الشيخ عباس محمد
20-07-2019, 12:18 AM
السؤال: كيف يقرأ (عليه السلام) القرآن في ولادته قبل نزوله ؟!السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمور يسألونني عنها أعداء الإسلام ولكن لا توجد لدي المعلومات الكافية للرد أحيانا. لذلك أرسل لكم راجية أن تساعدونني في ردع أعداء الإسلام الكفرة.
السؤال:
ولادة الإمام علي عليه السلام. جاء أحدهم برواية يقول أنها من كتاب أصول الكافي هذا كلامه (( ولادة الامام على فى روضه الواعظين ص84 لما ولد على بن ابى طالب ذهب رسول الله اليه ولكنه رآه ماثلاً بين يديه, واضعاً يديه اليمنى فى اذنه اليمنى وهو يؤذن ويقيم بالحنيفيه وبوحدانيه الله ... ثم قال لرسول الله اقرأ فقال له رسول الله اقرأ ... فقرأ التوراة والانجيل والقرأن والسؤال ..
كيف عرف على بن ابى طالب القرأن قبل نزوله ؟ ))
فهل لي برد على ذلك؟
الجواب:
لقد روى أهل السنة كما روى الشيعة ان النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وعلياً (عليه السلام).
كانا نوراً واحداً قبل ان يخلق الله آدم باربعة الآف عام .
منها ما رواه أحمد في الفضائل عن سلمان, قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كنت أنا وعلي بن أبي طالب نوراً بين الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام, فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئين: فجزء أنا وجزء علي.
وفي رواية: (( خلقت أنا وعلي من نور واحد )) (نقله الجوزي في تذكرة الخواص: 45).
هذا, وإذا قرأت القرآن الكريم وجدت ان القرآن الكريم كان في لوح محفوظ قبل نزوله (البروج : 21, 22), وأنه (( فِي كِتَابٍ مَّكنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ )) (الواقعة:77-78).. والمطهرون هم أهل بيت العصمة (عليهم السلام) بحسب آية التطهير (الأحزاب: 33).. وقد اطلعت على وجودهم النوراني قبل ولادتهم وخلقهم, فلا جَرَم بعد هذا ان يكونوا جميعاً - أي المعصومين - ممن علم بالقرآن قبل نزوله, وقد روى أهل السنة في حديث صحيح عندما سأل النبي (صلى الله عليه وآله): متى كنت نبياً فقال (صلى الله عليه وآله): (( كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد )) انظر مسند أحمد 4: 66, المستدرك على الصحيحين 2: 609.
تعليق على الجواب (1) السلام عليكم الحديث الذي ذكرته اخي لا صحة له
فيه : الحسن بن علي بن صالح بن زكريا أبو سعيد العدوي كذَّاب يسرق الحديث
وكل الاحاديث الواردة في كتبنا حول هذا الشان ضعيف لا يحتج به ولم يرد مثله في الصحيحين .
هذا من حيث الثبوت اما من حيث الدلالة فأحيلك الى ما كتبه بعض اخواننا في هذا نظرا لضيق الوقت: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فقد اطلعت عن طريق محرك البحث ( جوجل ) على العديد من المواقع الرافضية التي بنت على هذا الحديث قصورا من الأوهام، وجعلته أعظم الأدلة على تفضيل علي رضي الله عنه على جميع الأنبياء عدا محمدا، ومن باب دحض حجتهم من جميع الجوانب، فبالإضافة إلى دحضها من جهة الثبوت كما تفضل أخونا الشيخ خالد بن عمر الفقيه - حفظه الله - فإني أشارك في دحضها من جهة الدلالة، فمن باب ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) سنقول لهؤلاء الروافض : من أين أخذتم من هذا الحديث لو افترضنا - جدلا - أنه صحيح أن عليا أفضل من جميع الأنبياء عدا محمد ؟
1) فإن قالوا لأنه كان نورا، قلنا لهم فجميع الأنبياء كانوا نورا بل إن أضوأهم كان نبي الله داود وكونه أضوأهم لم يلزم منه أنه أفضلهم، جاء ذلك في الحديث الذي رواه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2683 قال : " لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد لله فحمد الله بإذنه فقال له ربه يرحمك الله يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقل السلام عليكم قالوا وعليك السلام ورحمة الله ثم رجع إلى ربه قال إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم فقال الله له ويداه مقبوضتان اختر أيهما شئت قال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته فقال أي رب ما هؤلاء فقال هؤلاء ذريتك فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه فإذا فيهم رجل أضوؤهم أو من أضوئهم قال يا رب من هذا قال هذا ابنك داود قد كتبت له عمر أربعين سنة قال يا رب زده في عمره قال ذاك الذي كتب له قال أي رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة قال أنت وذاك قال ثم أسكن الجنة ما شاء الله ثم أهبط منها فكان آدم يعد لنفسه قال فأتاه ملك الموت فقال له آدم قد عجلت قد كتب لي ألف سنة قال بلى ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة فجحد فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته قال فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود" . إذن كون علي رضي الله عنه كان نورا ليس خصيصة له دون الأنبياء حتى يفضل عليهم .
