المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة وجواب(2): مبايعة أمير المؤمنين عليه السلام للخلفاء


Bani Hashim
20-02-2019, 07:51 PM
شبهة وجواب(٢)

الشبهة: إذا كان أمير المؤمنين عليه السلام يعلم انه خليفة، كيف يبايع من قبله؟ فهذا يعني انه عاجز والعاجز لا يصلح للإمامة.

الجواب على قسمين. قسم حلي وقسم نقضي:

القسم الحلي على نوعين. نوع من المنظور الشيعي ونوع من المنظور السني:

الجواب الحلي من المنظور الشيعي: أمير المؤمنين عليه السلام بايع مكرها والبيعة مكرها لا تصح مثلما انت تبيع بيتك مكرها، فالبيع باطال حسب الشريعة، فكيف لو كانت البيعة؟ ثم إن أمير المؤمنين عليه السلام همه الأول والأخير هو الحفاظ على الإسلام حتى لو كلفه الأمر حياته وحياة أهل بيته وهذا هو ديدن أهل السماء. وهنا نذكر بعض المصادر:

الأول : سليم بن قيس
"ثم انطلق بعلي عليه السلام يعتل عتلا* حتى انتهي به إلى أبي بكر، وعمر قائم بالسيف على رأسه وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل والمغيرة بن شعبة وأسيد بن حضير وبشير بن سعيد وسائر الناس جلوس حول أبي بكر عليهم السلاح(١)

في مكان آخر من الكتاب ص٣٨٨: "فانتهوا بعلي عليه السلام إلى أبي بكر ملببا"
-وهذه الروايات معتبرة لإعتبار الكتاب

الثاني : الشيخ الطوسي
"عن أبی حمزة، قال سمعت أبا جعفر( ع ) یقول لما مروا بأمیر المؤمنین ( ع ) و فی رقبته حبل آل زریق ضرب أبوذر بیده علی الأخری ثم قال لیت السیوف قدعادت بأیدینا ثانیة، و قال مقداد لوشاء لدعا علیه ربه عز و جل و، قال سلمان مولانا أعلم بما هو فیه(٢)

الثالث : السيد المرتضى
عن عدي بن حاتم قال: ما رحمت أحدا رحمتي عليا حين أتى به ملبيا فقيل له: بايع قال: (فإن لم أفعل) قالوا: إذا نقتلك، قال: (إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله) ثم بايع كذا وضم يده اليمنى(٣)

الرابع : الشيخ الكليني
عن أبي هاشم قال: لما أخرج بعلي (عليه السلام) خرجت فاطمة (عليها السلام) واضعةقميص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على رأسها آخذة بيدي إبنيها فقالت: مالي ومالك يا أبا بكر تريد أن تؤتم ابني وترملني من زوجي والله لولا أن تكون سيئة لنشرت شعري ولصرخت إلى ربي، فقال رجل من القوم: ما تريد إلى هذا ثم أخذت بيده فانطلقت به.(٤)

وبعد هذا الحديث في نفس الجزء والصفحة : " عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله لو نشرت شعرها ماتوا طرا :

وعلق العلامة المجلسي على هذا الحديث: "أقول : هذه القصة من المشهورات روته الخاصة والعامة مبسوطة وإن أنكر بعض أجزائها بعض متعصبي أهل الخلاف لتقليل الفضيحة ، ولن يصلح العطار ما أفسد لدهر ، وليس هذا مقام ذكر تفاصيل تلك الواقعة الشنيعة ، والقصة الغريبة"(٥)

وقال السيد المرتضى بعد ايراده عدة روايات:
"وقد روي هذا المعنى من طرق مختلفة، وبألفاظ متقاربة المعنى وإن اختلفت ألفاظها، وإنه عليه السلام كان يقول في ذلك اليوم لما أكره على البيعة وحذر من التقاعد عنها: " يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين " ويردد ذلك ويكرره وذكر أكثر ما روي في هذا المعنى يطول فضلا عن ذكر جميعه"(٦)

..ولذلك نذكر هذه الرواية الأخيرة:
الطبرسي : وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال، لما استخرج أمير المؤمنين عليه السلام من منزله خرجت فاطمة صلوات الله عليها خلفه فما بقيت امرأة هاشمية إلا خرجت معها حتى انتهت قريبا من القبر فقالت لهم: خلوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمدا أبي صلى الله عليه وآله بالحق إن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسي ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى، فما صالح بأكرم على الله من أبي ولا الناقة بأكرم مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي. قال سلمان رضي الله عنه: كنت قريبا منها، فرأيت والله أساس حيطان مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ، فدنوت منها فقلت: يا سيدتي ومولاتي إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة، فرجعت ورجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا."(٧)

