الشيخ عباس محمد
10-01-2018, 08:24 PM
اعتراف معاوية ويزيد بان أبو بكر وعمر غصبا الخلافة
ورد هذا الأمر في ردّ معاوية لرسالة محمد بن أبي بكر, وردّ يزيد بن معاوية لرسالة ابن عمر.
وسننقل لكم هاتين الرسالتين:
الرسالة الأولى:
(( من معاوية بن صخر إلى الزاري على أبيه محمّد بن أبي بكر.
سلام على أهل طاعة الله.
أما بعد:
فقد أتاني كتابك, تذكر فيه ما الله أهله في عظمته وقدرته وسلطانه, وما أصفى به رسول الله (ص), مع كلام كثير ألّفته ووضعته لرأيك فيه تضعيف, ولأبيك فيه تعنيف.
ذكرك فيه فضل ابن أبي طالب, وقديم سوابقه وقرابته من رسول الله (ص), ونصرته له ومواساته إياه في كلّ هول وخوف, فكان احتجاجك عليَّ وفخرك بفضل غيرك لا بفضلك, فأحمد رباً صرف هذا الفضل عنك وجعله لغيرك.
فقد كنّا وأبوك معنا في حياة نبينا نعرف حقّ ابن أبي طالب لازماً لنا, وفضله مبرزاً علينا, فلمّا اختار الله لنبيّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ما عنده, وأتمّ له ما وعده, وأظهر دعوته, وأفلج حجّته, وقبضه الله إليه ـ صلوات الله عليه ـ ؛ كان أبوك وفاروقه أوّل من ابتزّه حقّه وخالفه على أمره, على ذلك اتفقا واتسقا.
ثمّ إنّهما دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكّأ عليهما, فهما به الهموم, وأرادا به العظيم, ثم إنّه بايعهما وسلم لهما, وأقاما لا يشركانه في أمرهما, ولا يطلعانه على سرّهما, حتى قبضهما الله, وانقضى أمرهما, ثمّ قام ثالثهما عثمان فهدى بهديهما وسار بسيرتهما, فعبته أنت وصاحبك حتى طمع فيه الأقاصي من أهل المعاصي, فطلبتما له الغوائل حتى بلغتما فيه مناكما.
فخذ حذرك يابن أبي بكر, فسترى وبال أمرك, وقس شبرك بفترك تقصر عن أن توازي أو تساوي من يزن الجبال حلمفهف, ولا تلين على قسر قناته, ولا يدرك ذو مدى أناته.
أبوك مهَّد له مهاده, وبنى ملكه وشاده, فإن يك ما نحن فيه صواباً فأبوك أوله. وإن يكن جوراً فأبوك استبدّ به ونحن شركاؤه, فبهديه أخذنا وبفعله اقتدينا, ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب, ولسلّمنا إليه, ولكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا, فاحتذينا مثاله, واقتدينا بفعاله, فعبْ أباك بما بدا لك أو دع, والسلام على من أناب ورجع من غوايته وتاب. )) (مروج الذهب للمسعودي 3: 12, شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3: 189, أنساب الأشراف: 396).
الرسالة الثانية:
وأما الرسالة التي ردَّ بها يزيد بن معاوية على ابن عمر, وهي على اختصارها ترمي نفس المرمى.
فقد أخرج البلاذري في تاريخه قال: ((لمّا قتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب (ع), كتب عبد الله بن عمر رسالة الى يزيد بن معاوية جاء فيها:
(( أمّا بعد, فقد عظمت الرزّية, وجلَّت المصيبة, في الإسلام حدث عظيم, ولا يوم كيوم قتل الحسين.
فكتب إليه يزيد:
أمّا بعد, يا أحمق, فإنّا جئنا إلى بيوت منجدة, وفرش ممهدة, ووسائد منضدة, فقاتلنا عنها. فإن يكن الحقّ لنا فعن حقّنا قاتلنا, وإن كان الحقّ لغيرنا فأبوك أوّل من سنَّ هذا, واستأثر بالحقّ عليه أهله))(بحار الأنوار 45: 328 عن البلاذري).
