الشيخ عباس محمد
10-01-2018, 08:19 PM
رسالةُ
في صلاة ابي بكر
أسانيد الحديث ونصوصه
لقد اتفق المحدّثون كلهم على إخراج هذا الحديث، فلم يخلُ منه (صحيح) ولا (مسند) ولا (معجم).... لكنّا اقتصرنا هنا على ما أخرجه أرباب (الصحاح الستة) وما أخرجه أحمد بن حنبل في (المسند)... لكون ما جاء في هذه الكتب هو الأتّم لفظاً والأقوى سنداً، فإذا عرف حاله عرف حال غيره، ولم تكن حاجة إلى التطويل بذكره...
الموطأ
جاء في (الموطّأ): «وحدّثني عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم خرج في مرضه فاتى فوجد أبا بكر وهوقائم يصلّى بالناس، فاستاخر أبو بكر فاشار إليه رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أن كما أنت ؟ فجلس رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم إلى جنب أبي بكر، فكان أبوبكر يصلّي بصلاة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وهوجالس، وكان الناس يصلون بصلاة أبي بكر»(1).
صحيح البخاري
وأخرجه البخاري في مواضع كثيرة من (صحيحه) منها ما يلي:
1 ـ حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدّثني أبي، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، قال الأسود: قال: كنا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها؛ فقالت:
____________
(1) الموطّأ ـ بشرح السيوطي ـ 1|156، وفي طبعة محمد فؤاد عبدالباقي 1|136.
«لمّا مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فاذن، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقيل له: إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلى بالناس؛ وأعاد فاعادوا له، فاعاد الثالثة، فقال: إنكن صواحب يوسف ! مروا أبابكر فليصل بالناس.
فخرج أبوبكر فصلى، فوجد النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم من نفسه خفةً، فخرج يهادي بين رجلين، كأنّي أنظر رجليه تخطان من الوجع، فاراد أبوبكر أن يتاخر، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أن مكانك.
ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه.
قيل للأعمش: وكان النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يصلي وأبوبكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه: نعم.
رواه أبو داود(1) عن شعبة عن الأعمش بعضه. وزاد أبو معاوية: جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبوبكر يصلي قائماً»(2).
2 ـ حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدّثني يونس، عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبدالله أنه أخبره عن أبيه، قال: «لما اشتد برسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وجعه قيل له في الصلاة ! فقال: مروا أبابكر فليصل بالناس.
قالت عائشة: إن أبابكر رجل رقيق، إذا قرأ غلبه البكاء.
قال مروه فيصلي. فعاودته.
قال: مروه فيصلي، إنكن صواحب يوسف»(3).
3 ـ حدثنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم
____________
(1) هو أبو داود الطيالسي.
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2|120 باب حدّ المريض أن يشهد الجماعة.
(3) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2|130 باب: أهل العلم والفضل أحق بالإمامة.
أن يصلي بالناس فى مرضه، فكان يصلي بهم.
قال عروة: فوجد رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم في نفسه خفة، فخرج فإذا أبوبكر يؤمّ الناس، فلما رآه أبوبكر استأخر فأشار إليه أن كما أنت.
فجلس رسول الله حذاء أبي بكر إلى جنبه، فكان أبوبكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر»(1).
4 ـ حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا حسين، عن زائدة، عن عبدالملك بن عمير، قال: حدثني أبو بردة، عن أبي موسى، قال: «مرض النبي صلى الله عليه [واله] وسلم فاشتد مرضه فقال: مروا أبابكر فليصل بالناس.
قالت عائشة: إنه رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلى بالناس !.
قال: مروا أبابكر فليصل بالناس، فعادت.
فقال: مري أبابكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف.
فأتاه الرسول فصلى بالناس في حياة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم»(2).
5 ـ حدثنا عبدالله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: «إن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قال في مرضه: مروا أبابكر يصلي بالناس.
قالت عائشة: قلت: إن أبابكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء! فمرعمرفليصل للناس.
فقالت عائشة: فقلت: لحفصة قولي له: إن أبابكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمرعمرفليصل للناس. ففعلت حفصة.
فقال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: صه، إنكن لأنتنّ صواحب يوسف، مروا أبابكر فليصل للناس.
____________
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|132 باب من قام إلى جنب الإمام لعلّةً.
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|130.
فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيراً»(1).
6 ـ حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زائدة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، قال: «دخلت على عائشة فقلت: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ؟
قالت: بلى، ثقل النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم فقال: أصلّى الناس ؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك.
قال: ضعوا لي ماء في المخضب، قالت: ففعلنا فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه.
ثم أفاق، فقال: أصلى الناس ؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله.
قال: ضعوا لي ماء في المخضب، قالت: فقعد فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمى عليه.
ثم أفاق فقال: أصلى الناس ؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله.
فقال: ضعوا لي ماء في المخضب، فقعد فاغتسل، ثم ذهب لينوء فاغمي عليه.
ثم أفاق فقال: أصلى الناس ؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله. والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم لصلاة العشاء الآخرة.
فارسل النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى أبي بكر بان يصلي بالناس، فاتاه الرسول فقال: إن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يامرك أن تصلي بالناس. فقال أبوبكرـ وكان رجلاً رقيقاًـ: يا عمر، صل بالناس. فقال له عمر: أنت أحق بذلك. فصلى أبوبكر تلك الأيام.
ثم إن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وجد من نفسه خفة، فخرج بين
____________
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|130.
رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر وأبوبكر يصلي بالناس، فلما رآه أبوبكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم بأن لا يتأخر.
قال: أجلساني إلى جنبه، فأجلساه إلى جنب أبي بكر. فجعل أبوبكريصلي وهو يأتم بصلاة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، والناس بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قاعد.
قال عبيدالله: فدخلت على عبدالله بن عباس فقلت له: ألا أعرض عليك ماحدثتني عائشة عن مرض النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ؟ قال: هات.
فعرضت عليه حديثها، فما أنكر منه شيئاً، غيرأنه قال: أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس ؟ قلت: لا، قال: هو علي»(1).
7 ـ حدثنا مسدّد، قال: حدثنا عبدالله بن داود، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «لما مرض النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم مرضه الذي مات فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة. فقال مروا أبابكر فليصل.
قلت: إن أبابكر رجل أسيف، إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة!.
قال: مروا أبابكر فليصل.
فقلت مثله فقال في الثالثة أو الرابعة: إنكن صواحب يوسف، مروا أبابكر فليصل؛ فصلى.
وخرج النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يهادي بين رجلين كاني أنظر إليه يخط برجليه الأرض، فلما رآه أبوبكر ذهب يتاخر، فاشار إليه أن صل، فتاخر أبو بكر وقعد النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى جنبه وأبوبكر يسمع الناس
____________
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|137 باب إنّما جعل الإمام ليؤتم به.
التكبير»(1).
8 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «لما ثقل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: مروا أبابكر أن يصلي بالناس. فقلت: يا رسول الله إن أبابكر رجل أسيف، وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر.
فقال: مروا أبابكر يصلي بالناس.
