الشيخ عباس محمد
28-04-2019, 06:59 PM
من بدع المتطرفين. . تحريم إضاءة الحجرة النبوية الشريفة. .!
ماهو دليلهم الفقهي الذي استندوا اليه في تحريم إضاءة الحجرة النبوية الشريفة ؟
جوابهم : أن محمداً مات وقبره كبقية القبور،
والإضاءة على القبور حرام !!
فإن سألناهم: أليس من الكبائر والبدع في الدين أن تنسبوا تحريم شئ الى الله تعالى وشريعته بدون دليل،
فهل عندكم دليل من آية أو حديث؟
يجيبون: ليس عندنا آية ولاحديث،
بل دليلنا أن النبي صلى الله عليه وآله والصحابة لم يفعلوه، فهو بدعة !
تقول لهم: في عصر النبي صلى الله عليه وآله لم يكن عند المسلمين القوت اليومي إلا بالكاد،
فكيف نعرف أنهم كانوا يستطيعون أن يضيؤوا الشوارع والأزقة والمقابر ولم يفعلوا ؟
ألاترون حث الشرع على إضاءة المساجد طول الليل؟
ثم، إذا كان كل شئ لم يفعله النبي صلى الله عليه وآله والصحابة حرام، فلماذا لا تحرمون (بدعة) إضاءة الطرقات،
وتعتموا شوارع المملكة وأزقتها ؟!
يجيبون: القبور لاتحتاج الى ضياء، فإضاءتها إسراف وتضييع للمال !
نعم، هذا كل دليلهم على هذه الفتوى التي البائسة التي سببت أن يمنعوا إضاءة القبر النبوي الشريف ! فقد قصروا نظرهم على حاجة الميت للضياء وأغمضوا أعينهم عن المصالح المتعددة للأحياء من الإنارة !!!
والمفارقة الطريفة أن البلديات في أنحاء المملكة العربية السعودية جهزت المقابر بالمصابيح الكهربائية، وارتاح الناس لذلك،
لأن إبقاءها مظلمة سيجعلها مصدراً للتخيل والخوف،
ومصدر خطر أن يأوي اليها الفاسدون ومدمنو المخدرات، وأهل الجرائم.
وعندما فكر المشايخ في إشكال على هذه المفارقة : كيف حرَّمتم الإضاءة على قبر نبيكم صلى الله عليه وآله، وحللتموه على المقابر في المدن والقرى ؟!
بادروا بعد نصف قرن الى تعميم فتوى على البلديات بوجوب تعتيم كافة المقابر في المملكة ! وهذا نصها الذي نشرته الجريدة الإقتصادية العدد 2657 بتاريخ الخميس 18يناير 2001، قالت :
( أصدر الدكتور محمد الجار الله وزير الشؤون البلدية والقروية تعليمات للأمانات والبلديات ومديريات المناطق، تؤكد على منع إنارة المقابر !
وتأتي هذه التعليمات بناء على خطاب من سماحة المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، بعدم جواز إنارة المقابر إنارة دائمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج). انتهى.
ويلاحظ في هذه الفتوى للمشايخ الكبار قولهم:(إنارة دائمة) لكي يتخلصوا من حديث شريف ينص على أن النبي صلى الله عليه وآله زار قبراً في الليل فأضاؤوا له سراجاً. ففي المغني لابن قدامة الحنبلي ج2ص417 : (عن ابن عباس أن النبي(ص) دخل قبراً ليلاً فأسرج له سراج.. قال الترمذي هذا حديث حسن)
والأهم في فتواهم: أنها قامت على حديث ضعيف لم يصح عندهم أنفسهم! فهذا إمامهم ناصر الألباني الذي يسمونه أمير المؤمنين الحديث في عصرنا، أفتى بتحريم الإضاءة على القبور، واستند الى أنه بدعة وتضييع للمال،
وقال في أحكام الجنائز ص232: ( فإن قيل: فلماذا لم تستدل بالحديث المشهور الذي رواه أصحاب السنن وغيرهم عن ابن عباس: لعن الله زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج؟
وجوابنا عليه: أن هذا الحديث مع شهرته ضعيف الإسناد لا تقوم به حجة، وإن تساهل كثير من المصنفين فأوردوه في هذا الباب وسكتوا عن علته، كما فعل ابن حجر في الزواجر، ومن قبله العلامة ابن القيم في زاد المعاد، واغتر به جماهير السلفيين وأهل الحديث، فاحتجوا به في كتبهم ورسائلهم ومحاضراتهم. وقد كنت انتقدت ابن القيم من أجل ذلك فيما كنت علقته على كتابه، وبينت علة الحديث مفصلاً هناك، ثم في (سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 223 )، ثم رأيث ابن القيم في تهذيب السنن:4/342 ) نقل عن عبد الحق الإشبيلي أن في سند الحديث باذام صاحب الكلبي، وهو عندهم ضعيف جداً، وأقره ابن القيم، فالحمد لله على توفيقه). انتهى.
والحمد لله على توفيقه، أنا رأينا الضعف في أصل دليلهم، والتدليس في فتوى هيئتهم، حيث استندت على حديث يعرفون سقوطه عن الحجية ؟!