2) وإن قالوا لأنه خلق قبل آدم، قلنا إيجاده على هيئة النور قبل ولادته لا تعني أنه مخلوق قبل آدم، ثم إن إبليس - لعنه الله - كان مخلوقا قبل آدم، ولم يلزم من ذلك فضيلة له .
3) فإن قالوا لأنه هو والنبي كانا نورا واحدا وقسم إلى جزأين فدل على أنه في منزلة النبي، قلنا كونه قسم إلى جزأين لا يفيد أن الجزأين متساويان بل منهما جزء فاضل وجزء مفضول، وغاية ما يفيده الحديث على افتراض صحته أن جزءا من نور النبي وجد في علي والمراد به حينئذ أن النبي له ذرية ستخرج من صلب علي رضي الله عنه، وأما لماذا لم يقسم النور بين الأنبياء ؟ فالجواب أنهم أسبق زمانا، فكأن نور كل مؤمن ظل يقسم على ذريته، وليس في ذلك أي دلالة على أن عليا أفضل من الأنبياء
4) ثم نقول لهم كيف تقدمون هذه الاستنباطات الظنية من حديث مكذوب على نصوص القرآن والسنة القطعية الثبوت القطعية الدلالة الدالة على تفضيل الأنبياء على غيرهم، نحو قول الله تعالى بعد ذكر ثمانية عشر نبياً في سورة الأنعام آية 83 وما بعدها: (وتلك حجتنا آتيناها ابراهيم على قومه........ واسماعيل واليسع ويونس ولوطاً، وكلاً فضلنا على العالمين) فكل نبي مفضل عند الله على العالمين"، وقد حكم القاضي عياض والإمام الطحاوي رحمهما الله تعالى بكفر من اعتقد تفضيل بشر غير نبي على نبي لأنه تكذيب لصريح القرآن .
5) ثم إن هذا الحديث مخالف لظواهر القرآن، وعهدنا بالرافضة أنهم يطعنون فيما لا يوافق أهواءهم من نصوص السنة الصحيحة بزعم أنها تخالف القرآن، فما بالهم هنا تغاضوا عن هذا لحاجة في نفوسهم ؟ فالقرآن أفاد أن الله تعالى خلق كل دابة من ماء وأن الإنسان خلق من تراب ومن ماء مهين، فما بالهم يقولون مخلوق من نور ؟ كما أن القرآن أفاد أن الله تعالى خلق بني آدم من نفس واحدة هي نفس آدم فكيف يكون علي مستثنى من هذه العمومات الصريحة ؟
والسلام
الجواب:
لو دققت في جوابنا لرأيت أننا لانريد الحديث الذي رواه عبد الله بن احمد بن حنبل في زوائده في فضائل الصحابة : حدثنا الحسن, قثنا احمد بن المقدام العجلي, قثنا الفضيل بن عياض. قثنا ثور بن يزيد, عن خالد بن معدان, عن زاذان, عن سلمان : قال : سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله ... الحديث (فضائل الصحابة:253 ح 1132)
وانما نريد ما نقله السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : قال احمد في الفضائل : حدثنا عبد الرزاق عن معمر, عن الزهري, عن خالد عن معدان, عن زاذان, عن سلمان, قال : قال رسول الله ... الحديث (تذكرة الخواص: 320 , الباب الثاني, الاحاديث الواردة في فضائل امير المؤمنين (عليه السلام), حديث فيما خلق منه علي (عليه السلام)), وهو حديث صحيح رجال سنده ثقاة من رجال الصحاح, فراجع.