فقلت لحفصة: قولي له إن أبابكر رجل أسيف، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر.
قال: إنكن لأنّتنّ صواحب يوسف، مروا أبابكر أن يصلي بالناس.
فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله في نفسه خفة، فقام يهادي بين رجلين ورجلاه تخّطان في الأرض حتى دخل المسجد.
فلما سمع أبوبكر حسّه ذهب أبوبكر يتأخر، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، فجاء رسول الله حتى جلس عن يسارأبي بكر، فكان أبوبكر يصلي قائماً وكان رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم يصلي قاعداً، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر»(2).
9 ـ حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك الأنصاري ـ وكان تبع النبي وخدمه وصحبه ـ«أن أبابكر كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم في صفوف الصلاة، فكشف النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ستر الحجرة ينظرإلينا وهو قائم كان وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك، فهممنا
____________
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|162 باب من أسمع تكبير الإمام.
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|162 باب الرجل يأتّم بالإمام ويأتمّ الناس بالمأموم.
أن نفتتن من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم. فنكص أبوبكرعلى عقبيه ليصل الصفّ، وظن أن النبي خارج إلى الصلاة، فاشار الينا النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أن أتّموا صلاتكم، وأرخى الستر، فتوفي من يومه»(1).
10 ـ حدّثنا أبو معمر، قال: حدّثنا عبدالوارث، قال: حدّثنا عبدالعزيز، عن أنس، قال: «لم يخرج النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ثلاثاً، فأقيمت الصلاة فذهب أبوبكر يتقدم، فقال نبي الله بالحجاب فرفعه، فلما وضح وجه النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ما نظرنا منظراً كان أعجب إلينا من وجه النبي حين وضح لنا، فأومأ النبي صلى الله عليه [واله] وسلم بيده إلى أبي بكرأن يتقدّم، وارخى النبي الحجاب فلم يقدرعليه حتى مات»(2).
صحيح مسلم
وأخرجه مسلم بن الحجاج في (صحيحه) غير مرّة. من ذلك:
1ـ حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، قال: حدثنا زائدة، حدثنا موسى ابن أبي عائشة، عن عبيدالله بن عبدالله، قال: «دخلت على عائشة فقلت لها: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم ؟
قالت: بلى، ثقل النبي صلى الله عليه [وآله] وسلّم، فقال: أصلى الناس ؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله.
قال: ضعوا لي ماءً في المخضب...» إلى آخر ما تقدم عن البخاري (3).
2 ـ حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد ـ واللفظ لابن رافع ـ قال عبد: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبدالرزاق، أخبرنا معمر، قال الزهري: وأخبرني حمزة بن عبدالله بن عبدالله بن عمر، عن عائشة، قالت: «لما دخل رسول الله
____________
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2|135 باب أن أهل العلم والفضل أحق بالإمامة.
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2|130.
(3) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|54.
صلى الله عليه [وآله] وسلم بيتي قال: مروا أبابكر فليصل بالناس.
قالت: فقلت يا رسول الله، إن أبابكر رجل رقيق، إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه ! فلو أمرت غيرأبي بكر. قالت: والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قالت: فراجعته مرتين أو ثلاثاً. فقال: ليصلّ بالناس أبوبكر فإنكن صواحب يوسف»(1).
3 ـ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع.
ح
وحدثنا يحيى بن يحيى ـ واللفظ له ـ أخبرنا معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «لما ثقل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة....» إلى آخر ما تقدم عن البخاري (2).
4 ـ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا ابن نمير عن هشام.
ح
وحدثنا ابن نميرـ وألفاظهم متقاربة ـ قال: حدثنا أبي هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أبابكر أن يصلي بالناس في مرضه، فكان يصلي بهم.
قال عروة: فوجد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم من نفسه خفّةً، فخرج وإذا أبوبكر يؤمّ الناس، فلما رآه أبوبكر استأخر، فأشار إليه رسول الله أي كما أنت. فجلس رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حذاء أبي بكر إلى جنبه فكان أبوبكر يصلي بصلاة رسول الله، والناس يصلون بصلاة أبي بكر»(3).
5 ـ حدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد، قال عبد: أخبرني وقال الآخران: حدثنا يعقوب ـ وهو ابن إبراهيم بن سعد ـ، قال: حدثنا أبي عن صالح، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك: «أن أبابكر كان يصلي
____________
(1) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|59.
(2) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|51.
(3) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|61.
لهم في وجع رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم الذي توفي فيه...»(1).
6 ـ حدثنا محمد بن المثنى وهارون بن عبدالله، قالا: حدثنا عبدالصمد، قال: سمعت أبي يحدث، قال: حدّثنا عبدالعزيز، عن أنس، قال: «لم يخرج إلينا نبي الله ثلاثاً...» إلى آخر ما تقدم عن البخاري (2).
7 ـ رواه مسلم، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس... (3).
8 ـ وعن عبدالرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس...(4).
9 ـ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبدالملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: «مرض رسول الله...» إلى آخر ما تقدم عن البخاري (5).
صحيح الترمذي
وأخرجه الترمذي في (صحيحه) حيث قال:
«حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، حدثنا معن، حدثنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: مروا أبابكر فليصل بالناس.
فقالت عائشة: يا رسول الله، إن أبابكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فامرعمرفليصل بالناس.
قالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي له: إن أبابكرإذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فامرعمرفليصل بالناس. ففعلت حفصة.
____________
(1) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|62.
(2) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|63.
(3) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|63.
(4) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|63.
(5) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|63.
فقال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: إنكن لأنتنّ صواحبات يوسف، مروا أبابكر فليصل بالناس.
فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيراً.
قال أبوعيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن: عبدالله بن مسعود وأبي موسى وابن عباس وسالم بن عبيد وعبدالله بن زمعة»(1).
سنن أبي داود
وأخرجه أبو داود في (سننه) بقوله:
«حدثنا عبدالله بن محمّد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني الزهري، حدثني عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالصمد بن الحرث بن هشام، عن أبيه عن عبدالله بن زمعة، قال: لما استعزّ برسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة فقال: مروا من يصلي بالناس.
فخرج عبدالله بن زمعة فإذا عمر في الناس ـ وكان أبوبكر غائباً ـ فقلت: يا عمر، قم فصل بالناس. فتقدم فكبر.
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم صوته، وكان عمررجلاً مجهراً. فقال: أين أبوبكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون.
فبعث إلى أبي بكر، فجاء بعد أن صلى عمرتلك الصلاة فصلى بالناس.
حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك، قال: حدثني موسى بن يعقوب، عن عبدالله بن إسحاق، عن ابن شهاب، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة: أن عبدالله بن زمعة أخبره بهذا الخبرقال: لما سمع النبي صلى الله عليه
____________
(1) صحيح الترمذي 5|573، باب مناقب أبي بكر.
[وآله] وسلم صوت عمرـ قال ابن زمعة ـ خرج النبي حتى أطلع رأسه من حجرته ثم قال: لا لا لا، ليصل للناس ابن أبي قحافة؛ يقول ذلك مغضبا»(1).
