2 : 49 ، السراج المنير شرح الجامع الصغير للعزيزي 3 : 89 ، شرح نهج البلاغة 12 : 106 ، تذكرة الحفّاظ 3 : 910 ترجمة أبي إسحاق بن حمزة رقم 873 ، إزالة الخفاء 2 : 68 ، مجمع الزوائد 4 : 271 - و 9 : 173 ، تلخيص المستدرك 3 : 142.
قالوا : أَرمد العين ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : آتوني به . فلمّا أتاه ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ادن مني ) ، فدنا منه ، فتفل في عينيه ومسحهما بيده ، فقام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بين يديه ، وكأنّه لم يرمد وأعطاه الراية ، فقتل مرحب وأخذ مدينة خيبر (1) .
11 - عمر يعترف : لو أحب الناس علياً ( عليه السلام ) لَما خلق الله النار .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لَما خلق الله النار ) (2) .
12 - عمر يعترف : إيمان علي ( عليه السلام ) أرجح من السماوات والأرض .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي عن طريقين ، وروى غيره بطرق
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 170 فصل ( 16 ) ح 203 ، كنز العمال 13 : 123 ح 36393 أخرجه عن الدار قطني والخطيب البغدادي وابن عساكر ، وفي ص 116 ح 36377 خرّجه مختصراً عن تاريخ إصبهان لابن مندة ، بريقة المحمودية لأبي سعيد الخادمي 1 : 311.
أقول : وقد ورد حديث الراية في خيبر ، ودور الإمام علي ( عليه السلام ) في قتل مرحب زعيم اليهود ، وفتح قلاع خيبر ، في كثير من المصادر الحديثية والتاريخية المعتبرة عند الفريقين السُنة والشيعة ، بأسانيد مختلفة ومتون متواترة .
وقد خصّ العلاّمة مير حامد حسين ، أحد أجزاء كتابه عبقات الأنوار - الجزء التاسع - للبحث والتحقيق في هذا الحديث ، وأثبت أسانيده ودلالته على خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجمع في كتابه ما بلغه من الحديث المستخرج في مجاميع أهل السنة فيما يمت بهذه الواقعة التاريخية .
وكذلك جمع العلاّمة المحقّق القاضي التستري في موسوعته إحقاق الحق وملحقاته طرق هذا الحديث ، فعدّدها فكانت العشرات من الصحابة وأكثر من مِئة مصدر حديثي وتاريخي . فليراجعهما من أراد الإيقان .
( 2 ) ينابيع المودة : 251، الكوكب الدري للكشفي الترمذي : 122.
مختلفة : أتى عمر بن الخطاب ـ في عهده ـ رجلان سألاه عن طلاق الأَمَة ـ كم عدده للبينونة ـ ؟ فقام معهما فمشى حتى أتى حلقةً في المسجد فيها رجل أصلع ، فقال عمر : أيّها الأصلع ما ترى في طلاق الأَمَة ، فرفع رأسه إليه ثمّ أومأ إليه بالسبابة والوسطى ، فقال له عمر : تطليقان ، فقال أحدهما : سبحان الله ، جئناك وأنت أمير المؤمنين ، فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته ، فرضيت منه أن أومأ إليك !! فقال لهما عمر : ما تدريان مَن هذا ؟ قالا : لا ، قال عمر : هذا علي بن أبي طالب ، أشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لسمعته وهو يقول : ( لو أنّ السموات السبع والأرضين السبع وضعنَ في كفة ميزان ، ووضع إيمان علي في كفة ميزان ، لرجح إيمان علي ( عليه السلام ) ) (1) .
وقد أسقط بعض المحدّثين وحفّاظ أهل السنة ، الحوار الذي دار بين عمر وبين الأعرابيين ، وجواب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، واكتفى برواية حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن عمر بن الخطاب : لو أنّ السماوات. .. (2) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق : 42 : 340 ـ 341 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، المناقب للخوارزمي : 130 - 131 ح 145 ـ 146 عن ابن السمان والدار قطني ، المناقب لابن المغازلي : 289 ح 330 ، كفاية الطالب : 258 باب ( 62 ) نقله عن الدار قطني ، ينابيع المودة : 254 باب ( 56 ) ، سعد الشموس والأقمار : 211، شرح وصايا أبي حنيفة لأبي سعيد الخادمي : 177 ، أرجح المطالب : 476 أخرجه ، عن ابن السمان والسلفي والفضائلي والديلمي والخوارزمي ، جامع الأحاديث لعباس أحمد صقر ، وأحمد عبد الجواد 5 : 411 .
( 2 ) الفردوس الأعلى : 3 : 363 ح 51 ، شرح نهج البلاغة 12 : 259 ، ميزان الاعتدال 3 : 494 ترجمة محمد بن تسنيم الورّاق رقم 7288 رواه عن الدار قطني ، ذخائر العقبى : 100 .
13 - عمر يعترف : فضائل علي ( عليه السلام ) لا تعد .
أخرج العلاّمة الحافظ السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ـ 786 ه‍ـ ـ بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي : ( لو كان البحر مداداً ، والرياض أقلاماً ، والإنس كتّاباً، والجن حسّاباً ، ما أحصوا فضائلك ، يا أبا الحسن ) (1) .
14 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) صاحب الفضائل الهادية .
روى العلاّمة محب الدين الطبري وغيره من أرباب الحديث والسُنن ، عن العلاّمة الطبراني ـ صاحب المعاجم الثلاثة ـ بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي ، يهدي صاحبه إلى الهدى ، ويردّه عن الردى ) (2) .
ــــــــــــــــــــــــــ
الرياض النضرة 3 : 206 رواه عن أرجح المطالب ، كنز العمال 11 : 617 ح 32993 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 34 ، لسان الميزان 5 : 97 ترجمة محمد بن تسنيم الورّاق رقم 328 أخرجه عن الدار قطني ، المناقب المرتضوية : 118، فتح المبين بهامش السيرة النبوية لزيني دحلان 2 : 166 رواه عن الحافظ السلفي وابن السمان ، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 46 أخرجه عن الديلمي والخوارزمي وابن السمان ، بريقة المحمودية 1 : 211.
ومَن أراد الاطلاع أكثر على مصادر الحديث ، فليراجع مضانّه في موسوعة ملحقات إحقاق الحق 21 : 575 .
( 1 ) ينابيع المودة : 249.
( 2 ) ينابيع المودة : 203 ، أرجح المطالب : 98، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 40 و 47 ، ذخائر العقبى : 61، الرياض النضرة 3 : 189.
أقول : وما يجدر ذكره أنّ محقّق كتاب المعجم الصغير للطبراني حرّف كلمة علي إلى علم ، وذلك حسب ما أورده ابن حجر في مجمعه ، خلافاً لِما أجمع عليه أهل العلم والفضل عندهم . المعجم الصغير : 241 ترجمة عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، مجمع الزوائد 1 : 121 باب فضل العلم .
15 - عمر يعترف : ثمرة حب علي ( عليه السلام ) الجنة .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، بسنده عن ابن عباس ، قال : مشيت وعمر بن الخطاب في بعض أزقة المدينة فقال لي : يا بن عباس ، أظن أنّ القوم استصغروا صاحبكم ؛ إذ لم يولّوه أموركم !!
فقلت : والله ، ما استصغره الله إذ اختاره لسورة براءة ـ مع عزل أبي بكر ـ يبلغها أهل مكة . فقال لي : الصواب تقول !! والله لسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب : ( مَن أحبك أحبني ، ومَن أحبني أحب الله ، ومَن أحب الله أدخله الجنة مدلاًّ ) (1) .
وأخرج بعض الحفّاظ ـ منهم ابن عساكر الدمشقي ـ هذا الحديث في موضع آخر مسقطاً منه قوله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب : مَن أحبك. .. وقد سمّى العلاّمة المحقّق المحمودي ، في تعليقه على ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، من تاريخ مدينة دمشق ، بعض الحفّاظ الباترين للحديث ، فراجع (2) .
16 - عمر يعترف : مَن مات وهو يبغض علياً مات يهودياً .
أخرج العلاّمة الحافظ السيد محمد صالح الكشفي الترمذي ، بسنده عن عمر
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق 14 : 4 ترجمة عيسى بن أزهر ، راجع النسخة المصوّرة على نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) لابن عساكر 2 : 388 في الهامش ، كنز العمال 13 : 109 ح 36357 .
( 2 ) تاريخ اليعقوبي 2 : 158 ، أخبار شعراء الشيعة للمرزباني : 34، المحاضرات للراغب الأصفهاني 4 : 478 ، فرائد السمطين 1 : 334 باب ( 62 ) ح 258 ، شرح نهج البلاغة 6 : 45 وقريب منه ص 50 ، الرياض النضرة 2 : 329 ، اليقين لابن طاووس : 523 ، غاية المرام للبحراني : 462 باب ( 7 ) ح 15 ، الغدير للأميني 1 : 389 ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 2 : 387 ح 893 لاحظ الهامش لمعرفة أسماء الذين بتروا الحديث .
بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( مَن أحبك يا علي ، كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة ، ومَن مات يبغضك ، فلا يبالي مات يهودياً أو نصرانياً ) (1) .

17 - عمر يعترف بحديث الغدير .
أشرنا فيما سبق في الفصل الأوّل من مرويات أبي بكر حول حديث الغدير وروايته ، لقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، ممّا أخرجه حفّاظ أهل السُنة في مجاميعهم ، التي ذكرناها في الهامش هناك ، ولمّا كان عمر بن الخطاب ممّن حضر المؤتمر العالمي ذلك اليوم ، فلا جَرم أنّه قد سمع خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بكاملها .
ونشير هنا أيضاً إلى بعض المصادر التي أخرجت حديث الغدير برواية عمر (2) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الكوكب الدري : 125، المناقب المرتضوية : 117.
( 2 ) فضائل الصحابة 2 : 610 ح 1042 ، مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 144 ح 164 ، الولاية لابن جرير روى عن 75 صحابياً منهم عمر بن الخطاب روى عنه ابن كثير .
الولاية لابن عقدة روى عن 105 صحابياً منهم عمر بن الخطاب ، وذكره ثاني الرواة ، روى عنه السيد ابن طاووس في الطرائف : 140، نخب المناقب لأبي بكر الجعابي روى عن 125 صحابياً رووا حديث الغدير منهم عمر بن الخطاب .
الغدير لمنصور آبي الرازي ـ أو اللائي الرازي ـ نقل عنه في الغدير 1 : 155، فضائل الصحابة للسمعاني نقل عنه الأميني في الغدير 1 : 65 وإحقاق الحق 6 : 250 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 47 روى عن 30 صحابياً أولهم عمر .
المناقب للخوارزمي : 162 ، الرياض النضرة 3 : 128 رواه عن ابن السمان وأحمد ، ذخائر العقبى : 67 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 234 ، البداية والنهاية 5 : 213 ، و 7 : 349 ، ينابيع المودة : 249 ، فصل الخطاب روى عنه الأميني في الغدير 1 : 56 ، أسنى المطالب : 43 في ذيل ح 5 ، المناقب المرتضوية : 125، أرجح المطالب : 425 و 565 ، اللآلئ المنتثرة في الأحاديث المنتشرة للغماري : 77 روى عن 54 راوٍ لحديث الغدير وعدّد منهم عمر بن الخطاب .
18 - عمر يعترف : لا يحلّ عقد ولاية علي إلاّ منافق .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، والعلاّمة الحافظ محمد صالح الكشفي الترمذي ، حديث الغدير بعدة طرق وإضافات عن عمر بن الخطاب قال : نصّب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) عَلَماً فقال : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، واخذل مَن خذله ، وانصر مَن نصره ، اللهم أنت شهيدي عليهم ) . قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح ، قال لي : يا عمر ، لقد عقد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عقداً لا يحلّه إلاّ منافق ، فأخذ رسول الله بيدي فقال : ( يا عمر ، إنّه ليس من وُلد آدم ، لكنّه جبرائيل يؤكّد عليكم ما قلته في علي ) (1) .
أقول : لمّا انتهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من مراسم الغدير ـ الخطبة الغرّاء ، ونصب علي ( عليه السلام ) عَلَماً للخلافة والإمامة من بعده ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، وسائر فقرات الخطبة ، ودعائه لعلي ( عليه السلام ) ـ أمر الحاضرين رجالاً ونساءً ، أن يبايعوا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالإمرة والخلافة من بعده ، فكان الحاضرون يتهافتون على الإمام علي ( عليه السلام ) ويبايعونه على ذلك ، حسب ما أمرهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حتى النساء بايعنَه ؛ حيث وُضع لهنّ طست فيه ماء ـ كما أمر بذلك النبي ( صلى الله عليه وآله ) فكنّ يدخلنَ أيديهنّ فيه ، وكان علي ( عليه السلام ) واضعاً يده أيضاً في الطست ، وهو جالس في الخيمة ـ احترازاً من ملامسة الأجنبيات ، والتسليم عليهنّ مصافحةً .
وهكذا تمّت البيعة لعلي ( عليه السلام ) ، وأذعن الجميع بأنّه ( عليه السلام ) مولاهم ، وأقرّوا له بالاتّباع والطاعة ، والتزام أوامره ونواهيه .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) ينابيع المودة : 249 ، الكوكب الدري للكشفي : 131 المنقبة رقم 154 .
والجدير بالذكر ـ أيّها القارئ الخبير ـ أنّ هذا الحديث المتواتر رواه أكثر من أربعين حافظاً ومؤرّخاً ، بسندهم عن أبي بكر وعمر ، وأنّهما قالا لعلي ( عليه السلام ) بعد خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأمره بالبيعة لعلي ( عليه السلام ) : بخ بخ. .. أو هنيئاً لك . .. وأمثال هذه العبارات الدالة على التهنئة والتبريك ، وتعظيم منصب الولاية العظمى ، والخلافة الكبرى لعلي ( عليه السلام ) .
تهنئة أبي بكر وعمر لعلي ( عليه السلام ) .
وإليك - أيّها القارئ الممجّد ـ بعض النماذج من تلكم العبارات التهنوية ، التي رويت عن أبي بكر وعمر معاً ، أو انفرد به أحدهما ، ممّا روي في مصادر أهل السُنة المعتمد عليها عندهم :
1 - ما اشترك فيه أبو بكر وعمر :
1 - أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة .
أخرجه : 1 - الحافظ أحمد بن عقدة الكوفي ـ 333 ه‍ـ ـ في كتابه الولاية ، وذكر إقرارهما عن مِئة وخمس طرق كلهم من الصحابة (1) .
2 - الحافظ علي بن عمر الدار قطني البغدادي ـ 385 هـ ـ (2) .‍
3 - الحافظ أبو عبد الله الگنجي الشافعي ـ 658 هـ‍ ـ في كتابه كفاية الطالب : 62 الباب الأوّل .
4 - الحافظ ابن حجر الهيثمي ـ 932 ه‍ـ ـ في كتابه الصواعق المحرقة : 44 أخرجه عن الدار قطني .
5 - العلاّمة الحافظ شمس الدين المناوي الشافعي ـ 1031 ه‍ـ ـ في كتابه
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تهذيب التهذيب 7 : 288 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 4925 ، الغدير 1 : 153 وذكر مصادر عديدة أُخرجت عن ابن عقدة .
( 2 ) الصواعق المحرقة : 44.
فيض الغدير 6 : 218 شرح ح 9000 أخرجه عن الدار قطني .
6 - العلاّمة أبو عبد الله الزرقاني المالكي ـ 1122 هـ‍ ـ في كتابه شرح المواهب 7 : 13 أخرجه عن الدار قطني . 7 ـ العلاّمة السيد أحمد زيني دحلان المالكي الشافعي ـ 1304 هـ‍ ـ في كتابه الفتوحات الإسلامية 2 : 306 .
2 - العبارات التي قالها عمر لعلي ( عليه السلام ) منفرداً
1 - أصبحت مولى كل مؤمن .
2 - بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
3 - بخ بخ لك يا علي ، أصبحت وأمسيت .
4 - بخ بخ لك يا أبا الحسن ، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
5 - بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة .
6 - بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
7 - طوبى لك يا أبا الحسن ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
8 - طوبى لك يا علي ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
9 - هنيئاً لك أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
10 - هنيئاً لك أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
11 - هنيئاً لك يا أبا الحسن ، أصبحت مولى كل مسلم.
12 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
13 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .
14 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
15 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن .
16 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن ومؤمنة .
17 - يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن .
3 - وأمّا المصادر والمراجع التي أُخرجت فيها هذه الاعترافات ، على لسان عمر بن الخطاب فهي كما يلي :
1 - المصنّف ، للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ـ 235 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (1) .
2 - المعيار والموازنة ، لأبي جعفر الاسكافي ـ 240 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 6 (2) .
3 - مسند الإمام أحمد بن حنبل ـ 241 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 12 (3) .
4 - المسند الكبير ، للحافظ أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي ـ 307 هـ‍ ـ أخرج الحديث من طريق السيد محمود الشيخاني القادري المدني ، في كتابه الصراط السوي في مناقب آل النبي . أخرج التعبير رقم 10 .
5 - تفسير محمد بن جرير الطبري ـ310 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 14 (4) .
6 - شرف المصطفى ، للحافظ أبي سعيد الخرگوشي البغدادي ـ 407 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 7 (5) .
7 - تفسير الكشف والبيان ، لأبي إسحاق الثعلبي ـ 427 ه‍ـ ـ أخرج التعبير
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المصنّف 12 : 78 ح 12167 عن البراء ، وفيه : هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
( 2 ) المعيار والموازنة : 212 .
( 3 ) مسند أحمد 4 : 281 ، وج 5 : 355 ح 18011 من الطبعة الحديثة . وفيه : هنيئاً يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
( 4 ) تفسير الطبري 3 : 428 .
( 5 ) شرف المصطفى روى عنه الغدير 1 : 274 .
رقم 12 (1) .
8 - تاريخ بغداد ، للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي ـ 463 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (2) .
9 - مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، لأبي الحسن علي بن محمد الجلابي ، المعروف بابن المغازلي الشافعي ـ 483 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (3) .
10 - شواهد التنزيل ، للحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني الحنفي ـ 490 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 2 (4) .
11 - زين الفتى في شرح سورة هل أتى ، للحافظ أبي محمد العاصمي ـ 378 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (5) .
12 - سرّ العالمين ، لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي ـ 505 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 4 (6) .
13 - الملل والنحل ، للعلاّمة أبي الفتح الأشعري الشهرستاني ـ 548 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 8 (7) .
14 - المناقب ، لأخطب الخطباء الموفّق بن أحمد بن محمد المكي
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الكشف والبيان ( مخطوط ) الورقة : 181 آية 67 من سورة المائدة ، نقل عنه الغدير 1 : 274.
( 2 ) تاريخ بغداد 8 : 290.
( 3 ) مناقب ابن المغازلي : 18 ح 24، وفيه : بخ بخ لك يا علي بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن .
( 4 ) شواهد التنزيل 1 : 200 ح 210 وص 203 ح 213 ، وفيه : بخ بخ لك يا بن أبي طالب.
( 5 ) زين الفتى في شرح سورة هل أتى 2 : 265 ح 474 ، وفيه : بخ بخ يا علي ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم .
( 6 ) سرّ العالمين : 21.
( 7 ) الملل والنحل 1 : 145.
الخوارزمي ـ 568 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 و 12 (1) .
15 - تاريخ مدينة دمشق ، للحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الدمشقي الشهير بابن عساكر ـ 157 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (2) .
16 - مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ، للإمام أبي عبد الله فخر الدين الرازي الشافعي ـ 606 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 14 (3) .
17 - النهاية ، لأبي السعادات مجد الدين بن الأثير الشيباني ـ 606 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 17 (4) .
18 - أسد الغابة ، لأبي الحسن عز الدين بن الأثير الشيباني ـ 630 ه‍ـ ـ أخرج التعبير قم 17 (5) .
19 - تذكرة الخواص ، للحافظ أبي المظفر شمس الدين سبط بن الجوزي الحنفي ـ 654 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 6 و 13 (6) .
20 - الرياض النضرة ، للحافظ أبي جعفر محب الدين الطبري الشافعي ـ 694 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 10 (7) .
21 - ذخائر العقبى ، له أيضاً أخرج التعبير 12 (8) .
22 - فرائد السمطين ، لشيخ الإسلام أبي إسحاق إبراهيم بن سعد الدين
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 155 و 156 باب ( 14 ) ح 183 و 184.
( 2 ) ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق 2 : 76 - 78 ح 577 و 579 و 580.
( 3 ) التفسير الكبير 12 : 49 تفسير آية ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ . .. ) .
( 4 ) النهاية في غريب الحديث والأثر 5 : 228 مادة ( ولّى ) .
( 5 ) أسد الغابة 4 : 28 ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى .
( 6 ) تذكرة الخواص : 29.
( 7 ) الرياض النضرة 3 : 127.
( 8 ) ذخائر العقبى : 67.
محمد بن المؤيّد الحموئي الجويني ـ 722 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (1) .
23 - تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، للإمام نظام الدين القمي النيسابوري ـ 728 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 14 (2) .
24 - مشكاة المصابيح ، للحافظ ولي الله الخطيب ـ 737 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 6 و 13 (3) .
25 - نظر درر السمطين ، للحافظ جمال الدين الزرندي المدني ـ 750 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 3 (4) .
26 - البداية والنهاية ، للمؤرّخ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الشامي الشافعي ـ 744 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 4 (5) .
27 - مودة القربى ، للحافظ السيد علي بن شهاب بن محمد الهمداني ـ 786 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (6) .
28 - بديع المعاني ، للقاضي نجم الدين الأذرعي المعروف بابن عجلون الشافعي ـ 876 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 9 (7) .
29 - جامع الأحاديث ، للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي ـ 911 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 12 (8) .
ـــــــــــــــ
( 1 ) فرائد السمطين 1 : 77 ح 44.
( 2 ) غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، أو تفسير النيسابوري 2 : 616.
( 3 ) مشكاة المصابيح : 1723 ح 6094.
( 4 ) نظم درر السمطين : 109 ، البداية والنهاية 5 : 210 حوادث سنة 10 ه‍ـ ، مودة القربى : المودة الخامسة المطبوع في ذيل ينابيع المودة : 249.
( 5 ) البداية والنهاية 5 : 210 حوادث سنة 10 هـ ‍.
( 6 ) ينابيع المودة : 249.
( 7 ) بديع المعاني : 75.
( 8 ) جامع الأحاديث 4 : 397 ح 7844 وروى عنه المتقي في كنز العمال 13 : 133 ح 36420.
30 - وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ، للحافظ نور الدين السمهودي المدني الشافعي ـ 911 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 1 (1) .
31 - المواهب اللدنية ، للحافظ أبي العباس شهاب الدين ابن حجر القسطلاني ـ 923 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 1 (2) .
32 - ما نزل من القرآن في علي ( عليه السلام ) ، أو تفسير الحافظ السيد عبد الوهاب البخاري ـ 932 هـ‍ ـ ذيل تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (3) أخرج التعبير رقم 12 (4) .
33 - كنز العمال ، للحافظ علاء الدين علي المتقي الهندي ـ 975 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 12 (5) .
34 - روضة الصفاء ، للعلاّمة ابن خاوند شاه ـ 903 هـ ـ (6) .
35 - حبيب السير ، للعلاّمة غياث الدين خاندمير ـ 942 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 6 (7) .
36 - الصراط السوي في مناقب آل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، للعلاّمة السيد محمود الشيخاني القادري المدني ـ القرن 11 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 10 (8) .
37 - مرافض الروافض ، للعلاّمة حسام الدين بن محمد بايزيد السهارنپوري ـ
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) وفاء الوفاء 3 : 1018.
( 2 ) المواهب اللدنية 3 : 365.
( 3 ) الشورى : 23.
( 4 ) ما نزل من القرآن في علي ( عليه السلام ) : 86.
( 5 ) كنز العمال 13 : 134 ح 36420.
( 6 ) روضة الصفاء 2 : 541 بلفظ : بخ بخ يا علي ، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .
( 7 ) حبيب السير المجلد الأوّل 3 : 411.
( 8 ) عنه العلاّمة الأميني في كتابه الغدير 1 : 281.
القرن 12 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (1) .
38 - مرآة المؤمنين في مناقب سيد المرسلين ، للمولوي ولي الله اللكهنوي ـ القرن 13 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 3 (2) .
39 - مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ، لمحمد طاهر الفتني الهندي ـ 986 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 4 (3) .
40 - ذخائر المواريث ، لعبد الغني النابلسي ـ 1143 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 2 و 5 (4) .
لفتة نظر :
فلو تمعّنت ـ أيّها الباحث عن الحق ـ فيما بيّناه بالاختصار في موضوع الخلافة ، وتأسيسها في ( غدير خم ) ، وما ورد من تفصيل ذلك ، في مئات الكتب الحديثية والتفسيرية ، والتاريخية والعقائدية والأدبية ، ممّا ألّفه علماء أهل السنة ، والتي جمعها المحقّق العلاّمة السيد مير حامد حسين اللكهنوي ، في كتابه ( عبقات الأنوار ) قسم الغدير ، الذي بلغ عشر مجلدات ، وكذا في الأحد عشر مجلداً من ( كتاب الغدير ) تأليف العلاّمة المحقّق الشيخ الأميني ، وسائر الكتب المختصة بموضوع الغدير البالغة 184 كتاباً بمختلف اللغات والأحجام ، والتي ذكر أسماءها العلاّمة السيد عبد العزيز الطباطبائي في كتابه ( الغدير في التراث الإسلامي ) ، لابدّ أنّه يتبادر إلى ذهنك هذا السؤال الهام : فلو لم تكن كلمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غدير خم ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ـ مع كل ما احتوته من الميزات الظرفية والوقائع ، مثل الظروف المحلية
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) عنه الأميني في الغدير 1 : 142 - 143.
( 2 ) مرآة المؤمنين : 41 ، عنه الغدير 1 : 282.
( 3 ) مجمع بحار الأنوار 3 : 465.
( 4 ) ذخائر المواريث 1 : 57.
والتاريخية ، واجتماع الحجاج وإبلاغهم أمر الخلافة ، وأخذ البيعة منهم رجالاً ونساءً ـ دالةً على أهمية مسألة الإمامة والخلافة ، المتصلة بالنبوة المحمدية ، وأهميتها في مصير الأمّة الإسلامية ، وقلنا إنّها موضوع عادي مثل أكثر المسائل التي تفقد الأهمية الدينية ، فكيف تفسّر تهنئة الشيخين أبي بكر وعمر علياً ( عليه السلام ) بتلك العبارات مثل قولهما له : بخ بخ لك يا علي ، أو : طوبى لك يا أبا الحسن ، أو : هنيئاً لك يا بن أبي طالب ؟ هذا هو السؤال المطروح ، الذي يحتاج إلى جواب صريح من دون اللف والنشر والتزوير والتهرب والتخرّص ، بأنّ المسالة ليست ذات أهمية .
وممّا يؤيّد ويرجّح الغاية السامية في تشكيل ذلك الاجتماع الكبير في غدير خم ، هي بيان خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) ، وإبلاغها إلى الناس فقط لا شيء سواه ، ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني عن ابن الجوزي فقال : إنّه حضر مجلسه بالكوفة فقال : لمّا قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، تغيّر وجه أبي بكر وعمر فنزلت ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (1) ، (2) .
وذكر العلاّمة المناوي في فيض القدير في شرح الحديث ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، كلاماً لابن حجر في تغيير وجهي أبي بكر وعمر ، ثمّ تطرّق إلى سرد مصادر وإسناد حديث الغدير فقال : ذكره الحافظ في اللسان بنصه ، ولم أذكره إلاّ للتعجب من هذا الضلال واستغفر الله . ثمّ قال : خرّجه الدار قطني عن سعد بن أبي وقاص عنهما قالا : ( أمسيت يا بن أبي طالب ، مولى كل مؤمن ومؤمنة ) (3) .
وعندئذ يختلج السؤال في الذهن : إنّه لو كانت الغاية من قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الملك : 27.
( 2 ) لسان الميزان 1 : 387 ترجمة اسفنديار بن موفّق رقم 1215.
( 3 ) فيض القدير 6 : 217 - 218 شرح حديث 9000.
كنت مولاه . .. ) ، هي مجرد إبلاغ الناس ، وأمرهم بالمودة والمحبة لعلي ( عليه السلام ) فقط ، ولم تكن تتعلّق بما هو أهم من ذلك مسألة الخلافة والإمامة ، فلماذا تغيّر وجه أبي بكر وعمر ، بمجرد سماعهما ذلك من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟!!
19 - عمر يعترف : تزويج علي بفاطمة ( عليها السلام ) كان أمراً إلهياً .
روى العلاّمة محب الدين الطبري ، بإسناده عن عمر بن الخطاب ، وقد ذُكر عنده علي ( عليه السلام ) قال : ذلك صهر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نزل جبرئيل فقال : ( يا محمد ، إنّ الله يأمرك أن تزوّج فاطمة ابنتك من علي ) . أخرجه ابن السمان في الموافقة (1) .
أقول : لا يخفى أنّ قول عمر بن الخطاب : ( نزل جبرئيل ) هو قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولكنّك ترى إرسال عمر في الكلام من دون أن ينسبه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
20 - عمر يعترف : النظر إلى وجه علي ( عليه السلام ) عبادة .
أخرج العلاّمة المؤرّخ أبو الفداء ابن كثير ، بسنده عن عدة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، منهم عمر بن الخطاب أنّه قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( النظر إلى وجه علي عبادة ) (2) .
21 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) سيف النبي ( صلى الله عليه وآله ) على الكفار .
أخرج الإمام أحمد بن حنبل بإسناده ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لوفد ثقيف حين جاءوا : ( والله لَتسلُمُنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلاً مني ـ أو قال مثل نفسي ـ
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 146، ذخائر العقبى : 31.
( 2 ) البداية والنهاية 7 : 357 ، كفاية الطالب 161 باب ( 34 ) ، أخرجه عن ابن عساكر ، لسان الميزان 1 : 243 وفيه : عن عائشة أنّها قالت : النظر إلى علي ( عليه السلام ) عبادة . ترجمة أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن عشامة بن فرج أبو العباس الكندي الليثي الصوفي ، المعروف بابن الوشاء التنيسي رقم 760 .
فليضربَنّ أعناقكم ، ولَيسبيَنّ ذراريكم ، وليأخذَنّ أموالكم ) . قال عمر : فوالله ما اشتهيت - تمنيت - الإمارة إلاّ يومئذ ، جعلت انصب صدري له رجاء أن يقول : هذا . فالتفت ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) فأخذ بيده ثمّ قال : ( هو هذا ، هو هذا ) ـ مرتين ـ يعني أنّ الذي يقاتلكم ويسبي ذراريكم هو علي ( عليه السلام ) (1) .
وقد روى ابن أبي الحديد هذه القصة ، ونسبها إلى قبيلة بني وليعة اليمانية بدلاً عن بني ثقيف (2) .
ولعلّه القصة وقعت مرتين ، وفيها أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( والله لَتسلُمُنّ ) لكلا الوفدينِ .



يتبع

الشيخ عباس محمد
09-01-2018, 08:21 PM
22 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) هو وصي النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة الحافظ محمد صالح الكشفي الترمذي الحنفي ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، عن سلمان قال : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غمرات الموت فقلت : يا رسول الله ، هل أوصيت ؟ قال : ( يا سلمان ، أتدري من الأوصياء ؟ قلت : الله ورسوله أعلم .
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 593 ح 1008 ، المصنّف ، لعبد الرزاق الصنعاني 11 : 226 ح 20389 ، مناقب علي بن أبي طالب ، لابن أخي تبوك ، ذيل مناقب ابن المغازلي الشافعي : 428 ح 4 ، المناقب للخوارزمي : 136 باب ( 14 ) ح 153 ، شرح نهج البلاغة 9 : 167 ، مجمع الزوائد 9 : 134 أخرجه عن أبي يعلى ، ذخائر العقبى : 64 أخرجه عن عبد الرزاق وأبي عمر الثمري وابن السمان ، الرياض النضرة 3 : 233 أخرجه عن عبد الرزاق وأبي عمر وابن عبد البر وابن إسحاق ، المطالب العالية 4 : 57 عن ابن أبي شيبة ، عن عبد الرحمن بن عوف ، أنساب الأشراف 2 : 866 ، الاستيعاب 3 : 1110 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) رقم 1855.