ولو أنهم اعتدلوا في تفكيرهم وكانوا عقلانيين، لقالوا إن الأصل فيما لم يرد فيه نهي من الشرع هو الإباحة والحلية، وما دامت حرمة إضاءة القبور لم تثبت لضعف حديثها الوحيد، فإضاءة القبر والمقابر غير حرام.
ولو أنهم قاسوا إضاءة قبر النبي صلى الله عليه وآله وكافة المقابر على احترام المساجد وتعظيمها بإضاءتها، لكان قياسهم أقوى من تخبطهم! ولما احتاجوا التدليس!
قال المحقق الحليفي المعتبر ج2ص450: ( وما رواه أنس عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أسرج في مسجد من مساجد الله سراجاً لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له مادام في المسجد ضوء من ذلك السراج ).
وقال الشيخ زين الدين في كلمة التقوى ج1ص363: (يستحب كنس المسجد واخراج القمامة منه ويتأكد ذلك في يوم الخميس وليلة الجمعة، ويستحب الإسراج فيه ليلاً، من غير فرق بين أوقات الصلاة وغيرها ووجود المصلين وعدمهم، وحاجة المسجد الى الإنارة وعدمها، فإن ذلك من تعظيم شعائر الله ). انتهى.
لكن القوم أصابتهم هذه المصيبة لتنقيصهم مقام النبي صلى الله عليه وآله ومسجده وآثاره،
وهي عقيدةٌ ورثوها من إمامهم ابن تيمية وورثها هو من أئمته الأمويين، الذين كانت عندهم حساسية من تعظيم المسلمين لنبيهم صلى الله عليه وآله وقبره الشريف وفي المقابل احتقارهم للخليفة الأموي وقصره وحكومته، فروجت الحكومات الأموية حتى الكفريات أو سكتت عليها، للرفع من مقام الخليفة والتنقيص من مقام النبي صلى الله عليه وآله !
قال الجاحظ : خطب الحجاج بالكوفة فذكر الذين يزورون قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله )بالمدينة فقال: تباً لهم إنما يطوفون بأعواد ورمة بالية ! هلا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك ؟! ألا يعلمون أن خليفة المرأ خير من رسوله) ؟!!!
(الكامل للمبرد ص 126، والعقد الفريد لابن عبد ربه ص 1218، وحياة الحيوان للدميري ص 283، وشرح النهج لابن أبي الحديد ص 2828، ونثر الدرر للآبي ص 773، راجع موقع الوراق : http://www.alwaraq.com/cgi-bin/doccgi.exe/booksearch )
أعاذنا الله من التأثر بهذا المادي المنافق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ماهو دليلهم الفقهي الذي استندوا اليه في تحريم إضاءة الحجرة النبوية الشريفة ؟
جوابهم : أن محمداً مات وقبره كبقية القبور،
والإضاءة على القبور حرام !!
فإن سألناهم: أليس من الكبائر والبدع في الدين أن تنسبوا تحريم شئ الى الله تعالى وشريعته بدون دليل،
فهل عندكم دليل من آية أو حديث؟
يجيبون: ليس عندنا آية ولاحديث،
بل دليلنا أن النبي صلى الله عليه وآله والصحابة لم يفعلوه، فهو بدعة !
تقول لهم: في عصر النبي صلى الله عليه وآله لم يكن عند المسلمين القوت اليومي إلا بالكاد،
فكيف نعرف أنهم كانوا يستطيعون أن يضيؤوا الشوارع والأزقة والمقابر ولم يفعلوا ؟
ألاترون حث الشرع على إضاءة المساجد طول الليل؟
ثم، إذا كان كل شئ لم يفعله النبي صلى الله عليه وآله والصحابة حرام، فلماذا لا تحرمون (بدعة) إضاءة الطرقات،
وتعتموا شوارع المملكة وأزقتها ؟!
يجيبون: القبور لاتحتاج الى ضياء، فإضاءتها إسراف وتضييع للمال !
نعم، هذا كل دليلهم على هذه الفتوى التي البائسة التي سببت أن يمنعوا إضاءة القبر النبوي الشريف ! فقد قصروا نظرهم على حاجة الميت للضياء وأغمضوا أعينهم عن المصالح المتعددة للأحياء من الإنارة !!!
والمفارقة الطريفة أن البلديات في أنحاء المملكة العربية السعودية جهزت المقابر بالمصابيح الكهربائية، وارتاح الناس لذلك،
لأن إبقاءها مظلمة سيجعلها مصدراً للتخيل والخوف،
ومصدر خطر أن يأوي اليها الفاسدون ومدمنو المخدرات، وأهل الجرائم.
وعندما فكر المشايخ في إشكال على هذه المفارقة : كيف حرَّمتم الإضاءة على قبر نبيكم صلى الله عليه وآله، وحللتموه على المقابر في المدن والقرى ؟!
بادروا بعد نصف قرن الى تعميم فتوى على البلديات بوجوب تعتيم كافة المقابر في المملكة ! وهذا نصها الذي نشرته الجريدة الإقتصادية العدد 2657 بتاريخ الخميس 18يناير 2001، قالت :
( أصدر الدكتور محمد الجار الله وزير الشؤون البلدية والقروية تعليمات للأمانات والبلديات ومديريات المناطق، تؤكد على منع إنارة المقابر !