سنن النسائي
وأخرجه النسائي في (سننه):
1 ـ أخبرنا العباس بن عبدالعظيم العنبري، قال: حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، قال: حدثنا زائدة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبيدالله بن عبدالله، قال: «دخلت على عائشة فقلت: ألا تحدثيني...» إلى آخره كما تقدّم (2).
2 ـ حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «لما ثقل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم جاء بلال يؤذنه بالصلاة. فقال: مرو أبابكر فليصل بالناس..» إلى آخره كما تقدّم (3).
3 ـ أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا حميد، عن أنس، قال: «آخر صلاة صلاّها رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم مع القوم، صلّى في ثوب واحد متوشحا خلف أبي بكر»(4).
4 ـ أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا بكر بن عيسى صاحب البصري، قال: سمعت شعبة يذكر عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة: «أن أبابكر صلى للناس ورسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم في الصف، (5).
____________
(1) سنن أبي داود 2|266 باب في استخلاف أبي بكر.
(2) سنن النسائي 2|10 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.
(3) سنن النسائي 2|99 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.
(4) سنن النسائي 2|77 صلاة الإمام خلف رجل من رعيته.
(5) سنن النسائي 2|77 صلاة الإمام خلف رجل من رعيته.
5 ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وهناد بن السري، عن حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن زرّ، عن عبدالله، قال: «لما قبض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قالت الأنصار: منا أميرومنكم أمير؟ فأتاهم عمر فقال: ألستم تعلمون أن رسول الله قد أمر أبابكر أن يصلي بالناس ؟ فايّكم تطيب نفسه أن يتقدم أبابكر؟! قالوا: نعوذ بالله أن نتقدّم أبابكراً(1).
6 ـ أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثني أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، قال: «سمعت عبيدالله بن عبدالله يحدث عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم أمر أبابكر أن يصلي بالناس. قالت: وكان النبي بين يدي أبي بكر، فصلى قاعداً، وأبوبكر يصلي بالناس، والناس خلف أبي بكر(2).
سنن ابن ماجة
وأخرجه ابن ماجة في (سننه):
1 ـ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية ووكيع، عن الأعمش.
ح
وحدثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «لما مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم مرضه الذي مات فيه ـ وقال أبومعاوية: لما ثقل ـ جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: مروا أبابكر فليصل بالناس... قالت: فارسلنا إلى أبي بكر فصلّ بالناس.
فوجد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم من نفسه خفةً، فخرج إلى الصلاة... فكان أبوبكر يأتمّ بالنبي، والناس يأتمون بابي بكر»(3).
2 ـ حدثنا ابن أبي شيبة، ثنا عبدالله بن نمير، عن هشام بن عروة، عن
____________
(1) سنن النسائي 2|74 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.
(2) سنن النسائي 2|84 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.
(3) سنن ابن ماجة 1|389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.
أبيه، عن عائشة، قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أبابكر أن يصلى بالناس في مرضه...»(1).
3 ـ حدثنا نصر بن علي الجهضمي، أنبأنا عبدالله بن داود من كتابه فى بيته، قال: سلمة بن نبيط، أنا عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط بن شريط، عن سالم بن عبيد، قال: «أغمي على رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم في مرضه، فلما أفاق قال: أحضرت الصلاة ؟ قالوا: نعم.
قال: مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبابكر فليصل بالناس. ثم أغمي عليه فأفاق فقال... ثم أغمي عليه فأفاق فقال... فقالت عائشة: إن أبي رجل أسيف، فإذا قام ذلك المقام يبكي لا يستطيع، فلو أمرت غيره !
ثم أغمي عليه فأفاق فقال: مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبابكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف ـ أو صواحبات يوسف ـ.
قال: فأمر بلال فأذن، وأمر أبوبكر فصلى بالناس.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلّم وجد خفة فقال: أنظروا لي من أتكئ عليه.
فجاءت بريرة ورجل آخر فاتّكأ عليهما، فلما رآه أبوبكر ذهب لينكص، فأومأ إليه أن اثبت مكانك.
ثم جاء رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حتى جلس إلى جنب أبي بكرحتى قضى أبوبكر صلاته، ثم إن رسول الله قبض.
قال أبو عبدالله: هذا حديث غريب لم يحدّث غير نصر بن علي» (2).
4 ـ حدثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس، قال: «لّما مرض رسول الله صلى الله عليه
____________
(1) سنن ابن ماجة 1|389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.
(2) سنن ابن ماجة 1|389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.
[وآله] وسلم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال: أدعوا لي علياً.
قالت عائشة: يا رسول الله، ندعو لك أبابكر؟ قال: ادعوه.
قالت حفصة: يا رسول الله، ندعو لك عمر؟ قال: ادعوه.
قالت أم الفضل: يا رسول الله، ندعو لك العباس ؟ قل: نعم.
فلما اجتمعوا رفع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم رأسه فنظر فسكت. فقال عمر: قوموا عن رسول الله.
ثم جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: مروا أبابكر فليصل بالناس. فقالت عائشة: يا رسول الله، إن أبابكر رجل رقيق حصر، ومتى لا يراك يبكي والناس يبكون، فلو أمرت عمر يصلي بالناس ؟
فخرج أبوبكر فصلى بالناس، فوجد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم من نفسه خفة، فخرج يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض، فلما رآه الناس سبحوا بابي بكر، فذهب ليستأخر فأومأ إليه النبي أي مكانك.
فجاء رسول الله فجلس عن يمينه وقام أبوبكر، وكان أبوبكر يأتمّ بالنبي والناس يأتمّون بأبي بكر.
قال ابن عباس: وأخذ رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم من القراءة من حيث كان بلغ أبوبكر.
قال وكيع: وكذا السنة.
قال: فمات رسول الله في مرضه ذلك»(1).
مسند أحمد
وأخرج أحمد بن حنبل في (مسنده) أكثر من غيره بكثير، فلنذكر طائفة من رواياته:
____________
(1) سنن ابن ماجة 1|389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.
1 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثني أبي، عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس، قال: «لما مرض صلى الله عليه [واله] وسلّم أمر أبابكر أن يصلي بالناس، ثم وجد خفّةً، فخرج، فلما أحسّ به أبوبكر أراد أن ينكص، فأومأ إليه النبي فجلس إلى جنب أبي بكر عن يساره، واستفتح من الآية التي انتهى إليها أبوبكر»(1).
2 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس، قال: «لمّا مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال: ادعوا لي علياً.
قالت عائشة: ندعو لك أبابكر؟ قال: ادعوه.
قالت حفصة: يا رسول الله، ندعو لك عمر؟ قال: ادعوه.
قالت أُمّ الفضل: يا رسول الله، ندعو لك العباس ؟ قال: ادعوه.
فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم يرعلياً فسكت. فقال عمر: قوموا عن رسول الله. فجاء بلال يؤذنه بالصلاة....(2).
3 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا عبدالله بن الوليد، ثنا سفيان، عن حميد عن أنس بن مالك، قال: «كان اخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم عليه برد متوشّحاً به وهوقاعد»(3).