( 2 ) شرح نهج البلاغة 1 : 294.
قال ( صلى الله عليه وآله ) : آدم ( عليه السلام ) وكان وصية شيث ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وكان من وُلده ، وكان وصي نوح ( عليه السلام ) سام ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وكان وصي موسى ( عليه السلام ) يوشع ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وكان وصي سليمان ( عليه السلام ) آصف بن برخيا ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وكان وصي عيسى ( عليه السلام ) شمعون بن نرخيا ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وإنّي أوصيت إلى علي ( عليه السلام ) ، وهو أفضل مَن أتركه بعدي ) (1) .
ويستفاد من هذه الرواية : أنّ المراد بالوصي مَن يكون خليفةً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو الذي طاعته واجبة ، وشخصيته مرموقة ، والذي به تقام الشريعة ، ويدوم الدين ـ الذي جاء به النبي ( صلى الله عليه وآله ) من عند الله عزّ وجل ـ به .
ويستفاد منها أيضاً : أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي يعيّن الوصي والخليفة من بعده ، بأمر من الله جلّ شأنه ، وليس تعيينه منوطاً باختيار غيره .
23 - عمر يعترف : الخلافة والوصية كانت لعلي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، وغيره من الحفّاظ والمحدّثين ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمّا عقد المؤاخاة بين أصحابه : ( هذا علي أخي في الدنيا والآخرة ، وخليفتي في أهلي ، ووصيي في أمّتي ، ووارث علمي ، وقاضي دَيني ، له مني ما لي منه ، نفعه نفعي ، وضره ضري ، مَن أحبه فقد أحبني ، ومَن أبغضه فقد أبغضني ) (2) .
24 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أوّل مَن آمن .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، وآخرون من أعلام الحديث
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الكوكب الدري : 133 المنقبة 158 ، المناقب المرتضوية : 128، ينابيع المودة : 253 أخرجه عن ابن عمر ، عن سلمان .
( 2 ) المناقب المرتضوية : 129 ، الكوكب الدري : 134.
والتاريخ ، بإسنادهم عن إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون قال : حدثني أمير المؤمنين المأمون ـ الخليفة العباسي السابع 218 هـ‍ ـ قال : حدثني أمير المؤمنين الرشيد ـ خامس الخلفاء العباسيين 195 هـ‍ ـ قال : حدثني أمير المؤمنين المهدي ـ ثالث الخلفاء العباسيين 173 ه‍ـ ـ قال : حدثني أمير المؤمنين المنصور ـ ثاني الخلفاء العباسيين 166 هـ‍ ـ ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبد الله بن العباس ، قال : سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة ، فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر : أمّا علي فسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول فيه ثلاث خصال ، لوددت (1) أنّ لي واحدة منهنّ فكان أحب إلي ممّا طلعت عليه الشمس : كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة ، إذ ضرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيده على منكب علي فقال له : ( يا علي ، أنت أَوّل المؤمنين إيماناً ، وأَوّل المسلمين إسلاماً ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ) (2) .
وزاد ابن الصبّاغ المالكي ، بعد أن نقل الحديث عن الخصائص العلوية على سائر البرية لأبي الفتح محمد النطنزي ، أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي ( عليه السلام ) : ( كذب مَن زعم أنّه يحبني وهو مبغضك ، يا علي مَن أحبك فقد أحبني ، ومَن أحبني أحبه الله ، ـ
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) جملة لوددت وما بعدها من الكلمات هي من تمنيات عمر بن الخطاب ، وليس من كلام النبي ( صلى الله عليه وآله ) كما توهمه البعض . ( المعرّب ) .
( 2 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 167 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، الفردوس الأعلى 5 : 315 باب الياء ح 8299 أخرجه من دون أن يذكر السند وهم خلفاء بني العباس ، المناقب للخوارزمي : 54 فصل ( 4 ) ح 19 ، الرياض النضرة 3 : 109 أخرجه عن الحافظ ابن السمان ، ذخائر العقبى : 58 ، كنز العمال 13 : 124 ح 36395 أخرجه عن تاريخ بغداد ، وص 122 ح 36392 أخرجه عن الحسن بن بدر والحاكم والشيرازي وابن النجّار ، وفيه إضافة ، إنّه قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( وكذب عليّ مَن زعم أنّه يحبني ويبغضك ) كما في ذيل تاريخ بغداد لابن النجّار ، سمط النجوم العوالي 2 : 276 ح 6 عن ابن السمان ، المناقب الثلاثة ليوسف حسين عبد الله المصري : 107.
ومَن أحبه الله أدخله الجنة ، ومَن أبغضك فقد أبغضني ، ومَن أبغضني أبغضه الله تعالى وأدخله النار ) (1) .
الخلاصة : إنّ حب علي هو حب الله ورسوله ، وعداء علي وبغضه هو عداء الله ورسوله وبغضهما ، وإنّ المحبين لعلي ( عليه السلام ) مأواهم الجنة ، ومصير مبغضيه النار .
25 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) كالكعبة يُزار ولا يزور .
أخرج العلاّمة السيد محمد بن محمد الدرگزيني في كتابه ، نُزل السائرين في أحاديث سيد المرسلين (2) ، بإسناده عن عمر بن الخطاب قال : كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه ، إذ ضرب بيده على منكب علي ( عليه السلام ) فقال : ( يا علي ، أنت أَوّل المؤمنين إيماناً ، وأَوّل المسلمين إسلاماً ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، يا علي ، إنما أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي ، فإذا أتاك هؤلاء القوم فسلّموا إليك هذا الأمر فاقبله منهم ، فإن لم يأتوك فلا تأتِهم ) (3) .
26 - عمر يعترف : علي خاتم الأولياء .
أخرج العلاّمة العيني بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله )
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الفصول المهمة : 126.
( 2 ) ذكر الزركلي في أعلامه 7 : 183 في ترجمة العلاّمة السيد محمود بن محمد بن محمود الدرگزيني ـ المتوفى عام 743 هـ ـ‍ في درگزين في همدان ونسب هذا الكتاب إليه ، ونسخته الخطية موجودة في مكتبة البلدية بمصر رقم ( ن 2771 ج ) . وقد نقلنا هذا الحديث عنه من كتاب إحقاق الحق 17 : 79.
وقد روي هذا الحديث عن طريق الصحابة ـ غير عمر ـ في مصادر أخرى ، وللاستزادة على معرفة ذلك راجع إحقاق الحق وملحقاته 4 : 164، و 17 : 79.
( 3 ) إحقاق الحق 17 : 79 ، وج 4 : 164 أخرجه عن رواية درر المناقب .
لعلي ( عليه السلام ) : ( أنا خاتم الأنبياء ، وأنت خاتم الأولياء ) . أخرجه عن ابن عساكر (1) .
27 - عمر يعترف : النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) يداً بيد يدخلان الجنة .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، وغيره من الحفّاظ والمحدّثين ، بإسنادهم عن ابن عمر قال : لمّا طُعن عمر وأمر بالشورى فقال : ما عسى أن يقولوا في علي ( عليه السلام ) ؟ سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( يا علي ، يدك في يدي تدخل معي الجنة يوم القيامة حيث أدخل ) (2) .
وقال الگنجي في ذيل الحديث : هذا حديث حسن عالٍ ، وفيه فضيلة سامية ، ورتبة عالية لعلي (3) .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 26 ح 126.
( 2 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 328 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، الرياض النضرة : 3 : 182 ، ذخائر العقبى : 89 ، المطالب العالية 4 : 82 ، كنز العمال 11 : 627 ح 33056 ، منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد 5 : 35 أخرجه عن الغيلانيات لأبي بكر الشافعي ، وفضائل الصحابة لأبي نعيم وابن عساكر ، إحقاق الحق 17 : 40 أخرجه عن وسيلة المال : 131 ، القول الفصل 2 : 30 ، الروض الأزهر : 98 ، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 60.
( 3 ) كفاية الطالب : 182 باب 42.
اعترافات عمر العلمية وغير العلمية ، بشأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
28 - عمر يعترف : النبي ( صلى الله عليه وآله ) نصّ بالخلافة لعلي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة ابن أبي الحديد حواراً دار بين ابن عباس وبين عمر بن الخطاب ، بما يمت بأمر الخلافة والإمامة بعد النبي. ..
وملخّص الحوار : إنّه قال ابن عباس : دخلت على عمر في أوّل خلافته . .. فقال عمر : من أين جئت ، يا عبد الله ؟
قلت : من المسجد ، قال : كيف خلّفت ابن عمك . .. إنّما عنيت عظيمكم أهل البيت علياً ؟ قلت : خلّفته يمتح بالغرب على نخيلات من فلان ، وهو يقرأ القرآن .
قال : يا عبد الله ، عليك دماء البُدن إن كتمتنيها !! هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة ؟ .
قلت : نعم .
قال : أَيزعم أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نصّ عليه ؟ .
قلت : نعم ، وأزيدك : سألت أبي عمّا يدعيه . فقال : صدق .
قال عمر : لقد كان من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذرو من قول ـ في إعلان خلافة علي ( عليه السلام ) ـ لا يثبت حجة ، ولا يقطع عذراً ، ولقد كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يربع في أمره وقتاً ما ـ أي كان يترقّب الفرصة لذلك ـ ولقد أراد أن يصرّح باسمه ـ علي ( عليه السلام ) ـ فمنعته من
ذلك إشفاقاً وحيطةً على الإسلام ـ وذلك بقوله : إنّ الرجل ليهجر ـ لا وربِّ هذه البنية ـ أي خلافة علي ـ لا تجتمع عليه قريش أبداً ، ولو وليها ـ علي ـ لانتقضت عليه العرب من أقطارها ، فعلم رسول الله أنّي علمت ما في نفسه فأمسك ، وأبى الله إلاّ إمضاء ما حتم (1) .
وأضاف ابن أبي الحديد : ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر طيفور الخراساني ـ 280 هـ‍ ـ في كتابه تاريخ بغداد مسنداً (2) .
وقال ابن أبي الحديد في موضع آخر : وقد روي معنى هذا الخبر بغير هذا اللفظ ـ وهو قول عمر ـ : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أراد أن يذكره للأمر ـ الخلافة ـ في مرضه فصددته عنه ؛ خوفاً من الفتنة ، وانتشار أمر الإسلام ، فعلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما في نفسي وأمسك ، وأبى الله إلاّ إمضاء ما حتم (3) .
أقول : مع غض النظر عن الدلائل والبراهين الحديثية والتاريخية ، التي فيها الدلالة الواضحة على أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، نصّب علياً ( عليه السلام ) عَلَماً للخلافة والإمامة من بعده ، كما مرّ علينا نماذج منها في موضوع حديث غدير خم ، فإنّنا لو تمسّكنا فقط بما اعترف به عمر بن الخطاب هنا ، لكفى في إثبات خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) أراد التصريح باسمه ، وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدل على أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، كان على علم بأفضلية أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وأولويته لمقام الخلافة .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 12 : 20 - 21.
( 2 ) أحمد بن أبي طاهر ، هو من أعاظم العلماء ، وكبار أعلام التاريخ ، وله 50 مصنّفاً ، أهمها : تاريخ بغداد . راجع : الأعلام للزركلي 1 : 141، شرح نهج البلاغة 12 : 79.
( 3 ) شرح نهج البلاغة 12 : 79.
ولكن عمر بن الخطاب وتقوّله بكلمته الخالدة : إنّ الرجل ليهجر (1) ، أو قوله : إنّ نبيكم يهجر (2) ، أو : غلبه الوجع (3) ، خالف النص القرآني الذي يصف رسول الله بأنّه ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى ) (4) .
والمقولة العمرية هذه ، أوجدت الاختلاف والانشقاق بين صفوف المسلمين ، وخاصةً الحاضرين عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فمنهم مَن كان مؤيّداً لقول عمر ، ونعته النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالهذيان والهجران ، ويمنع من إتيان وإحضار الكتف والدواة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ومنهم مَن كان يصر على تحضير ما أراده النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الكتف والدواة ، وعندئذ علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه لو أصرّ على تحضير الكتف ، وكتب ما كان يريد أن يكتبه ، لَما تورّع عمر وأتباعه من التأكيد والإصرار على كون النبي يهذي ويهجر ؛ لأنّ قولهم هذا في حياته ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي مجلسه هو بداية تلصيق الافتراءات عليه ، وإنّها فرية تتلوها تُهم وافتراءات أخرى ؛ ولذلك رأى أنّ من الصلاح أن يدع كتابة ذلك ، ولكنّه زجرهم وأمرهم بالخروج من الدار ، وقال لهم : ( قوموا عني ) (5) .
29 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) حلاّل المشكلات والمعضلات .
روى العديد من الحفّاظ والفقهاء والمتكلمين والأدباء من العامة ، في كتبهم وجوامعهم التي يعتمدون عليها : أنّ الخلفاء الثلاثة : أبا بكر وعمر وعثمان كانوا يراجعون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؛ ليحلّ لهم المعضلات والشدائد ، التي
ـــــــــــــــــــ
( 1 - 3 ) صحيح البخاري 1 : 38 - 39 كتاب العلم باب كتابة العلم ، و 6 : 11 كتاب المغازي باب مرض النبي ، و 7 : 155 كتاب المرض باب قول المريض : قوموا عني ، و 9 : 137 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب كراهية الخلاف ، صحيح مسلم 3 : 1257 كتاب الوصية باب ترك الوصية ح 20.
( 4 ) النجم : 3 - 4.
( 5 ) تقدمت تخريجاته .
كانوا يواجهونها ، في أبواب الفقه والقضاء ، والتفسير والأمور السياسية ، وغيرها من المسائل التي ترتبط بالدين ارتباطاً وثيقاً ، وكان أكثرهم رجوعاً عمر بن الخطاب ، وكانوا يأتون إليه بأنفسهم ويراجعونه ، أو يرسلون إليه مَن يسأله ، أو يبعثون إليه نفس السائل الذي تورّط في مشكلة ، فكان الإمام علي ( عليه السلام ) يجيب على مسائلهم من دون مقدمة ، وكانت أجوبته في غاية الدقة ، بحيث كانوا يتعجبون منها ، ويحسون بعدها بالطمأنينة والارتياح ، بل كانوا يدركون خطأ أنفسهم وأجوبتهم ، التي كانت مخالفةً للواقع ، ويقرون بعدها بأنّ أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) هو الحلاّل للمعضلات ، والكاشف للكربات ، وما عساهم أن يكتموا الحقائق إلاّ أن يعترفوا بالحق فيقولون : لولا علي لهلك أبو بكر ، لولا علي لهلك عمر ، لولا علي لهلك عثمان ، أو عبارات وجملات أخرى يبدونها ، ممّا تدل على إقرارهم وإذعانهم بسمو رتبة الإمام علي ( عليه السلام ) العلمية ، وكونه ( عليه السلام ) سنداً وملجأً لحل المعضلات .
وليس بخفي على القارئ اللبيب أنّ قول عمر بن الخطاب : لولا علي لهلك عمر ، لم يرد مرةً واحدة فحسب ، بل كرّره عمر عشرات المرات ؛ وذلك لمّا كان تواجهه الشدائد كثيراً على مختلف الأصعدة ، ولم يكن هذا الاعتراف العمري في الخفاء ، بل إنّ عمر كان يعترف ويقر بذلك علانيةً وصراحةً ، وبحضور الناس والأشهاد .
ورعايةً للإيجاز والاقتصار على الخلاصة ، ارتأينا أن نكتفي فقط بذكر التصريحات ، التي أدلى بها عمر بن الخطاب من دون أن نذكر القصة والخبر بتمامه ـ ويمكن للقارئ مراجعة المصادر المذكورة ذيل الاعترافات إن أراد تيقّناً ـ .