ومع ذلك فهناك طريق آخر عن سلمان (رض) رواه الحمويني في فرائد السمطين : اخبرني النسابة عبد الحميد بن فخار الموسوي رحمه الله كتابةً اخبرنا النقيب ابو طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الواسطي إجازةً, أنبأنا شاذان بن جبرائيل ابن اسماعيل القمي بقراءتي عليه, أنبأنا ابو عبد الله محمد بن عبد العزيز القمي, أنبأنا الامام حاكم الدين ابو عبد الله محمد بن احمد بن علي بن احمد أنبأنا محمد بن علي بن ابراهيم النطنزي أنبأنا ابو علي الحسن بن احمد بن الحسن الحداد قال: حدثنا ابو نعيم احمد بن عبد الله بن احمد الحافظ حدثنا احمد بن يوسف الخلاد النصيبي ببغداد, قال حدثنا الحارث بن ابي اسامة التميمي, قال: حدثنا داود بن المحبر بن محمد قال : حدثنا قيس بن ربيع عن عباد بن كثير عن ابي عثمان النهدي عن سلمان رضي الله عنه, قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : خُلقت أنا وعلي بن ابي طالب من نور عن يمين العرش ... الحديث (فرائد السمطين 1 : 41 , الباب الثاني), وهذا السند لايوجد فيه ابو سعيد العدوي.
وقد روي الحديث من غير طريق سلمان (رض), فقد روي عن الامام الحسين (المناقب للخوارزمي : 145 ح 170), وعن أبي ذر (رض) وجابر بن عبد الله (رض) (مناقب علي بن ابي طالب لابن المغازلي : 94 ح 115) وعن أنس (زين الفتى في تفسير هل اتى للعاصمي : في مشابهة علي (ع) لابينا آدم (ع)) وعن ابن عباس (كفاية الطالب : 314, الباب السابع والثمانون) فالحديث صحيح له طرق كثيرة.
واما دلالته على الافضلية فبنفس دلالة الحديث على أفضلية رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسبق نوره في الخلقة وتقدمه على الخليقة وفي ذلك أحاديث كثيرة تدل على أفضليته (صلى الله عليه وآله) لتقدمه في الخلق ولايستطيع احد ان ينكر ذلك الا اذا كان من غير المسلمين.
واما حديث الترمذي ففيه:
أولاً: انه من طرقكم فلا يصح الاحتجاج به علينا.
ثانياً: انه عن ابي هريرة وروايات ابي هريرة لا تساوي فلساً.
ثالثاً: لو قبلنا روايته فانه انفرد به ابو هريرة فلا يعارض حديث النور الوارد عن عدة من الصحابة بطرق عديدة قد تصل الى حد التواتر وبعضها صحيح كما بينا.
رابعاً: ان المتفق عليه من حديث ابو هريرة هو الى قوله : فقال له ربه يرحمك الله يا آدم واما باقي فزيادة لم يتفق عليها.
خامساً : ان هذه الزيادة ملفقة من روايات اخرى جاءت بنفس المضمون مضطربة المتن ذكر بعضها ابن عساكر في تاريخه (تاريخ مدينة دمشق 7 : 391 - 394).
سادساً : ان هذه الزيادة من الاسرائيليات فانها من روايات التجسيم وقد استدل بها المجسمة اذ فيها ويداه مقبوضتان قال فيه الفخر الرازي : ان ظاهر الخبر الذي روينا يدل على أنه كان يلعب مع آدم عليه السلام كما يلعب الصبيان بعضهم مع بعض حتى يقبضون ايديهم على الزوج والفرد والصبيان اذا فعلوا ذلك ضربهم المعلم وادبهم فكيف ينسب ذلك الى رب العالمين واحكم الحاكمين (اساس التقديس في علم الكلام : 103 الفصل الثامن عشر) وفيه مضاهات لقول اليهود ان يد الله مغلولة فهما كانتا مقبوضتين على ظاهر الحديث, وفيها نسبة الجحود والنسيان لآدم (عليه السلام) وهو نبي معصوم.
سابعاً : الظاهر ان هذه الرواية لو ثبتت عن ابي هريرة انها مما دسه كعب الاحبار عليه وهو كثير. فكيف بعد كل هذا يمكن الاستدلال بها ومعارضتها بحديث النور. مع أنه لو اخذنا بكل ما فيها فأنه لا يتم التعارض ايضاً لان الاستدلال بالأفضلية كان من حيث سبق النور والتقدم في مراتب الخلقة لا في أزهرية النور.