4 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا يزيد، أنا سفيان ـ يعني ابن حسين ـ، عن الزهري، عن أنس، قال: «لما مرض رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم مرضه الذي توفي فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة، فقال بعد مرتين: يا بلال، قد بلغت، فمن شاء فليصل ومن شاء فليدع.
فرجع إليه بلال فقال: يا رسول الله، بابي أنت وأمي، من يصلي بالناس ؟
____________
(1) مسند أحمد 1|231.
(2) مسند أحمد 1|356.
(3) مسند أحمد 3|216.
قال: مرّ أبابكر فليصل بالناس.
فلما أن تقدم أبوبكر رفع عن رسول الله الستور قال: فنظرنا إليه كأنه ورقة بيضاء عليه خميصة، فذهب أبوبكر يتأخّر وظن أنه يريد الخروج إلى الصلاة، فاشار رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى أبي بكر أن يقوم فيصلي، فصلى أبوبكر بالناس، فما رأيناه بعداً(1).
5 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبدالملك ابن عمير، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى، قال: «مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم....»(2).
6 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا عبدالأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله، عن عائشة فقالت: «لما مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يمرض في بيتي فأذن له، فخرج رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم معتمداً على العباس وعلى رجل آخر ورجلاه تخطان في الأرض.
وقال عبيدالله: فقال ابن عباس: أتدري من ذلك الرجل ؟ هو علي بن أبي طالب، ولكن عائشة لا تطيب له نفساً.
قال الزهري: فقال النبي ـ وهو في بيت ميمونة ـ لعبدالله بن زمعة: مر الناس فليصلوا.
فلقي عمر بن الخطاب فقال: يا عمر صل بالناس، فصلى بهم، فسمع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم صوته فعرفه وكان جهيرالصوت...»(3).
7 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود عن عائشة، قالت: «لما مرض رسول الله... فجاء النبي حتى جلس
____________
(1) مسند أحمد 3|202.
(2) مسند أحمد 4|412.
(3) مسند أحمد 6|34.
إلى جنب أبي بكر، وكان أبوبكر يأتمّ بالنبي، والناس يأتمون بابي بكر»(1).
8 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة: «... فجاء النبي حتى جلس عن يسارأبي بكر، وكان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يصلي بالناس قاعداً وأبوبكر قائماً، يقتدي أبوبكر بصلاة رسول الله، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر»(2).
9 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا بكربن عيسى، قال: سمعت شعبة بن الحجاج يحدث عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل عن مسروق، عن عائشة «أن أبابكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم في الصف»(3).
10 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا شبابة بن سوار، أبا شعبة، عن نعيم بن ابي هند، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة، قالت: «صلى رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم خلف أبي بكر قاعداً في مرضه الذي مات فيه»(4).
11ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا شبابة، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: «قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في مرضه الذي مات فيه: مروا أبابكر يصلي بالناس... وصلى النبي خلفه قاعداً»(5).
12 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا عبدالصمد بن عبدالوارث، ثنا زائدة، ثنا عبدالملك بن عمير، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: «مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فقال: مروا أبابكر يصلي بالناس، فقالت عائشة: يا رسول الله إن أبي رجل رقيق ! فقال: مروا أبابكر يصلي بالناس فإنكن صواحبات يوسف.
____________
(1) مسند أحمد 6|210.
(2) مسند أحمد 6|224.
(3) مسند أحمد 6|159.
(4) مسند أحمد 6|159.
(5) مسند أحمد 6|159.
فأمّ أبو بكر الناس ورسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حي»(1).
____________
(1) مسند أحمد5|361.
(2)
نظرات في اسانيد الحديث
لقد نقلنا الحديث بأتمّ ألفاظه وأصح طرقه عن الصحاح ومسند أحمد، وكما ذكرنا من قبل فإن معرفة حاله بالنظرإلى هذه الأسانيد والمتون تغنينا عن النظر فيما رووه في خارج الصحاح عن غير من ذكرناه من الصحابة، ولربّما أشرنا إلى بعض ذلك في خلال البحث...
لقد كانت الأحاديث المذكورة عن:
1 ـ عائشة بنت أبي بكر.
2 ـ عبدالله بن مسعود.
3 ـ عبدالله بن عباس.
4 ـ عبدالله بن عمر.
5 ـ عبدالله بن زمعة.
6 ـ أبي موسى الأشعري.
7 ـ بريدة الأسلمي.
8 ـ أنس بن مالك.
9 ـ سالم بن عبيد.
فنحن ذكرنا الحديث عن تسعة من الصحابة وإن لم يذكر الترمذي إلا ستّة، حيث قال بعد إخراجه عن عائشة: «وفي الباب عن: عبدالله بن مسعود، وأبي موسى، وابن عباس، وسالم بن عبيد، وعبدالله بن زمعة»(1).
لكن العمدة حديث عائشة... بل إن بعض ما جاء عن غيرها من الصحابة مرسل، وإنها هي الواسطة... كما سنرى...
____________
(1) صحيح الترمذي 5|573.
فلنبدأ أوّلاً بالنظر في أسانيد الحديث عن غيرها ممن ذكرناه:
* حديث أبي موسى الأشعري
أمّا الحديث المذكور عن أبي موسى الأشعري ـ والذي اتفق عليه البخاري ومسلم، وأخرجه أحمد ـ ففيه:
1 ـ إنه مرسل، نص عليه ابن حجر وقال: «يحتمل أن يكون تلقاه عن عائشة»(1).
2 ـ إن الراوي عنه «أبو بردة» وهو ولده كما نصّ عليه ابن حجر(2) وهذا الرجل فاسق أثيم، له ضلع في قتل حجر بن عدي، حيث شهد عليه ـ في جماعة شهادة زور أدت إلى شهادته (3)... وروي أيضاً أنه قال لأبي الغادية ـ قاتل عمار ابن ياسر رضي الله تعالى عنه ـ: «أ أنت قتلت عمار بن ياسر؟ قال: نعم. قال: فناولني يدك. فقبلها وقال: لا تمسك النار أبداً !»(4).
3 ـ والراوي عنه: «عبد الملك بن عمير»:
وهو«مدلّس» و«مضطرب الحديث جداً» و«ضعيف جداً» و«كثير الغلط»:
قال أحمد: «مضطرب الحديث جداً مع قلة روايته، ما أرى له خمسمائة حديث، وقد غلط في كثيرمنها»(5).
وقال إسحاق بن منصور: «ضعفه أحمد جداً»(6).
وعن أحمد: «ضعيف يغلط»(7).
____________
(1) فتح الباري 2|130.
(2) فتح الباري 2|130.
(3) تاريخ الطبري 4|199 ـ 205.
(4) شرح نهج البلاغة 4|99.
(5) تهذيب التهذيب 6|411 وغيره.
(6) تهذيب التهذيب 6|412، ميزان الاعتدال 2|660.
(7) ميزان الاعتدال 6|660.