ومن ثمَّ نستدرك هذه الاعترافات بنبذة من تلك الموارد ؛ ليطلع القارئ على الحقائق .
وإليك تلك التصريحات والاعترافات نوردها حسب حروف الهجاء :
1 - قال عمر : أبا حسن ، لا أبقاني الله لشدة لست لها ، ولا في بلد لست فيه .
أخرجه : 1 - المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 832 ح 14508 (1) .
2 - الجرداني في مصباح الظلام 2 : 56 نقل عنه الأميني في الغدير 6 : 173.
2 - قال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم ، يا أبا حسن .
أخرجه : 1 - الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 1 : 457 عن أبي سعيد الخدري .
2 - الأزرقي في أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار 1 : 323 عن أبي سعيد .
3 - محب الدين الطبري في القِرى لقاصد أمّ القُرى : 246.
4 - له في ذخائر العقبى : 82 .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) عن ابن عباس قال : وردت على عمر بن الخطاب واردة قام منها وقعد وتغيّر وتربّد ، وجمع لها أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) فعرضها عليهم وقال : أشيروا علي .
فقالوا جميعاً : يا أمير المؤمنين ، أنت المفزع وأنت المنزع . فغضب عمر وقال : اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم . فقالوا : يا أمير المؤمنين ، ما عندنا ممّا تسأل عنه شيء .
فقال : أَما والله ، إنّي لأعرف أبا بَجدَتها ، وابن بَجدَتها ، وأين مفزعها ، وأين منزعها .
فقالوا : كأنّك تعني ابن أبي طالب ؟ فقال عمر : لله هو ، وهل طفحت حرة بمثله وأبرعته ، انهضوا بنا إليه .
فقالوا : يا أمير المؤمنين ، أتصير إليه يأتيك ؟ فقال : هيهات هناك شجنة من بني هاشم ، وشجنة من الرسول ، وأثرة من علم يؤتى لها ولا تأتي ، في بيته يؤتي الحكم . .. فسألوه . .. فأخذ علي تبنةً من الأرض فرفعها ، فقال : ( إنّ القضاء في هذا ـ ممّا تعسر على عمر وغيره كل العسر ـ أيسر من هذه ) ـ أي رفع التبنة ـ . ..
5 - له في الرياض النضرة 3 : 166 عن أبي سعيد .
6 - ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42 : 405 عن أبي سعيد ، بلفظ : نعوذ بالله .
7 - الذهبي في تلخيص المستدرك 1 : 457 عن أبي سعيد .
8 - الزيلعي في تبيين الحقائق 2 : 16 عن عمر .
9 - المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 177 ح 12521 عن أبي سعيد .
10 - المناوي في فيض القدير 4 : 357 عن أبي سعيد ذيل ح 5594 ( علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن ( يفترقا ) حتى يردا علي الحوض ) . عن طريق الدار قطني .
11 - القلندر الهندي في الروض الأزهر : 266.
12 - الأمر تسري في أرجح المطالب : 122 رواه عن خمس طرق.
3 - قال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن .
أخرجه : المناوي في فيض القدير 4 : 357 ح 5594 ذيل قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ، عن طريق الدار قطني .
4 - قال عمر : أعوذ بالله من معضلة لا علي لها .
أخرجه : 1 - الخوارزمي في المناقب : 96 فصل ( 7 ) ح 97 عن ابن عباس .
2 - الشبلنجي في نور الأبصار : 161.
3 - ابن الصبّاغ في الفصول المهمة : 35 ، وفيه : أعوذ من معضلة لا علي لها .
5 - قال عمر : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن .
أخرجه : 1 - أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 647 ح 1100.
2 - أحمد بن حنبل في فضائل أمير المؤمنين : 155 ح 222.
3 - ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 144.
4 - ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42 : 406 عن سعيد بن مسيب ، وفيه بلفظ : . .. ليس لها أبو الحسن علي بن أبي طالب .
6 - قال عمر : أعوذ بالله من معضلة ولا أبو حسن لها .
أخرجه : 1 - ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية 7 : 359 .
2 - زيني دحلان في الفتوحات الإسلامية 2 : 453 .
3 - الگنجي الشافعي في كفاية الطالب : 217 باب ( 57 ) ح 726 .
7 - قال عمر : الله أعلم حيث يجعل رسالته .
أخرجه : 1 - ابن قيم الجوزية في الطرق الحكمية : 46 .
2 - الأميني في الغدير 6 : 105 .
8 - قال عمر : اللهم ، لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب حياً .
أخرجه : 1 - أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 647 ح 1100.
2 - الخوارزمي في مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 45 .
3 - وأخرجه في المناقب : 97 فصل ( 7 ) ح 98.
4 - سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 148 ، وليس فيه ( حياً ) .
5 - الشيخ أبو طالب المكي في قوت القلوب 2 : 246.
6 - القندوزي في ينابيع المودة : 75 .
7 - التستري في إحقاق الحق 8 : 211 أخرجه عن البلخي والگنجي ،
والحمويني والزرندي ، وابن الصبّاغ والمتقي الهندي والشبلنجي (1) .
9 - قال عمر : اللهم ، لا تنزل بي شديدةً إلاّ وأبو الحسن إلى جنبي .
أخرجه : 1 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82 عن محمد بن الزبير .
2 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 162.
3 - المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 257 ح 12805.
4 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 343 ح 264.
5 - الزرندي في نظم درر السمطين : 130 ، وفيه بلفظ : اللهم لا تراني شدة . ..
6 - الشنقيطي في الكفاية : 57.
10 - قال عمر : أنت ـ يا علي ـ خيرهم فتوى .
أخرجه : 1 - الدار قطني في السُنن 2 : 181 كتاب الصيام باب القبلة للصائم ح 4 عن سعيد بن المسيب .
2 - ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 : 339 .
11 - قال عمر لعلي ( عليه السلام ) : بأبي أنتم ، بكم هدانا الله ، وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور .
أخرجه : 1 - الزمخشري في ربيع الأبرار 3 : 595.
2 - الخوارزمي في المناقب : 97 ( 7 ) ح 99.
3 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 349 ح 273.
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) وروى ابن الصبّاغ في الفصول المهمة : 35 والشبلنجي في نور الأبصار : 89 أنّ عمر قال : اللهم ، لا تبقني لمعضلة ليس لها أبو الحسن . ( المعرّب ) .
4 - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 7 : 65.
5 - الأبشيهي في المستطرف 1 : 220. 6 - الصفوري في نزهة المجالس 2 : 211. 7 ـ محمد مبين الهندي في وسيلة النجاة : 139. 8 ـ ولي الله اللكهنوي في مرآة المؤمنين : 87.
12 - قال عمر : ثلاث كنت في طلبهنّ ، فالحمد لله الذي أصبتهنّ قبل الموت ـ وذلك بفضل علي ( عليه السلام ) ـ .
أخرجه : 1 - المتقي الهندي في كنز العمال 13 : 169 ح 36512 عن الديلمي والطبراني .
2 - المتقي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل 5 : 45.
13 - قال عمر : ردّوا الجهالات إلى السُنة ، وردّوا قول عمر إلى علي .
أخرجه : 1 - الجصّاص في أحكام القرآن 1 : 504.
2 - البيهقي في السُنن الكبرى 7 : 441 - 442.
3 - الخوارزمي في المناقب : 95 فصل ( 7 ) ح 95.
4 - ابن عبد البر الأندلسي في جامع بيان العلم وفضله 2 : 187.
5 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 78.
6 - محب الدين الطبري في الرياض النضرة 3 : 164.
14 - قال عمر : ردّوا قول عمر إلى علي ، لولا علي لهلك عمر .
أخرجه : 1 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 147.
2 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 347 ح 270.
15 - قال عمر لعلي ( عليه السلام ) : صدقت أطال الله بقائك .
أخرجه : السلامي البغدادي في جامع العلم والحكم 1 : 106.
16 - قال عمر : عجزت النساء أن تلدنَ مثل علي بن أبي طالب ، ولولا علي لهلك عمر .
أخرجه : 1 - فخر الدين الرازي في الأربعين : 466 .
2 - الخوارزمي في المناقب : 80 فصل ( 7 ) ح 65.
3 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 351 ح 276.
4 - ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول : 130.
5 - القندوزي في ينابيع المودة : 75 و 373 عن كتاب فصل الخطاب للخواجة بارساي .
17 - قال عمر : علي أعلم الناس بما أنزل الله على محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرجه : الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1 : 39 ح 29.
18 - قال عمر لعلي ( عليه السلام ) : فرّج الله عنك ، لقد كدت أهلك في جلدها .
أخرجه : ابن شهر آشوب في المناقب 2 : 366 رواه عن ستة من أعلام أهل السُنة والجماعة .
19 - قال عمر : كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب .
أخرجه : 1 - ابن قيم الجوزية في الطرق الحكمية : 46.
2 - الگنجي الشافعي في كفاية الطالب : 219 باب ( 57 ) .
20 - كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو الحسن .
أخرجه : 1 - القرطبي في الاستيعاب 3 : 1102 - 1103 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) رقم 1855.
2 - ابن الأثير في أسد الغابة 4 : 22.
3 - ابن حجر في الإصابة 4 : 467 ترجمة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 5608.
4 - ابن قيم الجوزية في أعلام الموقعين 1 : 16.
5 - الذهبي في تاريخ الإسلام 3 : 638.
6 - السيوطي في تاريخ الخلفاء : 171.
7 - ابن قتيبة الدينوري في تأويل مختلف الحديث : 162.
8 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 144.
9 - العسقلاني في تهذيب التهذيب 7 : 287 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) رقم 4925.
10 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82.
11 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 161 عن أحمد والاستيعاب .
12 - ابن الجوزي في صفة الصفوة 1 : 314.
13 - ابن حجر في الصواعق المحرقة : 127.
14 - ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 : 339.
15 - أبو زرعة العراقي في طرح التثريب 1 : 86.
16 - الغماري في علي بن أبي طالب إمام العارفين : 70.
17 - ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري 13 : 343.
18 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 345 ح 267.
19 - أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 647 ح 1100.
20 - المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير 4 : 357 ذيل حديث ( علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ح 5594.
21 - المالقي في قضاة الأندلس : 23.
22 - الگنجي الشافعي في كفاية الطالب : 217 باب 57.
23 - الصدّيقي الفتوني في مجمع بحار الأنوار 2 : 396.
24 - الشبلنجي في نور الأبصار : 164.
25 - ابن عساكر الدمشقي في تاريخ مدينة دمشق 42 : 406.
21 - قال عمر : لا أبقاني الله إلى أن أدرك قوماً ليس فيهم أبو الحسن .
أخرجه : 1 - العزيزي في حاشية الحفني على شرح الجامع الصغير 2 : 458.
2 - الجرداني في مصباح الظلام 2 : 136.
3 - الأميني في الغدير 3 : 98 عن المصدرين المذكورين .
22 - قال عمر : لا أبقاني الله بأرض ليس فيها أبا الحسن .
أخرجه : القسطلاني في إرشاد الساري 3 : 195.
23 - قال عمر : لا أبقاني الله بعد ابن أبي طالب .
أخرجه : 1 - ابن الجوزي في أخبار الظِّراف : 19.
2 - وأخرجه أيضاً في الأذكياء : 18.
3 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 148.
4 - الخوارزمي في المناقب : 101 فصل ( 7 ) ح 104.
5 - ابن قيم الجوزية في الطرق الحكمية : 36.
6 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82.
7 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 166.
8 - اللكهنوي في وسيلة النجاة : 150.
9 - الأميني في الغدير 6 : 126 أخرجه عن ابن الجوزي .
24 - قال عمر : لا أبقاني الله بعدك ، يا علي .
أخرجه : 1 - الخوارزمي في المناقب : 101 فصل ( 7 ) ح 104.
2 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 349 ح 274.
3 - المناوي في فيض القدير 4 : 357 شرح ح 5594.
4 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82.
5 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 166.
6 - الأمر تسري في أرجح المطالب : 122.
25 - قال عمر : لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو حسن .
أخرجه : البلاذري في أنساب الأشراف 2 : 853.
26 - قال عمر : لا أحياني الله لمعضلة لا يكون فيها ابن أبي طالب حياً.
أخرجه : محمد جار الله القرشي في الجامع اللطيف : 23.
27 - قال عمر : لا بقيت في قوم لست فيهم ، يا أبا الحسن .
أخرجه : 1 - ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42 : 407.
2 - الفخر الرازي في التفسير الكبير 32 : 10 ذيل تفسير سورة التين .
28 - قال عمر : لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن .
أخرجه : 1 - الأميني في الغدير 3 : 98 عن ترجمة علي بن أبي طالب عليه السلام : 79.
29 - قال عمر : لا خير في عيش قوم لست فيهم ، يا أبا الحسن .
أخرجه : محمد جار الله القرشي في الجامع اللطيف : 23.
30 - قال عمر : لا عشت في قوم لست فيهم ، يا أبا الحسن .
أخرجه : ابن عساكر في تاريخ مدينة عشق 42 : 407.
31 - قال عمر : لولا علي لضلّ عمر .
أخرجه : 1 - الباقلاني في التمهيد : 199.
2 - الأميني في الغدير 6 : 327 عن الباقلاني .
32 - قال عمر : لولا علي لهلك عمر .
أشرنا فيما سبق أنّ الخليفة عمر بن الخطاب ردّد وكرّر قوله : ( لولا علي لهلك عمر ) في الكثير من الأحيان ، التي كانت تتعسّر عليه المعضلات ، ويلتمس حلّها من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
وقلنا أيضاً : إنّنا نحترز عن سرد القضايا والأحاديث ؛ تجنّباً عن الإطالة ، ورعايةً للإيجاز ، نذكر المراجع التي أخرجت تلك الأحاديث ، وهي كما يلي : 1 - ابن الجوزي في أخبار الظِّراف : 19.
2 - وأخرجه أيضاً في الأذكياء : 18.
3 - فخر الدين الرازي في الأربعين : 466.
4 - الأمر تسري في أرجح المطالب : 123.
5 - القرطبي في الاستيعاب 3 : 1103 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) .
6 - القسطلاني في إرشاد الساري شرح صحيح البخاري 10 : 9 عن البغوي وأبي داود والنسائي وابن حبان ، رواه بدون التصريح .
7 - ابن حجر في الإصابة 8 : 157.
8 - توفيق أبو علم في أهل البيت : 207.
9 - الخادمي في بريقة المحمودية 1 : 211.
10 - محمد بهجت أفندي في تاريخ آل محمد : 125.
11 - ابن قتيبة الدينوري في تأويل مختلف الحديث : 202.
12 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 147 أخرجه عن أحمد في مسنده ، وفضائل الصحابة ، ضمن قصتين وقعتا لعمر .
13 - العزيزي في حاشية الحفني على شرح الجامع الصغير 2 : 459. 14
- القرشي في تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب : 325 .
15 - أحمد بن حنبل في مسنده 1 : 154 - 158 ، والطبعة الحديثة 1 : 249 ح 1330 و 1364 - 1366.
16 - فخر الدين الرازي في التفسير الكبير 7 : 484.
17 - النيسابوري في تفسيره 6 : 120 تفسير سورة الاحقاف آية 15.
18 - ابن حسنويه الحنفي في در بحر المناقب : 23.
19 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82.
20 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 161 عن العقيلي وابن السمان.
21 - أبو داود في سُننه 4 : 139 ح 4399 - 4402.
22 - القاضي الفرغاني في شرح تائية ابن فارض نقل عنه إحقاق الحق 8 : 184.
23 - القوشجي في شرح تجريد الاعتقاد : 373.
24 - الحفني في شرح الجامع الصغير المطبوع بهامش السراج المنير 2 : 458.
25 - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1 : 18، و 12 : 205.
26 - العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري 11 : 151.
27 - الغماري في علي بن أبي طالب إمام العارفين : 71.
28 - العظيم آبادي في عون المعبود شرح سُنن أبي داود 12 : 76.
29 - العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري 12 : 101.
30 - الغماري في فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي : 42.
31 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 351 ح 276.
32 - ابن الصبّاغ في الفصول المهمة : 35.
