المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواية سلمان مع فاطمة (عليها السلام)


الشيخ عباس محمد
13-06-2019, 11:09 PM
السؤال: رواية سلمان مع فاطمة (عليها السلام)السلام عليكم
هذه الرواية يطعن بها النواصب في الزهراء و علي عليهما السلام و يقولون ان الشيعة هم من يطعنون بهم فأرجو منكم التحقق منها

*************************

مهج الدعوات : عن الشيخ علي بن محمد بن علي بن عبدالصمد, عن جده, عن الفقيه أبي الحسن, عن أبي البركات علي بن الحسين الجوزي, عن الصدوق, عن الحسن ابن محمد بن سعيد, عن فرات بن إبراهيم, عن جعفر بن محمد بن بشرويه, عن محمد بن إدريس بن سعيد الانصاري, عن داود بن رشيد والوليد بن شجاع بن مروان, عن عاصم, عن عبدالله بن سلمان الفارسي, عن أبيه قال : خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب عليه السلام ابن عم الرسول محمد صلى الله عليه واله فقال لي : يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله صلى الله عليه واله, فقلت : حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفي غير أن حزني على رسول الله صلى الله عليه واله طال فهو الذي منعني من زيارتكم, فقال عليه السلام : يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله فانها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد اتحفت بها من الجنة, قلت لعلي عليه السلام, قد اتحفت فاطمة عليها السلام بشئ من الجنة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال : نعم بالامس . قال سلمان الفارسي : فهرولت إلى منزل فاطمة عليها السلام بنت محمد صلى الله عليه واله, فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها, فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت : يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي صلى الله عليه واله قلت : حبيبتي أأجفاكم ؟ قالت : فمه اجلس واعقل ما أقول لك . إني كنت جالسة بالامس في هذا المجلس وباب الدار مغلق وأنا أتفكر في انقطاع الوحي عنا وانصراف الملائكة عن منزلنا, فاذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد, فدخل علي ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهن ولا كهيئتهن ولا نضارة وجوههن ولا أزكى من ريحهن, فلما رأيتهن قمت إليهن متنكرة لهن فقلت : بأبي أنتن من أهل مكة أم من أهل المدينة ؟ فقلن : يا بنت محمد لسنا من أهل مكة ولا من أهل المدينة ولا من أهل الارض جميعا غير أننا جوار من الحوار العين من دار السلام أرسلنا رب العزة إليك يا بنت محمد إنا إليك مشتاقات .
المصدر : بحار الانوار : مجلد 43 صفحة 61

*************************

ما مدى صحة الرواية وما تفسيرها وما الحكم الشرعي إن صحت.

الجواب:
السند المذكور في (مهج الدعوات) لا يسلم من الخدشة فيه من جهة جهالة بعض رجاله. وهناك سند آخر ذكره ابن جرير الطبري الشيعي لكنه لا يسلم أيضاً من عدم وثاقة بعض رجاله عندنا.
وذكر ابن حمزة الرواية في (الثاقب في المناقب) بسند مقطوع ولكن لو غضضنا الطرف عن السند وناقشنا الدلالة لا نجد فيها ما يخدش لا بالزهراء (عليها السلام) ولا بعباس (عليه السلام) ولا بسلمان، فالعبارات التي يمكن أن تكون مورداً للطعن هي قول فاطمة (عليها السلام) لسلمان: (جفوتنا) وأنها إليه مشتاقة وأنها كانت ترتدي عباءة قصيرة وأن سلمان قال لها (حبيبتي أأجفاكم)، ولكننا إذا عرفنا أن سلمان منهم أهل البيت (عليهم السلام) لابد أن نحمل كلماته على صدق الولاء لهم وأن صدور هذه الكلمات لا تعد عيباً عليه لأنه بالدرجة العليا من الإيمان وأن رغبة علي وفاطمة (عليهما السلام) بعدم انقطاعه عنهم لأنه بهذه المنزلة والإنسان إلى قرينه والقريب منه في درجة الإيمان أميل إليه من غيره الغير عارف بهم وبمقامهم (عليهم السلام)، ولا يمكن حمل كلمات سلمان على سوء الظن الذي ينقدح في أذهان المبغضين لأن شيء واحد يبعد ذلك عنه المعرفة وهو معرفة بأن سلمان بعمر يناهز المائتين والخمسين عاماً وهذا لوحده كافي في حسن الظن به.
وأما أن فاطمة (عليها السلام) كانت تلبس عباءة قصيرة فالرواية صريحة بأنها غطت رأسها عند مجيء سلمان بمعنى أنها حافظت على حجابها عند قدومه وكون العباءة قصيرة لا يمنع أنها غطت رأسها بشيء آخر غير العباءة،كما يمكن أن يفهم من كلمة الاعتجار الذي يأتي بمعنى لف العمامة على الرأس والعمامة عادة تكون غير العباءة،ولعل وصف كون العباءة قصيرة إذا غطت رأسها أنجلى ساقها حال وقوفها، أما في حال جلوسها فهي كافية للستر ولا يمكن أن يطلق على قطعة قماش أنها عباءة وهي لا تستر حتى في حال الجلوس بل يطلق عليها قميص أو ما شابه ذلك.
وأما السؤال عن كيفية معرفة سلمان بذلك، فجوابه أن مثل هذه المعرفة لا تنحصر بالنظر وإنما قد تعرف بالاستنتاج والتقدير.
تعليق على الجواب (1) بسمه تعالى