يتببع
في صلاة ابي بكر
أسانيد الحديث ونصوصه
لقد اتفق المحدّثون كلهم على إخراج هذا الحديث، فلم يخلُ منه (صحيح) ولا (مسند) ولا (معجم).... لكنّا اقتصرنا هنا على ما أخرجه أرباب (الصحاح الستة) وما أخرجه أحمد بن حنبل في (المسند)... لكون ما جاء في هذه الكتب هو الأتّم لفظاً والأقوى سنداً، فإذا عرف حاله عرف حال غيره، ولم تكن حاجة إلى التطويل بذكره...
الموطأ
جاء في (الموطّأ): «وحدّثني عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم خرج في مرضه فاتى فوجد أبا بكر وهوقائم يصلّى بالناس، فاستاخر أبو بكر فاشار إليه رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أن كما أنت ؟ فجلس رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم إلى جنب أبي بكر، فكان أبوبكر يصلّي بصلاة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وهوجالس، وكان الناس يصلون بصلاة أبي بكر»(1).
صحيح البخاري
وأخرجه البخاري في مواضع كثيرة من (صحيحه) منها ما يلي:
1 ـ حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدّثني أبي، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، قال الأسود: قال: كنا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها؛ فقالت:
____________
(1) الموطّأ ـ بشرح السيوطي ـ 1|156، وفي طبعة محمد فؤاد عبدالباقي 1|136.
«لمّا مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فاذن، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقيل له: إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلى بالناس؛ وأعاد فاعادوا له، فاعاد الثالثة، فقال: إنكن صواحب يوسف ! مروا أبابكر فليصل بالناس.
فخرج أبوبكر فصلى، فوجد النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم من نفسه خفةً، فخرج يهادي بين رجلين، كأنّي أنظر رجليه تخطان من الوجع، فاراد أبوبكر أن يتاخر، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أن مكانك.
ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه.
قيل للأعمش: وكان النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يصلي وأبوبكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه: نعم.
رواه أبو داود(1) عن شعبة عن الأعمش بعضه. وزاد أبو معاوية: جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبوبكر يصلي قائماً»(2).
2 ـ حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدّثني يونس، عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبدالله أنه أخبره عن أبيه، قال: «لما اشتد برسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وجعه قيل له في الصلاة ! فقال: مروا أبابكر فليصل بالناس.
قالت عائشة: إن أبابكر رجل رقيق، إذا قرأ غلبه البكاء.
قال مروه فيصلي. فعاودته.
قال: مروه فيصلي، إنكن صواحب يوسف»(3).
3 ـ حدثنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم
____________
(1) هو أبو داود الطيالسي.
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2|120 باب حدّ المريض أن يشهد الجماعة.
(3) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2|130 باب: أهل العلم والفضل أحق بالإمامة.
أن يصلي بالناس فى مرضه، فكان يصلي بهم.
قال عروة: فوجد رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم في نفسه خفة، فخرج فإذا أبوبكر يؤمّ الناس، فلما رآه أبوبكر استأخر فأشار إليه أن كما أنت.
فجلس رسول الله حذاء أبي بكر إلى جنبه، فكان أبوبكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر»(1).
4 ـ حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا حسين، عن زائدة، عن عبدالملك بن عمير، قال: حدثني أبو بردة، عن أبي موسى، قال: «مرض النبي صلى الله عليه [واله] وسلم فاشتد مرضه فقال: مروا أبابكر فليصل بالناس.
قالت عائشة: إنه رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلى بالناس !.
قال: مروا أبابكر فليصل بالناس، فعادت.
فقال: مري أبابكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف.
فأتاه الرسول فصلى بالناس في حياة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم»(2).
5 ـ حدثنا عبدالله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: «إن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قال في مرضه: مروا أبابكر يصلي بالناس.
قالت عائشة: قلت: إن أبابكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء! فمرعمرفليصل للناس.
فقالت عائشة: فقلت: لحفصة قولي له: إن أبابكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمرعمرفليصل للناس. ففعلت حفصة.
فقال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: صه، إنكن لأنتنّ صواحب يوسف، مروا أبابكر فليصل للناس.
____________
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|132 باب من قام إلى جنب الإمام لعلّةً.
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|130.
فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيراً»(1).
6 ـ حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زائدة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، قال: «دخلت على عائشة فقلت: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ؟
قالت: بلى، ثقل النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم فقال: أصلّى الناس ؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك.
قال: ضعوا لي ماء في المخضب، قالت: ففعلنا فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه.
ثم أفاق، فقال: أصلى الناس ؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله.
قال: ضعوا لي ماء في المخضب، قالت: فقعد فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمى عليه.
ثم أفاق فقال: أصلى الناس ؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله.
فقال: ضعوا لي ماء في المخضب، فقعد فاغتسل، ثم ذهب لينوء فاغمي عليه.
ثم أفاق فقال: أصلى الناس ؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله. والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم لصلاة العشاء الآخرة.
فارسل النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى أبي بكر بان يصلي بالناس، فاتاه الرسول فقال: إن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يامرك أن تصلي بالناس. فقال أبوبكرـ وكان رجلاً رقيقاًـ: يا عمر، صل بالناس. فقال له عمر: أنت أحق بذلك. فصلى أبوبكر تلك الأيام.
ثم إن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وجد من نفسه خفة، فخرج بين
____________
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|130.
رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر وأبوبكر يصلي بالناس، فلما رآه أبوبكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم بأن لا يتأخر.
قال: أجلساني إلى جنبه، فأجلساه إلى جنب أبي بكر. فجعل أبوبكريصلي وهو يأتم بصلاة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، والناس بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قاعد.
قال عبيدالله: فدخلت على عبدالله بن عباس فقلت له: ألا أعرض عليك ماحدثتني عائشة عن مرض النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ؟ قال: هات.
فعرضت عليه حديثها، فما أنكر منه شيئاً، غيرأنه قال: أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس ؟ قلت: لا، قال: هو علي»(1).
7 ـ حدثنا مسدّد، قال: حدثنا عبدالله بن داود، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «لما مرض النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم مرضه الذي مات فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة. فقال مروا أبابكر فليصل.
قلت: إن أبابكر رجل أسيف، إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة!.
قال: مروا أبابكر فليصل.
فقلت مثله فقال في الثالثة أو الرابعة: إنكن صواحب يوسف، مروا أبابكر فليصل؛ فصلى.
وخرج النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يهادي بين رجلين كاني أنظر إليه يخط برجليه الأرض، فلما رآه أبوبكر ذهب يتاخر، فاشار إليه أن صل، فتاخر أبو بكر وقعد النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى جنبه وأبوبكر يسمع الناس
____________
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|137 باب إنّما جعل الإمام ليؤتم به.
التكبير»(1).
8 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «لما ثقل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: مروا أبابكر أن يصلي بالناس. فقلت: يا رسول الله إن أبابكر رجل أسيف، وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر.
فقال: مروا أبابكر يصلي بالناس.
فقلت لحفصة: قولي له إن أبابكر رجل أسيف، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر.
قال: إنكن لأنّتنّ صواحب يوسف، مروا أبابكر أن يصلي بالناس.
فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله في نفسه خفة، فقام يهادي بين رجلين ورجلاه تخّطان في الأرض حتى دخل المسجد.
فلما سمع أبوبكر حسّه ذهب أبوبكر يتأخر، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، فجاء رسول الله حتى جلس عن يسارأبي بكر، فكان أبوبكر يصلي قائماً وكان رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم يصلي قاعداً، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر»(2).
9 ـ حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك الأنصاري ـ وكان تبع النبي وخدمه وصحبه ـ«أن أبابكر كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم في صفوف الصلاة، فكشف النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ستر الحجرة ينظرإلينا وهو قائم كان وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك، فهممنا
____________
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|162 باب من أسمع تكبير الإمام.
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجرـ 2|162 باب الرجل يأتّم بالإمام ويأتمّ الناس بالمأموم.
أن نفتتن من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم. فنكص أبوبكرعلى عقبيه ليصل الصفّ، وظن أن النبي خارج إلى الصلاة، فاشار الينا النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أن أتّموا صلاتكم، وأرخى الستر، فتوفي من يومه»(1).
10 ـ حدّثنا أبو معمر، قال: حدّثنا عبدالوارث، قال: حدّثنا عبدالعزيز، عن أنس، قال: «لم يخرج النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ثلاثاً، فأقيمت الصلاة فذهب أبوبكر يتقدم، فقال نبي الله بالحجاب فرفعه، فلما وضح وجه النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ما نظرنا منظراً كان أعجب إلينا من وجه النبي حين وضح لنا، فأومأ النبي صلى الله عليه [واله] وسلم بيده إلى أبي بكرأن يتقدّم، وارخى النبي الحجاب فلم يقدرعليه حتى مات»(2).
صحيح مسلم
وأخرجه مسلم بن الحجاج في (صحيحه) غير مرّة. من ذلك:
1ـ حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، قال: حدثنا زائدة، حدثنا موسى ابن أبي عائشة، عن عبيدالله بن عبدالله، قال: «دخلت على عائشة فقلت لها: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم ؟
قالت: بلى، ثقل النبي صلى الله عليه [وآله] وسلّم، فقال: أصلى الناس ؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله.
قال: ضعوا لي ماءً في المخضب...» إلى آخر ما تقدم عن البخاري (3).
2 ـ حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد ـ واللفظ لابن رافع ـ قال عبد: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبدالرزاق، أخبرنا معمر، قال الزهري: وأخبرني حمزة بن عبدالله بن عبدالله بن عمر، عن عائشة، قالت: «لما دخل رسول الله
____________
(1) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2|135 باب أن أهل العلم والفضل أحق بالإمامة.
(2) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ 2|130.
(3) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|54.
صلى الله عليه [وآله] وسلم بيتي قال: مروا أبابكر فليصل بالناس.
قالت: فقلت يا رسول الله، إن أبابكر رجل رقيق، إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه ! فلو أمرت غيرأبي بكر. قالت: والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قالت: فراجعته مرتين أو ثلاثاً. فقال: ليصلّ بالناس أبوبكر فإنكن صواحب يوسف»(1).
3 ـ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع.
ح
وحدثنا يحيى بن يحيى ـ واللفظ له ـ أخبرنا معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «لما ثقل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة....» إلى آخر ما تقدم عن البخاري (2).
4 ـ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا ابن نمير عن هشام.
ح
وحدثنا ابن نميرـ وألفاظهم متقاربة ـ قال: حدثنا أبي هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أبابكر أن يصلي بالناس في مرضه، فكان يصلي بهم.
قال عروة: فوجد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم من نفسه خفّةً، فخرج وإذا أبوبكر يؤمّ الناس، فلما رآه أبوبكر استأخر، فأشار إليه رسول الله أي كما أنت. فجلس رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حذاء أبي بكر إلى جنبه فكان أبوبكر يصلي بصلاة رسول الله، والناس يصلون بصلاة أبي بكر»(3).
5 ـ حدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد، قال عبد: أخبرني وقال الآخران: حدثنا يعقوب ـ وهو ابن إبراهيم بن سعد ـ، قال: حدثنا أبي عن صالح، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك: «أن أبابكر كان يصلي
____________
(1) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|59.
(2) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|51.
(3) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|61.
لهم في وجع رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم الذي توفي فيه...»(1).
6 ـ حدثنا محمد بن المثنى وهارون بن عبدالله، قالا: حدثنا عبدالصمد، قال: سمعت أبي يحدث، قال: حدّثنا عبدالعزيز، عن أنس، قال: «لم يخرج إلينا نبي الله ثلاثاً...» إلى آخر ما تقدم عن البخاري (2).
7 ـ رواه مسلم، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس... (3).
8 ـ وعن عبدالرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس...(4).
9 ـ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبدالملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: «مرض رسول الله...» إلى آخر ما تقدم عن البخاري (5).
صحيح الترمذي
وأخرجه الترمذي في (صحيحه) حيث قال:
«حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، حدثنا معن، حدثنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: مروا أبابكر فليصل بالناس.
فقالت عائشة: يا رسول الله، إن أبابكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فامرعمرفليصل بالناس.
قالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي له: إن أبابكرإذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فامرعمرفليصل بالناس. ففعلت حفصة.
____________
(1) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|62.
(2) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|63.
(3) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|63.
(4) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|63.
(5) صحيح مسلم ـ بشرح النووي، هامش إرشاد الساري ـ 3|63.
فقال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: إنكن لأنتنّ صواحبات يوسف، مروا أبابكر فليصل بالناس.
فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيراً.
قال أبوعيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب عن: عبدالله بن مسعود وأبي موسى وابن عباس وسالم بن عبيد وعبدالله بن زمعة»(1).
سنن أبي داود
وأخرجه أبو داود في (سننه) بقوله:
«حدثنا عبدالله بن محمّد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني الزهري، حدثني عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالصمد بن الحرث بن هشام، عن أبيه عن عبدالله بن زمعة، قال: لما استعزّ برسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة فقال: مروا من يصلي بالناس.
فخرج عبدالله بن زمعة فإذا عمر في الناس ـ وكان أبوبكر غائباً ـ فقلت: يا عمر، قم فصل بالناس. فتقدم فكبر.
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم صوته، وكان عمررجلاً مجهراً. فقال: أين أبوبكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون.
فبعث إلى أبي بكر، فجاء بعد أن صلى عمرتلك الصلاة فصلى بالناس.
حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك، قال: حدثني موسى بن يعقوب، عن عبدالله بن إسحاق، عن ابن شهاب، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة: أن عبدالله بن زمعة أخبره بهذا الخبرقال: لما سمع النبي صلى الله عليه
____________
(1) صحيح الترمذي 5|573، باب مناقب أبي بكر.
[وآله] وسلم صوت عمرـ قال ابن زمعة ـ خرج النبي حتى أطلع رأسه من حجرته ثم قال: لا لا لا، ليصل للناس ابن أبي قحافة؛ يقول ذلك مغضبا»(1).
