الشيخ عباس محمد
07-05-2019, 07:28 PM
السؤال: دلالتها على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)
كيف تدلّ آية المباهلة على إمامة عليّ(عليه السلام)؟
الجواب:
يستدلّ علماؤنا بكلمة: (( وَأَنفُسَنَا )) (آل عمران:61) على إمامة الإمام عليّ(عليه السلام)، تبعاً لأئمّتنا(عليهم السلام).
ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية هو أمير المؤمنين(عليه السلام) نفسه، عندما احتجّ على الحاضرين في الشورى، بجملة من فضائله ومناقبه، فكان من ذلك إحتجاجه بآية المباهلة، حيث قال(عليه السلام): ((نشدتكم بالله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في الرحم، ومن جعله رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) نفسه، وابناه أبناءه، ونساءه نساءه غيري؟ قالوا: لا)) فكلّهم أقرّوا بما قال(عليه السلام)(1).
وروى السيد المرتضى عن الشيخ المفيد: انّ المأمون العباسي سأل الإمام الرضا(عليه السلام): أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين(عليه السلام) يدلّ عليها القرآن؟ فذكر له الإمام الرضا(عليه السلام) آية المباهلة، واستدلّ بكلمة: (( وَأَنفُسَنَا ))(2).
لأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) عندما أُمر أن يخرج معه نساؤه أخرج فاطمة فقط، وعندما أُمر أن يخرج أبناؤه أخرج الحسن والحسين فقط، وعندما أُمر أن يخرج معه نفسه أخرج عليّاً(عليه السلام)، فكان عليّ(عليه السلام) نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، إلاّ أنّ كون عليّ نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن، فيكون المعنى المجازي هو المراد، وأقرب المجازات إلى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون(عليه السلام) مساوياً لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في جميع الخصوصيات، إلاّ ما أخرجه الدليل وهو النبوّة، إذ لا نبيّ بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، فتبقى بقية مزايا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) وخصوصياته وكمالاته ثابتة.
ومن خصوصيات رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّه أفضل من جميع المخلوقات، فعليّ(عليه السلام) كذلك، والعقل يحكم بقبح تقدّم المفضول على الفاضل، إذاً لابدّ من تقدّم عليّ(عليه السلام) على غيره في التصدّي لخلافة المسلمين.
ودمتم في رعاية الله
(1) أنظر تاريخ مدينة دمشق 42: 432.
(2) الفصول المختارة: 38 فصل (مكالمة المأمون للرضا(عليه السلام) في المباهلة.
تعليق على الجواب (1)
سياق الاية يفهم منه أنه نحن ندعوا ابناء قومنا وأنتم تدعون ابناء قومكم ونساء قومنا ونساء قومكم وانفسنا وأنفسكم , وهنا سؤالين : -
فأولا : ما الضير في تفسير انفسنا بعموم المسلمين بقبال النصارى, فيكون الإمام علي داخل في ابناء قوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم المسلمين ؟
ثانيا : كيف فهم أن المراد هو ابناء ونساء وانفس الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا عامة المسلمين كما ان المراد من النصارى هو ابنائهم ونسائهم وانفسهم وليس مجرد ابناء ونساء من حظر فالخطاب للنصارى عامة, إذا من السياق هو للمسلمين عامة وبالتالي تكون النتيجة أن الإمام علي مثل المسلمين ونفس المسلمين لا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟
الجواب:
لو كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اخرج معه ابناء الصحابة ونسائهم واخرج معه بعض الصحابة لكان بالإمكان تفسير الآية بما ذكرت ولكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يخرج سوى علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وبهذا يتحدد المراد من الإبناء والنساء والانفس. وللمزيد ارجع الى آية المباهلةمن المقصود بكلمة (انفسكم)
تعليق على الجواب (2)
ولكن هذا الجواب يوحي بأن المسألة متعلقه بالوجدان أي لأن الذي حضر المباهلة مع النصارى كان الرسول وعلي وفاطمة والحسنين (صلوات الله عليهم), لكن هذا لايدفع المعنى الذي ذكرته في السؤال لأنه يقال هذه فضيله لهم وانهم كانوا من المسلمين الذين اختارهم الرسول لا أن الآية تقول أن على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأتي بأبناءه خاصة لا ابناء قومه ونساءه خاصة لا نساء قومه, فكيف نستدل على أن الخطاب في الآية يخص الرسول وابناءه ونساءه لا عامة المسلمين حيث ان سياق الآية يدل على عموم الخطاب وشموله المسلمين , فكيف نثبت ذلك لكي يتم الإستدلال بالآية ونستطيع ترتيب الأثر عليها؟
الجواب:
من الواضح أنه واجب على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يمتثل لخطاب الله تعالى في الآية الشريفة، فان الله تعالى دعاه إلى احضار (أبنائنا) و(نسائنا) و(أنفسنا)، فأحضر (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسن والحسين والزهراء وعليّ(عليهم السلام)، فمن امتثال الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) للأمر الالهي، نفهم أنّ المقصود بالخطاب هو خصوص الأربعة لا جميع المسلمين، أو طائفة كبيرة منهم، وإلاّ لو كان الخطاب يشمل جميع المسلمين لامتثل النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وأحضرهم جميعاً، أو على الأقل طائفة كبيرة منهم، وهو لم يفعل، فيتعيّن المعنى الذي أشرنا إليه إلى أن المقصود هم فاطمة وعليّ والحسن والحسين(عليهم السلام).