جاء في كتاب بحار الأنوار في جزء 43 ص 66
عن عبدالله بن سلمان الفارسي, عن أبيه قال :
خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب عليه السلام ابن عم الرسول محمد صلى الله عليه واله فقال لي :
يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله صلى الله عليه واله, فقلت : حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفي غير أن حزني على رسول الله صلى الله عليه واله طال فهو الذي منعني من زيارتكم, فقال عليه السلام : يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله فانها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قدا تحفت بها من الجنة, قلت لعلي عليه السلام, قد اتحفت فاطمة عليها السلام بشئ من الجنة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال : نعم بالامس.
قال سلمان الفارسي : فهرولت إلى منزل فاطمة عليها السلام بنت محمد صلى الله
عليه واله, فإذا هي جالسة ((وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها )), فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت : يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي صلى الله عليه واله قلت : (( حبيبتي أأجفاكم ؟)):-? قالت : فمه اجلس واعقل ما أقول لك .
سؤالي هو حول العبارة ((وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها )) قول سلمان هذا ألا يدل على انه رأى هذا الشيء فاذا لم يره لم يكن باستطاعته أن يصفه هكذا, فكيف يمكن ذلك؟ كيف يمكن ان (( انجلى ساقها )) و (( انكشف رأسها )) امام سلمان المحمدي؟؟

الجواب:
ليس بالضرورة انه رأى رأسها او ساقيها حتى يعرف ان العباءة لا تكفي لها بل ان ذلك واضح من خلال جلستها فلو كان العباءة كافية لجلست جلسة اعتيادية بدون تكلف.
تعليق على الجواب (2) السلام عليكم
حسب ما أفهم انكم تقصدون انها عليها السلام كانت متكلفة في جلستها ولذلك قال سلمان المحمدي ذلك وأقول أيضا ليس بالضرورة انه كان ينظر اليها باستمرار فما ان رأى أنها متكلفة فمن الممكن والمحتمل بصورة كبيرة انه انزل رأسه، أليس كذلك؟
ولكني صراحة لست مرتاحا من كلمة " اعتجرت "، فقد وجدت في معجم الوجيز أن معناها " اختمرت بعجار " والعجار هو ماتلفه المرأة على استدارة رأسها أو شيء من هذا القبيل.
فما معنى انها اعتجرت عندما نظرت الى سلمان؟ ألم تكن معتجرة من قبل أو متحجبة من قبل أن تنظر الى سلمان وبالتالي قبل وصفه لعباءتها عليها السلام؟
الجواب: الأخ الميرزا المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو من الحديث ان هناك مرحلتان من الستر المرحلة الاولى هو ما وصفه سلمان من حال العباءة وانها كانت اذ خمرّت رأسها انجلى ساقها واذا غطت ساقها انكشف رأسها والمرحلة الثانية هي الاعتجار, ولكن الذي لم يتضح من الحديث ان الاعتجار هل كان بنفس العباءة مما يعني انها تكلفت في جلستها بالشكل الذي يؤدي الى ستر رأسها بالاضافة الى ستر قدميها وهذا ما قلناه سابقاً, والاحتمال الآخر أنها صلوات الله عليها لما ارادت التحدث مع سلمان اعتجرت بقطعة قماش على رأسها غير تلك العباءة حتى تتخلص من التكلف الذي قد تضطر اليه بالعباءة لوحدها ويمكن ان يقبل هذا الاحتمال لان سلمان جعلها مرحلتين في حديثه مما يدل على المغايرة في حال الستر, والاعتجار في اللغة هو لف شئ على الرأس.
وعلى أي حال كان سترها صلوات الله عليها فان الحديث ليس فيه ما يسيء الى سترها فهناك فرق بين (فلما نظرت الي اعتجرت) الذي يدل على انها غيرت طريقة سترها او سترت رأسها بعد ان كان بادياً وبين ما تصورته من ان العبارة هكذا (فلما نظرت اليها اعتجرت) كما يوحي اليه كلامك من انها كيف لم تكن متحجبة قبل النظر فالعبارة الاولى لا تدل على نظر سلمان اليها بل نظرها اليه بخلاف العبارة الثانية التي تصورتها, ولعلك تتساءل من اين عرف سلمان اعتجارها وهو لم ينظر اليها؟ نقول من المحتمل والاحتمال هنا كاف انه عرف ذلك من خلال نهايات عملية الاعتجار والتي تكون فيها المرأة محافظة على سترها وتدل حركاتها النهائية فيه على انها للتو اعتجرت.
وعلى كل حال فالمرء يدرك بالحضور أكثر واوضح ما يحاول ادراكه غيره من غياب. فافهم.