33 - أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 707 ح 1209.
34 - المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير 4 : 357 شرح ح 5594 ( علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) .
35 - ولي الله الدهلوي في قرة العينين في تفضيل الشيخين : 182.
36 - المالقي في قضاة الأندلس : 73.
37 - الگنجي في كفاية الطالب : 227 باب ( 59 ) .
38 - الطوسي سراج الشافعي في اللُّمع في التصوّف : 181.
39 - المنذري في مختصر سُنن أبي داود 6 : 230 ح 4237.
40 - اللكهنوي في مرآة المؤمنين : 67.
41 - الجرداني في مصباح الظلام 2 : 56.
42 - ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول : 13.
43 - التفتازاني في المطوّل : 136 مبحث ( لو ) .
44 - الجشتي الحنفي الهندي في الملفوظات والأمالي العرفانية ، نقل عنه إحقاق الحق 8 : 158.
45 - الخوارزمي في المناقب : 81 فصل ( 7 ) ح 65.
46 - العيني الحنفي في مناقب سيدنا علي : 46.
47 - الأيجي الشيرازي في المواقف 8 : 370 مع شرح الجرجاني : مبحث الإمامة.
48 - الزرندي في نظم درر السمطين : 129 و 132.
49 - باكثير الحضرمي في وسيلة المال : 127.
50 - محمد مبين الهندي في وسيلة النجاة : 139.
51 - القندوزي في ينابيع المودة : 70 و 75 و 448 عن فصل الخطاب لخواجة بارساي.
52 - الأميني في الغدير 6 : 102 عن العزيزي والجرداني .
53 - التستري المرعشي في إحقاق الحق 8 : 158 و 184 و 198 و 17 : 444 عن الجشتي الحنفي ، والفرغاني ، وابن حسنويه ، وباكثير الحضرمي.
33 - قال عمر لعلي عليه السلام : لولاك لافتضحنا .
أخرجه : 1 - البلاذري في فتوح البلدان : 55.
2 - الزمخشري في ربيع الأبرار 4 : 26.
3 - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 19 : 158.

4 - محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2 : 339.
5 - المتقي في كنز العمال 14 : 100 ح 38052 عن أبي بن كتب وص 108 ح 38082.
6 - الأزرقي في أخبار مكّة 1 : 245 - 247.
34 - قال عمر لرجل : ما أجد لك إلاّ ما قال ابن أبي طالب (1) .
أخرجه : 1 - ابن حزم في المحلّى 7 : 76 - 77.
2 - القرطبي في الاستيعاب 3 : 1106 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855.
3 - محب الدين الطبري في الرياض النضرة 3 : 162.
35 - قال عمر لعلي ( عليه السلام ) : ما زلت كاشفَ كل كرب ، وموضحَ كل حكم .
أخرجه : المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 834 ح 14509.
36 - قال عمر : نعوذ بالله من أن أعيش في قوم لست فيهم ، يا أبا حسن .
أخرجه : ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42 : 405.
37 - قال عمر مشيراً إلى علي ( عليه السلام ) : هذا أعلم بنبينا وبكتاب نبينا .
أخرجه : العاصمي في زين الفتى في تفسير سورة هل أتى 1 : 304 ح 218.
38 - قال عمر : هيهات ، هناك شجنة من بني هاشم ، وشجنة من الرسول ، وأثرة من
ــــــــــــــــــ
( 1 ) الظاهر أنّ السائل بعد ما عرف جواب الإمام علي ( عليه السلام ) رجع إلى عمر وقال له : أريد جوابك ، فعندئذ قال له عمر : ما أجد لك - جواباً - إلاّ ما قال لك علي بن أبي طالب . ( المعرّب ) .
علم يؤتى لها ، ولا يأتي ، في بيته يؤتي الحكم .
أخرجه : المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 830 ح 14508 عن علي بن كاتب .
39 - قال عمر : يا أبا الحسن ، أنت لكل معضلة وشدة تدعى .
أخرجه : 1 - الثعالبي في قصص الأنبياء : 232 في ذيل قوله تعالى : ( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ) (1) .
2 - الفيروز آبادي في فضائل الخمسة 21 : 326.
3 - الأميني في الغدير 6 : 148 - 155.
40 - قال عمر : يا بن أبي طالب ، فما زلت كاشف كل شبهة ، وموضح كل حكم ( علم ) .
أخرجه : المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 834 ح 14509.


يتبع

الشيخ عباس محمد
09-01-2018, 08:22 PM
30 - التصريحات العمرية دالة على أولوية الإمام علي ( عليه السلام ) للخلافة .
أشرنا في مقدمة الكتاب بأنّنا لو أغمضنا الطرف ، عن جميع الأدلة والبراهين القرآنية والحديثية والتاريخية ، التي فيها الدلالة التامة على أولوية الإمام علي ( عليه السلام ) للخلافة ، وولاية الأمر بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أو أنّنا افترضنا عدم صلاحية تلك الأدلة للاستدلال بها على ذلك ، لكانت هذه الاعترافات والتصريحات ، ومرويات الخلفاء ـ سواءً الذين تقدّموا على الإمام علي ( عليه السلام ) ، أو أولئك الذين حكموا بعد أن استشهد
ــــــــــــــــ
( 1 ) الكهف : 10.
علي عليه السلام ـ التي رووها بحق علي ( عليه السلام ) ، وأقرّوا بها ، كافيةً في إثبات الخلافة لعلي ( عليه السلام ) دون غيره ، وأنّه الخليفة الحق ، والجامع لجميع المواصفات الضرورية واللازمة ، لخلافة النبي ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؛ وذلك لأنّ هذه الأخبار ، التي تروي لنا اعترافات أبي بكر وعمر وعثمان وتصريحاتهم ـ سواء كانوا أصحاباً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أو خلفاء لأتباعهم ـ فإنّها حجة قاطعة ودليل قوي وبرهان جلي ، يمكن لأي مسلم ومؤمن أن يستدل بها على معرفة الإمام الحق ، والخليفة الواقعي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ يعني أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ .
وأضف على ما مرّ عليك ـ أيّها الطالب للحق ـ أنّ هذه التصريحات والاعترافات ـ التي وردت على لسان عمر بن الخطاب ، بما تتناسب وموضوع أفضلية الإمام علي ( عليه السلام ) ، وأولويته لأمر الخلافة ـ كاشفة عن نقاط الضعف ، والحالة السلبية التي كانت موجودة في سائر أعضاء الشورى العمري .
ونذكر لك ـ أيّها الخبير ـ نماذج من ذلك ، وندع الحكم والقضاء إليك :
روى العلاّمة ابن أبي الحديد : أنّ عمر قال لأصحاب الشورى ـ الذين عيّنهم هو بنفسه لانتخاب الخليفة من بعده ـ : روحوا إلي ، فلمّا نظر إليهم : قد جاءني كل واحد منهم يهزّ عفريته ، يرجو أن يكون الخليفة ـ ثمّ خاطبهم واحداً واحداً كاشفاً عن سلبياتهم ـ .
فقال : أمّا أنت ـ يا طلحة ـ ، أفلست القائل إن قُبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنكح أزواجه من بعده ، فما جعل الله محمداً ( صلى الله عليه وآله ) أحق ببنات أعمامنا منا ، فأنزل الله تعالى فيك : ( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا. .. ) (1) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأحزاب : 53.
وأمّا أنت ـ يا زبير ـ فوالله ، ما لانَ قلبك يوماً ولا ليلة ، وما زلت جِلفاً جافياً !! .
وأمّا أنت ـ يا عثمان ـ فوالله لروثة خير منك (1) !!! .
وأمّا أنت ـ يا عبد الرحمن ـ فإنّك رجل عاجز تحب قومك جميعاً !! .
وأمّا أنت ـ يا سعد ـ فصاحب عصبية وفتنة !! .
وأمّا أنت ـ يا علي ـ فوالله لو وُزن إيمانك بإيمان أهل الأرض لرجحهم !!! .
فقام الإمام علي ( عليه السلام ) مولّياً يخرج ـ وذلك اعتراضاً واستنكاراً على عمر ـ لأنّه قُرن عليه السلام ، وهو الجامع للإيمان كله ، بأناس ليس فيهم من الفضيلة شيء يذكر ، ولكن عمر رسم مخطّطاً لاستخلاف مَن هو أخس وأردأ من الروثة رتبةً كما وصفه عمر ؛ حتى لا تصل الخلافة إلى صاحبها الأحق بها .
فقال عمر : والله ، إنّي لأعلم مكان رجل لو وليتموه أمركم ، لحملكم على المحجّة البيضاء .
قالوا : مَن هو ؟ قال : هذا المولّي من بينكم .
قالوا : فما يمنعك من ذلك ؟ .
قال : ليس إلى ذلك من سبيل .
وفي خبر ثانٍ رواه البلاذري في تاريخه : أنّ عمر لمّا خرج أهل الشورى من عنده . قال : إن ولّوها الأجلح سلك بهم الطريق . قال عبد الله بن عمر : فما يمنعك منه ، يا أمير المؤمنين ؟
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) الروثة واحدة الروث ، وهو سرجين الفرس .
قال : أكره أن أتحمّلها حياً وميتاً (1) .
وروى هذا الخبر أيضاً ابن حجر عن البخاري (2) .
وفي خبر آخر رواه ابن أبي الحديد وقع حوار بين ابن عباس وبين عمر بن الخطاب : فوصف عمر علياً ( عليه السلام ) بأنّ فيه دعابة ، ووصف طلحة بالتكبّر والتفاخر ، وعبد الرحمن بأنّه ضعيف ، لو صار الأمر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته ، والزبير بأنّه شَكِس لَقِس ـ أي سيّئ الخلق ـ وسعداً بأنّه صاحب سلاح ومِقنَب .
وعندما سأل ابن عباس عمراً عن عثمان أوّه عمر ـ ثلاثاً ـ ثمّ قال : والله لئن وليها ليحملنّ بني أبي معيط على رقاب الناس ، ثمّ لتنهض العرب إليه ، ثمّ بعد أن سكت هنيئة قال : أجرؤهم والله إن وليها ، أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنة نبيهم لصاحبك ـ يعني علي ( عليه السلام ) ـ أَما إن ولي أمرهم حملهم على المحجّة البيضاء والصراط المستقيم (3) .
31 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) يهدي إلى الكتاب والسنة .
روى ابن أبي الحديد عن العلاّمة أبي العباس أحمد بن يحيى الثعلب في أماليه ، حوار عمر بن الخطاب وابن عباس فقال : وبعد أن ذكر عمر ، المثالب والمطاعن ، والسلبيات الخُلقية ، والاجتماعية والقيادية ، لكل واحد من أعضاء الشورى ، الذي رتّبه هو بنفسه ، ولمّا وصل عمر إلى ذكر علي ( عليه السلام ) قال : إنّ أحراهم أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنة نبيهم لصاحبك ـ يعني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ والله لئن وليها
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 12 : 259 - 260 ، الفتح المبين 2 : 180، الاستيعاب 3 : 1154 ترجمة عمر بن الخطاب ، الطبقات الكبرى 3 : 342 ترجمة عمر بن الخطاب .
( 2 ) المطالب العالية 4 : 46.
( 3 ) شرح نهج البلاغة 12 : 51 - 52.
ليحملنهم على المحجّة البيضاء والصراط المستقيم (1) .
وحقيق بنا في هذا المقام أن نتساءل : ما هو السبب الباعث إلى أن يشكّل الخليفة عمر بن الخطاب تلك الشورى السداسية ، بينما هو بنفسه يسطّر مثالب وسلبيات كل واحد منهم ، عدا علي ( عليه السلام ) ، فإنّه قد أطراه وذكره مادحاً إيّاه بالخير والهداية ؟ ومن ثمَّ ما هو الدافع الذي دفع عمر إلى رسم ذلك المخطّط ، حتى يؤول أمر الخلافة بعده إلى عثمان ، وقد وصفه بتلك الأوصاف التي قرأتها ؟
قال عبد الله : ولمّا طعن قال عمر لأهل الشورى : لله دَرّهم ، إنّ ولّوها الأصيلع !! كيف يحملهم على الحق ولو كان السيف على عنقه . فقلت : أتعلم ذلك منه ولا تولّيه ؟ قال : إن لم أستخلف فأتركهم ، فقد تركهم مَن هو خير مني (2) .
وهكذا روى ابن عبد البر عن ابن عباس قال : بينا أنا أمشي مع عمر يوماً ، إذ تنفّس نفساً ، فظننت أنّه قد قُضبت أضلاعه ـ تقطّعت ـ فقلت : سبحان الله ! والله ما أخرج منك هذا إلا أمر عظيم .
فقال : ويحك ـ يا بن عباس ـ ما أدري ما أصنع بأمّة محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
قلت : ولِمَ وأنت بحمد الله قادر على أن تصنع ذلك مكان الثقة ؟
قال : إنّي أراك تقول : إنّ صاحبك أولى الناس بها ـ يعني علياً ( عليه السلام ) ـ .
قلت : أجل ، والله إنّي لأقول ذلك في سابقته وعلمه وقرابته وصهره .
قال : إنّه كما ذكرت ، ولكنّه كثير الدعابة . .. (3) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 6 : 326 - 327.
( 2 ) الاستيعاب 3 : 1130 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855.
( 3 ) الاستيعاب 3 : 1119 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855.
لاحظ ـ أيّها الخبير ـ إنّ قول عمر : إنّه كما ذكرت ، يعني أنّ علياً حائز على جميع المواصفات التي تُقدّمه على الآخرين ، وتبيّن أولويته عليهم في مسالة الخلافة ، وعمر بقوله هذا يعترف ويقر لعلي ( عليه السلام ) بذلك .
وأمّا قوله : ( كثير الدعابة ) هذه فرية ألصقها عمر بعلي ( عليه السلام ) ، ولا أصل لها ولا أساس، وهي في الوقت نفسه لم تكن مانعةً للخلافة ، فترى أنّ عمر بفريته هذه ينوّه عن الصدّ عن استخلاف الإمام علي ( عليه السلام ) ، ولو سلّمنا بأنّه ( عليه السلام ) كثير الدعابة ، فهل هذه الصفة - فرضاً - تكون سبباً لصدّه عن الخلافة ؟ (1) ، هذا سؤال بحاجة إلى جواب من عمر وأتباعه .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) أقول : فرية عمر واتّهامه الإمام علي ( عليه السلام ) ، بأنّه كان كثير الدعابة صارت ذريعةً في أيدي أتباعه الطلقاء وأبنائهم ، أولئك الذين لعنوا على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمثال عمر وبن العاص .
وقد ردّ عليه الإمام في خطبة بليغة ، ذكر فيها أنّ هذه الصفة وغيرها تنطبق على ابن النابغة وغيره ـ ممّن يتهمون الإمام علي ( عليه السلام ) ـ أكثر من انطباقها على علي ( عليه السلام ) .
ومَن راجع التاريخ الصحيح ، الذي لم تُمد إليه الأيدي الغاشمة ، والبواعث السياسية والاعتقادية ، ويراجع أيضاً فتوة الإمام علي ، شجاعته ، زهده ، ورعه ، علمه ، حكمته ، وسائر أوصافه النبيلة ، عرف أنّ تلك الفرية هي من مصاديق المَثَل السائر ( كل يرى الناس بعين طبعه ) ، و ( رمتني بدائها وانسلت ) .