سنن النسائي
وأخرجه النسائي في (سننه):
1 ـ أخبرنا العباس بن عبدالعظيم العنبري، قال: حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، قال: حدثنا زائدة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبيدالله بن عبدالله، قال: «دخلت على عائشة فقلت: ألا تحدثيني...» إلى آخره كما تقدّم (2).
2 ـ حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «لما ثقل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم جاء بلال يؤذنه بالصلاة. فقال: مرو أبابكر فليصل بالناس..» إلى آخره كما تقدّم (3).
3 ـ أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا حميد، عن أنس، قال: «آخر صلاة صلاّها رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم مع القوم، صلّى في ثوب واحد متوشحا خلف أبي بكر»(4).
4 ـ أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا بكر بن عيسى صاحب البصري، قال: سمعت شعبة يذكر عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة: «أن أبابكر صلى للناس ورسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم في الصف، (5).
____________
(1) سنن أبي داود 2|266 باب في استخلاف أبي بكر.
(2) سنن النسائي 2|10 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.
(3) سنن النسائي 2|99 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.
(4) سنن النسائي 2|77 صلاة الإمام خلف رجل من رعيته.
(5) سنن النسائي 2|77 صلاة الإمام خلف رجل من رعيته.
5 ـ أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وهناد بن السري، عن حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن زرّ، عن عبدالله، قال: «لما قبض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قالت الأنصار: منا أميرومنكم أمير؟ فأتاهم عمر فقال: ألستم تعلمون أن رسول الله قد أمر أبابكر أن يصلي بالناس ؟ فايّكم تطيب نفسه أن يتقدم أبابكر؟! قالوا: نعوذ بالله أن نتقدّم أبابكراً(1).
6 ـ أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثني أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، قال: «سمعت عبيدالله بن عبدالله يحدث عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم أمر أبابكر أن يصلي بالناس. قالت: وكان النبي بين يدي أبي بكر، فصلى قاعداً، وأبوبكر يصلي بالناس، والناس خلف أبي بكر(2).
سنن ابن ماجة
وأخرجه ابن ماجة في (سننه):
1 ـ حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية ووكيع، عن الأعمش.
ح
وحدثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «لما مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم مرضه الذي مات فيه ـ وقال أبومعاوية: لما ثقل ـ جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: مروا أبابكر فليصل بالناس... قالت: فارسلنا إلى أبي بكر فصلّ بالناس.
فوجد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم من نفسه خفةً، فخرج إلى الصلاة... فكان أبوبكر يأتمّ بالنبي، والناس يأتمون بابي بكر»(3).
2 ـ حدثنا ابن أبي شيبة، ثنا عبدالله بن نمير، عن هشام بن عروة، عن
____________
(1) سنن النسائي 2|74 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.
(2) سنن النسائي 2|84 كتاب الإمامة من كتاب الصلاة.
(3) سنن ابن ماجة 1|389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.
أبيه، عن عائشة، قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أبابكر أن يصلى بالناس في مرضه...»(1).
3 ـ حدثنا نصر بن علي الجهضمي، أنبأنا عبدالله بن داود من كتابه فى بيته، قال: سلمة بن نبيط، أنا عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط بن شريط، عن سالم بن عبيد، قال: «أغمي على رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم في مرضه، فلما أفاق قال: أحضرت الصلاة ؟ قالوا: نعم.
قال: مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبابكر فليصل بالناس. ثم أغمي عليه فأفاق فقال... ثم أغمي عليه فأفاق فقال... فقالت عائشة: إن أبي رجل أسيف، فإذا قام ذلك المقام يبكي لا يستطيع، فلو أمرت غيره !
ثم أغمي عليه فأفاق فقال: مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبابكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف ـ أو صواحبات يوسف ـ.
قال: فأمر بلال فأذن، وأمر أبوبكر فصلى بالناس.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلّم وجد خفة فقال: أنظروا لي من أتكئ عليه.
فجاءت بريرة ورجل آخر فاتّكأ عليهما، فلما رآه أبوبكر ذهب لينكص، فأومأ إليه أن اثبت مكانك.
ثم جاء رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حتى جلس إلى جنب أبي بكرحتى قضى أبوبكر صلاته، ثم إن رسول الله قبض.
قال أبو عبدالله: هذا حديث غريب لم يحدّث غير نصر بن علي» (2).
4 ـ حدثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس، قال: «لّما مرض رسول الله صلى الله عليه
____________
(1) سنن ابن ماجة 1|389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.
(2) سنن ابن ماجة 1|389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.
[وآله] وسلم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال: أدعوا لي علياً.
قالت عائشة: يا رسول الله، ندعو لك أبابكر؟ قال: ادعوه.
قالت حفصة: يا رسول الله، ندعو لك عمر؟ قال: ادعوه.
قالت أم الفضل: يا رسول الله، ندعو لك العباس ؟ قل: نعم.
فلما اجتمعوا رفع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم رأسه فنظر فسكت. فقال عمر: قوموا عن رسول الله.
ثم جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: مروا أبابكر فليصل بالناس. فقالت عائشة: يا رسول الله، إن أبابكر رجل رقيق حصر، ومتى لا يراك يبكي والناس يبكون، فلو أمرت عمر يصلي بالناس ؟
فخرج أبوبكر فصلى بالناس، فوجد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم من نفسه خفة، فخرج يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض، فلما رآه الناس سبحوا بابي بكر، فذهب ليستأخر فأومأ إليه النبي أي مكانك.
فجاء رسول الله فجلس عن يمينه وقام أبوبكر، وكان أبوبكر يأتمّ بالنبي والناس يأتمّون بأبي بكر.
قال ابن عباس: وأخذ رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم من القراءة من حيث كان بلغ أبوبكر.
قال وكيع: وكذا السنة.
قال: فمات رسول الله في مرضه ذلك»(1).
مسند أحمد
وأخرج أحمد بن حنبل في (مسنده) أكثر من غيره بكثير، فلنذكر طائفة من رواياته:
____________
(1) سنن ابن ماجة 1|389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه.
1 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثني أبي، عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس، قال: «لما مرض صلى الله عليه [واله] وسلّم أمر أبابكر أن يصلي بالناس، ثم وجد خفّةً، فخرج، فلما أحسّ به أبوبكر أراد أن ينكص، فأومأ إليه النبي فجلس إلى جنب أبي بكر عن يساره، واستفتح من الآية التي انتهى إليها أبوبكر»(1).
2 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس، قال: «لمّا مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال: ادعوا لي علياً.
قالت عائشة: ندعو لك أبابكر؟ قال: ادعوه.
قالت حفصة: يا رسول الله، ندعو لك عمر؟ قال: ادعوه.
قالت أُمّ الفضل: يا رسول الله، ندعو لك العباس ؟ قال: ادعوه.
فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم يرعلياً فسكت. فقال عمر: قوموا عن رسول الله. فجاء بلال يؤذنه بالصلاة....(2).
3 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا عبدالله بن الوليد، ثنا سفيان، عن حميد عن أنس بن مالك، قال: «كان اخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم عليه برد متوشّحاً به وهوقاعد»(3).