واما القياس على سبق خلق أبليس على آدم فليس كما ينبغي اذ الافضلية في حديث النور مبنية على السبق في سلسلة المراتب الوجودية الطولية وليس السبق الزماني وأن كان في السلسلة العرضية اذ عند ذلك ربما تكون السماء والنجوم والارض وبعض الحيوانات مثلاً سابقة في الوجود ولكن من الواضح انها غير مؤثرة في الترتيب في سلسلة الوجود الطولية, فلاحظ.
وظاهر الحديث كما هو على طريقة استعمال العرب يدل على ان الجزئين المنقسمين اما متساويان أو قريبان من بعضهما في المقدار وهذا ظاهر الاستعمال العرفي لهذا التعبير للدلالة على هذا المعنى فانه ظاهر من جملة (فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئين فجزء انا وجزء علي) نعم لو استعمل في العبارة حرف (من) المفيد للتبعيض كأن يقال (اخذ منه جزء فكان علي(عليه السلام) ) لكان هناك وجهة للاشكال. وفي الروايات تصريح بأن نور الانبياء مأخوذ من ذلك النور.
واما تفضيل الانبياء على العالمين فانه من الواضح انه تفضيلٌ لهم على عالمَيّ زمانهم كما فُضلت مريم على نساء عالمها والا كان معارضاً لما يعتقده جميع المسلمين من تفضيل رسول الله (صلى الله عليه وآله)على جميع الخليقة وان قالوا انهم مُفضلين على العالمين مع وجود التفاضل بينهم قلنا فلا مانع من وجود آخرين مفضلين على العالمين ايضاً داخلين في التفاضل. واما حصر ذلك بالانبياء فلا دلالة عليه لامن القرآن ولامن السنة بل الامر بالعكس ولامجال هنا لتوضيح ذلك وما حكم بعضهم بالتكفير فهو مردود عليهم اذ لادليل لهم عليه ولم يصدر الا عن قصر فهمهم اذ كيف يصح ذلك مع وجود هذا الحديث الصحيح.
واما ان اصل خلقة الانسان من طين ومن ماء مهين فانه اصل خلقه هذا البدن الدينوي وكلامنا في اصل خلقة الحقيقة المحمدية ونورها فالاعتراض بمثل هذا يعد من السخافة والسذاجة.
أمور يسألونني عنها أعداء الإسلام ولكن لا توجد لدي المعلومات الكافية للرد أحيانا. لذلك أرسل لكم راجية أن تساعدونني في ردع أعداء الإسلام الكفرة.
السؤال:
ولادة الإمام علي عليه السلام. جاء أحدهم برواية يقول أنها من كتاب أصول الكافي هذا كلامه (( ولادة الامام على فى روضه الواعظين ص84 لما ولد على بن ابى طالب ذهب رسول الله اليه ولكنه رآه ماثلاً بين يديه, واضعاً يديه اليمنى فى اذنه اليمنى وهو يؤذن ويقيم بالحنيفيه وبوحدانيه الله ... ثم قال لرسول الله اقرأ فقال له رسول الله اقرأ ... فقرأ التوراة والانجيل والقرأن والسؤال ..
كيف عرف على بن ابى طالب القرأن قبل نزوله ؟ ))
فهل لي برد على ذلك؟
الجواب:
لقد روى أهل السنة كما روى الشيعة ان النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وعلياً (عليه السلام).
كانا نوراً واحداً قبل ان يخلق الله آدم باربعة الآف عام .
منها ما رواه أحمد في الفضائل عن سلمان, قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كنت أنا وعلي بن أبي طالب نوراً بين الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام, فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئين: فجزء أنا وجزء علي.
وفي رواية: (( خلقت أنا وعلي من نور واحد )) (نقله الجوزي في تذكرة الخواص: 45).
هذا, وإذا قرأت القرآن الكريم وجدت ان القرآن الكريم كان في لوح محفوظ قبل نزوله (البروج : 21, 22), وأنه (( فِي كِتَابٍ مَّكنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ )) (الواقعة:77-78).. والمطهرون هم أهل بيت العصمة (عليهم السلام) بحسب آية التطهير (الأحزاب: 33).. وقد اطلعت على وجودهم النوراني قبل ولادتهم وخلقهم, فلا جَرَم بعد هذا ان يكونوا جميعاً - أي المعصومين - ممن علم بالقرآن قبل نزوله, وقد روى أهل السنة في حديث صحيح عندما سأل النبي (صلى الله عليه وآله): متى كنت نبياً فقال (صلى الله عليه وآله): (( كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد )) انظر مسند أحمد 4: 66, المستدرك على الصحيحين 2: 609.