وتأتي هذه التعليمات بناء على خطاب من سماحة المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، بعدم جواز إنارة المقابر إنارة دائمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج). انتهى.
ويلاحظ في هذه الفتوى للمشايخ الكبار قولهم:(إنارة دائمة) لكي يتخلصوا من حديث شريف ينص على أن النبي صلى الله عليه وآله زار قبراً في الليل فأضاؤوا له سراجاً. ففي المغني لابن قدامة الحنبلي ج2ص417 : (عن ابن عباس أن النبي(ص) دخل قبراً ليلاً فأسرج له سراج.. قال الترمذي هذا حديث حسن)
والأهم في فتواهم: أنها قامت على حديث ضعيف لم يصح عندهم أنفسهم! فهذا إمامهم ناصر الألباني الذي يسمونه أمير المؤمنين الحديث في عصرنا، أفتى بتحريم الإضاءة على القبور، واستند الى أنه بدعة وتضييع للمال،
وقال في أحكام الجنائز ص232: ( فإن قيل: فلماذا لم تستدل بالحديث المشهور الذي رواه أصحاب السنن وغيرهم عن ابن عباس: لعن الله زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج؟
وجوابنا عليه: أن هذا الحديث مع شهرته ضعيف الإسناد لا تقوم به حجة، وإن تساهل كثير من المصنفين فأوردوه في هذا الباب وسكتوا عن علته، كما فعل ابن حجر في الزواجر، ومن قبله العلامة ابن القيم في زاد المعاد، واغتر به جماهير السلفيين وأهل الحديث، فاحتجوا به في كتبهم ورسائلهم ومحاضراتهم. وقد كنت انتقدت ابن القيم من أجل ذلك فيما كنت علقته على كتابه، وبينت علة الحديث مفصلاً هناك، ثم في (سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 223 )، ثم رأيث ابن القيم في تهذيب السنن:4/342 ) نقل عن عبد الحق الإشبيلي أن في سند الحديث باذام صاحب الكلبي، وهو عندهم ضعيف جداً، وأقره ابن القيم، فالحمد لله على توفيقه). انتهى.
والحمد لله على توفيقه، أنا رأينا الضعف في أصل دليلهم، والتدليس في فتوى هيئتهم، حيث استندت على حديث يعرفون سقوطه عن الحجية ؟!
ولو أنهم اعتدلوا في تفكيرهم وكانوا عقلانيين، لقالوا إن الأصل فيما لم يرد فيه نهي من الشرع هو الإباحة والحلية، وما دامت حرمة إضاءة القبور لم تثبت لضعف حديثها الوحيد، فإضاءة القبر والمقابر غير حرام.
ولو أنهم قاسوا إضاءة قبر النبي صلى الله عليه وآله وكافة المقابر على احترام المساجد وتعظيمها بإضاءتها، لكان قياسهم أقوى من تخبطهم! ولما احتاجوا التدليس!
قال المحقق الحليفي المعتبر ج2ص450: ( وما رواه أنس عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أسرج في مسجد من مساجد الله سراجاً لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له مادام في المسجد ضوء من ذلك السراج ).
وقال الشيخ زين الدين في كلمة التقوى ج1ص363: (يستحب كنس المسجد واخراج القمامة منه ويتأكد ذلك في يوم الخميس وليلة الجمعة، ويستحب الإسراج فيه ليلاً، من غير فرق بين أوقات الصلاة وغيرها ووجود المصلين وعدمهم، وحاجة المسجد الى الإنارة وعدمها، فإن ذلك من تعظيم شعائر الله ). انتهى.
لكن القوم أصابتهم هذه المصيبة لتنقيصهم مقام النبي صلى الله عليه وآله ومسجده وآثاره،
وهي عقيدةٌ ورثوها من إمامهم ابن تيمية وورثها هو من أئمته الأمويين، الذين كانت عندهم حساسية من تعظيم المسلمين لنبيهم صلى الله عليه وآله وقبره الشريف وفي المقابل احتقارهم للخليفة الأموي وقصره وحكومته، فروجت الحكومات الأموية حتى الكفريات أو سكتت عليها، للرفع من مقام الخليفة والتنقيص من مقام النبي صلى الله عليه وآله !
قال الجاحظ : خطب الحجاج بالكوفة فذكر الذين يزورون قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله )بالمدينة فقال: تباً لهم إنما يطوفون بأعواد ورمة بالية ! هلا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك ؟! ألا يعلمون أن خليفة المرأ خير من رسوله) ؟!!!
(الكامل للمبرد ص 126، والعقد الفريد لابن عبد ربه ص 1218، وحياة الحيوان للدميري ص 283، وشرح النهج لابن أبي الحديد ص 2828، ونثر الدرر للآبي ص 773، راجع موقع الوراق : http://www.alwaraq.com/cgi-bin/doccgi.exe/booksearch )
أعاذنا الله من التأثر بهذا المادي المنافق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.