ورد هذا الأمر في ردّ معاوية لرسالة محمد بن أبي بكر, وردّ يزيد بن معاوية لرسالة ابن عمر.
وسننقل لكم هاتين الرسالتين:
الرسالة الأولى:
(( من معاوية بن صخر إلى الزاري على أبيه محمّد بن أبي بكر.
سلام على أهل طاعة الله.
أما بعد:
فقد أتاني كتابك, تذكر فيه ما الله أهله في عظمته وقدرته وسلطانه, وما أصفى به رسول الله (ص), مع كلام كثير ألّفته ووضعته لرأيك فيه تضعيف, ولأبيك فيه تعنيف.
ذكرك فيه فضل ابن أبي طالب, وقديم سوابقه وقرابته من رسول الله (ص), ونصرته له ومواساته إياه في كلّ هول وخوف, فكان احتجاجك عليَّ وفخرك بفضل غيرك لا بفضلك, فأحمد رباً صرف هذا الفضل عنك وجعله لغيرك.
فقد كنّا وأبوك معنا في حياة نبينا نعرف حقّ ابن أبي طالب لازماً لنا, وفضله مبرزاً علينا, فلمّا اختار الله لنبيّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ما عنده, وأتمّ له ما وعده, وأظهر دعوته, وأفلج حجّته, وقبضه الله إليه ـ صلوات الله عليه ـ ؛ كان أبوك وفاروقه أوّل من ابتزّه حقّه وخالفه على أمره, على ذلك اتفقا واتسقا.
ثمّ إنّهما دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكّأ عليهما, فهما به الهموم, وأرادا به العظيم, ثم إنّه بايعهما وسلم لهما, وأقاما لا يشركانه في أمرهما, ولا يطلعانه على سرّهما, حتى قبضهما الله, وانقضى أمرهما, ثمّ قام ثالثهما عثمان فهدى بهديهما وسار بسيرتهما, فعبته أنت وصاحبك حتى طمع فيه الأقاصي من أهل المعاصي, فطلبتما له الغوائل حتى بلغتما فيه مناكما.
فخذ حذرك يابن أبي بكر, فسترى وبال أمرك, وقس شبرك بفترك تقصر عن أن توازي أو تساوي من يزن الجبال حلمفهف, ولا تلين على قسر قناته, ولا يدرك ذو مدى أناته.
أبوك مهَّد له مهاده, وبنى ملكه وشاده, فإن يك ما نحن فيه صواباً فأبوك أوله. وإن يكن جوراً فأبوك استبدّ به ونحن شركاؤه, فبهديه أخذنا وبفعله اقتدينا, ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب, ولسلّمنا إليه, ولكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا, فاحتذينا مثاله, واقتدينا بفعاله, فعبْ أباك بما بدا لك أو دع, والسلام على من أناب ورجع من غوايته وتاب. )) (مروج الذهب للمسعودي 3: 12, شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3: 189, أنساب الأشراف: 396).
الرسالة الثانية:
وأما الرسالة التي ردَّ بها يزيد بن معاوية على ابن عمر, وهي على اختصارها ترمي نفس المرمى.
فقد أخرج البلاذري في تاريخه قال: ((لمّا قتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب (ع), كتب عبد الله بن عمر رسالة الى يزيد بن معاوية جاء فيها:
(( أمّا بعد, فقد عظمت الرزّية, وجلَّت المصيبة, في الإسلام حدث عظيم, ولا يوم كيوم قتل الحسين.
فكتب إليه يزيد:
أمّا بعد, يا أحمق, فإنّا جئنا إلى بيوت منجدة, وفرش ممهدة, ووسائد منضدة, فقاتلنا عنها. فإن يكن الحقّ لنا فعن حقّنا قاتلنا, وإن كان الحقّ لغيرنا فأبوك أوّل من سنَّ هذا, واستأثر بالحقّ عليه أهله))(بحار الأنوار 45: 328 عن البلاذري).