كيف تدلّ آية المباهلة على إمامة عليّ(عليه السلام)؟
الجواب:
يستدلّ علماؤنا بكلمة: (( وَأَنفُسَنَا )) (آل عمران:61) على إمامة الإمام عليّ(عليه السلام)، تبعاً لأئمّتنا(عليهم السلام).
ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية هو أمير المؤمنين(عليه السلام) نفسه، عندما احتجّ على الحاضرين في الشورى، بجملة من فضائله ومناقبه، فكان من ذلك إحتجاجه بآية المباهلة، حيث قال(عليه السلام): ((نشدتكم بالله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في الرحم، ومن جعله رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) نفسه، وابناه أبناءه، ونساءه نساءه غيري؟ قالوا: لا)) فكلّهم أقرّوا بما قال(عليه السلام)(1).
وروى السيد المرتضى عن الشيخ المفيد: انّ المأمون العباسي سأل الإمام الرضا(عليه السلام): أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين(عليه السلام) يدلّ عليها القرآن؟ فذكر له الإمام الرضا(عليه السلام) آية المباهلة، واستدلّ بكلمة: (( وَأَنفُسَنَا ))(2).
لأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) عندما أُمر أن يخرج معه نساؤه أخرج فاطمة فقط، وعندما أُمر أن يخرج أبناؤه أخرج الحسن والحسين فقط، وعندما أُمر أن يخرج معه نفسه أخرج عليّاً(عليه السلام)، فكان عليّ(عليه السلام) نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، إلاّ أنّ كون عليّ نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن، فيكون المعنى المجازي هو المراد، وأقرب المجازات إلى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون(عليه السلام) مساوياً لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في جميع الخصوصيات، إلاّ ما أخرجه الدليل وهو النبوّة، إذ لا نبيّ بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، فتبقى بقية مزايا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) وخصوصياته وكمالاته ثابتة.
ومن خصوصيات رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّه أفضل من جميع المخلوقات، فعليّ(عليه السلام) كذلك، والعقل يحكم بقبح تقدّم المفضول على الفاضل، إذاً لابدّ من تقدّم عليّ(عليه السلام) على غيره في التصدّي لخلافة المسلمين.
ودمتم في رعاية الله
(1) أنظر تاريخ مدينة دمشق 42: 432.
(2) الفصول المختارة: 38 فصل (مكالمة المأمون للرضا(عليه السلام) في المباهلة.
تعليق على الجواب (1)
سياق الاية يفهم منه أنه نحن ندعوا ابناء قومنا وأنتم تدعون ابناء قومكم ونساء قومنا ونساء قومكم وانفسنا وأنفسكم , وهنا سؤالين : -
فأولا : ما الضير في تفسير انفسنا بعموم المسلمين بقبال النصارى, فيكون الإمام علي داخل في ابناء قوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم المسلمين ؟
ثانيا : كيف فهم أن المراد هو ابناء ونساء وانفس الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا عامة المسلمين كما ان المراد من النصارى هو ابنائهم ونسائهم وانفسهم وليس مجرد ابناء ونساء من حظر فالخطاب للنصارى عامة, إذا من السياق هو للمسلمين عامة وبالتالي تكون النتيجة أن الإمام علي مثل المسلمين ونفس المسلمين لا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟
الجواب:
لو كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اخرج معه ابناء الصحابة ونسائهم واخرج معه بعض الصحابة لكان بالإمكان تفسير الآية بما ذكرت ولكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يخرج سوى علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وبهذا يتحدد المراد من الإبناء والنساء والانفس. وللمزيد ارجع الى آية المباهلةمن المقصود بكلمة (انفسكم)
تعليق على الجواب (2)
ولكن هذا الجواب يوحي بأن المسألة متعلقه بالوجدان أي لأن الذي حضر المباهلة مع النصارى كان الرسول وعلي وفاطمة والحسنين (صلوات الله عليهم), لكن هذا لايدفع المعنى الذي ذكرته في السؤال لأنه يقال هذه فضيله لهم وانهم كانوا من المسلمين الذين اختارهم الرسول لا أن الآية تقول أن على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأتي بأبناءه خاصة لا ابناء قومه ونساءه خاصة لا نساء قومه, فكيف نستدل على أن الخطاب في الآية يخص الرسول وابناءه ونساءه لا عامة المسلمين حيث ان سياق الآية يدل على عموم الخطاب وشموله المسلمين , فكيف نثبت ذلك لكي يتم الإستدلال بالآية ونستطيع ترتيب الأثر عليها؟
الجواب:
من الواضح أنه واجب على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يمتثل لخطاب الله تعالى في الآية الشريفة، فان الله تعالى دعاه إلى احضار (أبنائنا) و(نسائنا) و(أنفسنا)، فأحضر (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسن والحسين والزهراء وعليّ(عليهم السلام)، فمن امتثال الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) للأمر الالهي، نفهم أنّ المقصود بالخطاب هو خصوص الأربعة لا جميع المسلمين، أو طائفة كبيرة منهم، وإلاّ لو كان الخطاب يشمل جميع المسلمين لامتثل النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وأحضرهم جميعاً، أو على الأقل طائفة كبيرة منهم، وهو لم يفعل، فيتعيّن المعنى الذي أشرنا إليه إلى أن المقصود هم فاطمة وعليّ والحسن والحسين(عليهم السلام).