-وصرح الطبرسي في مقدمة كتابه انه لا يروي الا ما استفاض عندنا و نضيف له كلام المحقق اغا بزرك أيضا:
"كلامه الصريح في أن كل ما أرسله فيه هو من المستفيض المشهور المجمع عليه بين المخالف و المؤالف، فهو من الكتب المعتبرة التي اعتمد عليها العلماء الأعلام كالعلامة المجلسي ره و المحدث الحر ره و أضرابهما"(٨)

الجواب من المنظور السني:
نقول اذا كان أمير المؤمنين عليه السلام عندكم رجل عادي يخطأ ويصيب، فهو حسب هذه العقيدة أخطأ عندما بايع ابو بكر لانه ليس بمعصوم. او كما يقولون في الجواب المعلب دائما: (اجتهد وأخطأ وله اجران).

الجواب النقضي:
إذا كان النبي إبراهيم عليه السلام يعلم انه نبي وإمام منصب من الله، كيف اعتزل قومه وتركهم يعبدون الأصنام؟ قال الله تعالى:
{ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا }
[ سورة مريم : 48 ]

قال ابن عاشور: "رأى إبراهيم أن هجرانه أباه غير مغن، لأن بقية القوم هم على رأي أبيه فرأى أن يهجرهم جميعا، ولذلك قال له وأعتزلكم." (٩)

آية أخرى: { فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا }
[ سورة مريم : 49 ]

قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: فلما اعتزل إبراهيم قومه وعبادة ما كانوا يعبدون من دون الله من الأوثان آنسنا وحشته من فراقهم، وأبدلناه منهم بمن هو خير منهم وأكرم على الله منهم، فوهبنا له ابنه إسحاق، وابن ابنه يعقوب بن إسحاق" (١٠)

فهل يصح ان نقول: لا لا لا، اما ان يكون نبي وإمام منصب من الله ويقاتل على رسالة ربه او ان نبوته وإمامته باطلة لانه عجز وتركهم!؟

وحسب هذا السؤال، اذا نبوة النبي هارون عليه السلام باطلة لانه ترك (مكرها / جبرا) اليهود يعبدون ويفعلون ما يشائون، قال القرآن: {..قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }
[ سورة الأعراف : 150 ]

قال الطبري: "يعني بالقوم الذين عكفوا على عبادة العجل، وقالوا هذا إلهنا وإله موسى، وخالفوا هارون. وكان استضعافهم إياه، تركهم طاعته واتباع أمره"(١١)

فهل الأنبياء عاجزين وبذلك لا تصح نبوتهم ام الأمر أعمق من ذلك، كما يفهمه الشيعة من أن المعصوم المنصب من الله يفكر للمدى البعيد وهمه الأول والأخير هو أن يبلغ رسالات ربه، وأن كلف ذلك حياتهم مثل ما قتل اليهود الأنبياء والاولياء؟
_________
* في الهامش: اي يجذب ويجر جرا عنيفا
(١) كتاب سليم ص١٥١ وروي عند الطبرسي في الاحتجاج ج١ ص١٠٩ وهو يخرج ما استفاض كما نقل اغا بزرك.
(٢) رجال الكشي ص٨
(٣) الشافي في الإمامة ج٣ ص٢٤٤
(٤) الكافي ج٨ ص٢٣٨
(٥) مرآة العقول ج٢٦ ص١٨٦
(٦) الشافي في الإمامة ج٣ ص٤٤٥
(٧) الاحتجاج ج١ ص١١٣ وص١١٤
(٨) الذريعة ج١ ص٢٨٢
(٩) التحرير والتنوير ج١٦ ص١٢٢
(١٠) تفسير الطبري ج١٥ ص٥٥٦
(١١) تفسير الطبري ج١٠ ص٤٦٠

محب علي ع
20-02-2019, 10:12 PM
اقوى ماقرأت بحياتي في هذا الصدد
هو هذا الموضوع .
احاديث واضحة وشرح وافي وكافي .
جزاك الله خير الجزاء وجعله في ميزان اعمالك

وهج الإيمان
26-06-2019, 04:34 PM
موضوع قيم أحسنتم

وبيعة الإكراه لاتحتسب بيعه شرعيه كما قال الشيخ السني غازي حنينه