تعليق على الجواب (1) السلام عليكم الحديث الذي ذكرته اخي لا صحة له
فيه : الحسن بن علي بن صالح بن زكريا أبو سعيد العدوي كذَّاب يسرق الحديث
وكل الاحاديث الواردة في كتبنا حول هذا الشان ضعيف لا يحتج به ولم يرد مثله في الصحيحين .
هذا من حيث الثبوت اما من حيث الدلالة فأحيلك الى ما كتبه بعض اخواننا في هذا نظرا لضيق الوقت: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فقد اطلعت عن طريق محرك البحث ( جوجل ) على العديد من المواقع الرافضية التي بنت على هذا الحديث قصورا من الأوهام، وجعلته أعظم الأدلة على تفضيل علي رضي الله عنه على جميع الأنبياء عدا محمدا، ومن باب دحض حجتهم من جميع الجوانب، فبالإضافة إلى دحضها من جهة الثبوت كما تفضل أخونا الشيخ خالد بن عمر الفقيه - حفظه الله - فإني أشارك في دحضها من جهة الدلالة، فمن باب ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) سنقول لهؤلاء الروافض : من أين أخذتم من هذا الحديث لو افترضنا - جدلا - أنه صحيح أن عليا أفضل من جميع الأنبياء عدا محمد ؟
1) فإن قالوا لأنه كان نورا، قلنا لهم فجميع الأنبياء كانوا نورا بل إن أضوأهم كان نبي الله داود وكونه أضوأهم لم يلزم منه أنه أفضلهم، جاء ذلك في الحديث الذي رواه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2683 قال : " لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد لله فحمد الله بإذنه فقال له ربه يرحمك الله يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقل السلام عليكم قالوا وعليك السلام ورحمة الله ثم رجع إلى ربه قال إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم فقال الله له ويداه مقبوضتان اختر أيهما شئت قال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته فقال أي رب ما هؤلاء فقال هؤلاء ذريتك فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه فإذا فيهم رجل أضوؤهم أو من أضوئهم قال يا رب من هذا قال هذا ابنك داود قد كتبت له عمر أربعين سنة قال يا رب زده في عمره قال ذاك الذي كتب له قال أي رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة قال أنت وذاك قال ثم أسكن الجنة ما شاء الله ثم أهبط منها فكان آدم يعد لنفسه قال فأتاه ملك الموت فقال له آدم قد عجلت قد كتب لي ألف سنة قال بلى ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة فجحد فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته قال فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود" . إذن كون علي رضي الله عنه كان نورا ليس خصيصة له دون الأنبياء حتى يفضل عليهم .
2) وإن قالوا لأنه خلق قبل آدم، قلنا إيجاده على هيئة النور قبل ولادته لا تعني أنه مخلوق قبل آدم، ثم إن إبليس - لعنه الله - كان مخلوقا قبل آدم، ولم يلزم من ذلك فضيلة له .
3) فإن قالوا لأنه هو والنبي كانا نورا واحدا وقسم إلى جزأين فدل على أنه في منزلة النبي، قلنا كونه قسم إلى جزأين لا يفيد أن الجزأين متساويان بل منهما جزء فاضل وجزء مفضول، وغاية ما يفيده الحديث على افتراض صحته أن جزءا من نور النبي وجد في علي والمراد به حينئذ أن النبي له ذرية ستخرج من صلب علي رضي الله عنه، وأما لماذا لم يقسم النور بين الأنبياء ؟ فالجواب أنهم أسبق زمانا، فكأن نور كل مؤمن ظل يقسم على ذريته، وليس في ذلك أي دلالة على أن عليا أفضل من الأنبياء
4) ثم نقول لهم كيف تقدمون هذه الاستنباطات الظنية من حديث مكذوب على نصوص القرآن والسنة القطعية الثبوت القطعية الدلالة الدالة على تفضيل الأنبياء على غيرهم، نحو قول الله تعالى بعد ذكر ثمانية عشر نبياً في سورة الأنعام آية 83 وما بعدها: (وتلك حجتنا آتيناها ابراهيم على قومه........ واسماعيل واليسع ويونس ولوطاً، وكلاً فضلنا على العالمين) فكل نبي مفضل عند الله على العالمين"، وقد حكم القاضي عياض والإمام الطحاوي رحمهما الله تعالى بكفر من اعتقد تفضيل بشر غير نبي على نبي لأنه تكذيب لصريح القرآن .