وإليك النص العلوي في ردّ زعم المفترين عليه بكثرة الدعابة :
( عَجَباً لابْنِ النَّابِغَةِ ، يَزْعُمُ لأَهْلِ الشَّامِ ـ والمسلمين ـ أَنَّ فِيَّ دُعَابَةً ، وَأَنِّي امْرُؤٌ تِلْعَابَةٌ أُعَافِسُ وَأُمَارِسُ ـ والله ـ لَقَدْ قَالَ بَاطِلاً ، وَنَطَقَ آثِماً ، أَمَا وَ شَرُّ الْقَوْلِ الْكَذِبُ ، إِنَّهُ لَيَقُولُ فَيَكْذِبُ ، وَيَعِدُ فَيُخْلِفُ ، وَيُسْأَلُ فَيَبْخَلُ ، وَيَسْأَلُ فَيُلْحِفُ ، وَيَخُونُ الْعَهْدَ ، وَيَقْطَعُ الإِلَّ ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْحَرْبِ فَأَيُّ زَاجِرٍ وَآمِرٍ هُوَ ، مَا لَمْ تَأْخُذِ السُّيُوفُ مَآخِذَهَا ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ أَكْبَرُ مَكِيدَتِهِ أَنْ يَمْنَحَ الْقَرْمَ سَبَّتَهُ ، أَمَا وَاللَّهِ ، إِنِّي لَيَمْنَعُنِي مِنَ اللَّعِبِ ذِكْرُ الْمَوْتِ ، وَإِنَّهُ لَيَمْنَعُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ نِسْيَانُ الآخِرَةِ ، إِنَّهُ لَمْ يُبَايِعْ مُعَاوِيَةَ ـ وغيره غيره ـ حَتَّى شَرَطَ أَنْ يُؤْتِيَهُ أَتِيَّةً ـ واحلب حلبك ـ ، وَيَرْضَخَ لَهُ عَلَى تَرْكِ الدِّينِ رَضِيخَةً ) ، فتأمل يا خبير . ( المعرّب ) .
32 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أَولى مني ومن أبي بكر .
روى العلاّمة الراغب الأصفهاني عن ابن عباس قال : كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة ، وعمر على بغلة وأنا على فرس ، فقرأ آيةً فيها ذكر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فقال : أَما والله يا بني عبد المطلب ، لقد كان علي فيكم أَولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر !!
فقلت في نفسي : لا أقالني الله إن أقلته .
فقلت : أنت تقول ذلك ، وأنت وصاحبك وثبتما وانتزعتما الأمر منا دون الناس ؟
فقال : إليكم يا بني عبد المطلب ـ أي هوّن عليك ـ أَما إنّكم أصحاب عمر بن الخطاب ؟ فتأخّرت وتقدّم هنيهة .
فقال : سر لا سرت !
وقال : أعد عليّ كلامك .
فقلت : إنّما ذكرت شيئاً فرددت عليك جوابه ، ولو سكت ـ أنت يا عمر ـ سكتنا.
فقال : إنّا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة !! ولكن استصغرناه !! وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب وقريش لمّا قد وترها (1) .
قال ابن عباس : فأردت أن أقول : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره ، أفتستصغره أنت وصاحبك (2) ؟! .
ــــــــــــــــــ
( 1 ) في هذه العبارة حقيقة لابدّ من كشفها وهي : أنّ الإمام علي ( عليه السلام ) هو الذي أخضع جبابرة العرب وشيوخ قريش للتسليم ، وأنّ سيفه كان أسن السيوف وأَحدها وأقواها على الكفّار والضالين . فكيف يُسمّى غيره بسيف الله ، أو يروون حديثاً مختلقاً ويقولون : أعز الله الدين بإسلام فلان وفلان ؟ فتدبّر . ( المعرّب ) .
( 2 ) أقول : كما وقع ذلك في كثير من مواقف النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث نرى أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعثه ونصّبه أميراً ولم يستصغره قط ، بل إنّه استصغر غير علي فلم يبعثه ، وإذا بعثه عزله ، أو إذا بعثه لم يكن في بعثه ( صلى الله عليه وآله ) إيّاهم خيراً وفتحاً للدين ، كما وقع في واقعة خيبر ، وقراءة براءة على أهل مكّة ، ولم يأمر عليه شاباً كأسامة قط ، فهل ترى ـ يا طالب الحق ـ في هذه الأمور تصغيراً
فقال : لا جرم ، فكيف ترى والله ما نقطع أمراً دونه ولا نعمل شيئاً حتى نستأذنه ؟ (1) .
33 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أقضى الناس .
علي أقضانا ، أو : أقضانا علي ، وغيرها من الكلمات ، التي كان عمر بن الخطاب يصرّح بها دائماً بشأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وخاصةً عندما كانت المعضلات والمسائل تخيّم على عمر ، ولم يدرِ حلّها وكشفها ، فكان يلوذ في ذلك بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فيكشف عنه ما تعسّر عليه بأسلوب دقيق ومثير للإعجاب والحيرة .
وهذه الكلمات ومثيلاتها تكرّرت على لسان عمر ، ولمّا كان نقل هذه الاعترافات العمرية بأعلمية الإمام علي ( عليه السلام ) ، يخرجنا عن الإيجاز والاختصار اكتفينا بذكر مصادرها ، فليراجعها القارئ في مظانّها :
1 - صحيح البخاري 6 : 23 كتاب التفسير في تفسير ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) (2) ، بلفظ : أقضانا علي .
2 - مسند أحمد بن حنبل 5 : 113 ، وفي الطبعة الحديثة 6 : 131 ح 20582 - 20583 ، بلفظ : علي أقضانا.
3 - الطبقات الكبرى لابن سعد 2 : 339 - 340 ، بلفظي : علي أقضانا ، وأقضانا علي.
4 - الاستيعاب 3 : 1102 ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855.
ــــــــــــــــــــــ
لعلي ( عليه السلام ) أم لغيره ؟ فلو راجعت التاريخ الصحيح والسليم من الدس والأهواء لازددت إيماناً ويقيناً . ( المعرّب )
( 1 ) محاضرات الأدباء 2 : 478.
( 2 ) البقرة : 10.
5 - أنساب الأشراف 2 : 852 ، بلفظ : علي أقضانا .
6 - أخبار القضاة 1 : 88. 7 - حلية الأولياء 1 : 65.
8 - الفتوحات الإسلامية 2 : 454.
9 - المستدرك على الصحيحين 3 : 305.
10 - المناقب للخوارزمي : 92 فصل ( 7 ) ح 86 .
11 - تاريخ مدينة دمشق 42 : 402.
12 - تلخيص المستدرك 3 : 305.
13 - شرح نهج البلاغة 12 : 82 ، بلفظ : أقضى الأمّة. ..
14 - ذخائر العقبى : 83.
15 - الرياض النضرة 3 : 167 ، بلفظ : أقضانا علي بن أبي طالب .
16 - كفاية الطالب : 259 ، فيه : أخذت ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلا أتركه أبداً .
17 - تاريخ الإسلام ، عهد الخلفاء الراشدين 3 : 638.
18 - فتح الباري شرح صحيح البخاري 7 : 60.
19 - البداية والنهاية 7 : 359.
20 - أسنى المطالب : 8 ح 27.
21 - تاريخ الخلفاء : 170 و 233، بلفظي : علي أقضانا ، وأقضانا علي ( عليه السلام ) .
22 - مطالب السؤول : 85.
23 - الدر المنثور 1 : 104 ذيل ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) رواه عن البخاري والنسائي ، وابن الأنباري والحاكم والبيهقي ، بلفظ : أقضانا علي .
24 - الصواعق المحرقة : 127، بلفظ : علي أقضانا ، وأفرض أهل المدينة وأقضاها علي .
25 - ينابيع المودة : 286 باب ( 59 ) .
34 - عمر يعترف : عيادة أهل البيت ( عليهم السلام ) فريضة .
أخرج محب الدين الطبري ، بإسناده عن عمر بن الخطاب أنّه قال للزبير بن العوام : هل لك في أن نعود الحسن بن علي ( عليه السلام ) ، فإنّه مريض ؟ فكان الزبير تلكّأ عليه - أي توقف وتبطّأ - فقال له عمر : أَما علمت أنّ عيادة بني هاشم فريضة ، وزيارتهم نافلة ؟ وفى رواية : أنّ عيادة بني هاشم سُنة ، وزيارتهم نافلة ؟ أخرجه ابن السمان في الموافقة (1) .
لا يخفى أنّ كلام عمر هذا سواء كان قد أخذه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أو قاله على قناعة واعتقاد ، فإنّ المصداق البارز لبني هاشم بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، هو مَن يكون كنفس النبي ( صلى الله عليه وآله ) يعني ـ الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ ولهذه المصداقية ذكرنا هذا الحديث هنا ، وإن لم يصرّح فيه اسم علي ( عليه السلام ) .
35 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) خير الناس فتوىً .
روى المؤرّخ الشهير العلاّمة ابن سعد ، بإسناده عن سعيد بن المسيب قال : خرج عمر بن الخطاب على أصحابه يوماً
فقال : أفتوني في شيء صنعته اليوم ؟
فقالوا : ما هو ، يا أمير المؤمنين ؟
قال : مرّت بي جارية لي فأعجبتني فوقعت عليها وأنا صائم !!
فعظّم عليه القوم ، وعلي ( عليه السلام ) ساكت
فقال : ما تقول ، يا بن أبي طالب ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( جئت حلالاً ويوماً مكان يوم ) ( بناءً على كون الصوم غير واجب ) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) ذخائر العقبى : 14 أخرجه عن ابن السمان في الموافقة ، علل الحديث للرازي 2 : 368 ح 3618 ، غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ 2 : 95 ، ملحقات إحقاق الحق 17 : 474 أخرجه عن الإشراف على فضل الأشراف .
فقال عمر : أنت خيرهم فتوىً (1) .
36 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) مولاي .
أخرج العلاّمة الخوارزمي وغيره من أعلام الحديث ، عن الحافظ الدار قطني أنّه قيل لعمر بن الخطاب : إنّك تصنعه بعلي شيئاً لا تصنع مع أحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : إنّه مولاي (2) .
ولا يخفى أنّنا لو تمعّنا في قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) عرفنا أنّه لم يكن لكلمة المولى معنى ومفهوم ، سوى صاحب الخيار والأَولى بالتصرّف .
37 - عمر يعترف : القول ما قال علي ( عليه السلام ) .
أخرج ابن حزم الأندلسي وغيره ، بإسنادهم عن ابن أذينة العبدي قال : أتيت عمر بن الخطاب بمكة فقلت له : إنّي ركبت الإبل والخيل حتى أتيتك فمن أين أعتمر ؟ قال : ائتِ علي بن أبي طالب فسله ، فأتيت فسألته فقال لي علي ( عليه السلام ) : ( من حيث أبدأت ) ـ يعني من ميقات أرضك ـ . قال : فأتيت عمر فذكرت له ذلك .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) الطبقات الكبرى 2 : 339 ، أنساب الأشراف 1 : 167، سُنن الدار قطني 2 : 181 كتاب الصيام باب القبلة للصائم ح 4.
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 160 باب ( 14 ) ح 190 ، الرياض النضرة 3 : 128 ، الصواعق المحرقة : 44 ، شرح المواهب اللدنية : 13، الروض الأزهر : 366 ، فتح المبين هامش السيرة النبوية لزيني دحلان 1 : 171 - 178 و 2 : 162.
فقال لي : ما أجد لك ـ قولاً ـ إلاّ ما قال ابن أبي طالب (1) .
38 - عمر يعترف : بفضل علي ( عليه السلام ) أخرجنا الله من الظلمات .
أخرج العلاّمة الزمخشري وآخرون من حفّاظ أهل السنة ومحدثيهم ، بإسنادهم عن ابن عباس قال : استعدى رجل عمر على علي ( عليه السلام ) ، وعلي جالس فالتفت عمر إليه فقال : يا أبا الحسن ، قم فاجلس مع خصمك ، فقام فجلس مع خصمه فتناظرا ، وانصرف الرجل فرجع علي ( عليه السلام ) إلى مجلسه ، فتبيّن عمر التغيّر في وجهه ، فقال : يا أبا الحسن ، مالي أراك متغيراً ؟
قال ( عليه السلام ) : ( كنّيتني بحضرة خصمي فأَلا قلت : يا علي ، قم فاجلس مع خصمك ؟ ) ، فأخذ عمر برأس علي ( عليه السلام ) فقبّل بين عينيه ، ثمّ قال : بأبي أنتم وأمّي ، بكم هدانا الله ، وبكم أخرجنا الله من الظلمات إلى النور (2) .
39 - عمر يعترف : لا يتم الشرف إلاّ بولاية علي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة المحدّث ابن حجر الهيثمي عن الدار قطني بسنده عن ابن المسيب قال : قال عمر رضي الله عنه : تحبّبوا إلى الأشراف وتودّدوا ، واتقوا على أعراضكم من السَفلة ، واعلموا أنّه لا يتم شرف إلاّ بولاية علي ( عليه السلام ) (3) .
40 - عمر يعترف : مات النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو راضٍ عن علي ( عليه السلام ) .
أخرج شيخ أهل السُنة البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب قال : توفي
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المحلّى 7 : 75 ، الاستيعاب 3 : 1103 و 1106 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب رقم 1855 ، الرياض النضرة 3 : 162 خرّجه ناقصاً ومبتوراً ، ذخائر العقبى : 79، تاج العروس 7 : 125 مادة خَرِك كعلم ، أرجح المطالب : 121.
( 2 ) ربيع الأبرار 3 : 595 ، المناقب للخوارزمي : 97 فصل ( 7 ) ح 99 ، شرح نهج البلاغة 17 : 65 ، فرائد السمطين 1 : 349 ح 273، المستطرف 1 : 97.
( 3 ) الصواعق المحرقة : 178.
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو عنه ـ أي عن علي ( عليه السلام ) ـ راضٍ (1) .


يتبع

الشيخ عباس محمد
09-01-2018, 08:22 PM
41 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أعلم بالواقع .
روى العلاّمة الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد السلامي البغدادي ، بسنده عن رفاعة بن رافع قال : جلس إلى عمر ، علي والزبير وسعد ، ونفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فتذاكروا العزل فقالوا : لا بأس به . فقال رجل : إنّهم يزعمون أنّها الموعودة الصغرى ، فقال علي ( عليه السلام ) : ( لا تكون موعودةً حتى تمر على النارات السبع ، تكون سلالة من طين ، ثمّ تكون نطفةً ، ثمّ تكون علقةً ، ثمّ تكون مضغةً ، ثمّ تكون عظاماً ، ثمّ تكون لحماً ، ثمّ تكون خَلقاً آخر ) .
فقال عمر : صدقت أطال الله بقاءك (2) .
أقول : جواب الإمام علي ( عليه السلام ) حول المراحل السبعة في خلق الإنسان ، مستلهَم من القرآن الكريم في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) (3) تشير الآية إلى تطور الإنسان ، وتكامله في رحم الأمّ حتى الولادة .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) صحيح البخاري 5 : 22 كتاب فضائل الصحابة باب مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فتح الباري شرح صحيح البخاري 7 : 57.
( 2 ) إحقاق الحق وملحقاته 17 : 434 رواه عن جامع العلوم والحكم 1 : 46 ح 4، مشكل الآثار 2 : 373، وفيه : أنّ اليهود تزعم أنّها الموءودة الصغرى ـ بدلاً عن الموعودة الصغرى ـ وبعد جواب الإمام علي تعجب عمر من قوله : وقال : جزاك الله خيراً . وجاء في محاضرات الأدباء 1 : 96 : أَوّل مَن خاطب بـ‍ ( أطال الله بقاءك ) عمر بن الخطاب ، قاله لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
( 3 ) المؤمنون : 11 - 14.
42 - عمر يعترف : علي أعلم الناس بالقرآن .
أخرج العلاّمة الحافظ الحسكاني ، بسنده عن عمر بن الخطاب قال : علي ( عليه السلام ) أعلم الناس بما أنزل الله على محمد ( صلى الله عليه وآله ) (1) .
43 - عمر يعترف : علي مولى مَن كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) مولاه .
روى العلاّمة الحافظ المحب الطبري ، بسنده عن عمر بن الخطاب قال : علي ( عليه السلام ) مولى مَن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مولاه (2) .

44 - عمر يعترف : لولا علي لهلك عمر .
أخرج العلاّمة الحافظ الگنجي الشافعي ، بسنده عن حذيفة بن اليمان ، أنّه لقى عمر بن الخطاب .
فقال له عمر : كيف أصبحت يا بن اليمان ؟
فقال : كيف تريدني أصبح ؟ أصبحت والله أكره الحق ، وأحب الفتنة ، وأشهد بما لم أرَه ، وأحفظ غير المخلوق ، وأصلّي على غير وضوء ، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء .
