المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النبي صلى الله عليه وآله في يوم العاشر يبكي ويحث التراب على رأسه


عبد العباس الجياشي
23-09-2018, 05:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعداهم ، ومخالفيهم ،
ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ، ومدّعي مقامهم

ومراتبهم ، من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين
وبعد
لم يشهد التاريخ مثيلاً لما جرى في كربلاء ، فقد احتضنت هذه الأرض أروع ملحمة على وجه البسيطة ، ملحمة جسدت أعلى التضحيات ، وأرفع المبادئ وأسمى القيم ، حتى أصبحت علماً وشعاراً لكل إنسان يبغي الكرامة في الحياة ، كما أضحت رمزاً لرفض كل أنواع الطغيان والإستبداد
ولهذا تواترت الروايات عند العامة ان النبي صلى الله عليه وآله بكى يوم مقتل الإمام الحسين عليه السلام وحث على رأسه الشريف التراب كثير من الصحابة يوم العاشر من محرم يجمع دم الحسين وأهل بيته وأصحابة وهذه طائفة من تلك الروايات التي تجاوزت حد التواتر


فقد أخرج بن حنبل في مسنده ج 1 ص 242

2165 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن ثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن بن عباس قال :
رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه أو يتتبع فيها شيئا قال قلت يا رسول الله ما هذا قال دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبعه منذ اليوم
قال عمار فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم

تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي على شرط مسلم .
وقال الحاكم في المستدرك ج 4 ص 439
تحت رقم
8201 - حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا بشر بن موسى الأسدي ثنا الحسن بن موسى الأشيب ثنا حماد بن سلمة عن عمار بن عمار عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرى النائم نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم فقلت : يا نبي الله ما هذا ؟ قال : هذا دم الحسين و أصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم
قال : فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل قبل ذلك بيوم

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
تعليق الذهبي في التلخيص : على شرط مسلم .
ورواه البصيري في إتحاف الخيرة المهرة كتاب علامات النبوة ج 7 ص 238 :
6754- وعن عمار بن أبي عمار , عن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : رأيت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ماهذا ؟
قال :هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم. قال : فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل وأحمد بن منيع وعبد بن حميد بسند صحيح.
6754/2- زاد أحمد بن منيع :
عن عمار أن أم سلمة قالت : سمعت الجن تنوح على الحسين.

6755- وعن أم سلمة , رضي الله عنها , قالت : كان النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نائمًا في بيتي فجاء الحسين يدرج قالت : فقعدت على الباب فأمسكته مخافة أن يدخل فيوقظه. قالت : ثم غفلت في شيء فدب فدخل فقعد على بطنه قالت : فسمعت نحيب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّمفجئت فقلت : يا رسول الله ما علمت به ، فقال : إنما جاءني جبريل ، عليه السلام وهو على بطني قاعد فقال لي :
أتحبه ؟ فقلت : نعم , قال : إن أمتك ستقتله ألا أريك التربة التي يقتل بها ؟ قال : فقلت : بلى. قال : فضرب بجناحه فأتاني هذه التربة , قالت : فإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول :
ليت شعري من يقتلك بعدي .

رواه عَبد بن حُمَيد بسند صحيح وأحمد بن حنبل مختصرًا .

وروى ابن الجوزي كتابه التبصرة ج 2 ص 8 عن نجي

نجي عن أبيه أنه سار مع علي عليه السلام وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى علي اصبر أبا عبد الله اصبر أبا عبد الله بشط الفرات قلت وما ذاك قال دخلت على النبي {صلى الله عليه وسلم} ذات يوم
وعيناه تفيضان قلت يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان قال قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات وقال لي هل لك أن أشمك من تربته قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا .

أقول : ابن الجوزي ذكر عشرات الروايات في هذا المضمون .
وأخرج المناوي في فيض القدير ج 1 ص 204

281 - ( أخبرني جبريل أن حسينا ) ابن فاطمة ( يقتل بشاطئ الفرات ) بضم الفاء أي بجانب نهر الكوفة العظيم المشهور وهو يخرج من آخر حدود الروم ثم يمر بأطراف الشام ثم بأرض الطف وهي من بلاد كربلاء فلا تدافع بينه وبين خبر الطبراني بأرض الطف وخبره بكربلاء وهذا من أعلام النبوة ومعجزاتها وذلك أنه [ ص 205 ] لما مات معاوية أتته كتب أهل العراق إلى المدينة أنهم بايعوه بعد موته فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل فبايعوه وأرسل إليه فتوجه إليهم فخذلوه وقتلوه بها يوم الجمعة عاشر محرم سنة إحدى وستين وكسفت الشمس عند قتله كسفة أبدت الكواكب نصف النهار كما رواه البيهقي وسمعت الجن تنوح عليه ورأى ابن عباس النبي صلى الله عليه و سلم
في النوم ذلك اليوم أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم فسأله عنه
فقال هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم
وطيف برأسه الشريف في البلدان إلى أن انتهت إلى عسقلان فدفنها أميرها بها .

وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 182 :
و أخرج البيهقي في الدلائل
[ عن ابن عباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم
بنصف النهار أشعث أغبر ـ و بيده قارورة فيها دم ـ فقلت : بأبي و أمي يا رسول الله ما هذا ؟ قال : هذا دم الحسين و أصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم ] فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل يومئذ

و أخرج أبو نعيم في الدلائل
عن أم سلمة قالت :
سمعت الجن تبكي على حسين و تنوح عليه
و أخرج ثعلب في أماليه عن أبي خباب الكلبي قال : أتيت كربلاء فقلت لرجل من أشراف العرب : أخبرني بما بلغني أنكم تسمعون نوح الجن فقال : ما تلقى أحد إلا أخبرك أنه سمع ذلك قلت : فأخبرني بما سمعت أنت قال : سمعتهم يقولون :

( مسح الرسول جبينه ... فله بريق في الخدود )

( أبواه من عليا قري ... ش وجده خير الجدود )

و لما قتل الحسين و بنو أبيه بعث ابن زياد برؤوسهم إلى يزيد فسر بقتلهم أولا ثم ندم لما مقته المسلمون على ذلك و أبغضه الناس و حق لهم أن يبغضوه

و أخرج أبو يعلى في مسنده بسند ضعيف [ عن أبي عبيدة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يزال أمر أمتي بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية يقال له : يزيد ]
و قال نوفل بن أبي الفرات : كنت عند عمر بن عبد العزيز فذكر رجل يزيد فقال : قال أمير المؤمنين يزيد بن معاوية فقال : تقول أمير المؤمنين ؟ و أمر به فضرب عشرين سوطا
و في سنة ثلاث و ستين بلغه أن أهل المدينة خرجوا عليه و خلعوه فأرسل إليهم جيشا كثيفا و أمرهم بقتالهم ثم المسير إلى مكة لقتال ابن الزبير فجاؤوا و كانت وقعة الحرة على باب طيبة و ما أدراك ما وقعة الحرة ؟ ذكرها الحسن مرة فقال : و الله ما كاد ينجوا منهم أحد قتل فيها خلق من الصحابة رضي الله عنهم و من غيرهم و نهبت المدينة و افتض فيه ألف عذراء فإنا لله و إنا إليه راجعون ! قال صلى الله عليه و سلم : [ من أخاف أهل المدينة أخافه الله و عليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ] رواه مسلم

و كان سبب خلع أهل المدينة له أن يزيد أسرف في المعاصي و أخرج الواقدي من طرق أن عبد الله بن حنظلة بن الغسيل قال : و الله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن يرمى بالحجارة من السماء !
إنه رجل ينكح أمهات الأولاد و البنات و الأخوات و يشرب الخمر و يدع الصلاة

قال الذهبي : و لما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل ـ مع شربه الخمر و إتيانه المنكرات ـ اشتد عليه الناس و خرج عليه غير واحد و لم يبارك الله في عمره و سار جيش الحرة إلى مكة لقتال ابن الزبير فمات أمير الجيش بالطريق فاستخلف عليهم أميرا و أتوا مكة فحاصروا ابن الزبير و قاتلوه و رموه بالمنجنيق و ذلك في صفر سنة أربع و ستين و احترقت من شرارة نيرانهم أستار الكعبة و سقفها و قرنا الكبش الذي فدى الله به إسماعيل و كان في السقف و أهلك الله يزيد في نصف شهر ربيع الأول من هذا العام فجاء الخبر بوفاته و القتال مستمر فنادى ابن الزبير : يا أهل الشام إن طاغيتكم قد هلك فانقلوا و ذلوا و تخطفهم الناس و دعا ابن الزبير إلى بيعة نفسه و تسمى بالخلافة و أما أهل الشام فبايعوا معاوية بن يزيد و لم تطل مدته كما سيأتي

ومن شعر يزيد :

( آب هذا الهم فاكتنعا ... و أمر النوم فامتنعا )
( راعيا للنجم أرقبه ... فإذا ما كوكب طلعا )
( حام حتى إنني لأرى ... أنه بالغور قد وقعا )
( و لها بالماطرون إذا ... أكل النمل الذي جمعا )
( نزهة حتى إذا بلغت ... نزلت من جلق بيعا )
( في قباب وسط دسكرة ... حولها الزيتون قد ينعا ) .


وأخرج الألباني في مشكاة المصابيح ج 3 ص 347 باب مناقب قريش وذكر القبائل :
قال الألباني تحت رقم
6172 - [ 47 ] ( صحيح )
وعن

ابن عباس قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسل فيما يرى النائم ذات يوم بنصف النهار أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم فقلت : بأبي أنت وأمي ما هذا ؟
قال : " هذا دم الحسين وأصحابه ولم أزل ألتقطه منذ اليوم "
فأحصي ذلك الوقت فأجد قبل ذلك الوقت . رواهما البيهقي في " دلائل النبوة " وأحمد الأخير .

وهج الإيمان
13-01-2019, 01:48 PM
أحسنتم

نعم هكذا حزن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم على ريحانته المقتول ظلمآ وعدوانا وبكاه وانفجع عليه