4 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا يزيد، أنا سفيان ـ يعني ابن حسين ـ، عن الزهري، عن أنس، قال: «لما مرض رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم مرضه الذي توفي فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة، فقال بعد مرتين: يا بلال، قد بلغت، فمن شاء فليصل ومن شاء فليدع.
فرجع إليه بلال فقال: يا رسول الله، بابي أنت وأمي، من يصلي بالناس ؟
____________
(1) مسند أحمد 1|231.
(2) مسند أحمد 1|356.
(3) مسند أحمد 3|216.
قال: مرّ أبابكر فليصل بالناس.
فلما أن تقدم أبوبكر رفع عن رسول الله الستور قال: فنظرنا إليه كأنه ورقة بيضاء عليه خميصة، فذهب أبوبكر يتأخّر وظن أنه يريد الخروج إلى الصلاة، فاشار رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى أبي بكر أن يقوم فيصلي، فصلى أبوبكر بالناس، فما رأيناه بعداً(1).
5 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبدالملك ابن عمير، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى، قال: «مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم....»(2).
6 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا عبدالأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله، عن عائشة فقالت: «لما مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يمرض في بيتي فأذن له، فخرج رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم معتمداً على العباس وعلى رجل آخر ورجلاه تخطان في الأرض.
وقال عبيدالله: فقال ابن عباس: أتدري من ذلك الرجل ؟ هو علي بن أبي طالب، ولكن عائشة لا تطيب له نفساً.
قال الزهري: فقال النبي ـ وهو في بيت ميمونة ـ لعبدالله بن زمعة: مر الناس فليصلوا.
فلقي عمر بن الخطاب فقال: يا عمر صل بالناس، فصلى بهم، فسمع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم صوته فعرفه وكان جهيرالصوت...»(3).
7 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود عن عائشة، قالت: «لما مرض رسول الله... فجاء النبي حتى جلس
____________
(1) مسند أحمد 3|202.
(2) مسند أحمد 4|412.
(3) مسند أحمد 6|34.
إلى جنب أبي بكر، وكان أبوبكر يأتمّ بالنبي، والناس يأتمون بابي بكر»(1).
8 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة: «... فجاء النبي حتى جلس عن يسارأبي بكر، وكان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يصلي بالناس قاعداً وأبوبكر قائماً، يقتدي أبوبكر بصلاة رسول الله، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر»(2).
9 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا بكربن عيسى، قال: سمعت شعبة بن الحجاج يحدث عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل عن مسروق، عن عائشة «أن أبابكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم في الصف»(3).
10 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا شبابة بن سوار، أبا شعبة، عن نعيم بن ابي هند، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة، قالت: «صلى رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم خلف أبي بكر قاعداً في مرضه الذي مات فيه»(4).
11ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا شبابة، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: «قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في مرضه الذي مات فيه: مروا أبابكر يصلي بالناس... وصلى النبي خلفه قاعداً»(5).
12 ـ عبدالله، حدثني أبي، ثنا عبدالصمد بن عبدالوارث، ثنا زائدة، ثنا عبدالملك بن عمير، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: «مرض رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فقال: مروا أبابكر يصلي بالناس، فقالت عائشة: يا رسول الله إن أبي رجل رقيق ! فقال: مروا أبابكر يصلي بالناس فإنكن صواحبات يوسف.
____________
(1) مسند أحمد 6|210.
(2) مسند أحمد 6|224.
(3) مسند أحمد 6|159.
(4) مسند أحمد 6|159.
(5) مسند أحمد 6|159.
فأمّ أبو بكر الناس ورسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حي»(1).
____________
(1) مسند أحمد5|361.
(2)
نظرات في اسانيد الحديث
لقد نقلنا الحديث بأتمّ ألفاظه وأصح طرقه عن الصحاح ومسند أحمد، وكما ذكرنا من قبل فإن معرفة حاله بالنظرإلى هذه الأسانيد والمتون تغنينا عن النظر فيما رووه في خارج الصحاح عن غير من ذكرناه من الصحابة، ولربّما أشرنا إلى بعض ذلك في خلال البحث...
لقد كانت الأحاديث المذكورة عن:
1 ـ عائشة بنت أبي بكر.
2 ـ عبدالله بن مسعود.
3 ـ عبدالله بن عباس.
4 ـ عبدالله بن عمر.
5 ـ عبدالله بن زمعة.
6 ـ أبي موسى الأشعري.
7 ـ بريدة الأسلمي.
8 ـ أنس بن مالك.
9 ـ سالم بن عبيد.
فنحن ذكرنا الحديث عن تسعة من الصحابة وإن لم يذكر الترمذي إلا ستّة، حيث قال بعد إخراجه عن عائشة: «وفي الباب عن: عبدالله بن مسعود، وأبي موسى، وابن عباس، وسالم بن عبيد، وعبدالله بن زمعة»(1).
لكن العمدة حديث عائشة... بل إن بعض ما جاء عن غيرها من الصحابة مرسل، وإنها هي الواسطة... كما سنرى...
____________
(1) صحيح الترمذي 5|573.
فلنبدأ أوّلاً بالنظر في أسانيد الحديث عن غيرها ممن ذكرناه:
* حديث أبي موسى الأشعري
أمّا الحديث المذكور عن أبي موسى الأشعري ـ والذي اتفق عليه البخاري ومسلم، وأخرجه أحمد ـ ففيه:
1 ـ إنه مرسل، نص عليه ابن حجر وقال: «يحتمل أن يكون تلقاه عن عائشة»(1).
2 ـ إن الراوي عنه «أبو بردة» وهو ولده كما نصّ عليه ابن حجر(2) وهذا الرجل فاسق أثيم، له ضلع في قتل حجر بن عدي، حيث شهد عليه ـ في جماعة شهادة زور أدت إلى شهادته (3)... وروي أيضاً أنه قال لأبي الغادية ـ قاتل عمار ابن ياسر رضي الله تعالى عنه ـ: «أ أنت قتلت عمار بن ياسر؟ قال: نعم. قال: فناولني يدك. فقبلها وقال: لا تمسك النار أبداً !»(4).
3 ـ والراوي عنه: «عبد الملك بن عمير»:
وهو«مدلّس» و«مضطرب الحديث جداً» و«ضعيف جداً» و«كثير الغلط»:
قال أحمد: «مضطرب الحديث جداً مع قلة روايته، ما أرى له خمسمائة حديث، وقد غلط في كثيرمنها»(5).
وقال إسحاق بن منصور: «ضعفه أحمد جداً»(6).
وعن أحمد: «ضعيف يغلط»(7).
____________
(1) فتح الباري 2|130.
(2) فتح الباري 2|130.
(3) تاريخ الطبري 4|199 ـ 205.
(4) شرح نهج البلاغة 4|99.
(5) تهذيب التهذيب 6|411 وغيره.
(6) تهذيب التهذيب 6|412، ميزان الاعتدال 2|660.
(7) ميزان الاعتدال 6|660.
يتببع