5) ثم إن هذا الحديث مخالف لظواهر القرآن، وعهدنا بالرافضة أنهم يطعنون فيما لا يوافق أهواءهم من نصوص السنة الصحيحة بزعم أنها تخالف القرآن، فما بالهم هنا تغاضوا عن هذا لحاجة في نفوسهم ؟ فالقرآن أفاد أن الله تعالى خلق كل دابة من ماء وأن الإنسان خلق من تراب ومن ماء مهين، فما بالهم يقولون مخلوق من نور ؟ كما أن القرآن أفاد أن الله تعالى خلق بني آدم من نفس واحدة هي نفس آدم فكيف يكون علي مستثنى من هذه العمومات الصريحة ؟
والسلام
الجواب:
لو دققت في جوابنا لرأيت أننا لانريد الحديث الذي رواه عبد الله بن احمد بن حنبل في زوائده في فضائل الصحابة : حدثنا الحسن, قثنا احمد بن المقدام العجلي, قثنا الفضيل بن عياض. قثنا ثور بن يزيد, عن خالد بن معدان, عن زاذان, عن سلمان : قال : سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله ... الحديث (فضائل الصحابة:253 ح 1132)
وانما نريد ما نقله السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : قال احمد في الفضائل : حدثنا عبد الرزاق عن معمر, عن الزهري, عن خالد عن معدان, عن زاذان, عن سلمان, قال : قال رسول الله ... الحديث (تذكرة الخواص: 320 , الباب الثاني, الاحاديث الواردة في فضائل امير المؤمنين (عليه السلام), حديث فيما خلق منه علي (عليه السلام)), وهو حديث صحيح رجال سنده ثقاة من رجال الصحاح, فراجع.
ومع ذلك فهناك طريق آخر عن سلمان (رض) رواه الحمويني في فرائد السمطين : اخبرني النسابة عبد الحميد بن فخار الموسوي رحمه الله كتابةً اخبرنا النقيب ابو طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الواسطي إجازةً, أنبأنا شاذان بن جبرائيل ابن اسماعيل القمي بقراءتي عليه, أنبأنا ابو عبد الله محمد بن عبد العزيز القمي, أنبأنا الامام حاكم الدين ابو عبد الله محمد بن احمد بن علي بن احمد أنبأنا محمد بن علي بن ابراهيم النطنزي أنبأنا ابو علي الحسن بن احمد بن الحسن الحداد قال: حدثنا ابو نعيم احمد بن عبد الله بن احمد الحافظ حدثنا احمد بن يوسف الخلاد النصيبي ببغداد, قال حدثنا الحارث بن ابي اسامة التميمي, قال: حدثنا داود بن المحبر بن محمد قال : حدثنا قيس بن ربيع عن عباد بن كثير عن ابي عثمان النهدي عن سلمان رضي الله عنه, قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : خُلقت أنا وعلي بن ابي طالب من نور عن يمين العرش ... الحديث (فرائد السمطين 1 : 41 , الباب الثاني), وهذا السند لايوجد فيه ابو سعيد العدوي.
وقد روي الحديث من غير طريق سلمان (رض), فقد روي عن الامام الحسين (المناقب للخوارزمي : 145 ح 170), وعن أبي ذر (رض) وجابر بن عبد الله (رض) (مناقب علي بن ابي طالب لابن المغازلي : 94 ح 115) وعن أنس (زين الفتى في تفسير هل اتى للعاصمي : في مشابهة علي (ع) لابينا آدم (ع)) وعن ابن عباس (كفاية الطالب : 314, الباب السابع والثمانون) فالحديث صحيح له طرق كثيرة.
واما دلالته على الافضلية فبنفس دلالة الحديث على أفضلية رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسبق نوره في الخلقة وتقدمه على الخليقة وفي ذلك أحاديث كثيرة تدل على أفضليته (صلى الله عليه وآله) لتقدمه في الخلق ولايستطيع احد ان ينكر ذلك الا اذا كان من غير المسلمين.
واما حديث الترمذي ففيه:
أولاً: انه من طرقكم فلا يصح الاحتجاج به علينا.