فغضب عمر لقوله وانصرف من فوره ، وقد أعجله أمر وعزم على أذى حذيفة لقوله ذلك ، فبينا هو في الطريق إذ مرّ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فرأى الغضب في وجهه .
فقال : ( ما أغضبك يا عمر ؟
فقال : لقيت حذيفة بن اليمان فسألته ، كيف أصبحت ؟ فقال : أصحبت أكره الحق .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شواهد التنزيل 1 : 39 ح 29، وفي نسخة أخرى عن ابن عمر .
( 2 ) الرياض النضرة 3 : 128 و 233.
فقال علي ( عليه السلام ) : صدق ، يكره الموت وهو حق .
فقال عمر : يقول : وأحب الفتنة .
قال علي ( عليه السلام ) : صدق ، يحب المال والولد ، وقد قال الله تعالى : ( أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (1) .
فقال عمر : يا علي ، يقول : وأشهد بما لم أرّه .
فقال ( عليه السلام ) : صدق ، يشهد بالوحدانية ، والموت والبعث ، والقيامة والجنة ، والنار والصراط ، ولم يرَ ذلك كله . فقال عمر : يا علي ، وقد قال : إنّني أحفظ غير المخلوق .
قال ( عليه السلام ) : صدق ، يحفظ كتاب الله تعالى القرآن ، وهو غير مخلوق .
قال عمر : ويقول : أصلي على غير وضوء .
فقال ( عليه السلام ) : صدق ، يصلي على ابن عمي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على غير وضوء ، والصلاة عليه جائزة .
فقال : يا أبا الحسن ، قد قال أكبر من ذلك .
فقال ( عليه السلام ) : وما هو ؟
قال عمر : قال : إنّ لي في الأرض ما ليس لله في السماء .
قال ( عليه السلام ) : صدق ، له زوجة ، وتعالى الله عن الزوجة والولد ) .
فقال عمر : كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب .
قال الگنجي : هذا ثابت عند أهل النقل ، ذكره غير واحد من أهل السير (2) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأنفال : 28.
( 2 ) كفاية الطالب : 218 باب 57 ، نظم درر السمطين : 129 - 130، نور الأبصار : 161 ، فرائد السمطين 1 : 337 ح 259 ، وفيه : لولا علي لهلك عمر ، الفصول المهمة لابن الصباغ : 35
45 - عمر يعترف : اختصاص علي ( عليه السلام ) بثلاث عشرة منقبة .
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من أعلام السُنة ، بإسنادهم عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال عمر بن الخطاب : كانت في أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) ثماني عشرة سابقة ، خصّ منها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بثلاث عشرة ، وشاركنا في خمس (1) .
أقول : وقد أخرج السيوطي وغيره من أعلام أهل السُنة ، هذا الحديث بلفظ آخر ، قال الطبراني : عن ابن عباس ، قال : كانت لعلي ( عليه السلام ) ثماني عشرة منقبة ، ما كانت لأحد من هذه الأمّة (2) .
فعلى هذا فلا تستحيل أن تكون جملة ( فخصّ علي منها بثلاث عشرة ، وشركنا في خمس ) في رواية عمر موضوعة وزائدة ، وكذلك جملة ( كانت لأصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) ) ؛ فإنّها وُضعت بديلاً عن جملة ( كانت لعلي ( عليه السلام ) ) ، التي وردت في رواية السيوطي .
46 - عمر يعترف : مَن أهان علياً ( عليه السلام ) ، فقد أهان النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن عروة بن الزبير قال : إنّ رجلاً وقع
ــــــــــــــــــــ
فصل في ذكر شيء من علومه ، ولم يذكر اسم حذيفة بن اليمان .
وفيه أيضاً : قال عمر : إنّه يصدّق اليهود والنصارى قال الله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ ) .
وفي آخر الحديث فقال عمر : أعوذ بالله من معضلة لا علي لها .
أقول : ولعلّ هذه القصة قد تكرّرت أكثر من مرة . ( المعرّب ) .
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 99 فصل ( 7 ) ح 101 وص 331 فصل ( 19 ) ح 352 ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 45 فصل ( 4 ) ، فرائد السمطين 1 : 344 ح 265 ، نظم درر السمطين : 129.
( 2 ) الصواعق المحرقة : 76 ، تاريخ الخلفاء : 172 ، ينابيع المودة : 286 عن الطبراني، تفريح الأحباب : 351.

في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فقال عمر : تعرف صاحب هذا القبر ؟ هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، فلا تذكر علياً إلاّ بخير فإنّك إن نقصته آذيت صاحب هذا القبر .
وأخرج المناوي بسنده أنّ عمر بن الخطاب قال : ويحك أتعرف علياً ؟ هذا ابن عمه ـ وأشار إلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ ، والله ما آذيت إلاّ هذا في قبره (1) .
47 - عمر يعترف : مَن آذى علياً فقد آذى النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
روى العلاّمة العيني بسنده عن عمر بن الخطاب قال : إذا آذيت عليا آذيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (2) .
48 - عمر يتمنّى إحدى فضائل علي ( عليه السلام ) .
أخرج الحافظ الحاكم النيسابوري وغيره ، من الحفّاظ والمؤرّخين ، من أهل السنة والجماعة ، بإسنادهم عن أبي هريرة ، قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أعطي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ثلاث خصال ، لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أُعطى حُمر النِعم .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 641 ح 1089 ، فضائل أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 145 ح 211 ، الصواعق المحرقة : 177، تاريخ مدينة دمشق 42 : 519 ترجمة علي بن أبي طالب ، الرياض النضرة 3 : 123 خرّجه أحمد في المناقب وابن السمان في الموافقة ، تذكرة الخواص : 44 ، كنز العمال 13 : 123 ح 36394 خرّجه عن تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ، فيض القدير 6 : 18 ح 8266 خرّجه عن الدار قطني ، الجامع الصغير 3 : 547 ح 8266 ، أرجح المطالب : 515 ، شفاء السقام : 207، مرقاة المفاتيح 10 : 474 ح 6101 خرّجه عن أحمد ، التدوين في أخبار قزوين 1 : 293 ترجمة محمد بن زيد الجعفري .
( 2 ) مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 16 ح 17.
قيل : وما هنّ ، يا أمير المؤمنين ؟
قال : تزوّجه فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسكناه المسجد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يحل له فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر ، ففتح الله عليه وهزم اليهود ، فكان ذلك نصراً عزيزاً منح به الإسلام والمسلمون .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه (1) (2) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المستدرك على الصحيحين 3 : 125 ، فضائل الصحابة 2 : 659 ح 1123 ، وفيه : والثالثة نسيها سهيل ، فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأحمد : 173 ح 245 ، وفيه : أنّ سهيل نسي الثالثة ـ أي تزويجه الزهراء ( عليها السلام ) ـ ، البداية والنهاية 7 : 341 ، المناقب للخوارزمي : 232 باب ( 19 ) ح 354 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 120 ، الرياض النضرة 3 : 232 ، مجمع الزوائد 9 : 120 باب جامع في مناقبه ، خرّجه عن مسند أبي يعلى ، فرائد السمطين 1 : 354 ح 268 ، نظم درر السمطين : 129 ، أسنى المطالب : 68 ح 22 ، تاريخ الخلفاء : 173 خرّجه عن أبي يعلى ، الخصائص الكبرى 3 : 293 باب اختصاصه ( صلى الله عليه وآله ) بجواز المكث في المسجد جُنباً. . .، الصواعق المحرقة : 127 ، كنز العمال 13 : 110 ح 36359 وص 116 ح 36376 خرّجه عن مسند ابن أبي شيبة ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 44 ، ينابيع المودة 286 باب 59 ، مرآة المؤمنين : 86، تفريح الأحباب : 351، إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء 1 : 289، الروض الأزهر : 97 و 100 ، جواهر البحار 1 : 365، أرجح المطالب : 411 وسيلة النجاة : 106.
فإذا أردت الاطّلاع على الأحاديث المروية في هذا الباب ، وتعرف أسانيدها ونصوصها ، راجع موسوعة الغدير للعلاّمة الأميني 3 : 202 - 312.
( 2 ) وجملة عمر بن الخطاب : ( وسكناه المسجد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يحل له فيه ما يحل له ) إشارة إلى الحديث المشهور بسد الأبواب ، وخلاصة الحديث : أنّه كان لنفر من الصحابة أبواب شارعة في المسجد ، كانوا يدخلون دورهم منها ، ومنهم الإمام علي ( عليه السلام ) حيث كان باب داره في المسجد ، فكان دخوله وخروجه من هذا الباب ، وكانت بيوت أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) كذلك حول المسجد . .. فنزل الأمر الإلهي على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بأن يعلن لأولئك النفر أن يسدوا أبوابهم الشارعة على المسجد ، عدا باب علي ( عليه السلام ) يجعله مفتوحاً . حتى العباس عم النبي كان يرجو أن يكون بابه شارعةً على المسجد ، فمنعه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فكان الباب الوحيد المشرع على المسجد هو باب علي ( عليه السلام ) ، فكان يدخل ويخرج منه حتى ولو كان جُنباً .
49 - عمر يستشير علياً ( عليه السلام ) في حرب الفرس .
أخرج المؤرّخون والحفّاظ وآخرون غيرهم في كتبهم ، أنّه ورد على عمر بن الخطاب كتاب فيه ، إنّ الفرس قد قصدوا الهجوم على مركز الحكومة الإسلامية ، فجمع عمر بعض أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منهم الإمام علي يستشيرهم في هذا الأمر ، فأبدى كل واحد منهم رأيه في قتال الفرس ، ورأى عمر أنّ آراء ونظريات هؤلاء وخططهم التي أبدوها لا تنفع وليست بصائبة ، بل أنّ ضررها أكثر من نفعها . فالتفت عمر إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكان ساكتاً لا يتكلم .
فقال له عمر : يا أبا الحسن لِمَ لا تشير بشيء كما أشار غيرك ؟
فقال علي ( عليه السلام ) : كلاماً نقّص فيه آراء الحاضرين وفنّدها ، ثمّ أبدى رأياً وخطة كان فيها نفع كبير ، وكان في ضمن ما أبداه : إرسال ابنه الإمام الحسن ( عليه السلام ) مع الجند إلى أصفهان ، بأن يحوّل إليه إجراء جزئيات الخطة الإستراتيجية ، فكان من نتائج رأي الإمام علي ( عليه السلام ) وخطته ، انتصار جيوش المسلمين على يهود إيران والزرادشتيين ، وفرار يزدجرد عظيم الفرس ، وبزوغ شمس الإسلام في نصف بقاع الفرس وخاصةً في أصفهان .
ولكن قبل أن نتطرّق إلى قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، تجدر الإشارة هنا إلى واحد من أهل الرأي أبدى رأيه ، واستنكره عمر بن الخطاب ، أَلا وهو خليفة عمر عثمان بن عفان فقال : يا أمير المؤمنين ، اكتب إلى أهل الشام فيسيروا من شامهم ، وإلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم ، وإلى أهل البصرة فيسيروا من
ـــــــــــــــــــ
وقد روى هذه القصة العشرات من الصحابة ، ونقلها عشرات المحدّثين والمؤرّخين ، وهذه فضيلة عظيمة اختص بها أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) .
بصرتهم ، وسر أنت بأهل هذا الحرم حتى توافي الكوفة ، وقد وافاك المسلمون من أقطار أرضهم وآفاق بلادهم ، فإنّك إذا فعلت ذلك كنت أكثر منهم جمعاً وأعز نفراً .
وقال الطبري : قال علي ( عليه السلام ) في بادئ الأمر : ( أقم ، واكتب إلى أهل الكوفة أن يبعثوا ثلثي جندهم ، وليقم ثلث منهم ، واكتب إلى أهل البصرة أن يمدّوهم ببعض من عندهم ، ولم يعبّئ من الشام جيشاً ؛ لئلا يفتر جبهة الروم ) .
وإليك الآن رأي الإمام علي ( عليه السلام ) ، الذي استصوبه عمر لمّا استشاره ، فقال فيما قال ( عليه السلام ) : ( إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لَمْ يَكُنْ نَصْرُهُ وَلا خِذْلانُهُ بِكَثْرَةٍ وَلا بِقِلَّةٍ ، وَهُوَ دِينُ اللَّهِ الَّذِي أَظْهَرَهُ ، وَجُنْدُهُ الَّذِي أَعَدَّهُ وَأَمَدَّهُ ، حَتَّى بَلَغَ مَا بَلَغَ وَطَلَعَ حَيْثُ طَلَعَ ، وَنَحْنُ عَلَى مَوْعُودٍ مِنَ اللَّهِ ، وَاللَّهُ مُنْجِزٌ وَعْدَهُ وَنَاصِرٌ جُنْدَهُ ، وَمَكَانُ الْقَيِّمِ بِالأَمْرِ مَكَانُ النِّظَامِ مِنَ الْخَرَزِ ، يَجْمَعُهُ وَيَضُمُّهُ ، فَإِنِ انْقَطَعَ النِّظَامُ تَفَرَّقَ الْخَرَزُ ، وَذَهَبَ ثُمَّ لَمْ يَجْتَمِعْ بِحَذَافِيرِهِ أَبَداً ، وَالْعَرَبُ الْيَوْمَ وَإِنْ كَانُوا قَلِيلاً ، فَهُمْ كَثِيرُونَ بِالإِسْلامِ ، عَزِيزُونَ بِالاجْتِمَاعِ ، فَكُنْ قُطْباً وَاسْتَدِرِ الرَّحَى بِالْعَرَبِ ، وَأَصْلِهِمْ دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ ، فَإِنَّكَ إِنْ شَخَصْتَ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ ، انْتَقَضَتْ عَلَيْكَ الْعَرَبُ مِنْ أَطْرَافِهَا وَأَقْطَارِهَا ، حَتَّى يَكُونَ مَا تَدَعُ وَرَاءَكَ مِنَ الْعَوْرَاتِ أَهَمَّ إِلَيْكَ مِمَّا بَيْنَ يَدَيْكَ ، إِنَّ الأَعَاجِمَ إِنْ يَنْظُرُوا إِلَيْكَ غَداً يَقُولُوا ، هَذَا أَصْلُ الْعَرَبِ ، فَإِذَا اقْتَطَعْتُمُوهُ اسْتَرَحْتُمْ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَشَدَّ لِكَلَبِهِمْ عَلَيْكَ ، وَطَمَعِهِمْ فِيكَ ، فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ مَسِيرِ الْقَوْمِ إِلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ أَكْرَهُ لِمَسِيرِهِمْ مِنْكَ ، وَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى تَغْيِيرِ مَا يَكْرَهُ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ عَدَدِهِمْ ، فَإِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ فِيمَا مَضَى بِالْكَثْرَةِ ، وَإِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ ) (1) .
ـــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) نهج البلاغة تحقيق صبحي الصالح خطبة رقم 146 ، الأخبار الطوال : 134، تاريخ الطبري 4 : 114 - 126 حوادث سنة 21 ، الفتوح 2 : 286 - 297 ، وفيه : قال : فلمّا سمع عمر مقالة علي ( عليه السلام ) ، ومشورته أقبل على الناس وقال : ويحكم ! أَعجزتم كلكم عن آخركم
50 - عمر يستفتي علياً ( عليه السلام ) عن حكم شارب الخمر .
أخرج السيوطي وغيره من الحفّاظ : أنّ أناساً من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) شربوا الخمر بالشام ،
فقال لهم يزيد بن أبي سفيان ـ أخو معاوية ووالي الشام من قِبل عمر بن الخطاب ـ : شربتم الخمر ؟
فقالوا : نعم ، لقول الله : ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ) (1) حتى فرغوا . .. فكتب يزيد فيهم إلى عمر فكتب إليه : إن أتاك كتابي هذا نهاراً فلا تنتظر بهم الليل ، وإن أتاك ليلاً فلا تنتظر بهم النهار حتى تبعث بهم إليّ ، لا يفتنوا عباد الله ، فبعث بهم إلى عمر فلمّا قدموا على عمر
قال : شربتم الخمر ؟
قالوا : نعم ،
فتلا عليهم : ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ . .. ) (2) إلى آخر الآية .
قالوا : اقرأ التي بعدها ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ) .
قال : فشاور فيهم الناس ، فقال لعلي ( عليه السلام ) ـ وكان صامتاً ـ : ما ترى ؟
قال ( عليه السلام ) : ( أرى أنّهم شرّعوا في دين الله ما لم يأذن الله فيه ، فإن زعموا أنّها حلال فاقتلهم ؛ فقد أحلوا ما حرّم الله ، وإن زعموا أنّها حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين ؛ فقد افتروا على الله الكذب ، وقد أخبرنا الله بحدِّ ما يفتري به بعضنا على بعض )
ـــــــــــــــــــ
أن تقولوا كما قال أبو الحسن ، والله لقد كان رأيه رأيي الذي أريته في نفسي . .. ( المعرّب )
( 1 ) المائدة : 93.
( 2 ) المائدة : 90 - 91.
: قال : فجلدهم عمر ثمانين ثمانين (1) .
وأخرجه أبو الفرج الأصفهاني بتفاوت يسير (2) .
51 - مراجعة أخرى لعمر في حد الخمر .
ذكر أعاظم العامة منهم أئمتهم الأربعة : أبو حنفية ، مالك ، أحمد بن حنبل ، والشافعي ـ أنّ أبا بكر وعمر لم يكونا يرون الحد الكامل ـ ثمانين جلدة ـ لشارب الخمر ، وإذا واجها هذه المسألة يوماً ما ، فكانا يكتفيان بإجراء أربعين جلدةً فقط .
روي أنّ خالد بن الوليد كان عاملاً لعمر على بعض المدن ، أبلغ عمر بأنّ الناس قد انهمكوا في الخمر ، وتحاقروا العقوبة . فقال عمر لعلي ( عليه السلام ) : ما ترى ؟ قال ( عليه السلام ) : ( نراه إذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، وعلى المفتري ثمانون جلدةً ) (3) . واستنّ عمر بما قاله علي ( عليه السلام ) ، وبعد ذلك أصبح حدّ الخمر ثمانين جلدةً ، كما أفتى به الإمام علي ( عليه السلام ) .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح معاني الآثار 3 : 154 كتاب الحدود ، تفسير الدر المنثور 2 : 32 - 322 أخرجه عن ابن أبي شيبة وابن منذر ، فتح الباري 21 : 57 أخرجه عن ابن شيبة .
( 2 ) الأغاني 18 : 198.
( 3 ) الموطأ 2 : 842 كتاب الأشربة باب ( 1 ) ح 1 ، سنن البيهقي 8 : 320 كتاب الأطعمة والأشربة باب ما جاء في عدد حدّ الخمر ، مسند الشافعي : 286 كتاب الأشربة ، شرح معاني الآثار 3 : 153، سُنن الدار قطني 3 : 157 كتاب الحدود ح 223 ، فتح الباري 12 : 57 أخرجه عن الطبراني والطحاوي والبيهقي وص 58 عن عبد الرزاق ، تفسير الدر المنثور 2 : 316 ذيل آية 93 من سورة المائدة ، أخرجه عن أبي الشيخ وابن مردويه والحاكم صحّحه ، كنز العمال 5 : 474 ح 13660 وص 478 ح 13676 وص 479 ح 13680 المستدرك على الصحيحين 4 : 375.
52 - عمر يعترف : لولا سيف علي ( عليه السلام ) لَما قام عمود الإسلام .
قال ابن أبي الحديد : روى أبو بكر الأنباري في أماليه : أنّ علياً ( عليه السلام ) جلس إلى عمر في المسجد وعنده ناس ، فلمّا قام ( عليه السلام ) عرض واحد بذكره ونسبه إلى التيه والعجب .
فقال عمر : حق لمثله أن يتيه !! والله لولا سيفه لَما قام عمود الإسلام ، وهو بعد أقضى الأمّة وذو سابقتها وذو شرفها .
فقال له ذاك القائل : فما منعكم يا أمير المؤمنين عنه ؟
قال : كرهناه على حداثة السن ، وحبه لبني عبد المطلب (1) .
وقد روي كره عمر بن الخطاب لعلي ( عليه السلام ) في موارد عديدة ومواقف كثيرة .
خاصةً في قوله : لو ولّوها ـ يعني الخلافة ـ علياً لسلك بهم الطريق وحملهم على الحق (2) .
53 - عمر يعترف : عين علي ( عليه السلام ) عين الله عزّ وجل .
أخرج محب الدين الطبري بسنده : كان عمر يطوف بالبيت وعلي ( عليه السلام ) يطوف أمامه ، إذ عرض رجل لعمر فقال : يا أمير المؤمنين ، خذ حقي من علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
قال : وما باله ؟
قال : لطم عيني ، فوقف عمر حتى لحق به علي ( عليه السلام ) ، فقال : أَلطمت عين هذا ، يا أبا الحسن ؟
ـــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 12 : 82.
( 2 ) ترجمة الإمام علي من تاريخ مدينة دمشق 3 : 106 - 108 ح 1136 - 1137 أخرجه عن طريقين ، أنساب الأشراف 2 : 855 ، الاستيعاب 3 : 1130.
قال ( عليه السلام ) : نعم .
قال عمر : ولِمَ ؟
قال ( عليه السلام ) : لأنّي رأيته يتأمل حرم المؤمنين في الطواف .
فقال عمر : أحسنت ، يا أبا الحسن .
ثمّ أقبل على الرجل فقال : وقعت عليك عين من عيون الله عزّ وجل (1)
54 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) مولاي ومولى كل مسلم .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من الحفّاظ بإسنادهم : أنّ رجلاً نازع عمر في مسألة .
فقال عمر : بيني وبينك هذا الجالس ـ وأشار إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكان جالساً في المسجد ـ .
فقال الرجل : هذا الأبطن !! ـ الظاهر أنّه لم يكن يعرف علياً ( عليه السلام ) ـ . فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض ، ثمّ قال : ويلك أتدري مَن صغّرت ؟! هذا علي بن أبي طالب مولاي ومولى كل مسلم (2) .
وجاء في رواية الحسكاني : أمر عمر علياً ( عليه السلام ) أن يقضي بين رجلين ، فقضى بينهما ، فقال الذي قضى عليه : هذا الذي يقضي بيننا ؟! وكأنّه ازدرى علياً ( عليه السلام ) ، فأخذ عمر بتلبيبه فقال : ويلك وما تدري مَن هذا ؟ هذا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، هذا مولاي ومولى كل مؤمن ، فمَن لم يكن مولاه فليس بمؤمن (3) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 165.
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 161 فصل ( 14 ) ح 192 ، الرياض النضرة 3 : 128.
( 3 ) شواهد التنزيل 1 : 348 ح 362 ذيل آية ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدَى. .. ) يونس : 35 وبهامشه خمسة أحاديث ممّا يتعلق بالباب ، الفتوحات الإسلامية : 417 - 418.
أقول : ولعلّ هذه القصة غير الأُولى ، وإنّ القصتين قد وقعتا في زمانين مختلفين .
55 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) مولى كل مؤمن ومؤمنة .
أخرج العلاّمة محب الدين الطبري وغيره من المحدّثين ، بإسنادهم عن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان ، فقال لعلي ( عليه السلام ) : اقضِ بينهما ، يا أبا الحسن ، فقضى علي ( عليه السلام ) بينهما . فقال أحدهما : هذا يقضي بيننا ؟! فوثب عليه عمر وأخذ بتلبيبه ، وقال : ويحك ما تدري مَن هذا ؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، ومَن لم يكن مولاه فليس بمؤمن (1) .
56 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أعلم الناس بالقرآن ، وبالنبي ( صلى الله عليه وآله ) (2) .
أخرج المحقّق العلاّمة العاصمي وغيره ، بإسنادهم عن أبي الطفيل ـ الصحابي العظيم ـ
قال : شهدت الصلاة على أبي بكر الصدّيق ، ثمّ اجتمعنا إلى عمر بن الخطاب فبايعناه ، وأقمنا أياماً نختلف إلى المسجد إليه ، حتى أَسموه ( أمير المؤمنين ) ،
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 128 وقال : خرّجه ابن السمان ، المناقب للخوارزمي : 160 فصل ( 14 ) ح 191 ، ذخائر العقبى : 68 ، الصواعق المحرقة : 179 خرّجه عن الدار قطني ، شواهد التنزيل 1 : 348 ح 362 ذيل آية ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ . .. ) يونس 35 ، الفتوحات الإسلامية : 417 - 418، وسيلة المال ( مخطوط ) .
( 2 ) أورد المؤلّف حفظه الله هذه الرواية بشكل موجز ومختصر ، واكتفى بذكر اعتراف عمر بن الخطاب ، بكون الإمام علي ( عليه السلام ) أعلم الناس طراً بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) والقرآن العظيم ، ولمّا كانت الرواية حاويةً لبعض النقاط الكاشفة عن المناقب الجسمية للإمام علي ( عليه السلام ) ، وكذا تكشف عن جهل عمر بن الخطاب ، وعدم معرفته بالقرآن والنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، رأيت أنّ نقل الحديث بتمامه أحجى وأتم للحجة ، لمَن أراد معرفة الحق وأتباعه . ( المعرّب )
فبينما نحن عنده جلوس ، إذ أتاه يهودي من يهود المدينة ، وهم يزعمون أنّه من وُلد هارون أخي موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، حتى وقف على عمر فقال له : يا أمير المؤمنين ، أيّكم أعلم بنبيكم وبكتاب نبيكم حتى أساله عمّا أريد ؟
ـ قال أبو الطفيل ـ فطأطأ عمر رأسه .
فقال له اليهودي : إيّاك أعني ، وأعاد عليه القول .
فقال له عمر : وما ذاك ؟
قال : إنّي جئتك مرتاداً لنفسي شاكّاً في ديني .
فقال عمر : دونك هذا الشاب .
قال : ومَن هو هذا الشاب ؟ .
قال عمر : هذا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ابن عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو أبو الحسن والحسين ، وزوج فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
ثمّ قال : هذا أعلم بنبينا وبكتاب نبينا.
قال اليهودي : أكذلك أنت يا علي ؟
قال ( عليه السلام ) : نعم ، سلْ عمّا تريد .
قال : إنّي مسائلك عن ثلاث وثلاث وواحدة .
فتبسّم علي ( عليه السلام ) ثمّ قال له : يا هاروني ، ولِمَ لا تقول : إنّي سائلك عن سبع ؟
فقال اليهودي : أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهنّ ، أسألك (1) عن الواحدة ، وإن أخطأت في الثلاث الأُوَل لم أسألك عن شيء .
وقال له علي ( عليه السلام ) : وما يدرك إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت ؟
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) كذا في زين الفتى ، والصحيح : أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهنّ سألت عمّا بعدهنّ ، فإن أصبت أسألك .
قال : فضرب بيده على كمه فاستخرج كتاباً عتيقاً
فقال : هذا كتاب ورثته عن آبائي وأجدادي ، بإملاء موسى ( عليه السلام ) وخط هارون ( عليه السلام ) ، وفيه هذه الخصال التي أريد أن أسالك عنها .
فقال علي ( عليه السلام ) : والله عليك إن أجبتك فيهنّ بالصواب أن تسلم ـ لتدعنّ دينك ولتدخلنّ في ديني ـ
قال له : والله ـ ما جئت إلاّ لذلك ـ لئن أجبتني فيهنّ بالصواب لأسلمنّ الساعة على يديك .
قال له علي ( عليه السلام ) : سلْ .
قال : أخبرني. .. عن محمد ( صلى الله عليه وآله ) كم بعده من إمام عادل ، وفي أي جنة يكون ، ومَن يساكنه في الجنة ؟ قال علي ( عليه السلام ) : يا هاروني ، إنّ لمحمد ( صلى الله عليه وآله ) من الخلفاء اثنا عشر إماماً عادلاً لا يضرهم مَن خذلهم ، ولا يستوحشون لخلاف مَن خالفهم ، وإنّهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض ، ويسكن محمد ( صلى الله عليه وآله ) في جنته مع أولئك الاثني عشر إماماً العدل .
قال : صدقت ، والله الذي لا إله إلاّ هو ، إنّي لأجده في كتب أبي هارون ، كتبه بيده وإملاء موسى عمي ( عليه السلام )
قال : فأخبرني عن الواحدة ، أخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده ؟ وهل يموت أو يقتل ؟
قال ( عليه السلام ) : يا هاروني ، يعيش بعده ثلاثين سُنة ثمّ يضرب هاهنا - يعني قَرنه - فتُخضب هذه من هذا .
قال أبو الطفيل : فصاح الهاروني وقطع تسبيحه ، وهو يقول : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمد رسول الله (1) .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) زين الفتى 1 : 304 ح 218 ، فرائد السمطين 1 : 354 ح 280 ، الغدير 6 : 268 - 269.
57 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أولى الناس بالخلافة .
روى العلاّمة ابن أبي الحديد المعتزلي ـ نقلاّ عن كتاب السقيفة لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ـ بإسناده عن ابن عباس ، قال : مرّ عمر بعلي ( عليه السلام ) وأنا معه بفناء داره ، فسلّم عليه
فقال له علي ( عليه السلام ) : أين تريد ؟
قال : البقيع .
قال ( عليه السلام ) : أَفلا تصل صاحبك ويقوم معك ؟
قال عمر : بلى .
فقال لي علي ( عليه السلام ) : قم معه .
فقمت فمشيت إلى جانبه فشبك أصابعه في أصابعي ، ومشينا قليلاً حتى إذا خلّفنا البقيع قال لي عمر : يا بن عباس ، أَما والله ، إنّ صاحبك هذا ـ يعني علياً ( عليه السلام ) ـ لأَولى الناس بالأمر بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إلاّ أنّا خفناه على اثنين .
قال ابن عباس : فجاء بكلام لم أجد بدّاً من مساءلته عنه ، فقلت : ما هما ؟ قال عمر : خفناه على حداثة سِنه ، وحبه بني عبد المطلب (1) .
58 - عمر يعترف : المنبر حق علي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة الخطيب البغدادي وغيره : أنّ الحسين ( عليه السلام ) جاء لعمر وهو على المنبر فقال : ( انزل عن منبر أبي ) . فقال له : منبر أبيك ولا منبر أبي . وزاد ابن سعد : أنّه أخذه فأقعده على جنبه ، وقال : وهل أنبت الشعر على
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 6 : 50 - 51 ، السقيفة وفدك : 73.
رؤوسنا إلاّ أبوك ، أي أنّ الرفعة ما نلناها إلاّ به (1) .
59 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة ابن حجر عن الدار قطني : أنّ عمر سأل عن علي ( عليه السلام ) فقيل له : اذهب إلى أرضه .
فقال : اذهبوا بنا إليه ، فوجدوه يعمل فعملوا معه ساعةً ، ثمّ جلسوا يتحدثون
فقال له علي ( عليه السلام ) : أرأيت لو جاءك قوم من بني إسرائيل فقال لك أحدهم : أنا ابن عم موسى ( عليه السلام ) ، أكانت له عندك أثرة على أصحابه ؟
قال عمر : نعم .
قال علي ( عليه السلام ) : فأنا والله ، أخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وابن عمه .
قال : فنزع عمر رداءه فبسطه ، فقال : والله لا يكون لك مجلس غيره حتى نفترق (2) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ بغداد 1 : 141، الطبقات الكبرى ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) : 31 ح 219 ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 145 ، تاريخ مدينة دمشق 14 : 175 ، تاريخ الإسلام 3 : 5 ، كفاية الطالب : 424 ح 1116 ، كنز العمال 13 : 654 ح 37662 ، الإصابة 2 : 69 ترجمة الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) رقم 1729 ، الصواعق المحرقة : 177، ينابيع المودة : 206 باب 59 ، وسيلة النجاة خرّجه عن ابن عساكر الدمشقي ، والسيوطي وابن حجر ، تاريخ الخلفاء : السيرة الحلبية 1 : 443 . وفيه تحريف بأنّ الإمام علي ( عليه السلام ) هدّد الحسين وشجب فعله ، سير أعلام النبلاء 3 : 285، الرياض النضرة 2 : 341.
( 2 ) الصواعق المحرقة : 179.