ثانياً: انه عن ابي هريرة وروايات ابي هريرة لا تساوي فلساً.
ثالثاً: لو قبلنا روايته فانه انفرد به ابو هريرة فلا يعارض حديث النور الوارد عن عدة من الصحابة بطرق عديدة قد تصل الى حد التواتر وبعضها صحيح كما بينا.
رابعاً: ان المتفق عليه من حديث ابو هريرة هو الى قوله : فقال له ربه يرحمك الله يا آدم واما باقي فزيادة لم يتفق عليها.
خامساً : ان هذه الزيادة ملفقة من روايات اخرى جاءت بنفس المضمون مضطربة المتن ذكر بعضها ابن عساكر في تاريخه (تاريخ مدينة دمشق 7 : 391 - 394).
سادساً : ان هذه الزيادة من الاسرائيليات فانها من روايات التجسيم وقد استدل بها المجسمة اذ فيها ويداه مقبوضتان قال فيه الفخر الرازي : ان ظاهر الخبر الذي روينا يدل على أنه كان يلعب مع آدم عليه السلام كما يلعب الصبيان بعضهم مع بعض حتى يقبضون ايديهم على الزوج والفرد والصبيان اذا فعلوا ذلك ضربهم المعلم وادبهم فكيف ينسب ذلك الى رب العالمين واحكم الحاكمين (اساس التقديس في علم الكلام : 103 الفصل الثامن عشر) وفيه مضاهات لقول اليهود ان يد الله مغلولة فهما كانتا مقبوضتين على ظاهر الحديث, وفيها نسبة الجحود والنسيان لآدم (عليه السلام) وهو نبي معصوم.
سابعاً : الظاهر ان هذه الرواية لو ثبتت عن ابي هريرة انها مما دسه كعب الاحبار عليه وهو كثير. فكيف بعد كل هذا يمكن الاستدلال بها ومعارضتها بحديث النور. مع أنه لو اخذنا بكل ما فيها فأنه لا يتم التعارض ايضاً لان الاستدلال بالأفضلية كان من حيث سبق النور والتقدم في مراتب الخلقة لا في أزهرية النور.
واما القياس على سبق خلق أبليس على آدم فليس كما ينبغي اذ الافضلية في حديث النور مبنية على السبق في سلسلة المراتب الوجودية الطولية وليس السبق الزماني وأن كان في السلسلة العرضية اذ عند ذلك ربما تكون السماء والنجوم والارض وبعض الحيوانات مثلاً سابقة في الوجود ولكن من الواضح انها غير مؤثرة في الترتيب في سلسلة الوجود الطولية, فلاحظ.
وظاهر الحديث كما هو على طريقة استعمال العرب يدل على ان الجزئين المنقسمين اما متساويان أو قريبان من بعضهما في المقدار وهذا ظاهر الاستعمال العرفي لهذا التعبير للدلالة على هذا المعنى فانه ظاهر من جملة (فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئين فجزء انا وجزء علي) نعم لو استعمل في العبارة حرف (من) المفيد للتبعيض كأن يقال (اخذ منه جزء فكان علي(عليه السلام) ) لكان هناك وجهة للاشكال. وفي الروايات تصريح بأن نور الانبياء مأخوذ من ذلك النور.
واما تفضيل الانبياء على العالمين فانه من الواضح انه تفضيلٌ لهم على عالمَيّ زمانهم كما فُضلت مريم على نساء عالمها والا كان معارضاً لما يعتقده جميع المسلمين من تفضيل رسول الله (صلى الله عليه وآله)على جميع الخليقة وان قالوا انهم مُفضلين على العالمين مع وجود التفاضل بينهم قلنا فلا مانع من وجود آخرين مفضلين على العالمين ايضاً داخلين في التفاضل. واما حصر ذلك بالانبياء فلا دلالة عليه لامن القرآن ولامن السنة بل الامر بالعكس ولامجال هنا لتوضيح ذلك وما حكم بعضهم بالتكفير فهو مردود عليهم اذ لادليل لهم عليه ولم يصدر الا عن قصر فهمهم اذ كيف يصح ذلك مع وجود هذا الحديث الصحيح.
واما ان اصل خلقة الانسان من طين ومن ماء مهين فانه اصل خلقه هذا البدن الدينوي وكلامنا في اصل خلقة الحقيقة المحمدية ونورها فالاعتراض بمثل هذا يعد من السخافة والسذاجة.